روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت التاسع والأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء التاسع والأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة التاسعة والأربعون

إليكَ عَنِّي إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ
أمَا تَرَى الْجِسْـ ـمَ قد أُودى به الْعَطَبُ
للِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له
حر الصبابة والأوجا.ع والصب
ضا.قت علي بلاد الله ما رحبت
يالر.جال يشعر في الأرض ويجب
البين يؤ.لمني والشو.ق يجر.حني
والدار ناز.حة والشمـ ـل من شعب
كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ
عَهْـ ـدي بها زَمَناً ما دُونَها حُجُبُ
_قيس بن الملوح
_______________________
<“حقا.ئقٌ مر.عبة هي بمثابة الضغـ ـط على الز.ناد”>
كان “مُـهاب” جالسًا يجاوره “وهـيب” الذي كان يستمع إلى ما يقوله صديقه لأو.لاد عمومة صديقه بهدوءٍ شـ ـديدٍ بعد أن قاما بإستغـ ـلال الأوضا.ع حينها بشكلٍ صحيحٍ كان فيما كان “حُـذيفة” يستمع إليه والنير.ان تتأ.جج دا.خل صد.ره كالحـ ـمم البركا.نية
«مبدأيًا وقبل أي حاجة بالصلاة على النبي دول شـ ـلة مكونة مِن خمس شبا.ب وبنـ ـت، الشـ ـلة دي معروفة جدًا فـ الكلية بس طبعًا هما شـ ـلة مش تما.م مِن الآخر، مؤ.خرًا أنا و “وهـيب” لاحظنا إنهم مركزين مع “يزيد” بطريقة ملـ ـفتة للأنظار، بس “يزيد” كان عادي يعني مش حا.طط حاجة فـ د.ماغه، أوقات كُنْت بسمعهم بيتهامسوا مع بعض وعيـ ـنهم على “يزيد” فـ نفس الوقت»
أكمل “وهـيب” حديث صديقه وقال بنبرةٍ هادئة:
«بصراحة أنا حذ.رته قبل كدا لأني مرتحـ ـتلهومش وحسيت بـ قلـ ـق مِنهم بس هو يعني كـ ـبر د.ماغه وقال هما فـ حالهم وأنا فـ حالي، مِن كام يوم لمَ “يزيد” كان فـ المستشفى قولت أنا و “مُـهاب” نحاول نعرف أي حاجة لأني متأكد إن هما اللي عملوا فـ “يزيد” كدا، إحنا حاولنا بقىٰ نعرف عنهم أي حاجة حتى لو كانت إيه، المهم البشوات أصلهم شما.ل وبيروحوا أما.كن أستغفر الله العظيم وخُد عندك أي حاجة حرا.م بيعملوها فـ برضوا مسكـ ـتناش وعرفنا أول فرد فيهم بيسهر فين»
كان حديثه بمثابة القـ ـنبلة التي على أتم الإستعداد للإنفجا.ر، تأ.هبت الحو.اس وحُـ ـبِسَت الأنفا.س وتر.قبت النظرات وأُنصـ ـتت الآذان لسماع المزيد والمزيد الذي سيفـ ـتح أبواب الجحـ ـيم على الجميع للمجيء بحـ ـق هذا الفتـ ـى المسـ ـكين الذي تكا.لبت عليه مجموعة مِن الشبا.ب الفا.سدين الذين قد د.مروا حياته د.ون و.جه حـ ـق ولسـ ـببٍ غير معلوم.
_______________________
<“طير حُـ ـر يرفر.فر فوق أراضٍ حُـ ـرة”>
كان سعيدًا وبشـ ـدة فـ ما هي إلا ساعاتٌ قليـ ـلة وستصبح زوجته وحبيبته التي كانت دومًا الد.اء والدواء معًا، كانت في بعض الأوقات كـ السـ ـم الملعـ ـون الذي يتسـ ـلل دا.خل أور.دته ببـ ـطءٍ حتى ينا.ل مِنهُ ويقـ ـضي عليه، وفي نفس الوقت كانت هي الدواء لدا.ءٍ كان بمثابة النَـ ـيل مِنهُ، كان شـ ـريدًا في ظـ ـلمةٍ قا.سيةٍ عليه، كان وكأنه أصبح غير صا.لح لأي شيءٍ في هذه الحياة فقد فَقَـ ـدَ أعز النِعَم للإنسان كيف يقـ ـضي بقية حياته كـ ـفيفًا يقوم بإرها.ق مَن حوله وتقـ ـييد حـ ـريتهم لعجـ ـزه عن التأ.قلم مع هذه الحياة الجديدة المعـ ـتمة!
لتأتي تلك السا.حرة صاحبة الضوء الوها.ج تختـ ـطفه في لحظةٍ غير معهو.دة تُلقـ ـي سحـ ـرها الخاص بها والفريد مِن نوعه عليه ليُصا.ب هو حينها بد.اء الحُبِّ دون أن يكون لهُ دواء، فـ كيف لـ الحُبِّ أن يكون لهُ دواء؟ كان كالمخد.ر الذي لا يعـ ـي لِمَ يحدث حوله معها وكأنها تتعمـ ـد فعل ذلك حتى ترىٰ مدىٰ تأ.ثيرها عليه نُـ ـصب عينيها
جلس على المقعد ليشعر بأخيه الذي جاوره في جلسته والذي قال أيضًا بنبرةٍ متعـ ـبة:
«كدا كل حاجة تمام، أنا أكدت على كل حاجة ووزعت الكروت زي ما طلبت بقالي يومين وبدلتك وحاجتك كلها زي الفُل، وأكدت برضوا على ورقك وكل حاجة كله فـ السَلـ ـيم مش عايزك تقلـ ـق»
شعر حينها “شـهاب” بـ الراحة تتغلـ ـغل إلى صد.ره ليزفـ ـر بعـ ـمقٍ ويقول:
«طب كويس، أهم حاجة تكون بعت لـ “عـزام” و “عُـرابي” و “مـينا” وأسرته، أنا مش حِمـ ـل غبا.وة “مـينا” بالذات دا يفضـ ـحني»
ضحك “شُـكري” عا.ليًا على حديث أخيه إليه ثم جاوبه بنبرةٍ ضاحكة قائلًا:
«متقلـ ـقش “مـينا” كان أول واحد عارف وأكدت عليه وهو قالي إنه هيكون معاك مِن الصبح بدري وبخصوص “عـزام” فـ هييجي متقلـ ـقش أنا تواصلت معاه على “الواتساب” وبعتله دعوة وعملت نفس الشيء مع “عـرابي” مش عايزك تقلـ ـق مِن حاجة»
تنفس “شـهاب” الصعد.اء وكأنه تخلَّـ ـص مِن عـ ـبءٍ كبيرٍ كان محمـ ـلًا على عا.تقيه، مسـ ـح على وجهه بكفه وقال بنبرةٍ هادئة:
«بقولك إيه، أقرأ لي اللي “مَرْيَم” كتبته فـ كارت الدعوة اللي أدتهولك كدا عشان قولتلها تقولي مَرضيتش»
أعتدل “شُـكري” في جلستهِ بعد أن كان يجلس بأريحية شـ ـديدة وسـ ـحب بطاقة الدعوة مِن على سطح الطاولة ثم قام بفتـ ـحها وقراءة ما هو مكتوبٌ بعينيه حتى أنه أبتسم بشـ ـدة ثم نظر إلى أخيه الذي كان ينتظر سماع ما سيقوله الآخر الذي قال بنبرةٍ سعيدة:
«لا بُص، دا بعد ما تكتبوا أستنى لبكرا بإذن الله وهي تقولك مكتوب إيه»
أحتـ ـل الوجوم وجهه وعقد ما بين حاجبيهِ وهتف بضجـ ـرٍ قائلًا:
«يعني إيه؟ هي اللي قالتلك متقوليش صح؟»
أبتسم “شُـكري” أكثر وقال بنبرةٍ هادئة:
«بصراحة كدا آه، وأنا بصراحة مش هقولك عشان هي حلفتني ما أقولك كلمة مِن اللي مكتوبة، بس بصراحة يعني بتحبّك أوي لو كان عندها أخت كُنْت خدتها واللهِ وأنا مغمـ ـض»
زفـ ـر “شـهاب” بعمـ ـقٍ ومازال الضـ ـيق يحتـ ـل معالم وجهه بشكلٍ واضحٍ أمام أخيه الذي كان مبتسمًا، نهض هو وهتف بنبرةٍ مغتا.ظة:
«ماشي يا “مَرْيَم” بكرا مش بعـ ـيد، أنا هشوف أزاي تعا.نديني ومترديش تقوليلي اللي مكتوب»
أنهـ ـىٰ حديثه وذهب مشـ ـهرًا بعصـ ـاته أمامه أسـ ـفل نظرات أخيه الذي كان يتابعه والسعادة تغـ ـمره فأخيرًا سيرىٰ أخاه الحبيب في حِلته السو.دا.ء غدًا واضعًا كفه بـ كف والدها يتعهـ ـد أمام ربه وأمام جميع الحاضرين أن يُعاملها بودٍ وإحسان معاملةً يرضاها ربه ورسوله، حرك رأسه برفقٍ وجلس بشكلٍ أكثر راحة وهو يُمسك بهاتفه يعبـ ـث بهِ قليلًا قبل أن يولج على التطبيق الشهـ ـير “فيسبوك” ومِنها على كتابة منشوره الجديد بكلماتٍ نا.بعة مِن القلب تكتبها الأنامل بكل الحُبّ:
_يمكن مش متعود أقول كلام حلو بس عيوني وقتها بتقول اللي لساني بيعجـ ـز عنه، بس أنا بحاول أكتب كلمتين حلوين عشان مبقاش رخـ ـم فـ عيون البعض أو شخص “بو.مة” زي البعض ما بيقول، بس أنا واللهِ العظيم ما في حاجة فـ حياتي فرحتني لدرجة إنها تخلّيني أعيط قد إني هشوف أخويا بكرا عريس ومبسوط إنه خد الإنسانة اللي بيحبها
_صدقوني لغة العيون أحلى وأجمل بمراحل فـ تعبيرها عن الحُبّ والسعادة أو حتى الحز.ن والو.جع، العيون دايمًا عا.مل أساسي بالنسبة لي ومش هيفر.ق معايا كلام حدّ طالما الشخص اللي فرحان لِيه عارف كويس طُرُق تعبير الحُبّ والفرحة مِن الشخص اللي قدامه، فأنا حقيقي كل أفعا.لِ وردّودي هتكون وا.ضحة بكرا وأنا شايف أخويا حبيبي مبسوط وبقى أخيرًا مع الإنسانة اللي بيحبّها، لو لَقيتوني بكرا بقول شِعر وقصايد أعرفوا إني مهَيـ ـبر وفرحتي بيه نَستـ ـني نَفسي.
أنهـ ـىٰ كتابة منشوره ممازحًا إياهم ثم في النها.ية وضع الرمز الضاحك وقام بالإشارة إلى أخاه وقام بنشر المنشور وهو مبتسم الوجه والسعادة تغمـ ـر قلبه، يعلم أنه لَم يستطع وصف سعادته بتلك الكلمات البسيطة ولَكِن سعادته المفر.طة وحماسه الكبير تجاه أخاه لا يوصف وا.ضحٌ وبشـ ـدة أمام الأعين.
_________________________
<“مزحة ما بعد منتصف الليل”>
كان يجلس نصف جلسة أعلى فراشه وبأحضانه “أيسل” التي كانت تنام بعـ ـمقٍ منذ قرابة الساعتين فيما كان هو مستيقظًا يتصفح صفحته كالمعتاد ويرىٰ الأسئلة التي تُطرح عليه مِن قِبَل متابعيه الكثر الذين إزدا.دوا بشكلٍ ملحوظ في الآونة الأخيرة، بدأ برؤية الأسئلة المطروحة عليه حتى رأىٰ هذه الرسالة مِن مجهـ ـولٍ عَلِمَ هو مَن يكون مِن أسلو.ب تحدثه:
_يا شيخنا هتتيسرلك أمتى وتفرحنا قريب؟
كانت في نها.ية الرسالة ملصق يقوم بومض إحدىٰ أعينه بمشا.كسةٍ ليبتسم هو ويقوم بإلتقا.طها ونشرها على صفحته بعد أن قام بإقتصا.صها وكتب أعلا.ها بنفس المراو.غة:
_أدعي بس يا قلب الشيخ وأنا هفرحك قريب
كدا كدا عارفك وهجيـ ـبك
أنهـ ـىٰ كتابة منشوره واضعًا نفس الملصق ثم قام بنشر المنشور وهو يعلم تمام العلم صاحبه الذي كان يتخا.بث عليه في الآونة الأخيرة مرددًا ذاك السؤال كلما يراه أمامه وكأنه يهـ ـدده بطريقةٍ غير مباشرة بأنه سيتم كشـ ـف سِره أمام الجميع
بدأ التفاعل على هذا المنشور يزدا.د بشكلٍ ملحوظ بالملصق الضاحك ومعها تعليقات متابعيه التي كانت تمازحه كذلك بـ عِدة عبارات مختـ ـلفة ومتنوعة
_يا ترىٰ يا شيخنا يا عسول مخـ ـبيلنا إيه؟
_مش مرتا.حلك يا شيخ شكلك هتتجوز على مراتك فـ السـ ـر
_شيخنا طيب وبيحبّنا وهيقولنا دلوقتي حالًا بيحضرلنا إيه
_أنتَ بتحضر إيه مِن ورايا يا “حُـذيفة” ليلة أهـ ـلك سو.دة معايا النهاردة؟
هكذا كان تعليق ابن عمته “ليل” الذي يبدو أنه غا.ضبٌ مِن إخفـ ـاء الآخر أمرًا كهذا عليه وتفضيل الآخر عنه، فيما ضحك هو وقام بالردّ عليه حينما قال:
_أنا معملتش حاجة صدقني
أنهـ ـىٰ عبارته بوضع الملصق بريء الوجه لتزد.اد تفاعلات متابعيه على هذا التعليق وتعليق ابن عمته أيضًا الذي قام بالردّ عليه متو.عدًا لهُ:
_فاكر نفسك هتضحك عليا بوش البراءة الزا.ئف دا؟ الفـ ـرق بينا حـ ـيطة خلّي بالك يعني إلحـ ـق نفسك أحسنلك
_مبخا.فش، مبتهـ ـددش، مبتهـ ـزش، قابلني بعد صلاة الفجر
كان يمازحه ويقوم بالردّ على بعض التعليقات حتى قرر العودة إلى التطبيق الذي يتلقـ ـىٰ مِن خلاله رسائلهم العديدة دون الإفصا.ح عن هو.يتهم حتى أستوقفه رسالةٌ تقول:
_يا شيخ أخو مرات أخويا ابن أخو ابويا خال بنت مرات أخويا عاوز يتجوزني
أوافق
لا
كانت في الأولى تضع رمز القلب وفي الثانية تضع الرمز الباكِ، فيما شعر أن عـ ـقله توقـ ـف عن العمل لبعض الوقت وبالتشـ ـتت وهو يقول:
«مش فاهم برضوا أنتِ عايزة إيه؟!»
قام بنشرها مثلما فعل في السابقة وكتب أعلا.ها:
_يعني إيه يعني؟
أنتِ عارفة قعدت قد إيه أستوعب أنتِ عايزة إيه، ما تقولي ابن عمي على طول ليه نقعد نلـ ـف وند.ور كدا هو حدّ قالك إني عليا أقساط مبسـ ـددهاش؟
وعقا.بًا ليكِ كله هيقولك لا وأنا أولهم
أنهـ ـىٰ حديثه واضعًا الملصق الغا.ضب وقام بنشره لتَمُر ثوانٍ وتأتيه التفاعلات الكثر على منشوره ذاك بالمصلق الضاحك والمزيـ ـد مِن التعليقات الممازحة، عاد إلى التطبيق مِن جديد ليرىٰ رسالةٌ تقول:
_يا شيخ ما تقولنا نكتة شكلك عارف نكت حلوة وبتضحك زي ما بتضحكنا كدا
قام بنشرها بعد أن كتب أعلا.ها:
_صدقني يا حبيبي أنا فـ النُكَت د.مي يُلطـ ـش بس واللهِ ما أنا كاسـ ـر بخاطرك
أسمع يا سيدي
مرة واحد بيشتغـ ـل حكم دخل على قهوة جه يطلب طلب واحد صفر
البلو.ك على إيدك اليميـ ـن يا غا.لي
وردته رسالة صوتية مِن “شـهاب” عبر التطبيق الشهير “واتساب” ليقوم بالولوج إلى محادثته وسماع مقـ ـطعه الصوتي الذي كان يقول بهِ:
«أنتَ إيه اللي مقعدك لحد دلوقتي يا “حُـذيفة” ما تتخمـ ـد يا قلبي عشان تفو.قلي بكرا ولا أنا لازم أهـ ـزقك يعني عشان تسمع الكلام؟»
ضحك “حُـذيفة” على حديث صديقه ولذلك قام بتسجيـ ـل مقـ ـطع صوتي لهُ يردّ على حديثه قائلًا:
«هصلي الفجر يا قلبي وهنام أنتَ متنيـ ـل صاحي ليه مش المفروض سيادتك عريس برضوا؟»
أنتظر لحظاتٍ بعد أن أرسل لهُ مقطـ ـعه الصوتي ليراه قد راسله بآخر يقول بهِ:
«مستني الفجر يا قلبي أنا كمان»
أبتسم هو وقد أرسل لهُ مقـ ـطعًا آخر يقول بهِ:
«ماشي يا عم ربنا يتقبل»
أغـ ـلق هاتفه ووضعه بجواره على سطح الطاولة ثم نظر إلى “أيسل” التي كانت نائمة بعمـ ـقٍ لا تعي لهُ وقد أبتسم هو ولثم رأسها بـ قْبّلة هادئة وأنتظر صلاة الفجر التي كانت تقترب.
________________________
<“مازالت كوا.بيسه تطا.رده حتى في يقظته”>
كان جالسًا في شرفته في جو.ف الليل شا.ردًا في التطلع إلى السماء التي تزينها النجوم بـ عينان حز.ينتين تكـ ـسوهما الكـ ـسرة والإنطـ ـفاء، هاتفه موضوعًا على سطح الطاولة أمامه مغـ ـلقًا منذ أن خر.ج مِن المشفى وعاد إلى بيته، ولجت إليه والدته التي كانت تعلم أنه مازال مستيقظًا وأغـ ـلقت الباب خـ ـلفها بهدوءٍ ثم بدأت تقترب مِنهُ بخطىٰ هادئة
جلست بجواره على الأريكة وبدون أن تتحدث جذ.بته برفقٍ إلى أحضانها تمسـ ـح على رأسه نزو.لًا إلى ذراعه بحنوٍ بعد أن أستسـ ـلم إليها وسمح لها بفعل ما يحلو لها، فقد أُر.هقت رو.حه وإستنز.فت بشـ ـدة ولَم يَعُد يستطيع مقا.ومة أحدٍ مِنهم، عُقـ ـب على شيءٍ لَم يكتر.ثه هو، كان في نظره ونظر عائلته وصديقاه المظلـ ـوم وفي أنظار الجميع الظا.لم عد.يم الر.حمة والمـ ـروءة
أغـ ـلق جفنيه بعد أن أستطاعت لمسا.تها جعله تحت تأ.ثيرها بشكلٍ غير عادي وهو يتمـ ـسك بها خشـ ـيةً مِن إبتعا.دها عنه، يخشـ ـىٰ أن يكون كل ذلك في النها.ية مجرد حُلم وسيستيقظ مِنهُ، أو لربما أستطاع عقـ ـله تهيئـ ـتها أمامه مِن جديد مثلما فعل مِن قبل، بات لا يعلم ما يحدث حوله كالشـ ـريد في بلا.دٍ ليست ببلا.ده وأر.ضٍ ليست بأر.ضه، وأهلًا ليسوا بأ.هله كذلك
لثمت رأسه بـ قْبّلة حنونة وأكملت ما تفعله بحنوٍ وهي تقرأ عليه بعض آيات الذِكر الحكيم حتى تهـ ـدأ رو.حه ويقـ ـف عقـ ـله عن التفكير المتواصل دون توقـ ـف، شعرت بعد القليل مِن الوقت بأنتظا.م أنفا.سه لتراه غـ ـط في ثباتٍ عميـ ـقٍ دا.خل أحضانها وفي أكثر الأماكن أمـ ـنًا بالنسبة إليه لتزفـ ـر بعمـ ـقٍ وتدعو لهُ بقلبٍ ملهو.فٍ أن يعود إلى سابق عهـ ـده مرةٍ أخرىٰ ويُرَ.دّ لهُ حقـ ـه مِن جديد.
__________________________
<“الوقت يَمُـ ـر والجميع يتأ.هبون”>
كان “قصر الدمنهوري” يعمل على قد.مٍ وسا.ق لأجل تلك الجميلة التي قامت بنشر الفرحة والبهـ ـجة عليهم حينما كانت تركض إلى كل واحدٍ مِنهم تسأله عن مظهرها الأخير وحينما يروها يندهشون وبشـ ـدة وتعجـ ـز الأ.لسنة عن البو.ح بكل الكلمات الجميلة واللطيفة لها
ركضت إلى “حبيبة” بسعادةٍ طا.غية وهي تُمسك بفستانها الأبيـ ـض لتقف أمامها مباشرةً تقول بوجهٍ مبتسم يشـ ـع بالحيو.ية والفرحة ونبرةٍ لَم تخلـ ـو مِن السعادة والحما.س:
«إيه رأيك يا “ماما” طا.لعة تحفة مش كدا؟»
وقـ ـفت “حبيبة” حينها تنظر لها فقط والعبرات تلتـ ـمع دا.خل مُقلتيها وهي بالطبع مذ.هولة وبشـ ـدة مِمَّ تراه، تنظر إلى كل تفاصيلها وهي توَّد أن تبكي ولَكِنّ تُحاول تما.لُك نفسها بشـ ـتىٰ الطرق، فيما كانت “مَرْيَم” تنظر لها تنتظر ردّها على طلتها الجذ.ابة والجميلة التي ستسـ ـرق أنظار الجميع نحوها اليوم
كانت ترتدي فستانها الأبيـ ـض البسيط الذي يكون أقـ ـل جا.ذبية بقـ ـليل عن فساتين الزفاف، كان و.اسعًا إلى حدٍ ما بالإضافة إلى أكمامه التي كانت وا.سعة وهناك إسو.ار ضيـ ـقًا عند معصم اليد يعتـ ـليه خمارها الأبيـ ـض الذي كان يقوم بتغطـ ـية النصف العلـ ـوي بالكامل عدا ذراعيها بفضل أكمامه الو.اسعة
ثم يليه وجهها الذي بات بر.يئًا في هذه اللحظة وكأنها طفلةٌ صغيرة جاءت لسر.قة الأنظار إليها بفضل طلتها البهية تلك، كانت لا تضع الكثير مِن الزينة الناعمة فقط وضعت القليل والذي جعلها أكثر رِقة وكأنها قطعة حلوى شـ ـهية مغـ ـلفةٌ بإحكا.مٍ حتى لا ينظر لها أحدٌ ويشـ ـتهيها
تقدمت مِنها “حبيبة” بخطىٰ هادئة ثم ضمتها إلى د.فئ أحضانها والعبرات تلتـ ـمع وبشـ ـدة دا.خل مُقلتيها وهي تشعر بالسعادة تغمـ ـر قلبها حينما رأت أبـ ـنتها الحبيبة بتلك الهيـ ـئة الرقيقة والخا.طفة للأنفا.س، فيما ضمتها “مَرْيَم” برفقٍ مبتسمة الوجه وقد تأ.ثرت بشـ ـدة حينما رأت العبرات تلتـ ـمع في مُقلتي والدتها الحبيبة
«بسم الله ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، طالعة زي القمر يا “مَرْيَم”، أنا مبسوطة أوي عشانك يا حبيبة قلبي، ربنا يتمملك على خير يا نور العين، “شـهاب” ابن حلا.ل ويستا.هلك»
سقـ ـطت عبرات “مَرْيَم” على صفحة وجهها وشـ ـددت مِن عناقها إلى والدتها التي أتسـ ـعت بسمتها الحنونة وربتت على ظهرها برفقٍ قائلة بنبرةٍ لوعةٍ:
«ربنا يفرح قلبك ويسعدك يا حبيبتي، يلّا “حُذيفة” قال بلاش تأ.خير الوقت بيجـ ـري»
أبتعـ ـدت عنها “مَرْيَم” وهي تز.يل عبراتها عن صفحة وجهها برفقٍ حتى لا تلطـ ـخ وجهها، فيما أقترب مِنهما “أحمد” الذي ما إن رأىٰ شقيقته أمامه بتلك الطلة البهية أصا.بته الدهشة والذ.هول وهو لا يُصدق أن هذه هي شقيقته الحبيبة وفتا.ته الصغيرة التي تَرَبـ ـت على يديه
نظر إلى والدته التي نظرت إليه مبتسمة الوجه ثم نظر إلى شقيقته مرةٍ أخرىٰ وأول ما نطق بهِ فمه حينما رآها:
«بسم الله ما شاء الله، إيه الجمال دا كله؟ أنا هتصل بـ “شـهاب” حالًا أقوله مفيش جواز خلاص، إيه يا “مَرْيَم” دا بجد دا أنا اللي هو أخوكي ومش مصدق ما بالك بالواد الغـ ـلبان اللي يا عيني لسه مشا.فش حاجة»
أبتسمت “مَرْيَم” إليه وشعرت بالخجـ ـل لتراه يقترب مِنها ويضمها إلى أحضانه قائلًا بنبرةٍ مليئةٍ بالسعادة:
«مُبارك مقدمًا يا نو.ر العين، ربنا يباركلك فـ حياتك الجديدة يا حبيبتي ويجعله زوج صا.لح ليكِ، مبسوط عشانك أوي واللهِ»
بادلته عناقه وربتت على ظهره بحنوٍ وهي لا تستطيع التحدث والتفوه بكلمةٍ واحدة فـ كل ما تريده الآن هو البكاء والبقاء بجوارهم وترفـ ـض إكمال زواجها، خصيصًا حينما رأت تأ.ثرهم الشـ ـديد قبل بدء عقد القرآن
أغـ ـلق جفنيه وحاول السيطـ ـرة على عبراته حتى يتم عقد قرآنها وبعدها سيبكي د.اخل أحضانها ليس حز.نًا، بل سعادةً لرؤية تلك الأميرة عروسٌ كـ الملكات في عصر المماليك، أبتـ ـعد عنها ونظر لها مبتسم الوجه ثم قال بنبرةٍ هادئة:
«يلا بينا، “طه” و “بابا” سبقونا على المسجد، نتحرك دلوقتي عشان نلحق نوصل و “شـهاب” كلمني وقالي إنه قرَّب يوصل، نتحرك ولا، شكلك متر.ددة»
أبتسمت حينما مازحها بعبارته الأ.خيرة لتتسـ ـع أبتسامته وتتشـ ـبث هي في ذراعه تسير معه إلى خا.رج القصر وخـ ـلفها دَوَ.ت صوت الزغاريد عا.ليًا مِن والدتها وبعض الفتيا.ت اللواتي كانوا يساعدونها منذ الصباح، قام “أحمد” بفـ ـتح الباب الخـ ـلفي لها لتجلس هي بهدوءً وقد رافقتها “مِسك” التي جلست بجوار مقعد زوجها تبارك لها، فيما جلس “أحمد” على مقعد السائق بعد أن أد.ار سيارته وتحرك مِن محـ ـيط القصر في طريقه إلى المسجد
في المسجد الذي سيُقام بهِ عقد القرآن
كان “هلال” يجاور والده يشر.ف على كل شيءٍ ويتـ ـمم على كل ما حوله رفقة أولا.د عمومته الذين كانوا يجاورونه منذ الصباح، وقف “علي” بعيـ ـدًا عنهم وهو يضع الهاتف على أذنه يُحا.دث رفيقه الذي أخبره أنه شا.رف على الوصول
وما هي إلا دقائق معدودة وقد تو.قفت السيارة الخاصة بـ “شـهاب” والذي كان يقودها “شُـكري” وخـ ـلفه تو.قفت سيارة “مـينا” التي تحمـ ـل أسرته معه وخـ ـلفها تو.قفت السيارة الخاصة بـ “ديفيد” الذي جاء بدعوةٍ مِن “حُـذيفة” لهُ
تر.جل “شـهاب” مِن سيارته ممسكًا بباقة الورود التوليب البيـ ـضاء مرتديًا حِلته السو.د.اء الكاملة وخصلاته النا.عمة مصففة عا.ليًا كما أعتاد هو فعلها بالإضافة إلى لحيته المنمقة التي أعطت لهُ وسامة وجاذ.بية، قـ ـرر التخلـ ـي عن عصـ ـاته التي كانت تلاز.مه دومًا وأعتمـ ـد على أن يكون أخاه هو عصـ ـاته في هذا اليوم
أمسك “شُـكري” كف أخاه وتوجها نحوهم بخطىٰ هادئة ويليهما “مـينا” الذي كان مسئولًا عن تجهيزه منذ الصباح دون أن يتركه لحظةٍ واحدة، أبتسم “عمار” لهُ وقام بمعانقته فيما بادله “شـهاب” عناقه بكل الحُبّ والسعادة
قام “هلال” بمعانقته هو الآخر مربتًا على ظهره برفقٍ ثم أبتعـ ـد عنه، نظر بعدها إلى “شُـكري” وقال:
«”شُـكري” هات الورق ود.خله لـ “حُـذيفة” جوه عشان يلحـ ـق يظبـ ـطه عقبال ما “أحمد” يوصل»
حرك “شُـكري” رأسه برفقٍ ثم تر.ك أخاه وتوجه إلى سيارته مِن جديد حتى يأخذ الملف الذي يحتوي على أوراق أخاه الخاصة بعقد قرآنه أسفـ ـل نظرات “مـينا” الذي كان يجاور “ديفيد” والنسا.ء منتظرين وصول العروس وبدء عقد قرآنها
ولج “شُـكري” إلى دا.خل المسجد بخطىٰ هادئة إلى “حُديفة” الذي كان يجلس على إحدىٰ المقاعد الخاصة بـ الطاولة التي كانت تتوسط المكان لبدء تجهيـ ـز الأوراق الخاصة بـ إبنة عمه
«ورق “شـهاب” أهو يا “حُـذيفة” تمم عليه كدا»
أخذه مِنهُ “حُـذيفة” وهو يقوم بإخرا.جه مِن الملف الخاص بهِ قائلًا:
«العريس طبعًا مستني العروسة على نا.ر دلوقتي»
ضحك “شُـكري” وقال بنبرةٍ ضاحكة وهو ينظر إلى ما يفعله:
«وغلا.وتك عندي مِن إمبارح وهو على نا.ر»
ضحك “حُـذيفة” دون أن يتحدث حتى مر بضعة دقائق وأجابه قائلًا بنبرةٍ هادئة:
«تمام الورق كله تمام، ربنا يتمم على خير»
«اللهم آمين، عقبال التانية يا “حُـذيفة”»
هكذا مازحه “شُـكري” بعد أن ومض عينه بخفـ ـةٍ إليه مبتسم الوجه ليضحك “حُـذيفة” عا.ليًا وينظر لهُ قائلًا:
«التانية دي فين بقى، أنتَ شكلك عايز تخلَّـ ـص عليا بدري»
«وإحنا نبقىٰ إيه مِن غيرك يا شيخنا»
هكذا مازحه “شُـكري” ليضحك “حُـذيفة” بخـ ـفة ثم يقوم بتجهـ ـيز جميع أغراضه، فيما خرج “شُـكري” لهم مِن جديد ورافق أخاه الذي كان واقفًا ينتظر العروس التي شارفت على الوصول وهو يرىٰ مُقلتيه تلتـ ـمعان بوميضٍ برا.ق يشـ ـع سعادة وحياة
بعد دقائق وصل “أحمد” أخيرًا وأصوات أبواق السيارات تعـ ـلو مِن حولهم أحتفالًا بالعروس التي أد.خلت السعادة على قلوبهم جميعًا، وأولهم هذا الوسيم الذي أتسـ ـعت أبتسامته على ثغره فو.ر أن تعا.لت خـ ـفقات قلبه د.اخل قفـ ـصه الصد.ري وهو يتأ.هب لتلك اللحظات القادمة
صف كلًا مِن “عـزام” و “عـرابي” سيارتهما خـ ـلف سيارة “أحمد” وصوت بوقهما يعلـ ـو بنغمةٍ متنا.سقة، تر.جل “أحمد” مِن سيارته وتوجه إلى الجهة الأخرىٰ يفتـ ـح الباب الخلـ ـفي لتطـ ـل عليهم تلك الأميرة بفستانها الأبيـ ـض الوها.ج تختـ ـطف أنظار الجميع مِن حولها بطلتها وسريعًا تعا.لت أصوات الزغاريد مِن حولها مِن قِبَل صديقاتها وفتيا.ت عائلتها اللواتي لن يتر.كونها وحـ ـيدة حتى هذه اللحظة
أنحـ ـنىٰ “شُـكري” بنصفه العلـ ـوي تجاه أخاه الذي كان يجاوره وهمس لهُ بنبرةٍ خا.فتة قائلًا:
«دا أنتَ يا زين ما أختارت، يا ابن المحظو.ظة لا.عبة معاك على الآخر أنتَ»
شعر “شـهاب” أن طلتها مد.مرة فهو يعلم مدىٰ نقا.ءها وبرا.ءة وجهها وكل شيءٍ يليقُ بها لا يرفـ ـض أن يُز.يد لجمالها رو.نقًا خاصًا بها، تو.سطت ذراع أخيها وسارت معه تجاه المتوافدين وهي تنظر إلى أخيها الصغير الذي كان يرتدي حِلةٌ رمادية اللون وقميصٍ أسو.د وقد تر.ك خصلاته البُنية الفا.تحة الكثـ ـيفة دون أن يفعل بها شيءٍ بالإضافة إلى لحيته الخـ ـفيفة التي تنا.سبت مع بشرته البيـ ـضاء، كان يتمتـ ـع بجا.ذبية ووسامة لا حد.ود لها ومُقلتيه مثبـ ـتتان عليها تطالعها بسعادةٍ طاغية
أمسكت بطر.ف فستانها وصعدت برفقة أخيها على در.جات السُلَّـ ـم حتى تقابلت مع أبيها الذي نظر لها بعينان ملتمعـ ـتين والابتسامة تزين ثغره وفو.ر أن وقفت أمامه ألتـ ـقفها بين ذراعيه ضاممًا إياها إلى عناقه الحنون والسعادة تغمـ ـر قلبه في هذه اللحظة، فيما ضمته هي والسعادة تغمـ ـرها فها هي اللحظات التي تمـ ـنتها منذ زمنٍ ستعيشها الآن
وبعد الترحيب بينهم أخذت “روان” “مَرْيَم” وصعدت إلى الطابق العلـ ـوي رفقة الفتيا.ت فيما ولجوا هم إلى المسجد حيثُ مجمع الر.جال والجميع يقومون بتوثيق تلك اللحظات السعيدة بهواتفهم
جلس “شـهاب” بجوار صديقه على الجهة اليُمـ ـنى فيما جلس “عمار” على الجهة اليُسـ ـرى يجاوره و.لده الأكبر ومعه الو.لد الأصغر، فيما وقـ ـف “شُـكري” بجوار أخيه ومعه ابن خالته الحبيب “راجح” الذي كان ينظر إلى ابن خالته وهو سعيدٌ وبشـ ـدة لأجله
وبعد أن قام “حُـذيفة” بمر.اجعة الأوراق المطلوبة ها هو الآن “شـهاب” يقوم بالإمضاء في المكان المخصص لها في جميع الأوراق بمساعدة أخاه إليه الذي كان يوجهه لموضع الإمضاء أسفـ ـل أنظار الجميع
فيما كانت هي تقف في الأ.على تسـ ـتند على ذاك السو.ر الحـ ـديدي الأسو.د تراه يقوم بالإمضاء على جميع الأوراق والأبتسامة المشر.قة تزين وجهه والسعادة تغمـ ـر قلبه والعبرات تلتـ ـمع د.اخل مُقلتيه فها هو يُحقق إحدىٰ أحلامه التي كان يتمنىٰ تحقيقها، وهي أن تصبح الفتاة التي أحبّها وطا.لبها قلبهِ بـ حُبّها زوجته
ر.فع “هلال” رأسه نحوها ينظر لها ليرىٰ سعادتها بادية على معالم وجهها ليبتسم بحنوٍ لها متمنيًا السعادة لها، وبعد أن أنتهـ ـىٰ “شـهاب” مِن توقيع الأوراق المطلوبة والإبصا.م عليها طَلَبَ “حُـذيفة” مِن “أحمد” بالصعود بهذا الدفتر إلى العروس حتى تقوم بالإمضاء على جميع الأوراق مثله
أخذه بالفعل وصعد إليها مستشعرًا نبـ ـضات قلبه التي كانت تعـ ـلو دا.خل قفـ ـصه الصد.ري وهو يرىٰ أحبّ اللحظات إلى قلبه تتحقق نُـ ـصب عينيه، أقترب مِنها مبتسم الوجه لتقابله هي بوجهها المبتسم وها هي تتلا.قىٰ المُـ ـقل تُرسل العد.يد مِن الأحاديث والمشاعر التي يعجـ ـز الفم في هذه اللحظة عن النطـ ـق بها
أخذت القلم وبدأت بالإمضاء مثلما فعل “شـهاب” أسفـ ـل نظرات “أحمد” التي كانت تحمـ ـل العد.يد والعد‘يد مِن الأحاديث والمشاعر الجيا‘شة لهذه الفتا‘ة التي ستؤ.خذ مِنهُ وتصـ ـبح مع آخرٍ غيره تقضـ ـي ما تبقـ ـىٰ مِن عمرها ر.فقتهِ، تقوم بتعو.يضه عمَّ رآه هو وعا.شه، تمـ ـسح على قلبه المتها.لك وتُعـ ـيد لهُ الحياة مِن جديد بألو.انها الخاصة بها
بدأت تبصـ ـم على جميع الأوراق وهي تضـ ـغط بإبهامها على الورقة لتسمع “أحمد” يمازحها بقوله السا.خر:
«أبصـ ـمي بضميـ ـر حلو أوي يا اختي أبصـ ـمي، دا إحنا ولا كأننا حا.طينك فـ معتـ ـقل أبصـ ـمي»
ضحكت على حديثه ومعه الفتيا.ت والنسا.ء خلـ ـفها فيما أبتسم هو إليها ومع وضع بصمـ ـتها على آخر ورقة كانت أصوات الزغاريد تد.وىٰ عا.ليًا مِن قِبَل “ناهد” و “مِسك” و “ليالي” لتعلـ ـو بسمة “شـهاب” أكثر حينما فَهِمَ أن “مَرْيَم” قد أنتهـ ـت مِن توقيع الأوراق والبصـ ـم عليها
فيما ضمها “أحمد” بحنوٍ إلى د.فئ أحضانه وهو يبارك لها والسعادة تغمـ ـر قلبه والعبرات تلتـ ـمع د.اخل مُقلتيه تأ.ثرًا، ضمته “مَرْيَم” ومسّدت على ظهره برفقٍ والعبرات تتجـ ـمع دا.خل “مُقلتيها” تأ.ثرًا بهذه اللحظات وهي تشعر أن الأمر قد أنتهـ ـىٰ وما هي إلا أيامٌ معدودة وستتر.ك أبيها ووالدتها وشقيقيها وجميع أفراد أسرتها وتذهب إلى بيتٍ آخر مع أسرةٍ أخرىٰ ليست بأسرتها الحبيبة التي ترَبـ ـت معهم وعا.شت بينهم، شـ ـدد مِن عناقه إليها لثوانٍ معـ ـدودة قبل أن يُلثم جبينها بحنوٍ تاركًا إياها عائدًا إلى الجميع في الأسفـ ـل
فيما حاولت هي السيطـ ـرة على عبراتها وجـ ـففتها برفقٍ حتى لا تفسـ ـد زينة وجهها وقد رأت “حبيبة” أمامها تبتسم لها وتُربت على ذراعها بحنوٍ، أخذ “حُـذيفة” الأوراق مِنهُ وبدأ كلًا مِن “أحمد” و “هلال” التوقيع على الأوراق كونهما شا.هدين على هذا الزواج، وحينما أنتهـ ـوا مِن الأوراق أخذ “حُـذيفة” المنديل ووضعه على كفي كلًا مِن “عمار” و “شـهاب” ووضع كفه على المنديل أسفـ ـل نظرات الفتيا.ت والنسا.ء اللواتي جاورن “مَرْيَم” يشاهدونهم
بدأ “حُـذيفة” عقد قرآن أعز صديقٍ لهُ الذي سيتزوج إبنة عمه ممسكًا بمكبر الصوت قائلًا:
_إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
_فيقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]
ويقول أيضًا: يَا أَيُّهَاا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامََ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]
وقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70 -71]…
وبعد أن أفتتـ ـح خطبته وقام بإلقا.ء بعض الأحاديث الشريفة وتحدثه عن واجبات كلا الطرفين تجاه بعضهما وتوصية الشا.ب على عروسه قد دعوا إليهما جميعًا بالخير والبركة والذرية الصا.لحة هو يدعوا وهم يؤمنون خلـ ـفه حتى أنهـ ـىٰ عقد القرآن بقوله:
«كله ير.دد ورايا، بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير»
وحينما ر.ددوا هم خـ ـلفه أخذ هو المنديل وقال:
«مُبارك للعروسين ربنا يجعلها بداية حياة جديدة ليكم ويرزقكم بالذرية الصا.لحة»
نهض “شـهاب” حينها ليعانق أخاه الذي جذ.به إلى أحضانه يشـ ـدد مِن عناقه إليه وهو في غاية السعادة فها هو يرىٰ أخاه سعيدًا نُصـ ـب عينيه بتحقيق ما تمناه دومًا طوال الليالِ، فيما ضمه “شـهاب” والسعادة تغمـ ـر قلبه والدمع يفيـ ـض مِن عينيه
فيما بدأوا هم بتهنئة “عمار” بسعادةٍ طا.غية وقد بدأوا الشبا.ب كذلك بتهنئة “أحمد” و “هلال” الشقيقان اللذان كانا في قمة سعادتهما لأجل شقيقتهما الوحيدة وعصفورتهما الصغيرة التي ترفر.ف في أنحاء القصر وكأنها طير حُـ ـر في سماءٍ صا.فية وعلى أرا.ضٍ تحـ ـررت مِن أيادي المغتـ ـصب كي تملؤ.ها الحياة مِن جديد
فيما قامت “مَرْيَم” بمعانقة والدتها التي كانت تضمها إلى أحضانها تُبارك لها بسعادةٍ طا.غية والعبرات تتسا.قط على صفحة وجهها، فيما بدأت الفتيا.ت المباركة لها بسعادةٍ طا.غية على وجوههن أجمع
وقف “شـهاب” أمام در.جات السُـ ـلَّم ينتظرها ممسكًا بباقة الورود المحببة إلى قلبها وهو متحمسًا لظهورها أمامه لأول مرة وهي بحُكم زوجته الآن، فيما أنتظروه هم في الخا.رج وقد كان “عمار” واقفًا ينظر لهُ مبتسمًا منتظرًا رؤية ر.دّة فعله حينما تظهر أبـ ـنته وتُصبح أمامه
دقائق معـ ـدودة ونزلت هي در.جات السُلَّـ ـم بهدوءٍ وهي تنظر لهُ مبتسمة الوجه فيما شعر هو بتواجدها لتعـ ـلو أبتسامته أكثر وقد تحمس أكثر عن ذي قبل وكأنه طفلٌ صغيرٌ قد كافئتهُ والدته لكونه أستمع لها وقام بتنفـ ـيذ أوا.مرها، تو.قفت أمامه مباشرةً وهي تنظر إليه مبتسمة الوجه دون أن تتحدث
فيما أتسـ ـعت أبتسامته أكثر وقال بنبرةٍ تغمـ ـرها السعادة:
«اللهم صلِّ عليك يا نبي، الحلا.ل حلو أوي، خلاص كدا نقدر نقول هر.منا»
أتسـ ـعت أبتسامتها وحركت رأسها برفقٍ وهي تُجيبه قائلة بخجـ ـلٍ طغـ ـىٰ عليها:
«هر.منا فعلًا»
شعر هو بخجـ ـلها ولذلك أراد طمـ ـئنتها ور.فع ذاك الخجـ ـل عنها حتى تستطيع التحدث معه بأ.ريحية ولذلك قال:
«إيه رأيك فـ الورد، أنا عارف إنك بتحبّي التوليب الأبيـ ـض»
أخذته مِنهُ بعد أن مدَّ يده بهِ لها لتبتسم هي قائلة:
«حلو أوي يا “شـهاب”، عارف إيه أكتر حاجة بتفرحني، لمَ ألاقيك مهـ ـتم بيا ولسه فاكر الحاجات اللي بحبّها»
أجابها بنبرةٍ حنونة بعد أن ألتـ ـمعت حدقتيه بو.ميضٍ ساحـ ـرٍ وغلفهما الد.فء قائلًا:
«”شـهاب” عُمره ما نـ ـسي أي حاجة حبيبته “ريما” بتحبّها»
صمت للحظاتٍ حتى قال بمراوغة مِن جديد:
«طب إيه أنا هتخـ ـم فـ الحضن كدا، أنا عايز أحضن يا “ريما”»
شعرت هي بالخجـ ـل الشـ ـديد حينما أستمعت إلى حديثه، فيما با.در هو وضمها إلى د.فئ أحضانه الحنونة بر.فقٍ ينعم بلـ ـذة ذاك الشعور الذي كان ينتظره منذ زمنٍ طو.يلٍ، شعر بالراحة معها، شعر بالأ.من والأ.مان في أحضانها، وكأنه كان شـ ـريدًا يبحث عن ضا.لته لعدة أشهرٍ حتى أستطاع الوصول إليها، ها هو يحتضن أحلامه بين ذراعيه أ.منًّا مطـ ـمئنًا
فيما ضمته هي وهي تشعر بد.فئٍ غير عادي دا.خل أحضانه، لقد كان بالحـ ـق مثلما وصفته هي، بر.يئًا، نـ ـقي القلب، يبحث عن الأ.مان والرا.حة فحسب، هذا هو فارس أحلامها الذي كانت تبحث عنه، هذا هو حبيبها الو.حيد والذي قد أكتفت بهِ أ.منَّها وأ.مانها
لثم هو جبينها بحنوٍ وهمس لها بنبرةٍ خا.فتة:
«طالعة تحفة فنية يا “ريما”»
أصا.بتها قشعـ ـريرة لذيذة حينما أستمعت إلى همسه لها لتنظر لهُ دون أن تتحدث ليتفهم هو صمتها ويُجيبها قائلًا:
«لو العين مبتشو.فش فـ القلب سيد البصيرة، أنا آه أعـ ـمى البصر، بس مش أعمـ ـى البصيرة»
شعرت بالسعادة تغمـ ـرها وقد ألتمـ ـعت العبرات دا.خل مُقلتيها مِن جديد لتقوم هي بالمبا.درة هذه المرة وتعانقه، يستطيع إصا.بة هدفه وبمها.رةٍ شـ ـديدة دون الحاجة إلى تحـ ـديد وجهته فهو قنا.صٌ با.رع في وصف مشاعره نحوها، حاوطها بذراعيه مِن جديد ضاممًا إياها إلى أحضانه بعد أن وجد الحنان الذي كان يفتقـ ـده دومًا دا.خل أحضانها هي، هي وفقط بالنسبة إليه.
وبعد مرور الوقت وقبل أن يبدأ الحفل
كان “عادل” يتولى مهمة إلتقاط الصور لهما كونه ماهرًا في التصوير والتعديل على الصور لجعلها أكثر جمالًا، وقف أمامهما وهو يُرشد “شـهاب” على بعض الوضعيات حتى يلتقط لهما الصور وللحق كان “عادل” سعيدًا وبشـ ـدة فكان “شـهاب” منصتًا إليه ويفعل ما يطلبه مِنهُ فورًا دون أن يُر.هقه ولذلك شعر “عادل” بالرا.حة وكان سعيدًا لهما بشـ ـدة
وبعد أن أنتهـ ـت فقرة التصوير بدأو الأحتفال بهما بحضور أصدقائهما وبعض ر.جال الأعمال والمستشا.رين الذين تجمعهم علا.قة قو.ية مع “محبوب الملايين” كما لقبونهُ هم، وقـ ـف “يزيد” بجوار “روان” التي نظرت إليه وأبتسمت قائلة:
«شكلهم حلو أوي، لايقين على بعض أوي مش كدا؟»
أبتسم هو حينما أستمع إلى صوتها الد.افئ الذي أشتا.ق لسماعه لينظر لها قائلًا:
«عندك حـ ـق، وإحنا كمان على فكرة هنبقىٰ حلوين أوي زيهم كدا»
نظرت إليه بطر.ف عينها ثم أحبّت مراوغته قليلًا حتى يبدأ في الإند.ماج معها والتحدث مِن جديد لتقول:
«يا سلام إيه الثقة دي كلها، وعرفت منين إننا هنكون حلوين كدا زيهم؟!»
أتسـ ـعت أبتسامته حينها أكثر ونظر لها بطرف عينه وقال:
«أنا عارف أنا بقولك إيه وبكرا تقولي “يزيد” كان عنده حـ ـق، هانت كلها سنة وشوية ونكون مكانهم، أتخرج السنة دي وأروح سنة جيـ ـش وأر.جع وما هخلّي حاجة تأ.خر جوازنا إن شاء الله كانت إيه هي»
أبتسمت إليه وقبل أن تُجيبه قا.طعها مجيء “عادل” الذي وقـ ـف أمامهما حا.ملًا الكاميرا الخاصة بهِ وهو ينظر لهما قائلًا بإبتسامة:
«ها يا عصافير الكناريا مش عايزين تتصوروا أنتوا كمان، لسه مصوَّر “شـهاب” و “مَرْيَم” حبة صور قمر أقسم بالله، تعالوا أخدلكم كام صورة أنتوا كمان يلَّا عشان أنا بشوفكم سوىٰ بتفـ ـتحوا نفسي على الجواز أكتر وأكتر»
ضحك “يزيد” على حديث ابن عمه ثم جاور “روان” وبدأ “عادل” يلتقط لهما بعض الصور التذكارية في أكثر المناسبات سعادةً بالنسبة إليهم
أقترب “شـريف” مِن “ناهد” التي كانت تقـ ـف وحدها تشاهد “مَرْيَم” و “شـهاب” بسعادةٍ مفر.طة وحُبٌّ صادقٌ لها، توقـ ـف خـ ـلفها وأقترب مِنها هامسًا لها بنبرةٍ خا.فتة قائلًا:
«ألا الجميل واقف لوحده ليه»
ألتفتت إليه بـ رأسها تنظر لهُ مبتسمة الوجه لتقول هي بتكبـ ـرٍ وا.ضحٍ وهي تنظر بعيـ ـدًا عن مرماه:
«وانتَ مالك، عشان تسيبني بعد كدا حلو أقف لوحدي كدا، وعلى فكرة أنا جميلة على طول»
أبتسم هو لها وقد حاوطها بذراعيه ثم لثم وجنتها بـ قْبّلة حنونة وقال:
«وهو حد يقدر يقول غير كدا يا جميل، دا أنتَ بطـ ـل الأبطا.ل يا عم الناس كلهم واللي يقول غير كدا يبقىٰ حما.ر ومبيـ ـفهمش»
وجهٌ جديدٌ تراه أمامها اليوم، لا تتذكر أن سبق وقام “شـريف” بمغازلتها بتلك الطريقة وسط الجميع دون أن يهـ ـتم لتواجدهم، اليوم ترىٰ شخصٌ آخر جديدٌ عليها، لطالما أعتادت على المهذ.ب دومًا الذي لا يغازلها أمام أحدٍ مهما كان قربه مِنهُ، ولَكِنّ لا تُنـ ـكر أن هذا أستطاع أن يحظىٰ بمكانةٌ خاصة دا.خل قلبها
ر.مقته بطر.ف عينها لتراه ينظر لها مبتسم الوجه وقد لثم وجنتها بـ قْبّلة أخرىٰ لتبتسم هي إليه دون أن تتحدث، شـ ـملها بنظراته بدايةً مِن فستانها الزهري اللا.مع ذو الأكمام الطو.يلة ثم إلى وجهها الذي كان يحمل بعض الزينة النا.عمة التي أبر.زت معالم وجهها التي تبدو حا.دة بعض الشيء، وأ.خيرًا إلى خصلاتها السو.د.اء القصيرة النا.عمة التي أحبّها “شـريف” وبشـ ـدة لتقوم هيئتها المد.مرة تلك بخطـ ـف قلبه دون أد.نىٰ مجهـ ـودٍ مِنها
عاد مِن جديد يهمس لها مُصر.حًا عن مدىٰ إعجابه بهيئتها المد.مرة تلك حينما قال:
«لا بصراحة يعني يا “ناهد”، طلعتِ جا.مدة»
كان “فاروق” يَمُـ ـر بالقرب مِنهُ ليسمع تغزل أخيه في زوجته ولذلك قام بو.كزه بعنـ ـفٍ في مرفقهِ وقال بنبرةٍ حا.دة بعض الشيء:
«أحتر.م نفس أ.هلك شويه وأتلـ ـم مش وسط الناس كدا، عيـ ـل بـ ـجح صحيح»
ر.مقه “شـريف” نظراتٍ قا.تلة وقال بنبرةٍ يملؤ.ها الضـ ـيق:
«يمين بالله أنتَ را.جل مش جدع وقطا.ع أرزاق»
ألتفت إليه “فاروق” برأسه ير.مقه بطر.ف عينه نظرةٍ سا.خرة وأكمل سيره دون أن يجيبه، فيما أقترب “مـينا” مِن صديقه “عـزام” قائلًا:
«حمدلله على سلامتك يا “عـزام”، الواحد حاسس إنه أول مرة يشوفك، مش بنشوفك يعني غير فـ المناسبات؟»
أبتسم “عـزام” إليه ثم عانقه مربتًا على ظهرهِ برفقٍ قائلًا:
«يا عم لا خلاص بطلـ ـناها، كانت فترة أستثنائية وراحت لحالها خلاص»
أبتسم “مـينا” لهُ وربت على ذراعه برفقٍ ومازحه حينما قال:
«متشر.فناش بيها، فترة هبا.ب على الكل»
ضحك “عـزام” وربت على ذراعه برفقٍ قائلًا:
«إيه يا “مـينا”، “شـهاب” عملها أهو وأتجوز، مش ناوي أنتَ كمان تفرحنا وتخلّي الفرحة أتنين؟»
ر.مقه “مـينا” بطر.ف عينه دون أن يتحدث، فيما ر.مقه “عـزام” نظرةٍ ذات معنى بعد أن قام بالتضـ ـييق بين جفنيه ليقول:
«إيه، أوعىٰ تقول إنك عملتها بجد قسمًا بالله أفضـ ـحك وسط الناس»
ضحك حينها “مـينا” عا.ليًا وهتف مِن بين ضحكاته قائلًا:
«لا يا عم مقد.رش طبعًا، بُص هو شكلي هفرحكم بيا قريب فعلًا»
ر.مقه “عـزام” بطر.ف عينه نظرةٍ ذات معنى ثم قال بنبرةٍ محملة بالخبـ ـث:
«إيه، الصنا.رة غمزت وهتطلـ ـعلنا سمك ولا إيه، إيه يا “مـينا” أنتَ بتغـ ـفلنا ولا إيه»
«يا عم لا مقد.رش بس لسه واخد ميعاد مع أبوها ولسه هروح وأتكلم معاه، بس خير إن شاء الله إدعيلي وهي هتمشي إن شاء الله زي السمنة على العسل»
أنهـ ـىٰ “مـينا” حديثه مبتسم الوجه لير.مقه “عـزام” نظرةٍ ذات معنى مبتسمًا ليقوم بالتربيت على ذراعه قائلًا:
«ربنا يكرمك يا حبيبي وتفرحنا بيك قريب ونشوفك أحلى عريس، ليك عليا لـ أضـ ـربلك عشر طلـ ـقات فـ الهوىٰ تحية مِني ليك»
«متجيش بس تختـ ـفيلي يا ر.وح خالتك وأجي أكلمك ألاقي موبايلك مقفو.ل وها.جرت البلد، لـ أستلمك محتوى يوميها يا “عـزام”»
أنهـ ـىٰ “مـينا” حديثه الذي كان متو.عدًا وبشـ ـدة إلى “عـزام” الذي تعا.لت ضحكاته وبشـ ـدة على حديث صديقه ليجاوبه قائلًا:
«لا متقلـ ـقش مش هخـ ـتفي ولا أي حاجة أديني بس رنة وقولي أنا أتفقت مع أبوها على كل حاجة وهتعملها النص إكليل يمين بالله يا “مـينا” لـ أفرحلك فرحة العمر كله»
أبتسم إليه “مـينا” ولذلك ضمه إلى أحضانه مربتًا على ظهرهِ برفقٍ مبتسم الوجه ليبادله “عـزام” عناقه دون أن يتحدث، فيما أقتربت صغيرته “يارا” مِنهُ بفستانها الوردي الذي كان مِن الشيفون لينظر إليها “مـينا” ويُشير نحوها إلى صديقه قائلًا بتساؤل:
«دي بنـ ـتك؟»
حرك “عـزام” رأسه برفقٍ وهو ينظر إليه مبتسم الوجه قائلًا:
«”يارا”»
أنحـ ـنىٰ “مـينا” بنصفه العلـ ـوي نحوها حا.ملًا إياها على ذراعه ليُلثم وجنتها بحنوٍ قائلًا:
«إيه الحلاوة دي كلها، أنتِ عسولة أوي كدا ليه، عارفة أنا مين؟»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو يسألها إن كانت تعلم هويته أم لا ليراها تحرك رأسها تنفـ ـي حديثه ليبتسم هو لها ويقوم بتعريف نفسه عليها قائلًا:
«أنا أسمي “مـينا” صاحب بابا فـ الشغـ ـل، إيه رأيك فيا شكلي حلو وقمور ولا عادي»
أبتسمت هي إليه وقالت بنبرةٍ هادئة ورقيقة:
«لا شكلك قمور وأسمك حلو أوي»
أتسـ ـعت أبتسامته ليُلثم وجنتها بـ قْبّلة عمـ ـيقة بعض الشيء قائلًا بسعادة:
«واللهِ ما حد قمر هنا غيرك يا قمر أنتَ»
على الجهة الأخرىٰ مِن هذا الحفل العائلي
كان “شـهاب” يقـ ـف رفقة زوجته وونسيته الو.حيدة مبتسم الوجه والسعادة تغمـ ـر قلبه فيما كانت هي تقـ ـف أمامه تنظر لهُ مبتسمة الوجه وهي ترىٰ سعادته البادية على معالم وجهه حتى أنها قررت قطـ ـع هذا الصمـ ـت وقالت بنبرةٍ هادئة:
«مش عايز تتكلم يا “شـهاب” وتقول أي حاجة بدل ما أنتَ ساكت كدا»
أنتظرت تلـ ـقي إجابته عليها وهي تنظر لهُ مبتسمة الوجه لتسمعه يُجيبها قائلًا:
«واللهِ يا “مَرْيَم” أنا عايز أقول كتير وكتير بس خا.يف يعني تضا.يقي عشان لسه مش متعودة على قُربي بالشكل دا مِنك»
«بالعكـ ـس، أنا عايزة أسمعك بصراحة، بس يعني متا.خدش راحتك أوي»
أنهـ ـت حديثها وهي تشعر بالخجـ ـل يتمـ ـلّكها ليضحك هو على حديثها وهو يعلم تمام العلم أنها تخجـ ـل وتشـ ـع خجـ ـلًا، زفـ ـر هو بهدوء وقال بنبرةٍ ر.خيمة:
«أنا كان نفسي أشوفك أوي فـ اللحظة دي، بس وقت ظهورك وأنبهار الكل بـ طلتك دي عرفتني إنك فو.ق التوقعات، وزي ما قولتلك أنا آه أعمـ ـى البصر بس مش أعمـ ـى البصيرة»
أبتسمت هي إليه ولذلك مدَّت كفيها وأمسكت بكلا كفيه تضعهما على وجهها قائلة:
«هسيبك أنتَ تشوفني بقـ ـلبك المرة دي»
أبتسم هو وغمـ ـرت السعادة قلبه ليبدأ بتحريك أنامله على تقا.سيم وجهها وهو يتخيل صورتها دا.خل عقـ ـله رغم عِلمهُ الشـ ـديد بمعالم وجهها التي حُفِـ ـرَت على جد.ران قلبه منذ أن سقـ ـطت عينيه عليها أول مرة، كانت تتابعه بـ عينيها اللا.معتين والأبتسامة تزين ثغرها
«اللهم صلِّ عليك يا نبي، إيه الجمال دا كله ليهم حـ ـق ينبهروا بصراحة أنا مش عارف لو كُنْت مكانهم كُنْت عملت إيه، أنتِ تحمدي ربنا إني كـ ـفيف بأمانة يعني عشان كُنْت بصراحة مش هفضل محتر.م كتير»
ضحكت هي على حديثه وهي تطالعه فيما أبتسم هو إليها وقال:
«دا بجد واللهِ، ربنا نجدك يا نوسة واللهِ، طب هو أنا ممكن أخد حُضن صغير، حاجة بسيطة أهي»
شعرت هي بالخجـ ـل الشـ ـديد حينما طَلَبَ مِنها هذا الطلب الصغير ولَم تُجيبه ليتفهم هو صمـ ـتها ويقول مبتسم الوجه:
«خلاص أنا بهزر عادي عشان الجَو يفو.ك شويه»
نظرت إليه دون أن تتحدث لبرهة، فيما كان هو ينظر إلى الظلا.م الد.امس مبتسم الوجه دون أن يتحدث ليشعر بها تضمه إلى أحضانها، أصا.بته الصد.مة حينما شعر بها تضمه تطو.ق بذراعيها حول عـ ـنقه، شعر بقلبه يخـ ـفق بشـ ـدة دا.خل قفـ ـصه الصد.ري بسـ ـبب فعلتها تلك
ولَكِنّهُ لَم ينتظر وضمها إلى أحضانه مشـ ـددًا مِن عناقه لها وكأنه أخيرًا وجد ضا.لته بعد رحلة بحث طو.يلة، شعر بالأ.من والأ.مان دا.خل أحضانها ولذلك ر.فض الأبتعا.د عن أ.منه وتشـ ـبث بها بيديه ير.فض ر.حيلها، فيما شعرت هي بهِ وبتشـ ـبثه بها ولذلك أبتسمت برفقٍ ومسّدت على ظهرهِ بحنوٍ دون أن تتحدث
«أنا بحبّك أوي يا “ريما”»
نطـ ـق بها بكل صدقٍ وحنو لتعلـ ـو الأبتسامة ثغرها وتردّ عليه بقولها الهادئ والحنون قائلة:
«و “ريما” بتحبّك أكتر يا عيو.ن “ريما”»
على الجهة الأخرىٰ مِن الحفل المقام
كانت تقف وتُمسك بهاتفها تشهـ ـره بعـ ـيدًا وهي تلتقط لنفسها بعض الصور السيلفي حتى ظهر هو خـ ـلفها مبتسم الوجه دون أن يتحدث فقط يتطـ ـلع إليها منذ أن رآها ترافق زوجة أخيه في كل مكان حتى ذهبت هي رفقته وتركتها رفقة صديقاتها
ألتفتت خـ ـلفها تنظر لهُ وهي تعقد ما بين حاجبيها وهي تراه ما زال ينظر إليها مبتسم الوجه ليقوم بومض عينه اليُمـ ـنى بخفـ ـة مع أبتسامة عا.بثة قائلًا بمراوغة:
«عسل يا عسلية»
رفـ ـعت حاجبها الأيمن عا.ليًا وتبدلت معالم وجهها سريعًا إلى الحِـ ـدة لتعـ ـنفه بحديثها قائلة:
«نعم، أنتَ مين وإيه قـ ـلة الأد.ب دي هو مفيش خصو.صية خالص!»
أبتسم هو وشـ ـد عو.ده ور.فع رأسه بو.قارٍ يليقُ بهِ وقال بنبرةٍ عا.بثة:
«ومِن أمتى العسلية بقى ليها خصو.صية؟ أنا أعرف إن الخصو.صية فـ كل مكان ما عدا العسلية، بقولك إيه يا عسلية مش عايزة سمسمية تو.نسك فـ علبة الحلويات»
«تصدق وتؤمن بالله، أنتَ مش محتر.م وقلـ ـيل الأد.ب وأنا هشـ ـتكيك لـ “مَرْيَم”»
هـ ـددته بطريقةٍ مباشرة دون أن تكتر.ث إليه وإلى مكانته وصِلة قرابته مِن العروسين، فيما أبتسم هو لها وقال بمراوغة:
«عارف إني قلـ ـيل الأد.ب فعلًا إيه الجديد، وإيه يعني لمَ تشتـ ـكيني لـ “مَرْيَم” يا عسلية هخا.ف أنا كدا يعني، طب أقولك على حاجة أنا أخو العريس اللي هو جوز “مَرْيَم” صاحبتك روحي قوليله أخوك قلـ ـيل الأد.ب بيعا.كسني»
ر.مقته بسخـ ـطٍ وحِد.ة قبل أن تتر.كه وتذهب وهي تمقـ ـته وبشـ ـدة أسفـ ـل نظراته التي تابعتها ولذلك قال بنبرةٍ عا.لية وو.قحة:
«براحة على نفسك شويه يا عسلية لـ أحسن تتكـ ـسري، أصل قلـ ـيل الأد.ب بيعشـ ـق العسلية وبيخا.ف عليها تتكـ ـسر»
أبتسم بسعادة وهو يراها تشتـ ـعل غضـ ـبًا فهذه هي التي سَـ ـلَبت لُـ ـبه منذ أن رآها للمرة الأولى، زفـ ـر بعمـ ـقٍ وهو يمسـ ـح بكفيه على خصلاته الشـ ـقراء وقال بنبرةٍ مرحة:
«عسلية بس شـ ـقية»

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *