روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الخمسون 50 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الخمسون 50 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الخمسون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الخمسون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الخمسون

أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ
وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِى فَأَجْمِلِي
أغَـرَّكِ مِنِّـى أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي
وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِى القَلْبَ يَفْعَـلِ
وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّى خَلِيقَـةٌ
فَسُلِّـى ثِيَـابِى مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ
وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي
بِسَهْمَيْكِ فِى أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ
_ابن زريق البغدادي
__________________
<“قلب المرء عا.شق”>
على الجهة الأخرىٰ مِن الحفل المقام
كانت تقف وتُمسك بهاتفها تشهره بعيدًا وهي تلتقط لنفسها بعض الصور السيلفي حتى ظهر هو خلفها مبتسم الوجه دون أن يتحدث فقط يتطلع إليها منذ أن رآها ترافق زوجة أخيه في كل مكان حتى ذهبت هي رفقته وتركتها رفقة صديقاتها
ألتفتت خـ ـلفها تنظر لهُ وهي تعقد ما بين حاجبيها وهي تراه ما زال ينظر إليها مبتسم الوجه ليقوم بومض عينه اليُمنى بخفة مع أبتسامة عا.بثة قائلًا بمراوغة:
«عسل يا عسلية»
ر.فعت حاجبها الأيمن عا.ليًا وتبدلت معالم وجهها سريعًا إلى الحِـ ـدة لتعـ ـنفه بحديثها قائلة:
«نعم، أنتَ مين وإيه قـ ـلة الأ.دب دي هو مفيش خصوصية خالص!»
أبتسم هو وشـ ـد عوده ور.فع رأسه بوقارٍ يليقُ بهِ وقال بنبرةٍ عا.بثة:
«ومِن أمتى العسلية بقى ليها خصوصية؟ أنا أعرف إن الخصوصية فـ كل مكان ما عدا العسلية، بقولك إيه يا عسلية مش عايزة سمسمية تونسك فـ علبة الحلويات»
«تصدق وتؤمن بالله، أنتَ مش محـ ـترم وقلـ ـيل الأ.دب وأنا هشـ ـتكيك لـ “مَرْيَم”»
هـ ـددته بطريقةٍ مباشرة دون أن تكترث إليه وإلى مكانته وصِلة قرابته مِن العروسين، فيما أبتسم هو لها وقال بمراوغة:
«عارف إني قلـ ـيل الأ.دب فعلًا إيه الجديد، وإيه يعني لمَ تشـ ـتكيني لـ “مَرْيَم” يا عسلية هخا.ف أنا كدا يعني، طب أقولك على حاجة أنا أخو العريس اللي هو جوز “مَرْيَم” صاحبتك روحي قوليله أخوك قلـ ـيل الأ.دب بيعا.كسني»
ر.مقته بسـ ـخطٍ وحِدة قبل أن تتركه وتذهب وهي تمقـ ـته وبشـ ـدة أسـ ـفل نظراته التي تابعتها ولذلك قال بنبرةٍ عا.لية وو.قحة:
«براحة على نفسك شويه يا عسلية لـ أحسن تتكـ ـسري، أصل قلـ ـيل الأ.دب بيعـ ـشق العسلية وبيخا.ف عليها تتكـ ـسر»
أبتسم بسعادةٍ وهو يراها تشـ ـتعل غـ ـضبًا فهذه هي التي سَـ ـلَبت لُبه منذ أن رآها للمرة الأولى، ز.فر بعـ ـمقٍ وهو يمسـ ـح بكفيه على خصلاته الشـ ـقراء وقال بنبرةٍ مرحة:
«عسلية بس شـ ـقية»
مرّ الوقت بهم سريعًا حتى أنتهـ ـىٰ الحفل المقام في دار المناسبات العريقة وها هم يغاد.رون إلى منازلهم مِن جديد بعد يوم عملٍ شا.ق، أقترب “شـهاب” مِن “عمار” رفقة “مَرْيَم” التي كانت تسير بجواره وكأنها عينيه التي يرىٰ هو بها
«أستسمحك فـ طلب صغير يا عمي»
نطق بها بصوته الهادئ فيما ألتفت إليه “عمار” الذي كان يقف رفقة شقيقته الكبرى “رضوى” يتحدث معها ليجاوبه بنبرةٍ هادئة قائلًا:
«أطلب يا “شـهاب” طبعًا»
شعر “شـهاب” بـ الراحة حينما سَمِعَ نبرته الهادئة ليبتسم أبتسامة خفيفة وهو يقول:
«أستسمحك أخد “مَرْيَم” ونتمشى شوية ومش عايزك تقـ ـلق مش هنتأ.خر عليك هر.جعهالك البيت بدري»
نظر حينها “عمار” إلى أبنته التي حاولت إخفـ ـاء أبتسامتها بشتىٰ الطرق لتلوح أبتسامة هادئة ثغره ثم ينظر بعدها إلى “شـهاب” وهو يعلم تمام العلم أنه يحتاج أبنته بجواره وهي وحدها التي تستطيع مـ ـداواة جرو.حه ولذلك جاوبه بنبرةٍ هادئة وقال:
«معنديش مشـ ـكلة يا “شـهاب”، أنا عارف أنا مـ ـسلمها لمين، متتأ.خروش أهم حاجة وتخلّي بالك مِنها»
أبتسم “شـهاب” حينها وشعر بالراحة تتغلـ ـغل إلى صد.ره ليجاوبه بنبرةٍ هادئة قائلًا:
«متقـ ـلقش عليها هي فـ أما.ن معايا وأوعدك ٩ هتكون عندك»
أبتسم إليه “عمار” ثم نظر إلى أبنته وومض بخـ ـفة عينه اليُمنى لتبتسم هي بسعادةٍ كبيرة ثم نظرت إلى “شـهاب” وأمسكت بكفه الد.افئ ليبتسم هو ويضـ ـغط برفقٍ على كفها ثم تحركا سويًا أسفـ ـل نظرات “عمار” الذي كان يتابعهما مبتسم الوجه.
_________________________
<“سـ ـكينته داخل أحضان بلده الحبيبة”>
كانت تجلس على الأريكة الخـ ـشبية أمام البحر الوا.سع الكبير تنتظر قدومه وهي لا تعلم ماذا حد.ث إليه فقد تر.ك طفليهما مع والديه وشقيقيه حتى ينعم ببعض الوقت رفقتها وحدهما بعيدًا عن الجميع، أغـ ـلق هو باب سيارته واقترب مِنها بخطىٰ هادئة حتى رافقها في جلستها
نظرت إليه دون أن تتحدث لتراه ينظر لها وبدون أن يتحدث وضع رأسه على كتفها ينعم بالراحة قليلًا داخل أحضانها، فيما ضمته هي بكل هدوء دون أن تتحدث، هذه أول مرة يفعل بها هكذا ولذلك كانت هي صاحبة القرار المناسب في بعض الأوقات الصـ ـعبة وتقوم بأختيار الصمـ ـت إجابة
«بقالنا كتير أوي مقعدناش مع بعض، الشغـ ـل خدني مِنك الفترة اللي فاتت ومكانش فيه وقت حتى أقعد معاكي رُبع ساعة على بعض، وعشان كدا قولت أسيب “رائد” و “رودينا” مع “بابا” و “ماما” ونيجي أنا وأنتِ نقعد مع بعض شوية هنا»
أنهـ ـىٰ حديثه الهادئ وأنتظر ردّاً مِنها، فيما كانت هي تبتسم أبتسامة هادئة وقد وضعت رأسها على رأسه وقالت بنبرةٍ هادئة ردّاً على حديثه:
«أنا مقدَّرة إن الفترة دي صعـ ـبة عليك وتقـ ـيلة وأنا بشوف كل حاجة ومبتكلمش عشان مز.علكش أو أضا.يقك، وبعدين أنتَ متعرفنيش يعني يا “ليل”؟»
أبتسم هو ثم ر.فع رأسه عن كتفها وهو ينظر إليها ليرىٰ فيروزتيها تتقابل مع بُنيتيه تعزفان أجمل الألحان، أقترب مِنها ولثم وجنتها مِن أعـ ـلى نقابها الأسو.د فيما كانت هي هادئة تمامًا تستمتع بتلك اللحظات بجواره والتي أصبحت نادرة بالنسبة إليها، فيما نظر هو لها وقال مبتسمًا:
«وحشتيني يا “روزي”، يحر.ق أبو الشغـ ـل اللي يبعـ ـدني عنك بالمنظر دا»
ألتمعت حدقتيها لمعـ ـتها الخاصة والبراقة ليقول هو بنبرةٍ هادئة جا.دة لا تقبل النقا.ش:
«بقولك إيه، أنا خدت قـ ـرار نها.ئي خلاص بكرا الصبح إن شاء الله قبل ما أمشي هقعد مع “جدي” وهتكلم معاه لأن حقيقي الموضوع مضا.يقني أوي، خصوصًا لمَ لقيت “رائد” ز.علان عشان مبقتش معاه زي الأول، وبصراحة أنا مبقد.رش على ز.عله بضا.يق أوي»
كانت هي تنظر إليه دون أن تتحدث تستمع إلى حديثه بجميع حو.اسها مثلما أعتادت حينما يبو.ح لها عمَّ يجعله حز.ينًا وغا.ضبًا، ضمت هي رأسه تضعها على كتفها ثم مسّدت على خصلاته وقالت:
«عارفه كل دا يا حبيبي وفاهمة كل حاجة وعارفه إنك بتضا.يق عشان “رائد”، بس برضوا مش عايزاك تحمل نفسك فو.ق طاقتها، يعني لو هو ر.فض أو شايف إنه وقت مش مناسب خلاص كمل وأنا هحاول أكلم “رائد” وأفهمه»
«لا يا “روزي” مينفعش، كدا غـ ـلط، “رائد” محتاجني فـ حياته مش عايز أأ.همله مهما حصل زي ما بيحتاجك بيحتاجني برضوا، أنا لازم أو.فرله وقت هو وأخته برضوا دا حـ ـقه عليا ودا برضوا واجبي تجاه أبني لازم أكون فـ حياته ومتابعه بشكل مستمر، أنا هتصرف مش عايزك تشـ ـيلي هم حاجة»
أنهـ ـىٰ حديثه عازمًا على غـ ـلق هذا الحديث متخذًا قـ ـراره الأخير، فيما صمتت هي وتركته يفعل ما يشاء دون أن تعا.رضه وهي مسـ ـتسلمة لهُ تمامًا، دام الصمـ ـت بينهما قليلًا قبل أن يقطـ ـعه هو مِن جديد بعد أن جا.لت برأسه فكرة مجـ ـنونة لير.فع رأسه عن كتفها وينظر إليها لتتعجب هي مِن نظرته لها لتسمعه يقول:
«بقولك إيه، قومي معايا»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو ينهض ممسكًا بكفها يد.فعها للنهوض، فيما لَبَت هي مطلبه ونهضت وهي متعجبة مِمَّ يفعله هو، تحرك بها متجهًا إلى الشاطئ الذي كان لا يتواجد بهِ إلا كلاهما، كان المكان هادئًا، نسمات الهواء اللطيفة كانت تد.اعب فستانها الذي كان يتطا.ير بفضلها ومعه نقابها في لحظةٍ هي الأفضل بالنسبة لها
فيما نز.ع هو حذ.ائه وقام بر.فع بِنطاله للأ.على قليلًا ثم نظر لها مِن جديد وجذ.بها برفقٍ مِن ذراعها نحوه لتتفا.جئ هي مِن أفعاله تلك وهي شبه ملتـ ـصقةٌ بهِ لتراه يبتسم لها أبتسامة هادئة تحمل الخـ ـبث في طاياتها ليتحرك بها نحو البحر بعد أن قامت بنز.ع حذ.ائها معه وهي فقط تسير خـ ـلفه دون إرادة
كانت الأمو.اج هادئة والجَو نـ ـقي والسماء صا.فية تزينها النجوم في أكثر الأوقات هدوءًا، بدأ ينز.ل إلى البحـ ـر وهي معه تطـ ـيعه فيما يريد لتبدأ المياه تدا.عب قدميها بلطفٍ، شعرت أن السعادة تغمـ ـر قلبها والراحة تتغلـ ـغل إلى قلبها وهي تنظر حولها بفرحةٍ غير عادية، فيما إنحنـ ـىٰ هو بجذعه العلـ ـوي وملئ كفه الأيسـ ـر بالمياه ثم أعتدل في وقفته وهو ينظر لها بتخا.بثٍ
وفي غضون ثوانٍ كان يَسكو.بها عليها مِمَّ جعلها تشـ ـهق متفا.جئة، فيما أبتسم هو بأتسا.عٍ ثم إنحنـ ـىٰ بجذعه مِن جديد يملـ ـئ كفه بالمياه وقام بإلقا.ءها عليها لتضحك هي مبتـ ـعدةً عنه وهي تتجـ ـنبه فيما أستمر هو بفعلته تلك وهو يضحك عا.ليًا عليها وهو يراها تأ.مره بالتوقف، توقف هو وظل ينظر لها دون أن يتحدث فقط الإبتسامة هي التي تزين ثغره
فيما ألتفتت هي إليه بعدما ملأ.ت كفها بالمياه وألقـ ـتها عليه تشاركه جـ ـنونه ومرحه ليبتـ ـعد هو بوجهه وهو يضحك لتقوم هي بتكرار فعلتها مثلما فعل هو مِن قبل، ألتفت هو لها ثم أقترب مِنها بخطىٰ سر.يعة وقام بجذ.بها مِن ذراعها ثم حاوطها بذراعيه وهتف بنبرةٍ خبـ ـيثة وهو ينظر لها قائلًا:
«على فين يا “بطة”، إحنا لسه بنقول بسم الله»
ضحكت هي على أفعاله الصـ ـبيانية تلك ولذلك ضمته إلى أحضانها وهي تطو.ق بذراعيها حول عنـ ـقه تنعم بقربه ود.فئ أحضانه التي حُرِ.مَت مِنها، فيما أبتسم هو ولثم وجنتها مِن أ.على نقابها بحنوٍ هامسًا بالقرب مِن أذنها قائلًا:
«شوفتي قد إيه أنتِ وحشاني وأنا بستغـ ـل الفرص وبعو.ضك عن غيا.بي»
أتسـ ـعت أبتسامتها أكثر ثم أبتعـ ـدت قليلًا عنه بنصفها العـ ـلوي حتى تنظر لهُ لتقول بنبرةٍ هادئة:
«صحيح د.ماغك طـ ـقة حبتين بس بحبّ جـ ـنونك اللي بيظهر فجأة وبيغيرلي نفسيتي فـ ثانية، مش هتقولي كلام حلو بقى أنتَ عمرك ما قولتلي كلام حلو»
زفـ ـر هو بعمـ ـقٍ ثم نظر إليها وقال بنبرةٍ هادئة:
«عشان أنا مبعرفش حقيقي أقول كلام حلو، بحسني واحد ملز.ق كدا ومراهـ ـق، مش بعرف صدقيني يا “روزي”، بس هحاول لأجلك عشان ميهو.نش عليا ز.علك، بُصي يا سـ ـت البنا.ت أنا ممكن معرفش أقول كلام حلو بس أفعا.لي كلها بتقول كل حاجة، كل اللي ممكن أقدر أقوله إني بحبّك ويمكن عيني مشا.فتش غيرك مِن صغرنا يعني وأنا بحبّك بيني وبين نفسي، مبحبّش أشوفك ز.علانة أو مضا.يقة، ولا بحبّ أشوف د.معتك على خدك عشان بتضا.يق أوي»
«هتفضلي ما.ليا عيني وهفضل مسحـ ـور بـ حُبّك وهتفضل عيونك هي العامل الوحيد اللي بتاخدني لعالم تاني خالص، عالم مفيهوش غيري أنا وأنتِ، وجـ ـنوني اللي بيظهر لمَ تكوني وحشاني جدًا زي دلوقتي، أنتِ وبس مِن جـ ـنس “حوا” كله اللي خطـ ـفتيني مِن نظرة عيونك الحلوين دول، فاكرة لمَ شـ ـرحتلك درس التاريخ أول مرة يا “روزي”؟»
أنهـ ـىٰ حديثه الذي ظهر عليه الخـ ـبث في نها.يته وهو يطا.لعها بنظرةٍ ما.كرة، فيما أبتسمت هي وظهر الخـ ـجل على وجهها أسفـ ـل نقابها، أتسـ ـعت بسمته الما.كرة ليبدأ في تحـ ـريك أنامله بخفة على خصرها لتضحك هي حينما شعرت بهِ يقوم بدغدغتها لتتسـ ـع أبتسامته حينما سَمِعَها تقول مِن بين ضحكاتها:
«كُنْت قلـ ـيل الأد.ب ومش متر.بي على فكرة، وأنا أكتفيت بس بالهِدايا ليك»
تعا.لت ضحكاته على حديثها ليقول بنبرةٍ ضاحكة:
«أنا يا “روزي”، دا أنا محترم حتى وبتكـ ـسف»
«آه يا حبيبي أوي أنتَ هتقولي»
ردّت عليه تسخـ ـر مِنهُ لتتعا.لى ضحكته مِن جديد ويقوم بضمها إلى أحضانه يُلثم وجنتها بحنوٍ وهو يقضي رفقتها أسعد لحظات حياتها والتي يفصـ ـل بها عن أوقات عمله العصيـ ـبة التي يعيش بها كل يوم دون ر.حمةٍ أو شـ ـفقة.
_______________________
<“دواءه جاء مِن بعد الدا.ء”>
كان يجلس في إحدىٰ الأماكن الراقية وهي تجاوره في جلسته تنظر لهُ طيلة الوقت مبتسمة الوجه تستمع إليه بشغـ ـفٍ كبير وهي تسخـ ـر مِن نفسها حينما قررت طعـ ـن ر.وحه البريـ ـئة والنـ ـقية برحـ ـيلها عنه، قررت بتـ ـر الجزء الخاص بهِ مِن حياتها بكل تمر.د وكأنه مغتـ ـصبٌ أحـ ـرق بلدة بأكملها بعد أن أستمر في تعذ.يب سكانها
لا تعلم أنه كان مُتيمٌ بها، يراها وكأنه رأىٰ الراحة في أبهىٰ صورها نُصب عينيه، راحته بعد شقا.ءٍ طويل جاءت تستعو.ضه عمَّ رآه لأجلها، لَم يطلب سواها هي، أراد تسميتها على أسمه هو، أراد نورها الوها.ج يز.ج ظلا.مه بعـ ـيدًا عنه، ولَكِنّ شاء القدر وأفتر.قت الطرقات متعهـ ـدةً على العودة في أحسن حالٍ
كان يُخبرها عمَّ رآه وعا.ناه بدونها، يُخبرها عن وحد.ته في ظلا.مٍ ليس مِن المفترض أن يكون لنـ ـقيٍ مثله، يُخبرها كم مرةٍ طُعـ ـنت روحه وكم مرةٍ قُتِـ ـلَت على أيدي بشـ ـر معد.ومي الإنسا.نية، كانت تستمع إليه بكل حو.اسها وجو.ارحها وهي تشـ ـفق كثيرًا عليه ويز.داد أ.لم قلبها شيئًا فشيء لأجله هو
أقتربت مِنهُ وقامت بمعانقته بحنوٍ وهي تمسّد على خصلاته البُنية الد.اكنة نز.ولًا إلى كتفه وكأنها تعتذر لهُ عمَّ حد.ث في الما.ضي كانت هي للأ.سف الشـ ـديد جزءًا مِنهُ، تمقـ ـت نفسها لأنها تسـ ـببت في إيذ.اء روحه المتها.لكة بين ذراعيها الآن وقد تفا.قم شعورها بالذ.نب تجاهه وكأنها قاب قوسين أو أدنى
فيما وضع هو رأسه على كتفها وضمها بذراعيه مغـ ـلقًا جفنيه ينعم بالراحة في عناقها لهُ، لقد عا.نا حتى يصل إلى تلك المرحلة مِن الراحة والأ.مان، ألتمعت العبرات داخل حدقتيها تزامنًا مع شعورها بأ.لمٍ يعتـ ـصر قلبها وكأنه يعا.قبها على ما فعلته بهِ
أخذ أنفا.سه برا.حةٍ داخل رئـ ـتيه ثم زفـ ـرها وقال بنبرةٍ هادئة يحدثها بحنوٍ:
«أنا مبسوط عشان بقيتي معايا يا “ريما”، مبسوط عشان نو.رك هيونسني وهيطـ ـرد ضـ ـلمتي اللي عايش فيها بقالي سنة مش عارف أتأ.قلم عليها وكل شوية تو.جعني لمَ تعجـ ـزني عن إني أعمل حاجه لنفسي، أنا آسف لو هتـ ـعبك معايا وهضا.يقك كل شوية بطلباتي، بس صدقيني لو هقدر أعمل حاجتي بنفسي هعملها مِن غير ما أتعـ ـبك بس أوعدك مش هتعـ ـبك معايا كتير وهحاول أ.قلل طلباتي علشان متعـ ـبكيش»
سقـ ـطت عبراتها على صفحة وجهها ثم أبتـ ـعدت عنه وهي تنظر إلى معالم وجهه التي كانت تشـ ـع حز.نًا وأ.لمًا على حاله الذي وصل لهُ، تتأمل تقا.سيم وجهه التي حُـ ـفِرَت داخل ثنا.يا قلبها بشغـ ـفٍ وسعادة، حاوطت وجهه بكفيها الدا.فئين وهتفت بلوعةٍ وهي تنظر لهُ قائلة:
«إيه اللي بتقوله دا يا “شـهاب”، تعـ ـب إيه وكلام فا.ضي إيه مين قالك إنك هتتعـ ـبني معاك وطلباتك هتكون كبيـ ـرة وكتـ ـير عليا، أنتَ بقيت جوزي وحبيبي ودُنيتي كلها وكمان ٢٠ يوم هيتقفـ ـل علينا باب واحد، دي كلها واجباتي كـ زوجة يا حبيبي متقولش كدا، وبعدين لو أنتَ متعبتـ ـنيش مين هيتـ ـعبني غيرك يعني؟»
«تعـ ـبك راحة ليا أنا، أنا مش عايزاك تشيـ ـل هـ ـم حاجة خالص أنا خلاص هكون معاك ومش هسيـ ـبك لحظة واحدة وهكون ونيستك وحبيبتك وناسك كلهم مش هتحس بالمشاعر السلبـ ـية دي تاني خلاص، أنا جايه أعو.ضك عن كل حاجة و.حشة وهعمل معاك ذكريات كتير أوي، وكمان بكرا تفتـ ـح وترجع تشو.ف تاني ووقتها مش هسلم مِنك يا ابن “العطار” نها.ئي»
أنهـ ـت حديثها وهي تمازحه مبتسمة الوجه بعد أن ضحكت في نها.ية حديثها، لتشـ ـق الإبتسامة ثغره ويحتـ ـل السكـ ـون والر.احة وجهه وعينيه العسلية ليقول بنبرةٍ عا.بثة بعد أن أرتسم الخـ ـبث على معالم وجهه:
«هو أنا مينفعش أقـ ـنع الحج إنه يقدم الفرح ويخليه بكرا، أصلي بصراحة يعني مش هقد.ر على الـ ٢٠ يوم دول كتيـ ـر أوي يعني»
ضحكت هي على حديثه وهي ترىٰ الحُبّ والحنان يُغـ ـلفان عينيه لها، هو حبيبها ورفيقها وبئـ ـر أسرارها وخليلها الو.في، هو أ.منّها وأما.نها الو.حيد، نظرت إليه وهتفت بنبرةٍ هادئة قائلة:
«بقولك إيه، مش جعان؟»
«لا طبعًا جعان، تعالي في مطعم هنا مشهور أوي تعالي ناكل عنده»
ردّ عليها مبتسم الوجه لترافقه هي إلى حيثُ المكان المُـ ـراد وهي تستمع إليه وتتحدث معه بشغـ ـفٍ كبيرٍ والسعادة تغمـ ـرها حينما تراه يقـ ـص عليها مواقفه الطريفة كما كان يفعل مِن قبل وهي تتجا.وب معه بحما.سٍ كبير وكأنها طير حُـ ـر يُحـ ـلق في سماءٍ صا.فية.
_______________________
<“الخجـ ـل والتبجـ ـح كلاهما لا يعرفان بعضهما”>
إن كُنْت ترىٰ أن التبجـ ـح هو سلا.حك الفتا.ك أمامي، فـ نُضـ ـجي هو سلا.حٌ ذو حد.ين بالنسبة لي لموا.جهتك، التبجـ ـح وفر.ض الهيمـ ـنة وتسـ ـلط اللسا.ن ليسوا عباقرة ومحترفين في أخذ حـ ـقٍ غير مشرو.ط، العبقرية هي أن تستمع إلى ثر.ثرات المتبجـ ـح دون أن تعيره أية أهمية وكأنه بر.غوتة صغيرة تثر.ثر حتى لا يد.هسها البشـ ـر
في صبيحة اليوم الموالي
كان “مينا” يرتدي ثيابه للأستعداد للذهاب إلى عمله بعد أن خاطبه “عـرابي” وأخبره بضـ ـرورة تواجده باكرًا لإنعقا.د أجتماعٍ ها.م فيما يخـ ـص عمله، صدح رنين هاتفه عا.ليًا يعلنه عن وصول رسالة عبر التطبيق الشهير “واتساب” مِن جـ ـنيته الجميلة التي منذ أن ظهرت أمامه وهو لا يستطيع إخراجها مِن عـ ـقله وكأنها تتعـ ـمد الظهور ونثر سحـ ـرها عليه بشكلٍ دائم وكأن هذا يُسعدها
ز.فر بعمـ ـقٍ وهو يعتقد أن المرسل أحد أصدقائه أو زوج شقيقته الصغرى بخصوص أعمالهم أو قضـ ـيتهم التي أستطاع “ديفيد” رفـ ـعها ضـ ـد أولاد خاله وخاله متخـ ـذًا الد.فاع عن شقيقة زوجته ور.دّ حـ ـقها أمام الجميع بالقا.نون، ونظرًا لأنه محا.مي ماهر وكما يُطلقون عليه “العقر.ب” نظرًا لأنه مِن الصـ ـعب الوقـ ـوف أمامه والفوز بالقضا.يا الصـ ـعبة
ولَكِنّ خا.لفت هي توقعاته حينما كانت هي صاحبة تلك الرسالة التي ما إن قرأها حتى جعلت البسمة تتزا.حم على وجهه ويرقص قلبه دا.خل قفـ ـصه الصد.ري بسعادةٍ غير عادية حينما تلقـ ـىٰ مبتغا.ه، فيما كتبت هي رسالتها بسعادةٍ طا.غية تقول فيها:
_صباح الخير يا “مينا”
أنا كلمت “بابا” وقولتله على موضوعنا وهو وافق ومستنيك الخميس اللي جاي تيجي تشرب معاه الشاي عشان تتفقوا على كل حاجة متتأ.خرش
رسالتها ما هي إلا د.فعة حما.سٍ وفرحةٍ لبدء يومه بنشاطٍ وحيوية، وكأنه كان يريد مكافأة لد.فعه لبدء يومه المعتاد في العمل، رأىٰ رسالتها الأخرىٰ التي أرسلتها لهُ تقول بها بتحذ.يرٍ:
_وحاجه كمان مـ ـهمة، عايزاك وأنتَ جاي تبقىٰ شيك كدا ولابس أحلى لبس عايزة أكيد بنـ ـت عمتي الحربا.ية اللي قاعدة ليل نهار تقولي أنتِ فـ ـقر ومفيش واحد هيبصـ ـلك، عايزاك وا.د مُـ ـز مِن الآخر، شرفني يا “مينا” قدامها هي وأمها العقر.بة دي عشان مز.علكش أنتَ وهي فـ لحظة واحدة
تعا.لت ضحاته عا.ليًا وهو يراها تضع الملصق الغا.ضب في نها.ية حديثها وكأنها تفر.ض عليه رأيها بالقو.ة، ضغـ ـط على أيقونة تسجيل الصوت وبدأ يتحدث لها قائلًا بنبرةٍ ضاحكة:
«لا لو فيها عمتو وبنـ ـتها الحربا.ية فـ أنا ممكن أقول لعمي نعمل إكليل على طول وأخدك بشنطة هدومك على بيتنا على طول والبقاء للأقو.ى بقى، وبعدين مش عايزك تقلـ ـقي أنتِ ذات نفسك هتنبهري ومبقاش “مينا ملاك” لو ما جبت لعمتك ذ.بحة صد.رية، وبعدين يا جميل مش عايزك تقـ ـلق أنا مش أي حد برضوا أنا را.جل ليا كاريزمتي ووقا.ري يعني مش عايزك تخا.في مِن حاجه، سلا.مي لعيلة أبوكِ الحربا.ية لحد ما أخد.ك فـ حضني قدامهم أكيـ ـد اللي جا.بوهم كلهم»
أنهـ ـىٰ حديثه وأرسله لها مبتسمًا ثم تر.ك هاتفه حينما بدأت هي تستمع إليه وأكمل إرتد.اء ثيابه وهو ينظر إلى إنعكا.س صورته في المرآة وبدأ يد.ندن بعد أن عاد الصفا.ء لهُ والراحة مِن جديد قائلًا:
أقولك إيه عن الشو.ق يا حبيبي
أقولك إيه ومين غيرك داري بي
ليالي فـ هواك أسهر وأفكر
ومهما قلت لك فى القلب أكتر
شوية إني أقول لك ياحبيبي
يا ريت فيه كلمه أكتر من حبيبي
أقولك إيه وإيه يوصف هوايا
وأنا فـ قلبي كلام مالوش نها.ية
دي أجمل كلمة فـ الدنيا حبيبي
بقولها لك وبرضه مش كفاية
ما قولش مناي كان حبّك
ده أكتر مِن اللي بتمناه
أنهـ ـىٰ إرتد.اء حِلة الشـ ـرطة ونثر عطره المحبب إليه دومًا ومِن بعدها مشط خصلاته ثم وقف ينظر إلى إنعكا.س صورته في المرآة وقال بإعجابٍ بنفسه:
«يخـ ـربيت جمالك يا.ض يا “مينا”، كاريزما وشياكة عا.لية، بس عادي دا أقـ ـل حاجة عندي يعني لسه التقـ ـيل كله ورا»
وفور أن أنهـ ـىٰ حديثه مع نفسه صدح رنين هاتفه عا.ليًا يعلنه عن أتصالٍ هاتفي مِن صديقه “عـزام”، أجابه سر.يعًا قائلًا بمرحٍ:
«صباحك قشطة بالمهلبية يا مهلبية، واحشني والشو.ق غلا.ب»
أتاه صوته حينما سَخِـ ـرَ مِنهُ وقال بنبرته الرجو.لية:
«لا يا “مينا” يا حبيبي أنا مش الحُبّ بتاعك أنا صاحبك يا عـ ـين أ.مك»
أبتسم “مينا” وتحرك تجاه الفراش يجلس على طر.فه مرتديًا حذا.ئه قائلًا بنبرةٍ ممازحة:
«عادي يا حبيبي أنتوا الاتنين حلوين وتستحقوا تتعا.كسوا يعني مـ ـشيها إنك الإكـ ـس لحد ما ربك يكرمنا»
أغـ ـلق “عـزام” جفنيه نصف غـ ـلقة وقال متر.قبًا ردّه الحاسـ ـم بالنسبة إليه:
«إيه هي العصفورة صوصوت ولا إيه، عايزك تقولي هتعملها قريب»
«آه يا سيدي هعملها لسه مكلماني وخدت معاد مع أبوها الخميس الجاي، دعواتك يا كُبارة بقى عشان القلب بصراحة ميا.ل والشو.ق غلا.ب وأنا بصراحة كدا مش عايز غيرها»
هكذا كان ر.دّ “مينا” على حديث صديقه “عـزام” الذي أبتسم وقال:
«يا سيدي ربنا ييسرلك الحال وتخـ ـلصنا بقى عشان الواحد بصراحة قرب يعجـ ـز ولسه مشافكش عريس، بُص لو أبوها شاف نفسه أنتَ مش محتاج إني أقولك تعمل إيه، فـ نص البيت وتر.دح لأبوهم كلهم إحنا إبننا ميتر.فضش وألف مين تتمناك يعني مش را.جل زي دا يعني ير.فضك عشان معتقدات تعبا.نة، أنتَ را.جل ليك مركزك وظا.بط يعني تشر.ف اللي ميتشر.فش»
ضحك “مينا” على حديث صديقه الصا.رم ونهض مقتربًا مِن الطاولة يأخذ أغراضه وهو يحدثه قائلًا:
«لا لا أبوها شكله را.جل طيب مش خبـ ـيث، بس إن جيت للحـ ـق عمتها وبنـ ـت عمتها حرا.بيق وعايزين اللي يظبـ ـطهم والعبد لله ممكن تتر.بس فـ د.ماغ اللي جابوني وأعمل إكليل وأخدها وأعمل اللي أعمله بقى أنا عيـ ـل متر.باش أساسًا وقـ ـليل الأد.ب يعني هسـ ـلك»
ضحك “عـزام” على الجهة الأخرىٰ وقال ضاحكًا:
«شكلك دا.خل على عيلة مش سا.هلة يا “مينا” راجـ ـع نفسك»
خرج “مينا” مِن شقته وهو يحادثه قائلًا:
«لا يا عم متقلـ ـقش أنا وا.د مش سهـ ـل برضوا وهعرف أردّ يعني مِن يومي ولسا.ني فا.لت مِني، هي عمتها وبنـ ـت عمتها بس مش أكتر لسه هشوف باقي العيلة لو حرا.بيق هحطهم ضمن لاستة العقا.رب، بقولك إيه همشي دنيتي، المهم أنتَ فين دلوقتي؟»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو يسأله عن مكانه ليأتيه الردّ مِن صديقه حينما قال:
«رايح الشغـ ـل يا فلحو.س هروح فين يعني، هو أنا ورايا غيركم يعني كلتوا د.ماغ اللي جا.بوني»
أستلق “مينا” سيارته وتحرك في الطريق إلى مقر عمله قائلًا بوقا.حةٍ:
«تصدق إنك قـ ـليل الأ.دب ولسا.نك عايز يتقـ ـص، عمومًا أنا لسه متحرك وجايلكم يا معا.قين، يلَّا يلَّا مع ألف سلامة متشر.فتش بيك»
أنهـ ـىٰ حديثه وأغـ ـلق المكالمة في وجهه وقبل أن يترك هاتفه وجد رسالة صوتية مِنها على “الواتساب” ليقوم بسماعها حينما قالت:
«أنا واثقة إنك هتشر.فني قدام عيلتي كلها مش بس عمتي وبنـ ـتها الحربا.ية، وعارفة إنك هتبقى و.اد چينتل كدا ومفيش مِنُه أتنين»
أبتسم هو بأتسا.عٍ وأرسل لها ملصقًا لطيفًا عبارة عن صـ ـبي صغير جميل يحاوطه مجموعة عديدة مِن القلوب الحمـ ـراء ثم أغـ ـلق هاتفه وتركه وعاد يدندن مِن جديد ويبدوا أنه في أقصىٰ مراحل الصفا.ء الذ.هني والنفـ ـسي في هذه اللحظة.
______________________
<“سقـ ـطت الضحـ ـية الأولى في عر.ين الأسو.د”>
كانا ينعز.لان عن العالم بأكمله في تلك الغرفة المشحو.مة بالعديد مِن الإنفعا.لات والغضـ ـب الشـ ـديد وكأن غضـ ـب العالم أجمع بدا.خلهما هما فقط، أن تتخطـ ـى حد.ودك وتفتعل المشكلا.ت لأمرٍ غير معلوم وبد.ون سا.بق إنذ.ار لهو أمرٌ كا.رثي، مثل الذي أضحـ ـى يحوم حول جميع جيرانه يشير على رفيقه يتهـ ـمه بالخيا.نة والغد.ر وهو فقط مسـ ـكينٌ لكونه صديقًا لشخصٍ مـ ـريضٍ مثله
كان “علي” يقف أمام “حُـذيفة” الذي كان يجلس على مقعده المتحر.ك والغـ ـضب يسيـ ـطر على معالم وجهه بشكلٍ ملحو.ظ كونه لا يستطيع التحرك والأخذ بثأ.ر أخاه الصغير الذي كل ذ.نبه أنه يقبع بين مجموعة مِن الذ.ئاب المتو.حشة وهو القط اللطيف البـ ـريء بينهم نقا.ءه يجعله لا يرىٰ وضا.عتهم وحقـ ـدهم تجاهه
«وبعدين؟ عصـ ـبيتك دي على فكرة مش هتعملك حاجة غير إنها هتتـ ـعبك طب وآخـ ـرتها، مش عايزك تقلـ ـق حـ ـقه مش هيـ ـضيع صدقني وأنتَ مش معنى إنك على كرسي متحـ ـرك إنك مش هتعرف تعمل حاجة لا هتعرف وهتعمل كتير أوي، بس أنا مش عايزك تتعـ ـب نفسك عشان عايزينك الفترة دي تعدي عشان تبدأ علا.ج طبيعي وترجع تمشي على ر.جليك تاني»
أكمل حديثه بعد أن أقترب مِنهُ وأنحنىٰ بجذ.عه العلـ ـوي يتكـ ـئ بكفيه على المقعد خاصته وقال:
«”يزيد” طول ما هو شايفك كدا مش هيتخـ ـطىٰ اللي حصل وهيفضل محلك سـ ـر، عافـ ـر عشان أنا وأنتَ والشبا.ب كلها عارفين إن “يزيد” مِن صغره مسـ ـنود عليك، واخدك الحيـ ـطة اللي مهما يميـ ـل عليها مبتو.قعش، عشان خاطر “يزيد” يا “حُـذيفة” سيبـ ـنا إحنا هنتعامل إحنا برضوا أخواته وكلنا واحد مش كدا برضوا؟ مش عايزك تقـ ـلق “شـريف” هيتعامل هو وصحاب “يزيد” وأول ضحـ ـية هتقـ ـع فـ عر.ين الأسو.د الليلة دي، متقـ ـلقش مسافة ما تشوفه متكتـ ـف قدامك ذ.ليل غـ ـليلك هيهـ ـدى، أنا “علي” يا “حُـذيفة”»
أبتلـ ـع “حُـذيفة” لعا.به ومسـ ـح بـ كفه على وجهه وهو يزفـ ـر بعمـ ـقٍ وشعوره بالضـ ـيق يزد.اد أكثر وأكثر كونه لن يستطيع فعل أي شيءٍ تجاه أخيه الصغير الذي بالتأكيد ينتظر مِنهُ الكثير والكثير، مسّد “علي” على كتف صديقه وابن عمه موا.سيًا إياه دون أن يتحدث، فيما ر.فع “حُـذيفة” رأ.سه كي يستطيع النظر إلى وجه ابن عمه بوضوحٍ وقال بنبرةٍ مـ ـرهقة:
«تـ ـعبت يا “علي”، تـ ـعبت أقسم بالله بقى صـ ـعبان عليا اللي هو فيه، أنا مقـ ـصر طيب فـ حاجة غصـ ـب عنّي واللهِ لولا إني على كرسي كُنْت عملت كتير وكتير بس غصـ ـب عني بجد مش قا.در أتحرك وأرو.ح وأجي»
وا.ساه “علي” وشـ ـدد مِن قبـ ـضته على كتفه وأبتسم إليه قائلًا:
«متز.علش نفسك يا حبيبي إحنا كلنا واحد مفيش بينا أختلا.ف، أنا هو أنتَ يا حبيبي، متشـ ـيلش هـ ـم إحنا هنعمل المطلوب وبزيادة كمان، مش عايزك تز.عل»
أبتسم إليه “حُـذيفة” وشـ ـدد على كفه دون أن يتحدث، فيما شـ ـرد “علي” فيما هم مقبلين عليه وما الذي سيحد.ث وكيف سيستطيع “شـريف” والشا.بين إمسا.ك أول رأ.س الليلة، تلك اللحظة الحا.سمة التي ينتظرونها بفر.اغ الصبر ستأتي بعد سويعات مِن الآن.
_________________________
<“كالفراشة تحـ ـملق فو.ق الزهور في بداية ربيعها”>
كانت تجلس في الحديقة وهي تتصفح في هاتفها تطـ ـلع على آخـ ـر الأخبار حتى سَمِعَت صوته خلـ ـفها يقول بنبرةٍ هادئة:
«أزيك يا “مَرْيَم”، فا.ضية أقعد معاكِ خمس دقايق؟»
ر.فعت رأسها تنظر إليه لتسمح لهُ بالجلوس قائلة بودٍ:
«آه طبعًا أقعد يا “عادل”»
جلس “عادل” على المقعد الذي يجاور مقعدها ثم أخـ ـرج هاتفه وقام بفتحه وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
«عايزك تشوفي كدا، أنا ظبطـ ـتلك الكام صورة اللي طلبتيهم شوفي كدا»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو يَمُـ ـدّ يده لها بالهاتف لتقوم هي بأخذه والإطلاع على الصور التي قام هو بإلتقاطهم لأجلهما بوجهٍ مبتسم، قلبها يتراقص فرحةٍ وسعادة دا.خل قفـ ـصها الصد.ري وهي تشاهد تلك الصور الرومانسية خاصتها برفقته وهي سعيدةٌ وبشـ ـدة، نظرت إليه مبتسمة الوجه وقالت بنبرةٍ سعيدة:
«الله يا “عادل”، دول حلوين أوي، أنا مش مصدقة بجد حلوين أوي، تسلم إيدك بجد ما شاء الله الصور حلوة أوي، أبعتهوملي يا “عادل”»
أبتسم هو لها وأخذ الهاتف وقام بالولوج إلى محادثتها حتى يرسلهم إليها وهو يقول:
«أهم حاجة إنهم عجبوكِ، أنا سهرت عليهم علشان خاطرك واللهِ، بس بجد واللهِ بدون مجا.ملة أنتم الأتنين بسم الله ما شاء الله كنتم حلوين أوي إمبارح، حقيقي لايقين على بعض، عقبالي بقى إن شاء الله، لو ليكِ واحدة صاحبتك شيفاني أستا.هلها متستخسـ ـريهاش فـ أخوكِ، أنا طيب واللهِ وأتحبّ»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو يمازحها فيما ضحكت هي على حديثه وقالت بنبرةٍ مرحة:
«ليا واحدة قمر وحاجة كدا تشَّر.ف أد.ب وأخلا.ق وأحتر.ام وحيا.ء ملهوش آخـ ـر يعني، بس هستخسـ ـرها فيك عارف ليه؟ عشان أنتَ ساعات بتبقى قـ ـليل الأد.ب ومش محتـ ـرم»
ضحك هو عا.ليًا على ممازحتها إليه، لا يصدق أن هذا الحديث موجهًا إليه هو إنها بالتأ.كيد تمزح معه، نظر لها وقال بنبرةٍ ضاحكة:
«أنا؟ طب ليه كدا بجد، أنا حتى فرفوش يعني لمَ تكون مضا.يقة وز.علانة أجي أنا أفرفشها، شوفيهالي أنتِ بس ومتقلـ ـقيش مِني هشر.فك واللهِ»
ضحكت هي على حديثه ثم نظرت إليه وقالت بوجهٍ مبتسم:
«خلّيك مؤد.ب أنتَ بس ومَلَكش دعوة»
نهض هو وقال مبتسم الوجه وهو ينظر لها:
«كدا متفقين، والصور أتبعتتلك كمان أهي عقبال الليلة الكبيـ ـرة، مُبارك يا “مَرْيَم”»
تركها وذهب عا.ئدًا إلى القصر فيما نظرت هي إلى هاتفها تشاهد صورها الجميلة رفقة حبيب عيونها ورفيق روحها وزوجها الحنون، قامت بإختيار صورة مِن بينهم جميعًا قد سـ ـرقت عينيها بشكلٍ ملحوظ، كان هو يقف ثا.بتًا ممسكًا بباقة الزهور _التوليب_ البيضـ ـاء عيناه العسلية مثـ ـبتتان على الكاميرا وهي تقف خلـ ـفه بفستانها الفضفا.ض وخمارها نا.صع البيا.ض بوجهٍ بشوش تنظر إلى الكاميرا وهي تضحك بأتسا.عٍ وتر.فع كفها عا.ليًا الذي كان يزين أحد أصابعها خاتم زواجها الذ.هبي الر.قيق وكأنها تُعلن إنتصا.رها بالفوز بهِ زوجًا وحبيبًا وعا.شقًا لها هي فقط
أختارتها مِن بين جميع الصور بكامل الرضا ثم قامت بالضـ ـغط على موضع الكتابة المتواجد أسـ ـفل الصورة وكتبت إشها.ر عقد قرآنها ببعض الكلمات الرقيقة مثلها تمامًا:
فتلاقت الأرو.احُ بعد شتا.تِها
وأُزهِرَ علينا العُمر وابتسمَ القدَر
تمّ بحمد الله “عقد قراني” على مَن أختارهُ الله لي وألفته نفسيّ
وارتضيتهُ زوجًا وشريكًا لحياتي
اللھـم وفـقـنـا وارضا عنا
واجمعنا على الخير والحبّ والرضا
وحينما أنهـ ـت كتابتها ووضعت _رمز القلب الأحمـ ـر_ قامت بنشرها حالةٌ لها على التطبيق الشهير “واتساب” لأصدقائها وعائلتها بالكامل وهي مبتسمة الوجه تتخيل ردّة فعله حينما يُخبره “شُـكري” ثم يقوم بعدها بمهاتفتها والتحدث معها لوقتٍ طويلٍ دون أن يشعر كلا الطرفين بالمـ ـلل، غَدت كالطـ ـير الحُـ ـر في السماء الصا.فية في يوم ربيعٍ مشر.ق.
_________________________
<“جـ ـنيةٌ أختـ ـطفته في لمح البصر بسـ ـحرها الأسو.د”>
كان يجلس في غرفته يستلـ ـقي على الفراش بأ.ريحية يتصـ ـفح على هاتفه على التطبيق الشهير “فيسبوك” يحاول الوصول إلى صفحتها عن طريق صفحة “مَرْيَم” التي كانت مشتركة بينهما وهو يزفـ ـر بضـ ـيقٍ فـ هو الآن مجـ ـبر على تصفح صفحات الجميع على أمل أن يرىٰ صفحتها مِن بينهن أجمع
ولج في هذه اللحظة “شـهاب” الذي كان يرتدي ثيابه الرياضية وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
«بقولك إيه خُـ ـد شوف “مَرْيَم” نزلت إيه على ستوري “الواتساب” عشان عندي فضو.ل أعرف»
ر.مقه “شُـكري” نظرةٍ ذات معنى لبعض الثوانِ قبل أن يسخـ ـر مِنهُ بقوله:
«بقولك إيه يا عم “روميو”، متقر.فش اللي جابوني بـ حبيبة القلب “چولييت” أنا مش نا.قصك كدا كتير بصراحة متخلنيش أروح أجيبهالك مِن بيت أبوها أقعدها معاك عشان أخلَّـ ـص أنا مِن الليلة دي»
حينها لَم يأتيه سوى وقا.حة أخيه الذي قال:
«أخلَّـ ـص يا رو.ح أ.مك بدل ما أعملها معاك، بدل ما أنتَ قاعد زي المطـ ـلقين كدا مش بتعمل حاجة سـ ـلي وقتك، أخلَّـ ـص ياض»
زفـ ـر “شُـكري” بضجـ ـرٍ ثم نهض وأعتدل في جلسته وهو ينتشـ ـل الهاتف مِن يده ليأتيه صفـ ـعة الآخر بكفه الآخر وهو يقول:
«متنتشـ ـلش التليفون كدا يا حيوا.ن بدل ما أدغد.غك»
صا.ح “شُـكري” حينها بضيـ ـقٍ با.ئن عليه وهو يقول:
«يخر.بيت أم التهز.يق إيه يا “شـهاب” أ.مك مش جيبا.ني الدنيا عشان أنتَ تهز.قني، ما تحتر.م السنة اللي بينا يا أخي إيه»
عقد “شـهاب” ذراعيه أمام صدره وقال بنبرةٍ با.ردة:
«معاك دقيقة يا آ.خرة صبري»
أخذ هو أنفاسه بعمـ ـقٍ حتى يهـ ـدأ ثم قام بالولوج إلى التطبيق ومِن بعدها الحالة الخاصة بها ليرىٰ صورتهما سويًا وأسـ ـفلها إشها.رها لعقد قرآنهما ليبتسم هو وينظر بتخا.بثٍ إلى أخيه ثم قال:
«إيه الحلاوة دي بس، لا مراتك شكلها هتد.لعك يا “شـهاب” يا خويا آ.خر دلع»
إز.داد فضول الآخر بشكلٍ و.اضحٍ على معالم وجهه ليقول دون ذرة تفكير كالقذ.يفة المند.فعة:
«إيه نز.لت إيه ولا قالت إيه أنطـ ـق بسرعة»
ر.مقه “شُـكري” نظرةٍ خبـ ـيثة لثوانٍ ثم قال بنبرةٍ خبيـ ـثة كـ نظراته الآن:
«لا حيث كدا بقى يا حبيب أخوك تسمحلي أذ.لك شوية، أصل بصراحة الفرصة دي مبتجـ ـيش كتير وأنا سيد إستغلا.ل الفرص»
صـ ـق “شـهاب” على أسنانه بغضـ ـبٍ واضحٍ ليتو.اقح معه للمرة الثانية حينما قال بحقـ ـدٍ:
«تصدق وتؤمن بالله، أنتَ عيـ ـل وا.طي ومتر.بتش، وأنا عيـ ـل *** عشان بعتمـ ـد عليك فـ حاجة خار.جة عن إرادتي، جتـ ـه د.اهية اللي يحتاج مِنك حاجة هات الز.فت دا مش عايز أعرف نز.لت إيه»
أبتسم “شُـكري” حينها بأتسا.عٍ وهو يرىٰ غـ ـضبه الشـ ـديد البائن على معالم وجهه أمامه وقال بنبرةٍ خـ ـبيثة:
«تصدق فكرتني، “مَرْيَم” متعرفش حوار لسا.نك الطويل دا، فرصة ألحـ ـق أبعتلها وأقولها يا “مَرْيَم” هو نصيب وكل حاجة وأنتِ ملتزمة والعيـ ـبة مش بتخر.ج مِن بو.قك وكل حاجة بس جوزك لسا.نه طويل وقلـ ـيل الأ.دب متر.باش»
تفا.قم غـ ـضب “شـهاب” وتمنى أنه يرىٰ في هذه اللحظة حتى يقـ ـتلع ر.أس أخيه وإحر.اقها، هذا المستـ ـفز الذي يتلا.عب بهِ منذ فترة وجيزة فيما يخص تلك الرقيقة وكأنه يهـ ـدده بشيءٍ ما هو لا يعلم عنهُ شيئًا، صر.خ بوجهه قائلًا:
«”شُـكري” يمين بعظيم هتخلّيني أخر.ج مِن أوضتك ما هد.خلها تاني ولا هطلب مِنك حاجة وأي حاجة هعملها لنفسي عشان أنتَ بجد بتعصـ ـبني وبتخر.جني عن شعوري»
وحينها أتاه سؤال أخيه الذي قال:
«بخر.جك عن شعورك إزاي مش فاهم؟»
صمـ ـت عمَّ المكان فجأ.ة بعد سؤال “شُـكري” كان حينها “شـهاب” يُحاول إستيعا.ب مقصد أخيه ولَم يلـ ـبس كثيرًا حتى فَهِمَ مقصد أخيه وسر.يعًا كان يصر.خ بهِ وهو يتوجه إليه يسـ ـدد لهُ الضـ ـربات العـ ـنيفة فيما كان شُـكري” يضحك عا.ليًا ويصـ ـيح في نفس ذات اللحظة وهو ينكـ ـمش بنفسه وقد تركه يفعل ما يحلو إليه حتى يهـ ـدأ مرةٍ أخرىٰ
وبعد مرور ثلاث دقائق شعر حينها “شـهاب” بالتعـ ـب يد.اهمه ليجلس على طر.ف الفراش وهو يتنفس بحـ ـدةٍ بعد أن أخر.ج غضـ ـبه الكا.من بدا.خله في أخيه الذي لَم يُعا.رضه وتركه يفعل ما يشاء، أبعـ ـد ذراعه عن وجهه بهدوءٍ وهو ينظر إليه ليرىٰ حالته المبعثـ ـرة تلك وينهض مِن على الفراش
فيما كان “شـهاب” هادئًا والضيـ ـق يغـ ـلفه بوضوحٍ يُحاول لجـ ـم أفعاله بدا.خله أكبر وقت ممكنٍ حتى لا يكون أخيه صاحب النصـ ـيب الكامل بهِ، ثوانٍ معدودة وشعر بهِ يُحاوطه بذراعيه ويُلثم وجنته ثم يقوم بـ ضمه وهو ينظر إليه قائلًا:
«متز.علش مِني يا “شـهاب” أنا بر.خم عليك بس مش أكتر، أوعى تز.عل مِن أخوك واللهِ ما أقصد أذِ.لَك أو أستغـ ـل إنك كـ ـفيف عشان لمَ تطلب مِني حاجة أضا.يقك قبل ما أعملها، بهزر أقسم بالله، وبعدين هتقدر تبعـ ـد عن أخوك الوحيد يعني؟ هيجيلك قـ ـلب تبقى معايا فـ بيت واحد ومتتكلمش معايا ولا تطلب مِني حاجة؟ أنا عا.يش فـ الدنيا دي عشانك يا حبيبي مقد.رش على ز.علك كفاية أبوك وأمك اللي سا.بونا لحال سبيلنا وكل واحد راح شاف حياته»
«أتطـ ـلقوا وهو راح أتجوز عشيـ ـقته اللي كانت وا.كلة د.ماغه لمَ كان متجوز أمك، وهي حبّت تقـ ـهره لمَ عرفت وراحت قالتله إنها محبّتهوش وكانت على علا.قة بـ را.جل تاني، تحس إنهم حقيقي بيقـ ـهرونا، لا بيقـ ـهرونا إيه؟ دول د.مرونا، كل واحد راح شاف حياته وإحنا ولا لينا وجود فـ حياتهم»
ألتمعت مُقلتي “شـهاب” بـ العبرات السا.خنة وهو يتذكر هذا الما.ضي الأسو.د الذي حاول بتـ ـره مِن حياته بشتىٰ الطرق ولَكِنّ كانت محاولاته تبوح بالفشـ ـل دومًا، مَن ينسىٰ ذكرى سيئـ ـة كتلك ويمضـ ـي قُدُمًا؟ فيما أكمل “شُـكري” حديثه المتأ.لم بعد أن تهـ ـتك صوت أنفا.سه وألتمعت العبرات دا.خل مُقلتيه وقال:
«عارف اللي بيو.جع أكتر إيه؟ إن إحنا مش بإيدينا نختار حياتنا، مش بإيدينا نختار أهلنا، مش بإيدينا أي حاجة حـ ـقيقي، مجبو.رين نعـ ـيش حياتنا ونتأ.قلم على و.جعها ومعا.ناتها، حاولت أنـ ـسىٰ صدقني، حاولت متأ.ثرش، حاولت أبعـ ـد على قد ما أقدر، بس لمَ شوفتك لوحدك فـ كتب كتابك بدون أب ولا أمّ حاطط إيدك فـ إيد أبوها وأنا بس اللي حاضر معاك أتو.جعت أوي، صـ ـعبت عليا أوي يا “شـهاب” إمبارح كان نفسي أروح أخد حـ ـقي وحـ ـقك مِنهم هما الأتنين»
«حتى بعد ما عملت الحا.دثة وفقـ ـدت بصـ ـرك، محدش مِنهم كَلِـ ـف نفسه وجه أتطمن عليك ولا وا.ساك، مكانش فيه غيري، أنا وبس اللي عا.نيت معاك، محدش يعرف الخـ ـراب اللي جوانا غيرنا يا “شـهاب” كان سـ ـببه أقرب الناس ليك»
سقـ ـطت عبرات “شـهاب” على صفحة وجهه بعد أن فشـ ـل في السيـ ـطرة عليها ومعه “شـكري” الذي بكى قهـ ـرًا وحز.نًا على شا.بين مثلهما تذوقا المعا.ناة والمسئو.لية منذ نعومة أظا.فرهما، بكى على والدين لا يعلمان كم المسئو.لية التي فُرِ.ضَت عليهما، والدين ليسا مؤ.هلين لبنا.ء أسرةٍ متكا.ملة ورعا.يتها، لربما يكون زواجهما قائمٌ على عد.م الإكتر.اث لأي شيءٍ مِن كلا الطر.فين
لا يهـ ـمهما ما الذي يحدث مع طفليهما، فقط زواجٌ قائمٌ على الخيا.نة والشـ ـك وكذلك تلـ ـبية ملاذ.اتهما، لا يكتر.ثا لحجـ ـم المسئو.لية التي و.قعت على عا.تقهما وبسـ ـبب فشـ ـلهما بها قاما بتد.مير شا.بين مثل الزهور الملو.نة التي حينما بدأت في التفتـ ـح في أيام ربيعها جاء الشتاء المظـ ـلم وبهـ ـت ألوانها البرا.قة
ر.فع “شـهاب” ذراعه الأ.يسر وضم أخيه إلى أحضانه وهو يشـ ـدد مِن أزرهِ وهو في أمَّـ ـس الحاجة إلى عنا.قٍ دا.فئ يطمئنه وينتشـ ـله مِن قو.قعته السو.د.اء تلك، فيما ضمه “شُـكري” وشـ ـدد مِن عناقه إليه وكأنه يطلب مِنهُ عد.م الذهاب مثلهما وتر.كه فلن يتحمـ ـل إبتعاده عنه مهما حدث
شعر بغصـ ـته المؤ.لمة التي كانت كالشو.كة الحا.دة العا.لقة في حلقه وكأنها تقتـ ـله رويدًا رويدًا، حاول “شـهاب” التحلي بالهدوء بعد أن قام “شُـكري” بفـ ـتح جر.حه الغا.ئر الذي حاول مد.اواته دون فائدة، آلآ.م الماضي ستظل مرافقةً إلى صاحبها حتى يوم مما.ته تلك هي الحقيقة القا.سية
مسّد بكفه على خصلاته برفقٍ وحنو حينما بدأ يتحدث بنبرةٍ مختـ ـنقة أ.ثر كبـ ـحه لبكاءه أطو.ل وقتٍ ممكن قائلًا:
«حـ ـقك عليا أنا يا “شُـكري”، دول أتنين خا.ينين خا.نوا بعض وهما متجوزين عايز مِن أمثالهم إيه، عارف المشـ ـكلة فين؟ المشـ ـكلة إنهم بيعملوا كل الغـ ـلط دلوقتي ويطلـ ـعونا مر.ضى نفـ ـسيين بدل ما تبقى طفل سو.ي نفسيًا، بيخلّوك تشوف عنـ ـف الدنيا كله معاهم ولمَ يكبروا ويعجزوا ويتحطوا فـ دا.ر مُسنين وميلا.قوش حد جنبهم، يبدأو يعيـ ـطوا على اللبن المسكو.ب ويطالبونا ببـ ـر الوالدين والر.حمة، بـ ـر إيه ور.حمة إيه اللي بيطلبوها مِننا وإحنا مشوفناش الر.حمة معاهم؟»
«للأسف أجيال كاملة بتد.مر مِن قبل ما حيا.تها تبدأ عشان خاطر أبهاتهم وأمهاتهم معرفوش يختاروا صح، ليه منختارش صح؟ ليه منبقاش نا.ضجين فـ أختياراتنا، أنا مش باخد زوجة وبس، باخد زوجة وأم وا.عية صا.لحة أنها تر.بي وتعمل أسرة، الجواز مفهومه مش بس المفهوم العا.مي اللي كلنا نعرفه لا، دا مستقبل عيلة يا تد.مر، يا تكمل، بس على كل حال أتكتب علينا العيشة دي وإحنا ر.ضينا بيها وأهو عَوَ.ض ربنا جالي ورزقني بزوجة صا.لحة زي “مَرْيَم” تعو.ضني عن اللي فات»
«وأنتَ كمان، ربنا هيعو.ضك بـ بنـ ـت الحلال اللي تستا.هلك وتشـ ـيلك جوه عيونها، هيعو.ضك صدقني، بس لسه شويه، وأنا معاك أهو مش هبـ ـعد عنك، فر.ق عمارتين مش حاجة يعني متخا.فش هفضل فـ ضـ ـهرك دايمًا، مَليش غيرك يا حبيبي أنتَ سندي، كفاية إنك متحـ ـملني بالظروف اللي فيها دي كتر خيرك»
أبتعـ ـد “شُـكري” عنه ونظر إليه قليلًا بـ عينين با.كيتين ثم قال بنبرةٍ با.كية:
«متقو.لش كدا يا “شـهاب”، أنا أشـ ـيلك فو.ق راسي يا عم أنتَ أخويا اللي مِن لحـ ـمي ود.مي، أتحمـ ـلك فـ أي وقت وأي ظر.ف ملناش إلا بعض دلوقتي»
أنهـ ـىٰ حديثه ثم لثم رأس أخيه بحنوٍ ثم عانقه بحنانه الذي لا حد.ود لهُ قائلًا:
«ربنا يباركلي فيك يا حبيبي ويحفظك ليا ويكفيك شـ ـر ولاد الحر.ام، حـ ـقك را.جع وبكرا ربنا يكرمك وتر.جع تشوف تاني، وأشوفك مبسوط دايمًا والضحكة متفا.رقش وشك وعو.ضك يكون مع “مَرْيَم” أنتوا طيبين وتستا.هلوا بعض وأنا و.اثق إنها هتقد.ر تعو.ضك وتطـ ـبطب على قلبك»
أبتسم “شـهاب” أخيرًا ثم عانق أخيه مِن جديد وشـ ـدد مِن عناقه لهُ وكأنه يُخبره:
_أنا معكَ هُنا، أنا الدار والديار
أنا الهدوء مِن بعد الضـ ـجيج
وأنا السلا.م مِن بعد الحر.وبِ
أنا هُنا، أما.نكَ وحِـ ـصنكَ المنـ ـيع
أنا هُنا ظـ ـلٌ، والظـ ـل لا يمو.ت
_______________________
<“وإن قاموا الأحباب بنسينا، فمَن يتذكرنا!”>
كانت في غرفة نو.مهما بعد أن عادوا إلى شقتهم مِن جديد تقوم بتنظيفها وترتيب الملابس في الخزانة بإند.ماجٍ وبعد فترة إنقطا.ع دامت لأشهرٍ، فيما كان يجاورها “ثائر” هذا الطفل الجميل الذي كان يأخذ معالم وجه أبيه وخصلاته وكأنه نسخةٌ مصغرة مِنهُ، يساعدها على التنظيف، فيما كانت هي تنظر إليه بين الفينة والأخرىٰ تبتسم لهُ وتقوم بـ لثم وجنته الصغيرة وكأنها تشكره على تلك المساعدة الصغيرة التي يقدمها إليها
فيما ولج هو إليهما ليرىٰ صغيره يساعد زوجته وهو يُعطيها الملابس بهدوءٍ، أبتسم هو ثم تقدم مِنهما بخطواتٍ رز.ينة حتى أصبح يجاور صغيره يُلثم وجنته بحنوٍ ثم أتبعها قوله:
«وحشتني مو.ت يا حلو أنتَ، جايب الحلاوة دي كلها مِن مين بقى؟»
با.غته بسؤاله وهو ينظر إليه متر.قبًا ردّه الحاسـ ـم والذي سيُحدث الفا.رق بالنسبة إليه ليسمعه يقول بنبرةٍ هادئة:
«مِن “علي”»
«دا “علي” بيمو.ت فـ أ.مك»
قالها “علي” بسعادةٍ طا.غية بعد أن قام بحمله على ذراعه ولثم وجنته بعمـ ـقٍ مِن جديد بعدة قْبُّلات متتا.لية ليضحك الصغير على أفعال أبيه الغير متو.قعة والتي دومًا تُفا.جئه، فيما ر.مقتهما “لارين” بطر.ف عينها وأبتسمت برفقٍ دون أن تتحدث وعادت تُكمل ما تفعله، فيما نظر “علي” إلى صغيره وقال:
«بقولك إيه يا عمنا، أنا هوديك عند جدك مكا.فئة ليك على إجابتك النموذجية دي أسبوع بحاله وأي حاجة هتشاور عليها بس كدا هجيبهالك أتفقنا؟»
حرك الصغير رأسه برفقٍ يوافق على حديث أبيه إليه ثم سأله حينها وقال بنبرته الطفولية:
«طب و “ماما”؟ مش هيكون ليها مكافأة هي كمان؟»
حينها نظر لها “علي” بطر.ف عينه نظرةٍ خا.طفة ثم نظر إلى صغيره وقال:
«ليها طبعًا، عشان بس متنـ ـكدش على اللي خلفو.ني وهي شكل مزا.جها مش سا.لك النهاردة وتقوم طاقة مِنها وترمينا برا إحنا الأتنين سوى، بس تعرف بيت جدك مقالناش مرة لا، نروحله عادي ونخلّيها بقى لوحدها هنا تصر.خ براحتها وتتجـ ـنن زي ما تحبّ مش هحر.مها مِن حاجة يعني»
حينها ضحك الصغير على حديث أبيه ليبتسم “علي” ويعود يُلثم وجنته الصغيرة مِن جديد، أنزله ثم أعطاه هاتفه وقال:
«خُد يا معلم عليه Games بعد.د شعر ر.اسك عشان متقو.ليش لا مبحبّش اللعبة دي اللي تحبّها أبقى قولي عليها واللي متحبّهاش قولي برضوا عليها جايز أحبّها أنا، يلَّا يا عسل روح إلعب برا بقى ومتخر.جش برا Folder الـ Games بدل ما ألاقيك موديني فـ دا.هية»
ركض “ثائر” إلى الخارج حينما أنهـ ـىٰ والده حديثه ليتركه رفقة زوجته التي لَم تُعـ ـيره أ.همية حتى الآن مِمَّ جعله يتعجبها كثيرًا فهي دومًا تستقبله بـ عناقها الحنون وحينما تكون رأ.سها صا.فية وهادئة تستقبله بعشاء رومانسي وبعض الدلال، أما الآن يرىٰ قنبـ ـلة موقو.تة على وشك الإنفجا.ر إن لا.مسها أحدهم بالخـ ـطأ
أقترب مِنها بخطىٰ هادئة ور.زينة حتى توقف خلفها وقام بـ لـ ـف ذراعيه حول خصرها وهو ينظر إليها ليراها حقًا الو.جوم هو رفيقها في هذه اللحظة، ولَكِنّهُ بالتأ.كيد لن يصمت وسيُحاول معر.فة ما يحدث معها في الآونة الأخيرة ولذلك تحدث بنبرةٍ هادئة وقال يُلثم وجنتها علّه يمتـ ـص غـ ـضبها ذاك:
«مالك يا سيد الناس بس إيه اللي ز.علك أوي كدا ما أنا سايبك الصبح عا.ل العا.ل والضحكة منوَّ.رة وشك أنتَ أتحـ ـسدت ولا إيه، طب أنا عملت إيه عشان تستقبـ ـليني كدا؟ هل أنا عشان نز.لت مِن غير ما أديكي خبر؟ ولا عشان كَـ ـلت نصيبك مِن سندويتشات الشاورما بتاعت نص الليل دي؟ ولا عشان محضنتكيش زي ما عملت مع “ثائر”؟ طب قولي أي حاجة طيب بلاش السكو.ت دا بيجيب كو.ارث العالم كله بينا وقوليلي عملت إيه أنا مخد.تش بالي مِنُه وضا.يقك مِني»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو ينظر لها ليرىٰ الو.جوم مازال يحتضن تقا.سيم وجهها ولَم يأتيه الردّ حتى الآن، ولَكِنّهُ لن ييأ.س وأنفا.سه كبيرة سيسـ ـعى خـ ـلفها لا محال، ولذلك أستخدم حيلهُ الما.كرة ولثم وجنتها بـ قْبّلة حنونة وقال:
«طب أنا جبتلك شاورما معايا وأنا جاي مِن برا وتومية عشان عارفك بتعـ ـشقيها ومعاهم بقى بعدها فنجان قهوة مِن اللي قـ ـلبك يحبّه هيـ ـظبطك على الآخر عشان المرة اللي فاتت د.خلت عليكِ ببوكيه ورد أحمـ ـر چوري مرصوص رصة الأمراء نا.طحتي فيا وروح المفجو.عة ظهرت وقولتيلي بالنص كدا»
بدأ يتحدث وهو يقوم بتـ ـقليد أسلوبها وتعابير وجهها وصيا.حها حينما رأت الورود وليس الطعام قائلًا:
«لا يا “علي” أنا ميمشيش معايا بوكيهات ورد مسيرها تبو.ظ ومش هتنفعني، أنا عايزة سندويتشات شاورما وتومية بلا ورد بلا بتاع أهم حاجة الكر.ش»
وحينما أنهـ ـىٰ سخر.يته بها نظر إليها وقال:
«صح؟ مش فر.جتي علينا الجيران وقتها وسكـ ـتك بـ حُضن ومُحا.يلات عشان تسـ ـكُتي، أنا بقيت حاسس إني بتعامل مع و.حش يا “لارين” مش بني آد.مة لحـ ـم ود.م، إيه يا حبيبي بس قوليلي في إيه ولو الحوار مِني أنا هصـ ـلحه وأرا.ضيكي، قولي بقى في إيه»
حينها فقط أستطاع جذ.ب أنتبا.هها إليه لتلتفت بـ رأسها تنظر لهُ لتكون مُقلتيه البُنيتين في أستقبا.ل بُنيتيها الد.اكنة وكأنها تعا.نقها شو.قًا لها وحُبًّا وعشـ ـقًا لا ينتهـ ـيان، تر.كت الملابس وألتفتت إليه حتى تراه بشكلٍ وبصورةٍ أو.ضح وقد كان مثلما أعتادت على رؤيته، في كامل أناقته ووسا.مته التي تسر.ق لُبها دومًا بأناقته
ر.فع هو كفه وأعاد خصلاتها الممو.جة والمتمر.دة إلى الخلف بهدوءٍ منتظرًا جوابها على حديثه لها، فيما كانت هي تشعر بالتـ ـخبط والحـ ـيرة والتو.تر في آنٍ واحدٍ، أستطاع هو قرأته بسهولة مِن إهتز.از نظراتها، ولَكِنّ بتعقـ ـله أستطاع السيطـ ـرة على الأمر حينما حاوطها بذراعيه ونظر إلى مُقلتيها مباشرةً وقال:
«أتكلمي يا “لاري”، أنا سامعك يا حبيبي قولي في إيه»
أبتـ ـلعت هي غصتها بـ ـتروٍ ثم أمسكت بكفه الأيمن ووضعت بهِ ذاك الجها.ز الصغير والشهير بهِ ومِن ثم عانقته وهي تطو.ق بذراعيها حول عنـ ـقه دون أن تتحدث، فيما نظر هو إلى ذاك الجها.ز الذي يعلمه عن ظهر قلـ ـبٍ ليرىٰ المؤشـ ـر يدل على وجود الحمـ ـل
تفا.جئ هو ونظر لهُ لبرهةٍ مِن الوقت وقد إزد.ادت خفقا.ت قلبه دا.خل قفـ ـصه الصد.ري بشكلٍ ملحوظ ليسمعها تقول بنبرةٍ أقرب للبكاء:
«أنا حا.مل يا “علي”، حا.مل فـ توأم».
___________________________
<“أول ليلة، وأول ضـ ـحية، وأول سقو.ط”>
أول ليلة سقـ ـط بها الضـ ـحية الأولى! قابلة لـ الزيادة! هذا هو ما يخلد في أذها.نهم وهم متجهين الآن إلى موقع الضـ ـحية الأولى بعد تلقـ ـيهم شا.رة التحرك مِن الجد الأكبر الذي أ.علن را.يات الحر.ب وبداية ردّ الحـ ـقوق إلى أصحابها، كان “شـريف” يقود سيارته يجاوره “مُـهاب” الذي كان ينظر إلى هاتفه وفي الخـ ـلف يقـ ـبع “وهـيب” الذي كان هادئًا وبشـ ـدة
يرتدون ملابس كلاسيكية حتى لا يتم كـ ـشف أمرهم في طريقهم إلى الملـ ـهى الليـ ـلي الذي يقبـ ـع بدا.خله ضـ ـحيتهم الأولى، بعد مرور ساعة ونصف مِن القيادة المستمرة وصلوا إلى وجهـ ـتهم المعلومة ليقوم “شـريف” بـ صف سيارته وهو ينظر إلى المـ ـلهى قائلًا:
«أنا بعد دا كله أخـ ـش كبا.ريه فـ الآخر، دي لو “ناهد” شَـ ـمت خبر يمين بعظيم لـ تكون طالبة الطلا.ق و.ش»
نظر “مـهاب” إلى حر.س المكان ليرىٰ حرا.س ذوي أجـ ـساد بد.نية قو.ية مِن الصعـ ـب خد.اعهم لينظر بعدها إلى “شـريف” ثم قال:
«الحرا.سة شـ ـديدة هنعدي أزاي؟»
نظر إليهم “شـريف” لبرهةٍ مِن الوقت ثم ترجل مِن سيارته قائلًا”
«تعالوا ورايا»
نظر “مـهاب” إلى صديقه الذي بادله نظراته ثم ترجلا كلاهما مِن السيارة ولَحِقا بهِ بعد أن أغـ ـلقها “شـريف” إلكترونيًا وتوجهوا ثلاثتهم إلى المكان وقبل أن يولجوا إلى الدا.خل مـ ـنعهم الحر.س الذين كانوا ينظرون إليهم نظرةٍ ذات معنى، كان يتقدمهم “شـريف” الذي زفـ ـر بعـ ـمقٍ ثم قال مشـ ـهرًا ببطاقته:
«دا.خل لـ “سوسو” الرقا.صة»
نظروا جميعهم إلى بعضهم البعض ثم سمحوا لثلاثتهم بالولوج، ليولج “شـريف” أولًا أتبعه الشا.بين اللذان كانا يغـ ـطيان نصف و.جههما حتى لا يتم كشـ ـفهما، وقفوا ينظرون حولهم يبحثون عنه حتى أشار “وهـيب” تجاهه دون أن يتحدث لينظرا كلاهما أيضًا إليه ليروه ثـ ـملًا يشرب المشروبات المحـ ـرمة بين السا.خطات وكأنه يـ ـحقق المستـ ـحيلات بفعله لِمَ حر.مه الله
أقترب “شـريف” مِنهُ وجلس على الطاولة القريبة مِنهُ وجاوراه الشا.بين وهم ينظرون إلى ضحـ ـيتهم الأولى نظرة الأسـ ـد لفر.يسته، يضحك عا.ليًا ويما.زح تلك ويغا.زل تلك فا.قد و.عيه بسـ ـبب ما تجر.عه مِن مشروباتٍ محر.مة وكأنه لا يكتر.ث لعو.اقب شرب المحر.ما.ت والرقص بين السا.خطات اللواتي لا يعلمن عقو.بة هذا الفعل المحر.م
أصبحنا في زمنٍ يروا الحلا.ل بهِ حر.امًا والحر.ام بالنسبة لهم حلا.لًا يُعا.رضون ربهم ويفعلون ما حر.مه هو، آهٍ لو يعلم المرء عقو.بة هذا الجُر.م لبكوا بدل الدموع دما.ءًا وعـ ـضّوا على أصابعهم ند.مًا على ما أقتر.فوه بعد أن فضَّلوا الحياة وملا.ذاتها عن الآ.خرة والتي هي في الأصل د.ار القرار.
_____________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *