رواية الحسناء والميكانيكي الفصل السادس 6 بقلم سارة حسن
رواية الحسناء والميكانيكي الفصل السادس 6 بقلم سارة حسن
رواية الحسناء والميكانيكي البارت السادس
رواية الحسناء والميكانيكي الجزء السادس
رواية الحسناء والميكانيكي الحلقة السادسة
لم يشعرو بشي حولهم ، فقط متناغمين مع تلك اللحظات الجديده علي كلاهما،
حتي تلك الواقفه يديها في خصرها تهتز بجسدها بغيره و حقد لم يشعروا بوجودها، الا حين قالت
،،ماكنتش اعرف انك عامل السطوح لكده يااسطي علي
صدح صوت نجلاء يقطر غيره بتلك الكلمات قاطعه حديث اعينهم .
انتفضت حسنا ناظره اليها مبتعده عن علي بأحراج اما هو نظر اليها ، و لا يبدو عليه اي اثر من الارتبكاء قائلا
،،،قصدك ايه يا ست نجلاء
لوحت بيدها و هي تتبختر بمشيتها بتعمد
: و لا حاجه انا قلت اطلع اشم شويه هوا، بس لاقيت السطح مشغول
نظرت اليها حسنا بتلك العباءه الضيقه و الطرحه التي يظهر انها القتها علي شعرها و خرجت
وجهت حسنا سؤالها الي علي قائله : مين دي
و قبل ان يجيبها علي، قالت هي من بين اسنانها
: انا اللي المفروض اسال ياعنيا شكلك ماوردش عليا قبل كده
اقتربت حسنا قليلا من علي خوفا من تلك المراءه وحدتها و نظراتها المشتعله اليها دون اي سبب تعرفه،
شعر علي باقترابها منه و ارتباكها وايضا و كأنها …..تحتمي به!
قال علي باسلوبا حاد : الابله معرفه ، و اه مش من هنا ، بس من طرفي و اللي من طرفي انتي عارفه ياست نجلاء بيتعامل ازاي
فجأة غيرت نبره صوتها لضعيف مستعار وضربت علي صدرها بشهقه : يقطعني هي زعلت
رد علي بنظرات حاده لطريقتها المفتعله : و ايه هايزعلها انا فعلا عامل السطوح ده للبنات يقعدوا فيه براحتهم مش للجيران
و تركها دون كلمه أخرى و جذب حسنا من يدها متوجهين لاسفل ، و عند اقترابها من نجلاء و جدتها تنظر اليها بتفحص و كأنها غىريمتها …تركوها تغلي بداخلها من ردوده البارده مهما حاولت التودد إليه .
تمتمت نجلاء من بين اسنانها: ،و دي مين دي كمان
متذكره زوجها الذي تزوجته لعدة سنوات في منزل اهله مع والدته وشقيقتيه ، الذين كانوا يلقون عليها اقذر السباب ، كان زوجها ضعيف الشخصية لا يستطيع الوقوف لأهله من اجلها و يكتفي فقد بمواساتها بغرفتهم خشيه من اهله، حتي انه لا يستطيع حتي النظر اليها بوجودهم خشيا منهم و هي كانت تمني نفسها بتغيره صابره حتي نفذ صبرها عندما تكاثروا عليها بالضرب وقتها اصرت علي الطلاق والعوده لوالدتها المريضه… حتي بعد الطلاق لم تسلم من اذاهم فطليقها الفاضل ارسل لها البلطجيه ليجبرها علي العودة مره اخري، و لكن علي
وآه من علي تصدي لهم ذلك الرجل الذي يستحق لقب رجل ، يستحق ان يعشق بعيدا عن أشباه الرجال ، و الذي كان من ضمنهم زوجها الراحل
،،والنبي ياسي علي مااسيبك أبدا ، هو انت في زيك ده انت اللي تملي العين و اكيّد بيك خايب الرجا طليقي و نسوان الحته كلها
،،،،،،،،،
نزلت درجات السلم معه و وقفوا امام شقه و الدته ، التفت اليها وجدها تنظر ليده الحاضنه يدها بحمايه ..تركها مرتبكا و قال متحشرجا،،اا انا اسف بس حسيت انك خوفتي منها
رفعت عينيها بلمعتها الجديده و الغريبه عليها و همست له : مش هاخاف ابدا و انت موجود
ازداد وجيب قلبه من تلك الغريبه و حديثها و عيينها ، و شعورة الغريب اتجاها بالحمايه مشاعر تجتاحه لاول مره ..شعر بتعرق جبينه فمسحه بيده و مسح بها علي شعره للخلف مُداريا ارتباكه و توردها ايضا بسبب وضعهم هكذا بمنتصف السلم
قالت له حسنا بخفوت : انا لازم اروح
اوما لها و قال وعينيه ارضا : هاوصلك
،،،،،،،،،،
وقفت علي باب الشقه و هي تهندم من ملابسها طرقت علي الباب مرتين فتحت السيده هدي قائله : نجلاء ازيك يابنتي
اقتربت نجلاء تقبلها بود زائد لكنه مصطنع : ازيك ياخالتي عامله ايه
رحبت بها هدي بفتور : الحمدلله ادخلي انتي مش غريبه
رددت و تصنعت الاستحياء : لا انا جيت اشقر علييكي بس و انزل ، ليكون سي علي هنا
،،علي في الورشه
ردت نجلاء بحماس لكسب و دها : طيب ياخالتي و بالمرة لو احتاجتي حاجه اعملهالك
دخلوا الاثنين و قالت هدي بضيافه : تشربي ايه
وقفت نجلاء مره اخري بود زائد : ابدا هو انا غريبه انا هاعمل كوبيتين شاي حلوين ، وانتي خليكي مرتاحه هو انا جايه اتعبك و لا إيه
ردت عليها هدي بابتسامه باهته : لا خليكي انا بحب اقدم للضيوف بنفسي
بهتت ملامح نجلاء و ادركت المغزي الواضح من حديثها
استقامت واقفه و قالت : لا مالوش لزوم بقي مره تانيه
اجابتها هدي بفتور : ليه ما بدري
ردت عليها نجلاء بإجاز : بدري من عمرك ياخالتي
و خرجت و اغلقت من خلفها الباب هامسه لنفسها بغيظ لفشل خطتها في التودد و معرفة اي تفاصيل تخص علي :
وليه حيزبونه
،،،،،،،،،،،،،،،،
مسكت حقيبتها و قد انتظرته كثيرا بعد عدة ايام لم تراه …اليوم بأكمله و هي هنا حتي ارسلت هدي الي سلامه لتسأله عن علي وكانت اجابته انه في عمل خارج الورشه…
انتوت الوقوف و قد اصابها الاحباط تنوي المغادرة …..
طرق الباب المستمر اعتقدت انه هو اخيرا ..فتحت هدي الباب و لكنها وجدت ابن احدي جاراتها يقول و هو منقطع الانفاس من الركض : لامو اخذة يا حجه الاسطي علي موجود
اجابته هدي باستغراب من حالته : لا يابني مش هنا ، مالك نفسك مقطوع كده ليه ..و ايه الدوشه اللي تحت دي
اجابها و هو علي عجاله من امرها : عيال عدوي النجار ماسكين في عيال عمي وعايزين الاسطي علي يهدي الوضع
هتفت هدي بضيق : وعيال عدوي ايه جبهم عندنا تاني مش كانت اتفضت
اجابا الشاب موضحآ : عيال عدوي جات عليهم كبسه(هجوم من الشرطه) راحو مخبين البرشام في دكان عيال عمي
تدخلت حسنا باعتراض قائله : طب ماتبلغوا البوليس
التفت اليها الشاب من اقتراحها الغريب عليه و قال رافضا : لا يا ابله احنا مابندخلش الحكومه ما بينا ، و بعدين الحاج حسين و الاسطي علي هما اللي بيحلوها
صمتت حسنا بصدمه بينما قالت هدي و قد انتبهت لصوت علي اسفل : اهو علي باينلو جه
قال الشاب سريعا متوجها لاسفل
،،طب بالاذن يا حجه
اتجهت حسنا للنافذه بترقب و فضول شديد…
وجدت جمع غفير بالاسفل و النساء والاطفال يتابعون من الشرق و المنافذ بفضول و كانها احدي الافلام السينمائيه…نظرت لاسفل
وجدت مجموعه من المراهقين لم يتعدا العقد الثاني بعد من عمرهم، في مشاجره عنيفه ابدا لا تناسب اعمارهم و ظهور باقي عائلاتهم ايضا في الصورة و تبادل الشجار بينهم…بحثت بعنيها عن علي وجدته يحاول فض الاشتباك و معه مجموعه من الشباب ..ضيقت حاجبيها علي احدي الرجال الذي يشهر عصاه غليظه موجهها لخصمه ، تدخل علي و سحبها منه بعنف و كاد الرجل يتطاول علي علي بالايدي و لكن علي استبقه و لكمه بأنفه ..شهقت واضعه يديها علي فمها بخوف و رهبه و نظرت الي هدي بجانبها قائله بحده : لازم نبلغ البوليس دول هايموتو بعض
اجابتها هدي و قالت رغم قلقها علي وحيدها : دلوقتي هاتتفض يابنتي و والحاج حسين هايهدي الدنيا ، ده كل يوم و التاني من ده
ضمت شفتيها بضيق لسلبية كل من حولها و التفتت بقلق الي علي الذي خلع قميصه و القاه ارضا ، و فجاءه انقض عليه رجل من الخلف علي ظهره فالقاه علي علي الارض بقوة …توجهه اليه رجل بركله مفاجاءه تفاداها علي و مسك بقدمه و لواها بعنف و صرخ الرجل بالمقابل بقوة …و لأن ظهور السلاح الابيض اساسي في تلك المشاجرات قام عدد باخراجه، و بدئوا في تلوحيهم امام الخصم ، صرخ علي اتجاه شاب ليتفاداها وقد تفادها و لكن اصيب بجرح في ساعده …زمجر علي و توجه اليه ساحبا اياه من ياقته بقوة و ضربه في يده حتي سقطت المديه ارضا و وجه اليه اللكمات…شهقت بصدمه من كل العنف المحيط و التي تشاهده كا واقع الان امام عينيها …انتهي الشجار اخيرا و تفرق عدد كبير من المجموعتين ، و بقي اهم الاطراف علي اتفاق بجلسه (قاعدة عرفيه) لتحصيل التالف و الضرر الذي حدث لكلا من الطرفين و اسباب المشاجره ، و الوصول لاتفاق مرضي للطرفين لانهاء للعداء…..
توجهت هدي الي المقعد قائله باعصاب تالفه : الحمدلله عدت علي خير
صرخت فجاءه حسنا من كل ذلك العنف قائله : خير ..خير ايه دول كانوا هايموتو بعض ، و علي ازاي يدخل في مشكله هو مش طرف فيها ..
،،و مين قال اني مش طرف، طول ما المشكله في منطقتي مع اهلي يبقي لازم اكون طرف
التفتت بقوة اليه هاتفه : لا مش لازم ، كان ممكن تتعور كان ممكن تموت ، بلغوا البوليس و هو يتصرف ، انت مش رئيس جمهوريه منطقتك عشان تبقي في وسط كل ده
احتد صوت علي و قال رافضآ حدتها و ارتفاع صوتها
،،شكلك اعصابك تعبانه من اللي شوفتيه، و حقك انتي مش متعوده علي ده، بس ده عادي هنا و بيحصل و هايحصل ، و كل ماحد من اهلي هنا ها يقصدني في مساعده مش هاتردد اقف جمبه
احتدت هي الاخري قائله دون ادراك باندفاع : دول مش اهلك
تحدثت هدي بتأنيب : حسنا
التفتت اليها حسنا و قالت بضيق : ازاي تسمحيله يعمل كده
خطت نجلاء من الباب المفتوح علي مصراعيه بعد استماعها للنقاش المحتد ، و قد شعرت بوجوب تدخلها للآن ربما لتكسب فرصه للفت انتباه
صدح صوتها قائلا : الله ينور يا سطي علي تسلم ايدك انت و الرجاله ، عرفتوهم مقامهم ربنا يخليك لينا و تفضل حاميها غصب عن الكل
التفتت اليها حسنا و رفعت حاجبيها من تدخلها المُفاجأ و الغير مُرحب لها
و قالت بضيق و اضح : فعلا… انتي شايفه كده ، خناقه و سلاح و بلطجيه شيفاها حاجه حلوه المفروض نسقف عليها
هتف علي و قد تمكن منه الغضب من اسلوبها الغير محبذ إليه و هتف : انا مش بلطجي و لا عمري جيت علي حد، و هو انتي فاكره نفسك ها تغيري الكون علي مزاجك، ده النظام و دي الدنيا…الدنيا اللي انا متأكد انك ماشوفتيش فيها ابعد من القصر اللي انتي جايه منه
صممت و لم تجيب ..لا تشعر ان لديها القدرة علي مجادلته اكثر تشعر بتلف اعصابها ،
ااتجهت اليها هدي باشفاق و قالت : اهدي شويه يابنتي هاجيبلك ميه
هزت حسنا رأسها بالرفض و سحبت حقيبتها ومرت بجانبه واتجهت للخارج
ضيقت نجلاء حاجبيها ورددت بعقلها كلمه(القصر ) اي قصر
تنحنحت وهتفت بمديح زائد : و هي الحته تسوي حاجه من غير واقفتك ياسطي علي دي الواحدة مننا مطمنه انها في مكانك
لم يستجيب لها علي او حتي نظر اليها و لكنه نفخ بصوت عالي اثر حديثه مع حسنا و انتهائه بهذا الشكل ، خرج من المنزل و اغلق الباب خلفه بقوه ، انتفضت نجلاء و نظرت الي هدي التي وجهت اليها نظره حاده و كأنها تقول لها انها تعرف ما تفعله ،ابتسمت اليها نجلاء بافتعال والتفت هي الاخري عائده لمنزلها..
،،،،،،،،،،،،،
نفخ و هو يطرق علي قطعه الحديده بعنف و مزاجه المتعكر منذ عده ايام منذ غيابها.
لم تأتي و لم يراها و الذي يغضبه اكثر انه حتي لا يعرف لها طريق و كأنها كانت كالحلم او طيف مر من امامه و جذبه وفر هاربا…
ايمكن خافت منه ؟ رؤيتها لاسوء الاشياء هنا جعلتها تفر هاربه ؟
..يعنف نفسه كثيرا لشعورة هذا ، يقسم انه لو رأها سيلقنها درسا مع بعض كلمات حاده ووو
اغمض عينيه ومسح جبينه المتعرق بشوق…فقد لو تظهر
،،،،،،،،،
واقفه في الشرفه من غرفه جدها بارهاق شديد ، عدة ايام متتاليه متابعه مع جدها الذي اشتد عليه المرض ..لم تفارقه ثانيه تغفي فقد بجانبه لعدة دقائق و بعدها تنتبه لمتابعته ..عقلها كليا معه خوفا وورعبا من فقدانه …
اما قلبها تشعر انه منقسم جزء منه هنا و الباقي فهو هناك معه ، اشتاقت اليه و لزوجه عمها ، رغم ضيقها الشديد من تلك المشاجرات لكن ليس بيدها شئ …هكذا نشأ ولكن خوفها عليه هو من تملكها يومها
تنهدت تريد رؤيته لكن ظروفها تأبي ذهابها وقلبها لا يطاوعها ترك جدها ثانيه بمفرده …
فقد تطمئن عليه و تهدي روحها بوجوده جوارها…
اتجهت راكضه لهاتفها برنينه حتي لا يستيقظ جدها و ابتعدت و فتحت الشرفه واجابت علي الرقم الغير مسجل
،،الو
،،السلام عليكم
مسكت هاتفها بيدها الاثنين بفرحه عارمه وقالت : علي
قال بعد صمت : ايوة
تنفست بارتياح و قالت : كنت حاسه انه انت
تنحنح بخشونه و قال بارتباك تمني ان لا تلاحظه : احم انا خدت رقمك من هنا وقولت …قولت اسال اصل امي كل شوية تسال عليكي
ابتسمت و قالت هامسه : طنط بس
صمت ولم يجب يمنع نفسه بشق الانفس ان يكون هادئ و لا تجرفه مشاعره : واضح انك بخير فكرنا حصلك حاجه عشان مابتجيش او …او خوفتي مني مثلا
نفت مسرعا و قالت : عمري مااخاف منك يا علي انا بس…..خوفت عليك
قابلها الصمت في المقابل ..نظرت للخلف لجدها الراقد و قالت : جدي تعبان اوي و ماينفعش اسيبه، و كنت عايزه اجي بس انا متعلقه بيه جدا و خايفه يجراله حاجه …يا علي و الله انا مش باجي بمزاجي بالعكس طنط و هنا وو…السطح كمان وحشني
ابتسم اخيرا علي الجانب الاخر وتنهد بارتياح قائلا : الف سلامه عليه ان شاء الله يبقي كوبس ماتقلقيش
قالت هامسه برجاء : يارب يا علي يارب
وقالت بشوق تغلب عليها دون ادراك لهمسها الذي التقطه : وحشتني
تعرقت يديها و كاد الهاتف يسقط من يديها وضربات قلبها كادت توقظ جدها علي همسه بالمقابل دون سيطره علي قلبه الذي اعلن رايته : عايز اشوفك ماتغبيش كتير كده
اكدت في المقابل بثقه وحب : عمري ما هاغيب ابدا
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الحسناء والميكانيكي)