روايات

رواية الريح والهوايل الفصل الخامس 5 بقلم هند عبدالله

رواية الريح والهوايل الفصل الخامس 5 بقلم هند عبدالله

رواية الريح والهوايل البارت الخامس

رواية الريح والهوايل الجزء الخامس

الريح والهوايل
الريح والهوايل

رواية الريح والهوايل الحلقة الخامسة

تخرج ندى صارخة من غرفة البنات
: ماما الحقي أمل بتعيط جامد
ركضت لميا لأبنتها
: مالك يا بنتي بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا أمل
استمرت أمل في البكاء بدون رد
: يابنتي ردي عليا طمنيني طب اتصلك ببابا
انتفضت أمل: لا لا ابوس ايدك يا ماما بلاش بابا بلاش
: وايه اللي خوفك كده يا حبيبتي
: مافيش يا ماما معلش سيبيني لوحدي وهبقى كويسة
لم تبذل لميا مجهود يذكر في محاولة معرفة سبب بكاء ابنتها
واقنعت نفسها انه لابد أن يكون الأمر صعوبات في الجامعة فكثيرا ما يقابل ابنائها هذا النوع من المشكلات
مشاكل أبناء المغتربين تشبه بعضها
طفل يولد في بلد غير بلده يعيش في سكن صغير ضيق ومجتمعات مغلقة يعاني في المدارس معاناة اختلاف اللهجة وتنمر بعض أبناء البلد وتعسف المدارس امام شكواه حتى ينغلق على ذاته وتنسحق شخصيته
فتجد الولد منهم منخفض الصوت بطئ رد الفعل
والبنت تظل مهما كبرت في العمر طفلة هشة المشاعر
ثم يعاني هؤلاء مرة أخرى عند انتقالهم للعيش في الوطن الأم
فلا هم صارو من أبناء الخليج رغم طول المكوث هناك ولا لديهم القدرة على الاندماج هنا
الألم مضاعف والضغوط كثيرة
لميا تعرف كل هذا وتغض الطرف عنه فهى لا تريد ان تدخل باولادها معركة الدمج حتى الوصل لبر مريح لهم او سلام نفسي يعينهم على هذا
اما عايد فهو يرى أن ابناؤه لا يشبهون أبناء البلاد التي تنقلو فيها في صغرهم بطبيعة عمله
ولا هم يشبهون أبناء مصر في نفس المراحل العمرية
كثيرا ما قارن بين ابن اخوه وابنه سيف
ابن اخوه ولد متمرس برغم صغر سنه وعدم توافر الامكانيات الا انه قادر على حل مشكلاته وخوض معارك حماية اخته حتى انه خرج للعمل اثناء الاجازة بالرغم من انه يصغر سيف بعامان
في المكتب
بهت عايد تحت وطأة المفاجأة من جرأة هذه المرأة التي تصل لحد الصفاقة ولكن تصنع الهدوء امامها : اهلا يافندم اقدر اخدمك بإيه
نظرت له بحزن ووضعت يدها عند عينها كأنها تمنعها من البكاء
: الحاج ابو كرامات كان وصلي المبلغ ده إمبارح علشان حالة الدعامة
: اه فعلا .
: للاسف الراجل توفى بالليل قبل ما اسدد المبلغ في المستشفى
: لا حول ولا قوة الا بالله
: انا لسة مروحتش بيتي من امبارح على ما تخطيت الصدمة وخلصت إجراءات المستشفى لأن أسرته على قدهم لقيت النهار طلع خوفت اروح بالفلوس يحصل حاجة والحاج ما بيردش على التليفون فقولت اجي اسلمهم لحضرتك واروح
: مش عارف اقول لحضرتك ايه والله على كل حال ربنا يكرمك على المجهود ده وتشرفنا جدا يافندم
نظرت في عينه مباشرة : واضح يافندم انه تشرفنا حضرتك حتى مطلبتليش كوباية مية
تبسم عايد : متأسف حقيقي بس والله مش متعود استقبل ضيوف في مكتبي برة نطاق الشغل وخصوصا بدون موعد وكمان ست فسامحيني على ارتباكي وعموما ملحوقة قهوة حضرتك ايه ولا ثواني ….. يا أسامة من فضلك شوف الهانم تشرب ايه واطلبلها حد يوصلها لحد بيتها واستلم منها المبلغ اللي معاها حطه عندك انا نازل
قامت زهوة واقفة في منتصف المكتب وقالت بعصبية : كده كتير قوي يا باشمهندس وما يصحش
اندهش عايد من ثورتها : في ايه يافندم
: اعتقد عيب جدا اكون جاية لحضرتك وتسلمني للساعي كأني ثم تصنعت البكاء وأكملت ولا كأني ليه مانا فعلا خدت مساعدة منك
دار عايد حول مكتبه : يا مدام من فضلك ارجوكي انا حقيقي ما بفهمش لا في الشياكة ولا الاتيكيت ومعرفش اتعامل فاعذريني متأسف وزي ما ذكرت لحضرتك انه جيتي بدون موعد وانا والله مرتبط بموعد مهم بكرر أسفي عن اذنك
وتحرك خارجا
فدخل أسامة من بعده : تشربي ايه يا مدام
دفعته زهوة جانبا وانصرفت غاضبة
أدار عايد مفتاح سيارته ثم وضع الهاتف على ميكروفون السيارة وطلب رقم ابو كرامات : اعتقد يا حاج عيب قوي كده اللي حصل ده تبجح وصفاقة مقبلهاش ابدا
يعني أديت رقمي للست بدون اذني وعديتها كمان تديها عنوان مكتبي وجاية حضرتها تعلمني الاتيكيت ايه السخافة دي
جائه صوت ابو كرامات ناعسا : قول صباح الخير الأول يا حج طيب انا والله ما اديتها عنوان مكتب ولا اعرف جاتلك ليه انا لسة صاحي والله
: امال جابت عنوان المكتب منين
: يعني ماهياش صعبة يا حج ده مكتب كبير وحضرتك اسمك زي الطبل يعني والست ماشاء الله عليها زكية
: انت هتشعرلي فيها دي ست صفيقة جاية لابسة نقاب واول ما دخلت المكتب رفعته بمنتهى الوقاحة
: هى مين اللي منتقبة
: زهوة يا اخي
: لا يا حاج زهوة مش منتقبة انت متأكد ان زهوة اللي جاتلك
: واحدة جاية مكتبي وعارفاك وفوق كده جايبة المبلغ اللي ادتهولك امبارح بتاعة حالة القلب جاية ترجعه
: اه تبقى هى بس جاية ترجعه ليه
: ابدا ياسيدي الراجل توفى وقال خافت تروح بيتها بالفلوس
: يا سلام انا كل يوم اكتشف في الست دي نبل وعزة نفس رهيب
: مش فاهم
: انت ازاي ملفتش نظرك أمانتها ما كان ممكن تحط الفلوس في جيبها وهى في أمس الحاجة ليهم ومحدش فينا كان هيعرف
هدأت حدة عايد وهو يرد : اه والله صحيح غريبة فعلا لا لا بس برضه يا حاج اسلوبها وقح قوي
: انت بس مش متعود او مقابلتش ست قوية قبل كده دي ست دكتورة في الادب الانجليزي وكانت بتحاضر في أكبر جامعات بس الزمن بقى
انهى عايد المكالمة مع تشديد الأمر على ابو كرامات : مش عايز ازعاج الله يكرمك انا مستوي من كل ناحية
ثم دق هاتفه مرة أخرى فضغط الزر مطلقا ضحكة صافية : يا ولاد الذين انتو لسة فاكريني
اجابه هشام صديقه : حد يقدر ينساك برضه يا حجيج دنت حبيبي والله فينك
: على الطريق اهو رايح مشوار
: سيبك من المشوار وتعالى اتغدى معانا احنا في الجراند
: مين عندك
: الفرقة كلها هنا ياعمنا ناقصنا بس كابتن الفريق
: انا برضه اللي كابتن يا كابتن
ضحك هشام : اعملك ايه مانت اللي مش راضي تنضم لنادي الجوازة التانية زينا
: يا جدع هو انا قادر على صداع الأولى لما هجيب ضغط التانية
: بالعكس بقى الجوازة التانية دي عاملة زي ما يكون عندك موبايل دايما مهنج وقارفك واول ما تشتري واحد تاني يشتغل زي الإكسبريس
ضحك عايد : اه وافرض بقى هنجو الاتنين يا حلو
: يبقى سؤ استعمال يا هندسة يابتاع المشاريع
أغلق الخط وهو مستغرق في الضحك مرتاحا لفكرة لقاء أصدقائه
القى نظرة على ملابسه فوجد انه خرج من بيته بالترننج فكر ان يعود لبيته ولكن تذكر انه سيقابل لميا ومحاولاتها المستميتة في تنغيص حياته سواء بقصد او بدون قصد فغير اتجاهه ودخل احد المولات
دار بعينيه في المكان حتى لمح ماركة شهيرة فخطا نحوها داخلا
قابلته شابة لطيفة : اقدر اساعد حضرتك ؟؟
ابتسم لها : اه اختاري لحضرتي طقم على زوق حضرتك
ضحكت الفتاة بمرح : يا خبر يافندم حضرتك دي ثقة كبيرة ثانية واحدة بس حابة اعرف المناسبة ايه
: لا رايح اقابل صحابي
: يا بختهم يافندم والله
: متشكر
مرت دقائق وخرج عايد من المحل مرتديا بنطالا انيقا وتيشرت وقد دفع بقشيش كبير للفتاة التي ودعته قائلة : الله يكون في عون الستات اللي هيشوفو الكاريزما دي يا فندم
وسار منفرج الاسارير نحو سيارته وهو يسأل نفسه
:هو ليه كل الستات مبسوطين ومفرفشين ما عادا لميا
لا لا ارجع لعقلك يا عايد دي مجرد زينة وفتن وكلهم زي بعض
ربنا يصلح شأنك يا لميا
وصل عايد للجراند حيث ينتظره اصدقاؤه فقابله هشام : اهلا اهلا عايد الزوج المخلص
: اهلا يا جوز التلاتة عامل ايه
: فل اهو زي مانت شايف
: انا بجد بحتار في دماغك ازاي بتوفق بينهم دول جبال زن يابني
: ابدا مانت عارف اللي في الإمارات تونسية وكل شوية تقولي رايحة لأهلي اقولها بالسلامة هتوحشيني أودعها واقلب القناة وانزل للي هنا اقعد شوية وقبل ما تبدأ تنكد اقولها يا خبر طلبوني في الشغل في مشروع شرم
ضحك عايد : كله الا مشروع شرم ده باين عليه جامد
: اوعى البلوند الأجنبي يلسوعك

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الريح والهوايل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *