روايات

رواية سراج الثريا الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا البارت الثامن والثلاثون

رواية سراج الثريا الجزء الثامن والثلاثون

سراج الثريا
سراج الثريا

رواية سراج الثريا الحلقة الثامنة والثلاثون

«مازالت المواجهه مستمرة»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
قبل وقت قليل
بذلك المنزل
وقف قابيل مذهولًا يكاد عقله يفر من رأسه وهو يعاود نُطق إسم غيث بصوت خرج منه شبه مُرتجف:
إنت إزاي لسه عايش مستحيل!.
ضحك غيث مُتهكمًا بنبرة غيظ:
عُمر الشقي بقي،يا إبن عمي ولا… أقول أخويا بالدم اللى طمع فى مراتي و…
قاطعه قابيل بحِده:
إفتكر كويس مين اللى طمع فمين،أنا اللى عرفتك مكان ثريا عند المحامي،قولت لك إنها عجباني،لكن إنت زي عادتك غدار طمعت فيها عشان أتجوز من أختك…
وسط إحتداد نظراتهم وحديثهم حول تلك اللعينة ثريا شعرت بالغِيرة والحقد وهى تنظر نحو قابيل:
خية وقدرت تلعب بيكم إنتم الإتنين وتوقعكم فى بعض وتتصارعوا عشانها.، وفى الآخر راحت إتجوزت سراج، طبعًا عشان….
قاطعها قابيل باندفاع:
إنت اللى طول عمرك غِلاويه وآنانيه كنتِ عارفه إن عمري ما قلبي مال ناحيتك، لكن إزاي لازمن تفوزي فى النهاية، رغباتك لازمن تتحقق حتى لو عيشتي مع راجل عمره ما كان بيجمع بينكم غير السرير، حتى ده كنت بحس بقرف وإشمئزاز منك.
إقتربت إيناس من قابيل تضرب على صدره بتكذيب:
كداب إنت بتحبني، ثريا عاهرة هي اللى دايمًا
بتعرف تدخل للرجاله منين،والدليل غيث وسراج…
توقفت لوهله تضحك بهستريا قائله بجنون:
دلوق هي متجوزة من أتنين،أكيد هتتسجن،ولا أجولك يا غيث…إجتلها ونضف شرفك اللى دهسته برچليها،مكفهاش خدت الارض لاه كمان،لافت على سراج وإتجوزته،معندهاش أخلاق،وإنتم برياله عليها زي العيال الصغيرة.
إغتاظ غيث منها بغضب بينما دفعها قابيل بالقوة عنه،حتى أنها بسبب قوة الدفعه كادت تقع أرضًا لولا إصطدامها بأحد المقاعد..جلست عليه تلتقط نفسها كآنها تشعر بنار تجتاح رأتيها…بينما نظرات غيث وقابيل لبعضهما مثل آلسنة اللهب،قطع الصمت إستهجان قابيل بضحكة إستهزاء وغِل:
قبل إكده إنت خطفتها مِني وإتجوزتها وياريتك عرفت توصل لها متأكد إن اللى كنت بتحكيه إنك بتعمله فيها كدب، بدليل اللى حصل بعد إكده، وقفت وإتحدت العوامريه كلياتها وخدت مِنيهم الارض… اللى تعمل إكده مستحيل تكون زي ما قولت عليها خاضعه ليك، إنت….
نظر غيث بجحود وغب يُزمجر مثل الثعلب الغاضب:
لو مكنش غدرك،كُنت فرجتك عليها…دلوق…
قاطعه قابيل مُستهجنًا:
دلوق هي متجوز من سراج لو تشوف وشها اللى بقى يبتسم كنت عرفت إنك ولا حاجه،زي أي طيف عابر مر فى حياتها…خيانتك ليا وطمعك فيها خسرك…ودلوق راجع تنتجم من مين ولا مين….
توقف قابيل للحظات وتذكر أمر مخزن البضاعة ثم نظر له بيقين غاضب ومتغضن الملامح:
إنت اللى سرقت البضاعة من المخزن..أوعى تفكر إنك هتعرف تصرفها..البضاعة دي مرصودة.
ضحك غيث بزهو وهو يرفع قبضة يديه عاليًا قائلًا:
مرصودة من مين،من الجان،ناسي…
أنا الشبح الخفي،كل خطوط اللعبه بقت فى يدي من الكبير للصغير أنا اللى بقيت بتحكم فيهم.
ضحك قابيل قائلًا:
طول عمرك عندك غرور وجنون العظمه.
تهكم غيث قائلًا بوعيد:
طبعًا لازم أخلص تاري منكم كلكم،وإنت حظك كنت الاول…
بلحظة أشهر غيث سلاحه ناحية قابيل الذي كآنه قرأ أفكاره هو الآخر وجه فوهة سلاحه ناحية غيث…وكل منهم يسمع صوت فتح صمام الأمان ..ذُهلت إيناس بل جُن عقلها ونهضت واقفه تتبادل النظر بينهما وصرخت بقوة قائله بهزيان:
للدرجة ﮂى السافلة ثريا لعبت بعقولكم وهتقتلوا بعض عشانها.
نظر لها غيث بإستهزاء،فـهي لا تفكر سوا بـ ثريا لا تعلم أن هنالك حسابات أخري،لكن لم يهتم بها،بينما قابيل نظر لها بسخط قائلًا:
هوس ثريا هيضيع عقلك…
إقتربت إيناس من قابيل شبه تتحدث بتوسل:
إنت بتحبني أنا…رُد عليا،ثريا دي عاهرة،نزوة وأنا…
قاطعها صوت رصاصه خرجت بالخطأ من سلاح قابيل حين حاولت إيناس حضنه،اقل من سنتيميترات كادت تُصيب غيث،الذي غضب وبلحظة كانت رصاصه من سلاحة يطلقها،لكن أخطأ الهدف حين أصابت الرصاصه كتف إيناس التى حاوطت قابيل بجسدها،أمام رصاصات غيث الغادرة والهادره،أخذها قابيل درعًا واقيًا وهو يتراجع للخلف،يحاول الفرار من الرصاص،حتى ألقي جسدها أرضُا بعدما فاضت روحها وهي تبكي تنظر الى قابيل وعقلها مثل المسحوب كآن الرصاص الذي إخترق جسدها مثل المطاط فقط تتمعن النظر الى وجه قابيل تشعر بنار تسري فى جسدها وعينيها تتأمله لآخر لحظة كآنها تستحث منه أن يقول لها أن عشقه لـ ثريا كذب وهي من عشقها،لكن فاضت روحها دون سماع ذلك..أصبحت جُثه مُلقاه أرضًا،ومازال رصاص قابيل نحو غيث الذي توقف عن إطلاق الرصاص وهو يختبئ هو الآخر من رصاصات قابيل،ذلك الأحمق ظن ان الرصاص لديه قد إنتهي…بل هو ثعلب غير متوقع ماذا يفكر وهو يراوغ فريسته الغبيه…إنتهي الرصاص بسلاح قابيل،نظر نحو باب الخروج من ذلك المنزل،وهل ذلك سهل… لكن لا يمتلك سوا المُجازفة هرول سريعًا وكاد يصل الى باب الخروج،لكن أصابته رصاصتان بقدميه جثي أرضًا،إقترب منه غيث مُتهكمًا بسخط وتحدث بنبرة وعيد:
كان سهل عليا أجتلك،لكن كان هيبقى رحمه ليك،إنت حسابك إبتدى يا قابيل،هخليه تصرخ وتطلب الموت يرحمك.
❈-❈-❈
فى أكبر المخازن، ذلك المخزن شبه ملعون سبق وحدث به أكثر من حريق سابقًا كما أنه نفس المخزن الذي توفي فيه والد ثريا، حدث أكثر من حادث مؤسف،حتى أن معظم العاملين يتشائمون منه لكن لقمة العيش…
دلف آدم الى المخزن ينظر بجوانبه ورسم بسمة قبول للعاملين الذين يشعرون أنه ذو وِد عكس عجرفة والده الراحل،كانوا يعملون بكد ونشاط لانهاء أعمال التنظيف بيوم واحد ولقِصر نهار الشتاء أيضًا،حتى حل شبه الظلام،ليس لنهاية النهار بل بسبب سوء الطقس الذي فجأة إنقلب الى أمطار غزيرة لم تستمر سوا دقائق،بنفس الوقت فجأة إنقطعت كهرباء المخزن،كاد يذهب أحد العاملين الى مكان مولد الكهرباء الخاص بالمخزن ،لكن منعه آخر وأخبره أنه سيذهب هو،بالفعل ذهب وعاد بعد دقائق،لكن فجأة سمعوا صُراخ أحد العاملين أن هنالك مسًا كهربي وأصدر أكثر من شرارة ولقربه من بواقي أعواد الكتان الجافة إشتعلت نار لكن ليست قويه كذالك هي قريبه من مولد الكهرباء،خاف العمال وهرولوا الى الخارج حفاظًا على حياتهم، كذالك آدم الذي إتجه نحو ذلك الحريق، لكن جذبه أحد العمال وأبعده عن النيران التى بدأت تشتعل قائلًا بتحذير:
آدم بيه المخزن فاضي مفيش حاجه يتمماف عليها والنار مش هتنطفي بسهوله،بس الدخان ممكن يختقنا، خلينا نطلع برضو نتصل بالمطافي بسرعة
وافقه آدم وخرج مع العامل وهاتف المطافي التي جائت سريعًا وقامت بالسيطرة وإطفاء الحريق بالفعل بعد قليل إنخمد الحريق والخسائر كانت بعض المُعدات ليس أكثر…
لكن خرج أحد الموظفين بالنيابه قائلًا:
واضح إن الحريق رغم عدم تأثيره الكبير،بس إن الكهربا كان فى سلوك ملمسه لبعضها عن قصد وده السبب فى الحريق.
إستغرب آدم ذلك،وفكر ثم صافح المُختص
بعد قليل،بمخزن آخر دلف أحد العُمال الى آدم ومعه آخر،
إرتعب حين اشار آدم له بالمغادرة واغلق الباب خلفه…نهض آدم وإقترب من ذلك الشاب قائلًا بهدوء.:
ليه لمست سلوك الكهربا فى المخزن لبعضها.
نفي العامل ذلك،تعصب آدم على غير عادته قائلًا:
تمام فى لجنة من النيابه هتحقق فى الحريق،وإنت اللى كنت روحت تشوف مولد الكهربا،يعنى المتهم الأول.
فزع العامل وإقترب من آدم قائلًا:
والله يا بيه…
قاطعه آدم بعصبية:
الموضوع خرج من إيدي…
توقف قليلًا يتلاعب بأعصاب العامل الذي سُرعان ما إعترف:
أنا جالي واحد وعطاني فلوس وقالى ألمس سلوك الكهربا لبعضها،وأنا والله يادوب لمست سلكين.
تهكم آدم:
لمست سلكين…والحريقه اللى حصلت،وإفرض المخزن كان ولع بالعمال اللى فيه،إنت تستحق تتسجن،بس أنا ممكن أسامحك لو خبرتني مين اللى عطاك الفلوس.
اجابه العامل بتردد:
حفظي بيه السعداوي…أنا عامل غلبان وشقيان على لقمتي…
قاطعه آدم بتعسف موبخًا:
لو كنت غلبان وشقيان على لقمة عيشك كنت حافظت عليها بالحلال،دلوق فى تحقيق فى النيابه هتدلي بأقوالك باللى جولت عليه والا…
قاطعه العامل بتوسل:.
نيابه لاه يا آدم بيه.
نظرة عين آدم جعلت العامل يصمت،بينما سمع آدم صوت رنين هاتفه،فنهض واقفًا وقام بالرد،ليقول بفزع:
قولي مكانك فين،وأنا جاي فورًا.
❈-❈-❈
بأحد الاماكن العامة
جلست إيمان خلف أحد المقاعد، نظرت حولها وسُرعان ما إرتسمت بسمه طفيفة على شفتيها، لاحظها جسار الذي جلس بالمقابل لها، بفضول سألها:
بتبتسمي ليه؟.
إنفرجت شفاها ببسمه واضحة وأجابته:
ببتسم على نفسي، تعرف إن دي أول مره أقعد من مكان مفتوح ويكون مع شاب.
لم يفهم من أجابتها سوا أنها تجلس معه،ظهر عدم الفهم على وجهه:
إبتسمت قائله:
لما دخلت الجامعة،عمتي ولاء كانت مُعترضة كان نفسها مكملش تعليمي،أو عالاقل أدخل كلية للبنات وبس،عشان خايفه زمايلي الشباب يعرفوا أنا بنت مين ويضحكوا على عقلي بالحب طبعًا،طبعًا ده تبرير غير مُقنع وأبوي مقتنعش بيه،وقال أنه واثق إني مش ضعيفه ولا سهل حد يضحك عليا،بس أبوي كمان كان غلطان…صحيح أنا مش ضعيفه،بس إتقدم قدامي مُغريات كتير،تقدر تقول عليا زي ما بعض زمايلي الشباب اللى حاولوا يتقربوا منى في منهم اللى بلع غطرستي طبعًا عشان هدف فى دماغه وأنا كمان كان فى هدف فى دماغي… أنا داخلة الجامعه بس عشان أتعلم يعني مفيش مشاعر، وده اللى حصل معايا، حتى لما كنا بنبقي زمايل وجه شباب قعدوا معانا فى مكان عام كنت بضايق وأول واحدة تقوم وتفركش القاعدة “هادمة اللذات” يعني.
ضحك جسار بفهم قائلًا:
بس أنا مش زميلك فى الجامعة ولا غاوي لعب على وتر القلوب، بالعكس آخر شئ كنت أفكر فيه هو الموقف اللى إحنا فيه دلوقتي، كذا مره حاولت أمي ومرات أخويا يقنعوني أقبل بس أقعد مع بنت هما معجبين بيها، وكنت برفض عشان من يوم ما دخلت الاكاديميه الحربية عرفت إن مسؤليتي إتجاة بلدي أقوي من أي مسئولية تانيه فى حياتي، يبقى ليه أدبس غيري فى حياتي… بس واضح إن القدر زي ما قالي سراج
القدر جابنا هنا لهدف إحنا منعرفوش، مشاعر لأول مره نحس بيها، فى الاكاديميه كنا بندرس إن فى لحظة بتكون قدام إختيار ولازم تاخد قرار، ونتيجة القرار ده غير معلومة… وده اللى حصل معايا، انا كنت حاضر زفاف إسماعيل مش كمدعو بدعوة منك، رغم متأكد إن وقت الدعوة كان غصب عنه بسبب إحراجي ليكِ قدام مدير المركز.
توقف للخظة فإبتسمت إيمان بإيماءة، فإستطرد حديثه:
أنا كنت حاضر الزفاف بكياني الحقيقي كضابط فى الجيش، كان متوقع حدوث شئ غير مألوف، صحيح اللى حصل كان خارج توقعنا، بس كنت بأدي مهمة تأمين الزفاف،بدون ما أكشف عن هويتي العسكرية طبعًا، وده اللى حصل فعلًا، رغم إنى ساهمت فى الحماية وقتها غصب بسببك لما طبعًا حضرتك عندك تمرد وفضول، بس طبعًا ده مكنش وقت لا التمرد ولا الفضول… فاكر نظرة الخوف عليكِ اللى كانت فى عين والدتك، كمان نظرة التعجب والإستفهام فى عينك بعد ما شوفتيني فى إيدي سلاح.
أومأت بغصه وتغضنت ملامحمها مازال الحُزن يجعل قلبها يئن على فُراق والدها بتلك الليلة المشؤمة.
شعر جسار بآسف فقال مُعتذرًا:
متآسف، عارف إن مكنش فيه لازمه للمقدمة اللى قولتها، بس يا إيمان أنا لما طلبت نتقابل كان هدفي شئ تاني، أنا راجل عسكري ماليش فى المقدمات التمهيديه أو الرومانسيه.
رغم حزن قلبها لكن تبسمت شفاها قائله:
أنا كمان،مش بحب اللف والدوران،كمان طبيعة شخصيتي احب الطرق المُختصرة.
تنهد جسار قائلًا:
من الآخر يا إيمان تقبلي تكملي معايا طريق حياتي.
مهما كانت قوتها وغرورها وإعتزازها، لكن تظل أهم سِمة فى معظم البنات هي “الخجل”
خجلت فصمتت… لم يستغرب جسار من ذلك الخجل ولا الصمت،لكن شعر بحِيرة من صمتها، دقائق، قطع الصمت النادل الذي وضع تلك الاكواب أمامهم ثم غادر، لم يستمر الصمت حين قطعه جسار بذكاء ومراوغة:
عارف إنك عندك طموح تبقي مُعيدة فى الجامعة ممكن…
قاطعته إيمان بخجل:
أنا موافقة يا جسار.
ماذا سمع… نظر لها مشدوهًا، ود لو نهض وقام بإحتضانها… مشاعر مجنونه تُسيطر عليه، بينما هي بسمة خجل على غير عادتها… لكن فجاة نحت الخجل وقالت:
طبعًا عندي شروط لازم توافق عليها.
اومأ لها مُستمعًا
اولًا… والدتي بعد وفاة أبوي مقدرش أبعد عنها
سألها بعدم فهم:
بمعني؟.
اجابته:
يعني هفضل عايشه هنا فى الصعيد.
نظر لها قائلًا بإعتراض:
بس أنا طبيعة شغلي مش مرتبطة بمكان.
نظرت له بتصميم قائله:
ده شرطي.
نظر لها قائلًا:
ده شرط تعسُفي يا كابتن.
❈-❈-❈
بهاتف قابيل تمت بقية مهمة الإنتقام
بسفح ذلك الجبل
دخلت ولاء وهي تعتقد أن فى إنتظارها قابيل بعد أن هاتفها أنه عثر على هوية الشبح الخفي
ها هي تدلف الى داخل الكهف لكن تسمرت قدميها كآنها آلتصقت بالارض وهي ترا قابيل
مُعلق على جدار ذلك الكهف ينزف وهو يتألم،بصعوبة نطقت إسمه بإرتجاف وصوت مهزوز:
قابيل!
مين اللى…عمل…فيك إكده.
هو أصبح يغيب فقط يرا غشاوة خيال امامه،ربما سكرة الموت وصعوبة آلم خروج الروح من جسده بعالم آخر يئن بخفوت…
لكن أجابها صوت غليظ من خلفها:
الشبح الخفي…اللى عمل فيه إكده.
لم يستطع جسدها الإستدارة ورؤية من يجاوبها،بالتاكيد ذلك الصوت ليس سوا وهمًا…بصعوبة ووتعلثُم كآنها طفل يتهجي الحروف لاول مرة
غ..ي..ث.
ضحك ساخرًا يقول:
غيث يا عمتي.
لم ينتظر وظهر أمامها برقت عينيها هي بكابوس مستحيل ذلك وكيف لكن عقلها عاود الإستيعاب وإتصال عادل عليها وسؤاله عن ذلك الشاب الذي قُتل منذ عامين…الآن فهمت سبب ذلك السؤال…
غيث هو الشبح الخفي
لكن كيف مازال حيًا،عيناها تكاد تلتهم ملامحه وتلك العصا الذي يستند عليها وهو يسير نحو جسد قابيل المُعلق على الحائط مثل الإطار الموضوع بداخله صوره،لكن ليس هذا إطار بل إنسان ينزف لا تعلم من أين،يهزي بألم جم…
بخفوت نطقت:
إنت إزاي لسه عايش؟.
ضحك بإستهزاء صوت ضحكاته يهز صداها الكهف بصوت يترك رعبًا بالقلب قطع ضحكاته واجابها:
هو كل ما أشوف حد يسألني نفس السؤال…للدرجة دي موتي كان مريحكم،للآسف يا عمتي،على رأي المثل
“عُمر الشقي بقي”
ومفيش أشقى مني تربيتك بقى.
برعب نظرت له سائله:
قصدك إيه؟.
اجابها بهدوء بارد:
يعني عندنا فى الصعيد،مش بنقبل العزا قبل ما ناخد بتارنا…وأنا تاري مع كتير أوي،باخده واحده واحدة كده عالهادي.
إرتعبت وهي تنظر له قائله بتعجرف واهي:
إنت مش عارف أنا مين؟.
ضحك بإستهزاء قائلًا:
عمتي وخالتي اللى نمت نزعة الإجرام عندي،كنت نوايه صغيرة لكن وقعت فى إيد مُدرب ماهر طوع النزعة دي لحد ما بقت النواية هى المُدرب الأول،وجه وقت ياخد مكانه ومكانته،انا خلاص وصلت للراس الكبيرة وبقي بينا إتفاق رسمي إن أكون أنا الكبير إهنه،بس طبعًا لازم نحتفل بتقاعد المُدرب السابق ونعمل له أحلي…
صمت قليلًا يتلاعب وهو ينتشي من رؤية الرعب بعينيها قبل أن يستطرد حديثه:
حفلة وداع.
رعب كفيل بأن يتوقف قلبها لكن نطقت بخفوت:
قصدك إيه،إنت ناوي على إيه إفتكر…
قاطعها بصرامة:
إفتكري إنت إنى التعلب اللى ربتيه على إيدك وخد منه الطبع الاول وهو…الغدر.
مع نهاية كلمته شعرت ولاء بأيادي تمسكها من يديها ترفعها عن الارض وهى فى البدايه لا تشعر بجسدها،لكن سُرعان ما شعرت باحبال قويه من الخيش الخشن تخدش فى يديها حاولت المقاومه لكن هيهات فلقد مضي ذلك وهي تشعر بتلك الأحبال تلتف حول جسدها ترتفع قدميها عن الأرض قليلًا،ثم نظرات غيث لها المنتشيه من صراخها،وهو بداخله برودًا يقول:
من يوم الحكومه ما هجمت عالجبل ده وبقي فاضي بقى وكر للديابه والتعالب الضالة،تعرفي يا عمتي رغم غدرك بيا،بس هتفضلي دايمًا صاحبة فضل عليا،وجهتيني للطريق اللى مناسب لذكائي الحاد،هستأذن أنا وأسيبك مع الخاين قابيل،يمكن بينكم حديث خاص مش عاوزني أسمعه…أشوفك فى الجحيم يا عمتي.
صرخت عليه بقوه تكاد أحبال صوتها تنقطع تشعر بجروح من تلك الاحبال التى تسببت فى نزف يديها بسبب حركتها وهي تتلوي،ربما تستطيع فك تلك الاحبال،لكن صوتها لم يكن سوا جاذبًا لتلك الحيوانات الضارية.
❈-❈-❈
بالعودة
الى سراج
الذي لوهله خفق قلبه بهلعًا ليس خوف من ذلك البغيض بل خوف على ثريا ورد فعلها الغير متوقع، تمالك نفسه بقوة وحدثه بأمر:
ثريا ل صابها خدش صدقني يا غيث مش هيكفيني أمثل بجثتك حي.
ضحك غيث بغلظه قائلًا بإغاظه:
عيب عليك توصيني على مراتي.
قال ذلك وأغلق الهاتف…مُتعصبًا ينظر الى تلك الغافيه نظرات كراهية وحقد وغِل… لو ترك لجام عقله لقتلها بوابل من الرصاص، لكن لا ذلك لن يشفي غليله بعد أن رأيا بين يدي سراج تُبادله الغرام بقبول وإستمتاع، لم تفعل ذلك معه، حتى تلك الليلة الذي أعطي لها فيها ذلك المُنشط المُثير شعر وقتها أنها كانت تستجيب له غصبًا بلا إرادة عقلها، ومنعه من تكملة إمتلاكها ذلك الهاتف اللعين… نظرات وحدها تُعريها أمام عيناه لكن ما الفائدة من ذلك الآن.
❈-❈-❈
على الجهه الأخري… نظر سراج الهاتف وتأكد من إغلاق الإتصال سريعًا فتح أحد البرامج على هاتفه وإنتظر لحظات حتى ظهرت إشارة بالهاتف، خرج من الدار سريعًا، وقاد سيارته بسرعه فى ذلك الوقت قام بالإتصال على جسار سُرعان ما رد عليه فأمره:
جسار عاوزك تجهز ليا قوة فورًا
الشبح الخفي ظهر نفسه،وخطف ثريا،كمان عاوز شخص موثوق فيه بجيب الكاميرات اللى كانت قدام المحكمه،غيث واضح إنه خاطف ثريا فى عربيه،لان الإشارة عندي مُتحركة مش ثابته أكيد هياخدها لمكان ثابت،مش عاوزه يستغل الموقف ويأذي ثريا.
أجابه جسار:
تمام،حاول تهدا،هو مش من مصلحته يأذي المدام.
أجابه بقلق:
ده مجرم وغير متوقع رد فعله،عاوزك تهجم عالمخزن اللى فيه الاثار دلوقتي حالًا… هي دي الضربه اللى هتجنن عقله.
وافق جسار:
تمام يا أفندم.
أنهى سراج الاتصال ومازال ينظر الى تلك الآشارة بهاتفه،مازالت غير ثابته،خفق قلبه بقلق يتمني أن يكون رد فعل ثريا عكس توقعه وتتحلى بالشجاعة…
القلق يجعل من قلبه ينتفض،لكن تذكر تلك الليلة التى ذهب فيها لـ منزل والدة ثريا بعد أن تركت له تنازل عن الارض…
بالعودة لتلك الليلة
كانت جاثية مُنهاره تبكي بحُرقه تنتحب،جثي لجوارها حاول ضمها لكن هي تمنعت وقاومت ودفعت يديه، لكن هو صمم على ضمها، ضمها بين يديه وصدره يسمع شهقات قلبها وهي تبكي، تذم نفسها، هو متأكد أن ذلك بسبب رعبها من غيث الذي ظهر لها أكثر من مره وآخر مره كان ليلة مقتل والده… لقد رأه فى تسجيل الكاميرات الداخليه للقاعه كان حاضرًا بالزفاف ولابد أثناء ضرب النار كان بالداخل وبالتأكيد ظهر لها، وهي من وقتها إزداد الهلع فى قلبها
ضمها لصدره بقوة وبقرار قائلًا:
ثريا غيث عايش.
رفعت رأسها جحظت عينيها تكاد تخرج من مُقلتيها وقلبها ينتفض يكاد يتوقف من قوة نبضاته، تحشرج صوتها بعذاب وهي ترفع يديها تكاد تلطُم وجنتيها،فلقد تأكدت من ما كان عقلها يحاول تكذيبه،حقيقة غير قادرة على إستيعابها،لا ليس إستيعابها،بل تحمُل مرارتها … بصعوبه هتفت بدموع وشِفاه ترتعش،لا بل جسدها بالكامل ينتفض تتحدث بتقطُع :
هو راجع عشان ينتقم مني،هينفذ تهديداته اللى كان بيهددني بيها… أنا شوفته
هو اللى ضرب عليا نار.. كان عاوز يقتلني… ياريتني كنت موتت وإرتاحت.
أمسك يديها قبل أن تصل لوجنتيها ضمها قائلًا بنهي:
بعيد الشر عنك يا ثريا.
رفع يده يمسح دموع عينيها وأستطرد حديثه:
ثريا إنتِ غالية عندي ومستحيل أسمح يصيبك أذي.
-أذي.
وهل هنالك أذي أكثر من عودة ذلك المُجرم، الذي ظنت أنها إستراحت من العذاب برحيله، كان مجرد وقت قليل وعاد يُلاحقها العذاب… وكذالك عاود عقلها الإنتباة أنها تزوجت
بـ سراج
نظرت له بنظرة ضعيفه وتلجلجت بقولها:
يعني أنا دلوق متجوزة إتنين!.
ضمها لصدرة أكثر بتملُك قائلًا بتأكيد مِلكيتهُ:
إنتِ مراتي أنا وبس يا ثريا.
نظرت له باكيه تهزى برعب:
هينفذ تهديديه
أمي..أخويا..خالتى وولادها…هيقتلهم…
صمتت للحظة ثم ضمت سراج بخوف قائله:
وإنت كمان يا سراج،هو معندوش قلب و….
قبل أن تستكمل نحيبها،تبسم سراج وضمها ثم عاد ينظر لوجهها سعيدًا أنه ذو أهميه لديها وخافت عليها…بثواني كانت شِفاه تُعانق شفتيها بقُبلة وديعه بثت بقلبها الطمأنينه نظرت له تبسم لها قائلًا:
ثريا أنا هسيبك كام يوم تريحي أعصابك عارف جو الدار مش هيساعدك تهدي،بس إتأكدي إنك دايمًا تحت عينيا،أنا بحبك ومستحيل أتخلي عنك وخلى عندك تأكيد إنتِ مِلكي أنا وبس.
أنهي قوله بقُبلة قويه مُتملكه ثم ترك شفاها ونظر لها قائلًا
“مش قُبلة وداع”.
عاد من تلك الليله على إشارة هاتفه تُعطي أنها بمكان ثابت…تنهد وهو يرا المكان متوجهًا نحوه،وبداخله يتمني ان يخيب توقعه وتواجهه ثريا المُحتالة المتمردة.
❈-❈-❈
بالجبل
حمل أحد رجال غيث ثريا وتوجه الى أحد الكهوف، وضع ثريا أرضًا وقام بربط أحد ساقيها، بأصفاد حديديه مغروسه بحائط الجبل.
ساعات قليلة وبدأت ثريا تعود للوعي تشعر بتبيُس فى جسدها، حاولت الحركه لكن شعرت بتقييد، فتحت عينيها كان تحاول التنفس بعد أن دخلت الى أنفها رائحة تعلمها بل تكرهها، فى البداية شعرت بخفقان زائد فى قلبها
وهي تفتح عينيها على أسوء كوابيسها لكن للغرابه الآن لا تشعر بالخوف منه بل بالغثيان
من نظرات عيناه، نظرت نحو جسدها كان ثوبها إنزاح قليلًا عن ساقيها ولسبب إرتداء البنطال لم يظهر منها شئ، لكن خفق قلبها خين تنحنح غيث وهو ينظر لها بغضب قائلًا:
أخيرًا إتقابلنا تاني يا ثريا…
شعرت برهبه لكن تمثلت بالقوة الواهيه قائله:
لاء مش تاني يا غيث
مش عارفه عدد المرات اللى إتقابلنا كذا مره الفترة اللى فاتت
ليلة ما ضربت عليا الرصاص، وكمان ليلة فرح إسماعيل.
لمعت عينيه بإعجاب وهو يقترب منها بعيناه يفترسها وجثي لجوارها قائلًا:
تعرفي إن إنت الوحيدة اللى لما ظهرت لها مستغربتش،ولا خافت عكس ما كنت متوقع،
لاء واضح إنك إتغيرتي عن قبل كده الخوف كان بينط من عينك مجرد ما تلمحيني، بس يا ترا إيه هو سر التغيير ده…
-الحب.
كانت كلمه يسمعها غيث من خلفه من ذلك الذي تسلل الى المغارة، وأكمل بإستقلال من شآن غيث:
التعلب دايمًا بيعيش منبوذ.
إستدار غيث ينظر له لوهله برهبه لكن سُرعان ما ضحك قائلًا:
سراج العوامري وصلت بسرعه أوي.
ضحك سراج وهو ينظر له بإغاظه قائلًا:
لما يكون التعلب غبي سهل توصل له بطُعم هو بيتشاه ومش طايله
والطُعم ده كان….. ثريا
الصياد الماهر هو اللى يعرف يحط الطُعم المناسب لصيدة فى شباكه
وإنت كل رغبتك بتتشهي توصل لـ ثريا وانا كنت صياد ماهر وعشان كده قربت منها وإتجوزتها عشان اوقع التعلب الغبي فى الفخ عشان يرجع يظهر من تاني بكل سهوله لما يشوف فريسته اللى راغبها فى إيد غيره.
ضحك غيث بغضب وغيط، فلقد إستطاع سراج إستفزازه بسهوله لكن هو ثعلب ماكر
ضحك ولمعت عينه وهو يقول:
مش عيب علي سراج العوامري يتجوز بواقي غيره، لاء وكمان على ذمة راجل تاني، دلوقتي كده هي اللى هتختار بينا، تؤتؤ يا سيادة القائد المغوار… موقف مش لصالحك بالتأكيد
ضحك سراج بإستهزاء:
إنت اللى غلطان يا غيث،كل اللى بيحصل لصالحي، إنت متعرفش إن ثريا عارفه مفيش أي إختار بيني وبينك مش عشان بتحبني…. لاء عشان حتى بظهورك تاني
ثريا أنا جوزها الوحيد وده مثبوت شرعًا وقانونًا… وإنت دلوقتي قانونًا مجرد مُجرم خاطف مراتي
من نظرات أعينهم لبعض كان هنالك إحتداد يؤكد أن
«المواجهه مازالت مستمرة»

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سراج الثريا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *