روايات

رواية بسمة أمل الفصل التاسع 9 بقلم روز أمين

رواية بسمة أمل الفصل التاسع 9 بقلم روز أمين

رواية بسمة أمل البارت التاسع

رواية بسمة أمل الجزء التاسع

بسمة أمل
بسمة أمل

رواية بسمة أمل الحلقة التاسعة

في اليوم التالي عصراً وبعد أن أخذت جُرعتِها، كانت تجاورُها سحر وبلحظة تحركت مسرعة إلي الحمام لحاجتها للتقيؤ، إرتمت فوق أرضية الحمام بجسدٍ هزيل لا يقوي علي التحرك أو التحمل، تحت إنهيار سحر ودموعها وألمها الذي أصابها علي حال صغيرتها
صاحت سَحر وصرخت بعلو صوتها لتستنجد بأحدهم كي يساعدها بمساندة صغيرتها علي الوقوف ، أسرعت الممرضة المرافقة لها كي تساعدها وبلحظة ظهر هو كالفارس وجري عليها مُسرعً وتحدث للجميع مطالباً إياهم بالإبتعاد ورفعها من تحت إبطيها بيداه سانداً إياها بقوة،
وطلب من الممرضة أن تأخذ سحر المنهارة إلي الخارج كي لا تنهار أكثر من مشاهدة إبنتها وهي في أسوء حالاتها، أسندتها الممرضة وبالفعل تحركت بها إلي الخارج
وتحرك هو بها محاوطً إياها بعناية حتي وصل بها إلي قاعدة المرحاض وتحدث إليها بنبرة حنون :
_ رجعي يا أمل .
بصعوبة حركت وجهها إليه وتحدثت بلهاث وضعف :
_ سبني وأطلع برة يا دكتور، مش حابه حد يشوفني في الحالة دي.
مسح علي شعر رأسها الذي ظهر من جديد بفضل أدوية حديثه قد جلبها هو لها من الخارج وأعطاها لها كي تنبتهُ حتي لا تحزن، وقد تناست أن تضع عليه حجابها من شدة تعبها،
سحب خصلاتِها القصيرة وأرجعها خلف آُذنها وتحدث بعيون تكادُ تُدمع :
_ مش هسيبك لوحدك ، أنا وعدتك يوم ما مسكت إيدك في أول جلسة ليكي وقُلت لك إني مش هسيبك، وأنا عمري ما أخلف وعدي أبداً
أومأ لها برأسه كي يشجعها في البدأ :
_ يلا يا حبيبي إبدأي، أنا معاكي، ما تخافيش.
كانت تنظر لعيناه التي تنطقُ عِشقً بذهول، ماذا يري بها وبحالتها التي يُرثي لها ليجذبهُ ويجعلهُ ينظر لها بكِلتا العينان العاشقتان، ماذا جذبهُ لها بحالتها الهزيلة تلك كي يعشقها وهي بتلك الحالة المزرية ، أهذا ما يطلقون عليه عشق الروح !
أم أنهُ فقط يشفق علي حالتِها، ولكن، لما هي بذاتها التي يشفق عليها، فهُناك الكثير من الحالات الكُثر داخل المركز ومنهم من هي أجملُ منها بكثير ومنهم من تُدمي القلوب لحالِها، فإذاً لماذا هي ؟
بعد قليل كانت قد إنتهت بمساعدته وتحرك بها وأجلسها علي مقعداً جانبياً موضوع لها خصيصاً داخل المرحاض كي تستريح عليه،
مسح علي شعرها بحنان وتسائل مُستفسراً :
_ حاسه نفسك أحسن؟
نظرت له بصدرٍ يهبط ويعلو بشدة جراء تعبها وتحدثت بنبرة ضعيفة مُنكسرة :
_أنا تعبت أوي يا دكتور، تعبت ومبقاش عندي قدرة أتحمل أكتر من كده.
تحدث لها بوجهٍ بشوش مبتسم :
_هانت يا حبيبي، الأشعه اللي عملناها أخر مرة نتيجتها هايلة، خلاص يا أمل، قربنا يا حبيبي، قربنا قوي.
فاقت من حالتها وهي تنظر بإستغراب لشفتاه التي تنطق حبيبي مكرراً إياها بكثرة
حين أبتسم هو وتحدث بتأكيد :
_ أيوة يا أمل، حبيبي وحلم عُمري اللي كُنت مستنية بقالي زمان.
هزت رأسها نافية وتحدثت متسائلة :
_ تفتكر إني ممكن أكرر غلطتي ومن تاني أفتح قلبي وأسلمه لراجل علشان يسيبني من جديد ويدبح روحي ؟
ضحك بخفة وأجابها مفسراً :
_طب بذمتك ده شكل واحد ممكن يتخلي عنك ويسيبك ، أنا حبيتك وإتمنيتك وإنتِ في أصعب حالاتك وأضعفها يا أمل، تخيلي كده لما تقومي بالسلامة قريب ونعيش حياتنا سوا بطبيعية هوصل معاكي لأيه،
سألته بإستفسار وتعجب:
_ حبيت فيا إيه وأنا بالشكل ده ؟!
إبتسم وأجابها بنظرات تنطقُ عِشقً :
_ حبيت روحك وعشقت قلبك ، إديني فرصة أخدك معايا لدنيتنا اللي مستنيانا علشان نعيشها سوا
تنفس عالياً بعدما رأي إستكانتها ثم تحدث بصوتٍ جهوري منادياً علي الممرضة التي أتت مسرعة
فتحدث هو :
_ هاتي هدوم نضيفة لـ أمل وتعالي من فضلك ساعديها علشان تاخد شاور يفوقها
وهُنا رفضت أمل بشدة متحدثه بخجل أذاب قلب ذاك العاشق للنخاع :
_ لا أنا مش محتاجة حد معايا
وهنا قد دلفت والدتها التي كانت تحمل بيدها المنشفة والثياب وتحدثت بضعف :
_ أنا هقف معاكِ يا قلبي
أومأت لوالدتها بموافقة وخرج أحمد مصطحبً معهُ الممرضة
بعد مرور حوالي الساعة كانت تجلس فوق تختِها بعدما أخذت حمامها، تجاورها والدتها التي تحاول إطعامها ولكنها تأبي بشدة،طل عليها من الباب وتحدث بابتسامة مُشرقة:
_ البطلة بتاعتنا عاملة إيه؟
نظرت إلية ونوبة قشعريرة أصابت جسدها بالكامل من هيئته التي تكادُ تُجزم أنها تراهُ لأول مره، نعم فهي تراه ولأول مرة حبيبها عاشق روحها، إبتسمت برقة أذابت قلب ذاك المسكين وأعطته أمالاً وأمالا
تحدثت سحر التي كانت تراقب تلك النظرات العاشقة بإستغراب :
_البطلة مغلبناني ومش راضية تاكل أي حاجة يا دكتور.
إقترب هو منهما وتحدث بنبرة جادة :
_ كلام إيه اللي بتقوله ماما ده يا أستاذة، لازم تاكلي أي حاجة علشان تعوضي جسمك.
وأمسك بيده قطعة تفاح من الصَحن وقدمها لها وتحدث بهدوء :
_ كُلي حتة التفاحة دي هتقويكي .
وما كان منها إلا الإنصياع لأوامر ذلك الفارس وبالفعل مدت يدها وتناولتها منه وقضمتها تحت إستغراب سحر لحالة صغيرتها، وتحت سعادة أحمد أنهُ وبالفعل إقترب كثيراً من تحقيق حُلمه
_________________________
بعد مرور حوالي سبعة أشهُر
داخل مسكن أمير كان يجلس فوق الأريكة يُشاهد شاشة التلفاز بعقل مُرهق ووجهٍ ذابل يدل علي عدم راحته بحياته التي أصبحت صعبة وكئيبة بفعل زوجته كثيرة المطالب دائمة الشكوي والتي لا تكفُ عن أذية الجميع بحديثها أبداً
خرجت عليه من المطبخ مرتديه ثيابً لا ترتقي للذوق بصلة وأما عن رائحتها التي تختلط بالبصل والثوم والعرق أيضاً فحدث ولا حرج، كلما نظر لها واشتم رائحتها التي لا تفارقها حتي عندما تذهب إلي تختِها مما كان يجعلهُ دائم النفور منها، مُتحسِراً علي تلك الجميلة التي طالما كانت لا تفارقها الرائحة العطرة
وقفت وربعت ساعديها فوق صدرِها وهتفت بنبرة حادة قائلة :
_ هتروح معايا للدكتور نتفق علي العملية أمتي ؟
زفر بضيق وتحدث بضجر :
_ هو آنتِ ما بتزهقيش أبداً من الكلام في الموضوع ده ؟
_ ده أنتِ كرهتيني في عِيشتي وخلتيني أكره العيل اللي هييجي من العملية دي من قبل حتي ما ييجي ، قُلت لك للمرة المليون مش معايا المبلغ اللي الدكتور طالبه للحقن المجهري ده
وأكمل بنبرة غاضبة :
_ ادفع ليه خمسين ألف جنية في عملية زي دي وكمان نتيجتها مش مضمونة
واسترسل مشوحً بيده في للهواء بعدم أهمية:
_ جربي مع دكتور تاني يمكن عنده حل غير العملية دي .
تحدثت بحدة ونبرة عالية :
_ موضوع الفلوس ده ميخصنيش يا حبيبي، مش ذنبي إني إتجوزت واحد كحيان زيك، وبعدين انا روحت لأكتر من دكتور وكلهم قالوا إن الحمل عندي مش هيحصل غير بالحقن المجهري، يعني تتصرف إنتَ وأهلك وتخلق لي فلوس العملية،
وأكملت متسائلة بإستفزاز:
_هو أنتَ مش راجل ولا أيه ؟
إشتعل داخلهُ من حديثها المُثير للأعصاب، هبَ واقفً من جلسته وتحرك إليها بغضب ثم بدون مقدمات صفعها علي وجهها لعدم قدرته للأستماع لها أكثر من ذلك،فقد فاض به الكيل وطفح من حديث الصباح والمساء التي لم تكل من تكرارهِ يومياً
فتحدثت هي بغضب وجنون :
_ إنتَ بتضربني يا عِرة الرجالة؟
بتداري خيبتك القوية بالضرب، مش كفاية إني رضيت بيك وإنتَ مطلق وأنا لسه ما دخلتش دُنيا،
وأكملت بنبرة تهديدة :
_طب والله ما أنا قاعدة لك في البيت ولأروح عند ماما وأخويا وأخليهم يعلموك الأدب.
هتف بنبرة حادة وهيئة جنونية :
_ في ستين ألف داهيه وياريت ما ترجعيش هنا تاني، ده أنتِ كرهتيني في عيشتي وسودتي حياتي من يوم ما دخلتيها، كان يوم إسود يوم ما سمعت كلامهم ومشيت وراهم .
وأكمل صارخً بندم:
_ ده أنا كُنت متجوز ست ستك وعايش معاها أحلا حياة، بس شكلي إفتريت عليها وربنا عاقبني بيكي
كانت تستمع إليه بقلبٍ يشتعل وهي تجمع ثيابها، تحركت وذهبت إلي والدتها، وفي نفس اليوم تعدي أكرم زوج شيرين عليها بالضرب بعدما حرضته عنايات وهدير عليها وأمرته أن يطردها من منزلها مثلما فعل أمير والبادي أظلم
في منزل مصطفي عساف تجلس تلك الباكية بوجهها المُنتفخ نتيجة ضربها بشدة علي صدغيها مما جعلهما متلونين بمزيج من الأزرق والأحمر معاً ، تجاورها والدتها التي تربت عليها وتتحدث بنبرة عالية غاضبة :
_ إن شالله تتقطع إيده إبن عنايات ويحتار بيها بين الأطبا زي ما ممدها عليكي.
ونظرت إلي أمير ومصطفي الجالسان برأسان محنيتان وتحدثت بإستفسار :
_ هتعمل إيه معاه يا مصطفي ؟
زفر بضيق قائلاً بضعف :
_ هعمل إيه يعني، هكلمه في التلفون وأشوف إزاي يمد إيده عليها كده.
هتفت شيرين من بين دموعها بحدة وهي تنظر إلي أمير :
_ كل ده بسبب أمير وضربه للزفتة اللي إسمها هدير، وبعدين ما تتعبش نفسك بالإتصال يا بابا، حماتي قالت لي مش هتدخلي البيت تاني ولا هتشوفي ولادك غير لما أمير يعمل العملية لبنتها وتخلف.
تنهدت راوية وتحدثت وهي تخبط كفيها فوق فخديها :
_ يا شماتت العدو فيكي وفي ولادك يا راوية، العيلين اللي حيلتي هيخيبوا والناس هتشبع كلام علينا .
ثم نظرت إلي أمير وتحدثت بأمر :
_إنتَ لازم تتصرف وتعمل لها العملية يا أمير، أختك بيتها هيتخرب .
هتف بصياحٍ عالِ :
_يا ناس هجيب لها منين خمسين ألف جنية، إنتوا بتهرجوا .
تحدثت شيرين بنبرة حادة :
_ خد قرض من البنك بضمان شغلك وابقي سددة براحتك بعدين .
هتفت راوية بإستحسان :
_ برافوا عليكي يا شيرين حلو الحل ده،
وأكملت وهي تنظر إلي أمير:
_ وأهو أبوك يبقا يساعدك في تسديده ، ولا إيه يا مصطفي ؟
تنهد مصطفي بقلة حيلة وأومأ قائلاً :
_اللي تشوفوه إعملوه، أنا قايم أتوضا وأصلي المغرب قبل ما يفوتني، وأهو علي الأقل أكون عملت حاجه واحده صح في حياتي .
نظر أمير إلي كِلتا الجالستان وهتف بنبرة حادة نادمة:
_ كُل اللي أنا فيه ده بسببكم إنتم الإتنيين،وأديكم بتحصدوا معايا اللي زرعتوه،
وأكمل بعيناي متألمة ونبرة صوت يملؤهُ الندم والمرارة :
_ اللي بيحصل لنا ده ذنب أمل، ربنا بيخلص لها حقها من اللي عملناه فيها
هتفت شيرين بنبرة حادة:
_ إنتَ شمتان في اللي حصل لي بسببك يا أمير؟
وأكملت بنبرة لائمة:
_ يعني في الآخر طلع الحق عليا أنا وأمك علشان خفنا عليك وعلي عمرك اللي كان هيضيع جنب واحدة مصيرها للموت ؟
إبتسم بألم وهز رأسهُ بأسي وهتف متسائلاً بمرارة:
_ وإنتِ بقا شايفة إن حالي إتعدل مع أخت جوزك اللي بلتيني بيها ولا حتي عايش مبسوط؟
ده أنا عايش في سواد من تاني إسبوع في جوازنا، لا أنا اللي مرتاح في عيشتي معاها ولا أنا اللي قادر أتعود علي طباعها اللي زي الزفت
تنهدت راوية بأسي علي حال أولادها الذي أصبح مُزرياً
✧✧✧ ✧✧✧
توالت الأشهر وأمل تُتابع علاجها من منزلها بعدما تحسنت حالتها كثيراً وتوطدت علاقتها بأحمد ذاك العاشق الذي لم يضيعُ فرصة إلا وقام بالتعبير لها عن عشقهِ الهائل بشتي الطرق مما أسعد قلبها وجعلها تتماثل للشفاء بشكل أسرع
واليوم هو ظهور التحليل الأخير الذي أجراهُ لها أحمد، كانت ترتدي ثيابها التي إختارتها بعناية وارتدت حجابها الأنيق وتحركت إلي خارج غرفتها، وجدت سحر ورانيا وأيضاً كارما يرتدون ثيابهم إستعداداً للذهاب
تحدثت شقيقتها وهي مُمسكه بكف يد كارما التي إرتدت ثوبً يشبة ثوب سندريلا ولفتها بسعادة موجه حديثها إلي أمل :
_ شفتي مين جاية معانا علشان وشها يبقا حلو علي مامي.
إبتسمت لها بسعادة وأكدت سحر علي حديث رانيا :
_ إن شاءالله وشها يبقا خير ونسمع الخبر اللي يريح قلوبنا كلنا.
تحركت إليهم واحتضنت جميعهم ثم تحركوا للخارج، وبعد مده كانت تقف بمقابلة ذاك الذي رقص قلبهُ برؤياها البهية
تحدث وهو يحمل الصغيرة التي رأها من ذي قبل عدة مرات عندما آُحتُجزت أمل في المركز وقبلها قائلاً بإبتسامة وترحاب :
_ أهلاً أهلاً بدكتورة كارما.
إبتسمت الصغيرة وتحدثت بسعادة :
_أهلا بحضرتك.
أشار لها إلي الغُرفة وتحدث بنبرة حماسية :
_علي فكرة، فيه هدايا كتيررررر أوي جوة في الأوضة دي مستنيه الدكتورة الصغيرة .
أفلتت حالها من بين ذراعيه وجرت بسعادة نحو الغُرفة وهي تُهلل
إبتسمت أمل علي إبنتها وحولت بصرها لذاك الناظر عليها بتلهف وشكرته بإمتنان
في حين تحدثت سحر بنبرة مُرتبكة :
_ طمنا يا دكتور، التحاليل كويسة ؟
أجابها بهدوء وأستكانة ويقين :
_ أنا عن نفسي لسه ما فتحتش التقرير لحد الوقت،
ثم نظر إلي أمل وتحدث بنبرة حنون وعيون عاشقة :
_ حبيت أفتح الظرف ونشوف التقرير وإحنا مع بعض.
وعي علي حالهِ وشعر أنه أزادها حين رأي خجلها المُميت فحول بصرهِ سريعً إلي سحر وأردف مُتحمحمً :
_وإحنا مع بعض كُلنا يعني .
ثم أشار لهم إلي الغرفة تحركت أمل ثم رانيا التي وشت بجانب آذن والدتها وهمست :
_هي إيه حكاية الدكتور إنهاردة يا ماما ؟
همست لها سحر :
_ مش عارفه بس نظراته لاختك غريبة أوي .
ضحكت رانيا وتحركوا جميعاً للداخل وجدوا الطفلة تتفقد هداياها الكُثر بسعادة ومرح، إبتسمت لسعادة طفلتها وجلست وجلس الجميع أمام مكتب أحمد الذي جلس
ثم تنفس عالياً وأمسك التحليل الذي بعثهُ إلي معمل بألمانيا كي يأتي بالنتيجة الفيصلية الدقيقة وبدأ يقرأ ما بهِ بتدقيق
وتحدث إليها بعيون تكادُ تدمع من شدة تأثرهُ :
_ خلاص يا أمل ، التقرير بيقول إن عينة دمك اللي بعتها للمختبر في ألمانيا بتقول إنه خالي تمامً من أي خلايا سرطانية.
كانت تستمع إليه بدموع تنهمر بغزارة من شدة سعادتها وعدم تصديقها لما يُقال، أحقاً أفاض الله عليها بشدة كرمهِ وشفاها من ذاك المرض الصَعب
مالت برأسِها وتساءلت بدموعها الغزيرة :
_ بجد يا دكتور، كلامك ده فعلا حقيقي، يعني أنا خلاص مش هشوف الموت كل يوم بعنيا وأنا باخد جلسات الكيماوي ؟
نزلت دموعهُ التي لم يستطع التحكم بها وتحدث بنبرة سعيدة :
_ خلاص يا أمل، كان كابوس وإنتهي، من إنهاردة هترجعي لحياتك زي الأول وأحسن.
إنتفضت سحر من جلستها وخرت علي الأرض ساجده لله وتحدثت بدموع السعادة :
_اللهم لك الحمد والشكر ، اللهم لك الحمد
حين جرت عليها رانيا وأحتضنتها بحب وتحدثت بدموع :
_ حمدالله علي السلامة يا قلبي .
وأحتضنتها رانيا المواليه ظهرها لدكتور أحمد الذي إستغل إنشغال الجميع ونظر لوجه أمل المُقابل إليه وبعث لها قُبلة في الهواء مما أربكها وجعل القشعريرة تسري بجسدها بالكامل
تحركت إلي والدتها وأمسكت يداها وأوقفتها ثم قبلت كفاي يداها في حين إنهارت سحر من شدة بكائها من عدم تصديقها لما إستمعتهُ أذناها وتحدثت بدموع وهي تحاوط وجه صغيرتها بحنان :
_مبروك عليكِ الشفا يا بنتي، شُفتي عظمة ربنا وكرمُه علينا قد إية يا أمل.
إحتضنتها أمل وأنهار معاً من البكاء
في حين تحدث أحمد بدُعابة كي يخرجهم من تلك الحالة :
_ إحنا هنقضيها عياط بقا وشكلكم كدة هتاكلوا علينا عزومة ورق العنب .
إلتفتت إليه سحر وجففت دموعها سريعً بكفاي يداها وهتفت بنبرة سعيدة :
_أحلا ورق عنب وأحلا عزومة هجمع فيها كل حبايبنا اللي وقفوا جنبنا في محنتنا،وإنتَ أول المعزومين يا دكتور
وأكملت بعيون ممتنة شاكرة :
_أنا مش عارفة أكافئ حضرتك علي اللي عملته معانا إزاي ؟
نظر إلي أمل وتحدث بنبرة حنون:
_ مكافأتي أخدتها خلاص يا أمي.
خجلت وتحركت طفلتها إليها وتحدثت بنبرة طفولية :
_ هو حضرتك خفيتي خلاص يا مامي ومش هتموتي زي ما عمتو شيرين كانت بتقول؟
إبتسمت لها وتحدثت بدموع الفرح لطمأنة صغيرتها :
_لا يا قلبي خلاص، مش هموت بالمرض ده، بس ممكن أموت من أي حاجه تانية عادي
وضحكت بسعادة، في حين هلعت سَحر وهتفت سريعً:
_ بعد الشر عليكِ يا حبيبتي، ربنا يبارك في عُمرك وتربي بنتك وتجوزيها وتفرحي بأولادها كمان

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بسمة أمل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *