رواية سيف وتالا الفصل الأول 1 بقلم مارينا عبود
رواية سيف وتالا الفصل الأول 1 بقلم مارينا عبود
رواية سيف وتالا البارت الأول
رواية سيف وتالا الجزء الأول
رواية سيف وتالا الحلقة الأولى
– أنتِ مبتشوفيش؟
– أنا اسفة بجد، مكنتش اقصد.
– وأنا هعمل إيه باعتذاركِ دلوقتِ؟
– ما خلاص بقى يا عم الكاريزما، دول مكانوش شوية عصير إللى ادلقو على قميصك!!
– أنتِ غلطانة وكمان بتعليَ صوتكِ!!
– الله!! ما أنا اعتذرتلكِ ياجدع وأنتَ إللي مُصِر تعمل مشكلة.
– تصدقي أنكِ إنسانة…
– سيف!!
مكمِلش كلام وبص لمصدر الصوت، كان صوت يوسف اخويا الكبير، بصيت لُه لقيت ملامحُه اتحولت من العصبية للهدوء واترسمت ابتسامة على وشه، يوسف قرب وحضنُه بحب كبير وأنا فضلت متسمره مكاني! الظاهر أنه في كتكوت هيتعلق النهاردة.
– وحشتني ياجدع.
– وأنتَ أكترر، طمني عليكَ أخبارك إيه؟
– أنا تمام وزي الفل، قولي أنتَ رجعت القاهرة أمتىَ ؟
– رجعت من يومين، عندي شُغل هنا.
– طيب حلو اووي، ماما هتفرح اووي لما تشوفكَ.
– أنا إللي هفرح بشوفتها، متتخيلش وحشتوني قد إيه!
هما مين دول إللي وحشوه؟ ومين ده اصلًا ؟
وماما مين إللي هتفرح لما تشوفُه!!
أنا ليه حاسه إني في عالم سمسم!!
– تالا! أنتِ إللي موقفكِ هنا؟
التفت وشاورلي بغيظ:
– أنتَ تعرفها ؟
– دي تالا، أختي الصغيرة، معقولة نسيتها؟
– دي ؟؟
قالها بصدمة فاتعصبت:
– إيه دي؟ ما تتكلم باسلوب كويس ياجدع أنتَ.
– وأنتِ مالكِ؟ أنا اتكلم بالأسلوب إللي يعحبني.
– لا بقى ده أنتَ مش بس قليل ذوق لا وكمان متربتش.
– مين ده إللي مترباش يابت؟
صوتنا عِليَ وكنا هنمسك في بعض لولا تدخل يوسف إللي كان بيبُصلنا بصدمة طول الوقت!
– بس بس، أنتوا بتتخانقوا ليه؟ أنتوا اتعرفتو على بعض؟
– لا، ومش عاوزه اتعرف.
– ولا أنا.
قالها بغيظ واحنا بنبص لبعض بشر! سيف اتنهد وقال بهدوء.
– طيب قولولي إيه إللي حصل بينكم؟ وبتتخانقوا ليه؟
قربت من يوسف واتكلمت ببراءة:
– كل الموضوع إني وأنا داخلة القاعة وماسكة العصير ادلق شوية صغيرين على قميص الأستاذ، ورغم اني اعتذرتلُه هو فضل يزعق وصمم يعمل من الموضوع مشكلة!
– يعني أنتَ عاجبك ادخل للناس وأنا متبهدل كده ؟
– على فكرة دول شوية صغيرين والموضوع مش مستاهل، ومش باين اصلًا أنكَ متبهدل، أنتَ بس إللي إنسان عصبي وقليل ذوق.
– عاجبكَ كده يا يوسف؟ شايف قلة الادب وطولة اللسان.
– أنتَ واحد…
– بس بس أنتوا الأتنين، مش عاوز اسمع صوت.
قالها يوسف بعصبية فسكتنا وبصينا لبعض بغيظ، يوسف اتنهد وبصلُه بهدوء:
– أنا اسف اووي يا سيف على إللي حصل، تالا مكانتشِ تُقصد اكيد.
– يا يوسف أنتَ بتعتذرلُه ليه؟ هو إللي…
– تالا ادخلي أنتِ دلوقتي وبعدين هنتكلم.
اتنهدت واتحركت من قدامهم وأنا مضايقة وببرطم بكلام مش مفهوم، بقى أنا قليل الذوق ده يعمل فيا كده! وبعدين مين هو اصلًا علشان يوسف يعتذرلُه ويخاف على زعله! مين هو ؟؟
– مالكِ؟ متعصبة كده وجاية بتبرطمي مع نفسكِ ليه؟
– مفيش.
قولتها بزعل فابتسمت ونغزتني في دراعي:
– عليا برضوا؟ قولي اتخانقتِ مع مين المرادي؟
بصيت لها بطرف عين لقيتها بتبصلي بمُكر، نظراتها مُتاكده إني مهببه مشكلة جديدة ومستنياني اشاركها كالعادة!
ولأنها البيست فريند بتاعتي، ومرات اخويا الغالي،
وإللي دايمًا بتشاركني كل مصايبي وبتدافع عني قدام يوسف
ولاني مبعرفش اخبي عنها حاحة،
فأخدت نفس عميق وحكيتلها إللى حصل.
– كُنت عارفة أنكِ مش هتعدي اليوم من غير مشكلة.
– صدقيني أنا المرادي مغلطتش.
– لا أنتِ مبتغلطيش، أنتِ قمر ولسانكِ ده بينقط سُكر.
قالتها بضحك فضحِكت:
– تعرفي يا ميسون أكتر حاجة بحبها فيكِ إيه؟ أنكِ دايمًا رافعة معنوياتي لفوق عكس جوزكِ إللى دايمّا سادد نفسي.
ضحِكت وشدتني معاها علشان اسلم على العرسان:
– طيب يلاه بينا نروح نسلم على العرسان، وبعدين نشوف موضوع رفع معنوياتكِ إللي مودينا في داهية ده!
طلعنا سلمنا على العرسان واحنا ونازلين لقيته داخل من باب القاعة وهو بيضحك مع سيف، وإيه ده؟ ده بيسلم على ماما وبيحضنها كمان! لا بقى كُلُه إلا ماما!!
– مالكِ يا بنتي واقفة متسمره كده ليه؟
– بصي الولد إللي اتخانقت معاه بره واقف بيحضن ماما وبيضحك معاها كمان! ده حضن ماما يا ميسون !
ضحِكت ولفت وشها ناحية الترابيزة إللي قاعدين عليها أهلي ورجعت بصتلي:
– أنتِ اتخانقتِ مع سيف؟ سيف تاني يا تالا!
– هو إيه الحكاية؟ يطلع مين سيف ده؟
– ده ابن طنط نوال صديقة والدتكِ، ويعتبر الإبن المدلل عند والدتكِ، مش فاكره مقالب زمان؟
– اووه! هو ده نفس الولد إللي كان معانا في المدرسة وكنت بعمل فيه مقالب؟
– بالظبط كده، هو نفسه.
– طيب وده إيه إللي رجعُه على حياتنا؟ هما مش كانوا مسافرين؟
– معرفش، عمومًا تعالي نروحلهم علشان نمشي.
– لا روحي أنتِ، أنا لو روحت هعمل معاه مشكلة جديدة.
– طيب أول ما اشاورلكِ تيجي علطول، متتحركيش من هنا.
سابتني وراحت سلمت عليه، وأنا فضلت واقفة ببُص عليهم، كان كل شوية يبصلي وأنا ابص بعيد، للحظة افتكرت المقالب إللي كنت بعملها فيه واحنا صغيرين وضحِكت غصب عني،
هو متغيرش كتيرر عن زمان.
لسه عصبي، وقليل ذوق، وبيحب يعمل من كل حاجة مُشكلة كبيرة.
– هو أنتِ يا حبيبتي مش هتهدي غير لما تدخلينا السجن؟
_ ليه بس أنا عملت إيه؟
– عملتِ إيه؟ يا تالا ده أحنا كُل ما ناخدكِ معانا مكان او مُناسبة لأزم تعملي مُشكلة مع حد! أنتِ يا حبيبتي مبتعرفيش تقعدي هادية أبدًا!
– يا جو أنتَ ليه محسسني إني أنا إللي بروح اعمل مع الناس مشاكل مش هما إللي بيضايقوني!
– وسيف النهاردة هو إللي ضايقكِ برضوا ولا حضرتكِ إللي دلقتي العصير عليه ؟
– أنا مُعترفه إني غلطت وإني كان لأزم اخد بالي وأنا ماشيه، بس حقيقي العصير ادلق عليه غصب عني، وأنا وقتها اعتذرتلُه، هو يسكُت؟ لا طبعًا! لأزم يكبر الموضوع ويعمل مشكلة ويقل ادبُه.
– تالا أنتِ مفيش فايدة من الكلام معاكِ!
قالها ودخل اوضتُه وهو مضايق، بصيت لماما وميسون لقيتهم بيبصولي بيأس، ولأنه يوسف حبيبي وروح قلبي من جوه كمان، ولأني مقدرش على زعلُه، قررت زي الشطورة اروح اصالحُه.
يوسف سندي في الدنيا من بعد بابا
هو إللي دايمًا بيحميني لما بقع في مشكلة.
بيرشدني لو حس في يوم إني بعمل حاجة غلط.
عنده استعداد يوقف قدام الدنيا كلها بس علشاني.
وأنا يهون عليا زعل الدنيا كلها ولا يهون عليا زعلُه
– يوسف أنتَ زعلان؟
– ..
– طيب أنتَ عارف إني مقدرش على زعلكَ صح؟
– ..
– يعني أنتَ مش ناوي ترد عليا ؟
– ..
– يا جوو خلاص بقىَ والله هعيط ومش هتعرف تسكتني.
بصلي وضحِك فابتسمت وحضنتُه:
– حقك عليا يا سيدي، اوعدكَ مش هعمل مشاكل تاني ولا هحطكَ في مواقف مُحرجه مع صُحابكَ مرة تانية.
– يابنتي أنا مش فارق معايا صحابي، أنا إللي فارق معايا أنتِ، كل الموضوع إني خايف عليكِ، يا تالا أنا مش كل مرة هكون موجود معاكِ وهحميكِ، افترضنا أنكِ وقعتِ في مشكلة كبيرة في يوم من الأيام ومكنتش أنا موجود!
– يا حبيبي متخفش عليا، أنا خلاص كبرت ومبقتش طفلة، وبقيت بعرف اتصرف كمان، وبعدين أنا مغلطتش النهاردة! ومكانشِ قصدي العصير يدلق عليه، لو سمحت بلاش تزعل نفسك بسبب إللي حصل.
– على فكرة أنتِ مهما كبرتِ هتفضلي طفلة بالنسبالي، وهفضل برضوا اخاف عليكِ، وبخصوص إللي حصل النهاردة فأنا مش زعلان منكِ واعتبريني نسيت الموضوع.
ابتسمت وحضنتُه، يوسف صحيح اخويا الكبير بس من واحنا صغيرين وهو بيتعامل معايا على إني بنته واميرتُه الصغيرة،
هو السبب في إني اكون شخصية قوية، مبخفش، قادره اواجه الدنيا كلها من غير خوف، بتخانق مع أي حد يفكر يضايقني وأنا متاكده أنه يوسف في ضهري طول الوقت.
– تالا قومي بسرعة، قومي يلاه.
اتنفضت وقُمت مخضوضة، بصيت لها وأنا بستوعب أنا فين! حطيت إيدي على صدري وسالتها بخوف:
– إيه! في إيه ؟ حد في البيت حصلُه حاجة؟
– لا، وقومي يلاه علشان تساعديني في توضيب الشقة.
مسحت على وشي وبصيت لها بنفاذ صبر:
– أنتِ مجنونة يا ميسون؟ بقى أنتِ مصحياني من احلى نومه بالشكل ده علشان اساعدكِ في توضيب الشقة؟
– بالظبط كده.
– ليه ياختي عندنا عيد؟
– لا يا عمري عندنا ضيوف.
– ضيوف مين دول؟ لا استنى اوعي يكون إللي في بالي صح؟
مستنتش ردها وطلعت جري على بره وهي طلعت ورايا وهي بتضحك، دخلت المطبخ لقيت ماما واقفة بتطبخ بكل مزاج، أخدت نفس ودخلت وأنا بستعد لوصلة التهزيق بتاعت كُل يوم:
– صباح الخير يا نبع الحنان.
– صحي النوم يا ست هانم! إيه كُنتِ ناوية تصحي العصر يعني ؟
أمي أمي يعني مفيش كلام! دي لو مهزقتنيش على الصبح ممكن اشك أنها أمي.
– يا ماما يا حبيبتي الساعة لسة 7:30 حرام عليكِ.
– طيب بطلي رغي وروحي ساعدي ميسون في توضيب الشقة، عازمين ضيوف مهمين على العشاء النهاردة.
خطفت تفاحة حلوة من الطبق وبصيت لها بسخرية:
– اممم، ضيوف مهمين! إلا قوليلي يا ست الكُل العريس المرادي هيطلع ابن مين من صُحابكِ؟
ضحِكت وبصتلي بسخرية:
– لا متخفيش مفيش عرسان، دي عزومة عادية.
– إذا كان كده فانا هساعدكُم بضمير، بس مقولتليش برضوا مين هما ضيوفك المهمين؟
– ضيوفنا هما خالتكِ نوال وعمكِ رمزي صُحابنا من سنين.
– ودول ايه إللي فكركِ بيهم؟ قصدي يعني إيه إللي خلاكِ تعزميهم كده فجاة بعد كل السنين دي؟
– حبيبتي هما كانوا مسافرين وكنت بنتواصل مع بعض كل فترة، ولسه راجعين من يومين، ففكرنا أنا وأبوكِ ليه منعزمهمش بما انهم هنا.
ياريتكُم ما عزمتوهم، ياريتكُم ما عزمتوهم، سيبتها وطلعت وأنا ببرطم، بصيت لميسون لقيتها بتضحك، ياربي دول لو قاصدين يجلطوني مش هيعملوا كده! أنا وعدت يوسف إني هبطل اعمل مشاكل بس الظاهر أنه المشاكل هي اللي بتجري ورايا مش مجرد كلام، أنا اصلًا لو شوفت ابنهم قدامي دلوقتي مُمكِن اولع فيه.
– متخفيش مش هييجي.
– بجد ؟
قولتها بفرحة وأنا بقرب منها، ابتسمت وغمزتلي:
– سمعت يوسف وهو بيقول لحماتي السُكر أنه احتمال كبير سيف ميجيش معاهم علشان عندُه شُغل، وحتى لو جه تجاهليه خالص وعدي اليوم.
– تعرفي يا ميسون، أنا كُل يوم بتأكد أنك احلى وأجمل مرات أخ ولله.
ابتسمت وزقتني على الأوضة علشان اغسل وشي، الجميل في ميسون أنها قبل ما تبقىَ مرات اخويا فهي بنت عمي، و البيست فريند بتاعتي، والحقيقة أنه الإنسان بيحبها جدًا يعني.
– يلاه يا تالا.
– ايوه جاية.
طلعت فطرت وساعدتهم لحد ما خلصنا كُل التجهيزات، ماما طبخت كل أنواع الأكل بحُب كبير، ولا كأنه في عيد عندنا!
في العموم ماما بتحب صُحابها وعيالهم جدًا، وبصراحة أنا كمان بحب صُحابها، بس مبحبِش عيالهم للاسف!
– ايه يا بنتي أنتِ مش ناوية تطلعي ولا إيه ؟
– مش عاوزه اطلع، أنا مرتاحة هنا.
– قومي يا تالا وبلاش جنان، الناس بره بيسألوا عليكِ، اطلعي سلمي عليهم، وأنا بعدها هنادي عليكِ تساعديني في المطبخ.
– بس يا ميسون…
– من غير بس، قومي يلاه،هستناكِ بره.
اتنهدت وقُمت ظبطت نفسي، من وقت ما عرفت أنه جاي معاهم وأنا مضايقة، بصراحة مش عاوزه ادخل معاه في أي جدال، مش علشان خايفة منه، بس لأني وعدت يوسف إني مش هعمل مشاكل، طلعت سلمت على أهلُه، واللي بالمناسبة كانوا ناس لُطاف اووي، وتجاهلتُه تمامًا وهو كان ملاحظ ده، أستاذنت ودخلت ساعِدّت ميسون في المطبخ، حطينا العشاء والكل اتجمع على السفرة، وبعد ما الكُل خلص رجعوا قعدوا مع بعض في الصالون
كان تجمع لذيذ بين صُحاب سنين.
قعدة مليانة حكاوي عن ذكريات زمان
صوت ضِحكُهم مالي المكان.
كُنت طول الوقت قاعدة هادية،
ودي مش عادتي، بس الحقيقة أنا بحب التجمعات العائلية، وقعدة ماما وبابا مع صُحابهُم، بحب الحكاوي، الذكريات، وبحب جدًا الهدوء في الوقت ده واني اركز في التفاصيل إللي بتتقال.
في لحظة غريبة عيوني وقعت عليه
والغريب أنه كان بيبصلي وعيونه مركزه عليا،
اتوترت وقُمت وقفت في البلكونة.
معرفش إيه خلاني اتوتر
وإيه السبب إللي مخليه من وقت ما دخل بيتنا وهو مركز عليا! حسيت بخطوات جايه ناحيتي فتوقعت أنه ميسون بس.. الصوت، ده صوتُه!
كان داخل بيتكلم في تليفونه وأول ما شافني قفل المُكالمة.
– يابني أنا قولتلكَ إني هجيلكَ وهنتگ.. طيب اقفل أنتَ دلوقتي وأنا هكلمك بعدين.
– أنا أسف، مكُنتِش اعرف أنكِ هنا.
– ولا يهمكِ.
قولتها وكُنت هخرُج بس وقفني صوتُه :
– استني لحظة.
اتنهدت وبصيت لُه:
– خير! ناوي تعمل معايا مشكلة على إيه المرادي؟
اتوتر وحرك رأسه بعشوائية:
– أنا مش ناوي اتخانق، أنا بس حابب اعتذرلكِ على إللي حصل إمبارح، وعلى طريقة كلامي معاكِ، وأتمنى ما يكونش حصلت بينكِ وبين يوسف مشكلة بسببي.
منكُرش أنه في اللحظة دي ملامح الدهشة ظهرت على وشي وفضلت ببصُله باستغراب.
بس للحظة افتكرت سيف الطفل بتاع زمان،
اللي كُنت بعمل فيه المقالب واضايقُه وهو يتعصب مني
بس ميهونش عليه يروح يقول لأهلي خوفًا من أنهم يعاقبوني.
واللي دايمًا كان بيدافع عني قُدام ماما حتى ولو كُنت غلطانه!
– أنت متغيرتش عن زمان، لسه زي ما أنتَ، بتعمل مشكلة من مفيش، وترجع تعتذر عن تصرفاتكَ! لسه لحد دلوقتِ مبتعرفش تسيطر على غضبك وقت المشاكِل.
– الظاهر أنكِ لسه فاكره عني حاجات كتيرر!
اتوترت وبصيت للسماء:
– الفكرة مش فيكَ، أنا مبنساش أي حاجة مرتبطة بطفولتي.
– وأنا مرتبط بطفولتكِ؟
ضحِكت:
– بصراحة اه، أنتَ أكتر شخص عملت فيه مقالب وأنا صُغيره، وكمان أكتر واحد كُنت بوقُعه في المشاكل وكُنت تدافع عني.
– علشان تعرفي بس إني ليا افضال عليكِ
– لا مسمحلكش! أنا محدش ليه أفضال عليا، زي ما أنتَ كُنت بتدافع عني، أنا كمان ياما انقذتكَ من حاجات كتيرر.
– على فكرة أنتِ لسه زي ما أنتِ، مغرورة، وشايفة نفسكِ، ومبتحبيش تعترفي باخطائكِ.
أنا مغروره وشايفه نفسي!!
هو قال عني كده ؟
طيب هو أنا لو ضربتُه بإي حاجة على دماغة حد هيلومني؟
بجد يعني حد هيلومني!
وأنا إللي كُنت فاكره أنه كويس واني غلطت في الفكرة إللي اخدتها عنُه.. طلعت فكرتي عنُه صح
– على فكرة أنتَ إللي إنسان مغرور، وشايف نفسكَ، وقليل ذوق كمان.
– وأنتِ لسانكِ متبري منكِ وعاوز قطعُه!
– أنت..
– أنتوا هنا؟ الكُل بره بيسأل عليكُم.
.كُنت لسه هعليَ صوتي واتخانق معاه لقيت ميسون دخلت واتفاجئت لما شافتنا واقفين قُدام بعض.
اتنهدت ومشيت ناحيتها بخطوات سريعة، أخدتها ودخلنا قعدنا معاهم، شوية وطلع قعد قصادي، كُنت ببصلُه بعصبية وهو بيبصلي باستفزاز! طيب يابن طنط نوال.
انتهت القعدة وكلهم مشيوا
اتنهدت ودخلت اوضتي وأنا مضايقة وبدعي عليه
مش مصدقة أنه ده نفس الولد الهادي والمُحترم.
معقولة السفر غيرُه للدرجادي!!
– رجعتي تكلمي نفسكِ تاني!
– ميسون سبيني في حالي دلوقتِ.
– اممم، شكلكِ اتخانقتِ مرة تانية مع سيف.
– الإنسان ده مش طبيعي، مش طبيعي يا ميسون، ده عندُه انفصام في الشخصية.
– قوليلي إيه إللي حصل؟ وقالكِ إيه ؟
– في البداية وقفني واعتذرلي على إللي حصل إمبارح بكُل ذوق.
– ها وبعدين
– وبعدين اتكلمنا عن ذكريات طفولتنا والموضوع قلب بخناقة ما بينا، تخيلي أنه بيقولي أني من صُغري وأنا مغرورة وشايفة نفسي! أنا يقول عني مغرورة وشايفة نفسي يا ميسون.
– طيب ما هو عندُه حق.
– إيه ؟
– قصدي أنه إنسان مترباش، هو ازاي يقول عنك كده!
– أنا من أول يوم شوفتُه قولت عنُه كده.
– اهدي بس أنتِ وكلُه هيتحل، متضايقيش نفسك بسبب واحد زيُه، صحتكِ أهم يا رايق.
– عندكِ حق، أنا مش هضايق نفسي بسبب واحد زيُه.
– بالظبط كده، يلاه أنا هسيبك تنامي، واروح اشوف يوسف.
– تمام.
ابتسمِت وسابتني وطلعت، من الحاجات الجميلة في ميسون أنها بتعرف ازاي تسيطر على عصبيتي وتهديني.
وحتى لو كُنت غلطانه بتفضل تطبلي ومبتقفش في صف حد غيري، هي بالنسبالها كُل اخطائي مغفورة، ومفيش مني اتنين..
قُمت غيرت هدومي وقررت مضايقش نفسي بسبب سيف ومشاكلي معاه..
حطيت رأسي على المخدة وأنا بتمنى أنه كل الأمور تبقى بخير، بخير وبس.
__
– ايوه يا يوسف، أنا خلصت وجاية في الطريق.
– طيب خليكِ عندكِ لحد ما اجيلكِ.
– لا مفيش داعي تتعب نفسكَ، أنا هعرف اروح لوحدي.
– تالا اسمعي الكلام وبلاش عناد.
– طيب، هستناكَ.
– تمام مش هتأخر.
– تمام.
فضلت واقفة في الطريق وأنا ببص حوليا.
مكانشِ في حد في الشارع، والشمس كانت سُخنة
فضلت كُل شوية ابص في الساعة لحد ما لمحت عربيتُه جاية.
ابتسمِت وقربت ركبت بسرعة من حرارة الجو..
– أنت اتاخرت كده لي.. أنت!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سيف وتالا)