رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الرابع 4 بقلم آية العربي
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الرابع 4 بقلم آية العربي
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت الرابع
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء الرابع
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة الرابعة
مساءاً تجلس عائلة سالم الجواد في فيلا شوقي أبو الدهب ينتظرون نزول أميرته المدللة .
كان شوقي يقهقه عالياً مع سالم وسعاد تجلس بتعالى تتحدث مع صفية وتجاورها شيرين تجلس بصمت تتابع وتستمع وتنظر بعيون حالمة لهذا الجالس يتقلب بضجر .
أردف شوقي محدثاً حمزة بعدما إلتفت إليه ووجده شارداً:
– إيه يا حمزة ساكت ليه ؟ ..
تحمحم حمزة وانتبه عليه يطالعه بهدوء وتحدث قائلاً :
-أبداً يا شوقي بيه انا بسمعكوا .
جاءت مدبرة المنزل تدفع عربة الضيافة واتجهت توقفها جانباً وبدأت تصُب المشروبات الساخنة وتقدمها بينما نزلت مها من أعلى الدرج وخطت تتقدم من غرفة الصالون وتمشى بتعالى وغــ.رور ترتدى فستاناً منسدلاً لبعد ركبــ.تها وترتدى حذاءاً شفافاً عالياً .
كما زينت وجــ.هها بمستحضرات التجميل ورفعت خصلاتها للأعلى فباتت كعارضة أزياء فرنسية .
دلفت تبتسم للجميع مردفة بتعالى :
– مساء الخير .
أبتسم لها شوقي ووقف يتجه ويستقبلها ثم التقط يــ.دها يقــ.بلها ثم عرضها عليهم يردف بفخر وهو يقدمها :
– بنتى مها … اللى دوختنى علشان تنزل مصر .
ثم نظر لمها وأردف بمكر :
– مها حبيبتى … أظن مش محتاجة تتعرفي على عمك سالم وأولاده .
ضحكت لوالدها وأردفت بثقة :
– طبعاً يا بابي .
اتجهت حيث يقف سالم ليستقبلها وقبــ.لته من وجــ.نته ثم ابتعدت قليلاً تردف :
– أخبارك ايه يا أونكل سالم ؟
ابتسم لها ببرود يردف :
– كويس يا حبيبتى … إنتِ عاملة ايه ؟
اومأت تبتسم مردفة :
– تمام جداً .
خطت بعدها ترحب بصفية وشيرين ببرود ثم أتجهت إلى حمزة الذى وقف ليستقبلها ونظرت له بتمعن ثم مدت يــ.دها وأردفت بخبث وهى تتعمق ملامحه :
– أزيك يا حمزة … تعرف إن ملامحك غير الصور خالص … بصراحة الصور ظلماك .
أبتسم بهدوء وبادلها السلام سريعاً يردف برتابة :
– متشكر يا مها … وحمدالله على السلامة .
ابتسمت وأردفت بتمعن :
– الله يسلمك .
خطت ترحب بمراد وفريد ثم أتجهت تجلس بجوار والدتها سعاد ومن بعدها لم تزيح أنظارها عن حمزة الذى يلاحظ نظراتها جيداً ويحاول تجنبها بضيق .
كان لقاء في ظاهرهُ عائلي ولكنه في الحقيقة ما هو إلا خطة خبــ.يثة لإستكشاف حمزة الجواد من قبل إبنة أبو الدهب .
حيث أدركت أنه ليس ذلك الشاب السهل الذي يمكن أن توقعه بسهولة … كما أدركت جيداً مدى إحترامه وهدوءه من حيث طريقة جلوسه وصمته معظم الوقت على عكس مرح مراد وتأفأف وضجر فريد .
بعد فترة ليست قليلة غادرت عائلة سالم عائدين إلى قصرهم وبقى شوقى يجلس يطالع ابنته مردفاً بترقب :
-ها يا مها ؟ … إيه رأيك في حمزة ؟
أردفت بضيق :
– بااارد جداً … إيه ده يا بابي ؟… معقول فيه إنسان كدة ؟… ده متكلمش كلمتين على بعض من وقت ما قعد … بجد بارد .
ضحك شوقى وأردف بتمعن واستمتاع :
– ده كويس جداً … مينفعش ترتبطى بأنسان عصبي لأنك عصبية يا موكا … لازم حد هادى زي حمزة يستقبل عصبيتك ويعرف يتعامل معاها .
ضحكت ساخرة وأردفت متسائلة بتعجب :
– أنا نفسي أفهم ليه مصمم إنت على إرتباطى من حمزة ده يا بابي ؟ … بصراحة متوقعتش أنه كدة بس أسلوبه مستفز فعلاً .
أردف شوقي بغموض :
– صدقيني يا مها انتِ هتعرفي تتعاملى معاه وتكسبيه … حمزة مش بيخرج من تحت طوع سالم حالياً بس فيما بعد هيبدأ يكون حياته بنفسه … وأنا عايزك تكونى معاه طول الوقت ده … شاب زى حمزة مش بنقابل زيه دائماً … لازم أتمسك بيه كويس لبنتى الوحيدة .
نظرت لسعاد التى تتابع بصمت وأردفت متسائلة :
– وإنتِ يا مامى ؟ … ساكتة ليه ؟
هزت سعاد كتــ.فيها وأردفت :
– هقول إيه ؟ … باباكى شايف انه ميتفوتش مع إنى مش حابة الموضوع خصوصاً بعد ما أتكلمت مع مامته … أنا شيفاه غير سالم خالص … تقريباً هو وارث ســ.زاجة مامته … مش عارفة دى تبقى مرات سالم الجواد إزاي … بصراحة محبتهوش لا هو ولا مامته .
طالعها شوقي بعمق وأردف ساخراً وهو يقف ويغادر :
– مش لازم تحبيه يا سوسو المهم بنتك تحبه .
ضحك بإستفزاز وغادر وتركهما تنظران لبعضهما البعض بترقب .
❈-❈-❈
عادت عائلة سالم الجواد إلى قصرها
دلفوا جميعاً يجلسون في بهو القصر الواسع إلا حمزة الذى إتجه على الفورِ إلى الدرج ليصعد فأوقفه سالم يردف بجمود:
– استنى يا حمزة .
توقف قبل أن يرفع قدمه والتفت يطالع والده بأحترام مردفاً :
– نعم يا بابا ؟
أردف سالم وهو يطالعه بضيق:
– معجبنيش أبداً طريقتك عند شوقي خصوصاً مع مها … البنت كل ما تحاول تكلمك تتجنبها … دى إسمها قلة ذوق .
تنهد بعمق ثم طالع والده بعــ.يون حزينة وأردف :
– أنا قولت لحضرتك قبل ما نروح أنى لو جيت مش هبقى مرتاح وحضرتك أصريت عليا … وجيت إحتراماً لكلامك بس مش هعرف أتعامل عكس مانا حاسس … أنا كنت برد على أد كلامها ومش شايف إنى تجاهلتها .
أردف سالم بجمود وقسوة :
– يبقى أنت نظرك ضعِف … خد بالك كويس يا حمزة من تصرفاتك مع شوقي وبنته الفترة الجاية … مش عايز أكرر كلامى .
تركتهم واتجه لغرفة مكتبه بينما طالع حمزة الجميع بصمت وصعد للأعلى حيث جناحه .
دلف وخطى لغرفته ودلفها ثم خــ.لع جاكيته ووضعه جانباً واتجه إلى الفراش يجلس عليه ويفكر … لعــ.نة الإبن الكبير لعائلة قوية ذو نفوذ أصابته وقيدت قوته فأصبح يلبي بصمت .
❈-❈-❈
بعد أن أوصل حمدى أسرة سالم عاد إلى منزله مرهقاً .
دلف يلقي السلام على جميلة التى تنتظره واتجه يجلس على الأريكة مردفاً :
-النهاردة كان يوم متعب أوى ..
أتجهت تجلس بجواره وأردفت بحنو متسائلة :
– انت تعبان يا حمدى ؟
تنهد وهز رأسه يردف بهدوء :
– لاء يا جميلة كويس بس أنتِ عارفة طول اليوم برا البيت .
تنهدت تومئ وتربت على كتــ.فه ثم تساءلت بترقب وفضول:
– عملوا إيه في بيت شوقى ابو الدهب يا حمدى ؟ … شافوا العروسة الفرنسية ؟
في تلك الأثناء كانت ريتان تمر إلى المرحاض بعدما إنتهت من مراجعتها وسمعت حديث والدتها الذى صنّم جــ.سـدها وجعل قلبها يرتطم بقــ.سوة في الصدمة المتحجرة التى تلقتها عندما أستمعت إليهما بأنــ.فاسٍ مسلوبة وحمدى يقول:
– أكيد شافوها … واضح إنه جــ.واز مصالح يا جميلة … إنتِ عارفة سالم بيه كويس … هيدور على اللى زيه أو أعلى كمان … وبنت شوقى أبو الدهب هي أنسب عروسة لحمزة أبنه .
سقطت عبراتها متتالية ومتسارعة على وجنتيها وهى تستمع إلى حديث والدها الذى يستهدف أُذنها كطلقات نارية قاتلة ووقفت بجــ.سد إهتز وارتعش غير قادراً على إكمال خطواته .
أردفت جميلة بتعجب :
– يا سلام ؟ … الراجل ده ألة يعنى ولا إيه ؟ وافرض ابنه مش عايزها ؟ … هيجــ.وزهاله غصب عنه ؟
أومأ حمدى يردف بتأكيد :
– مافيش حد من ولاد سالم يقدر يعصي أوامره … انتِ ناسية سناء بنته؟ … وحمزة بالذات عمره ما هيقدر يقف في وش أبوه .
أنكمشت ملامح وجهها وأردفت بحزن :
– لاء مش ناسية يا حمدى … وهو علشان كدة مش عاجبنى جبــ.روته ده … أجبرها تتجــ.وز واحد هى مش بتحبه … ومهموش غير فلوسه وفي الآخر كسب إيه ؟ … سناء عمرها ما هتسامحه … وهو هيندم .
أردف حمدى محذراً :
– متقوليش الكلام ده قدام أي حد يا جميلة … هو ميهموش لا كــ.ره ولا محبة … انا بفضفض معاكى لما مش بتحمل أفعاله بس لو عرف أنى بتكلم عليه كدة هيقطع عيشي … ملناش دعوة بيهم دول ناس إحنا مش قدهم .
أومأت بصمت ثم ربتت على كــ.فه تردف بحنو :
– هقول لمين يعنى يا حمدى ؟ … أنا بتكلم معاك أنت … يالا أنا هقوم أعملك العشا .
أومأ وأردف متسائلاً :
– ريتان وبسمة ناموا ؟
أردفت وهى تخطى بإتجاه المطبخ:
– أيوة أكيد ناموا أو يمكن ريتان لسة بتذاكر .
أومأ يتنهد وشرد يفكر في مستقبل بناته بينما أتجهت ريتان إلى غرفتها بخطى بطيئة ونفسٍ ثقيلة ضغطت على صــ.درها فبات التنفس ضعيف … كانت تهرب من حقيقة أنه حلم صعب المنال … تعلم أنها ستعانى دوماً نتيجة هذا الحب البائس ولكن الألم لا يتحمل … عــ.ذاب الحب الصامت هذا يأكل من طاقتها ويضــ.عف قلبها .
كانت تتأمل وتدعى وتحلم أحلاماً مزهرة وها هو والدها يعيدها إلى واقعها … عليها ان تفهم حقيقة الأمر … عليها أن تدرك أن قلبها أخطأ حينما أختاره ..
بنيت قصوراً رملية وها هى تهدمها أمواج الطبقات والمستويات الاجتماعية .
اتجهت تتمدد على الفراش وتفكر فيه وتذرف دموع الحسرة على حبٍ كُتِبَ عليه الكتمان مدى الحياة فبات مؤلم للروح والقلب .
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع
في الجامعة حيث بدأت الإمتحانات
أنتهت ريتان وسلمت ورقتها بملامح حزينة منذ ذلك اليوم وقد وضعت هدفها الأول أمامها وهو نجاحها بتفوق كعادتها لترفع رأسها وسط هذا المجتمع ذو الافكار العقيمة ولتنجح وتثبت للجميع أن ريتان إبنة الطبقة الفقيرة قادرة على ما لم يقدروا عليه هم … لتأكد لسالم وأشكاله أنه مخطئ وأن الطبقة الكادحة تُنبِشَ في الصخور لتفرز للمجتمع نماذج مشرفة … فجميع العظماء الذين تعرفهم كانوا من الطبقة الفقيرة تلك وحققوا أحلامهم .
وقفت لتغادر ولحقتها كارى تردف معنفة بمرح :
– بقى كدة يا صحبتى تخرجى من غيري ؟ … وأشاورلك تغــ.ششيني تعملي إنك مش شيفانى ؟
أبتسمت ريتان رغماً عنها وأردفت بحزم :
– أسفة يا كارى … انتِ عارفة غلاوتك عندى بس مقدرش أغير مبدأي … غــ.ش ممنوع .
أردفت كارى بتفهم :
– عارفة طبعاً … المهم انتِ عاملة إيه دلوقتى ؟
تنهدت ريتان بعمق لا تريد أن تفكر في هذا الأمر … ليظل الألــ.م في الأعماق لربما هدأ وطاب … لتحاول المضى قدماً ولتعتبر حالها إحدى اللاتى احببن ولم يحصلن على حبهن .
زفرت ونظرت لكارى وأردفت بمراوغة :
– كويسة جداً يا كارى … تعالى يالا هعزمك على عصير قصب عند عمو فتحى بتاع عصارة المتوكل اللى في وش الجامعة .
تحمست كاريمان وسعدت بنشاطها وأردفت :
– أيوة بقى هو ده الكلام … يالا بينا .
انطلقتا الفتاتان إلى خارج حدود الجامعة لحظة توقف سيارة حمزة الذى أتى لتوهِ .
أردفت كاري بصدمة عندما رأته يترجل :
– ريتان ألحقي مين جه .
التفتت ريتان تنظر للجهة المجاورة فوجدته يترجل من سيارته أمامها … عيــ.نه منكبة عليها من خلف نظارته … عاد قلبها اللعين ينبض بعــ.نف … أتنزعه الآن وتلقيه بعيداً أم تدهسه بقــ.دمها ليدمى ولينتهى هذا الألــ.م … لماذا جاء وظهر الآن وما تلك الحالة التى يبدو عليها ؟
خلع نظارته وتقدم منها عقله يحسه على التوقف والإبتعاد ولكن قــ.دماه تسوقه إليها محبراً .
التقت العيون ببعضها لثانيتين … فقد ثانيتين قبل أن تلتفت سريعاً وتردف موجهة حديثها لصديقتها بحدة :
– كارى أمشي يالا .
خطت مسرعة ولحقتها كارى ولكنه أوقفها يردف بنبرته التى عاهدتها وهو يتقدم منها متعجباً من حدتها :
ريتان !
توقف تغمض عيــ.ناها … ليتها تستطيع الصراخ في وجههُ بأن يكف عن تلك الأفعال والأصوات والحركات التى تعيد بناء تلك القصور الهاوية … لما يتعمد أن يجعلها تُحلق للأعلى بأجنحة خاوية !! .
ألتفتت اليه وأرغمت ذاتها على ارتداء قناع جاد مردفة:
– أهلاً يا حمزة بيه … عن اذنك .
يالا يا كارى .
قالتها لتحس كاريمان على السير ولكنه عاد يوقفها مردفاً بترقب وتعجب وقد شعر بالحزن يتوغل إليه شيئاً فشيئاً :
– ثوانى بس فيه إيه ؟ … هو فريد ضايقك تانى ؟
عادت إليه تطالعه بتمعن وبرغم قلبها النابض بقوة إلا أنها أردفت بثقة وتأكيد:
– لا أبداً مضايقنيش … حضرتك أنا عرفت حدودى كويس وبقيت ألتزم بيها مع الكل … وشكراً لأهتمامك بس مافيش داعى لتدخلك بعد كدة … عن أذنك .
توقف قلبه للحظات من نظرتها الحزينة
عقله يرغمه على الإبتعاد وقلبه يرغمه على معرفة سبب حزنها لذلك مد يــ.ده لا إرادياً يوقفها مردفاً باستفهام :
– ثوانى لو سمحتِ يا ريتان فهميني مالك في إيه ؟
أوقفته محذرة تنظر إليه بعــ.يون متسعة وتشير بسبابتها مردفة :
– لو سمحت ميصحش كدة … شوف أنت جاي ليه وسبنى أمشي .
أبتلع غصة مريرة تكونت بحلقه ولعــ.ن ضعفه الذى يبدو كوحشٍ قويٍ يقيد حركته ثم أبتعد يعتذر مردفاً بنبرة حزن غلفت صوته :
– أنا أسف … أنا بس خوفت يكون فريد ضايقك تانى … أنا كنت قريب من هنا وقولت أجي أشوف فريد عمل إيه في أمتحانه ؟.
كاذب … نعم كاذب وإن استمر هكذا بالنظر إلى عيناها ستنكشف كذبته … لم يكن قريباً من هنا ولا يعلم لما أتى إلى هنا من الأساس ولكن كل ما يعلمه انه ود رؤيتها فساقته قدماه إليها … عاجزٌ هو عن تصديق مشاعره وناكرٌ لما يراوده وكاتم لأى صوت يصــ.دره قلبه وقاتل لأي شعور ولكن برغم ذلك أتى ليراها ..
لف نظره عنها ونظر لكاريمان كى يدارى حالته المشتتة تلك وأردف :
– طيب قوليلي لو سمحتِ يا أنسة هو فريد ضايقها تانى ؟
أردفت كارى بهدوء وتأنى :
– لا يا أستاذ حمزة زى ما ريتان قالتلك محصلش حاجة وعن إذنك لأن ميصحش وقفتنا دى .
سحبت ريتان التى بعثرتها نظرته وغادرتا وظل هو يطالعها بعمق إلى أن اختفتا من أمامه فتنهد بقوة وأستقل سيارته وغادر ونسى فريد ونسي كل شئ فقط ليذهب للبعيد … ليته يستطيع الصراخ الآن .
بينما هى تتسائل بتعجب وقلبٍ نابضٍ بعنف :
– بيعمل كدة ليه ! … فهميني يا كارى بيعمل كدة لييييه … ليه كل ما بحاول أعرف حدودى كويس بيتمعد يركبلي جناحات وفي الآخر بلاقي نفسي واقعة على جدور رقــ.بتى … عايز منى إيه هو أنا هتجنن يا كارى … هو مفكرنى مش بحــ.س ؟ .
تنهدت كاريمان بعمق فهى الآخرى متعجبة من أمره ومن نظرته الغريبة … حاولت تهدأتها تردف بحيرة وحزن لحالتها :
– إهدى يا ريتان علشان خاطري … يمكن ده أسلوبه العادى يا ريتان … حاولى تكذبي أي إحــ.ساس وصلك منه … حاولى تتجنبيه يا ريتان علشان متتعبيش … أنا كمان مش فاهمة بيعمل كدة ليه ؟… بس مش معقول يكون عارف إنك بتحبيه … يمكن حاسس إنك معجبة بيه أو مستلطفاه وبس … المهم علشان خاطرى انسى الموضوع ده خالص وركزى في اللى إنتِ ناوية عليه بعد كدة .
زفرت ريتان بقوة وأومأت عدة مرات تؤكد على كلام صديقتها وأكملتا الاثنان طريقهما بحيرة من أمره .
وانطلق حمزة بعدها بسيارته إلى مكان يجد فيه أوكسجين لصــ.دره المقبوض هذا … قاد وكان خلفه هذا الرجل الخفي الذى أرسله شوقي ليراقبه دون أن يلاحظه .
❈-❈-❈
في اليوم التالى في الشركة
دلف شوقي فجأة إلى مكتب سالم مندفعاً ثم ألقى بظرفٍ ما على مكتبه وأردف بحدة :
– أتفرج وقولي رأيك ؟
تعجب سالم من هجومه ونظر للظرف ثم تناوله وفتحه وأخرج ما به من صورٍ تم إلتقاطها لحمزة وريتان عند الجامعة أمس .
أنكمشت ملامح سالم وهو يتفحص الصور بينما أردف شوقي بغضب :
– عاجبك عمايل أبنك الكبير اللى قولت عليه عاقل ؟… بيجريلي ورا بنت السواق وعايزنى اديله بنتى أنا ؟
طالعه سالم بضيق ثم أردف متسائلاً بتعجب برغم إستياؤه وغضبه الشديد من إبنه:
– أنت بتراقب أبنى ؟
أردف شوقي ساخراً :
– لو مكنتش عملت كدة كنت جوزت بنتى لواحد ماشي ورا بنت السواق بتاعهم … بس تمام أنا عرفت هعمل إيه ؟
إبتلع سالم لعابه خوفاً من نبرة شوقي الغامضة الذى يعلم جيداً فحواها وأردف بتأكيد وثقة :
– أطمن يا شوقي … الموضوع عندى ومحلول … أكيد في سوق تفاهم واللى في الصور ده مش حقيقي … أنا عارف إبنى كويس … حمزة مستحيل يفكر بالطريقة دي … أنا هتكلم معاه وهبلغك عملت إيه .
أردف شوقي بجمود قبل أن يغادر :
– وريني هتعمل إيه يا سالم … وإلا تنسى خالص أي شراكة بينا … إتكلم مع إبنك وشوف هيبرر اللى في الصور ده إزاي ؟ .
خرج بعد أن جمع الصور وأخذها مجدداً وتركه غاضباً من أفعال أبنه الصبيانية التى ستهدم مستقبلهم رأساً على عقب .
رفع سماعة هاتفه وطلب مكتب حمزة يردف بجمود بعدما أجاب حمزة :
– تعالى عندى فوراً .
❈-❈-❈
أغلق وانتظره فأتى حمزة بعد دقائق إلى مكتب والده يتسائل بتعجب وهو يجلس امامه :
– خير يا بابا حضرتك طلبتنى ؟
أردف سالم بحدة :
– أنت إيه اللى وداك الجامعة أمبارح ؟
تعجب حمزة من سؤال والده وأردف بهدوء متسائلاً :
– خير يا بابا إيه اللى حصل ؟
ضــ.رب سالم على مكتبه بكــ.فيه يردف بغضب :
– جاوب على سؤالي ؟ … كنت في الجامعة بتعمل إيه ؟ … ومتقولش علشان فريد وتكذب .
توتر حمزة وصمت يفكر قليلاً ولكن قطع سالم أفكاره يردف بغضب :
– كنت رايح تشوف بنت حمدى السواق مش كدة ؟
صُدم حمزة من حديث والده وأردف بتعجب :
– هو حضرتك بتراقبنى ؟
وقف سالم يتجه أليه ثم جلس أمامه وأردف بهدوء حاد مخيف :
– حالاً تفهمنى أيه اللى بينك وبين بنت حمدى السواق .
نظر في عين والده وعجز لسانه عن الإنكار أو التأكيد فأردف سالم بصــ.دمة وقســ.وة :
– أوعى تكون بتحبها ؟ … ده أنا اطربقها عليك وعليهم .
طالعه حمزة بذهول وأردف بتوتر :
– يا بابا مش زي ما حضرتك فاهم .
تنهد سالم بقوة ثم تحلى بالهدوء يتساءل بنفاذ صبر :
– فهمنى ؟
لف نظره عنه وأردف بترقب وهو يفكر فيها :
– أبداً يا بابا كل ما في الأمر أنى شايفها بنت طيبة وهادية وخلوقة .
– وبنت السواق بتاعنا ؟
قالها سالم يقاطعه فطالعه حمزة بصمت فأكمل سالم محذراً :
– أوعى تفكر يا حمزة … أوعى عقلك يفكر حتى في اللى قولته دلوقتى … ده من رابع المستحيلات … فااااهم ؟
نظر لوالده وتحدث متسائلاً :
– ليه يا بابا ؟
جحظت عيــ.ناه وأردف يردد بتعجب :
– لييييه ؟ … ليه إيه ؟ … إنت اتجننت ؟ … مافيش أي توافق بينكم … أنت متخيل لما ترتبط ببنت السواق بتاعنا هيبقى شكلنا إييييه ؟ … لا مستحيل أنا مش قادر أتخيل أصلاً ..
نكس حمزة رأسه … يعلم جيداً تفكير والده وقناعاته التى يقتنع بها أيضاً فكما يقول والده طوال عمره إبن الأكابر لبنت الأكابر والفقراء لبعضهم … ولكن لا يعلم لما ينبض هذا الجزء الأيسر كلما أتت سيرتها ويخبره أن هناك إستثناء .
تنهد سالم وهو يلاحظ تشتت أبنه فتابع بخبث وفحيح :
– فكر كويس يا حمزة … فكر مليون مرة قبل ما عواطفك تغلبك … أنت مش بتختار زو جة وبس لاااا … أنت بتختار شريكة لحياتك المهنية والفكرية والأجتماعية … أنت بتختار أم لأولادك … لازم تختار واحدة بعقلك يا حمزة وتبعد تماماً عن المشاعر … لو عايز تنجح دايماً أبعد عن العواطف … وبعدين الناس اللى من الطبقة دى طريقة تفكيرهم بتبقي معروفة .
رفع أنظاره يطالع والده بصمت وتمعن فتابع سالم بقســ.وة وتكــ.بر :
– البنات دى بيدوروا على الشاب الغنى اللى هيقدر يرفعهم من المستوى اللى هما فيه ويبدأوا يمثلوا عليه الحب والكلام المعسول بقى علي أساس يوقعوه .
نظر لوالده بقوة ولم يدخل هذا الحديث على قلبه أو عقله فأردف بصدق وتروى :
– لو سمحت يا بابا … متحاولش تشوه صورتها على أساس تكرهنى فيها … ريتان أنا عارف أخلاقها كويس وده اللى لفت نظرى ليها … وحضرتك متأكد من كلامى … عم حمدى معانا من سنين وقبـل منه كان والده معانا عمرنا ما حسينا منهم بطــ.مع ولا لف ودوران ..
ذهل سالم من حديثه وصمت لثوانى ثم اومأ يردف بعدما تأكد أن هذا الحديث المسموم لن يجدى نفعاً :
– تمام … هحاول أصدق كلامك بس ده مش مبرر أبداً إنك ترتبط ببنت السواق بتاعنا … مستحيل ده يحصل .. لازم تفرمل أي حاجة جواك وتنسى تماماً الموضوع ده … وكويس إنى عرفت ولحقت الموضوع من أوله قبل ما كنت تحبها … وإلا كانت هتبقى مصيبة .
أغمض عينه ونكس رأسه بشعور مجهد … ليته كان فقيراّ لا يمتلك سوا قوت يومه … ثراءه وثروته ستصبح لعنته … سينساق خلف أهواء المجتمع ويتخلى عن راحته ؟… داخله شعورٍ سئ لما هو آتِ وبرغم ذلك فإنه ينفذ ما يؤمر بصمت .
أكمل سالم بخبث ليطرق على الحديد ساخناً:
– فكر في أخواتك لو ده حصل … أول حاجة شوقي هيسحب إيــ.ده من شركتنا خالص ووقتها الشركة هتنهار … وأنت عارف كويس الأزمة المالية اللى بنعانى منها وبحاول أتخطاها … فكر في أخواتك ومستقبلهم يا حمزة … أنت مش ملك نفسك وبس بما انك إبنى الكبير يبقى لازم تعمل زيي وتفكر في مصلحة العيلة كلها … إنسى تماماً اللى بتفكر فيه لأنى مش هسمحلك أنه يحصل .
وضع وجهُ بين كفيه بصمت وحزن …ربت والده على ســ.اقه يردف مؤكداً ليكمل على ما تبقى منه :
– مها هى أنسب زو جة ليك يا حمزة … أسمع كلامى … مها هى مستقبلك ومستقبل أخواتك .
أغمض عينه يتخيلها زو جة كما قال والده ولكن لااا … كلما أراد تخيل زو جة وإستقرار تأتى هى على مخيلته ..
انتبه على جملة والده :
– الجمعة الجاية هنروح نطلب ايــ.د مها من شوقي … جهز نفسك .
انزل كــ.فيه ونظر له بصدمة وأردف بتعب داخلى لا أحد يعلم نتائجه :
– يا بابا لو سمحت .
أردف سالم محذراً بنبرة لا تحمل النقاش :
– انتهى الكلام يا حمزة … وإلا هتتسبب في قطع عيش حمدى من عندى ومن عند أي حد تانى وانت عارف كويس أبوك يقدر يعمل إيه لو عصيت كلمتى … مش هسمحلك تدمــ.ر شركتى وتعب سنين بسبب عواطفك اللى ملهاش أي معنى ولا قيمة … جوازك من مها فيه مصلحة الكل ومصلحتك إنت أولهم .
نظر لوالده بعمق ثم وقف وغادر دون إضافة حرف بينما نظر سالم لاثره وتنهد بعمق ثم رفع هاتفه وهاتف شوقي ليأتى إليه وليخبره بما يريده ليثبت له أن الأمر لم يكن كما هو موضح بالصور .
❈-❈-❈
في تلك الاثناء وصلت مها بسيارتها أسفل الشركة … ترجلت وناولت المفاتيح لحارس الأمن ليصف سيارتها وصعدت لمكتب والدها .
كان قد ذهب شوقي لمكتب سالم ليرى ماذا فعل مع حمزة .
دلفت مكتب والدها واتجهت تجلس على مقعده تنتظره وتتخيل نفسها مديرة لهذه الشركة وبدأت ترى هيأتها عندما تصبح سيدة أعمال .
رفعت رأسها للأعلى وأبتسمت على أفكارها مردفة بهــ.مس :
– هيحصل قريب .
اخفضت نظرها لسطح المكتب فرأت هذا الظرف فمدت يــ.دها تتناولته وفتحته كما هو مسموح لها بأستكشاف أي شئ خاص بوالدها دون إذن
بدأت تخرج ما به وتتطلع عليهم بتعجب وعــ.يون ثاقبة .
في تلك الاثناء وصل شوقي ودلف متفاجئاً بوجودها وانتابه التوتر بعدما رآى ما في يــ.دها .
أردف مرحباً بترقب :
– أهلا بحيبة بابي … جيتي إمتى ؟
رفعت إحدى الصور في وجهُ وتسائلت بغرور :
– إيه ده ؟ … مش ده حمزة ؟
تنهد واتجه يلتقط منها الصور ويدثرها مجدداً داخل المظروف ويخبأؤه في إحدى الأدراج مردفاً بهدوء :
– أيوة حمزة .
ضحكت ساخرة وأردفت بتعجب :
– هو ده اللى انت عايزنى ارتبط بيه ؟ .
زفر بضيق وأردف مؤكداً :
– أيوة … و قريب جداً جايين يتقدموا ويطلبوا إيــ.دك منى .
أردفت ببرود وهى تضع ســ.اق فوق الآخرى :
– نو …. مستحيل .
تنهد وطالعها يردف بهدوء وتروى ليقنعها بما أقنعه بيه سالم أو بما يريد تصديقه :
– مها … بلاش تتسرعي … حمزة هيتقدم وانتِ هتوافقي .
تعجبت من أمر والدها وأردفت بحدة وهى تنزل ســ.اقها وتدبها أرضاً بغيظ :
– بابي إنت إزاي كدة بجد … أوافق أزاي … واضح من الصور دي انه يعرف واحدة تانية ورايح يقابلها .
أردف شوقي بجمود يردد ما قاله له سالم :
– لاء مش كدة … أنا كنت فاهم زيك كدة وكلمت سالم ننهى كل حاجة بس هو إتكلم مع حمزة وعرف منه الحقيقة … كل ما في الأمر إن دى بنت السواق بتاع سالم … وهى بتحاول توقع أبن البيه اللقطة … واظن انتِ فاهمة كويس النوعية دي بتفكر أزاي .
ضحكت وأردفت بتعالى :
– وانا مالى تفكر متفكرش … بعد اللى شوفته ده إزاي أقبل بواحد سمح لنفسه يفكر في بنت السواق بتاعهم …. هههههه دى مهزلة .
جلس شوقي أمامها وأردف بهدوء وخبث :
– بس اللى أعرفه عن بنتى إنها بتحب التحدى … ومش معقول بعد ما الناس كلها والمجتمع الراقي عرف إن بنت شوقي ابو الدهب في بينها وبين حمزة إبن سالم الجواد مشروع جو از تسيبيهم يتكلموا عننا بكلام طالع نازل مالوش أي لزمة .
ضيقت عيــ.ناها تطالع والدها بعمق وشرود وهو يتابع بخبث ويلعب على وترها الحساس :
– مش معقول هتصدقي كام صورة ملهمش أي أهمية عن كلامى … حمزة إبن سالم ولا يمكن هيحب بنت زي دي … كل ما في الأمر إنها شاغلاه … دي بنت لعوبة وانتِ لازم تعرفيها قميتها وتوقفيها عند حدها … ومش بنت شوقي أبو الدهب اللى تسيب حاجة ملكها لحد تانى ياخدها .
التمعت في عيناها فكرة التحدى وشرد لثوانى ثم أردفت بتعالى :
– أوكى يا بابي … مع إن مستحيل أدخل تحدى مع بنت زى دي … بس انا اللى هكسب وإبن سالم الجواد هيبقى ليا لوحدى .
❈-❈-❈
بعد أسبوعين
في فيلا شوقي تجمعت العائلتين حيث حفلة الخطبة اليوم .
كانت مها تقف بغرور وسط الحضور ويجاورها حمزة بملامح باردة خالية من أي مشاعر .
تتابعه والدته بحزن … تتذكر حينما أتجه اليها ليلاً منذ أسبوع وكان في حالةٍ مشتتة يسألها عن ما يفعله وهل يوجد سبيل ولكنها أخبرته أن لا مفر من إعتراضه وأنّ عليه طاعة والده فهى تعلم سالم جيداً .
أما فريد فكان يقف مع ميادة أبنة قريب شوقي والتى تكن هي أيضاً الفتاة التى يحبها .
تقف بغنج تتدلل عليه وتتابعهما شيرين من بعيد بملامح حزينة وفريد يميل على أذ نها يهــ.مس لها ببعض الكلمات فتقهقه وتميل بطريقة مثــ.يرة للإشمئزاز .
شعرت شيرين بالإختــ.ناق فنظرت لزوجة عمها وأردفت بترجي :
– طنط صفية لو سمحتى ينفع أروّح أنا ؟ … مصدعة جداً ومش قادرة أكمل الحفلة .
أردفت صفية بقلق وإهتمام :
– مالك يا حبيبتى ؟ … تحبي أجبلك قرص مسكن ؟
هزت شيرين رأسها وأردفت بحزن وهى على وشك الصراخ كلما رأت منظر هذان :
– لا أنا بس عايزة أروح .
تنهدت صفية ونظرت حولها ثم أشارت لفريد أن يأتى فتأفأف وترك ميادة وأتى إليها يردف متسائلاً :
– أيوة يا ماما ؟
أردفت صفية بهدوء آمرة:
– بنت عمك مصدعة وعايزة تروح … شوف لو حمدى برا يوصلها على الفيلا .
نظر لشيرين وأردف متسائلاً بضجر :
– لازم تروحى دلوقتى يعنى ؟
طالعته بغضب وأردفت بحدة :
_ أيوة لازم لأنى مصدعة ومش محتاجة مساعدتك أنا هشوف عمو حمدى بنفسي .
ثم نظرت لصفية وأردفت بهدوء معاكس :
_ عن إذنك يا طنط .
خطت متجهة للخارج تبحث عن حمدى بينما أردفت صفية معنفة إبنها :
– ميصحش تسيب بنت عمك تطلع تدور على حمدى لوحدها وهى تعبانة … خليك جنتل واطلع وصلها .
تنهد بعمق ثم اومأ بصمت وتبعها ليوصلها … وجدها تبحث عن حمدى فأردف بترقب :
أستنى يا شيرين وأنا هطلع أشوفه برا .
ألتفتت تطالعه بحدة وأردفت بشموخ :
– مافيش داعى … ادخل إنت كمل اللى كنت بتعمله .
طالعها بخبث ثم مال قليلاً عليها بعد أن لاحظ نظراتها له في الداخل فهو يستشف مشاعرها قليلاً لذلك أردف :
– دانتِ واخدة بالك منى بقى … ليكون هو ده سبب الصداع .
طالعته بعمق وقد قررت الثأر لكرامتها مردفة بسخرية :
– فعلاً معاك حق … دانا هقع من طولى … مش قادرة أشوف سعادتك مع أنثى النعام دي … إنت مجنون يا ابنى ؟ … واخدة بالى منك إيه انا فيقالك أصلاً … أنا مصدعة وعايزة أروح انام حل عنى .
اغتاظ منها كثيراً وزفر باختــ.ناق وأردف وهو يدفعها ببطء :
– طب يالا اوصلك .
تنهدت وأردفت معترضة بقوة :
– متذوقش … أنا هروح مع عمو حمدى شوفهولي بس وادخل إنت كمل سهرتك .
أردفت بحدة وإصرار:
– قولتلك يالا يا شيرين هوصلك .
أردفت بعناد مماثل وحدة :
– قولتلك لاااء … خلاص خليك وانا هشوفه بنفسي .
تركته وغادرت تبحث عن حمدى فوقف يطالعها بتعجب من عنادها ثم تبعها حيث وجدت حمدى واستقلت السيارة فاتجه هو جهة السائق وأردف :
– وصلها يا عم حمدى ع الفيلا وأتأكد أنها دخلا وبعدين إرجع بسرعة .
أومأ حمدى وانطلق بينما هى لم تنظر إليه تماماً حتى عبرت حدود الفيلا فتنهدت وبدأت تتجمع غيمة الدموع فى مقلتيها وهى تتذكر وقفته مع تلك الفتاة وحديثه الهامس إليها وتلــ.عن قلبها الذى نبض لشخصٍ مثله .
❈-❈-❈
بعدما غادر الجميع وبقى فقط حمزة حيث صمم شوقي على بقائه قليلاً .
ها هو يجلس معها شارداً بملامح باردة وهى تطالعه بضجر .
أردفت متسائلة :
– حمزة هو انت قاعد غصب عنك ؟
إنتبه لها فطالعها بتعجب وأردف متسائلاً :
– ليه بتقولي كدة ؟
مطت شفــ.تيها وأردفت بضجر :
– مش عارفة شوف نفسك … متكلمتش من وقت ما بقينا لوحدنا … تقدر تعتبرنى صديقة كويسة … قول بتفكر في إيه مثلاً ؟.
طالعها بصمت ثم إعتدل يتنهد وقال بهدوء :
– أبداً يا مها أنا كويس … بحاول بس ألاقي كلام .
ضحكت ساخرة وأردفت بتعجب من حالته :
– تلاقي كلام ؟ … أنا حاسة أن الأدوار متبدلة يا حمزة … المفروض أن أنا اللى أكون بدور على كلام … إنما أنا اللى بجر معاك حوار .
ابتسم بالاجبار وأردف في محاولة منه للإندماج معها :
– طيب يا ستى هتكلم … خلينا مثلاً نتعرف على بعض أكتر … بتحبي إيه مش بتحبي إيه … إيه أحلامك وبتفكرى في إيه مستقبلاً .
إبتسمت وشردت قليلاً ثم أردفت بغرور :
– بحب كل شئ مميز … بفضل أي شئ مش موجود منه إتنين … بحلم أنى أكون سيدة أعمال كبيرة وبفكر أزاي أوصل لحلمى لدة .
تعجب من أمرها وثقتها الزائدة وأردف متسائلاً عندما أتى على باله حياتهما المستقبلية :
– طيب وبالنسبة لشريك حياتك … اللى هو المفروض أنا … مش من ضمن أحلامك ؟
نظرت له بتعمن قليلاً ثم أردفت بدهاء ومكر ورثه عن والديها :
– مهو إنت الشئ المميز … أنا بشوف إن إنت مش موجود منك اتنين .
صُدم وأردف بتعجب وقد لانت ملامحه من حديثها :
– أنا ! … معقول الكلام ده عنى أنا ؟ … لحقتى تكتشفي ده فيا ؟ … طب إمتى وازاي ؟
أقتربت منه قليلاً وأردفت بنعومة :
– من أول ما بصيت لك … انا ليا نظرتى بردو .
تحمحم وابتعد عنها قليلاً بحرج ثم نظر لها وشرد في ملامحها ثم فجأة مرت ريتان على عقله فتنهد وابعد نظره عنها وتشتت عقله في أي مرسى سيرتاح .
❈-❈-❈
في نفس الوقت
تبكي ريتان في الهاتف وتتحدث مع صديقتها كاري مردفة بحــ.رقة وألــ.م :
– مش قادرة يا كارى … بجد صعب أوى … مش عارفة ليه وامتى علقت نفسي بحب زي ده ؟ … ليه إخترت الشخص ده بالذاات وحبيته وكنت مستعدة أديه كل حياتى ؟ … بحاول أبين أنى قوية ومطلوب منه أكتم حبه في قلبي بس خلاص تعبت حقيقي ..
أردفت كارى بحزن لأجلها :
– هونى على نفسك يا ريتان … من البداية الحب ده محكوم عليه بالإعــ.دام … صدقيني هو اللى خسرك مش انتِ .. هو خسر حياة جميلة معاكى … خسر حبك وحنيتك وطيبة قلبك وعقلك … سبيهم منهم لبعض يتحــ.رقوا … انتِ تستاهلى حد يقدرك … وواضح إن حمزة ده أنسان جبان .
أومأت مؤكدة تردف بحزن وهى تجفف دموعها :
– كنت عارفة إنو مش ليا … كنت عارفة إن واحدة تانية من نفس مستواه هتاخده حتى لو محبتهوش زيي … وبرغم كدة كملت … أنا شاطرة اووى وممتازة حتى في وجع قلبي … ناجحة في كل شئ بتفوق حتى في عذابي يا كارى .
تنهدت كاريمان بصمت فلم تعد تعلم بماذا تواسيها بينما بعد دقيقة تابعت ريتان معتذرة _
أنا أسفة يا كارى … تعباكى معايا بجد … انتِ الوحيدة اللى عارفة بحبي علشان كدة انتِ اللى متعذبة معايا … أقفلى انتِ يالا علشان مامتك وأخوكى وباباكى … سلام .
أغلقت معها وزفرت بقوة تحاول كفكفة دموعها وتعد نفسها بأن تحاول نسيانه … أو دفن حبه فلم يكن لها سبيل معه من البداية .
❈-❈-❈
غادر حمزة بعد وقت قليل حيث كان يشعر بأنه يتقلب على جمرٍ من نار .
استأذن وترك تلك ال مها تطالعه بضيق وغضب واستقل سيارته وغادر على الفور .
لم يرد الذهاب للمنزل … يعلم أنه سيواجه والده ولم يعد لديه طاقه اليوم لذلك غير وجهته إلى منزل شقيقته والتى ستصبح بئر أسراره مستقبلاً .
دلف فيلا شقيقته بعد أن هاتفها وأمرت الحارس أن يدخله .
صف سيارته وترجل فوجدها تقف أعلى الدرج تنظر له بتفحص وكأنها تعلم ما به .
تحرك وصعد الدرجات القليلة حتى توقف أمامها يطالعها بصمت .
ركزت على عيــ.نه ثم أردفت بحزن :
– عملتله اللى هو عايزه بردو يا حمزة ؟ … مش قولتلك ترفض ؟
تنهد بقوة ثم أغمض عينه فعلمت أنه لا يود الحديث الآن لذلك مدت يــ.دها تتناول يــ.ده وتســ.حبه للداخل بحنو وتغلق باب الفيلا خلفها .
خطت معه إلى الصالون وجلست وجلس مجاوراً لها ثم وضع رأسه بين راحتيه يستند بتعب وتشتت .
تطالعه بحزن وضيق ثم رفعت يــ.دها تربت على ظــ.هره وتنادى بحنو مردفة :
– حمزة ؟ … مش هتقول حاجة ؟ … إيه اللى حصل طيب ؟
هز رأسه بصمت فتنهدت وقبضت على يــ.دها بغضب من أفعال والدها ثم حاولت التحلى بالهدوء قائلة لتهون عليه حالته :
– طيب يمكن مها دى تطلع مختلفة ؟ … حاول تفكر بإيجابية شوية … يمكن المرة دي قرار سالم بيه يفيد حد … مش لازم تحط اللى حصلى قدام عيــ.ونك يا حمزة .
أنزل كفيه ولف وجهُ يطالعها ثم تنهد بقوة وأردف بتساؤل :
– تفتكرى ؟ … تفتكرى ممكن إحــ.ساسي ده يكون مالوش أي وجود وأنا فعلاً متأثر باللي حصل معاكى ؟
تعجبت من سؤاله وأردف بشك وترقب :
– حمزة هو انت بتفكر في حد معين ؟
طالعها بصدمة عيون زائغة قبل أن يلف وجهُ عنها ويردف بمراوغة ليخدع نفسه قبــ.لها :
– أكيد لاء … لاء يا سناء .
تنهدت بإرتياح ثم أردفت بهدوء :
– طيب روق كدة وقوم إتوضا وصلى ركعتين وانا هعملك حاجة تشربها وخليك معايا النهاردة متروحش .
أومأ باقتناع فهو أيضاً لا يريد الذهاب للبيت لذلك توقف وخطى للحمام وتوضأ وإتجه يؤدى فرضه الذى أزاح ذلك الثقل من على صــ.دره قليلاً ثم توقف يخطى للخارج حيث أتت هى تناوله كوب المشروب الساخن وتجلس معه تدردش في أمورٍ عدة عن توأمها وناصف والشركة واندمج هو معها في الحديث .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)