رواية الشرف 2 الفصل الأول 1 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 الفصل الأول 1 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 البارت الأول
رواية الشرف 2 الجزء الأول
رواية الشرف 2 الحلقة الأولى
مرت الاعوام سريعة متتالية تحمل السعادة والشقاء بين طياتها لتدور سواقى العمر ويشب الصغار ليصبح لكل منهم أحلامه وطموحاته الخاصة التى يسعى لها .لكن البعض تسرق منه الأيام اغلى أحلامه والبعض تمنحه الأيام بسخاء .
فى منزل حمزة الذى تم تعديل بناءه بعد وفاة الحاج محمد لينشئ كل من حمزة وحازم لنفسه شقة دورين فيحصل حمزة على الدور الأول كنوع من زيادة الحماية لابنتى أخيه حتى لا تتعرضا لأى سوء من ولديه وإن كان نظرة عابرة .
فقد رزق الله حازم بابنة أخرى اسماها رنوة بينما لم ينجب حمزة وماسة سوى ولديه محمود ومحمد.
يستيقظ حمزة لصلاة الفجر ليجد محمود منتظرا إياه مطرق الوجه صامت كعادته ليقترب مربتا على كتفه ليرفع محمود رأسه بإبتسامته الحانية : أسعد الله صباحك يا محمود .
محمود: أسعد الله صباحك يا بابا أنا مستنيك ننزل سوا .
يتجه حمزة للمرحاض : هو محمد نايم بردو ؟
يخفض محمود رأسه فيعلم حمزة أنه لا يريد الكذب ولا يريد الوشاية بأخيه فيتمتم : ربنا يهديه .
أنهى حمزة وضوءه واستعد للصلاة ليطلب منه محمود إتخاذ الحيطة لبرودة الجو الشديدة فينصاع حمزة لابنه ذو القلب الجانى ويلتحف عباءة سوداء ليصحبه محمود للمسجد .
****************
فى منزل تاج الذى رفض ايضا مغادرة الحى الذى تربى ونشأ وتزوج فيه من حبيبته وزوجته لكنه قام بشراء شقته وشقة والدته الراحلة ليعيد تصميمهما فيصبحا شقة واحدة ليمنح غاليته الغالية الخصوصية التى تستحقها وكذلك صغيرته ليليان التى شبت لتصبح صورة عن غاليته بشخصية قوية مستقلة ،الجميع مستيقظ للصلاة ليليان بغرفتها تقرأ وردها اليومى بينما ريان ذو العشرون عاما لم ينهى تهجده بعد ليخرج تاج من غرفته فينتظره ليصحبه للصلاة .
****************
توفيت راوية منذ أعوام طويلة ورغم ذلك لم يفكر أى من الأشقاء الثلاثة أن يستقل عن أخويه فيعيش ثلاثتهم فى نفس المنزل رغم نجاح أعمالهم .
رزق الله رفاعى وزينب بفتاة أصر رفاعى أن تطلق الغالية عليها أسما فأسمتها ريتاچ فأصبح له ثلاثة أبناء مهران وطايع وريتاچ
واكتفى وهدان من الذرية بابنه راشد وابنته روان وقد ساعدته صابحة كثيرا فأحسنا تنشئتهما ويحمد الله على برهما .
بينما لم ينجب خميس سوى ابنته سما فقد أصيبت زوجته بمرض ليتم استئصال رحمها ويحكم عليها بعدم الإنجاب مرة أخرى، طلبت منه أن يتزوج إن أراد إنجاب المزيد من الذرية إلا أنه اكتفى بابنته منها .
*****************
فى نجع الحسانية ورغم أن صخر هو الابن الأكبر إلا أن امور العائلة بأمرة أخيه صالح ، فرغم مرور الزمن لم يتخل صخر عن قسوته من ناحية وعن تهوره وغباءه من ناحية أخرى . ومع مرور الأيام انفض من حوله رجال العائلة إلى أخيه صالح صاحب العقل الراجح وحسن التصرف .
يعيش صخر حياته بين زوجتيه زوجته الأولى حسنات ولها ثلاثة من الأبناء حجاج وزناتى وسويلم
وزوجته الثانية شريفة والتى تزوجها كتعويض عن الغالية ابنة عمه لينجب منها رفيع ورحمة
لكن شتان بين ابناء حسنات وابنى شريفة .
أما صالح فلم يتزوج سوى زوجته الغالية زبيدة التى يعشقها حتى النخاع وهى تبادله عشقه وقد رزقهما الله الذرية فلهما أربعة من الأبناء هيبة وراجى وضاحى وليال .
****************
فى كهف ببطن الجبل لايبدو من مدخله سوى أنه كهف مهجور تسكنه الأفاعي والذئاب لكن إن تعمقت داخله قليلا فستجد بوابات حديدية وبعدها بباطن الكهف تجده ملجأ لمجموعة من الأشخاص.
هنا صناديق أسلحة .هناك صناديق متفجرات
يخرج من أحد الأبواب رجل جاوز الخمسين من عمره يرتدى جلبابا قصيرا وقد أطلق لحيته لتغطى صدره مدعيا مظاهر التدين سائرا بخطوات وئيدة وبصوت جهور : حسنين چاهز ؟
ليأتيه صوت فتى من باب أخر : چاهز يا سيدنا
تنفرج شفتيه عن ابتسامة مقيتة فيخرج سواكا من جيبه ويعالج أسنانه مقتربا من ذلك الفتى ليربت على كتفه بفخر : مبارك الشهادة يا ولدى .
يتفقد ما يضعه الصغير حول خصره ثم يحكم إغلاق سترته : تصلى الضحى وتتوكل
ويتلفت حوله لمجموعة من الرجال بمختلف الأعمار : باركوا حسنين وهملوه يودع أهله .
يقترب الجمع من حسنين معظمهم ينظر له بفخر وسعادة والبعض فقط يبتسم نفس الإبتسامة المقيتة لسيدهم مظهر ، ذلك الخمسينى الذى يقود هذا الحشد .
غادر الجميع لتخرج من أحد الأبواب فتاة في بداية العقد الثاني من عمرها لتقترب من حسنين الذى يقف قبالتها : هتوحشك يا بدر
ترفع بدر نقابها عن وجه ملائكى ذو ملامح أجنبية و تتحدث بلهجة غير مصرية لتودعه بكلمات مقتضبة لقنت إياها سابقا بينما حسنين غارق فى نشوتيه نشوة حب زوجته المزعوم ونشوة الشهادة المنتظرة ليضمها بحب صادق : هنستنوكى فى الچنة يا حبة جلبى
تبتسم بدر لينادى مظهر : هم يا حسنين .
ويغادر حسنين لترخى نقابها وتغادر ببرود
***************
بعد عدة ساعات وقد توجه تاج لعمله وكذلك ليليان بينما توجه ريان للجامعة أرادت غالية الحصول على قسط من الراحة لكنها لم تنعم بها طويلا فسرعان ما استيقظت على صوت هاتفها ، نظرت له لتجد المتصل أخيها وهدان فتسرع بالإجابة : السلام عليكم.
ليأتيها صوت وهدان المرتجف : مصيبة يا بت ابوى
تنتفض جالسة وقلبها يرجف بين أضلعها: فى إيه يا وهدان ؟
وهدان : رفاعى أخوى
تهب من الفراش بفزع فهى تعلم أن رفاعى قد صحب ولديه مهران وطايع لزيارة النجع فتتساءل بفزع : فى إيه يا وهدان وقعت قلبى ؟
وهدان : الكنيسة فى المركز اتفچرت ورفاعى وطايع ولده متصابين .
تضع كفها فوق قلبها الذى يأن ألما فحقا هذا موسم الأعياد القبطية لكن لما تفجر الكنيسة ؟ ما ذنب الأبرياء ؟ ألم يقل الله تعالى فى كتابه الكريم” لكم دينكم ولى دين ” ؟ ولما رفاعى وطايع من المصابين ؟ لكن هذا هو الإرهاب الذى هدفه سفك الدماء دون النظر إلى الدين أو المعتقد الهدف الرئيسى هو سفك الدماء
********
الأخبار السيئة سريعة الانتشار سرعان ما اجتمعت الأسرة ليتوجهوا فورا لمنزل رفاعى حيث تجاهد صابحة وسعاد لتهدئة قلب زينب الملتاع .
يستقبل راشد عمته وأسرتها لتسرع غالية إلى زينب الباكية فى محاولة لتهدئة قلبها فالمصاب عظيم زوجها وابنها .
تجلس زينب تحيطها صابحة عن اليمين وسعاد عن اليسار لتترك الأخيرة مكانها فور حضور غالية التى أسرعت تربت على ابنة عمها: وحدى الله يا زينب ربنا يطمن قلوبنا
تقترب ليليان ايضا : سليمة إن شاء الله يا طنط
لتزداد دموع زينب ونواحها : جلبى بيجولى حوصل حاچة عفشة
وتنظر ل وهدان صارخة : أنى عاوزة رفاعى ودونى لچوزى
يتنهد تاج بأسف : طيب يا ست زينب حاضر نشوف امورنا بس وهنروح كلنا وربنا يطمنا إن شاء الله.
يبدأ تاج ووهدان وخميس فورا فى الاستعداد للسفر إلى الصعيد ونظرا لعدد المسافرون فسيارة تاج ووهدان ليستا كافيتين لحمل هذا العدد وسيارة خميس معطلة لذا وجب البحث عن سيارة فورا ليقترح تاج فورا الاستعانة ب حمزة .
رفض وهدان الاستعانة ب حمزة لكن ليس أمامهم حل آخر لضيق الوقت فيهاتف تاج حمزة فورا طالبا استعارة سيارته للسفر للصعيد .ولم يمانع حمزة ذلك مطلقا بل لولا العدد الكبير المتجه للصعيد لكان اول المسافرين لذا أسرع بإرسال سيارته يقودها محمد ابنه الأصغر الذى تأفف للغاية من هذه المهمة إلا أن حمزة لا يمكنه إرسال محمود فالأخير يعمل بإدارة متاجر العطارة التى زاد عددها نظرا لتوسع تجارتهم أما محمد فهو يكتفى بصرف ما يجمعه أخيه من تعبه وكده .
************
بدأ الركب المكون من ثلاث سيارات يتجه للصعيد للأطمئنان على رفاعى وطايع ورفض تاج التوقف لأى سبب خاصة بعد مهاتفته مهران والذى أخبره أن حالة طايع متأخرة جدا ويخضع للجراحة فإصابته بالغة .وكان صوت مهران المهتز كافيا لإثارة الرعب بقلب تاج فذاك مهران الصامد الصمود شبيه أبيه مايهتز إلا لجلل .
يتلفت تاج حوله ليرى عينيها المرتعبة لأجل رفاعى ، تلك العينين التى كانت ترتعب لرؤيته ، لقد أحسن رفاعى على مدار الأعوام زرع الحب بقلب شقيقته ليتحول خوفها منه إلى خوف عليه .
وذلك الصغير طايع إنه يحب هذا الفتى وله مكانة خاصة بقلبه ؛ فهو من رواد المساجد ،حافظ لكتاب الله ،حيى ،حنون يراعى الحرمات .لذا هو يحبه ويتألم قلبه لإصابته كثيرا ،يحث الوقت للوصول ،يتبادل القيادة هو وريان حتى لا يتوقف نهائيا
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشرف 2)