رواية الشرف 2 الفصل الثاني 2 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 الفصل الثاني 2 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 البارت الثاني
رواية الشرف 2 الجزء الثاني
رواية الشرف 2 الحلقة الثانية
عاد حمزة للمنزل فى موعد الغداء بينما محمود يتناول طعامه خارجا كالعادة لتستقبله ماسته الغالية بوجهها البشوش وابتسامتها التى ترفع عنه أعباء العمل ومشقته ،يبدل ثيابه ويتوجه لغرفة الطعام ليجده منتظرا إياه لتتساءل ماسة: هو محمد فين ؟
يضرب على جبهته فقد أسقط تماما اخبارها ما حدث ليبدأ يقص عليها الاخبار وسفر محمد المفاجئ للصعيد لكنها تتوجس خيفة من تهور ابنها فهى تحفظ جنونه : كنت بعت محمود يا حمزة محمد تصرفاته مش مضمونة ودول صعايدة معندهمش تفاهم .
حمزة : انت هتقلقينى ليه بس ؟ انت عارفة مااستغناش عن محمود .
تتنهد ماسة ليربت على كفها بحنان: خير إن شاء الله وبعدين هو مش هيطيق يقعد يمكن يوصلهم وتلاقيه راجع الليلة .
تدعو الله أن يعيده سالما بينما يقول حمزة : انت عارفة يا ماسة لما ببص للولاد بفتكر نفسى أنا وحازم واحنا صغيرين ، محمد طالع لعمه تمام .
ينقبض قلب ماسة فهى لا تتمنى أن يعيد محمد اخطاء عمه حازم ويتضرع قلبها لله أن يهديه سبيل الرشاد
*************
وصل الركب إلى الصعيد ليتوجه الجميع مباشرة إلى المشفى العام حيث يتم علاج المصابين ، يستعلم تاج عن رفاعى وطايع بينما يحاول وهدان السيطرة على نواح زينب ويهاتف خميس مهران الذى يرفض مبارحة باب غرفة العمليات حيث يرقد شقيقه ولو حتى لاستقبال والدته .
يتوجه الجميع إلى الممر المؤدى لغرفة العمليات حيث يقف مهران لتسرع زينب نحوه : بوك فين يا مهران ؟
يستقبل مهران امه بين ذراعيه : أبوى بخير يا اما .
تبكى ريتاچ بشدة وتقترب أيضا من أخيها : وطايع يا مهران ؟
ينقبض قلب مهران فيتطوع هيبة بالإجابة عنه : طايع لساته فى العمليات خير إن شاء الله.
تضرب زينب على صدرها : ولدى
بينما يقترب تاج ووهدان من هيبة و شقيقه ضاحى الذى أسرع تجاههم : يا مرحب يا عمى
تاج : ودينا يابنى لعمك رفاعى .
يومأ ضاحى بأدب : أمرك يا عمى اتفضلوا .
فيسير الرجال بصحبته لتلحق بهم غالية : تاج عاوزة اشوف رفاعى
يمسك كفها لتسير بجواره فتنظر ل زينب التى تقف وقد شطر قلبها بين زوجها وابنها ليقترب مهران فى محاولة لإنهاء حيرتها : روحى يا امه لأبوى وأنى إهنه وهطمنك .
تسير بخطى مترنحة فتسرع ابنتها تمسك يدها لتستند إليها وتسيرا معا يلتفت ضاحى بالمصادفة ليلمحمها فيخفف من سرعة خطواته لتلحقا به .
***************
استغل ريان اختفاء النساء ليقترب من مهران هو وراشد ويتساءل فورا : مهران قول الحقيقة طايع حالته إيه؟
تترقرق الدموع بعينى مهران ليعلما أن الأمر خطير ف مهران لا تظهر مشاعره للآخرين مطلقا بينما يحاول هيبة تخفيف التوتر : يا چماعة صلوا على النبى وادعوا له .
تخرج إحدى الممرضات مسرعة : عاوزين فصيلة A+ بسرعة المريض نزف يامة .
يتخبط مهران فى حيرته ليسرع راشد : أنا نفس الفصيلة .
ويتقدم هيبة ايضا : وانى كمان .
تنظر لهم الممرضة بحزم : حاولوا توفروا دم تانى وبسرعة الحالة خطيرة واذا امكن تتبرعوا كلكم للمصابين احنا محتاجين دم كتير من كل الفصايل .
يتبعها راشد وهيبة فورا بينما ينظر ريان ل محمد : أنا هروح اتبرع اكيد هيحتاجوا دم كتير
ينظر له محمد بضجر فهو يتطلع للأفلات من هذه المهمة والعودة سريعا إلى القاهرة لكنه مضطر لإتباع ابن عمته والذى سارع بإخبار الجميع ليسرع الجميع ويحذو حذوه
**************
يقتحم وهدان الغرفة بلا استئذان من شدة قلقه على شقيقه ليتصنم الجميع فور رؤية رفاعى وقد أختفى رأسه كاملا خلف الأربطة الطبية وما ظهر من وجهه ليس إلا تورم أخفى ملامحه ،كما تمزق جلبابه وربط كتفه الأيمن كاملا وذراعه أيضا حتى كفه الذى لا يظهر من كمية الدماء المتجلطة عليه . كذلك ساقه الأيمن يبدو مصابا لكن ليس بخطورة النصف العلوى من جسده .
اتسعت أعين الرجال من الصدمة فهذا الراقد أمامهم رفاعى الذى تهابه المحن ، تسللت دموع غالية فورا لتدفع زينب الواقفين لتتمكن من الرؤية لتصرخ فور رؤيته : رفاعى .
تسرع نحوه دون الإلتفات لأحد بينما تجذب غالية ريتاچ الباكية وليليان المصدومة إلى صدرها تحاول تهدئتهما وهى بالواقع بحاجة لمن يهدئها ، أفاق رفاعى من غفوته فور سماع صراخ زينب و هو يجاهد لفتح عينيه ليحول التورم بوجهه دون ذلك فيهمس بضعف : أنى بخير يا ياأم مهران ماتبكيش .
ليزيد بكاءها فيقترب أخويه وتاج وما إن سمع صوت الرجال بالغرفة حتى استجمع قوته ليصيح ب زينب : جولت لك ما تبكيش .
تبتلع شهقاتها بينما دموعها لم تتوقف ليتساءل بلوعة : طايع ؟ ولدى طايع چرى له إيه ؟
ينظر له وهدان بشفقة : ماتخافش يا خوى .طايع بخير .
ويسرع خميس مؤكدا حديث أخيه : خليك فى صحتك دلوك يا ابو مهران
لكنه يعلم أن شقيقيه يحاولان طمأنته فقط ،يبتلع ريقة بصعوبة وقلبه يرفض تصديق مسامعه : تاچ جولى يا خوى الله يرضا عنيك ولدى بيه ايه ؟
يبدل تاج نظراته بين الجميع لكنه مضطر لإخفاء الحقيقة فيقول بصوت هادئ : بخير يا رفاعى . شد حيلك بس علشان تروح تشوفه .
يحاول رفاعى تصديق تاج بينما تقترب غالية مسرعة : ألف سلامة عليك يا رفاعى . طهور إن شاء الله
يحاول أن يرسم ابتسامة ليفشل ويظهر الألم على ملامحه : انت اهنه يا أم ريان ؟
تقترب لتربت على كفه الأيسر : طبعا يا حبيبى ربنا يعافيك .
وتنظر للفتاتان فورا : بنات هاتوا ميا دافية بسرعة نعمل كمدات علشان الورم
لتسرع الفتاتان بالتحرك فتحضرا اناء من إحدى الممرضات وقطع من القطن تجلس ريتاچ أرضا على ركبتيها وتمسك بكف أبيها المصاب تنظفه من الدماء ليستمع لشهقاتها المكتومة بينما تتجه ليليان لقرب رأسه وتبدأ فى تنظيف وجهه ووضع الكمدات الدافئة فوق عينيه .
يتألم رفاعى لبكاء صغيرته الغالية فيهمس بضعف: ما تبكيش يابتى أنى زين اهه .
لتعلو شهقات ريتاچ فيهمس بألم : جربى ، جربى يا جلب بوكى
لترتمى فوق صدره ليحبس تأوهاته عنها وعن الجميع ، يرق قلب الرجال لبكاءها بينما يحيطها بذراعه الغير مصاب فى محاولة لتهدئة نوبة البكاء التى انتابتها : ألف سلامة عليك يا بابا ، يارب أنا وانت لا
ليتمتم الجميع بدعوات السلامة لها وله .
يعلو رنين هاتف تاج ليخبره ريان عن توجهه للتبرع بالدم للمصابين حيث أن فصيلته غير متطابقة مع طايع فيخبر تاج الجميع بنيته للتوجه ايضا للتبرع بالدم ليسرع وهدان وخميس بعرض تبرعهما أيضا ،يحتار تاج كيف يخبرهم بحاجة طايع للدم ليقترب ضاحى متسائلا بالهمس حتى لا يسمع أى من رفاعى أو زينب ليخبره تاج عن فصيلة طايع وحاجته للدم فيخبره أنها نفس فصيلته فيحمد الله أن هناك المزيد من المتبرعين ف غالية وليليان وريتاچ نفس الفصيلة .
تاج : غالية روحى مع ضاحى انت وليليان وريتاچ وانا ووهدان وخميس هنقابل ريان وسيبوا الست زينب مع رفاعى يمكن يحتاج حاجة .
تفهمن فورا ما يرمى إليه تاج فتسرعن بالتحرك كما يسرع الرجال بالتحرك أيضا .
تسير غالية خطوات مرتعشة تحاول السيطرة عليها وهى تراقب المصابين فى الغرف على طول الرواق . ماذا جنى هؤلاء ؟ قلوب متألمة أجساد منهكة وعقول حائرة .
هاتف ضاحى شقيقه راجى طالبا حشد المتبرعين بالدم من أفراد العائلة فالمصابين كثر والكل يحتاج الدم .
*****************
وصل صالح إلى المشفى يصحبه زمرة من رجال العائلة لتفقد حالة رفاعى وولده وقد انتهى الجميع من التبرع بالدم عدا ابنه هيبة الذى وهب ابن عمه ثلاثة أكياس فالأخير مصاب بنزيف حاد ومحاولة إسعافه فى فشل مستمر .
يخرج هيبة من الغرفة وقد شعر ببعض الدوار فيسند رأسه بكفيه مدعيا ضبط عمته ليتفاجئ بوصول رجال العائلة فيرفع رأسه بشموخ .
يقبل الجميع على التبرع أيضا بينما يعود ريان بصحبة محمد وكل منهما يحمل كرتونة من العصائر لتعويض المتبرعين.
الكل يتحرك عدا مهران الذى يلزم باب الغرفة منتظرا خروج شقيقه ، يقبل راشد بصحبة شقيقته روان وابنة عمه سما لاحقا به راجى وشقيقته ليال .
*****************
استغلت إنشغال الجميع بالتبرع بالدم وتفقد المصابين وخدمتهم وتقديم العصائر وبعض الوجبات الخفيفة لتترك لدموعها العنان لتعبر عما تخفيه بقلبها عن الجميع فهذا المصاب هو الرجل الوحيد الذى دق له قلبها .
حقا لم تتقدم منه خطوة ولا هو فعل .تظن أحيانا أنه لا يراها من الأساس وأحيانا تشعر أنه يراها كأخته الصغرى لذا يصر على حمايتها دون أن يتحدث إليها ولو بكلمة واحدة.
لطالما تمنت أن تنظر بعينيه لترى صورتها داخلها ، عل هذه الصورة تخبرها عن مكانتها بقلبه ، لكنه لا ينظر لها مطلقا .
دائما مطرق الرأس غاضا بصره عن وجهها ، حتى فى تلك المناسبات الاجتماعية التى معهما بحكم القرابة يظل بعيدا عنها قدر استطاعته . حتى عملهما معا بنفس الشركة لم يفلح في تقريب المسافات ، لتظل تحت حمايته دون اقتراب .
تستعر النيران بقلبها الذى تخبو دقاته كلما تأخر الوقت ولم يخرج من تلك الغرفة الملعونة ، لكن عليها التماسك لا يجب أن يشعر أحد بما تشعر به فقد يتسبب ذلك في فرقة عائلية لن تنتهى .
تكفف دموعها قبل أن يلحظها أحد .وتكتفى بقلبها الذى ينشطر بصمت لألمه هو
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشرف 2)