رواية الشرف 2 الفصل السابع 7 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 الفصل السابع 7 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 البارت السابع
رواية الشرف 2 الجزء السابع
رواية الشرف 2 الحلقة السابعة
فى مكان ما بالجبل يجلس سفيان ممسكا سلاحه ينقر الأرض برتابة وملل فبعد نجاح عملية التفجير الأخيرة عليهم إلتزام الهدوء لفترة قبل عودة العمليات الجهادية كما يطلقون عليها .
سأم النقر ليغمض عينيه ويتمدد على الرمال الساخنة وكأن سخونتها لا تعنيه مطلقا وسرعان ما عاد بذاكرته لذكريات طفولته ، مهلا لحظة .ما هي الطفولة ؟؟
هل ما عاشه بمدينة الرقة السورية منذ إلتحاقه بمعهد الاشبال يعد طفولة !!!
أغمض عينيه بقوة وهو يتذكر أولى مهامه فقد ولد سفيان لأم روسية تطوعت للجهاد لذا كان إلحاقه بمعهد الأشبال أمرا طبيعيا وهناك تعلم القتل بدم بارد .
أول ضحاياه كان طفلا يبلغ عمره أياما ليس أكثر وكان مصابا بمتلازمة داون فكان مصيره القتل مثل كل الأطفال بحالات مشابهة هو لم يكن كأقرانه ..لم يحقن الطفل بسم ؛ بل خنقه بيديه بلا رحمة جثا فوق صدر صغير عمره ايام معدودة ليخنقه حتى لفظ أنفاسه .
كان بالسابعة من عمره حينها وكانت شجاعته تلك كما أخبروه سببا للفت نظر قيادات التنظيم ليتم إلحاقه فورا بالقوات المتدربة فهو مقاتل بطبعه .وحين كان بالعاشرة من عمره ذبح للمرة الأولى ؛ لم يذبح أضحية ؛ بل ذبح شيخا تجاوز الستين من العمر .هو لا يعلم لما ذبحه حتى هذا اليوم هو فقط أمر بهذا فنفذ بلا تردد
فتح سفيان عينيه لينظر حوله ببرود ، لا يحيط به إلا الصحراء من كل جانب ، هو يكره هذه البلاد كثيرا ؛ لا يمكنه هنا سبى إحدى الصغيرات لاستنشاق رحيقها .هو يعشق الصغيرات فقط ، ابتسامة عابثة ظهرت فوق شفتيه وهو يتذكر أول صغيرة حصل عليها فهو مذاك اليوم لم يتوقف عن الحصول على الصغيرات .
نهض عن الرمال ينفض ملابسه متوجها للكهف باحثا عن بعض المتعة مع سبيته الصغيرة التى عاد بها فى آخر مرة زار فيها تركيا ، حقا هى لا تشبع رغباته لصغر سنها لكن لا بأس من بعض المرح .
**************
لم يغادر محمود غرفته منذ لجأ إليها هاربا من واقعه الأليم ،تنظر له ماسة وقلبها يتألم لكم نصحته بالتقدم لخطبتها قبل فوات الأوان لكنه كان يخبرها أنها اختارت بالفعل وأنه لن يرضى أن يزوجه عمه بها رغما عنها فحبه لها أرقى من ذلك .
رغم أنها تسرى بعروقه سريان الدم إلا أنه لن يقبل بها إلا محبة مخلصة وبما أنها وهبت قلبها لغيره فقد انقطع الطريق إليها ، هى أرادت ذلك .هى اختارت ذلك .
مرت الساعات وهو منعزل بغرفته نسى أمر الاوراق التى كان يقصدها ،نسى عمله الذى أراد إنجازه . نسى كل شئ وتذكر جرحها له ، تذكر اعتصار قلبه ألما وهى بين ذراعى أخر .
عدة ساعات مرت لم يتوقف هاتفه عن الرنين بينما وضعه أمامه ينظر للشاشة ويصمت لكن والده يلح فى طلبه . إنها المرة الخامسة التى يهاتفه فيها .
مد كفه وإلتقط الهاتف ليرد ببرود مصطنع : السلام عليكم.
ليصرخ حمزة فيتبين محمود أن الأمر جلل : انت مابتردش على الزفت ليه ؟
يدق قلب محمود فزعا : مالك يا بابا ؟
حمزة : تعالى بسرعة على مستشفى….. دقايق الاقيك قدامى .
واغلق حمزة الهاتف دون أن يريح قلبه وكأنه يعاقبه على تجاهله له ليهب محمود ملقيا كل أحزانه خلف ظهره ليغادر مسرعا ومئات القصص تدور بمخيلته .
****************
اخيرا عادوا للمنزل لتعتلى الراحة وجوه الجميع ويبدأ الأقارب فى الوفود من كل انحاء النجع متمنين لهما السلامة .
جاهد رفاعى ألمه وجلس ببهو الدار مستقبلا الرجال بينما طايع لم يكن بنفس قوة والده لكن هيبة جهز له غرفة بالطابق السفلى قريبة من البهو لتتمكن الوفود من تفقده وتفقد رفاعى بالوقت ذاته .
نحر صالح ذبيحتين احتفالا بنجاة ابن عمه وولده من هذا الحادث وفتح المنزل لكل قريب وغريب لتناول الطعام فكان لزاما على كل النساء أن يقدمن المساعدة لتكون شريفة فى المقدمة تصحبها صغيرتها رحمة التى ما إن عبرت باب المنزل حتى شعرت بمراقبته لها ولم تكن مخطئة .
************
جلس محمد صامتا يستمع لحوار تاج والأخوة وعينيه تبحث عنها بين القادمات لتقديم المساعدة .
جلس تاج برفقة رفاعى وإخوته ليتساءل رفاعى بحزن : يعنى كان عليهم بإيه أذية الناس إكده ؟ ده ما يرضيش ربنا واصل .
وهدان : معاك حج يا خوى ، الواحد جلبه اتجطع فى الجنازة. كلالاتهم صغار والناس جلوبها محروجة .
تاج : ربنا يهدينا جميعا . القرآن صريح ربنا سبحانه وتعالى بيقول فى سورة الكافرون ” قل ياأيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون ” يعنى ربنا بيأمر سيدنا محمد أنه يقول للكافرين لا أعبد ما تعبدون لحد قوله ” لكم دينكم ولي دين” وده الناس اللى ربنا أقر عليهم الكفر .
خميس : ما هم مكفرين الخلج كلاتها .
وهدان : يعنى أنى اجول اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويجولوا علي كافر .
تاج : مفيش حد من حقه يكفر حد وربنا هيحاسبنا كلنا اذا كان انك تقول لحد ده حرام وده حلال شئ مش هين نقوم نحكم على الناس بالكفر
رفاعى : وهو صوح يا ابو ريان النصارى كفرة .
تاج : يا رفاعى النصارى واليهود أهل كتاب يعنى ليهم كتاب سماوى هم حرفوه أو اخفو منه ما يخدم مصالحهم ربنا اللى هيحاسبهم مش إحنا .
خميس : اذا كان جتلهم حلال ماجتلهمش النبى ليه فى عهده ؟
ابتسم تاج : الله ينور عليك يا خميس إذا كان قتل أصحاب الديانات الأخرى جزء من عقيدتنا كان الرسول والصحابة أولى بتنفيذ هذه العقيدة .
قطع حديثهم دخول صالح المبتسم : نورتونا والله
تاج : الله ينور عليك يا ابو هيبة احنا تمام كدة اطمنا على رفاعى الحمدلله نرجع بقا .
صالح : واه كيف ديه؟ لازمن تجعدوا ويانا سبوع أجله .
خميس : سبوع بحاله يا ابو هيبة
صالح : معلوم
تاج : معلش نيجى فى فرح هيبة المرة الجاية إن شاء الله بس احنا سايبين اشغالنا ومحمد متعطل معانا .
انتبه محمد علي ذكر اسمه ليلتفت ل تاج : ها ! بتقول حاجة يا عمى ؟
ضحك الرجال على منظر محمد المدهوش فقد مرت من أمامه للتو لتلهث عينيه فى أثرها وينتشى قلبه حين رفعت وجهها وتلاقت أعينهما .
شعر بالحرج لتعالى ضحكاتهم بينما يقول صالح : لاه محمد شكله مش مرتاح اهنه .
محمد : لا يا عمى ازاى ؟ ده انا ما ارتحتش غير هنا والله.
********”****
وصل محمود للمشفى الذى أخبره به والده ليهاتفه فيطلب منه الأخير التوجه لغرفة العمليات بالدور الثالث ، لم ينتظر المصعد وأسرع يطوى الدرجات ليصل لوجهته فيجد والده جالسا على أحد المقاعد المعدنية وبجواره يجلس عمه حازم منكس الرأس واجما ،إقترب منهما بلهفة : فى إيه يا بابا ؟
لكن لم يجبه أحدهما وقد تعلقت الأعين بالباب الذى فتح للتو لتخرج إحدى الممرضات تحمل صغيرا يبكى . إنتفض حازم واقفا بينما أسرعت الممرضة تضع الصغير الباكى بيد الأقرب إليها وهو محمود الذى تلقاه بحيرة وتعجب لتندفع مرة أخرى للداخل .
يحاول حازم اللحاق بها : يا بنتى طمنيمى الله يكرمك .
تلتفت لوهلة وهى تقول : أدعوا لهم حالتهم متأخرة أوى .
وتدخل مسرعة لتجرى دموع حازم فيسرع له حمزة : وحد الله يا حازم ربنا هينجيهم إن شاء الله بس انت ادعى لهم .
ليقاطعهما محمود بفزع : فى إيه ؟ ومين ده ؟
يقترب حمزة فى محاولة لتناول الصغير : بنت چودى .
لتكون هذه الجملة كافية ليطبق ذراعيه مخفيا الصغيرة بصدره رافضا حمل والده لها بينما يدق قلبه بجنون ويتلعثم لسانه فى محاولة للوصول إلى كلمات مناسبة : چو . چودى فى شرم . هى قالت رايحة شرم .
لم تخف حالة محمود عن والده فهو يعلم إلى أى مدى قلب ابنه متعلق بابنة عمه وكم تمناها زوجة له إلا أنها اختارت رفيقها بالحياة .يقترب حمزة فى محاولة أخرى لحمل الصغيرة ليتنحى محمود جانبا بخوف ظاهر فيعدل حمزة عن ذلك ويربت على كتف محمود محاولا إنتشاله من حيرته : ساهر وچودى عملوا حادثة وكان لازم يولدوها كان فى خطر على الجنين وساهر فى غيبوبة من ساعة ما وصل وهو وچودى فى العمليات الاتنين عندهم نزيف .
تتوالى الصدمات حتى أن قدميه حملته قسرا لذلك المقعد ليرتمى عليه مخلصا اقدامه من ثقل جسده .
يتحرك بجذعه العلوى برتابة مهدهدا الصغيرة لتهدأ وقد تعلقت عينيه بنقطة لا يراها سواه .
***************
تم تقديم الغداء للجميع واستغرق ذلك وقتا طويلا وتطلب عملا مكثفا لينتهى أخيرا مرهقا الجميع ليتوجه صالح لزوجته زبيدة متسائلا : الوكل خلص يا ام هيبة ؟
زبيدة : ابدا يا خوى ماعرفاش أودى الوكل ده كله فين !!
يبتسم صالح مناديا : ليليان
تقبل إليه مسرعة : نعم يا عمى
يخبرها صالح أنه يريدها أن تعد الطعام المتبقى وتغلفة وجبات فردية وعلى راجى أن يحضر لها ما تحتاج إليه من أطباق أو أوراق تغليف لتتوجه لغرفة طايع لتسلم راجى قائمة المشتروات .تدق الباب برقة فجميع شباب العائلة بالداخل .وتدخل لتتعلق بها الأعين فتقدم الورقة ل راجى وتهم بالمغادرة ليوقفها متسائلا : الحاچة دى دلوك ضرورى .
تلتفت له : ايوة علشان نجهز الاكل اللى فاضل وجبات زى ما عمى صالح قال
ضاحى : خلى بالك يا خيتى تعملى وچبات لنفر منينا اوعى تفكري تعمليها كد ما ياكل اخوكى
يقطب ريان جبينه : ليه بقا ؟ اخوها بياكل قد ايه ؟
ضحك هيبة : كد الزرزور
ليضحك الجميع بينما تضحك هى وتغادر تاركة شقيقها يدافع عن نفسه أمام هذه الوحوش .
يلتفت ريان ل هيبة : زرزور !!! أنا ؟
ضاحى : والله الزرزور بياكل اكتر منيك هههههههه
تتعالى ضحكاتهم ليقطب جبينه مرة أخرى بينما يتولى رفيع الدفاع عنه : يعنى لازمن ياكل اكل مديرية كيفكم ؟ بطلوا انتو افترى فى الوكل .
يتحدث مهران اخيرا : يا شباب اصلا كتر الوكل مش مستحب فى دينا الرسول عليه الصلاة والسلام خبرنا ” ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك ”
راشد : لاه يا خوى دول بياكلوا لما يجطعوا النفس ههههه
وانقلب السحر على الساحر ليأتى دور هيبة وشقيقيه للدفاع بينما يسرع راجى بالفرار من تهكمهم لاحضار قائمة المشتروات قبل أن يوبخه والده
***********
اندفع محمد بشكل ملفت لغرفة طايع لتتوقف عينيه عند رفيع : رفيع عاوزك فى موضوع ضروري.
تعجب الجميع الجدية المفرطة بملامحه لكن رفيع تحرك معه للخارج فورا ليقف محمد صامتا مما زاد تعجب رفيع : فيه ايه يا محمد ؟
رفع محمد عينيه واخفضهما سريعا ليقول بنفس السرعة وبلا تردد: رفيع انا عاوز اتجوز اختك .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشرف 2)