روايات

رواية قدرك عشقي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء سعيد

رواية قدرك عشقي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء سعيد

رواية قدرك عشقي البارت الرابع والعشرون

رواية قدرك عشقي الجزء الرابع والعشرون

قدرك عشقي
قدرك عشقي

رواية قدرك عشقي الحلقة الرابعة والعشرون

فتح باب الشقة بعجلة كأنه يلحق موعد القطار..
بعدما فتحه اقترب منها و وضع يد على أسفل عنقها و الأخرى على خصرها..
يدلف بها للداخل يدلف بها لعش الزوجيه التي طال مده بنائه..
فتح باب غرفة النوم بقدمه و وضعها على الفراش بحذر كأنها قطعه من الألماس يخشى عليها من الخدش..
مد يده يرفع وجهها إليه ليثبت لنفسه انها بين يده حقيقة..
شعر بفخر كبير انها اصبحت نصفه الثاني أمام الجميع فهي عالجت كل جروحه التي وضعتها والدته..

منذ وصلهم لباب الشقة و جسدها ينتفض بالكامل من تلك الليله التي ستتغير بها حياتها..
شعرت بوجع في بطنها تعودت عليها فهي كلما توترت أو خافت من شي يحدث معها ذلك..
زاد رعبها و توتر عندما وضعها على الفراش حاولت تملك اعصابها و هو ينظر بوجهه..
يبدو أنه في قمه سعادته و هي لا تريد أكثر من ذلك..

ظل يتأمل بها و هو يرسم على وجهه ابتسامة عاشقة..
فهو يقرأها من ملامحها و يعلم أنها الآن في موقف لا تحسد عليه..
رفع جسده لها قليلا و قبل جبينها بحنان كأنه يريد بث الاطمئنان بداخل قلبها..
ثم اقترب أكثر و ضمها إليه يحرك يده على شعرها بنفس طريقته الحانه و نزل بيده لسحابه فستانها..
لتنتفض بين يده..

ليقول لها بصوت هامس بعدما فتحها : اهدي يا روحي.. ادخلي خدي حمام دافي و اتوضي و انا هستناكي هنا..

كأنها وجدت طوق النجاة و فرت للمرحاض و نفذت ما قاله..
ثم نظرت لنفسها بالمرآة تحاول أخذ أنفاسها بانتظام.. و قالت لنفسها بتوتر : اهدي ده خالد حبيبك و مفيش اي حاجة تخوف.. و بعدما انتي انسانه متعلمة سيتي ايه لناس الجاهله يا أخرجي ربنا يهديكي..

انتهت من الحديث مع نفسها و خرجت له لتجده يقف أمام سجادة الصلاه لتقف خلف..
بعدما انتهى من الصلاه وضع يده على رأسها و قال دعاء الزوجين…

حاولت البعد عنه بعد ذلك إلا أن يده كانت أسرع و هو يضعها خلف رأسها يقربها إليه أكثر و أكثر..
و هبط بشفتيه على ثغرها يتذوق من عسله لتبدأ من هنا الحرب و لكن حرب من نوع خاص.. فهي حرب العاشق..

بعد فتره طويله ابتعد عنها و هي يضمها إليه بحنان..
سألها بصوت متحشرج من شده العاصفة التي كانت قائمة منذ قليل : ألف مبروك يا مدام خالد البرنس..

دفنت وجهها داخله أكثر و هي تقول بصوت يكاد يكون مسموع : الله يبارك فيك..

______شيماء سعيد_______

حملها بين يده و صعد بها لجناحهم الخاص.. و هي بداخله بركان من الاشتياق اليوم فقط ليعوض كل ما مر عليهم..
نظر إليها بطرف عينه وجدها تبتسم إليه بخبث كأنها تخطط لكارثة..
لا لن يسمح لها بدمر تلك الليله كما فعلت من قبل فاليوم هو قتيلها..
ابتسم و هو يشعر بها تقرص عنقه بدلال طفلي..
ليغمز لها بوقاحه متوعد لها بالكثير..

وصل اخيرا لداخل الجناح و اوقفها على الأرض قائلا بتحذير.. : مسك بلاش اللي في دماغك عشان انا عارفك..

كاد فمها أن يصل للأرض هل كشف أمرها ذلك البدر..
ابتسمت بحب فهو دائما يعرف ما يؤلمها دون حدث ..
شعورها معه غريب بكل المقاييس فهي تشعر أنه الحياة و ما فيها من بشر..
لا يوجد رجل غيره على وجهه الأرض بنظرها أو بشر من الأساس..
يلعب بحياتها كل الأدوار الحبيب و الأخ و الأب و الزوج و الصديقة حتى الأم..

كانت بالفعل تخطط لتدمير الليله فهي بداخلها أشياء كثيرة لا يفهمها أحد..
تريد قربه و لكن بداخلها رهبه و خجل و عدم تصديق..
رفعت رأسها تنظر داخل عينيها فهي بمجرد النظر بداخلها تشعر بالأمان..

ليسرح هو بسحر عينيها اللمعه يرى بهم نفسه و عشقها له..
لينزل لشفتيها التي بمجرد نظره إليها انفرجت بطريقة لا إرادية تدعوه لتقبيلها..
لا بل أكلها ليطفئ جوعه و يشعر بالشبع و لو لثواني معدوده..

اقترب منها هامسا بتمنى كأنه يطلب المستحيل : بعشقك و هموت عليكي يا مسك البدر..

لتتعلق برقبته بخجل قائلة : بحبك يا بدر …

بعد تلك الكلمه البسيطة انتهى وقت الكلام و بدأ الشوق يأخذ دور المؤجل سنوات..
بدأت شفتيه تتجول على شفتيها بحنان و شغف…
لترفع أصابعها تمسك بخصلات شعره الأسود..
ليجن جنونه و تزيد قبلته قوه و جرئه يلتهمها بجوع..
كأنه أسد حرم من الطعام عده أشهر.. تسللت يده على فستانها يفتح سحابته و يقع الفستان أرضا…

ليحملها للفراش و بيدا معها رحلة من العشق و الجنون تحت جهلها و استسلامها المغري له..
نزل على عنقها الأبيض يتذوق ملمسه الناعم بشفتيه يضع عليه صك ملكيته..
لتمر بعد الدقائق و هي في عالم آخر تشعر أنها تملك نجوم السماء بيديها..
لتشهق بالألم خفيف فجأه كتمها هو بداخل فمه يقبلها بحنان..

بعد ساعة و أكثر كانت تدفن نفسها بداخل بصدره تداري وجهها منه..
ليضمها إليه أكثر و هو يعود بظهره للخلف بانتشاء و فخر فمسكه أصبحت ملكه أمام الجميع..
و أمام الله اخيرا و بعد طول انتظار.. مد يده يرفع وجهها إليه ينظر إليها بتدقق و قلق..

قائلا بحنان : قلبي حاسه بأي حاجه وجعكي..

وضعت يدها حول عنقه و هي تعود داخل أحضانه مره اخرى.. قائله : كويسه..

______شيماء سعيد______

بعد مرور تسعة أشهر في مشفى الطحاوي كان يأخذها بالكرسي المتحرك لغرفة العمليات.. فمسكه ستضع له طفله الأول..
كلما أطلقت صرخة كلما أطلق قلبه خلفها آلاف الصرخات..
وضع يده على وجهها يحاول بث الاطمئنان بداخلها فهو يرى عليها علامات الرعب..

تحدث بصوت حاول أخرجه طبيعي دون خوف فهي بداخل يموت خوفا عليها.. : مسكي اهدي هتكون زي الفل..

اتسعت عينه بذهول و هو يسمع ردها المفاجئ : انت تسمعني صمتك عشان يوم ما حبيتك كان يوم اسود..

من تلك التي تتحدث مسكه التي تعشقه.. : انتي بتقولي ايه..

زاد الألم عليها لتطلق صرخه أكثر قوه تخرج من صميم قلبها : ااااااااه مش قادره يا بدر حاسه اني هموت..

استجمع قوته على الرد بصعوبة.. فهو الآخر يشعر كأنه لأول مره يدلف لغرفة العمليات و يقوم بعملية توليد امرأة.. : بعد الشر يا روحي خليكي قويه..

أطلق صرخه عالية من تلك المفترسة التي أكلت تصف زراعة.. و هي تقول بغل : ما انت زي التور مش حاسس بأي حاجه لكن انا اللي بتقطع من جوا…

دلف بها للغرفة و أبدا بإعداد نفسه ليقوم بجلب طفلهم للحياة…
ألقت نظره على الممرضة التي تبتسم إليه بغيره شديده..
فبأي حق تبتسم له تلك الحمقاء فهو زوجها و ملكها هي فقط.. لتصرخ بأعلى طبقه لديها.. : اقوم بس و وشك الحلو اللي بتضحكي به ده هحط عليه مياه نار..

ابتسم وسط قلقه على توأم روحه التي ستظل كما هي لن تتغير مهما حدث..
بدأ بعمله بجديه قائلا : خدي نفس و اكتميه يا روحي..

ردت عليه و قد نست انها تلد كل ما بعقلها فقط غيرتها عليه : عايز تكتم نفسي كمان طبعا مسك بقت كخه بعد ما كنت هتموت عليا.. لكن خلاص خد اللي دورت عليه سنين عايزه مني ايه بقى اموت احسن..

قدرت على تحمل جنانها انتهت لينظر لها بقوة قائلا : بت اعملي اللي بقولك عليه احسنك..

لجاءت لترد و لكن زاد ألمها لدرجه فاقت تحملها لتصرخ بكل قوتها و دموعها تسقط بانهيار…

بعد فتره قليله كانت تغمض عينيها بتعب و إرهاق..
بعدما جاء طفلها اخيرا للحياه..
اقترب منها و هو يحمل طفلهم بيد مرتعشه..
اهو بالفعل أصبح أبا و له عائلة؟؟!.. ابعد تلك السنوات يحمل قطعة منه بين يديه؟!.
سقطت دموعها بسعادة لا يعلم اهي دموع الفرح؟!. أما شكر لله..

كانت يتخيل انه سيظل طوال حياته دون ابن ذلك السند الذي يعطي لحياته مذاق خاص..
كما يقولون العكاز الذي يقف على بعدما يشيب و تاخد منه الحياة قوه شبابه..

قبل شفتيها قبله سطحية و هو يد لها يده بطفلها و حصاد عشقهم و جنونهم.. قائلا بحب : هتسميه ايه يا روحي..

ابتسمت من بين دموعها قائله : انت نفسك يكون اسمه ايه..
نظر لطفله الذي بوجوده أتم الله كرمه عليه ليقول : كريم عشان ربنا اكرم عليا بيه و بيكي يا مسك البدر…

_____شيماء سعيد_____

بأحد المطاعم كان يجلس هيثم بانتظار هنا منذ أكثر من ساعه..
وعدته أن تأتي لمقابلته و ها هو ينتظرها و لم تأتي..
يعلم أنها محقة فهو تركها بأكثر الأوقات احتجاجا له تركها تعاني مرارة الأيام بمفردها..

في وقتها مشاعره كانت تتجه لمسك فهو شعر معها بأشياء كثيرة لا يعلم وقتها انها مشاعر أخوة..
لعنه نفسه و لعن غباءه.. خرج من أفكاره عندما جلست على المقعد المقابل له..

ابتسم باتساع طالما جائت ستعطي له فرصه أخرى ليقول بشوق : وحشتيني اوي كفاية عقاب ليا يا هنا كده كتر.. سنتين و انا ماشي وراكي في كل حته عشان تحني عليا.. كفايه كده عشان قلبي قرب يقف من شده وجعه…

بالفعل يكفي ذلك فهو يمشي خلفها مثل ظلها حتى
تعفو عنه و تعطي له فرصة أخرى..
قلبها مازال يعشقه و ينبض من أجله و لكن ما فعله بها يكسر اي فتاه..
فهو تخلي عنها و قال لها أنه يحب أخرى و لا يقدر على العيش بدونها..
جعلها تبحث عن الحب مع رجل غيره تركها تدمر حياة فتاة رقيقه مثل ايمان لم تفعل لها شي..

أخذت نفسا عميق و قالت بجديه : بص يا هيثم في حاجات حصلت لازم تعرفها و بعد كده اقولك هنكمل و الا لا.

نظر إليها باهتمام لتقول ما تريد بدأت بسرد كل ما فعلته مع خالد و زوجها منه و طلاقها..

كل شيء لعل قلبها يرتاح قليلا.. : وقتها كنت محتاجه حد يحبني زي حبه ليها.. مش احس ان الانسان الوحيد اللي حبيته حب واحدة تانية و طردني من حياته.. وقتها كنت عايزه سند و اب زي ما هو كان بيعمل معها.. بسببك انا بقيت انسانه أنانية خربت بيوت…

رفعت رأسها إليه و هي تبتسم بسخرية : و دلوقتي القرار في ايدك انت عايز تكمل و الا لتاني مره هتخلع..

كل ما قالته طعن قلبه بخنجر مسموم هو السبب بما عانت منه حبيبته..
نصفه الآخر و قطعه من قلبه لن يتركها مرة أخرى يكفي هروب…
ستكون له و زوجته اليوم قبل الغد..أبتسم بشكر و هو يتذكر ما فعله بدر معه..
وقف بظهره خطوة بخطوة ليبني نفسه بعيدا عن عائله علم الدين..
رد عليها بكلمه واحده : تتجوزيني..

حركت رأسها دليلا على الموافقة و هي تخفض عينيها بخجل..
اقترب منها بسعاده و قبل يديها قبل ان يضع بداخلها خاتم ملكيته عليها…
لتبدأ بينهم الحياة الحقيقية و الحب دون قيود أو معاناه…

______شيماء سعيد______

بالصعيد كانت أسيل ترضع صغيرها و هي تتأمله بشرود..
فالحياة تلك الغريب و النهايات أغرب عندما نقول ان الحياة انتهت بنا لهنا تكون بداية جديدة..
أوقات نغلق علينا باب غرفتنا هروبا من نظرات البشر…
هروبا من الماضي الكاذب و العشق السراب و الحاضر المدمر..
لينقبل كل شيء فجأه و تبدأ الحياة تعطي لك وجهها الآخر الوجهه الكثر ليونه..
بمعنى أصح تعطيك العوض خلف كل معاناه و الألم و دمعه مكسوره عوض الله الذي يعطي لك أفضل بكثير من الأشياء التي فقدتها..

أشياء تستحق ما عنيته لتصل لها و ها هي الآن تحمل طفلها بين يديها…
ذلك الطفل الذي كانت تبكي بدلا من الدموع دم..
ذلك الطفل الذي بسببه ظهرت أشخاص على حقيقتها كانت تتخفي خلف قناع العشق الكاذب…

ذلك الطفل الذي عرفت حمزه بسببه حمزه و ااااه من حمزة…
كل دقيقه تمر تعشقه أكثر و تذوب بداخل عالمه السحري الذي رسمه لها..

دلف لغرفته بحذر حتى لا يزعجها هي و طفله وجدها ساحرة مثل عادتها الأخيرة…
ليقترب منها مقبل جبينها بحب..

انتبهت لوجوده و بادلته الابتسامه و ابتسامة أكثر من رائعة.. قائله : حمد الله على سلامتك يا قلبي..

جلس بجوارها على الفراش بارهاق من تعب اليوم..
الذي يتخفي فجأة من مجرد رأيته لها و لصغيره..
أخذ يديها و قبلها ثم وضعها على صدرها..

حمزه : الله يسلمك يا قلبي.. هنسافر القاهره بالليل عشان نبارك لبدر على المولود الجديد..

أسيل بابتسامة : حاضر يا حبيبي..

قامت من مكانها تضع طفلها على فراشه بعدم تأكدت من نومه..
عادت داخل أحضان زوجها تدفن وجهها بعنقه..
قائلة بخوف من رد فعله على حديثها : حمزه عايزه اقولك على حاجه.

قبل أعلى رأسها و هو يأخذ نفسنا عميق من عطرها الساحر لقلبه قائلا : قولي روحي…

ابتعدت عنه و بدأت تفرك بيدها ماذا تقول له؟.. إنها تحمل الآن في أحشائها قطعه منه للمره الثانيه..
تقول انها تحمل و طفلها لم يكمل الثلاثه أشهر..

بدأ على ملامحه القلق من تصرفاتها و توترها..
فهي منذ زواجهم تتعامل معه بكل حرية دون توتر أو قيود..

جذبها إليه مره اخرى قائلا بطريقه تحثها على الحديث : مالك يا روحي قولي..

ردت عليه بسرعة كبيرة عجزته عن تمييزها .. : انا حامل..

بالفعل لم يصله ما تريد قوله أو عقله لم يستوعب كلامتها السرعه تلك..
ليسالها مرة أخرى كأنه لم يسمعها : قولتي ايه؟.

عضت على شفتيها و هي تحث نفسها على الحديث.. ماذا يحدث لو قالت الحقيقة شيء طبيعي لأي امرأة متزوجه..
تحمل طفل ما المشكله بذلك.. لتقول للمره الثانيه و لكن تلك المره بهدوء : انا حامل..

من الواضح أن حمزة الطحاوي أصبح أصم أو فقد عقله..
حامل كلمة بسيطة قالتها من أربع حروف قالبت كل شيء بداخله..
قلبه ارتفعت دقاته فهي بداخلها قطعة منه للمره الثانيه..
سيأتي إليهم طفل جديد يكثر من الروابط بينهم..
عقله توقف عن العمل كيف تحمل مره اخرى فذلك خطر على صحتها و احتمال إصابتها بأي مكروه ..
عند تلك النقطة ضمها إليه بخوف حقيقي فهو بدونها يموت..
ليقول لها : حبيبتي لازم نروح لدكتوره نطمن عليكي..

تبدلت ملامحها المشرقة لأخرى حزينه من شعورها بعدم سعادته..
مطت شفتيها للإمام بطريقة طفولية تستعد بها على البكاء و هي تسأله : هو انت مش فرحان؟…

اهي حمقاء ام ماذا؟. كيف لا يكون سعيد بطفل جديد منها.. هو فقط يخشى عليها..

مد طرف أصابعه يعيد شفتيها لمكانها الطبيعي و هي يقول بعشق : انتي مجنونه؟.! ازاي مش هكون فرحان بطفل منك بس انا خايف عليكي.. انتي لسه والده من كام شهر..

هو محق في قلقه و لكن الله من وضعه و هو من سيصونها و يصونه : متخافش انا و هو هنكون بخير..
حمزة : ان شاء الله يا قلبي..
قال ذلك ثم فحص جسدها بجرأة و بدأ يتغزل بها بشكل صريح.. : و بعدما من الواضح أن الحمل ده هيجيب الخير معاه.. زود حلاتك و انتي مش ناقصة.. حاجه كده تخلي الواحد عايز ياكلك يمكن يشبع خمس دقائق..

ابتسمت بدلال قائلة و هي تضع يديها أسفل عبايته تخلها من عليه بوقاحه اكتسبتها منه : عايزك يا ابو العيال…
انقض عليها بشوق زاد مع الايام قائلا : و انا هموت عليكي..

أنهى حديثه و هو يسحب شفتيها داخل فمه يأخذ منها ما يعطي الحياة..
و ذهب بها لعالمه الخاص الذي صنع من أجلهم فقط..

______شيماء سعيد______

بعد مرور خمس سنوات..

كان يجلس خالد على فراشه بانتظار زوجته و الغيره تأكل قلبه..
منذ أن جاء ذلك الطفل اللعين و هو يأخذ كل وقتها أصبح اهتمامها به تحت الأرض..
يشعر كأنه ضيف ثقيل عليها و على ذلك الصغير الذي بمجرد ما يقترب منها ينفجر بالبكاء كأنه يعرف موعد اقترابه منها..
توعد له بالكثير و لكن عندما يكونوا بمفردهم دون ايمان سيجعله كلما يراها يختفي بغرفته..

ابتسم بخبث على تفكيره هذا اخفي ابتسامته ببراعة و هو يجدها تدلف للغرفة.. فقال بغضب.: كنتي باتي عنده ما انا خلاص راحت عليا..

حاولت إخفاء ابتسامتها قدر الإمكان حتى لا تزعجه و هي تقول : يا حبيبي انا بحبه عشان انت عارف هو جي بعد تعب اد ايه..

رسم على وجهه الحزن بزيف و هو يقول : انت بتحبي ابن الكلب ده اكتر مني…

اقتربت منه بدلال قائلة : لا اوعي تقول على ابوه كلب ده قلبي و شبابي و عمري كله..
عمز لها بوقاحه : طيب ما تيجي..

رمشت بعينيها عدة مرات متتالية كأنها تفكر بالموضوع..
ليقوم هو بجذبها إليه بقوه فوقعت بين أحضانه و هو يقول بخبث : انتي لسه هتفكري لا يا روحي انا عايز اجيب التاني..

ختم حديثة بقلبه عاشقه يبث بها شوقه طوال الأشهر الماضية التي تركته بها م طفلها…
وضع يده على منامهها من الأعلى و قطعها من عليها بكل قوه..
فهو أصبح قدرته على التحمل و لا شيء ظل غارقاً معها في بحر من العشق الساحر..
و ابتعد عنها بعد أكثر من ساعة.. ليقبل شفيتها قبله خفيفة و هو يقول : بحبك..

حاولت أخذ أنفاسها المسلوبة قائله بصوت لهث : و انا بعشقك..

_____شيماء سعيد_____

وقف على باب غرفة صغاره و هو يشاهد المعركه اليوميه التي تدور بين مسك و ابنتها ليلى..
مسك و ليلي يعطوا لحياته لون خاص و مذاق رائع يشعر بينهم كأنه سلطان زمانه كما يقولون..
ابتسم بتسليه و هو يرى رد فعل مسكه على سرقة طفلتها الحلوه الخاصة بها..

فمسك أقل عقلا من ليلى فهو يستطيع التفاهم معها و لا يستطع التفاهم مع مسك..
ترفض دلال ليلى عليه فهو ملكها هي فقط و تضع علقها بعقل ليلى في كل شيء كأنها ابنه ضرتها…
لا ينكر هو الأخير يغار عليها من عدد أنفاسها من ملابسها..
و ايضا من ذلك الحيوان المسمى بكريم فهو يتعامل معها على أنه والدها و ليس العكس..

خرج من شروده على صوتها الطفولي الغاضب : بقولك ايه بنت انت هاتي الشوكولا بتاعتي بالذوق بدل ما اقتلك و ابوكي مش هيعرف طريقك..

لم تجد من الصغيرة سوى الابتسامة الساخرة و هي ترد عليها كأنها ليست والدتها : مسك احترمي نفسك ماثي يا حلوه.. و مالكيث حاجه عندي و بابي بيحبني اكتر منك..

تجمعت الدموع بعيون الآخر و هي ترى صغيرتها تخرج لها لسانها بطريقة مستفزة..
هو بالفعل يحبها أكثر منها أصبحت على هامش حياته..
في تلك اللحظة تدخل هو قبل تطور الأمور أكثر من ذلك و بكاء مسكه..
دلف للغرفة و ضمها داخل صدره و هو ينظر لليلي بعتاب قائلا : كده يا ليلى عملتي ايه لمامي..

قبل أن تنطق الصغيرة بحرف كانت مسك تتحدث من بين شهقاتها : انت جبت امبارح شوكولا ليا و ليها صح..

هز رأسه دليلا على صدق حديثها لتكمل هي القصه : سرقت بتاعتي و لما جيت بكل أدب اطلبها منها قالت لا… و كمان قالت انك بتحبها هي و أنا لا..

أشار بيده لصغيرته بالرحيل حتى يتحدث مع قلبه قليلا..
بدأ يتحدث معها و كأنه يتحدث مع طفله صاحبه الخمس سنوات و هو يحرك يده على ظهرها بحنان : طيب الشوكولا و هجبلك غيرها أما بحبها اكتر منك ازاي..

رفع طرف اصبعه يزيل دموعها و هو يكمل حديثة بوقاحه : طيب ده السرير يشهد اني بعشقك حته عيلة تضحك عليكي..

شهقت بخجل فهو دائما يخجلها و يشعل قلبها بعشقه أكثر و أكثر..
دفنت وجهها بداخل صدره حتى لا ترى عينه الخبيثة..
ابعدها عنه و هو يقول بعشق : على فكرة انتى اللى قدرك عشقي.
ردت عليه و هي مازالت على حالها : تؤ انت اللي قدرك عشقي..

حملها بين يده ذهابا لغرفتهم فهو اشتاق لها في تلك الساعات القليلة..
رفعت رأسها إليه و نظرت بعينه بعين القطط خاصتها..
ليقطم شفتيها التي تشبه الكريز بشكلها و طعم الفراولة و رائحه المسك التي لم ولن تتغير مع السنوات..
يعلق باب جناحهم بقدم و هو مازال يرتشف من شهدها..

تمت

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قدرك عشقي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *