روايات

رواية قدرك عشقي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء سعيد

رواية قدرك عشقي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء سعيد

رواية قدرك عشقي البارت الثالث والعشرون

رواية قدرك عشقي الجزء الثالث والعشرون

قدرك عشقي
قدرك عشقي

رواية قدرك عشقي الحلقة الثالثة والعشرون

اخيرا و بعد طول انتظار جاء اليوم الموعود الذي حلم به أبطالنا..
القصر الدالي بالقاهرة يقف الجميع فيه على قدم وساق..
أما هي كانت تجلس بغرفتها تكاد تطير من السعاده حبيبها اليوم سيصبح ملكها أمام الجميع..

شعرت بغضه بقلبها و هي تنظر لصوره ليلى المعلقه على الحائط..
لتذهب إليها بحنين و اشتياق فهي تفتقدها بحياتها تفتقد حنان الأم و رعايتها ابتسمت بدموع على تذكرها ليلى و حديثها عن زفافها..

“نفسي اشوفك أحلى عروسة في الدنيا”..” عارفه يا مسك لو ينفع كنت خليتك ضرتي بس انا مقدرش اخلي ليا شريك في بدر “

أخذت تتذكر و تتذكر و دموعها تسقط..
ابتسمت فجأه بسخرية من تلك الحياة و طبيعتها كل شيء تغير فجأة..
حلمها المستحيل تحقق و لكن ليلى اختفت هي كانت تريدها بحياتها..

مدت يديها للحائط تحمل صورتها بين يديها تدقق بملامحها كأنها تطلب منها العوده مرة أخرى..

تحديث بحب و صدق فهي تشعر بنقصان هذا اليوم بدونها : مامي ليلى النهاردة فرحي مش عارفه انتي دلوقتي سعيده و الا زعلانه.. بس أنا بحبك اوي و مشتاقه لحضنك.. أنا مكنتش عايزه اخدوا منك كنت هبعد و ادوس على قلبي عشان انا اللي غلطت من الاول.. مكنش ينفع أحب بس يا ريت قلوبنا تكون بأيدينا كان حل حاجات كتير حصلت.. انا بعشقه مش بحبه بس ارجوكي بلاش تزعلي مني..

انتهت من حديثها و بداخلها راحه غربيه كأن ليلى تسمعها و تتقبل وجودها بحياته..
لم تكرها يوما تعلم جيدا انها معها كل الحق بما فعلته فهي امرأة حاولت الدفاع عن زوجها و بيتها..

و في النهايه أرادت له السعاده بعد موتها..
تصرفت بانانيه معها دون النظر لمشاعرها فكرت فقط ببدر و حياته و لكنها مازالت تحبها و تعتبرها والدتها..

_____شيماء سعيد______

في جناحه حاله لم يختلف عن حالها هو الآخر يحمل صورة زفافه مع ليلى..
حياته معها مثل الشريط السينمائي ابتسامتها دموعها حبها له و حنانها عليه و على مسكه..
ليلى تستحق الكثير من الشكر والتقدير لم يشعر معها بيوم انه مخطئ حتى لو أخطئ بالفعل..

عندما أحب مسك شعر كم هو خائن لليلي و بدايه يعوضها بحنانه الزائد و دلاله لها..
كان يفعل من أجلها المستحيل عاش معها أجمل سنوات حياته من قال ان الزواج بدون حب لا يدوم غبي..
فالعشره و الاحترام تبني بها أجمل العائلات..

عشق مسك دون إرادته فالقلب ليس عليه سلطان و سيظل يعشقها لآخر دقه بقلبه..
و لكن ليلى أيضا سيظل يكن لها كل الاحترام و يتذكرها مهما مرت السنوات..

بدأ يخرج من بقلبه لها كأنها تسمعه : اسف لو في يوم نمتي مجروحه و انا السبب.. أسف على كل لحظة عملت فيها حاجه نزلت دموعك من غير ما اقصد.. عارف انك حبتيني و كل حاجه مباحة في الحب و الحرب و انتي كنتي عايزه حبيبك و بدافعي عن حقك فيا.. لو كان ربنا كتب لك عمر زياده كنت فضلت جانبك مهما كانت النار اللي جوا قلبي.. ربنا يرحمك يا بنت عمي..

_____شيماء سعيد_____

حل المساء لتملئ الإضاءة الحارة بالكامل و صوت المهرجانات يغطي المكان..
أما في الشرفة كانت تقف السيدة بدريه و الدموع تجري من عينيها زفاف ابنها الوحيد محرومة من حضوره..

فازت عليها تلك الحيه التي ظلت تلف حول ولدها و أخذته بالفعل..
بداخل قلبها شعله من النيران تأكله و تتحول على الباقي من جسدها..

لن تتركه لها لو كلفها الأمر موتها فهي التي تعبت و ربت و سهرت الليالي من أجله..
تأخذه منها تلك الفتاه و تأخذ شقى عمرها مال ولدها هي الأحق به..

زاد الحقد بقلبها و هي تجده يهبط من السيارة يفتح لها الباب..
لتغلق شرفتها فهي لا تتحمل رأيته المزيد من تلك المهزله..

أما بالأسفل سعادته لا توصف ترجح من مكانه و تقدم لفتح الباب لها اخيرا حلم بعدد سنوات عمرها يتحقق أمام عينه الآن أصبحت زوجته أمام الجميع..

قلبه يحلق بداخل صدره يود لو يحملها لبيته ليطفئ نيران الاشتياق المكتومه بداخله من عمر مضى..
مد يده لها يساعدها على النزول لتسمك هي به لتجعله يريدها الآن فاحتياجه لها يقتله ..
أخذ يتأملها بعشق واضح على ملامحه و عينه التي تصرخ قبل لسانه بعشقها..

هي بداخلها مشاعر مختلطة سعيده لأنها أخيرا و بعد كل ما حدث بالفترة الاخيره أصبحت زوجته و هذا زفافهم..
و تشعر أيضا ببعض الخوف و لكنها بمجرد النظر لعينه يحل مكانه الأمان..
طوال حياتها و ذلك اليوم هو الذي تعيش من أجله..
حاولت بشتى الطرق أن تجعل والدته تحبها أو على الأقل تتقبلها..

و لكن دمرتها و جعلتها تفقده لعدة أشهر خالد حياتها لا تقدر على التنفس بدونه..
قلبها يتراقص بداخل قفصها الصدري كأنه هو الآخر لديه حفل زفاف..
مدت يديها تقوم و هي ممسكه بيده مثلما كانوا دائما هو سندها و هي حضنه الحنون..

امسك بيها بتملك و بدأ بالتحرك امام الجميع وسط رقص الشباب و تصفيق حار من الفتيات ..
فالجميع يحب ايمان إلا والدته و على ذكر سيرتها رفع رأسه لشرفتها لعله يجدها تشاهده و تفرح معه..

خاب أمله و هو يجدها تغلقها بغل واضح على ملامحها البعيده..
قبل يد زوجته بحنان و وصل اخيرا لساحة الرقص..
وضع يده على خصرها و بدأت هي بالرقص بين يده بسعاده و خجل..

ليقول هو بصوت هامس بالقرب من أذنيها : مبروك عليا انتي يا أكبر إنجاز في حياتي.. معاكي انتي بس عرفت الحب و الحياة..

دفنت وجهها بعنقه تريد الهروب من عينيه و نظرته ..
قائلة هي الأخرى بهمس : أنا اللي مبروك عليا انت يا خالد.. انت مش إنجاز في حياتي انت حياتي كلها..

ابتسم بعشق على وصفها له.. فهي تعطي له ما يرضيه كرجل بأقل كلامتها.. ليقول بخبث : ايه رايك تسكتي لحد ما نطلع بيتنا عشان انا على اخرى.. و الا اقولك نطلع دلوقتي..

ابتعدت عنه قليلا و هي تشهق من كلماته التي تشعل وجهها من الخجل : بس عيب كده..

عمز لها بغرور : من النهارده مفيش حاجه اسمها عيب.. خمسه و عشرين سنة و انا محترم كفايه كده.. عشان سمعتي كارجل حتى…

قهقه بمرح و هي يراها تعود داخل أحضانه تخفي خجلها بداخل صدره..
و هو في الحقيقة أكثر من مرحب بذلك فهو يشتاق لضمها إليه..

_____شيماء سعيد______

في الصعيد كانت الأجواء مختلفة فهي تجلس بين نساء لا تعرفهم..
و لكنها في قمه السعاده والراحه حفل زفاف بسيط مع أفراد أقل بساطة..
الابتسامة على وجههم بصفاء دون حقد أو غيره..

شعور بألفه يطغى على قبلها و لكنها أيضا تشعر بالنقصان أين عائلتها.. أين حضن والدتها..
لم تكمل أمنياتها لتجد عائله الدالي بالكامل بالقصر عدا الرجال فهم بالخارج..
ركضت بلهفة و اشتياق لتضم والدتها..

قائلة بسعاده : ماما انتوا هنا بجد كنت نفسي اشوفكم اوي..

ضمتها والدتها بقوه كأنها ستفر منها.. قائله : وحشتني اوي يا نور عين ماما.. حمزة قالنا انه عاملك فرح عندهم و قال اننا نيجي مفاجأة من غير ما تعرفي..

ماذا تفعل لذلك الرجل أكثر من العشق؟؟ .. حتى العشق قليل عليه و على حبه لها..
يتعامل معها على أنها ابنته و ليست زوجته يأتي بالطعام للفراش حتى لا تجهد نفسها..
جميع من في القصر تحت اشاره منها.. و كل ذلك مقابل ابتسامتها له..

تود الصريخ بأعلى صوتها انها تعشقه و أنه الرجل الوحيد بالعالم..
كلما يمر عليها يوم معه تعلى درجات عشقه بقلبها..
تشعر و هي بجواره كأنها فتاه عذراء تتعلم فنون العشق و الحياة على يده..

جلست بجوار عائلتها و على تتمنى الذهاب إليه و إلقاء نفسها بداخل صدره..
تلك الساعات القليلة التي تركها بها تشعرها كأنها فتاة فقدت دلال أبيها..

شهقت فجأه بفزع و هي تشعر بأحدهم يجذب انتباها إليه..
نظرت خلفها لتجده هو بابتسامة الجذابة التي تعطي وسامه على وسامته..

قامت من مكانها و تحركت بعيدا عن الجميع إلى أن دلفت معه لغرفة المكتب..
لتشهق للمره الثانيه و لكن تلك المره بعدم تصديق..
فالغرفه مزينة بشكل رائع مع بعض الموسيقى الهادئه ..
اخذها من يديها و لمنتصف الغرفه و وضع يده على خصرها يجذبها إليه و بدأ الرقص معها..

قائلا بابتسامة عاشقه : مكنش ينفع نعمل فرح من غير رقصة العروسين.. هنا في الصعيد مينفعش لكن معاكي كل حاجه مباحة.. مبروك يا روحي..

سقطت دمعة ساخنة من عينيها تعبر بها عن مدى سعادتها بذلك الزوج و مدى حبها له..

لتقول بهمس متقطع : انت ازاي كده.. و كنت فين طول السنين اللي فاتت…
زاد من ضمها لها و هو يرد عليها بنفس طريقتها بالحديث.. : ازاي كده فده عشانك انا معاكي انتي بس كده.. لكن مع الباقي حاجه تانيه.. أما كنت فين كنت مستنيكي عشت عمري كله بدور عليكي و الحمد للحمد انتي دلوقتي معايا و ملكي..

_____شيماء سعيد_____

بأحد الفنادق الكبرى كان يقام حفل زفاف بدر الطحاوي على مسكه..
الجميع في حاله من الذهول عندما دلفت العروس بيد أخيها.. هل هي العروس مسك؟؟!..
لم تبالي بأحد فقط كل ما بداخلها سعادة مختلطة بالخوف و التوتر اليوم يوم زفافها على بدر..

شي من المستحيل أصبح حقيقه على أرض الواقع.. في أقصى أحلامها كانت تتمنى انت تظل قريبه منه فقط..
تشاهده من بعيد على هيئه ابنته غير ذلك لا تريد أن بمعنى أصح نجوم السماء لها أقرب..
و ها هي اليوم ترتدي ذلك الثوب الأبيض و تقف أعلى الدرج بيدي أخيها…

و هو أسفل الدرج ينظر إليها كأنها خيال أو مجرد حلم..
حلم من أحلامه الكثيرة بها و هي تقف أمامه بالثوب الأبيض..
منذ أن فتحت عينيها على الحياة و هي حياته يتعامل معها كأنها قطعة من الماس..
يشعر دائما أن بينهم رابط غريب غير الشفقة عليها أو احساسه بالمسؤولية تجاهها..
تلك الصغيرة كانت مصباح علاء الدين في حياته دائما كانت الدواء لكل أمراض حياتة من اول حرمان ليلى من نعمه الإنجاب إلى تعليمه كيف يدق القلب..

مع ليلى دق قلبها و كانت حبه الأول و لكن مع مرور الأيام و النضج الزائد..
اكتشف ان الحب الأول ما هو إلا تحرك مشاعر مراهق للجنس الآخر مجرد شعور بالميول و احساس بالكبر..

أي أنه أصبح رجل و له قلب الحب الأول مجرد اول دقه قبل..
من منا لم يدق قلبه لشخص و بعد فترة يكتشف انه مجرد وهم من عقله الباطل..

أما مسك فهي ليست مجرد دقت قلب بل هي القلب ذاته..
ذلك الشعور الذي يدلف لجسدك دون استئذان يرهق مشاعرك و يدغدغ قلبك من جدوره..
و يحولك من إنسان طبيعي لعاشق في سماء الغرام..

ابتسم و قلبه يرفرف من الداخل و هو يراها تهبط مع أخيها بفستان زفافها..
يالله يالله كم يليق عليها الأبيض و يضيف لها سحر خاص..

أخذها من يدي هيثم و قبل أعلى رأسها بحنان و بدون أضاف كلمه واحده ذهب لمكان الميك..
فهو يريد الحديث اولا قبل أطلق العنان لسعادته بها..

بدأ الحديث بجدية شديدة و هو يحتضن يديها : اولا حابب اشكر كل اللي لبى دعوتي و حضر الفرح..
ثانيا اكيد كل واحد فيكم قاعد يبص عليا انا و مسك و في قلبك الف سؤال و سؤال..
اللي عايز يعرف ازاي دة حصل.. و اللي جوا عيون نظره احتقار للراجل اللي ربه البنت على أنها بنته و في الاخر اخدها..
و اللي عنيها على مسك البنت اللي كانت عايش في بيت راجل و مراته و في الاخر طمعت فيه لنفسها..
عرف كل ده و شايفه جواكم بس احب اقولكم اني كمان شايف نظره الحب في عين كل واحد منكم لمراته أو خطيبته..
و اكيد برضو الحب ده حصل فجأه من غير حاسب أو تدبير من حد فيكم..
دخل قلوبنا من غير استئذان عشان كده حبي لمسك و جوازنا عشان احنا بنحب بعض مش مهم ازاي أو امتى أو أي فروق بنا..
المهم اننا بنحب بعض و عايزين بعض و ان شاء الله هنكمل مع بعض أجمل عايله و أجمل حياة..

انتهى من حديثة و وضع الميك مكانه..
ثم وضع يده بداخل بجاكت البذله مخرجا منها علبه قطنيه تحتوي على خاتم من الألماس غاية الجمال و الرقه..
يضعه بيديها بكل حب و سعادة اخيرا يضع صك ملكيته بيديها..
قائلا بكل عشق العالم الذي يكنه بداخله لها : تتجوزيني يا اغلى من حياته…

حاولت بصعوبة كتم دموعها التي تهددها بالهبوط من عينيها..
كانت تحلم سنوات بذلك اليوم و تتخيله.. و لكن ما يحدث الآن لم يكون في اجمل أحلامها..
وضعت يديها على قلبها تحاول التقليل من دقاته المرتفعة فهي تشعر أنها ستموت من شده خفقاته..

ردت عليه بصوت يكاد يكون منعدم من شدة خجلها من نظرات الناس.. : اكيد طبعا..

لم يشعر بنفسه إلا و هو يحملها و يدور بها أمام الجميع..
لتسقط دموعه و دموعها معنا أمام الجميع دون سيطرة عليها أو قيود..
فكلن منهما بداخله انفجار من المشاعر.. انزلها و سند جبينه على جبينها و يهمس كلمن منهما للآخر : اخيرا..
ليرد هو عليها بصوت يتغلب عليه الهوس بها : بحبك يا مسك البدر..
لم تترد لحظة و هي ترد عليه : و انا بعشقك عشان انت قدرك عشقي..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قدرك عشقي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *