روايات

رواية الصندوق الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق البارت الخامس والأربعون

رواية الصندوق الجزء الخامس والأربعون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الخامسة والأربعون

بعد مرور أسبوع قضاه يوسف بين الكثير من العمل اشتاق أن يعود ليقرأ كتابه المعهود لكنه لم يكن يملك الوقت لذلك حتي اتت نهاية الاسبوع، استيقظ في صباح الجمعة و مثل يوم الجمعة السابق و في نفس الميعاد تقريباً جاءته رسالة من تلك الجريدة تخبره الإدارة فيها أنه تم قبوله و لكن كجامع اخبار في مصر، تفاصيل وظيفته تتخلص في جمع ما يراه مهماً من أخبار و عمل إحصاء عن ردود أفعال المصريين عما يحدث و قياس نسبة رضاهم أو استهجانهم و سيتم احتساب ما يقدمه لهم بالقطعة !! أثارت تلك الرسالة انفعاله فلم يظن أبداً أنه سيقرأ رداً مخيباً للآمال هكذا !!
خرج من غرفته فقابله علاء الذي استيقظ للتو من نومه و قام بغسل وجهه
علاء : صباح الخير يا ابو السوف
يوسف بضيق: صباح النور يا علاء
علاء بتساؤل : مالك ؟؟ حصل حاجه ؟؟! وشك متغير!!
جلس يوسف علي الأريكة التي أمام شاشة التلفاز و قال : اصل الجريدة اياها بعتتلي الرد انهارده .. اول م صحيت لقيته ف وشي
اقترب علاء و وقف مقابله تماما و قال : ايه .. رفضوا؟!
يوسف : لا .. قبلوا بس تخيل ايه بقي تفاصيل الوظيفة ؟!!
علاء : ايه !!
يوسف : هشتغلهم استقصائي هنا !!
علاء : استقصائي يعني ايه ..ولا استني شكل الموضوع عاوز قعدة و شرح
جلس علاء بجانبه و قال : اشرح بقي .. فهمني ؟!!
أطلق يوسف زفيراً ثم قال : يعني هشتغل من هنا مش هسافر .. هبعتلهم اخبار بتحصل هنا و هم مثلا يختاروا موضوع أو اتنين و انا اعمل عنه استبيان و ابعتلهم النتايج و هم يعرضوها
علاء : مممم طب و المقابل ؟!
يوسف: كاتبين أنهم هيدوني علي كل خبر من اول م ابعته لحد م اعمله استبيان و ينزل في الموقع بتاعهم ٣٥ يورو !!
رفع علاء حاجبه و قال :يعني حوالي ١٧٠٠ ج ع الخبر !! طب م حلو يا بني
يوسف باعتراض : حلو ازاي .. ده مش حلو خالص .. مش حلو ابدا !!
علاء بتعجب : ليييه ؟! أنت رافض ليه و زعلان اووي كده ؟!!
يوسف : فيه كذا سبب اولهم إن انا كنت عاوز أسافر و اشتغل هناك و اخد خبرات السفر و نظام الشغل هناك و اتعلم لكن ايه جو صحفي بالقطعة ده، الواحد بيتقدم مش العكس، بقي بعد م اتثبت و بقالي مكان و شغل كويس في جريدتي ارجع تاني شغال بالقطعة .. ده ليه يعني ؟!
علاء : طب م اهو انت ممكن توافق و حسب وقتك م يسمح ابعت لهم ان شالله تبعت موضوع واحد طول الشهر ب ١٧٠٠ مش هيخّسر معاك !!
يوسف : مش كل حاجه هنقبلها عشان الفلوس، انا رافض الطريقة و الوظيفة بمسماها و وصفها ..
علاء : ليه يا بني م هو أساس شغل الصحافة جمع البيانات والمعلومات.. ايه الغلط فيها ؟!
يوسف : صح .. بس انا كان هدفي من التقديم اني اسافر و اتعلم خبرات جديدة ف بلد جديدة مش ١٧٠٠ ج زيادة دخل !! و بعدين انا دلوقتي ف الجريدة اللي شغال فيها بكتب موضوعات و بطلع انتقد و اعبر عن رأيي في ندوات أو فاعليات .. بقي ليا اسم و تأثير .. ليه بقي ارجع لورا ؟!
علاء : يمكن عشان انت لسه بتبدأ معاهم و بعدين ممكن تترقي و تعمل حاجات أعلي لما يشوفوا شغلك و قدراتك!!
يوسف: لا .. أنا مش مقتنع .. مش هوه ده اللي انا عاوزة
علاء : يوسف .. خد بالك أنت بترفض الحاجات اللي قدامك من غير م تديها فرصة .. حاول لما يبقي قدامك عرض ادخل و جرب و شوف .. متاخدش قرار انك مش هتتعلم العوم لمجرد أنك شوفت شكل الموج عالي !!
يوسف : يعني انت لو مكاني هتقبل؟!
علاء : بصراحة اه .. هجرب و اشوف .. لو معجبنيش مش هكمل .. بسيطة!!
يوسف : مش عارف . كلامك حيرني
علاء : خد وقتك و فكر و متتسرعش و يلا بينا نعمل فطار يليق بيوم الاجازة …
________بقلم elham abdoo
بعد تناول الإفطار أخذ يوسف كوب الشاي و ذهب ليقف في الشرفة ليفكر في الأمر ملياً بينما ظل يشاهد حركة المارة هنا و هناك في الشارع !!
تركه علاء و ذهب كي يقابل زميل له كي يرتبا أموراً تخص العمل ..
ظل حتي الغروب مشتتاً لا يعرف كيف سيرد علي تلك الرسالة .. هل بالقبول أم الرفض ؟!
ارتدي ملابسه ثم استعد للخروج كي يمشي في الشوارع بين الناس ربما يتمكن من اتخاذ قرار و هنا وجد رجليه تقودانه نحو مرسم ريم..
يقولون أنه عندما تكون سعيداً تبحث عن أكثر شخص تحبه أما عندما تكون في مشكلة او ضيق يبحث عقلك عن أكثر شخص يُحبك !!
دق الجرس ففتحت له و تفاجئت بقدومه هكذا دون سبب أو ترتيب مسبق مثلما حدث بينهما دائماً، أدخلته و كانت المفاجأة بالداخل عندما رأي لوحة له في طريقها للاكتمال .. إنها ترسمه من جديد !!
اقترب يوسف من اللوحة و قال : أنتي بترسميني تاني ؟!
ريم : آه .. أنا برتب قصة الكتاب باللوحات عشان المعرض اللي قولتلك عليه .. ده لو معندكش مانع طبعا؟!
يوسف : لا طبعا مفيش مانع .. دول اجدادك انتي علي فكرة و يعتبر من حقك .. كفاية انك لا طالبتي بالكتاب و لا بالخاتم!!
ابتسمت ريم و قالت : و مش هطالب .. ده نصيبك اللي وقع في ايدك لوحده كده فخلاص أنا مسامحة .. المهم .. تشرب ايه ؟!
يوسف : ولا حاجه ..
ريم : يبقي شاي .. هدخل اعمل اتنين
دخلت ريم لتعد الشاي بينما وقف هو يتأمل ملامحه في اللوحة، ما أثار انتباهه حالة الغضب الظاهرة في خطوط اللوحة فهي مختلفة عن اللوحة الاولي التي رُسمت بانسيابية و ارتياح أما هذه فحملت غضب و توتر ريشة الفنان !! فهم مما رأي أن لقاءهما السابق ترك لديها أثر سئ لكنها كتمته علي قدر الامكان !!
عادت بالشاي فجلس و ارتشف من كوبه ثم قال : انتي مضايقة من حاجه؟!
ريم : لا .. زي العادي !! بتسأل ليه ؟!
يوسف : أصل صورتي دي غير الاولي خالص .. دي اترسمت في حال غير الاولانية خالص !!
ريم باهتمام : ازاي بقي ؟!
يوسف : الخطوط ناشفة و حادة و تقاسيم الوش خلته يبان زي ما يكون غاضب أو معترض !!
ريم : هايل .. انت متذوق هايل بالفطرة !!
يوسف : يعني تحليلي صح ؟؟ طيب ايه اللي موترك أو مزعلك ؟!
ريم : مفيش.. زي العادي ..يعني لا جديد !!
يوسف : و لا حتي كلامنا المرة اللي فاتت ؟!
ريم : أنا قولتلك أن دي اختياراتك و ده حقك .. لازم تمشي ورا أحلامك
تأوه يوسف و قال : أحلامي!! هقولك علي حاجه يمكن تريحك
ريم : حاجه ايه ؟!
يوسف: الجريدة اللي حكتلك عنها .. النهارده ردوا عليا .. تخيلي عرضهم طلع ايه ؟!
ريم : ايه ؟! وحش!!
يوسف : عاوزين يشغلوني هنا .. اجمعلهم موضوعات و استبيانات بالقطعة !!
ريم بتفاجؤ : يعني مش هتسافر ؟!
يوسف بتأثر: آه.. مش هسافر !!
ريم : بس انت قولت اني هرتاح لما اعرف .. مفهمتش قصدك ؟!
يوسف : اصل انا حسيت انك مش متحمسة لفكرة السفر دي !!
ريم : صحيح بس انا مش هتبسط لما أحلامك تتهد .. أنت فاهم غلط
يوسف : أنا مقصدتش كده بس يمكن اللي حصل مصلحة لينا
رفعت ريم حاجبيها ثم قالت : أنا بقول متيأسش .. حاول تاني و تالت و عاشر مع مواقع تانية لحد م توصل .. متتنازلش عن حلمك بسهولة يا يوسف !!
يوسف بتعجب : أنا فعلا مش فاهمك !! بتشجعيني ع السفر دلوقتي!! أمال كلامك اللي فات ده كان ايه ؟!!
ريم : عشان كده بقولك انت فاهم غلط .. أنا فعلا حسيت ان السفر هو اولويتك عن حاجات تاني و ده ضايقني بس ده مش معناه اني مش عاوزاك تحقق حلمك و توصل للي انت عاوزه و اكتر كمان بس لو كنت فكرت تفضي خانة واحدة في جدولك لحاجات تاني مهمة برضو كان هيبقي افضل كتييير .. بس معلش
يوسف : ريم .. انتي بجد انسانة مفيش زيك
ريم بابتسامة: لا متبالغش .. اي انسان بيهمه أمر انسان تاني بيبقي كده .. عاوزه يفرح و ينجح و يبقي مرتاح لكن لو هنفكر في نفسنا بس ميبقاش ده اهتمام .. دي تبقي انانية !!
يوسف : اهتمام !! بس كده
ريم : ممكن تسميها معزة .. صداقة .. كده يعني
يوسف: طيب قوليلي.. أنتي لو مكاني تختاري ايه ؟!
ريم : مش هختار .. أنا عندي اقتراح مختلف خالص.. لو قبلته يبقي حلو اوووي
يوسف : اقتراح .. ايه هو ؟!
ريم : ابن خال ماما عايش في دبي و شغال صحفي هناك من زمان .. لو تحب أنا ممكن أخلي ماما تكلمه و تعمل معاهم مقابلة و طبعا حسب مجهودك و كفاءتك يا هتتقبل يا هتترفض، ماما بس هتقترح اسمك و الباقي عليك .. طبعا هم مش هيشغلوك لمجرد المجاملة فلازم فعلا تكون كويس !!
يوسف : انتي بجد غريبة .. انتي اللي بتدوريلي علي فرصة سفر .؟!!
ريم : اه .. عاوزاك تحقق حلمك
يوسف : طب و تفتكري هياخدوني ؟!
ريم : سيبني بس اظبهالك و سيب النتايج علي ربنا طالما بتعمل اللي عليك
يوسف: مش عارف أشكرك ازاي ؟!
ريم : مفيش حاجه تستاهل الشكر .. انا لسه معملتش حاجه بس ان شاء الله خير
يوسف : لحد دلوقتي مش مصدق اللي قولتيه!!
ريم : لا .. صدق و استني مني تليفون .. تمام
يوسف: تمام .. في انتظارك
___________بقلم elham abdoo
أقبلت ياسمين لتطمئن علي ريم بالمرسم لأن لها أكثر من أسبوع متغيبة عنها و تتعلل بالمشغولية لكنها تشعر أن صديقتها تعاني من شئ ما فذهبت كي تعرف ماذا يجري، قصت عليها ريم موضوع السفر من بدايته و حتي اقتراحها عليه بالسفر إلي دبي بعدما وعدته ب تدبير الموضوع له !!
ياسمين بتعجب : انتي اتجننتي!! بتساعديه ع السفر بعد ما فكر يمشي من غير و لا كلمة و لا حتي وعد !!
ريم : طالما ف ايدي اساعده ليه لا ؟؟! خليه يحقق أحلامه و ينبسط
ياسمين : طب و انتي ؟! رقم كام في الجدول ؟!!
ريم : مش مهم .. أنا عاوزة احبه زي ما قال الكتاب !!
وضعت ياسمين يدها تحت فكها و قالت بغرابة : ازاي يا سندريلا ؟!!
ريم : يعني بالمعني الحقيقي للحب..
ياسمين : وضحي معلش …
ريم : يعني الحب اللي يخليني احب اشوفه مبسوط حتي لو سفره هيزعلني .. اني أقدم راحته علي راحتي .. اساعده و أحب نجاحه أيا كانت النتايج !!
ياسمين : طب و انتي ؟! مصيرك هيبقي ايه معاه بعد ده كله ؟! يا عاقلة يا بنت العاقلين؟؟!
ريم : مش مهم .. يمكن نفترق .. يمكن يكون متردد من ناحيتي و محتاج وقت بس انا في كل الاحوال هقف جنبه و اساعده
ياسمين : ده كده احلوت اووي و الجنان زاد عن الحد !!
ريم : و لا جنان و لا حاجه .. بكره اكلم ماما و اخليها تكلم قريبها الصحفي و ربنا يوفق بقي
ياسمين بغير رضي : ده بدل م تحاولي تنسيه و تخرجيه برا حياتك بعد ما قفل كل حاجه عشان يسافر !! انتي غلطانة علي فكرة لو كنتي بتعملي كده عشان تقربي منه و تفضلي متعلقة بأمل و خلاص !!
ريم: لا .. أنا بساعده عشان نفسي يحقق حلمه .. ده حقيقي بجد !!
ياسمين : أنا بحذرك عشان اخرتها قلبك ممكن يوجعك اكتر من لو كل حاجه انتهت دلوقت !!
ريم: أنا مش بفكر في اي حاجه حاليا غير اني اساعده بعدها بقي معرفش و مش عاوزة اخمن او احاول استني هيحصل ايه
ياسمين بغير اقتناع : يعني عاوزة تقنعيني انك هتخليه يسافر و بعدها هتنسيه ؟!
ريم : لا .. مين قال كده .. ده انا هطمن عليه و علي اخباره و هسيب كل حاجه للظروف و مش هفكر و لا استني اي حاجه منه
ياسمين : انتي بتخدعي نفسك عشان متضطريش تنسيه
ريم : و لو .. خليني أخوض التجربة للنهاية و يمكن يتحرك و نكمل مع بعض
ياسمين بأسي : و يمكن لا
ريم : ساعتها يبقي خلاص و مش هموت يعني من غيره .. أنا قوية متقلقيش
ياسمين: ربنا يستر
__________بقلم elham abdoo
عاد يوسف لشقته و علي وجهه بريق الأمل، نظر له علاء و رأي التغيير ظاهرا عليه بشكل واضح فقال : شكله فيه خبر كويس ؟! خير ؟!
روي يوسف ما حدث في المرسم مع ريم فتعجب علاء و قال : ياااااه .. البنت دي بتحاول تفهمك بكل الطرق أنها بتحبك و متمسكة بيك بس البعيد جبلة
ضحك يوسف و قال : هي بصراحة تتحب بس انا اللي ظروفي متلخبطة
علاء : مش ظروفك اللي متلخبطة .. ده عقلك اللي متلخبط !!
يوسف : مش يمكن اللي عملته ده يخلي عقلي يترتب و ارتاح و اريحها ؟!!
علاء : ياريت .. حد يلاقي حد يحبه كده و يسيبه !!
صمت يوسف و هو يستعيد وجهها الجميل المريح الذي أسعده اليوم و أذاب غضب قلبه من تلك الرسالة كشمعه اشتعلت بنار و ذابت علي مهل !! ..
قال كي يبدل الموضوع : تيجي نكمل القصة ؟!
علاء : يلاااا
_______بقلم elham abdoo
دخل اليوزباشي جلال و بصحبته إيفان إلي الحفل و بدأ كلا منهما يبحث عمن يريد فبينما كانت عينيّ جلال تبحثان عن حفيظة هانم او سالم بحث إيفان بعينيه عن كاريمان في وجوه كل الفتيات حتي وقعت عينه عليها في رداءها الحريري المخملي الفريد!! كانت منشغلة في النظر لسالم الذي يجلس بجوار والدته و أمينة!! قال جلال لايفان : عذراً منك فأنا سأذهب إلي السيد سالم .. هل ستأتِ معي ؟!
أشار إيفان بيده للجهة الاخري و قال : لا .. أشكرك.. أريد التحدث ل كاريمان هانم
جلال : و هو كذلك ..
انفصلا و ذهب كلا منهما إلي جهته
رأت كاريمان إيفان مقبلاً تجاهها فنظرت لوالدها الذي كان في أحد الجوانب منشغلاً يتحدث مع رجلاً من معارفه، تمنت لو يعبر ذلك الموقف دون حرج ثم وقفت أمامه حتي اقترب و ألقي عليها التحية فقالت : أهلا بك يا إيفان.. متي جئت من أسوان ؟! و كيف عرفت عن الحفل ؟!!
إيفان: في الحقيقة لم أكن اعرف شيئاً عن كل ما حدث لكم هنا و سبب مجيئي مختلف تماما !!
كاريمان : ما السبب اذن ؟!
إيفان بحرج : في البداية الحمدلله علي عودتكم سالمين و لكن برأيي يجب أن تعودي لأسوان في أقرب وقت ممكن !!
كاريمان بقلق : لمَ ؟! هل حدث شئ سئ هناك ؟! هل اقمتم حفل الافتتاح ام تأجل ؟! ثريا أختي هناك فهل ساعدتكم ؟!
نظر إيفان للأسفل مع ابتسامة اعتراض ثم رفع عينيه و قال : ثريا !!! ليتها لم تأت من الأساس .. للأسف أنني أقول هذا لكِ !!
زاد قلق كاريمان فقالت : ماذا فعلت ثريا ؟! هل افسدت الامر؟!
إيفان: منذ أول دقيقة لوصولها أقصتني عن الإدارة و التنسيق للحفل و قالت أنكِ أعطيتها التصريح لتحل محلك بكل شئ و ليتها بعد هذا فعلت حسنا بل دمرت حفل الافتتاح علي نحو سئ و لقي ما فعلته استهجان المدعوين و علي رأسهم كبير الأطباء السيد غالي نجم !!
كاريمان بتفاجؤ: يا للهول .. لم يكن ينقصنا سوي ذلك !!
إيفان: الحفل تدمر و انتهي قبل أن يبدأ و أٌغلق المشفي من جديد بعد رحيل أختك من اسوان !! فأتيت لأعرف كيف سنصلح ما حدث ؟!!!!
كاريمان بتساؤل : هل رحلت ثريا من هناك ؟!
إيفان: نعم .. من ليلة اول أمس .. ألم تتقابلا ؟!
كاريمان : مطلقاً .. لم تظهر قط و هذا مقلق جدا
إيفان: ربما بقيت في بيتها ؟!
أقبل منصور بك عليهما بغير رضي عن مشهد وقوفهما سويا أمام المدعوين مرة أخري بعد الكلام الذي أشيع عنهما في حفل سابق بنفس المكان فقال في استهجان : أيها الطبيب !! ربما أتيت بنية حسنة و لكن يكفي ما حدث في نفس المكان منذ مدة .. أليس كذلك ؟!
إيفان بحرج : عذرا منك منصور بك و لكن هناك أمور هامة ابلغتها لكاريمان هانم للتو ..
ثم وجّه حديثه نحو كاريمان مرة اخري و قال : سأنصرف الآن و سأنتظر خبراً منكِ .. أنا مقيم بفندق ” لا روز ” إن اردتِ ابلاغي بشئ .. بالاذن منكما ..
غادر إيفان فقال منصور بك لكاريمان بغضب : ما هذا التبجح !! يأتي إلي هنا مرة أخري و يقف معكِ أمام الجميع !!
كاريمان : أبي.. هناك أمر اهم الآن يجب أن نفهمه !!
منصور بك باهتمام : ما هو ؟!
كاريمان : ثريا .. اتت من اسوان لهنا منذ اول امس فلمَ لمْ تظهر أو تأتِ إلينا .. لا هي و لا فاضل أفندي زوجها ؟!
منصور بك بتعجب : هل ذاك الطبيب هو من قال لكِ ؟!
كاريمان : نعم .. كلانا يعرف ثريا و غيابها هذا مقلق جداا
منصور بك : هيا بنا اذن نذهب إليها و نفهم سبب اختفائها ..
كاريمان : هيا ..
التفت منصور بك ليبحث عن عزيز فقالت كاريمان : اتركه الآن يا ابي فهو حتما مع تلك اللزجة في مكان ما ..
منصور بك : و حفيظة هانم.. فهي من دعتنا و اقامت الحفل لأجلنا فيجب ابلاغها بمغادرتنا
كاريمان :أنا ايضا لا اراها …دعنا نذهب الان ثم نعتذر لها فيما بعد
منصور بك : إذن هيا بنا ..
انصرفا علي عجل تاركين الحفل قبل أن ينتهي
________بقلم elham abdoo
في ذات الوقت كانت هناك محادثه أخري تُجري بين جلال و عائلة سالم بعدما ألقي عليهم التحية و جلس معهم
جلال : عمتم مساءاً ..
السيدة بثينة : مساءك سعيد أيها اليوزباشي، لولاك لما كنا نحتفل الآن!!
سالم : صحيح .. روت لي أمي عن دورك الوطني الوفي الذي قمت به .. أقدم لك عظيم شكري و امتناني ..
جلال بوجهٍ قلق : لا شكر علي واجب و لكن …
سالم باهتمام : هل هناك شئ جديد ؟! وجهك غير مرتاح !!
جلال : منذ قليل جاء كابرييل الضابط المكاف الجديد و قال لي أن هوارد طلب نقله إلي منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة كي يفتش و يبحث وراء المهندس صلاح رفيقكم بالتفجير !! و بالفعل تم القاء القبض عليه !!
سالم : و ما الذي أمسكوه عليه حتي تمَكنوا من القبض عليه
جلال: قال كابرييل أنهم عرفوا أنه يجتمع مع مجموعة شباب من المتمردين و لذلك يحققون معه و مع بعض منهم ..
سالم : هوارد هذا وضع في عقله النبش وراء الموضوع حتي يصل نهايته !!
جلال : نعم .. لابد أن نفكر بحل يستبق خطوات هوارد لأننا لا نعرف ما قد يفعله مع صلاح و البقية حتي يعترفون !!
سالم : بالرغم من ثقتي الكبيرة في صلاح و البقية و لكن يجب أن نقف بجوارهم و نساعدهم لاخراجهم من تخطيطات ذلك الشيطان و لكن كيف ؟!!
جلال : لا أعرف.. لكن يجب أن نفكر و بشكل سريع ..
سالم : سأحاول ايجاد حل في أقرب وقتِ ممكن ..
التفت جلال في المكان الذي وقف فيه إيفان مع كاريمان منذ دقائق فلم يجدهما فقال : هناك صديق لكم يدعي إيفان، جاء معي ل هنا و بحث عن كاريمان هانم لكنهما اختفيا من مكانهما الآن !!
نظر سالم في كل الارجاء فتأكد من مغادرتها فامتعض ثم قال : نعم .. هو فقط يعمل مع كاريمان !!
السيدة بثينة بتهكم : نعم .. و لهم في هذا المكان ذكريات لا تُنسي
ابتسمت أمينة و قالت : أتوق لمعرفة ماهية تلك الذكريات!!
انتهرهما سالم و قال : لا داع لقول ذلك الآن فكل ذلك بقي في الماضي
السيدة بثينة : يظهر أن الماضي سيعود من جديد !!
غضب سالم في داخله كثيراً و قال : أين حفيظة هانم فأنا متعب و أود الاعتذار و الذهاب لاستريح !!
جلال : أنا أيضا وددت لقاءها لكنها لم تظهر أمامي منذ أتيت !!
السيدة بثينة : ربما ذهبت لترتب أمراً و ستعود !!
سالم : اذا لننتظر قليلاً حتي تأتي
________بقلم elham abdoo
أما حفيظة هانم فكانت في القبو بعدما نجح الفخ الذي أعدته لابنة اختها و خطيبها الماكر !!
وقفت أمام الباب و خلفها زوجين من الحراس مفتولي العضلات، قويا البنية ..
أمسكا بعزيز و قيداه بإحكام في أحد الكراسي بينما وقفت فاتن في وضع لا يُعد فيه الاحراج كلمة معبرة!!
نظرت لها حفيظة بألم و حزن و خزي اجتمعوا مع الكثير من الشفقة لحالها الذي يُرثي له ..
لم تقوي فاتن علي رفع عينيها في وجه حفيظة هانم التي قالت لها بشكلٍ مقتضب : اذهبي من بيتي .. لا تراكِ عيني بعد الآن!!
ظلت فاتن متسمرة في مكانها كجماد، مطأطأة رأسها لأسفل و لا يُسمع منها سوي صوت شهيق الدموع !! صرخت بها خالتها و قالت : اذهبي الآن.. هيا
هربت فاتن من باب الخدم حتي لا يلاحظها احد و اندفعت للخارج لا تكاد تصدق ما حل بها !! أما عزيز فقد نظر لحفيظة بعينيها كمن لم يفعل اثماً مما جعلها تُستفز بشكلٍ أكبر فقالت لشوكت : اذهب يا شوكت أفندي و أحضر الشرطة لذلك اللص كي يخرج مقبوضاً عليه أمام الجميع !! ربما حينها يشعر بخطأه و يكف عن تبجحه !!
هنا نطق عزيز و قال : حفيظة هانم .. أنا أخطأت بالطبع لكن لا ذنب لعائلتي في الفضائح فمن فضلك اختاري لي اي عقاب و لكن لا داع لعقاب أسرتي معي !!
حفيظة هانم: انتم اللصوص هكذا دائما ، تفعلون الرذائل ثم تخشون كشفها أمام الناس !!
عزيز: صدقيني .. لولا حاجتي ما كنت فعلت و ابي كما تعلمين كف عن اعطائي المال منذ زمن !!
حفيظة : لذا سخّرت فاتن الحمقاء كي تسرقني !! أيها السافل !!
عزيز : صدقيني كنت أنوي ردهم في أقرب وقت و يمكنك أن تسألي فاتن اذا اردتِ ..
حفيظة هانم : لن أسأل عن شئ أيها اللص .. أريد أموالي حالا و الا سأفضحكم جميعاً و لن يهمني أحد !!
عزيز : سأحاول جمع المال لكِ بالطبع و لكنني احتاج وقتاً
حفيظة هانم : اذن .. أحضر لي ورقاً يا شوكت و ستقوم بالامضاء علي وثيقة تثبت أنك مجبر علي دفع المبلغ كامل لي قبل مرور أسبوع من الآن!!
عزيز : أسبوع مده صغيرة جدا .. لن استطيع جمع مثل هذا المبلغ الكبير!!
حفيظة هانم : تفاصيلك هذه لا تهمني !! أمامك اسبوع و بعدها سأذهب لعائلتك و اطالب بمالي المسروق ووقتها لن تستطيع رفع عينك أمامهم!!
عزيز : و هو كذلك .. اسمحي لهم بفك قيودي الآن!!
ابتسمت حفيظة هانم بتهكم : لا .. ليس الآن فستظل هنا برفقة المال الذي اردته كثيرا و لكنك ستبقي مقيداً عاجزاً عن مد يدك نحوه !! ستظل هنا حتي اسمح لك بالخروج !!
عزيز : إلي متي ؟! فأنا أريد الخروج لتدبير المال ؟!
حفيظة هانم: ليس بعد!!
تركته حفيظة هانم بعد أن أغلقت عليه و اوكلت للحارسين بالوقوف أمام باب الغرفة دون تركها للحظة حتي الغد!!
________بقلم elham abdoo
وصل منصور بك برفقة ابنته كاريمان للقصر الذي تقطن به ابنته ثريا، الوقت كان في حدود العاشرة و الأضواء الخارجية فقط مشعلة اما القصر فبدي مظلما !!..
سأل منصور بك احد الحراس: هل ثريا هانم و زوجها و ابنتها هنا ؟!
رد قائلا : ثريا هانم بالداخل أنا فاضل أفندي و هدي هانم فقد خرجا منذ اول الصباح في نزهة و لم يعودا!!
كاريمان : نزهة !!
منصور بك : هيا للداخل ..
دخلا و لم يجد أحداً مستيقظاً من الخدم فالجميع خلدوا للنوم باكراً، قصدا جناح ثريا الذي به غرفة نومها و دخلا .. وجدا المنظر الذي جعل صدمتهما في أوجّها !!
ثريا مقيدة في كرسي و نائمة من كثرة الإرهاق!!
أيقظتها كاريمان بهدوء بينما بدأ والدها في ان يزيل القيود التي كانت محكمة بقوة !!
قالت كاريمان : ما هذا الذي حدث ؟! أنا لا أفهم !!
منصور بك : هل هذا لص ام ماذا ؟ ة أين ذهب زوجك و ابنتك و تركاكِ هكذا ؟!
كانت ثريا في حالة وهن و ضعف و صدمة و لم ترد علي تساؤلاتهما فاحضرت كاريمان الماء لتعطيها فارتشفت رشفتين و اكتفت ثم قاما برفعها من كتفيها حتي وصلت لسريرها و ارتخت عليه لتستريح و هنا صمت أباها و اختها كي يعطيانها فرصة لتهدأ قبل أن يسألا من جديد عما حدث !! لكن لم تمض دقيقتين حتي بدأت في البكاء الصامت و النحيب!!و قالت في النهاية : هدي !! خطفها و هرب !! أريد ابنتي هدي !!
سمعا ما تقول فأصبحت صدمتهما أكبر!!
__________بقلم elham abdoo
في قصر ياقوت بك انتهي الحفل الذي انسحب جميع افراده الذين اقيم من اجلهم سريعاً في غموض فعند خروج حفيظة هانم من القبو للمدعوين كانت كاريمان ووالدها قد غادروا و أيضا سالم و أسرته !!
قضت ما تبقي منه بفتور لكنها حاولت الظهور بشكل طبيعي و عندما لاحظ البعض غياب فاتن قالت أنها توعكت فذهبت لتستريح!!
عندما ذهب الجميع و بقيت بمفردها، ارتمت بثقل قلبها علي أحد الارائك و جلست بصمت و ألم عميق ثم احست بضيق صدرها فخرجت للحديقة و هناك رأتها ..
جالسة كقطة شريدة خائفة دون مأوي !! فاتن التي اخذتها منذ طفولتها و اعتنت بها من كل الجوانب كما لو كانت ابنتها الحقيقية فعلت بها هكذا!! استحَّلت سرقتها و خداعها و الاكثر ألماً هو عدم ترددها أو ندمها بل أكملت في ذلك الطريق للنهاية بلا تراجع!!
رأتها تستند بخنوع و خوف علي سور القصر بجانب شجرة صغيرة فايقنت أنها خافت من العودة لمنزل والدها بعد كل تلك السنوات!! فماذا ستقول و كيف ستبرر ؟!! أشفقت عليها برغم ما فعلت فحبست دموعها بصعوبة و ذهبت ووقفت أمامها مباشرة و قالت : أمازلتِ هنا ؟! لمَ لمْ تذهبي إلي الآن أيتها المخادعة الخائنة؟!
ارتفع صوت بكائها و قالت بانكسار: سامحيني يا خالتي فأنا أخطأت بحقكِ كثيراً لكن لا تفرطي بي هكذا .. ارجوكِ
حفيظة هانم : و لمَ فرطتِ انتِ بي ؟! هل استحق هذا اللص ما فعلتي من اجله ؟!
لم يسأل عن مصيرك حتي أو يدافع عنك بكلمة واحدة فكل ما شغله هو ألا يُفضح هو أو عائلته !! هل استحق خيانتك لي ؟!!
حاولت الاقتراب و احتضان خالتها لكنها ابتعدت و قالت : لا .. قد كسرتِ ثقتي فيكِ و حطمتِ محبتي لكِ فلا يمكن أن يعود كل شئ كالسابق !! لا يمكن !!
فاتن بألم : هل طردتني من قلبك يا خالتي كما طردتني من قصرك منذ قليل!!
حفيظة هانم بأسي و صعوبة : رغم ما فعلتِ لكنك ابنة اختي لذا لن امحيك للنهاية و لكن لن تظلي أمامي بعد الآن
فاتن : ماذا يعني هذا ؟!
حفيظة هانم : نامي بغرفتك الليلة و احزمي امتعتك لأنكِ في الغد ستذهبي للعمل في المزرعة وسط الفتيات اذا اردتِ و ستنامين معهم تحت إشراف مدبر المزرعة ..
بكت فاتن و قالت : هل سأصبح عاملة أمام من كنت أمامهم سيدة !!.
حفيظة هانم : نعم ..أنتِ من اخترتي هذا لنفسك بأفعالك .. لو قبلتِ ستكون العربة التي ستقلك في انتظارك غدا امام القصر و إن لم تقبلي فأسجعلهم يوصلونك لبيت والدك .. هل تتذكريه؟!
فاتن بألم : نعم .. لم انس اصولي الفقيرة ابدا و لا امانع في العودة لكنني أخجل من قول الاسباب و الاستجواب فمهما قلت من حجج لن تُصدق !!
حفيظة هانم : كما قلت لكِ : الاختيار لكِ
انصرفت حفيظة هانم و تركتها تبكي بدموعِ منهمرة دون انقطاع !!
_________بقلم elham abdoo
بعدما روت لهما ثريا ما حدث وجدا صعوبة كبيرة في تصديق إمكانية أن يفعل فاضل أفندي بشخصيته المعهودة شيئا كهذا !!
منصور بك : أيعقل؟! فاضل أفندي فعل كل هذا و هرب ب هدي!!
ردت ثريا بدموع : أنا أيضاً كنت في صدمة .. كيف يفعل شيئاً كهذا ؟! كيف جرؤ ؟!
كاريمان : هذه عاقبة الكبت لسنوات!!
نظرت لها ثريا بلوم: وجدتِ فرصتك لتلقي عليّ باللوم!!
اقتربت منها كاريمان بحنو و قالت : لا تحزني .. لم أقصد يا اختي لكن ما قصدته هو انكِ كنتِ قاسية معه و هذا ما أدي إلي فعلته هذه!!
منصور بك : ظن أنكِ أصبحتِ وحيدة فتجرأ عليكِ بالطبع!! لكنني لن أتركه .. لا تقلقي يا ابنتي .. سأبحث عنه في كل مكان حتي اجده و ساحاسبه
ثريا : ما يهمني الآن هو عودة هدي .. أريد ابنتي يا أبي
منصور بك بانفعال: سأجدها و ستبقي معكِ .. لا تقلقي .. حاولي أن تستريحي الآن حتي نجدها و لا تفكري بأي شئ
كاريمان : سأوقظ أحد الخدم ليعد لكِ شيئا تأكلينه فأنتِ علي ذلك الكرسي منذ الصباح !!
ثريا : لا أريد أن آكل.. أريد هدي
كاريمان : بالطبع سنحضرها لكِ في أقرب وقت لكن يجب أن تجدك قوية عندما تأتي لذا يجب أن تتغذي جيدا .. من فضلك يا اختي
أومأت ثريا بالقبول فذهبت كاريمان لابلاغ الخدم بينما جلس منصور بك إلي جوارها و أخذها بين أحضانه ليطمئنها ..
______بقلم elham abdoo
في الصباح الباكر ورد إلي المخفر أمرا بإرسال بلاغ لكل الهاربين في قضية هوارد لان السير ابراهام يريد رؤيتهم اليوم فأرسل اليوزباشي جلال رسولين أحدهما لقصر الراعي و الآخر لمنزل سالم للابلاغ ..
________بقلم elham abdoo
بقيت حفيظة هانم مستيقظة و مغمومة حتي الصباح و عندما جلست وحيدة علي مائدة الإفطار تذكرت فاتن و كم كانتا تجلسان معاً كأم و ابنتها و تتحدثان، تذكرت كيف تمنت رؤيتها عروس سعيدة و كم فعلت من أجلها و كم تغاضت عن عزيز و أفعاله و شعورها المرتاب تجاهه، نزلت دموعها بألم فخرجت من باب القصر ووقفت تنظر فاتن و هي تصعد العربة متجهة نحو المزرعة!!
رغم ألمها مما فعلته بها لكنها تري أن فاتن تحتاج لرؤية العالم من الجانب القاسي كي تتعلم و تفهم و تستوعب فما حدث منها أغلبه سذاجة و حماقة عن غير وعي!! سمحت لوغد مثل عزيز باستغلالها و تساهلت في السرقة و الخداع دون تردد لذا يجب ان تُسحق و تعاني كي تنضج و تتغير !!
________بقلم elham abdoo
أما عزيز الذي قضي ليلته داخل القبو مقيداً و محملقاً في زكائب المال ظاناً أنه سيتم تحريره في الصباح فقد كانت تنتظره مفاجئة غير سارة !!
انفتح باب القبو فرأي حفيظة هانم التي أشارت لزوج الحراس عليه ففكا قيوده من علي الكرسي لكنهما قيدا يديه ببعضهما و جراه جراً فبدأ يصرخ و يستائل و ينادي لحفيظة هانم قائلا: ألم نتفق أمس يا حفيظة هانم و لذلك وقعت علي ورقة المديونية !! أريد أن أخرج لتدبير المبلغ من فضلك !!
ضحكت حفيظة هانم باستهزاء و قالت : كم أنك غبي !! هل سأتركك مجداً أيها الثعلب !! مالي سأجلبه بطريقتي !!
اقتادوه لعربة كانت متوقفة أمام الباب بينما صعدت حفيظة هانم في عربة أخري
انطلقت العربتان في طريقهما بينما ظل عزيز يتساءل عن وجهتهم دون أن يجيبه أحد !!
_______بقلم elham abdoo
وصل الرسول لمنزل سالم في الصباح فاقلقه كثيرا لكنه لم يخبر والدته و أمينة كي لا ينتقل قلقه اليهما و علل خروجه بقضاء بعض الأعمال قبل عودته المرتقبة لأسوان ..
انطلق بعدها أولا لقصر الراعي للتباحث معهم بالأمر قبل الذهاب لمكتب السير ابراهام..
في ذلك الوقت وصلت عائلة الراعي من قصر ثريا لقصرهم و قد كانت ثريا في حالة نفسية صعبة حزناً علي غياب ابنتها، ساندها كلا منهما من جانب و اصعداها لغرفتها كي تستريح بينما نزل منصور بك لأسفل و استدعي خدمه و العاملين لديه و أعطاهم أمر بالبحث عن فاضل أفندي و حفيدته في جميع شوارع و ازقة المنصورة حتي يجدوا أثره..
دخل سالم بعدها للقصر ليجدهما متجهمين فسأل قائلا: هل وصلكما الخبر ايضاً
كاريمان : اي خبر ؟!
سالم : السير ابراهام يريد أن يلتقي بنا اليوم .. ألم يصلكم الرسول ؟!
منصور بك : وصلنا للتو من قصر ابنتي ثريا فربما أتي و ترك الرسالة و لم يجلبها الخدم بعد !!
سالم : ماذا سنفعل اذن ؟! برأيكما هل طلبه لنا له علاقة بما قاله جلال أمس؟!
كاريمان : و ماذا قال جلال ؟! لم يبلغنا بشئ !!
سالم بتهكم : نعم فانتِ انشغلتي مع ايفان بالأمس و عندما بحث عنكما جلال فيما بعد لم يجدكما
منصور بك : نعم .. غادرنا بسبب أمر طارئ و لكن ماذا قال جلال ؟!
سالم : هوارد يسعي وراء القضية في القاهرة و أمر بالقبض علي صلاح شريكي بالتفجير .. هل لذلك علاقة باستدعاء ابراهام لنا اليوم؟!
منصور بك : لا اعتقد فلو الأمر ضروري كان أرسل قوة للقبض علينا و ليس مجرد استدعاء !!
كاريمان : نعم .. هذا منطقي و لكن ماذا سنقول إن سأل عن أمور تخص يوم الحادثة ؟! يجب أن نتفق أولا قبل الذهاب
سالم : لنقل أن ذلك اليوم كلا منا كان بمنزله و لم نتقابل الا في عزاء رياض و إن كل الرواية التي قالها هوارد ملفقة
كاريمان : و ماذا عن صلاح ؟!
سالم : سأقول انه كان صديق رياض و قد عرفني عليه خلال زيارتنا للقاهرة و قضينا يومين معاً لا أكثر!!
منصور بك : لعل تلك المقابلة تمر بسلام
كاريمان : أتمني فقد وصل حد التوتر للدرجة القصوي.. ليتنا ننعم ببعض السلام !!
سالم : إذن هيا بنا كي لا نتأخر و لكن .. أين عزيز ؟!
كاريمان : اوووه .. قد نسيناه منذ أمس و لكن لمَ لمْ يأت إلي الآن.. هل قضي ليلته عند نسباءه؟ !!!
لم تكمل كاريمان جملتها حتي دخلت حفيظة هانم إلي عندهم بعدما دفعت الباب بعنف و من خلفها ظهر عزيز مقيداً بالحبال و زوج الحرس يحيطانه من اليمين و اليسار في منظر صادم ومخجل !!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *