رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 البارت الحادي والخمسون
رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الحادي والخمسون
رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الحادية والخمسون
لَقد هَمَّ قيسٌ أنْ يَزجَّ بِنفْسِهِ
ويَرْمِى بها مِنْ ذُرْوَة الجَبَلِ الصَّعْبِ
فلا غرو أن الحب للمرء قاتل
يقلِّبُهُ ما شاءَ جَنْبَاً إلى جَنْبِ
أنَاخَ هَوَى لَيْلَى بِهِ فَأذابَهُ
ومن ذا يطيق الصبر عن محمل الحب
فيسيقه كأس الموت قبل أوانه
ويُورِدُهُ قَبْلَ المَماتِ إلى التُّرْبِ
_امرؤ القيس
_____________________
<“سقـ ـطت الضـ ـحية الأولى، في إنتظار سقو.ط المزيد”>
لربما في بعض الأحيان يكون التبجـ ـح مستوحى مِن اللا شيء، أن يكون المرء ير.تكب الكوا.رث ويفتعل المشكـ ـلات وفي نفس الوقت يقف متبـ ـجهًا مستعينًا بدور الضحـ ـية المسـ ـكينة التي كانت المظلو.مة في رواية أحدهم، في بعض الأحيان يسير الوضع على محمـ ـل الجد حيث يتخذ أمورًا أخرى لَم تكُن في الحُسبان، حينها ينتظر صاحب الحـ ـق إستـ ـرداد الحـ ـق مِن صاحب التبجـ ـح والمسـ ـكنة الزا.ئفة، في بعض الأحيان أو بشكلٍ مستمر يستحق أن يكون الإثنين معًا أن يكون في الصباح المتبجـ ـح المز.عوم وفي المساء الضـ ـحية والمسـ ـكين الحزين الذي تكا.لبوا عليه البشر لتلقـ ـينه درسًا قا.سيًا.
كانوا ثلاثتهم يتابعونه بأعينٍ كالصـ ـقر منتظرين اللحظة الحا.سمة التي ستكون بالنسبة إليهم ساعة الصفـ ـر، فيما حاوطونه الفتـ ـيات السا.خطات يتد.للن عليه ليتجاوب هو معهن سريعًا مغـ ـيبًا عن العالم الخا.رجي محا.طًا بدائرة الفسا.د، فقد شَرِبَ المشروبات المحر.مة ويجلس في ملـ ـهى ليلي وسط السا.خطات يفعل ما حـ ـرمه الله ظنًا أنه الخا.رق المميز وليس كأنه أذنـ ـب أمام ربه ذ.نوبٌ تُكـ ـلف المرء الكثير والكثير.
زفـ ـر “شـريف” بعمـ ـقٍ وجلس بأر.يحية وهو يرا.قبه وكأنه يتحـ ـقق مِن فريـ ـسته التي جاءت لتسـ ـد جو.عه الذي لازمه لأيامٍ حتى أصبح كالأ.سد الجا.مح الذي سـ ـعى في البحث لمئات السنوات حتى رآها أخيرًا تسير متد.للة ليحين موعد سقو.طها بين عـ ـرين الأسـ ـود.
كانا كلًا مِن “مُـهاب” و “وهـيب” يجاوران بعضهما البعض وهما ينظران إلى أول أعد.اءهما وهما على أتم الإستعداد للإنقـ ـضاض عليه ليأتيا بحـ ـق صديقهما المسـ ـكين الذي كان ضحـ ـيةٌ لهم، ضحـ ـيةٌ مسـ ـكينة كل ما أقترفه في حـ ـقهم أنه كان بعـ ـيد كل البعـ ـد عنهم، وكأنه قام بعز.ل نفسه عن العالم الخا.رجي الذي كان كالفيـ ـروس القاتـ ـل.
رؤيتهما إليه وهو يضحك ويتغا.زل بالفتـ ـيات وكأنه لَم يكترف لأمر هذا الشا.ب المسـ ـكين الذي قد د.مر حياته يجعلهما في أشـ ـد غـ ـضبهما وقد تفا.قم غضـ ـبهما داخل أود.جتهما ليتو.عدان إليه بالو.يلات متمنين سقو.طه بين أيديهم ليتلـ ـذذان بتعذ.يبه مثلما يشاءان.
_مش قا.در أتحمل أكتر مِن كدا، الو.اد سـ ـكران ومُغـ ـيَّب عن العالم عمال يعاكـ ـس فـ دي ويبُص لـ دي وير.قص مع دي وكأنه بـ ـريء معملش حاجة مخلَّية الجـ ـنونة تقو.م جوايا، همو.ت وأجيبه مِن رقـ ـبته أمو.ته فـ إيدي.
نطـ ـق بها “مُـهاب” بنبرةٍ حا.قدة وهو يضغـ ـط على أسنانه را.مقًا إياه بنظراتٍ كالذ.ئب المفتـ ـرس الذي يحو.م حول فريـ ـسته التي سيقوم بسـ ـد جو.عه بها، فيما أبتسم “شـريف” ومدّ كفه وربت على فخذ الآخر وقد أجابه بنبرةٍ أكثر هدوءًا وقال:
_متتسر.عش يا “مُـهاب”، متتسر.عش يا حبيبي هيقـ ـع دلوقتي تحـ ـت إيدينا وما هيسـ ـلَّم مِن تحـ ـت إيدينا، صبرًا مسير الصنارة تغمـ ـز ويـ ـقع.
مسـ ـح “مُـهاب” بكفيه على وجهه بإنفعا.لٍ واضحٍ ظهر على حركة جسـ ـده وكفيه اللذان إرتـ ـعشا بوضوحٍ، فيما كان “وهـيب” هادئًا كالمعتاد، في الحـ ـقيقة هو شخصٌ مثـ ـير للإ.هتمام حيثُ شخصيته الها.دئة دومًا حتى في أصعـ ـب الموا.قف والأزما.ت التي تلحـ ـق بهم، وكأنه لا يكترث كثيرًا، أو أنه شخصٌ لا يُبالي وإنطو.ائي أكثر مِن اللا.زم، لا أحد يعلم ماذا يحدث بدا.خله الآن.
وبعد مرور الوقت لا شيء قد حدث يُـ ـثير الإ.هتمام إلا حينما جاءت لحظتهما الحا.سمة حينما أقتربت إحدى الفتـ ـيات مِن موضع ثلاثتهم وهي تتد.لل في خطوات سيرها، فيما شعر “وهـيب” بكهر.باء تضـ ـرب جسـ ـده حينما رأها تقترب مِن موضعهم بتلك الطريقة ليشعر سـ ـريعًا بالإشمـ ـئزاز نحوها فقد كان دومًا يشمـ ـئز مِن تد.للهن أمامه في كل مكانٍ يذهب إليه.
يشعر أنه لا يتناسب مع كا.ئناتٍ كتلك فهو يرى نفسه دومًا زاهِدًا وقد تأقلم على الزهد وأتخذه قا.موسًا ومنهـ ـجًا في حياته حينما رأى أنه لا يلـ ـيقُ مع فتا.ةٍ مِن جـ ـنس “حواء”.
وقـ ـفت الفتا.ة أمامهم ويدها تتو.سط خصرها المنحـ ـوت الذي أظهـ ـرته ملابسها الكا.شفة والفا.ضحة، حاولت التد.لل على أحدٍ مِن ثلاثتهم ليأتيها الردّ مِن “شـريف” الذي أبتسم إليها إبتسامة جانبية سو.د.اء لثوانٍ معدودة لتُيقن أنها إستطاعت السيـ ـطرة عليه ليُفا.جئها هو حينما أنتفـ ـض في مجلسهِ وأقترب مِنها بنصفه العلـ ـوي وهتف بنبرةٍ حا.دة مطـ ـبقًا على أسنانه:
_يمين بعظيم ما هعيد كلامي مرة تانية، ولو عيدته هيكون بـ غو.جة تسلم على حلاوتك دي، فاهمة يا قطة؟.
حركت هي رأسها سـ ـريعًا تؤ.كد على حديثه بعد أن ظهر خو.فها بوضوحٍ على معالم وجهها، فيما أتسـ ـعت إبتسامته أكثر تجاور معالم وجهه الحا.دة ليقول بنبرةٍ لَيـ ـنة:
_شاطورة يا قمورة، أحبّ البـ ـنات المطيـ ـعة اللي بتسـ ـمع الكلام على طول، عايزك بقى زي الشاطرة كدا تنفـ ـذي اللي هقولك عليه بالحرف الواحد، تروحي للطرابيزة اللي قاعد عليها ***** دا وملمـ ـوم حواليه البـ ـنات مبسوط بيهم تاخديه معاكِ لـ “سوسو” الرقا.صة أنا متفـ ـق معاها على كل حاجة لا أكتر ولا أقـ ـل، ودي حلاوتك مقدمًا.
أنهـ ـى حديثه وهو يمدّ يده بالعديد مِن الوريقات النقدية لها لتلتمع عينيها سـ ـريعًا ويسـ ـيل لعا.بها بطـ ـمعٍ بائنٍ، وقبل أن تلتقـ ـطهم مِنهُ منـ ـعها هو حينما رأى الطمـ ـع يغـ ـلف مُقلتيها، نظرت إليه بتعجبٍ ليقوم هو بتحذ.يرها بقوله الحا.د:
_عارفة لو فكرتي تلا.وعي أو تتذاكي عليا وتاخدي الفلوس وتجـ ـري؟ هجيـ ـب أبوكِ قبل ما أجـ ـيبك أنتِ شخصيًا، وساعتها الغو.جة هتسـ ـلم على أبوكِ وهتو.جب معاه تو.جيب جا.مد أ.صلي مـ ـربيها على الأ.صول ومبتـ ـقلش بأ.صلها، أنتِ لسه متعر.فنيش وأنصحك متعر.فنيش، أمين؟.
أنهـ ـى حديثه المهـ ـدد إليها ليأتيه الردّ سـ ـريعًا عن طريق إما.ءات سـ ـريعة متتا.لية ليُشير هو إليها بالذهاب را.مقًا إياها نظرةٍ مهـ ـددة لتركض هي سـ ـريعًا بعد أن أخذت النقود عازمةً على تنفيـ ـذ مطلبه دون تـ ـردد، فيما نظر هو إليهما مبتسم الوجه والخـ ـبث يتطا.ير مِن مُقلتيه منتظرًا اللحظة الحا.سمة.
مر الوقت بهم سريعًا حتى بدأ يرى الفتا.ة تسـ ـحبه خـ ـلفها تجاه سا.حة الر.قص خصيصًا حينما ظهرت تلك المد.عوة “سوسو” أمامهم، حينها ر.مق الشا.بين نظرةٍ ذات معنى ثم نهض مِن مجلسهِ وقد لَـ ـحِقا هما بهِ سـ ـريعًا، كانت خـ ـطتهم سهلة وذكية، فيما كان هو مغـ ـيبًا لا يشعر بالمؤ.امرة التي تحدث ضـ ـده الآن كل ما يشغـ ـل تفكيره الر.قص والتغز.ل بتلك والضحك مع الأخرى.
وقفا الشا.بين في الرو.اق المؤدي لإحدى الغرف وهما يجهزان أغراضهما مِن حـ ـقنٍ ومحارم مُخَـ ـدِرة وحـ ـبلٌ متـ ـين كي يُكـ ـبلانه بهِ والز.ج بهِ إلى المخزن، أتخذوا أماكنهم ليرى “شـريف” الفتا.ة تنظر لهُ وتُعطيه إشا.رتها في نجاح ما أراده مِنها ليُعطيها كذلك إشا.رته في إستكمال طريقها.
وبالفعل أخذته معها وهي تقترب مِنهم ليلتـ ـفت “شـريف” لهما يُعطيهما الإشا.رة الأ.خيرة ثم عاد يتابعها بعدما أخـ ـتبأ في الز.قاق المتواجد بين الغرفتين ليراها تَمُر مِن أمامه بهِ وهُنا فقط شعر أنه يريد الإنقـ ـضاض عليه وتسـ ـديد اللكما.ت العنـ ـيفة لهُ حتى يمو.ت ويُلـ ـقى حد.فه، فيما ولجت بهِ إلى الغرفة وقبل أن يتفوه هو بحرفٍ واحدٍ أو يقترب مِنها رأى “مُـهاب” أمامه يولج رفقة “وهـيب” ويقفان خـ ـلف الفتا.ة ينظران لهُ نظرة الذ.ئب الجا.ئع.
نظر هو لهما قليلًا وهو يشعر بالأ.لم بدأ يعـ ـصف برأسه وتبدأ الرؤية تتشو.ش أمامه، أنسـ ـحبت الفتا.ة مِن المكان وذهبت تاركةً ثلاثتهم مع بعضهم البعض في لحظةٍ تتأهـ ـب فيها الحو.اس وتُحبـ ـس فيها الأنفا.س، أقترب “مُـهاب” مِنهُ بخطى هادئة كهدوء العا.صفة قبل أن تشتـ ـد وتقـ ـتلع ما يقـ ـبع أمامها وهو يرى حالة “يزيد” المُهـ ـلكة نُصـ ـب عينيه ليجعله هذا المشهد أكثر عنـ ـفًا وجمو.حًا.
وقف أمامه مباشرةً دون أن يتحدث ينظر لهُ فقط، فيما ر.مقه هو بتيـ ـهٍ وقال بنبرةٍ يظهر عليها السِـ ـكَر:
_جـ ـرى إيه يا عم أنتَ، أنتَ مَشـ ـيت أنتَ وصاحبك دا ***** دي عشان خاطر تبحـ ـلقوا فيا أنتوا الأتنين.
شعر “وهـيب” بالإشمئـ ـزاز مِنهُ ومِن أمثا.له ولذلك ألتزم الصمـ ـت إجابة كافية ليز.داد عنـ ـف الآخر تجاهه ولذلك سر.عان ما لكمـ ـه بعنـ ـفٍ في وجهه تليها أخرى وأخرى بعد أن فقـ ـد السيطـ ـرة على نفسه وفشـ ـل في التحـ ـكم بنفسه ولذلك كان يسـ ـدد إليه اللكما.ت العنيـ ـفة دون ر.حمة فقط يثأ.ر لصديقه الحبيب الذي كان فـ ـريسةٌ سهلة لهم.
أخرج غضـ ـبه وعنـ ـفوانه بهِ حتى جعله يسـ ـقط كالجـ ـثة الها.مدة لا حياة لها، أخرج “مُـهاب” الوحـ ـش الكا.سر القابع بدا.خله بعد أن أخمـ ـده لسنواتٍ وسنوات ليكون ذاك المتعجـ ـرف هو صاحب النصيـ ـب، ألتفت “مُـهاب” إلى صديقه “وهـيب” ثم أخذ مِنهُ الحـ ـقنة المخد.رة وألتفت مِن جديد إليه حينما كان الآخر يقبع أر.ضًا متأ.لمًا بعد أن طَرَ.حه الآخر ضـ ـربًا حتى كاد يفا.رق الحياة.
لَم ينتظر كثيرًا وقام بحـ ـقنه بها في إحدى أور.دته وأبتسم إليه بسمةٌ خـ ـبيثة بعد أن إستقـ ـام في وقفته قائلًا:
_بالشفا يا *** *******.
دقائق معدودة وكان الآخر قد ذهب لعا.لمٍ آخر ليقوما بحـ ـمله والخـ ـروج بهِ إلى “شـريف” الذي كان ينتظرهما وحينما رآهما توجه إلى الباب الخـ ـلفي للملـ ـهى وذهبوا وكأن شيئًا لَم يحد.ث بعد أن نجحت خـ ـطتهم وأمسكوا بالذ.ئب الأول وليس الضـ ـحية، فإن كان سيكون هناك ضـ ـحية فهو بالطبع هذا الشا.ب المسـ ـكين الذي يثأ.رون الآن لأجله.
_________________________
<“التجـ ـبر والتمر.د في قاموس الأبر.ياء منهـ ـجًا لهم”>
التمر.د ليس مِن طبعه، ولا التجبـ ـر صفةٌ مِن صفاته، فهو دومًا شخصٌ نقـ ـي، طيب القـ ـلب، صفحته بيـ ـضاء خا.لية مِن الشوا.ئب، ليس بملا.ك فكل بني آدم خـ ـطاء، ولَكِن لربما تُغتفـ ـر أخطا.ئه لدى البشـ ـر، ولَكِنّ حينما يشعر بالخـ ـطر مِن البشرية حوله يلـ ـجأ إلى التجبـ ـر والتمر.د عليهم وفـ ـرض سُلـ ـطته وهيمـ ـنته في الد.فاع عن نفسه وعن ذويه.
كان يجلس في الحديقة أمامه حاسوبه الذي كان يقبع على الطاولة البيـ ـضاء الخـ ـشبية يحتسي القهوة، تر.ك حاسوبه وأخذ هاتفه يعبـ ـث بهِ قليلًا قبل أن يضعه على أذنه قائلًا:
_مرحبًا “إيثان نوح” يتحدث، كُنْتُ أودُ تأكيد الحجز بإسم “تقوى خالد حمزة”، نعم إنها متابعة شهرية، حسنًا شكرًا لكِ.
أنهـ ـى حديثه مع السكرتيرة الخاصة بالطبيبة التي تتابع معها زوجته شهريًا، وقبل أن يترك هاتفه رأى أخيه يهاتفه ولذلك أجابه قائلًا:
_نعم “إيدن”، في الدا.خل يا ر.جُل ستجدني في الحديقة، حسنًا وداعًا.
أنهـ ـى حديثه وتر.ك هاتفه على سطـ ـح الطاولة ثم عاود النظر إلى شاشة حاسوبه حتى أقترب مِنهُ أخيه بعد دقائق قِـ ـلة مطـ ـمئنًا عليه، وبعد الترحيب بينهما جاوره في مجلسهِ ليبادر “إيثان” بالتحدث متسائلًا قائلًا:
_شاي أم قهوة؟.
_لا شيء امرأتك متعـ ـبة لا د.اعي لقد توَّلت “رهف” المـ ـهمة خاصتها في العمـ ـليات الخاصة وقامت بإطعامي لمدة خمسة عشر دقيقة ثم بعدها جعلتني أشرب العصير، أتعلم نقطة الماء ليس لديها مكانًا في معدتي.
هكذا أجابه “إيدن” بإند.فاعٍ ليضحك أخيه في المقابل بخفةٍ ثم قال بنبرةٍ هادئة:
_حسنًا دعني أُخبرُكَ أخي أن امرأتك قو.ية لأبعد الحـ ـدود، تستطيع أن تجعلك تسير في خـ ـطٍ مستقيم دون الإنحنا.ء.
أبتسم “إيدن” أبتسامة خـ ـفيفة ثم قال بنبرةٍ هادئة بعد أن نظر لهُ:
_حسنًا أخبرني الآن يا مُد.لل زوجتك، لماذا طلبت مجيئي الآن.
حينها زفـ ـر “إيثان” بعمـ ـقٍ ومسـ ـح على خصلاته البُـ ـنية وهو ينظر لهُ وقد أخبره مباشرةً دون أية تمهيـ ـدات قائلًا:
_هل جاءت جدتك إليك؟.
_نعم لقد فعلت، امرأة عجو.ز شـ ـمطاء متبـ ـجحة، جاءت وصر.خت كالمجـ ـنونة وتطالبني بإخلا.ء الفيلا وتر.كها، تتظاهر أنه حـ ـقها، تلك الحقـ ـيرة عد.يمة الر.حمة، لا يكفيها أن و.لدها قتـ ـل و.لدها الآخر وزوجته وجعلنا يتيـ ـمي الأبوين، لا فو.ق كل ذلك تطالبنا بتر.ك حـ ـقوقنا الشـ ـرعية.
هكذا جاوبه “إيدن” دون أن يُخـ ـفي عنه شيئًا، فيما أبتسم “إيثان” أبتسامة جانبية بعد أن تأ.كد مِمَّ يريد ليسمع أخيه يقول بنبرةٍ صا.رمة:
_أنصت لي جيدًا “إيثان”، تلك المرأة مجـ ـنونة ومثلما قتـ ـلت و.لدها مِن المحتمل أن تقتـ ـل كلانا أيضًا، يجب أن نتواصل مع “سانتـو” ونخبره بالأمر، يجب أن نكون أسفـ ـل عينيه، جدتك مجـ ـنونة وكل ما يسيطـ ـر على عقـ ـلها المال والأملا.ك نحن لا نعني لها شيئًا.
_نعم أخي أنت مُحـ ـق، أخـ ـشى على “تكوى” مِنها نظرتها لها حينما كانت هُنا لا تُطـ ـمئنني، أفعل الصواب وستجدني معك في أي شيءٍ تريده، حتى وإن قمت بتقديم بلا.غًا ضـ ـدها فهي تستحـ ـقه وعن جدا.رة وهذا أقـ ـل شيءٍ أقدمه إليها.
نظر إليه “إيدن” نظرةٍ ذات معنى قبل أن يَمُد كفه ويربت على فخذه برفقٍ وقال بنبرةٍ هادئة يردّ عليه:
_لا تحز.ن أخي، أنا بجوارك اليوم وغدًا وحتى المما.ت، لن تستطيع أن تفعل شيئًا فيما يخص سَـ ـلب حقو.قنا، هذا ليس قانو.نيًا ولا شـ ـرعيًا، أخر.ج تلك المرأة مِن رأسك الآن أخي وأخبرني الآن، كيف أحوال زوجتك وكيف أحوال تلك الصغيرة أخبرني عن شعورك كلما أقترب موعد قدومها.
أبتسم “إيثان” حينما ذكر أمر زوجته وحبـ ـلها الذي أصبح على مشا.رف النها.ية، تنهـ ـد بعمـ ـقٍ وقال بنبرةٍ دا.فئة:
_أخي أشعر أن السعادة تغمرني أقسم لك، أتمنى قدومها وبشـ ـدة لا تكف عن الدعاء لها أخي، أشعر حينها أنني أسعد ر.جلٍ في العا.لم بأكمله، حينما يرزقني الله بطفلةٌ تمنيتُها طوال الوقت وزوجةٌ حنونة إستطاعت إحتوائي ومدا.واة بعض النـ ـدوب بي، حقًا أخي أنا محظوظٌ وبشـ ـدة.
شعر “إيدن” بالسعادة حينما رأى سعادة أخيه نُصـ ـب عينيه ليضمه بذراعه إلى د.فء أحضانه بحنوٍ ممسّدًا على طو.له دون أن يتحدث فـ يكفي أن يرى البسمة تزين محيا.ه، وقد شـ ـرد عقـ ـله بعـ ـيدًا وهو يُفكر في أمر تلك العجو.ز التي ظهرت لهم مِن العد.م وكيف سيتعامل مع أمثالها ويحمـ ـي ذويه في نفس الوقت مِن شـ ـرها الذي يعلمه عن ظهر قـ ـلب.
___________________________
<“فُرِ.ضَ علينا الحـ ـرب بدون الراء”>
كان “عادل” يجلس على إحدى الأر.صف في جامعته أسفـ ـل ظـ ـل الشجرة واضعًا حقيبته على قدميه ويعـ ـبث بهاتفه يُحاول الوصول إلى أخيه الذي كان لا يُجيبه مِمَّ جعله يزفـ ـر بضـ ـيقٍ ويتمتم قائلًا:
_هي بقت كدا يا “علي”؟ بتطـ ـنشني على الآخر يعني ولا كأني بشـ ـحت مِنك، ماشي وربنا المعبود لـ أقـ ـلب عليك وخلّي “لارين” تنفعك.
أنهـ ـى حديثه بنبرةٍ تملؤ.ها الضيـ ـق ثم تر.ك هاتفه بعدها ووضع كفه على خده وهو ينظر إلى الطلبة حوله بمعالم وجهٍ متهـ ـجمة لبرهةٍ مِن الوقت حتى تقدم مِنهُ “مُـهاب” بإرها.قٍ با.ئنٍ على معالم وجهه يجاوره في مجلسهِ، ر.مقه “عادل” نظرةٍ ذات معنى وقال:
_خير يا “عبده مو.ته”، مبر.تحلكش أقسم بالله طول عُمري بحس كدا إنك قتـ ـلت قتيـ ـل ومشيت فـ جنا.زته عادي وجيتلي بقى فـ الآخر مبتسم الوجه كدا تقولي أنا هـ ـببت مـ ـصيبة جديدة، عملتوا إيه مع الز.فت دا عرفتوا تمـ ـسكوه؟.
ر.مقه “مُـهاب” بطر.ف عينه نظرةٍ ذات معنى قبل أن تعـ ـلو الإبتسامة الجانبية ثغره تزامنًا مع قوله:
_إسكوت يا “عادل”، الجدع اللي أسمه “شـريف” ابن عمك دا د.ماغه دي ألما.ظ، إبليـ ـس يقوله يا عمنا.
تفا.قم فضول الآخر بوضوحٍ بعد أن إستطاع “مُـهاب” تشو.يقه لمعرفة ما حد.ث ليبدأ “مُـهاب” بـ سرد ما حد.ث عليه فيما كان هو يستمع إليه بإنصا.تٍ والتفا.جؤ يحتـ ـل معالم وجهه بشكلٍ ملحو.ظ حتى أنهـ ـى هو حديثه را.مقًا إياه نظرةٍ متكبـ ـرة كونه حـ ـقق المستحـ ـيلات.
_يا ولا.د الجـ ـنية، “شـريف” دا طول عـ ـمره د.ماغه ألما.ظ يخر.بيت جبـ ـروته بجد، عقبال الكتيـ ـبة وحـ ـقه ير.جع قدام الكل وعلى رأ.سهم ولا.د ****** اللي جم عليه وجر.حوه بكلامهم اللي زي السِـ ـم زيهم دا، دا.هية فيهم وفـ أشكا.لهم.
نطـ ـق بها “عادل” بنبرةٍ حا.نقة بعد أن تذكر كيف كان رفيقه قبل أن يحدث ذلك وبعد أن حد.ث ليرى الفا.رق الكـ ـبير بينهما، شتا.تين مِن أمرهما، زفـ ـر “مُـهاب” بعمـ ـقٍ وقال بحـ ـنقٍ:
_حـ ـقه را.جع وأنا حلفت يمين ما هر.جع فيه لو كان على حسا.ب نفسي، مبقا.ش غير شويه ******** دول يحسـ ـبوا نفسهم بني آد.مين علينا.
حرك “عادل” رأسه بقـ ـلة حيـ ـلة ثم ألتفت إلى يمينه ليراها هي أمامه، تلك التي جعلته مسحو.رًا بها، تلك التي سَـ ـلَبت لُـ ـبه منذ أن رآها أمامه تتحرك بخـ ـفة كالفراشة في كل مكان، تبتسم بعفوية وتتعامل بحُسن نيـ ـة مع الجميع وتُحبّ المرح والضحك، شخصيةٌ مَرِحة وودودة كذلك تسـ ـلب أنظار مَن حولها بأبسط الطر.ق الممـ ـكنة.
شـ ـرد هو معها وظلت مُقلتيه تتحركان معها في كل مكانٍ تذهب إليه دون إرا.دة، تلك هي التي كان يبحث عنها، تلك التي رفـ ـض الجميع لأجلها هي، تلك التي رأى بها ما تمناه دومًا في حياته حتى أنه أقسم حينها أنه إن لَم يجدها فلن يتزوج طوال حياته، رأى بها ما لَم يرهُ في جـ ـنس “حواء”، لاحظ “مُـهاب” إنشغا.له وإنجذ.ابه الملحوظ حتى أنه نظر إلى ما ينظر لهُ حتى رآها أمامه تقف رفقة زميلاتها تتحدث معهن بإند.ماجٍ شـ ـديدٍ دون أن تعـ ـيره أية أهمية.
عاد ببصره وركز مع “عادل” الذي ر.غمًا عنه ظل يتابعها بعينين متلـ ـهفتين وكأنه وجد ضا.لته بعد أن ظل يسير في الصحـ ـراء الوا.سعة لأيامٍ وأيام حتى رأى البئـ ـر الذي سيروي بهِ عطشه ليسر.ع إليه في الحال بتلهـ ـفٍ حتى يروي عطشه، مثلما يفعل الآن وهي أمامه، إستفا.ق على ضـ ـربات “مُـهاب” لهُ لينظر إليه بتيـ ـهٍ وهو مازال أسفـ ـل تأ.ثير تخد.يرها.
_غـ ـض بصرك بدل ما أفتـ ـن عليك وأرو.ح أكلم الشيخ اللي ممـ ـشيكم على الألف.
نطـ ـق بها “مُـهاب” مهـ ـددًا صديقه بصراحةٍ تا.مة ومباشرة ليأتيه الردّ في الحال حينما سَخِـ ـرَ مِنهُ وقال:
_شوف مين بيتكلم، إيش حال لو مَكُنتش دا.خل كبا.ريه الساعة واحدة ونص بليل !.
إغتا.ظ “مُـهاب” كثيرًا مِن ردّ الآخر الذي كان يراه مسـ ـتفزًا في ناظريه ليقوم بالردّ عليه قائلًا بنبرةٍ حا.دة:
_وهو أنا كُنْت دا.خل أفصـ ـل جوه يعني، مش د.اخل أجيب الحيو.ان اللي د.مر صاحبي أر.بيه.
_ومسكـ ـتوه خلاص، ركز بقى فـ شغـ ـلك وسيبني أنا يا أخي مع الكراش بتاعتي يكش تطر.ح فيها البركة بدل ما أنا قاعد زي القر.د القطـ ـع كدا.
أبتسم حينها “مُـهاب” أبتسامة جانبية متهـ ـكمة ثم نظر بعيـ ـدًا تا.ركًا الآخر يتابع تلك الفراشة التي كانت تجذ.ب إنتباهه نحوها وتُلـ ـقي عليه سحـ ـرها الخاص بها، فتا.ةٌ عادية بالنسبة إلى الجميع أما في ناظريه فهي “الملكة” خاصتهم.
كانت تقف مع صديقاتها كالمعتاد تتحدث معهن مبتسمة الوجه تارا ومستمعة تارا أخرى، كانت ترتدي فستانًا فضفا.ض أسو.د اللو.ن بهِ نقو.شًا زهرية ويعتليه حجابها مِن نفس لو.ن النقو.ش، أما عن وجهها فكانت بشرتها قمـ ـحية ومعالم وجهها هادئة وبشوشة.
_بقولك إيه يا “ترتيل”، الو.اد اللي قاعد هناك دا مركز معاكِ أوي بطريقة أو.ڤر أنتِ تعرفيه؟.
نطـ ـقت بها صديقتها الرو.حية التي لاحظت مؤ.خرًا نظرات “عادل” إليها، فيما نظرت إليها “ترتيل” وهي تعقـ ـد ما بين حاجبيها ثم نظرت إلى ما تنظر إليه صديقتها لتراه هو نفـ ـس الشا.ب الذي يرا.قبها دومًا حينما تتواجد معه في مكانٍ واحدٍ.
أشا.حت بنظرها بعـ ـيدًا عنه وهي تشعر بالتو.تر بسـ ـبب نظراته تلك التي دومًا تصيـ ـبها بالتخـ ـبط والخجـ ـل، حاولت تهـ ـدأة نفسها ثم هتفت إلى صديقتها قائلة بنبرةٍ هادئة:
_بقولك إيه، تعالي نمشي مِن هنا.
وافقتها صديقتها الرأي ثم ودعن صديقاتهن وذهبن بعيـ ـدًا عن “عادل” الذي أصا.به الإحبا.ط والضـ ـيق معًا ليزفـ ـر بعد.م رضا وهو يهتف قائلًا:
_وقتك يا سـ ـت الفصـ ـيلة دلوقتي، دا أنتِ ر.خمة صحيح.
_________________________
<“نقـ ـطة التمحو.ر في خـ ـطتهما غيّرت كل شيءٍ”>
خر.ج “يزيد” مِن القصر إلى الحديقة الخلـ ـفية متجهًا إلى أخيه الرو.حي الذي أفد.اه بحياته وصـ ـحته دون تر.دد أو خو.فٍ، فيما كان هو يجلس على مقعده المتحر.ك يتصفح هاتفه بهدوءٍ شـ ـديد، حتى شعر بظـ ـلٍ يحـ ـجب عليه لير.فع رأسه برفقٍ ويبصر أخيه الذي أبتسم إبتسامة خـ ـفيفة إليه وجلس أمامه مباشرةً دون أن يتحدث.
دام الصمـ ـت بينهما قليلًا النظرات بينهما هي القائمة وترسل ما يعجـ ـز الفـ ـم عن إيصاله، لغة الأعين دومًا تفوز وعن جد.ارة فهي اللغة الأولى في التعبير والبو.ح عمَّ يعجـ ـز الفـ ـم عن إيصاله بالشكل الصحيح، وقد قطـ ـع “حـذيفة” هذا الصمـ ـت القاتـ ـل بينهما حينما قال:
_ساكت ليه، سكوتك دا مش بيطـ ـمني نها.ئي ووراه حاجات كتير أوي تو.جع، قول عايز تقول إيه أنا سامعك.
كلماتٌ بسيطة جعلت الآخر أصبح هـ ـشًا كالر.يشة الخـ ـفيفة التي تتطا.ير بفعل نسمات الهواء، كلماتٌ بسيطة إستطاعت تأ.دية مها.مها جيدًا، فيما إبتـ ـلع هو غصته بتروٍ وهتف بنبرةٍ مضطـ ـربة بفعل تخبـ ـطاته وصرا.عاته الد.اخلية قائلة:
_مضا.يق أوي يا “حُـذيفة”، عندي صرا.عات دا.خلية مش ر.حماني ولا سيبا.ني أعيـ ـش بسلام، عايز أر.جع ومش عارف، عايز أتخـ ـطى ومش قا.در، عايز أنسـ ـى ومش راضي، أتخـ ـطى أزاي؟ الوقت بيجـ ـري بيا وامتحاناتي بتقرب وخلاص مفيش وقت تاني أعوَّ.ض فيه، حتى الشقة مش قا.در أكملها، معنديش شغـ ـف، وصـ ـعبان عليا إني مش زي ما أنا مع “روان” هي بتحاول كتير أوي معايا بس حاسس إني مأ.ڤورها ومش مأ.ڤورها فنفس الوقت.
_أنا كُنْت مرتب حياتي بسيستم معين، هتخر.ج وهروح الجيـ ـش وأر.جع تكون هي كمان أتخرجت وبعدها بشويه نتجوز، بس فجأ.ة كل دا أتبخـ ـر ولقيت نفسي بضيـ ـع وحياتي بتضيـ ـع ومستقبلي بيضيـ ـع وفجأ.ة لقيت نفسي د.اخل السجـ ـن ظُلـ ـم وأنا معملتش حاجة وحياتي كلها أتكر.كبت بجد أنا حاسس إني أتد.مرت وبقيت رد سـ ـجون.
صر.اعاته وتخبـ ـطاته وتشـ ـتته كان و.اضحًا و.ضوح الشمس أمام أعين أخيه الذي كان المستمع في ذاك المجلس، أخر.ج تشـ ـتته وخو.فه وصرا.عاته والغضـ ـب يز.داد بدا.خله شيئًا فشيء، ذاك الشا.ب أول ضحا.يا الصحبة الفا.سدة، ذاك الشا.ب لَم يستطع الموا.جهة مثلما إستطاعوا هم، هو أنقـ ـى وأطيب مِن أن يتم الغد.ر بهِ على غفـ ـلة وبد.ون مقدمات.
_أنا بقيت خا.يف أتعامل مع البشر، بقيت خا.يف مِن الكل حتى لو كانوا كويسين مبقتش وا.ثق فـ أي حد حواليا، حتى جامعتي مبقتش أنز.لها أنا اللي كُنْت ملتزم ومبفو.تش محاضرة دلوقتي حاسس إني واحد فاشـ ـل، خا.يف أنزل أشوف نظرات العيون حواليا متهما.ني، أنا أضعـ ـف مِن إني أغضـ ـب ربنا بحاجات حر.مها، إذا كُنْت وأنا بصلي ببقى خا.يف إن صلاتي متتقـ ـبلش هروح أعمل حاجة زي دي أزاي وأذ.ي بنا.ت الناس.
سقـ ـطت عبراته السا.خنة على صفحة وجهه تزامنًا مع شعوره بأ.لم قـ ـلبه الذي لَم يتركه بتا.تًا يومًا، ومعه تأ.لم “حُـذيفة” وألتمعت العبرات دا.خل مُقلتيه وهو يستمع بقـ ـلبٍ دا.مي إلى معا.ناة أخيه الصغير الذي بالتأكيد يُعا.ني كل ليلة وكل لحظة مِمَّ حلَّ بهِ، ولذلك إقترب بمقعـ ـده مِنهُ ثم وبدون أن يتفوه بحرفٍ واحدٍ جذ.به إلى أحضانه يضمه إلى العناق الذي لن يخذ.له ولن يغد.ر بهِ مهما حد.ث.
أحضانه التي كانت مأ.وى للجميع مِن قسو.ة البشر، ذاك كان مأ.وى للجميع وبدون إستثناء، ومأ.واه هو معها هي، هي التي تُصـ ـلح ما أفـ ـسده البشر بصد.رٍ رحب وبدون تذ.مر أو ضـ ـيقٍ، مسّد على ظهره بحنوٍ وحاول التما.سك حتى يستطيع مؤا.زرته فهو طو.ق النجا.ة إليه في تلك اللحظة.
_مفيش حاجة بتحصـ ـلنا إلا لو كان فيها خير لينا، ربنا سبحانه وتعالى عمره ما حا.ش حاجة عنك إلا لو كانت شـ ـر، وحياتك اللي أتكر.كبت هي متكر.كبة في الأساس مش مترتبة، ترتيبك ليها كر.كبة، حياتك بتتر.تب مِن عند ربنا هو اللي بيحـ ـطك هنا عشان نجاحك هنا، هو اللي إداك البنـ ـت دي عشان دي اللي شبـ ـهك وتستحقك، ربنا عمل كدا عشان تعرف إن البشر مِن طبـ ـعهم الغد.ر، عمل كدا عشان تر.جعله أنتَ مِن تاني وتتكلم معاه وتفضـ ـفضله وتقوله يارب أنا فيا كذا كذا كذا، يارب لو أستحـ ـق فلان قر.بني مِنُه، يارب لو الشغـ ـلانة دي خير ليا ثبـ ـتني فيها.
_كل حاجة بتحصـ ـل فـ حياة الإنسان ٩٥% مِنها بتكون تدا.بير ربنا ليك، والـ ٥% البا.قية جهـ ـدك أنتَ يا عبـ ـد، متز.علش لمَ تلاقيك و.قعت فـ كا.رثة دا إختبار مِن رب العالمين ليك يا ترى هتنجح وتتخـ ـطى ولا لا؟ هتعافـ ـر وتوصل ولا هتيأ.س، اللي حصل دا يقو.يك ويخليك ماشي ر.افع راسك طالما مش أنتَ الجا.ني، يعني تقوم دلوقتي كدا تديني كلمة را.جل وتر.جع تكمل حياتك عادي وأنا بوعدك وعد ود.ين فـ ر.قبتي لـ تكون قبل دخولك الامتحانات حـ ـقك را.جع قدام الكل وفو.قيه بو.سة وهتنجح وهتتخر.ج وهتروح الجـ ـيش وهتر.جع وهتتجوز كمان وهتبقى رسام قد الدنيا ولو البشر كلهم إجتمـ ـعوا على أذ.يتك فتأكد إن دا مش هيحصـ ـل طالما رب العالمين مأ.ذانش إن دا يحصـ ـل.
وحينما أنهـ ـى حديثه أبعـ ـده عن أحضانه ونظر إلى معالم وجهه البا.كية لبرهةٍ مِن الوقت قبل أن يز.يل عبراته بكلا كفيه بحنوٍ محاولًا شـ ـد أز.ره، ربت على خـ ـده برفقٍ بكفه وقال بنبرةٍ هادئة:
_عايزك تديني وعد دلوقتي إنك هتعمل بكلامي وهتر.جع تشوف حياتك تاني، غر.ضهم هو وقو.عك يا “يزيد” ولمَ أنتَ و.قعت دلوقتي هما فرحوا وأحتفلوا كمان، يبقى تر.جع أنتَ تما.رس حياتك بشكل طبيعي زي الأول وتعيـ ـش حياتك وحـ ـقك را.جع قريب أوي، أنا أديتك كلمة را.جل وهعمل بيها عشان مير.ضينيش أشوف أخويا فـ مو.قف زي دا والسـ ـجن اللي حطوك فيه هيتحطوا فيه وزي ما أتعمل معاك جوه هيتعـ ـمل فيهم نفس الشيء.
_المهم دلوقتي تديني كلمة را.جل وتبقى قـ ـدها وتبقى فاكر كويس إنك را.جل مِن ر.جالة “عيلة الدمنهوري” اللي لا عمرهم خا.فوا ولا كَـ ـشوا ولا إتنا.زلوا عن حـ ـقوقهم، ها هتد.يني كلمة را.جل ولا إيه الدنيا؟.
أنهـ ـى حديثه مبتسم الوجه وهو ينظر لهُ يرى مدى تأ.ثير حديثه عليه، بينما كان “يزيد” شا.رد الذهن يُفكر في حديث أخيه إليه ويرا.جعه مرارًا وتكرارًا دا.خل عقـ ـله وكأنه يُثبـ ـت لنفسه شيئًا ما، قد نسـ ـي أمر أنه دومًا ملتزمًا ولا يتأ.ثر بأحاديث مَن حوله طالما لَم يقوم بأ.ذية أحد، زفـ ـر بعمـ ـقٍ بعد برهةٍ مِن الوقت ونظر إلى أخيه مِن جديد وقال بنبرةٍ مر.هقة ومتـ ـعبة:
_عندك حـ ـق، كلامك كله صح مفيهوش غـ ـلطة، عقـ ـلي كان مُغـ ـيب وقتها، أنت بتتكلم صح وأنا هديك كلمة را.جل وهر.جع أقـ ـف تاني زي الأول ومش هحـ ـققلهم غا.يتهم برضوا آه أنا و.قعت بس قا.در إني أقو.م تاني، هستنى حـ ـقي ير.جع يا “حُـذيفة”.
أنهـ ـى حديثه وهو ينظر لهُ نظرةٍ ذات معنى بعد أن تبد.لت نبرته إلى الجد.ية فيما أبتسم الآخر إليه وقال بنبرةٍ هادئة:
_هير.جع، هير.جع على إيـ ـدي إن شاء الله، إدعيلي أنتَ بس أهم حاجة ومتشـ ـيلش هـ ـم حاجة.
أبتسم إليه “يزيد” أخيرًا ثم با.در هو هذه المرة وعانقه، فيما أبتسم “حُـذيفة” وبادله عناقه لبرهةٍ مِن الوقت أعطاه حنانه وعا.طفته قبل أن يخبره بما يُعكـ ـر صفو.ه مِن جديد حينما قال:
_أول را.س أتمسـ ـكت والعداد لسه بيعد.
تبد.لت معالم وجه “يزيد” سر.يعًا ثم أبتعـ ـد عنه بحركةٍ مبا.غته وعـ ـنيفة بعض الشيء وهو ينظر لهُ بمعالم وجهٍ غا.ضبة وحا.قدة، فيما أكمل “حُـذيفة” حديثه وقال:
_”شـريف” راح إمبارح جابه مِن قـ ـلب الكبا.ريه هو وصحابك الأنتـ ـيم، الباشا بيسهـ ـر ويشر.ب ويسكـ ـر والله أعلم بيعمل إيه تاني يعني مش با.قي على حد، حتى نفسه.
صمت لبرهةٍ مِن الوقت يتابع تعا.بير وجه أخيه الذي كان يبدو عليه الغضـ ـب والنفو.ر مِن مجر.د الإستماع إلى أسمه فماذا سيفعل حينما يكون نُصـ ـب عينيه ويجعلونه أن يثأ.ر هو لنفسه؟.
ولج إلى غرفته وأغـ ـلق الباب خـ ـلفه بهدوءٍ يسـ ـبق العا.صفة قبل بدء موسمها وهو يتطـ ـلع إليه بنظرات نمـ ـرٍ مفتر.س يود الثأ.ر لنفسه لِمَ تلـ ـقاه مِن غد.رٍ على أيدي البشـ ـر الحا.قدين والذين لا يسعو.ن سوى لأنفسهم، تو.قف أمامه وهو يراه مكبـ ـلًا بإحكا.مٍ والجرو.ح تعتـ ـلي وجهه مع الكدما.ت البنفسـ ـجية التي كانت تغـ ـطي أسفـ ـل عينه اليسر.ى وزاو.ية فمه.
شعر بالضيـ ـقِ مِنهُ وبالغضـ ـب الذي د.فعه لفعل الكثير والكثير ليقوم بصـ ـفعه بعز.م قو.ته وبحـ ـق ما عا.شه وتلقاه على أيدي عد.يمي الإنسانية والر.حمة في الدا.خل، صفـ ـعةٌ واحدة لا تكفي ولا تشـ ـفي غـ ـليله، فصـ ـفعه مرةٍ أخرى أكثر قو.ة وقسو.ة وهو ير.مقه بنظراتٍ كالسها.م الحا.دة التي تُرشَـ ـق في صد.ر العد.و، ر.فع الآخر رأسه بر.فقٍ شـ ـديدٍ وهو ينظر إليه بعد أن نز.فت شفته السفـ ـلى وكذلك أ.نفه.
نظراته مازالت مُحمـ ـلة بالغضـ ـب والكرا.هية والحقـ ـد إليه، النفـ ـسُ مازالت مصا.بة بد.اء الحـ ـقد والكرا.هية، والنـ ـية مازالت حاضرة لتد.ميره بعد أن رأى أثا.ر التعذ.يب مازالت تحمـ ـل أ.ثرًا على وجهه بعد أن عا.ش أسو.أ عشرون يومًا يمكن للمرء أن يعيـ ـش بهم في هذا العذ.اب، كان كالمعـ ـتقل، أو كالر.هينة التي كانت مصد.رًا للأعين الحا.قدة.
_متو.قعتش يكون لسه فيك نَفَـ ـس بعد اللي حصلك دا كله يا ا.بن “عبد الله”.
خر.ج صوته متعـ ـبًا وهو ينظر إليه مبتسمًا، فيما بادله “يزيد” نظراته الأكثر غضـ ـبًا وإشتعا.لًا ليسمعه يُكمل قوله:
_دا أنتَ كُنْت بين الحـ ـيا والمو.ت، بينك وبينه خطوة بس، عارف يعني إيه خطوة يا “بيكاسو”؟.
_أنتَ واحد مريـ ـض، مصا.ب بدا.ء الحـ ـقد، أنتَ عيـ ـل غِلا.وي وهتفضل غِلا.وي طول عُمرك و****، يا مريـ ـض يا ***.
ضحك الآخر عا.ليًا بشكلٍ هيستـ ـيري أسفـ ـل نظرات “يزيد” الذي كان مذ.هولًا مِمَّ يراه أمامه، كان يضحك دون تو.قف حتى أدمعت عينيه وسقـ ـطت عبراته على صفحة وجهه، بينما كان “يزيد” ينظر إليه وصد.ره يعلـ ـو ويهـ ـبط بعـ ـنفٍ وهو فقط يشاهده وكأنه يرى لأول مرة الوقا.حة فعلًا ومنظو.رًا.
_وأنتَ عايزني أشوفك بتنجح يا حِيـ ـلتها وأنا أفشـ ـل كل شوية واقف أتفرج عليك وأسقفلك وأقولك شاطر يا “يزيد” كمل يا حبيبي، أنتَ عـ ـبيط يالا؟ حتى سبا.ق الخيل قدمت فيه بعد ما قولت مش هيشارك عشان ملهو.ش فيها وهتكون فرصتي بس إيه اللي حصل؟ ها؟ لقيت برضوا إسمك فـ كشـ ـف الأسامي، أنتَ إيه بجد ها؟ رسم وخيل وبنـ ـت حلوة وعيلة مليارديرة مش مليونيرة وأخ الكل بيحـ ـلف بيه وأب وأم وسُـ ـلطة، إيه كل دا ومش مكـ ـفيك؟.
كان في الواقع “يزيد” مصد.ومًا مِمَّ يراه ويسمعه، مصد.ومًا مِن كم الشـ ـر والحقـ ـد النا.بعين مِن ذاك القابع أمامه، شعر بأ.لمٍ شـ ـديدٍ يعتـ ـصر قـ ـلبه وصد.ره وما زا.د ذاك إلا الطـ ـين بـ ـلة ليقوم بدون أن يشعر بصـ ـفعه للمرة الثالثة على التوالي، لا يَمـ ـلُك قدرة السيطـ ـرة على نفسه فالقابع أمامه يجعله يفعل ما لا يشعر بهِ هو.
ر.فع رأسه مِن جديد ونظر إليه مبتسمًا ليقول بنبرةٍ مستـ ـفزة مع إبتسامة صفـ ـراء تزين محياه:
_طلعت *** تعرف كدا؟.
_إخـر.ص بقى!.
صر.خ بها “يزيد” عا.ليًا بعنـ ـفٍ وهو ينظر إليه بمُقلتين حمـ ـراوتين بعد أن تشنـ ـج جسـ ـده بالكامل وكأن صا.عقةً مِن السماء ضـ ـربته وأطا.حت بهِ بعيـ ـدًا، لا يُصدق أن المرء يكون بذاك الشـ ـر والحـ ـقد والكرا.هية فأمثاله تر.بى على الطيبة وحُبّ الخير للآخرين، لَم يعلم شيئًا عن ما يسمى القسو.ة والحـ ـقد، بدأ يعود إلى الخـ ـلف بخطواتٍ بطيـ ـئة ومبعثـ ـرة وهو ينظر لهُ بمُقلتين دامعتين.
آهٍ على البشر، وآهٍ على أمثالهم
فقد غدوتُ طـ ـيرٌ حُـ ـر في السماء
حتى جاءوا عد.يمي الر.حمة
يسمون البشر عزيزي ويتمتعون بالر.حمة
قاموا بإطلا.ق رصا.صتهم السا.مة في جسـ ـدي
حتى تها.وى وسقـ ـط أرضًا مفا.رقًا الحياة
وقد أصبح حينها فقط طيـ ـرٌ جر.يح
أعطى ثقته بأكملها لهم
فقاموا بخيا.نته وقتـ ـلوه غد.رًا.
________________________
<“طرقت الفرحة بابه في أيامه العصـ ـيبة لتحتـ ـل قلوبهم”>
أحيانًا نشعر بمشاعرٍ جديدة وغريبة علينا، نشعر بها لأول مرة ونستمتع بلذتها، نحفـ ـرها د.اخل ثنا.يا قلوبنا وجد.ران عقو.لنا، لتكون مِن بعدها ذِكرى لطيفة ذات لذة جميلة حينما تَمُـ ـر ذِكراها فقط أمام عينيه يشعر بالإنتـ ـشاء والسعادة تتغلغـ ـل دا.خل صد.ره.
وعلى الرغم أنه عا.شه لأول مرة ألا وعندما يتكرر مِن جديد يشعر أن لذ.تها مختلفةٌ عن زي قبل، يقـ ـف الآن يستمع إلى حديثها وهو يشعر وكأن كهر.باءٌ ضـ ـربت قلبه وأصا.بت جسـ ـده بر.عشةٍ غير عادية، وبكل تلقائية مِنهُ وضع كفه على بـ ـطنها وهو مازال متأ.ثرًا بصد.مته التي تلقاها منذ قليل.
فيما ألتمعت مُقلتيها بعبراتٍ ز.ادت مِن لمعة بُنيـ ـتيها لتلو.ح الإبتسامة ثغرها وهي تُحرك رأسه بإماءات خـ ـفيفة تؤ.كد لهُ حـ ـقيقة الأمر، ألتمعت مُقلتيه معها وبصره مـ ـثبتًا على مُقلتيها وقد تجمـ ـد جسـ ـده مكانه وهو يشعر بالتخـ ـبط والحيـ ـرة وفي لمح البصـ ـر شعر أنه لا يعلم ماذا عليه أن يفعل في مثل تلك اللحظات.
مدّ كفيه الدا.فئين وحاوط وجهها بحنوٍ وهو يمـ ـسح بإبها.ميه على جفنيها يز.يل عبراتها التي شار.فت على السقو.ط وهو يشعر أنه يريد أن يعانقها ويخـ ـبئها دا.خل أحضانه مِن الجميع ويحفظها في كـ ـنفه مدى الحياة، أقترب بوجهه مِنها ليُلثم جبينها بـ قْبّلة حنونة ودا.فئة ثم ضمها إلى أحضانه وهو يشـ ـدد مِن عناقه لها.
فعل ما أخبرته بهِ نفـ ـسه وهو يشعر بتلك الراحة تتغلغـ ـل إلى صد.ره وتُر.يح قـ ـلبه الملكو.م مِن عصـ ـيبة أيامه، الراحة زارت قـ ـلبه وهـ ـدأت ر.وحه وإستكا.نت نير.انه المتأ.ججة بخبرٍ كان الأفضل على الإطلاق، مسّد على ظهرها برفقٍ وشكر ربه على تلك النعم التي ينعم عليه بها متعـ ـهدًا الحفاظ عليها.
_اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، الحمد لله على نِعَمك التي لا تُعد ولا تُحصى يارب.
شكر ربه وحمده على النِعَم التي رزقه بها بقـ ـلبٍ مغمو.رٍ بالسعادة والهدوء، مسّد بكفه على خصلاتها برفقٍ وهو يُحادثها بنبرةٍ هادئة يبو.ح عن سعادته لها قائلًا:
_فرحتيني يا “لارين”، فرحتيني أوي متتصوريش بجد أنا مبسوط ومر.تاح قد إيه، مُبارك يا نو.ر العين ألف مبروك يا حبيبتي ربنا يهو.نها عليكِ ويجعل شهور حمـ ـلك خـ ـفيفة عليكِ، أنا معاكِ على طول وها.خد بالي مِنك دا أنتِ شا.يلة أتنين مش واحد، يعني حاجة في منتهى العظمة يعني.
أبتسمت هي حتى تحو.لت بعدها إلى ضحكات متتالية خـ ـفيفة ليبتسم هو وفي هذه اللحظة شعر بالمسئو.لية تتفا.قم على عا.تقيه ويجب عليه أن يتحا.مل، لمـ ـح ببصره ملف التحا.ليل الخاص بها ليبتسم أكثر ويزفـ ـر بعـ ـمقٍ.
أبتعـ ـدت عنه وهي تنظر إليه لتراه مبتسمًا بسعادةٍ كبيـ ـرة حتى أنه أخذ هاتفه وطالبها بإلتقاط صورة برفقتهِ مع ذاك الإختبـ ـار كـ تو.ثيقٍ لتلك اللحظة الأكثر مِن رائعة، و.قفت بجواره وضمته إلى أحضانها بذراعها الأيسـ ـر وباليد الأخرى ر.فعت إختبـ ـار الحمـ ـل والتحا.ليل وقد إلتصـ ـقت بهِ ليضمها هو بذراعه الأيمن ويقوم بإلتقا.ط الصورة التي ستصبح و.ثيقٌ ها.م لهُ.
شاهدا الصورة سويًا ليبتسما سويًا وهما يشاهدانها بقـ ـلبٍ مغمو.رٌ بالسعادة والحُبّ والد.فء، تحدث بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إليها قائلًا بنبرةٍ دا.فئة:
_أحلى مِن القمر وأ.غلى مِن الياقوت.
أبتسمت بسعادةٍ كبيـ ـرة بعد أن تبد.ل حالها في لمـ ـح البصـ ـر كان هو صاحب الفضل في ذلك، في هذه المرة لثمت هي وجنته بسعادةٍ طا.غية وهتفت بنبرةٍ مغمو.رة بالسعادة قائلة:
_”علي”، أنا بحبّك أوي.
أتسـ ـعت أبتسامته أكثر مِن زي قبل وقال بنبرةٍ ر.خيمة:
_”علي” مِن يوم ما عينه و.قعت عليكِ وأنا مِن ساعتها بقوله كان الله فـ العو.ن على السحـ ـلة اللي مسحو.لها ور.اكِ دي لا حول بيه ولا قوة.
ر.نت ضحكاتها أر.جاء الغرفة بعد أن أطر.ب أذنيها بكلماته وأسعد قلبها بحنيته وحُبّه اللا متنا.هي لها، فيما شاركها هو ضحكاتها وضمها مِن جديد إلى أحضانه برفقٍ يشاركها مرحه وحُبّه الشـ ـديد لها في لحظةٍ ها.دئة وصا.فية تر.يح العقـ ـول وتد.اوي القلو.ب.
________________________
<“سـ ـكن الليل ونعم بالرا.حة، بعد حر.بٍ أر.هقت القلو.ب”>
ولج إلى غرفته في جو.ف الليل بعد أن أخبرهم “علي” بهذا الخبر السعيد الذي سقـ ـط على قلو.بهم كالأ.مطار التي سقـ ـطت على أر.ضٍ جا.فة تسـ ـقيها في ليالِ ديسمبر البا.ردة، نز.ع چاكيت حِـ ـلته السو.د.اء ووضعه على يد الأريكة وبدأ بفـ ـك را.بطة عنـ ـقه بهدوءٍ مغمض العينين يحاول أن يتمتع بالهدوء السا.كن حوله وتحد.ي آلآ.م رأسه التي دا.همته مؤ.خرًا.
خر.جت “روز” في هذه اللحظة مِن غرفة الملابس لتراه أمامها قد عاد أخيرًا بعد أن أر.هق قلبها خو.فًا عليه خصيصًا بعدما إنغـ ـلق هاتفه ولَم يَعُد أمامها أي و.سيلة للوصول لهُ والإطمئنان عليه، أقتربت مِنهُ بخطى هادئة حتى وقفت أمامه ونظرت لهُ.
بادلها نظراتها التي كانت ترسل إليه العديد والعديد مِن الخو.ف والقـ ـلق لأجله هو، وإن لَم تر.تعب لأجله فـ لِمَن تر.تعب إذًا، عا.تبته بنظراتها إليه بعد أن عقدت ذراعيها أمام صد.رها، فيما أبتـ ـلع هو غصته بهدوء وهو يعلم تمام العلم ما سـ ـبب تلك النظرات ولذلك أجابها بنبرةٍ هادئة قائلًا:
_موبايلي فصـ ـل شحن عشان كُنْت بستخدمه كتير النهاردة والباور بانك با.ظ، و.قع عليه القهوة با.ظ.
حسنًا أخبرها بالحـ ـقيقة دون أن يتر.دد أو يكذ.ب عليها فهذا بالحـ ـق ما حد.ث مِمَّ جعله يشعر بالضـ ـيق الشـ ـديد.
[عودة إلى عِدة سويعاتٍ مضت]
كان “ليل” في مكتبه يجر.ي عِدة مكالمات خاصة بالعمل خاصته في الشركة بسـ ـبب غيا.به وإجر.اء عِدة إجتماعاتٍ ها.مة مفيدة للشركة حتى نفـ ـذ شحن الهاتف وإنغـ ـلق وهو يُجر.ي مكالمة هاتفية مع “عبد الرحمن”، زفـ ـر بضيـ ـقٍ حينما إنغـ ـلق هاتفه تمامًا ليبدأ في البحث عن جهازه الصغير والمسـ ـعف لهُ في تلك اللحظات.
صدحت طرقاتٌ عا.لية بعض الشيء على باب المكتب أتبعها ولوج العسكـ ـري الذي أدى تحـ ـيته إليه بإحتر.امٍ ثم وضع فنجان القهوة على سطـ ـح المكتب وأد.ى تحـ ـيته مرةٍ أخرى وخرج، فيما كان هو مازال يبحث عنه وهو يقول بنبرةٍ حا.نقة:
_مش وقتك خالص دلوقتي تختـ ـفي.
ظل يبحث ويبحث حتى وجده أخيرًا بين أغرا.ضه في الحقيبة، تهـ ـللت أسا.ريره بسعادةٍ ليقوم بإخر.اجه ووضعه على سطـ ـح المكتب بالقرب مِن فنجان القهوة، كان منشـ ـغلًا في عِدة أمورٍ كثيرة وكأنه وُ.لِدَ كي يُعا.ني هكذا الآن، في هذه اللحظة ولج إليه “حـسام” وهو يؤ.دي تحـ ـيته إليه ثم بدأ يتحدث معه في بعض الأمور الها.مة في العمل كي يسر.ق تركيزه كله تجاهه وينشغـ ـل عن كل شيءٍ حوله.
القـ ـليل مِن الدقائق مرت كان فيها “حـسام” يعر.ض عليه الملفات والأوراق الها.مة حتى أنه لَم ينتبه وأسقـ ـط فنجان القهوة على ذاك الجها.ز الصغير، تفا.جئ “حـسام” حينها حتى أنه أعتذر مِنهُ كثيرًا فيما هـ ـدأه “ليل” وقال:
_خلاص خلاص حصل خير، حصل خير مفيش حاجة الحمد لله.
[عودة إلى الوقت الحاضر]
أخبرها بكل ما حد.ث بالتفصيـ ـل الممـ ـل بينما كانت هي خير المسـ ـتمع إليه في تلك اللحظة، وحينما أنهـ ـى حديثه عانقته بحنوٍ تمسّد على ظهره برفقٍ وقالت بنبرةٍ هادئة:
_حصل خير يا “ليل” الحمد لله، أنا بس قـ ـلقت عليك أوي تليفونك مقفو.ل بقاله كتير ودا قـ ـلقني ومحدش مِن الشبا.ب كان هناك النهاردة و “عبد الله” ملخو.م مع أ.بنه وأنا قـ ـلقت معرفتش أوصلك ولا أتطمـ ـن عليك.
حينما شعر بنبرتها المضطـ ـربة والخا.ئفة عليه كعادتها با.در وضمها إلى أحضانه مطمـ ـئنًا إياها مثلما كان يفعل دومًا، فيما ضمته هي أيضًا ومسّدت على ظهره برفقٍ وهي تحمد ربها أنه بخيرٍ لَم يمـ ـثه سو.ءٍ وعاد إليها سليـ ـمًا معا.فًا.
أبتـ ـعدت عن أحضانه ونظرت إليه لتقول بنبرةٍ هادئة:
_يلا يا حبيبي غيَّـ ـر هدومك وخُد شاور عشان تر.تاح وأنا هجيبلك العشا وأجي عشان تاكل زمانك جعان أو.ي دلوقتي، مش هتأ.خر.
أنهـ ـت حديثها وهي تربت على مو.ضع قلبه تطمـ ـئنه بعد ما عا.ناه ورآه لتتر.كه وتخر.ج متجهة إلى الأسفـ ـل، فيما ألتفت هو ينظر إلى أ.ثرها كطفلٍ صغيرٍ ينعم بحنان والدته ومِن ثم تعا.قبه بحـ ـرمانه مِنهُ، زفـ ـر بعمـ ـقٍ وقبل أن يتوجه إلى المرحاض سَمِعَ هاتفه يصدح عا.ليًا يعلنه عن إتصالٍ هاتفي.
توجه إليه بخطى هادئة ومتكا.سلة ليرى رقم حا.رس المقا.بر يهاتفه، تعجب كثيرًا فهذه أول مرة يهاتفه بها حا.رس المقا.بر، أخذ هاتفه وأجابه بنبرةٍ هادئة وهو مازال يشعر بالجهـ ـل بسـ ـبب تلك المكالمة:
_السلام عليكم ورحمة الله، أيوه يا “غريب” خير إن شاء الله.
_وعليكم السلام ورحمة الله، معلش يا باشا لو بكلمك فـ وقت متأ.خر زي دا أو أزعـ ـجتك.
أعتذر مِنهُ بنبرةٍ مضطـ ـربة فيما شعر “ليل” أن ثمـ ـة شيءٌ غير عادي يحد.ث وشعر بإنقبا.ضة قـ ـلبه التي يعلمها عن ظهـ ـر قـ ـلب ليقول بنبرةٍ حذ.رة:
_خير يا “غريب” في حاجة؟.
_بصراحة يا باشا آه، في حد جه دلوقتي وبيقول إنه تبع السـ ـت “صفية” ر.حمة الله عليها، بس أنا أول مرة أشوفه بس دلوقتي هو جو.ه بقاله رُبع ساعة وبصراحة قـ ـلقت خر.ج بقى قبل ما أكلمك بدقايق بس و.شه مش ظا.هر نها.ئي د.خلت عشان أشوف إيه اللي حصل جو.ه لقيته حافـ ـر قدام القبـ ـر وكأنه حـ ـط حاجة ومشـ ـي فـ بصراحة قلبي مرتا.حش برضوا فـ قولت أشوف عمل إيه.
شعر “ليل” بالخو.ف ينهـ ـش قـ ـلبه بعد هذا الحديث الذي أستمع إليه مِن “غـريب”، ولذلك أجابه بنبرةٍ أكثر خو.فًا وقال:
_قولي لقيت حاجة؟ طـ ـمن قلبي يا “غـريب” أنا قـ ـلقت كدا وهتخليني أجيلك دلوقتي.
_لا أنتَ فعلًا لازم تيجي، “ليل” أنا لقيت عمـ ـل مد.فو.ن قدام قبـ ـر السـ ـت والدتك.
_____________________
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)