روايات

رواية أسير عينيها الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها البارت الخامس والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الخامس والأربعون

أسير عينيها
أسير عينيها

رواية أسير عينيها الحلقة الخامسة والأربعون

فعل ما طلبت أطلق رصاصته علي قلبها مباشرة
تطلع اليها بعتاب للحظات لا يصدق أنه بالفعل فعلها ، هز رأسه نفيا بألم اتجه ناحيتها يأخذ سلاحه من يدها التي ارتخت بجانبها بذهول
سحبه من يدها ببرود رغم كل شئ ستبقي معشقوته التي يخشي عليها حتي من نفسه
رحل لتتهاوي هي ارضا تهز رأسها نفيا بعنف عينيها جاحظتين بذهول هل بالفعل طلقها
لما الحزن الآن ألم يكن هذا مطلبها التي سعت له بشراسة ألم تهدده بإنهاء حياتها وهي علي يقين أنه يفعل أي شئ من أجل فقط أن تكون بخير
ضمت ركبتيها لصدرها تتحرك للأمام وللخلف تنوح ببكاء مرير
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
مازال لا يصدق أنه بالفعل طلقها هو من انتظرها طوال تلك الأعوام كيف تشك في حبه بتلك الطريقة تساومه بحياتها لأنها تعلم أنها اغلي ما يملك كان فقط يريد فرصة يخبرها بحقيقة الأمر ولكنها من اختارت سيعمل بدقة علي جعلها تترجع نتيجة اختيارها
اتجه ناحية الحديقة يصرخ علي سائق سيارته فجاءه مهرولا : افندم يا باشا
خالد بحزم : توصل الهانم لحد بيت جاسم الشريف أول ما تنزل
السائق سريعا ؛ حاضر يا باشا
القي نظره خاطفة ناحية نافذة الغرفة ليتحرك متجها الي مكتبه
لملمت شتات نفسها بعد دقائق ساعات الوقت لم يعد يهم ذلك اليوم التي عملت علي جعله أسعد يوم في حياتهما لينقلب السحر علي الساحر تحركت ببطئ تترنح في سيرها تحاول الاستناد علي الحوائط وقطع الأثاث القت نظرة شاملة علي الغرفة لتنهمر دموعها ألما
خرجت تتحرك بثقل مازالت تستند علي كل ما يقابلها تنظر الي أرجاء البيت تنساب دموعها ألم، حزن، ندم علي شئ مجهول لا تعرف سببه
خسارة تشعر في تلك اللحظة بأنها خسرت كل ما تملك
خرجت الي الحديقة لتجد السائق ينتظرها بجانب سيارته هتف سريعا ما أن رآها : اتفضلي يا هانم خالد باشا أمرني اوصل حضرتك لحد بيت والد حضرتك
هزت رأسها ايجابا بخواء تحركت صوب سيارة كادت ان تسقط لينتفض جسده فزعا
يقف خلف ستارة مكتبه ينظر لروحه وهي ترحل عنه قبض علي يده حتي ابيضت مفاصله يجاهد تلك الرغبة الملحة التي تدفعه الي الذهاب إليها ومنعها من الرحيل حتي لو كان رغما عنها راقبها وهي تستقل سيارته لترحل بعيدا
انسابت دموع قلبه قهرا لتبقي دموع عينيه جامدة كالجليد لا حياة فيها
_______________________________
علي صعيد آخر وصلت الي بيت والدها طوال الطريق لم تفعل شئ سوي البكاء واحتضان حقيبتها بقوة تعرفون لماذا بسبب ذلك الدفتر الذي وضعته فيها ذكري أخيرة منه ليتها لم تعود ليتها بقيت فقط علي ذكرياته القديمة
دخلت الي المنزل لتجد والدها أمامها
جاسم مبتسما بسعادة : لوليتا حبيبتي وحشتيني
عقد جبينه بقلق عندما رأي حالتها :مالك يا حبيبتي انتي معيطة ولا ايه
نظرت له بألم تتسابق الدموع في الهطول من عينيها وضعت يدها علي فمها تكبح شهقاتها لتفر الي غرفتها قبل أن تفر عائدة إليه
اغلقت بابها بالمفتاح وارتمت علي الفراش تنوح حبها المقتول
هرول جاسم خلفها يدق علي الباب يهتف بقلق : مالك يا لينا يا بنتي مالك في ايه طب افتحي الباب طب قوليلي اي حاجة طمنيني عليكي
خرجت لبني من غرفتها علي صوت صراخ جاسم تسأله ببرود : بتزعق ليه
جاسم سريعا بقلق : لينا جت وعمالة تعيط ودخلت اوضتها وقفلت علي نفسها الباب
عقدت جبينها باستفهام لتتقدم ناحية غرفتها تدق الباب بقوة تهتف برفق : بسكوتة افتحي يا حبيبتي ، لينا حبيبتي طب افتحي
لم يحصل اي منهما علي رد ليخرج جاسم هاتفه سريعا يتصل به
جاسم بلهفة : ايوة يا خالد ايه الي حصل لينا مالها
رد ببرود: أنا طلقت لينا يا جاسم
شخصت عيني جاسم بدهشة : طلقتها ، يعني ايه طلقتها وطلقتها ليه
ابتسم بتهكم : صدقني ما يهمكش تعرف السبب
جاسم غاضبا: صدقني يا خالد لو طلعت اذيت البنت ما حدش هينجدك من تحت ايدي
ضحك بتهكم : بنتك أكبر آذي في حياتي
جاسم بهدوء نوعا ما : طب تعالا ونتفاهم
خالد ضاحكا بسخرية: ما بقاش في حاجة نتفاهم فيها بنتك اختارت تتحمل بقي نتيجة اختيارها بكرة الصبح هيبقي عندك شيك بالمؤخر سلام يا عمي
لبني بقلق: الكلام دا صحيح خالد طلق لينا
هز جاسم رأسه إيجابا بضياع لتهدر بقلق : ليه
جاسم بشرود: ما اعرفش
كانت تقف خلف باب غرفتها تنساب دموعها ألما علي صغيرتها أمسكت هاتفها سريعا تتصل به
فريدة باكية: الحكاية شكلها اتكشفت يا محمد ، خالد طلق لينا
محمد صارخا بذهول : انتي بتقولي ايييه طب أنا هتصرف
____________________________
وليل كموج البحر ارخي سدوله
علي بأنواع الهموم ليبتلي
“امروء القيس ”
امواج من الأحزان ضربت ساحل حبهم الهادئ لتفرق شتاتهم جلست على فراشها ضامة ركتبيها لصدرها تحتضنهما بذراعيها وهي ودموعها فقط
ابتسمت بسعادة عندما رأته يجلس بجانبها يسرح شعرها بيديه كما يفعل دائما هاتفا بحنان : مش قولتلك ما تعيطيش دموعك دي غالية عليا أوي
هتفت بسعادة: خالد
بحثت عنه هنا وهناك كان فقط طيفا سرابا هي من جعلته كذلك فتحت دولابها الصغير تتناول بعض الاقراص المنومة بتلك الطريقة ستجن أن لم يهدأ عقلها قليلا
_______________________
علي صعيد آخر كان جالسا في ذلك الكوخ الصغير ينظر الي المئات من صورها معلقة علي الحائط قلبه عاد متحجر قاسي ضائع أنسب ما يقال عنه أنه صخر يبكي
تلمس صورتها بأصابعه لتنساب دمعه خائنة من عينيه مسحها سريعا بعنف ضم صورتها لصدره بغمض عينيه بألم لو استطاع لنزع حبها من قلبه ، هو أكبر كاذب لولا كبريائه لذهب ونزعها من بيت والدها ليأسرها داخل قلبه للأبد
______________________________
في صباح اليوم التالي
وجد من يوقظه بعنف فتح عينيه سريعا ليجده واقفا أمامه
عقد جبينه باستفهام: محمد إنت بتعمل ايه هنا
هتف سريعا : ما عرفتش اجيلك إمبارح عشان كنت في مأمورية قوم بسرعة لازم نروح للينا حالا
هتف ببرود: أنا مش هروح لحد
صاح فيه بحدة: مش وقت عند يا خالد ، لا أنت ولا لينا فاهمين حاجة
رمقه بشك ليهتف بحذر : يعني ايه
زفر بضيق : لينا حياتها مش في خطر الجوابات الي كانت بتروح لجاسم أنا الي كنت ببعتها وفريدة هي الي كانت بتحطهاله وسط الورق
شخصت عينيه بذهول لا يصدق ما تسمعه أذنيه ليهدر بصدمة؛ أنت بتقول ايه انا مش فاهم حاجة
محمد بهدوء : هفهمك قبل ما لينا توصل بأسبوع كنت في المطار بستقبل واحد قريبي شفت اسمها بالصدفة في قايمة الركاب علي الطيارة الي جاية بعد اسبوع ، لو كنت قولتلك الخبر دا كنت هتستناهم أول ما تخرج من المطار وتخطفها أنا عارفك مجنون ، ما كنش قدامي غير اني اتصل بفريدة أنا عارف ان فريدة بتحبك علي عكس جاسم
اتفقت معاها أننا نوهم جاسم أن لينا حياتها في خطر واني اكتب رسايل التهديد وهي تحطها وسط الورق من باب إن آخر واحدة ممكن جاسم يشك فيها هي فريدة ، وبعدها اتفقت مع اللوا رفعت عشان يقترح عليك موضوع لعبة التأمين عشان جاسم يصدق أن فعلا لينا حياتها في خطر كل حاجة كانت ماشية مظبوط
من ساعة ما لينا ما رجعت من برة ، سواق التاكسي الي وصلها الفيلا تبعي
كل حاجة تمام جاسم صدق واقتنع وأنت مشيت علي الخطة زي ما أنا رتبت واتجوزت لينا فاكر يوم العملية الي إنت اتصبت فيها وروحنا نتغدي كنت عارف إن لينا وأصحابها في المطعم دا أنا الي قولت ليوسف أنه يطلب منك اننا نروح نتغدي
ولما لقيت جاسم مقيد علاقتك بيها اتفقت مع الدكتور بتاعه أنه يقوله أنه تعبان وعنده مرض خطير في القلب ولازم يسافر وطبعا مش هيقدر يسيب لينا لوحدها فكان طبيعي يسيبها معاك عشان تعرف تقنعها بحبك ليها ، حتي شاكر لما هرب ما كانش سايب اي حاجة الورقة الي إنت قريتها أنا الي كاتبها لما عنايات وصلتلي انكوا كنتوا متخانقين ، أنا عملت كل دا عشانك كل حاجة كانت ماشية زي ما أنا مخططلها الحاجة الوحيدة الي ما كنتش عامل حسابها إن لينا تشوف الملف ، قوم بسرعة لازم نلحقها
ظلت عينيه شاخصة بذهول ليضحك بهستريا
خالد ضاحكا: دا أنت طلعت رئيس عصابة بقي يا محمد
اندفع ناحيته يجذبه من تلابيب ملابسه بعنف صارخا : أنت ازاي تعمل كدا ازاي ما تقوليش كنت بتلعب بيا وبيها
محمد : أنا عملت كل دا عشانك إنت ليك دين في رقبتي كان لازم اوفيه
لكمه بعنف يصرخ بحدة : قدامي نروحها ومن الساعة دي تنسي تماما أن احنا كنا في يوم أصحاب
ما كاد يتحرك خطوة واحدة حتي وجد هاتفه يرن برقم فريدة
التقطه يرد بسخرية: اهلا اهلا بالرأس الكبيرة
فريدة باكية: خالد مش وقت تريقة وحياتك لينا سافرت دخلت اوضتها لقيتها لمت هدومها وسايبة ورقة بتقول أنها مش هتقدر تعيش من غيرك وأنها لازم تبعد ألحقها يا ابني أبوس ايدك
خرج يركض كالمجنون الي سيارته قادها بجنون الي المطار وعندما وصل استخدم علاقاته ليستطيع الدخول ولكن للاسف وصل متأخرا لحظات فقط فصلت بينه وبين رحيل الطائرة
نظر لتلك الطائرة وهي تبتعد ليضحك بهستريا انسابت دموعه مع ضحكاته الذبيحة اتجه الي سيارته تلك المرة يعرف وجهته تحديدا
_____________________________
سقطت علي الفراش تمسك تضع يدها علي وجنتها تبكي صفعها عندما أخبرته بما فعلت
جاسم صارخا بعنف : بتقرطسيني يا فريدة بتضحكي عليا
فريدة باكية: أنت السبب كنت عارف بنتك بتحبه قد ايه ومع ذلك بعدتها عنه أنت السبب في عذابهم هما الإتنين أنا عملت الي يفرح بنتي ويسعد قلبها
جاسم صارخا: أنا مش مصدق أن كل دا يطلع منك انتي
فريدة صارخة ببكاء : لاء صدق أنا ممكن أعمل اي حاجة في الدنيا عشان خاطر بنتي
ضحك بسخرية: ودلوقتي بنتك بقت سعيدة ولا هي فين بنتك اصلا لينا لو رجعت امريكا إياد مش هيسيبها
فريدة بخوف : يعني ايه أنا عايزة بنتي هاتلي بنتي
نظر لها بعتاب ضيق غضب ليتركها ويخرج من الغرفة
________________________
في فيلا محمود السويسي
نزل عمر يهتف سريعا : بابا الحق يا بابا
محمود : في ايه يا عمر
عمر : خالد طلق لينا
محمود بضيق؛ بطل هزار يا عمر
عمر سريعا : والله العظيم ما بهزر محمد لسه مكلمني وبيقولي لو عرفت اي حاجة معلومة عنه ابلغهاله
زينب بحسرة : حسرة قلبي عليك يا ابني هتلاقي قلبه متقطع يا عيني
محمود بصدمة: أنا مش فاهم حاجة طب طلقها ليه وراح فين
__________________________
جثي علي ركبتيه امام قبر ابنته وقع ذلك القناع الذي كان يرتديه لتنهار دموعه يبكي وتتعالي شهقاته
خالد باكيا : ليه ليه يا سما بيحصل فيا كدة ليه بابا مش وحش اوي كدة طب ليه بيحصلي كل دا يااااارب انا تعبت اوووووووي
يااارب ريحني بقي ياااااااارب
اخفي وجهه بين كفيه يجهش في بكاء مرير
_______________________________
لاتعرف لما فعلت ذلك هب فقط ارادت الهروب قلبها علي شفي ان يعود راكضا اليه لتلقي بنفسها بين ذراعيه ترجوه أن يسجنها داخل قلبه ولكن سحقا لعقلها الذي يصر انه كاذب مخادع لا يستحق حبها له
فاخترت ان تهرب رأته اسلم حل لها من لعنه حبه التي تسري في اوردتهت كالادمان ضبت ثيابها سريعا وبالطبع لم تنسي أن تأخذ ذلك الدفتر معها خرجت من منزل والدها تستقل أول سيارة اجري رأتها ذاهبة الي المطار الي المطار واستقلت الطائرة بها جسد فقط بلا روح
استفاقت علي يد وضعت علي كتفها فادركت انها كانت تبكي دون ان تشعر
المضيفة : حضرتك كويسة
هزت رأسها إيجابا تمسح دموع عينيها
المضيفة: من فضلك اربطي حزام الأمان
هزت رأسها إيجابا ابتسمت ساخرة وهي تمسك ذلك الحزام وكأن تلك الفترة التي مضت تلك الحظات التي تعقد فيها حزام الامان ابتدت بفتحه عند وصولها وانتهت باغلاقه عند رحيلها ولكن شتان ما جاءت به وما ترحل وهي عليه
_______________________________
دخل الي تلك الشقة منهكا بعد ساعات قضاها في البكاء قرر الابتعاد عن الجميع تلك الشقة الصغيرة لا يعرف بها احد تهاوي علي اول اريكو قابلته
اخرج هاتفه من جيبه فوجد الكثير والكثير من المكالمات من والده ووالدته واخوته ومحمد ورفعت وجاسم وفريدة
نظر الي الهاتف بسخرية
وجده يرن مرة اخري برقم ياسمين تجاهله لتبعث له برسالة ( ارجوك يا خالد رد أنا تعبانة أوي ومحتجالك )
ما بها هي الأخري الا يكفيه ما هو فيه التقط هاتفه يتصل بها وجدها ترد سريعا
ياسمين بلهفة : خالد أنت كويس يا خالد
رد باقتضاب : كويس ، انتي مالك فيكي ايه
ياسمين سريعا: أنا كويسة أنا قولت كدة عشان ترد عليا ، لحقت لينا
خالد : لا ، لينا سافرت يا ياسمين
ياسمين بصدمة: سافرت يعني ايه سافرت
خالد ساخرا: يعني سافرت اشرحهالك ازاي دي
ياسمين: طب انت فين يا خالد
رد بألم: في جهنم
ياسمين باكية: خالد ارجوك قولي انتي فين وانا والله مش هقول لحد
تنهد بضيق: أنا في شقة الزمالك
ياسمين: طب انت كويس
خالد باقتضاب: اه ، سلام بقي
اغلق الخط ووضع راسه بين يديه يكاد يصرخ ألم قلبه لا يحتمل قلبه تشتاق نفسه إليها بجنون ضحكاتها الصافية لا تفارق أذنيه ابتسامتها الواسعة منطبعة امام عينيه
بقي علي هذا الحال لمدة طويلة الي ان سمع صوت دقات علي الباب ، تقوس جانب فمه بابتسامة ساخرة بالتأكيد هي قام من مكانه يتحرك ببطئ فتح الباب فوجدها امامه
خالد ساخرا: كنت عارف انك هتعملي كدة
ياسمين بحزن: ما ينفعش اسيبك
خالد بضيق: انتي مش قولتي انك مش هتقولي لحد
ياسمين سريعا: والله ما قولت لحد
اشار خلفها التفت لتري عمر يقف خلفها يحمل حقيبة صغيرة
اتسعت عينيها بدهشة: عمر انت ايه الي جابك هنا وعرفتي ان انا هنا ازاي
هتف باقتضاب؛ ادخلوا مش هنتكلم علي السلم
دخل عمر وياسمين ليغلق الباب خلفهم
عمر : سمعتك بالصدفة وانتي بتكلمي خالد وبعدين لقيتك بتتسحبي برة الفيلا براحة عرفت انك هتروحيله فلميت هدومي بسرعة وجيت وراكي
خالد: انا نازل اجيبلكوا أكل عايزين حاجة معينة
ياسمين: بيتزا
ليتبدل المشهد امامه ويري لينا تصيح بحماس بيتزا ، عايزة يبتزا
خالد مبتسما: حاضر يا حبيبتي
فاق علي يد عمر علي كتفه فتبدل المشهد لتقف ياسمين مكان لينا وهي تقول
ياسمين برفق: اي حاجة يا حبيبي
هز رأسه إيجابا يكبح دموع عينيه ليخرج من الشقة سريعا
اما عند محمود وزينب
زينب باكية: خالد ، راح فين يا محمود
محمود: معرفش يا زينب معرفش
نزلت الخادمة من اعلي
عنايات : عمر بيه وياسمين هانم مش في اوضهم
محمود غاضبا: يعني ايه اختفوا هما كمان
امسك محمود هاتفه واتصل بياسمين
محمود غاضبا: ايوة يا هانم انتي فين
ياسمين: انا عند خالد يا بابا
محمود بلهفة: خالد ، انتي عارفة خالد فين
ياسمين: اه يا بابا وعمر كمان معايا
محمود: طب انتوا فين
ياسمين : ماقدرش هو حلفني ما اقولش لحد
تنهد محمود بألم: طب هو كويس
ياسمين بحزن: بيمثل انه كويس
محمود: خلي بالكوا منه يا بنتي
ياسمين: حاضر يا بابا ما تقلقش
عاد بعد قليل وهو يحمل الطعام دخل الي البيت واعطاه لياسمين فجهزت الطاولة ووضعت الطعام عليها
ياسمين: يلا يا خالد عشان تاكل
ابتسم ابتسامة صغيرة مصطنعة: معلش يا حبيبتي مش جعان
اتجهت صوبه تجذب يدها خلفه
ياسمين بمرح: لا انسي انت هتاكل يعني هتاكل
جلس علي الطاولة ينظر امام بشرود فاق منه حين ربطت علي يده
ياسمين بحنان: كل يا خالد
امسك معلقته قربها من فمه ليتبدل المشهد امامه
لينا ضاحكة: لازم تاكل انت عايز العضلات دي كلها تروح لا يا اخويا انا عايزة جوزي زي ريثي هروشان
ابتسم ابتسامة واسعة
خالد: حاضر يا حبيبتي
فاق هذه المرة علي صوت ياسمين تهتف بقلق لتختفي لينا من امامه وتظهر ياسمين
ياسمين: خالد مالك يا خالد
فرت دمعه هاربة من عينيه مسحها سريعا قبل ان يلاحظه احد
خالد: انت شبعت عن اذنكو
تركهم ودخل الي غرفته سريعا
____________________________
وصلت طائرتها الي وجههتها هي ليست حمقاء لتعود للنيران بقدميها لذلك اتجهت الي تركيا ستذهب الي جدتها استقلت سيارة اجري متجهه الي بيت جدتها في تلك المزرعة الريفية الصغيرة
وقفت السيارة ترجلت منها ليداعب النسيم العليل صفحة وجهها برفق
حاسبت السائق لتخطو داخل المزرعة وجدت جدتها تقف كعادتها تسقي ازهار عباد الشمس المفضلة لها ، اتسعت ابتسامة جاكلين ما أن رأتها لتفتح ذراعيها لها بحنان
القت حقيبتها تهرول الي حضن جدتها تجهش في البكاء
ربطت جاكلين علي رأسها بحنان: ما بها صغيرتي
لينا باكية: أنه لا يحبني جاكلين كان فقط يخدعني لأجل عمله أنا أعشقه جاكلين
اخذتها جدتها الي منزلها الريفي الصغير اجلستها علي الاريكة ، احضرت لها كوبا من الماء
جاكلين بحنان ؛ اشربي صغيرتي واهدي قليلا أنا لا أفهم منكِ شيئا
اخذت بعض الرشفات من الكوب لتسمح جدتها دموعها بحنان : اخبريني ما حدث ولكن دون بكاء
بدأت تقص عليها كل شئ منذ أن عادت لذالي أن رأت الملف
جاكلين بضيق؛ ولماذا لم تستمعي له
لينا باكية: لا اعرف جاكلين رفض عقلي ذلك أنا احتاجه جاكلين سأموت دونه
جاكلين بحنان: لا تقولي ذلك عزيزي سيصبح كل شئ بأفضل حال
هزت رأسها نفيا تهتف باكية : لاء اعتقد ذلك لقد اخبرني أنه لن يقبلني لقد أصبح يكرهني أنا اكرهه واعشقه ماذا أفعل جدتي ارجوكي أخبريني أنا أحترق دونه
جاكلين بحنان: تذهبين للنوم وغدا نتحدث هيا عزيزتي لابد أنك ِ متعبة للغاية من السفر
اصطحبت جاكلين لينا الي احدي الغرف نظرت الي جدتها وهي تدثرها بالغطاء تهتف باكية: دائما ما كان يفعل ذلك كان يستقيظ ليلا حتي يتأكد اني لم القي بالغطاء بعيدا
مسدت جدتها علي شعرها بحنان : سيعود صغيرتي أنه يعشقك
لينا باكية: لن يعود هو من اخبرني بذلك
جاكلين بحنان: بالتأكيد كان يمزح معكي نامي صغيرتي صباحا سيصبح كل شئ علي ما يرام
_________________________
نظر عمر الي ياسمين يهتف بحزن: انا مش قادر اشوفه بالحالة دي عصبيته وزعيقه احسن بكتير من حزنه
ياسمين بحزن: هنعمل ايه يعني يا عمر لينا سافرت
عمر بجد : هنعمل اي حاجة انا مش هسيبه كدة
ياسمين: معاك
عمر : هكلم محمد ونشوف هنعمل ايه
دخل غرفته واغتسل وبدل ملابسه تمدد علي فراشه تنساب الدموع من عينيه رغما عنه
ان نزعوا قلبه من مكانه سيظل ينبض بعشقه لها
يا ليتك يا قلبي لم تعشقها حد الجنون
كيف لي ان اتخلص من لعنة حبك
كيف احرر نفسي من اسر عينيكي
ارحميني يا من ملكتي فؤادي
دق باب غرفته فمسح دموعع سريعا
خالد: ادخل
دخلت ياسمين الي الغرفة
خالد: خير يا ياسمين
ياسمين مبتسمة بخجل : اصلي بصراحة خايفة انام لوحدي في الشقة دي
ابتعد الي احد جانبي الفراش
خالد: تعالي
ذهبت ياسمين ونامت بجانبه
ياسمين: خالد
خالد: امممم
ياسمين: انت كويس
خالد: آه ، نامي يا ياسمين
بعد دقائق دق الباب مرة اخري ودخل عمر
ابتسم ساخرا: خير يا عمر خايف تنام لوحدك انت كمان
عمر مبتسما ببلاهة : بصراحة اه الاوضة بتاعتي فيها اصوات غريبة
ابتسم بسخرية : عندك السرير واسع
عمر : لاء خليك بيني انا وياسمين
خالد ساخرا: ليه هبقي محرم بينك انت واختك
نام خالد في منتصف الفراش وعلي جانبيه عمر وياسمين
عمر: خالد
خالد: نعم
عمر مبتسما ببلاهة: احكيلي حدوتة
ياسمين: اه وانا كمان عايزة حدوتة
خالد بضيق: نايم جنب عيال في عيال ابتدائي انا
ياسمين بإلحاح: عشان خاطري يا لودي
انكمش وجهه بغضب في لحظه
خالد غاضبا: ما تقوليش الكلمة دي تاني
ياسمين بخوف : حاضر حاضر
خالد بحنان: معلش يا ياسمين ما تزعليش تحبي حدوتة ايه يا ستي
ياسمين: ست الحسن والجمال
خالد: ماشي يا حبيبتي
ياسمين : خالد هو انا ينفع انام في حضنك
فرد احد ذراعيه فنامت ياسمين عليه
عمر بغيط طفولي : اشمعنا ياسمين انا كمان عايز انام في حضنك
ابتسم بألم ليفرد ذراعه الآخر فنام عمر عليه شعر انه والد هذين الطفلين الكبيرين
بدا يقص الحكاية الي ان تعب ونام هو مرت
مرت ايام كثيرة حزينة علي الجميع
خالد يحبس نفسه في صومعة حزنه رسم الحزن خطوطه بحرفيه علي وجهه فبدأ أكبر من عمره لأعوام لا يتكلم مع احد الا قليلا جدا قطع كلامه نهائيا مع محمد صديقه
يصر ياسمين وعمر يوميا ان يناما في غرفته وان يحكي لهما احدي الحكايا حتي يشغلاه عن الحزن ليلا
اما عند لينا هو يوم واحد تتكرر تستيقظ صباحا علي صوت جدتها الحنون التي لم تفارقها ولو للحظة واحدة حتي أنها اصبحت تنام بجانبها ليلا عندما شعرت بها تبكي ليلا تنادي عليه في أحلامها ، أصبح البعيد كالحلم بالنسبة لها
الي ان جاء ذلك اليوم بالكاد وصل من عمله حتي وجد هاتفه يرن برقم غريب
المتصلة : السلام عليكم
خالد: وعليكم السلام ، من معايا
المتصلة : احم مش حضرتك العقيد خالد محمود السويسي
خالد بهدوء: ايوة انتي مين
المتصلة : احم أنا تالا يا افندم ، الي حضرتك انقذتها من حوالي شهر من الحرامي افتكرتني
هز رأسه إيجابا: آه تمام ، خير حضرتك
تالا: أنا استنيت حضرتك كتير تيجي تاخد الجاكت بتاعك بس واضح أن حضرتك نسيته وبصراحة أنا كنت مكسوفة اكلم حضرتك
خالد بغموض: ماشي يا آنسة تالا انا هاجي اخده بكره الساعة 8
تالا : تشرف حضرتك
خالد: مع السلامة
اغلق الخط ليتنهد بحزن
خالد في نفسه: لازم انساكي
في اليوم التالي وقرابة الساعة الثامنة اخيرا اتصل جاسم بلينا فوجد الهاتف مفتوح
لينا باكية: ازيك يا بابا وحشتني
جاسم غاضبا: انتي ازاي تسافري من غير ما تقوليلي ازاي تسافري اصلا
لينا: خليني بعيد احسن ليا وللكل
جاسم غاضبا : وانتي شايفة انك كدة هتبقي كويسة قدامك تلت ايام بالكتير وترجعي مصر تاني ولو ما جتيش لهتكوني بنتي ولا اعرفك وهموت وانا غضبان عليكي
لينا سريعا: بعد الشر عليك يا بابا بس….
جاسم مقاطعا : الي عندي قولته يا بنت الشريف ، سلام
اغلق الخط دون أن يسمع ردها
في شقة خالد
وقف يتأنق امام مرآه غرفته يسرح شعره ويهذب لحيته التي غزتها تلك الشعيرات البيضاء بسبب حزنه وضع عطره المميز ارتدي ساعته الفضية الثمينة
لتدخل ياسمين تصفر بإعجاب ايه يا عم الحلاوة دي ، رايح فين كدة
التقط هاتفه ومفاتيحه قائلا باقتضاب وهو يرحل
خالد: رايح أخطب !!!!!!
😯😯😯😯

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسير عينيها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *