روايات

رواية أسير عينيها الفصل السادس والأربعون 46 بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها الفصل السادس والأربعون 46 بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها البارت السادس والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء السادس والأربعون

أسير عينيها
أسير عينيها

رواية أسير عينيها الحلقة السادسة والأربعون

المرأة لا تضرب إلا بالمرأة ، مقولة قالها أحد الحكماء
يجلس في سيارته أمام منزلها طبيعة عمله اكسبته ذاكرة حديدة يستطيع حفظ الأماكن بأدق التفاصيل حتي وإن رآها مرة واحدة
ازاح نظارته الشمسية قليلا ينظر ناحية تلك العمارة السكنية بغموض
انثني جانب فمه بابتسامة ماكرة من مراقبته لهاتف جاسم عرف أنها ستعود قريبا
فقرر تلقينها درسا لن تنساه حتي تفكر ألف مرة قبل أن تشك في حبه، تلك البلهاء كم يعشقها!!!
أما تلك الفتاة ستكون فقط وسيلة لتحقيق غايته التي ما أن يصل إليها ، سيخبرها وبكل أسف أن علاقتهم ستكون فاشلة لذلك يجب أن ينفصلوا وسيعوضها بما تريد
والجميع يعلم أن أمام لغة المال تصمت جميع الألسنة
نزل من سيارته يغلق زر حلته السوداء التقط باقة الورود وعدة هدايا باهظة الثمن متجها الي منزلها صعد خطوات المنزل ببطئ يتذكر تلك المعلومات التي عرفها عنها
( تالا نور حسين ، في التاسعة عشر من عمرها
الثانية الثانية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
من أسرة ميسورة الحال الي حد ماااا )
وصل أمام باب منزلها يدق الباب بثبات لحظات انتظار الي أن فُتح الباب سريعا ليري رجل في منتصف الأربعينات
نور مبتسما: خالد باشا مش كدة
هز رأسه إيجابا بهدوء
نور مرحبا : اتفضل يا افندم ، يا اهلا وسهلا
دخل الي منزل ذلك الرجل يتحرك خلفه الي أن وصل به الي غرفة الصالون
وضع ما في يده طاولة صغيرة ليهتف نور بابتسامة صغيرة: ما كنش في داعي لتعب حضرتك
رد بهدوء: لا أبدا دي حاجة بسيطة
نور سريعا: اتفضل يا باشا اتفضل اقعد أنا والله مش عارف اشكرك ازاي علي الي عملته مع بنتي
خالد: لا شكر على واجب يا عمي دا واجبي وانا بأديه
نور مبتسما: والله يا ابني الي زيك خلصوا اليومين دول
جلس علي احد المقاعد ليجد تلك الفتاة تدخل مرة أخري تحمل سترته
تالا مبتسمة بارتباك : الجاكت بتاع حضرتك أنا قولت أن حضرتك هتيجي عشان تأخده لما حضرتك اتأخرت لقيت الكارت بتاع حضرتك فيه بصراحة اترددت كتير اكلم حضرتك معلش أنا متصلة متأخر
نظر لها بغموض يشعر بتأنيب ضميره ما ذنب تلك الفتاة ليشركها في لعبته لذلك قرر أن……..
خالد بهدوء: معلش يا أستاذ نور ممكن فنجان قهوة مظبوط
نور : آه طبعا يا باشا دقيقة واحدة
خرج نور سريعا من الغرفة ليعود بعد مدة ليست قصيرة في يده فنجان من القهوة
نور مبتسما: القهوة يا باشا
خالد مبتسما: خليها شربات بقي ، بصراحة يا عمي أنا طالب منك ايد بنتك
نظرت تالا ووالدها الي بعضهما بدهشة
نور بجد : خشي جوة يا تالا
هزت رأسها ايجابا سريعا لتفر للداخل سريعا
نور بجد : ممكن اعرف إنت عايز تتجوز بنتي ليه
ابتسم بهدوء؛ عشان يبقي عندي بيت وزوجة واستقر ويبقي عندي أطفال
نور بجد : ما جبتش سيرة أنها هتحبها يعني
رد بهدوء : الحب مش مهم اهم حاجه المودة والرحمة الي قال عليهم ربنا وأنا اوعدك اني هحافظ عليها
نور: احم بس أنا ما عرفش حاجة عنك خالص
ارجع ظهره في ظهر المقعد يهتف بهدوء : خالد محمود السويسي ، عقيد في إدارة مكافحة المخدرات ، 31 سنة ، مُطلِق
نور : احم ممكن اعرف سبب الطلاق
خالد بهدوء: اختلاف في وجهات النظر طلبت الطلاق فطلقتها مش أنا الي أعيش مع واحدة غصب عنها
نور بحيرة : والله أنا مش عارف اقولك ايه علي العموم أنا هاخد رأي البنت عن اذنك اسألها
ذهب نور الي الداخل فوجد ابنته وزوجته يقفان يسترقان السمع
نور : طبعا انتوا سمعتوا كل حاجة ها يا تالا يا حبيبتي ايه رأيك
نجلاء ( والدة تالا ) : هي دي عايزة رأي
هو دا عريس يترفض موافقة طبعا
نور : لو عايزة فرصة تفكري ……..
قاطعته تالا بتوتر : لاء يا بابا أنا موافقة بس لازم يبقي فيه فترة خطوبة الأول عشان نتعرف علي بعض
نور: اكيد يا حبيبتي
تركهم وعاد اليه يهتف بابتسامة واسعة؛ مبروك يا عريس
خالد مبتسما : يبقي نقرا الفاتحة
قرأ نور وخالد الفاتحة ونجلاء تطلق الزغاريد السعيدة أما هي فتقف شاردة تفكر في ذلك الرجل الغامض
قام خالد وصافح نور
خالد: هكلم حضرتك نتفق علي ميعاد الخطوبة
نور: ما لسه بدري يا ابني
خالد مبتسما: متشكر يا عمي عن اذن حضرتك
________________________
جلست علي كرسي خشبي في الحديقة تتلاعب نسمات الهواء بخصلات شعرها الثائرة كتلك المشاعر في قلبها ، دمعات هاربة تتساقط شوقا له صدقا لا تعلم كيف قضت تلك الأيام بدونه
اجفلت علي يد وضعت علي كتفها برفق صوت جدتها الدافئ يهتف بحنان مرح : اخبريني صغيرتي من أين تأتين بكل تلك الدموع
ابتسمت بحزن لتجلس جدتها جوارها : تعليمين انتي حمقاء تماما وهو أحمق أيضا كلاهما يحتاج الي درس قاسي
زفرت بألم: لا اريد العودة جاكلين
جاكلين : كاذبة يا صغيرتي انتي تريدين العودة الآن قبل غدا حتي تركضي إليه
هتفت بنبرة باكية حزينة : توقفي جدتي أنا بالكاد أستطيع العيش دونه
مسدت جدتها علي شعرها تهتف باستغراب من حالتها: لما اصبحتي بذلك الضعف صغيرتي
عقدت جبينها تنظر لجدتها هاتفه باستفهام: ماذا تعنين
جاكلين بحنان: انتِ تعلمين ما أعني ، هل تلك هي لينا التي قضت سبعة أعوام بمفردها
ابتسمت بسخرية : لم أكن بمفردي تماما كان إياد وتمارا ويوسف معي دائما
جاكلين بضيق: علي من تكذبين إياد ويوسف وتمارا كانوا فقط أصدقاءك ، أنا لا أصدق أن تلك الفتاة التي امامي الآن هي نفسها تلك الفتاة التي كانت تأتي إلي كل عام تصرخ بسعادة تحمل شهادة تفوق والكثير من الصور لرحلاتها الممتعة ، أين ذهبت تلك الفتاة
تنهدت بألم : انتِ لا تعلمين شئ جدتي ، لقد أبصرت في الدنيا علي وجهه ، هو كل شئ بالنسبة لي أبي وأخي وصديقي وحبيبي جدتي أنا عشت كل تلك السنوات بتلك القواعد التي طالما ما كان يخبرني بها ، رسمت له صورة في مخيلتي دائما ما كنت أحدثها واستشيرها في كل شئ ، ولكن عندما عدت إليه محوت تلك المعلومات نسيت كل شئ كنت أعرفه تركت روحي تغرق في طفوان عشقه أنا أموت دونه جدتي سحقا لعقلي الاحمق الذي يرفض مسامحته
جاكلين بحنان : إذا ستعودين
هزت رأسها ايجابا : نعم لقد حجزت في طائرة غد سأذهب لاضب ملابسي ، سأشتاق اليكِ جدتي
عانقتها جاكيلن بحنان : وأنا ايضا صغيرتي
دلفت الي غرفتها تضب ملابسها في حقيبتها ، القت الحقيبة علي الفراش ليسقط منها ذلك الدفتر الأسود نظرت لها باستفهام لتسسع عينيها بدهشة دفتر مذكراته التي حرصت علي أخذه معها ، كيف نسيته كل تلك المدة
امسكته بأصابع مرتجفة جلست على الفراش فتحت الصفحة الأولي
فتحت اول صفحة لتري خط طفولي للغاية ومع ذلك جميل ومنمق ، قرأت الموجود في أول صفحة والذي كان تعريف عنه
( انا خالد محمود محمد السويسي بحب اسمي اوي عندي خمس سنين النهاردة فتحت عينيها وسوفتها ضغننة اوي عينيها حيوة اوي )
قلبت بعض الصفحات بلهفة
(النهاردة لينا بدأت تنطق اسمي انا سعيد اوي انها بتقوله حتي لو غلط انا بقي اسمي هالد )
جحظت عينيها بصدمة مما تقرأ
قلبت بعض الصفحات سريعا
( النهاردة لينا رجعت تعيط من الحضانة وعرفت ان في واد حمار ضربها انا بكرة هضربه زي ما ضربها )
ومرة اخري مازالت تحت تأثير ذهول ما تقرأ
( النهاردة عيد ميلاد لينا العاشر انا سعيد اوي أن هديتي عحبتها كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتى )
ومرة أخرى
( انا حاليا عندي 18 سنة في ثانوية عامة بقالهم 3 سنين منعين لينا انها تنام في حضني اد ايه وحشني حضنها الصغير بفضل جمبها احكيلها حدوتة لحد ما تنام وبعدين امشي انت بحبك اوي يا لينا لو في يوم قريتي المذكرات دي هتعرفي انا بحبك اد ايه )
ومرة أخرى
( الضحكة الي في حياتي خلاص راحت ، عمي جاسم خد لينا ومشي ، مش عارف انا عايش ازاي من غير ما اسمع ضحكتها ضحكتها او حتي صوتها ، هلاقيكي يا حبيبتى حتي لو اخر يوم في عمري )
ومرة أخرى
( انا ما بحبش رحاب بس عينيها شبه عينيكي يا حبيبتى دايما شايفك قدامي عمري ما شوفتها هي انا هخليها نسخة منك وحشتيني اوي يا حبيبتي )
ومرة أخرى
( انا دلوقتي العقيد خالد السويسي اسم ومكانة وقوة وقسوة ، الرجل الذي لايعرف الرحمة ، بس مستعد ارجع تاني خالد لو رجعتيلي يا حبيبتى ، وحشتيني اوي يا لوليتا ارجعي بقي )
ومرة أخرى
( انا أسعد واحد في الدنيا النهاردة اخيرا شوفتك تاني ، اتفقت أنا ورفعت اننا نعمل لعبة علي جاسم عشان يصدق فعلا أن حياتك في خطر ويوافق علي جوازنا ، حتي لو ما وافقش أنا مش هضيعك من ايدي تاني أبدا )
اغلقت الدفتر تنظر أمامها بذهول عينيها متسعتين حتي آخرهما ، حمقاء غبية بلهاء لما لم تسمعه لما حرمت نفسها من ذلك العشق الذي كان يغرقها فيه
أسرعت تضع اغراضها في الحقائب سريعا عازمة علي العودة في الحال
______________________________
انثني جانب فمه بابتسامة ماكرة حين رأي اسمها في كشف اسماء القادمين غدا
اخرج هاتفه يتصل بنور يخبره بأن حفل خطوبته سيكون بعد غد في فيلا والده
في صباح اليوم التالي
وصلت الطائرة انهت لينا اجراءات الوصول واستقلت سيارة اجري وذهبت الي منزلها
دخلت البيت سريعا
فريدة سريعا وهي تحتضنها : وحشتيني اوي يا حبيبتي
لينا: وانتي كمان يا ماما فين بابا
فريدة: في مكتبه يا حبيبتى
ذهبت الي مكتب والدها سريعا
جاسم: ادخل
دخلت الي الغرفة تفرك يديها بتوتر
جاسم. مبتسما بسخرية: حمد لله على السلامة يا دكتورة
لينا: الله يسلمك يا بابا ، حضرتك وحشتني اوي
جاسم ساخرا : بجد !!!
علي اساس ان حضرتك عملتي اعتبار ليا لما خدتي بعضك وسافرتي
انسابت دموعها كالعادة علي وشك أن تأخذ لقب بطلة العالم في البكاء
لينا باكية: بابا صدقني انا كنت فاهمة غلط
رق قلب جاسم لمنظر ابنته الباكية فقام سريعا
يعانقها بحنان
خرج جاسم بها الي خارج المكتب
جاسم: رحمة هاتي للينا عصير
انتفضت من حضن والدها تهتف سريعا بلهفة: لا يا بابا ما فيش وقت انا لازم اروح لخالد أنا كنت فاهمة غلط كان لازم اسمعه
همت بالذهاب حين رن جرس المنزل فتحت احدي الخادمات، لتتسع ابتاسمتها حسن رأته جالت عينيها علي تفاصيل وجهه بشوق هرولت ناحيته تنظر له مبتسمة بعشق : خااالد وحشتني أوي أنا كنت لسه ……..
لم يكن شوقه يقل عنها فشوقها له نقطة في بحر شوقه لها للحظات اراد التراجع عن تلك الخطة امام لهفة عينيها الاسرتين ليهز رأسه نفيا سريعا
قاطعها عندما نظر خلفه يهتف بابتسامة واسعة: تعالي يا حبيبتي انتي مكسوفة ولا ايه
دخلت تلك الفتاة تنظر لهم بتوتر لتسرع بامساك يده نقلت نظراتها بينها وبين يدها التي تعانق يده
هتفت بصدمة: خالد مين دي
ابتسم بخبث ليرفع كف تلك الفتاة يقبله هاتفا بسعادة مصطنعة: دي تالا خطيبتي
هزت رأسها نفيا بعنف بالتأكيد يمزح تعرفه هو يعشقها لاء قد أخبرها أنه لن يسامحها هل نسيها بتلك السرعة ليذهب لتلك الفتاة
اجتاح دوار حاد عقلها لتغمض عينيها سامحة لعلقها بأن يرتاح من تلك الصدمة قليلا
اتسعت عينيه بفزع عندما شعر بها تغمض عينيها لم يكن يظن أنها ستفقد الوعي نفض يد تلك الفتاة من يده ليركض تجاهها التقطها بين ذراعيه قبل أن تسقط ارضا حملها يضعها علي الأريكة يرش الماء علي وجهها برفق يكاد قلبه يفجر قفصه الصدري من الخوف
تنهدت براحة عندما وجدها تحاول فتح عينيها
ليذهب من أمامها يقف بجانب تلك الفتاة
فتحت عينيها بصعوبة لأول وهلة شعرت بأنها تراه عندما سقطت في ذلك البئر لم تشعر بالألم بل شعرت بالأمان ، اعتدلت في جلستها تفرك جبينها بألم لتجده مازال واقفا هتف بتهكم ما أن استيقظت : سلامتك يا دكتورة ، ما تنسوش بقي مستنيكوا بكرة بإذن الله وبالذات انتي يا دكتورة
نظر الي تلك الفتاة يهتف بابتسامته الحنونة: يلا يا حبيبتي عشان ما نتأخرش
هزت رأسها ايجابا ليمسك يدها متجها بها الي الخارج القي نظرة خاطفة ناحيتها ليري تلك الدموع الحبيسة في عينيها
ركب سيارته مع تالا وانطلق الي منزل والدها ليعود بعدها الي شقته
خالد: ياسمين، عمر موا حاجتكوا هنرجع بيت العيلة تاني
ياسمين: اشمعنا يعني دلوقتي
خالد: عشان تحضروا خطوبتي
ياسمين وعمر معا : خطوبة ميين
خالد بضيق: خطوبتي أنا ايه الغريب في كدا
ياسمين بدهشة: انت هتخطب و لا خطبت هي لينا رجعت
خالد: انا ما خطبتش لينا لما نروح هفهمكوا كل حاجة
ضب عمر وياسمين اغراضعم وذهبوا إلى منزل والدهم
استقبلتهم والدتهم بترحاب شديد وخصوصا خالد التي ارتمت بين ذراعيه تبكي
محمود: حمد لله على السلامة يا اولاد
خالد: الله يسلمك ، انا جاي ابلغكوا خبر مهم
زينب: خير يا حبيبي
خالد: انا خطبت
محمود غاضبا : يعني ايه خطبت وخطبت مين بقي ان شاء الله
خالد: خطبت زي ما الناس بتخطب عادي يعني ، اما مين بقي فهي بنوتة صغيرة في تانية كلية اسمها اسمها ايه استني عشان نسيته ، اه اه تالا
زينب بدهشة: طب ولينا
خالد ببرود: مالها لينا خلاص انا ولينا اتطلقنا فبقيت حر اعمل الي انا عايزه المهم انا كنت بستأذنك يا حج اعمل الخطوبة في جنينة الفيلا دي
محمود: اعمل الي تعمله يا خالد بس ما ترجعش تندم
______________________________
ما إن رحل هرولت هاربة الي غرفتها ستفعل اي شئ لاجل أن يسامحها امسكت هاتفها تطلب رقمه بأصابع مرتجفة قلب يخفق بألم عينان يغمان في بحر من الدموع
___________________________
كان هو في تلك الاثناء يجلس في غرفتها علي فراشها حينما رن هاتفه. التقطه ينظر الاسم ليبتسم بألم لا يعلم هل هو بالفعل يعاقبها أم يعاقب نفسه
فتح الخط وضع الهاتف علي اذنه دون ان يتكلم سمع صوت نفسها العالي فعلم انها كانت تبكي اغمض عينيه يصفع رأسه في الحائط خلفه بألم
ظل الخط بينهما مفتوح لمده طويله كل منهما يسمع صوت نفس الاخر الي ان فرت دمعة هاربة من عينيه ليغلق الخط سريعا ثانية اخري ويهرول إليها
_________________________
مساءا في منزل محمد
انتشر خبر خطوبة خالد كالنار في الهشيم
فاجتمع محمد وعمر وياسمين ولبني وعلي
عمر بضيق: اتصرف يا محمد
ياسمين بحزن: خالد حالته صعبة اوي
لبني بضيق : علي اساس ان مش هو السبب
ياسمين بحدة: لاء مش هو السبب خالد بيعشق لينا
لبني ساخرا : بأمارة انه راح خطب واحدة
صفع الطاولة امامه بحدة يهدر بغضب
محمد غاضبا: ولا كلمة لحد ما الضيف يوصل
بعد مدة قصيرة وصل احدهم ودق الباب ودخل
الشخص : معلش اتأخرت عليكوا
محمد: ولا يهمك يا فارس تعالا اقعد
جلس فارس معهم على الطاولة
محمد : بصوا يا جماعة انا في دماغي خطة عشان نرجع لينا لخالد وهحتاج مساعدتك كتير يا فارس
فارس : انا معاك طبعا بس عايزني اعمل ايه
محمد بهدوء: تخطب لينا
صاح الجميع في صوت واحد : نعم يا أخويا
فارس سريعا بفزع: أنت عايز خالد يقتلني
محمد بهدوء: ما يقدرش يعملك هي مش مراته دلوقتي
فارس بخوف : لا يا عم ماليش دعوة
محمد بضيق : بقولك ايه من غير رغي اسمعني ، اسمعوني كلكوا
بدا محمد يقص عليهم خطته
ياسمين: تفتكر هننجح
محمد: ان شاء الله لبني انا عايز لينا تحضر حفلة خطوبة خالد لازم تقنعيها باي شكل
لبني : حاضر هحاول
علي بصوت منخفض: ما انتي بتعرفي تقولي حاضر اهو
لبني صارخة بحدة : بقولك ايه يا بتاع انت مالكش دعوة بيا
علي غاضبا: البتاع دا يبقي جوزك يا ست هانم وقسما بربي لو ما لميتي نفسك لهديكي علقة يا لبني
لبني ضاحكة بسخرية : يا امي يا امي خاف يا عيد
محمد غاضبا: اسكتوا انتوا الاتنين احنا في ايه ولا ايه علي الله حاجة من الي قولتها ما تتنفذش ، يلا اتفضلوا
خرج الجميع من منزل محمد
علي : اركبي اوصلك
لبني : لاء
علي غاضبا : يا بنتي اركبي ما تخلنيش اقل ادبي عليكي في الشارع
لبني: اعلي ما خيلك اركبه
علي بتوعد : قدامك دقيقة واحدة والقيكي في العربية والا هزعلك يا لبني
رمقته بتهكم جاءت لتتحرك لتجده يقبض علي رسغ يدها بعنف يهتف من بين أسنانه بهسيس مستعر : والله العظيم يا لبني لو ما ركبتي العربية ما انتي راجعة بيتكوا وهاخدك علي عندي وابقي خلي جاسم بيه المحامي الكبير يوريني شطارته
ازدردت ريقها بتوتر او بمعني أصح خوفا ذهبت ناحية سيارته ركبت على الأريكة الخلفية
علي بضيق : سواق الهانم انا انزلي اركبي قدام
لبني : لاء دا الي عندي
علي بغيظ : ماشي يا لبني
وصل علي الي المنزل فنزلت لبني دخلت الي منزلها سريعا الي غرفة لينا
وجدتها جالسه على الفراش تضم ساقيها لصدرها تنظر أمامها بضياع دموعها لا تجف
لبني مبتسمة : مساء الفل علي احلي لوليتا
ردت عليها بابتسامة شاحبة : مساء الخير يا لبني
لبني بحنان: لسه بتعيطي يا حبيبتى انسيه بقي زي ما هو نسيكي
هزت رأسها نفيا بعنف تبكي بألم: ما اقدرش يا لبنا ما اقدرش يا رتني كنت سمعت كلامه يا رتني ما شكيت في حبه وحشني اوي اوي نفسي في حضنه اوي بس خلاص ضاع مني خالد سابني انا مش هعرف اعيش من غيره يااارب خدني يااارب
لبني سريعا : بعد الشر عليكي يا حبيبتي كل حاجة هتتصلح ان شاء الله نامي انتي وارتاحي
في اليوم التالي ، مساءا
دخلت لبني حجرة لينا فوجدتها كالعادة تجلس تبكي زفرت بحزن كيف ستقنعها أن تحضر ذلك الحفل
لبني بضيق: كفاية بقي يا حبيبتى هيحصلك حاجة من كتر العياط دا
لينا باكية: يا ريت اموت وارتاح
لبني: بعد الشر بقولك ايه قومي يلا البسي
نظرت لها باستفهام لتكمل بابتسامة متوترة
لبني : عشان نخرج نغير جو
لينا: لا مش عايزة
دق باب الغرفة ودخل جاسم
جاسم بحزن: لسه بردوا بتعيطي كفاية يا حبيبتى خلاص وعيشي حياتك
هزت رأسها نفيا بعنف تبكي بهستيريا: مش هقدر والله مش هقدر انتوا ليه مش حاسين بيا ، النهاردة خطوبة خالد خلاص هو بقي بيكرهني ومش عايزاني تاني أنا عارفة إني غلطت عشان خاطري قوله يسامحني قوله لوليتا عايزة بابا قوله لوليتا آسفة
اتجهت لبني ناحيتها أمسكت كتفيها تهزها بقوة تصيح فيها بحزم : فوقي بقي يا لينا حرام عليكي الي انتي بتعمليه في نفسك دا ، خليكي اندبي ونوحي وهو يخطب ويتجوز ويعيش حياته هتفضلي طول عمرك طفلة ساذجة
تذكرت في تلك اللحظة تلك الملاحظة التي خطها بيديه ( لينا شخصية ساذجة تشبه الاطفال في برائتهم وفي عندهم ايضا )
ابعدت يدي لبني ببرود تسمح دموعها بعنف نظرت ناحية والدها تهتف بهدوء؛ إنت هتروح يا حبيبتي
هز رأسه إيجابا : آه يا حبيبتي عمك محمود عزمني
لينا مبتسمة بهدوء: طب ممكن حضرتك تستناني انا هلبس واجي معاك
هز رأسه نفيا بعنف يردف بحزن: بلاش يا لينا ، بلاش يا بنتي
أمسكت يده برجاء: ارجوك يا بابا عشان خاطري
تنهد بألم علي حال ابنته: حاضر يا حبيبتي هستناكي تحت يلا يا لبني
خرجا من الغرفة لتذهب ناحية المرحاض بخطي ميتة لا حياة فيها غسلت وجهها بالماء بعنف نظرت لانعاكسها شبه الحي بنظرات جامدة خالية من الحياة ، اتجهت ناحية خزانة ملابسها اختارت فستان أسود سوارية ضيق ينزل علي اتساع اخذت حجاب فضي اللون حذاء ذو كعب رفيع حقيبة سوارية صغيرة
أدوات الزينة الخاصة بها
بعد نصف ساعة كانت تقف أمام المرآه تنظر الي صورتها الجديدة بخواء دائما ما كانت تضع القليل من مستحضرات التجميل بشكل ضئيل جدا ولكنها اليوم عملت علي جعل تلك الأدوات تحدد تفاصيل وجهها حتي حجابها اخرجت خصلة كبيرة من شعرها من تحت حجابها ، لقد نضجت الطفلة علي حد اعتقادها
نزلت لأسفل لينظر لها الجميع بدهشة ، بدون تعليق واحد منها علي ما هم فيه ذهبت الي سيارة والدها
ركبت بجانب لبني علي الأريكة الخلفية وفي الإمام جاسم وفريدة
وصلت السيارة الي فيلا محمود السويسي فرأت الحديقة المزينة بالزهور والانوار
لتبتسم بألم
سلم محمود عليهم ومن بعدهم زينب
ومن ثم ياسمين
ياسمين مبتسمة: واااو قمر يا لينا
لينا ببرود: شكرا
عمر لمحمد بذهول : نهااار اسود شايف لينا عاملة ايه دا خالد هيعلقها
محمد مبتسما بخبث : اما نشوف ايه الي هيحصل
اصطحبهم محمود الي احدي الطاولات جلست عليها نظرها معلق بتلك الكوشة بعد دقائق ستشاركه اخري فيها أي ألم ألقت نفسها فيه
انتقض قلبها عندما دخلت سيارته علقت عينيها به وهو ينزل من السيارة يلتف حولها ليفتح لتلك الفتاة الباب كما كان يفعل معها فرت دموعها رغما عنها حين التقط يد تلك الفتاة يقبلها بحنان ،اصطبحها الي تلك الكوشة يساعدها علي الجلوس بجانبه لتأخذ مكانها في قلبه
بحث بعينيه عنها هنا وهناك الي أن رآها بشكلها الجديد ، جز علي اسنانه بغيظ يهتف بتوعد : ماشي يا لينا وحياة أمك لوريكي
جاءت نجلاء تطلق الزغاريد بسعادة تمسك علبة حمراء بها شبكة العروس ، هدرت أنفاسها بسرعة ألم حينما رأته يضع خاتمه في أصبعها
ابتعدت سريعا بصدمة تهز رأسها نفيا بعنف وقفت بجانب تلك الغرفة التي يستخدمها كصالة للتدريبات تبكي بحرقة نسيها لم يعد يحبها سيتزوج من اخري ستمكث معه في منزلها ، سيضمها ليلا ويحضر لها الهدايا ويغازلها بكلامه الرائع
شهقت خوفا عندما ظهر أمامها فجاءة
_______________________________
«وقف ينظر لها بصدمة عينيها جاحظتين بدهشة لا يصدق أنها هي من ستصبح زوجة اخيه »
لبني لبني استني ، هتف بها علي سريعا وهو يحاول اللحاق بها استطاع بصعوبة أن يمسك بيدها يمنعها من التقدم
علي سريعا: لبني أنا آسف أرجوكي سامحيني أنا ما بنامش الليل من عذاب ضميري
ضحكت بتهكم : وهو الي زيك اصلا عنده ضمير
علي بندم: أنا عارف اني غلطت غلطة بشعة بس عشان خاطري سامحيني
لبني ضاحكة بتهكم : وانت مين ضحك عليك وقالك أن ليك خاطر عندي
علي بندم : أنا عارف اني مستحيل يبقي ليا خاطر عندك بس انتي ليكي خاطر كبير اوي عندي لبني أنا بحبك والله العظيم بحبك اوي
نظرت له بغموض تهتف بجد : لو بتحبني زي ما بتقول طلقني واديني فرصة احاول اسامحك فيها مين عارف
هز رأسه إيجابا بحزن : حاضر يا لبني بكرة بعد خطوبة لينا هطلقك ، عن إذنك
______________________
نظرت له بشوق ألم حزن ندم عتاب سعادة ابتسمت وبكت اشتاقت له للغاية حتي ملامحه الغاضبة الذي هو عليها الآن اشتاقت لها ايضا
اخرج منديل من جيبه يسمح زينة وجهها بعنف
يهتف بحدة من بين أسنانه : ايه القرف الي انتي عملاه في وشك دا يا هانم
مدت يد بعنف يدس تلك الخصلة أسفل حجابها يكمل بغيظ: انتي فاكرة نفسك رقاصة بس الحق مش عليكي الحق عليا أنا عشان ما عرفتش اربيكي
تركته يتحدث يغضب فقط تسمتع له اشتاقت الي نغمات صوته بجنون انتبه الي تحديقها العاشق فيه ليهتف بسخرية : ما اكنتش اعرف إني أمور اوي كدا ، عن إذنك يا دكتورة
تشبثت بذراعه برجاء عندما هم بالرحيل؛ إنت رايح فين
خالد ساخرا؛ رايح لخطيبتي يا دكتورة
هزت رأسها نفيا بعنف تبكي بألم؛ إنت ما بتحبهاش صح أنت بتحبني أنا ، أنا لوليتا حبيبتك صح صح
خالد ببرود: كنتي ، فاكرة أنا اتحايلت عليكي قد ايه عشان تسمعيني ومع ذلك ما رضتيش ساعتها أنا قولتلك هترجعي ندمانة واديكي رجعتي ، بس أنا بقي مش عايزك
نزع يده من يدها ببرود ، سلام يا دكتورة
تركها وعاد إلى الحفل
وقفت مكانها للحظات اشعرها بالذل في لحظات الهذة الدرجة لن يعد يطيقها هرولت تأخد حقيبتها تركض خارج الحفل تركض تبكي لا تري أمامها بسبب تلك الدموع التي تغشي عينيها فلم تري تلك السيارة
ولكنه رآها ليصرخ بفزع : حاااااسبي يا ليناااااا
تجمدت مكانها أمام السيارة ابتسمت بألم تغمض عينيها سترحل عن الدنيا وما فيها شهقت عندما شعرت بتلك اليد تجذبها اليه بعيدا عن السيارة لتفقد الوعي بين ذراعيه
حملها مسرعا ودخل الي الحفل
زينب بقلق:حطها هنا يا ابني
وضعها علي احد الكراسي ووقف امامها يحاول افاقتها
اما هو فكان يقف يستشاط من الغضب حين التفت ذراع فارس حول خصر لينا وعندما حملها بين ذراعيه
جثي فارس علي ركبتيه امامها يهتق فيها بقلق
فارس : لينا ، فوقي يا لينا حبيبتي فوقي يا حبيبتي
فتحت عينيها بصعوبة كل شئ ضبابي ما عدا هو رأته يجلس أمامها ينظر لها بحنان اعتقد أنه هو من يجلس مكان فارس لذلك وبدون تفكير ألقت بنفسها داخل صدره تبكي
ربط فارس علي رأسها بحنان
فارس : بس يا حبيبتي اهدي خلاص
شخصت عينيها بفزع عندما سمعت صوته لتنتفض بعيدا عنه بحثت بعينيها عنه فوجدته جالس بجوار تلك الفتاة ( خطيبته)
لينا في نفسها بحسرة: للدرجة دي بتحبها
فارس بقلق: لينا انتي كويسة
نظرت اليه بحزن وهزت راسها ايجابا
جاسم: كفاية كدة يا حبيبتي يلا نمشي
هزت رأسها إيجابا دون أن تنطق بحرف
كان يقبض علي مقبض كرسيه بشدة يحارب رغبته في الذهاب اليها واخفاءها بين ذراعيه وقتل هذا الفارس الذي وضع يده عليها
اشتعلت عينيه غضبا عندما انحني بجذعه وحمل لينا بين ذراعيه لو ان النظرات تقتل لسقط فارس صريعا من شرارات الجحيم المنبعثة من عيني خالد
وضع فارس لينا في سيارة جاسم ثم ركب سيارته وذهب خلفهم
_____________________________
يقف في شرفته بعد انتهاء الحفل فبعد رحليها مباشرة طلب من أخيه ان ينهي الحفل بعذر أنه متعب ويريد أن يرتاح
سمع دقات علي باب الغرفة ليأذن للطارق بالدخول
زينب بحزن: مبروك
رد باقتضاب : شكرا
زينب بعتاب: ليه يا خالد
خالد: كدة احسن ليا وليها
زينب بخبث: علي فكرة لينا اتقرا فتحتها
خالد غاضبا: يعني ايه اتقرا فتحتها وعلي مين
زينب بخبث: وانت زعلان ليه انت مش طلقتها ورحت خطبت هي كمان من حقها تتجوز
خالد غاضبا: تتجوز ودي مين بقي ان شاء الله عريس الغفلة
زينب: فارس ابن عمها
اظلمت عينيه بغضب بدا صدره يعلو ويهبط بجنون ترك والدته
نزل سريعا الي غرفة التدريبات وبدا يزأر بغضب ارتدي قفازات الملاكمة وظل يصارع هذا الجوال المسكين حتي انهكه التعب
فذهب الي احد المقاعد جلس عليه واضعا وجهه بين كفيه يخطط للاسوء
_________________________
اما عند لينا
عادت الي المنزل ودخلته سريعا وقبل ان تهرب الي غرفتها استوقفها
فارس سريعا : لينا لو سمحتي استني
ردت بشحوب: خير
فارس: عمي جاسم انا طالب ايد لينا
شخصت اعينهم جميعا بذهول فيما عادا لبني فهي تعرف الخطة
تجمدت الدموع في عيني لينا لو كانت في موقف اخر لذهبت وصفعت فارس واخبرته انها تحب خالد فقط لا غير
ولكن خالد تخلي عنها وجرح كرامتها قاومت دموعها بصعوبة ونطقت بصوت منخفض متحشرج من البكاء
لينا: انا موافقة
تركتهم وفرت الي غرفتها تبكي فلم يعد لها الا الدموع ونيس دربها
سريعا أخبرت لبني محمد بموافقة لينا علي الزواج من فارس فاخبر محمد زينب وطلب منها اخبار خالد
________________________
في اليوم التالي دخلت فريدة ولبني غرفة لينا
فوجدوها متكورة علي نفسها في وضعيه الجنين ، وبقايا دموعها عالقة باهدابها
فريدة بحزن: حرام الي بيحصلها دا انا مش قادرة اشوفها كدة
تنهدت بتعب : هانت يا فريدة قريب كل حاجة هتتصلح يلا عشان نصحيها
فريدة بحنان: لينا لوليتا حبيبتي اصحي
فتحت عينيها ببطي تنظر لهم باستفهام
لبني مبتسمة: صباح الفل يا عروسة
عقدت حاجبيها باستفهام
لينا: عروسة ازاي يعني
فريدة مبتسمة بحنان: فارس وجاسم اتفقوا ان خطوبتكوا تبقي النهاردة بليل هنا في الجنينة بتاعت الفيلا والعمال شغالين من بدري فيها
تجمعت الدموع في عينيها تنساب علي وجنتيها
فريدة بحنان: حبيبتي لو مش موافقة خلاص نلغي الخطوبة
لينا: لا يا ماما انا موافقة
لبني بحماس : ايوة كدة يا عروسة الي يبيعك بعيه ، وشوفي حياتك ونفسك يلا يا عروسة ورانا حاجات كتير اوي
لينا: فين بابا وفارس
فريدة: باباكي تحت مع فارس
لينا: طيب
قامت لينا واغتسلت وبدلت ثيابها
لبني: راحة فين يا لينا
لينا: رايحة اعزم عمي محمود وطنط زينب علي الخطوبة
نزلت الي اسفل
لينا بهدوء : صباح الخير بابا هو حضرتك عزمت عمي محمود
جاسم : لسه يا حبيبتي هتصل بيه اعزمه
لينا: لا بلاش انا هروح اعزمه وبالمرة اروح الكوافير
فارس سريعا: استني انا جاي معاكي وبالمرة نختار الشبكة
خرجت بصحبته الي السيارة طوال الطريق وهي توجه نظرها للنافدة وتتساقط الدموع رغما عنها من عينيها فتمسحها سريعا قبل ان يلاحظ فارس
وصلت السيارة الي منزل محمود فنزلت لينا من السيارة وقبل ان تتحرك وجدت فارس يشبك يده في يدها برودة شديدة سرت في اوصالها عندما لمست يدها يده
فارس مبتسما: يلا يا حبيبتي
هزت رأسها إيجابا بحزن ثم تقدمت معه الي الداخل
فتحت لهم الخادمة الباب قرأته جالسا علي احد الارائك يحتسي القهوة بيدو عليه الارهاق والتعب
رحبت بها زينب سريعا : اهلا اهلا يا حبيبتي نورتي ، واقفة عندك ليه
نظر الي يدها المشتبكة بيد فارس بغضب أعمي
لينا: معلش يا ماما قصدي يا طنط
زينب بحنان: حبيبتي انا هفضل ماما مهما حصل
ابتسمت بحزن قبل ان تلتقي أعينهم في حديث طويل عجز اللسان عن البوح به
فارس مبتسما بخبث: معلش يا جماعة ازعجناكوا
لف يده حول خصر لينا وقربها منه بشدة
فشهقت بخوف ولكنها سكتت سريعا
فارس : احنا يشرفنا طبعا ان حضرتكوا تشرفونا في حفلة خطوبنتا النهاردة
صمت لف المكان دام بعض دقائق الي ان نزلت ياسمين من اعلي تختضن لينا بسعادة
ياسمين بسعادة : لوليتا حبيبتي وحشتيني
ابتسمت بحزن: وانتي كمان يا سيما وحشتيني
فارس مبتسما: طب يلا احنا يا حبيبتي عشان لسه هنختار الشبكة
لينا: ايه رأيك تيجي معانا يا ياسمين تختاري معايا
هزت رأسها إيجابا سريعا : يلا بينا أنا لسه جاية من برة وحظك إني لسه ما غيرتش هدومي التفت ناحية أخيها تهتف برجاء : بقولك يا خالد ممكن توديني عشان عايزة اروح كام مشوار بعد ما اروح مع لينا
خالد بضيق: خدي السواق
ياسمين: السواق واخد اجازة عشان تعبان يلا بقي يا خالد عشان خاطري عشان خاطري
تنهد بضيق : طيب ماشي
خرجوا من الفيلا ركبت لينا بجانب فارس وياسمين بجانب خالد
وتوجهت السيارات الي احد محلات المجوهرات وقفت سيارة فارس امام احد المحلات فنزل من السيارة ومعه لينا
ياسمين: يلا يا خالد
هز رأسه إيجابا بسخرية سيذهب بقدميه ليختار شبكة حبيبته لرجل آخر، صدقا القادم أسوء انتظري صغيرتي
دخل الاربعة المحل
البائع مرحبا : اهلا اهلا خالد باشا نورت المحل
خالد: شكرا يا چورچ
جورج : تؤمر بايه يا باشا
فارس يضيق : خليك معايا انا ،انا عايز شبكة لخطيبتي
جورج : اسف يا افندم تحب حضرتك ايه
اخرج جورج علب كثيرة لاشكال مختلفة من الحلي
فارس: اختاري يا حبيبتي الي يعجبك
نظرت ناحيته نظرة خاطفة لتجد وجهه خالي من التعابير : ايه رايك يا ياسمين
اشارت ياسمين الي احد العلب : انا رأيي ان دا حلو
وافقت حتي دون ان تنظر اليه : ماشي هاخد دا
فارس : تمام هناخد دا هاتلنا بقي الدبل
احضر جورج علب اخري بها دبل ذهبية وفضية
اختار فارس احدي الدبل والبسها في يد لينا لكنها كانت ضيقة جدا
لينا بألم: اه ايدي ضيقة اوي يا فارس
حاول فارس خلع الدبلة من يد لينا ولكنه لم يفلح
لينا بألم: حاسب يا فارس ايدي
فارس وهو يجذب الدبلة بقوة من اصبعها : اعمل ايه مش عايزة تتخلع
صرخت بألم لينتفض فزعا هرول ناحيتها يزيح فارس بعيدا بعنف : اوعي يا حيوان
امسك كف يدها برفق
خالد بحنان: هش هش اهدي اهدي خلاااص
لينا باكية : اااه ايدي بتوجعني اوي
اغمض عينيه يكبح غضبه قبل ان يفصل راس فارس عن جسده
اعطي جورج لخالد كماشه صغيره
جورج: قص الدبلة يا باشا
هز خالد رأسه إيجابا فسحبت لينا يدها سريعا
لينا بخوف: لا لا هتعورني
خالد بحنان : ما تخافيش هاتي ايدك يا حبي… قصدي هاتي ايدك يا دكتورة
مدت كف يدها بحذر فقص خالد الدبلة وحرص بشدة الا يصيبها ولو حتي خدش
اختار بعينيه دبلة اخري والبسها لها فكانت مناسبة جدا
خالد: دي احلي عن اذنكوا يا جماعة مبروك يا عروسة
اخذ ياسمين وخرج من المحل
فارس : ايدك لسه بتوجعك
هزت رأسها نفيا
فارس : انا اسف والله ما كنتش اقصد
لينا: خلاص ما فيش حاجة
فارس : طب هتختاري انهي دبلة
رفعت لينا كف يدها : دي
فارس : ماشي
دفع فارس الحساب واخذ الشبكة وذهب الي سيارته مع لينا بتذكر كلام محمد
محمد : فارس انا عايزك تعامل لينا وحش
فارس : يعني ايه مش فاهم
محمد: يعني لما تكونوا مع خالد في مكان واحد اتعامل معاها بطريقة وحشة زعقلها كل شوية اتعصب عليها ، بس قدام خالد بس
فارس : طب ليه يا محمد
محمد غاضبا: من غير ليه الي اقوله يتنفذ
ياسمين: ديكتاتور اوي انت علي فكرة
محمد : من عاشر اخوكي يا حبيبتي خالد في العمليات بياخد رأي الفريق كله كل واحد يقول الي في نفسه وفي الاخر بيمشي رأيه هو بس
فاق فارس من شروده عندما اقترب من فيلا جاسم دخل الفيلا واوقف السيارة
فنزلت لينا من السيارة وصعدت الي غرفتها
تنظر الي الدبلة في يدها اخر هدية من حبيبها
حل المساء سريعا ارتدت لينا فستان وردي
وحجاب أبيض نزلت لأسفل
استقبلها فارس وامسك كف يدها وقبله
فارس مبتسما: زي القمر يا حبيبتي
ابتسم ابتسامة مصطنعة فأخذ فارس يدها وذهب بها الي الحديقة ساعدها علي الجلوس علي الكرسي المجاور له في الكوشة
جلست علي الكرسي بحزن ، ظلت تبحث عنه بعينيها بين الحضور ولكن دون جدوي لم تراه
فارس : لينا اقلعلي الدبلة
لينا: ليه
فارس: عشان البسهالك يا حبيبتي
ضمت يدها لصدرها تهتف بخوف : لا لا مش هقلعها
فارس: يا حبيبتي ما ينفعش ، هلبسهالك تاني والله
لينا بحدة : لاء مش هقعلها يعني مش هقلعها
جاء جاسم اليهم
جاسم : في ايه يا اولاد بتتخانقوا ليه
فارس بضيق : شوف بنتك يا عمي من ساعة ما خالد لبسها الدبلة في المحل وهي مش راضية تقلعها بقولها اقلعيها هلبسهالك تاني بردوا مش راضية
نظر جاسم الي ابنته بحزن كاد أن يتحدث عندما فجاءة وبدون سابق انذار اظلم المكان بأكمله ، سادت حالة من الهرج والصراخ
عادت الاضاءة بعد دقائق لتتسع أعين الجميع بفزع فالعريس كان مضروبا بعنف اما العروس فقد اختفت !!!!!!!

هي فقط شعرة رفيعة بين العشق والجنون
شعرة قطعها منذ وقع في أسر عينيها الساحرتين
التفت برأسه يطالع تلك النائمة بوله هي من جعلته يجن بحبها تنهد بحرارة وهي يمسد علي خصلات شعرها برفق
تركها متجها الي تلك الشرفة الكبيرة ينظر الي البحر امامه تتلاطم أمواجه كتلاطم مشاعره
اخذها لو اراد لاخذها منذ أن جاءت لكنه اراد تلقينها درسا ، لتفعل هي ذلك ارتفعت حرارة جسده غضبا حين تذكر كيف لف ذلك الفارس ذراعه علي جسدها يقربها منه ، لذلك عمل وبعناية علي كسر ذراعه الذي سمح له بأن يلامس جسد زوجته
تقوس جانب فمه بابتسامة ماكرة لا يلدغ مؤمن من حجر مرتين ، فارس ومحمد في منزل محمد لم يكن من الصعب عليه تخمين خطة صديقه ، لذلك قرر مساعدتهم تعمد اهانتها في الحفل حتي توافق على عرض فارس
اصطنع الصدمة ببراعة حين أخبرته والدته أنها قد خُطبت
ولأنه يعرفها جيدا كان واثقا من أنها ستأتي إليه لتغيظه كما فعل
ذهب معهم الي محل الذهب لشراء شبكتها
عرف أن فارس سيذهب إليه ، خطة محمد
وهو ومحمد لا يشتريان الا من هذا المحل لذلك اتفق مسبقا مع البائع ان يقدم لهم جميع الخواتم بأحجام صغيرة جدا لا تناسب الا الأطفال عادا خاتم واحد كان يعرف مكانه جيدا ، اراد أن يثبت لها أنها اختارت رجل أحمق لا يصلح حتي لاختيار خاتم خطبتهما ، ليأتي دوره حين مثل بإتقان دور العاشق الخائف نزع الخاتم من يدها بمعني اصح محي بصمة فارس ليضع بصمته هو ، اختار بعينيه الخاتم المحدد ليضعه في اصبعها لو أنها نزعته لرأت اسمه محفور علي إطار الخاتم من الداخل
انتزعها من بينهم بسهولة منديل عليه مخدر اعطي مبلغ ضخم لأحد عمال الحفل ليقوم بإغلاق الاضواء خدرها ليلقن فارس درسا قاسيا في لحظات ليعود اليها حملها وخرج بها الي سيارته متجها بها الي الشالية الخاص به في الساحل
_________________________
ساعات من البحث عنها لم يجدوا فيها سوي ورقة واحدة خط عليها
« ما تقلقش علي لينا
مراتي ورجعت لحضني
وابقي سلملي علي عريس الغفلة »
جاسم صارخا في محمد : بنتي فين يا محمد صاحبك خد بنتي فين
محمد سريعا : والله العظيم ما اعرف خالد اصلا بقاله مدة كبيرة ما بيتكملش معايا وأنا ما اعرفش عنه حاجة ، بس طالما معاه تبقي كويسة
جاسم بحدة: والفضيحة الي هتحصل الناس مش هيقولوا اتخطفت هيقولوا هربت
راشد بجد : ما عاش ولا كان اللي يجيب سيرة بتك بالعفش علي لسانه
في احدي الغرف في الاعلي
يتسطح فارس علي فراش عريض بجانب احد الأطباء وياسمين ووالدته
فاطيمة بقلق : طمني يا ضاكتور
الطبيب بجد : الحمد لله جت سليمة أنا حطيت دراعه اليمين في جبيرة لمدة شهر بإذن الله في شوية كدمات وجروح أنا هكتبله مراهم ليها بإذن الله هيبقي كويس
هتف بضعف : شكرا يا دكتور
الطبيب مبتسما بهدوء : العفو علي ايه دا واجبي ربنا يتم شفاك علي خير عن اذنكوا
رحل الطبيب ومن خلفه والدته لتأخذ منه روشتة الدوا
اقتربت من فراشه تهتف باحراج وهي تفرك يديها بتوتر : أنا آسفة يا أستاذ فارس
ابتسم بهدوء: آسفة علي ايه هو انتي الي ضربتيني
ياسمين بتوتر : أنا آسفة بالنيابة عن أخويا الموضوع كبر أوي و………
قاطعها هاتفا بهدوء: حصل خير
ابتسمت بامتنان : متشكرة
فارس مبتسما: هو أنا ممكن اسألك سؤال
هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة ليكمل هو بارتباك: هو انتي مرتبطة
بهت وجهها بحزن ألم خوف حين مر أمامها بشكل سريع متتالي مقاطع مما فعله أنور بها هزت رأسها نفيا بألم : أنا مطلقة
ابتسم بمرح : تبقي بصرة يا حسرة ،أنا كمان مطلق
ضحكة صغيرة فلتت منها رغما عنها ليكمل هو بنفس المرح : ومش ناوية تغيري حالتك الاجتماعية
هزت رأسها نفيا تهتف ببرود: لاء مش ناوية
فارس مبتسما بمرح: فكري
ياسمين بضيق ؛ فكرت وخلاص
فارس بضيق : فكرتي يعني
هزت رأسها ايجابا بجد ليكمل هو بنفس المرح ؛ طب فكري تاني عادي احنا ما ورناش حاجة
هزت رأسها نفيا بيأس من مزاحه تكبح ضحكة مرحة تود الظهور علي شفتيها لتهتف بجد : اسيبك ترتاح عن إذنك
همت بالذهاب فتحت مقبض الباب لتسمعه يهتف : علي فكرة أنا بتكلم بجد
نظرت له بدهشة ليكمل هو بابتسامة صغيرة: ادي نفسك فرصة يا ياسمين مش معني أن تجربة فشلت أنك تكرهي الرجالة كلهم ، مش كلنا مصطفي أبو حجر
ضحكت رغما عنها ليكمل بابتسامة صغيرة: هتفكري
هزت رأسها ايجابا : هحاول عن إذنك
خرجت من الغرفة ليتنهد بحرارة عابثا في شعره كالمراهقين
_____________________________
جلس بجانبها ممسكا قطعة صغيرة من القطن يقربها من أنفها رأي امتعاض وجهها بضيق من رائحة النشادر القوية ليعرف أنها بدأت تستيقظ
فتحت عينيها بصعوبة تشعر بالألم حادة في رأسها وضعت يدها علي جبينها تفركه بألم جالت عينيها في أرجاء الغرفة ذلك المكان مألوف الي حد كبير ضيقت عينيها باستفهام لتتسع بذهول حينما وجدته يقف أمام فراشها واضعا يديه في جيبي بنطاله ينظر لها بسخرية
خالد ساخرا؛ مساء الخير يا دكتورة
كادت ابتسامة سعيدة تشق شفتيها عندما رأته اخفتها حينما تذكرت رفضه لها وذهابه للزواج من أخري
لينا بضيق: أنا فين وازاي جيت هنا
ضحك ساخرا : معقولة نسيتي الشالية بالسرعة دي
اتسعت عينيها بذهول : احنا في الساحل طب ازاي
ضحك ساخرا: زي السكر في الشاي
تخصرت تصيح بحنق : أنت ازاي تخطفني من خطوبتي
تقدم صوبها بهدوء مخيف ، اطل عليها بطوله المهيب يهتف ببرود : أنا جوزك أعمل الي أنا عايزه فيكي
صرخت بشراسة: أنت مش جوزي إنت مش طلقتني وروحت خطبت واحدة تانية
رد بهدوء : ما تنسيش أنك لسه في عدتي
صاحت بحنق : عدة مين يا أبو عدة أنا ماليش عدة اساسا
جلس أمامها علي الفراش يهتف بخبث : ومالكيش عدة ليه
اتسعت عينيها بخجل تهتف بتوتر : عشان عشان عشان ااااا…. عشان كدة
ضحك بخبث : هو ايه الي كدا
ردت بضيق: لو سمحت أنا لازم امشي ما ينفعش انا وانت نبقي في مكان واحد ، حرام
خالد ببراءة : حرام من أمتي حرام الواحدة تقعد مع جوزها
صاحت بضيق : قولتلك أنت مش جوزي
رد بهدوء : أنا رديتك لعصمتي
لينا بذهول : دا الي هو ازاي يعني
تقوس جانب فمه بابتسامة ساخرة : ما هو سيادتك ما تعرفيش إن في حاجة اسمها العدة الاحترازية ، كون أنك قعدتي معايا في مكان واحد ، اتقفل علينا باب أوضة واحدة نمتي جنبي علي نفس السرير دا يخلي ليكي عدة يا حلوة
اتسعت عينيها بذهول تهتف بحذر : أنت بتتكلم بجد ولا بتهزر
هتف بهدوء : ما اعتقدش ههزر معاكي في حاجة حساسة زي دي
نظرت له بألم شوق عتاب ندم تجسدت جميعها في عينيها لتنساب دموعها قهرا : طالما انت مش عايزني ردتني ليه
قبض علي كف يده حتي ابيضت مفاصله يكبح رغبة يده في ازالة تلك الدموع من عينيها
هتف ببرود: عشان انتي ملكي وأنا ما بستغناش عن ممتلكاتي حتي لو مش عايزها
كلماته حادة سامة دخلت الي قلبها كالخناجر تمزقه دون رحمة لتنساب دموعها بغزارة ويزداد ضغط علي قبضة يده ، رفعت عينيها تنظر له بألم : أنت بجد بقيت بتكرهني
صرخ قلبه بألم حمقاء يا فتاة يكره نفسه ويعشقك الي أن تغادر روحه جسده تحرك من امامها ليخرج من الغرفة لتهرول خلفه سريعا ممسكة بيده برجاء تهتف باكية : أنت بجد بقيت بتكرهني
نزع يده من يدها ببرود تحرك الي خارج الغرفة مغلقا الباب خلفه استند برأسه علي الباب من الخارج يبتسم بيأس حبيبتي الحمقاء
وقفت أمام مرآه غرفتها تمسح دموعها بعنف تهز رأسها نفيا بقوة: لا وألف لا لن تبكي مرة أخري ستفعل الكثير ليقبل اعتذارها ، دخلت الي المرحاض تغسل وجهها بعنف تحاول التركيز فيما عليها أن تفعل خرجت من المرحاض لتصدر معدتها مواءا جائعة لا تتذكر أنها تناولت شئ منذ مدة طويلة خرجت من الغرفة تبحث عنه وجدته جالسا امام التلفاز ابتسمت بحنين عندما تذكرت ذلك اليوم الذي اجلسها فيه بجانبه حين اقنعها بارتداء الحجاب
لاحظ وجودها ليقبض علي جهاز التحكم بشدة يحاول السيطرة علي دقات قلبه الهادرة
تقدمت صوبه جلست بجانبه تهتف بتوتر : مش هتنام
رد ببرود وهو يوجه نظره للتلفاز : مش شغلك
لينا بحزن: أنا آسفة كان لازم اسم……
قاطعها ببروده القارص : لو سمحتي الصوت عشان بتفرج علي الماتش
نظرت الي التلفاز تصيح بحنق : ماتش ايه دا
دا شكله قديم بقاله ستين سنة
رد ببرود : مش شغلك
زفرت بضيق عاقدرة ذراعيها أمام صدرها بضيق لتبدأ معدتها بالمواء مرة اخري ، وضعت يدها علي معدتها سريعا عينيها متسعة باحراج نظرت ناحيته تدعو الله أن لا يكون انتبه لها
لتجده مندمج مع المبارة ما كادت تتنهد براحة حتي وجدته يهتف بلامبلاة : في أكل في المطبخ
ردت بحزن : مش جعانة ، أنا طالعة أنام تصبح علي خير
هز رأسه إيجابا بلامبلاة
تحركت ببطئ تنتظر منه إن ينادي عليها بين الثانية والاخري ولكنه لم يفعل ألقت عليه نظرة أخيره بألم لترحل الي غرفتها
اطفئ التلفاز متنهدا بضيق علي من يكذب لن يستطيع معاملتها بذلك الجفاء قلبه يصرخ فيه
اشتاق الي اخذها بين ذراعيه
اخرج هاتفه يتصل باحدهم ، بعد إنهاء المكالمة اتجه الي المطبخ صنع لها بعض السندويشات
اخذها وصعد الي الغرفة ، وضع الطعام أمامها علي الفراش بجفاء هتف : الأكل
هزت رأسها نفيا بشرود : مش جعانة
لتموء معدتها تثور عليها ، أغمضت عينيها بتوتى تشتم معدتها الشرهة في سرها ليضحك بخفوت امسك احد السندويشات يقربه من فمها ، فتحت عينيها تنظر له بندم لتبقي تعابيره غامضة خالية
اكلت ما في يده ولأنها كانت جائعة اكلت كل السندويشات التي حضرها لها
ابتسم ساخرا؛ اومال ليه بقي بتقولي مش جعانة
تضايقت بشدة من أسلوبه الساخر ذلك لتهتف ؛ أنا عايزة امشي أنت هترجعني امتي
هتف ببرود : بعد بكرة كتب كتابي علي تالا ، هاخدك معايا وأنا راجع
الي هنا ويكفي لقد طفح كيلها منه هبت واقفة علي ركبتيها تصرخ بألم قلبها ؛ حرام عليك بقي أنا اعتذرلتك كتير ليه بتعمل فيا كدة ، طالما بتحبها ست بتاعة دي ردتني ليه ولا أنت عايز تقهرني وخلاص
هز رأسه نفيا بيأس ، تقوس جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف بتهكم : هو دا عيبك عمرك ما وثقتي فيا ولا في حبي ليكي
بيده صدم صدره بقوة علي موضع قلبه : انتي ما تعرفيش دا بيتعذب ازاي بسببك ، أنا مش بحبك أنا عديت مرحلة العشق مرحلة الجنون
نظرت له برجاء تهتف سريعا: سامحني طالما بتحبني زي ما بتقول سامحني
نظر لها بدهشة هاتفا بذهول : زي ما بقول كل الي حصل وكل الي عملته عشانك وفي الاخر زي ما بتقول ، أنا بجد مش مصدق
هزت رأسها نفيا سريعا : ااااااانت فاهم غلط اسمعني
ضحك ساخرا بقوة : أسمعك ، تؤتؤتؤ كنتي سمعتيني عشان اسمعك
امسك كتفيها يصرخ بحدة: استغليتي إن حياتك اغلي حاجة عندي في الدنيا ساومتيني قصادها لاطقلك لتموتي نفسك اترجيتك تسمعيني بس لاء عندك هو الي وصلنا لهنا بعد بكرة هتجوز تالا ومش هطلقك هحرق قلبك زي ما حرقتي قلبي
نفضها بعيدا عنه ليخرج من الغرفة يتنفس بعنف صدره يعلو ويهبط بجنون جسده يحترق لما يجب أن يكون العشق مؤلم لتلك الدرجة
بدون سابق انذار نزل الي أسفل يلقي بنفسه داخل مياة البحر الباردة علها تطفئ نيرانه ولو قليلا
في الاعلي جمعت ركبتيها تضمهم الي صدرها تنساب دموعها ألما لم تكن تظن أنها جرحته لتلك الدرجة لم يسامحها ظنت أنها بمجرد أن تعتذر له سيسامحها فورا
___________________________
اتفضل ، قالتها بحدة وهي تقف أمامه عاقدة ذراعيها بضيق
رد عليها بابتسامة واسعة : يزيد فضلك اتفضل ايه بقي
صاحت بحدة : تطلقني ودلوقتي حالا
علي سريعا؛ يا لبني اديني فرصة واحدة
ردت بجفاء : لاء
تجهم وجهه بيأس : يعني ما فيش أمل
هتفت بتهكم ؛ ولا عمر اتفضل بقي طلقني ودلوقتي حالا
هز رأسه إيجابا بحزن هتف بألم: انتي طالق يا لبني ، عن إذنك
تركها ورحل لتقف للحظات شعرت ببروده قوية اجتاحتها ، هل ذلك هو قلبها الذي ينبض بألم
ولكن لماذا ، هزت رأسها نفيا بعنف تحاول إقناع نفسها بأن هذا هو الافضل لها وأن كان فعلا يحبها كما يزعم سيفعل المستحيل لتسامحه
______________________
قضي حوالي ساعة يصارع الماء يفرغ غضبه فيه الجو كان باردا وهو يحترق من ألم قلبه
ذلك الصراع بين قلبه وعقله لا يهدأ ابدا
خرج من الماء متجها الي الشالية تهاوي علي أول مقعد قابله جسده ينتفض يشعر ببرودة تعصف بعظامه الجو حاااااار وجسده بارد
يبدو أنه أصيب بالحمي
كادت أن تغفو حينما شعرت بذلك الوغز في قلبها قامت تجلس علي الفراش تضع يدها علي قلبها ذلك الألم يعني أن شئ سئ أصابه نزلت تهرول لأسفل سريعا لتجده في حالته تلك
أسرعت توقظه بقلق : خالد ، فوق يا خالد فوق يا حبيبي
فتح عينيه بصعوبة ينظر لها بتعب ظاهر وضعت يدها علي جبينه لتشخص عينيها بفزع : يا نهار أبيض دا أنت مولع ، إنت كنت في الماية قوم معايا
حاولت إسناده ليدفعه عنه بضيق هاتفا بتعب : مالكيش دعوة بيا
جزت على اسنانها بغيظ: لاء ليا أنا مراتك وهتقوم معايا
لفت ذراعه حول رقبتها تحاول إسناد جسده الثقيل علي جسدها
لينا بتعب : قووووم معايا يا خالد انت تقيل أوي
ابتسم بشخوب وقف معها ينظر لبريق اللهفة المشتعل في عينيها بسعادة ، تحرك معها الي اعلي أحضرت له ثياب نظيفة ، اعطتها له تهتف بتوتر : غير هدومك علي ما اعملك حاجة ساخنة واشوف علبة الاسعافات ايه الدوا الي فيها
ابتسم بخبث : طب ما تيجي تساعديني
اتسعت عينيها بخجل تهتق بضيق؛ حتي وأنت تعبان قليل الأدب
ضحك بتعب لتخرج من الغرفة سريعا وجدت علبة الاسعافات في المطبخ لماذا لا تعرف أليس من المفترض أن توجد في المرحاض
ومن احدث ذلك الإعصار في المطبخ بالتأكيد هو فتحت
فتحت الثلاجة لتبتسم برضا يوجد الكثير من الخضروات والفاكهة
سريعا اعدت له حساء دافئ وكوب مشروب ساخن واخذت العلاج وصعدت لأعلي
وجدته ممدا علي الفراش يبدو أنه نائم
لينا بهدوء: خالد ، خالد اصحي يا حبيبي
فتح عينيه ينظر لها ببرود ينافي وجهه الذي يشع حرارة بسبب اعياءه : نعم
لينا مبتسمة: الأكل يلا عشان تأكل وتاخد الدوا
جلس علي الفراش فوضعت الطعام امامه لينظر لها باستفهام
لينا : ما تاكل
خالد : اكليني
اطعمته كان يتذمر كالطفل الصغير بين الحين والآخر ( دلع ، حادق ، سخن أوي ، بارد اوي )
لتصبح كالمصعد تنزل الي المطبخ كل دقيقتين تضع الملح تارة تبدل الطبق بسبب ملوحته تارة تسخنه تارة اخري
الي ان انهي طعامه أعطته الدواء ليتسطح علي الفراش مغمضا عينيه انتظرت الي أن غط في النوم لتستلقي بجانبه فتح عينيه وابتسم بخبث ، ليبدأ في السعال بقوة
انتفضت فزعة تسأله بقلق : مالك يا خالد
نظرت ناحيته لتجده نائم بهدوء
عقدت جبينها باستفهام: هو أنا كان بيتهيئيلي
هأنام احسن أنا هلكت
وضعت رأسها علي الوسادة ما أن اغلقت عينيها حتي تجده يوقظها : لينا ، لينا اصحي
انتفضت تسأله بقلق : أنت كويس
هز رأسه إيجابا بابتسامة بريئة : أنا عطشان
نزلت لأسفل تتحرك بتعب احضرت له الماء لتجده يغط في النوم وضعت الماء بجانبه لتعود للنوم مرة اخري خمس دقائق كان يوقظها يسألها بضيق : فين يا لينا الماية
لينا بنعاس : جنبك يا خالد
خالد مبتسما بخبث: فين دي مش شايفها
قامت واحضرت لها زجاجة الماء شرب منها القليل ليضعها مكانها
ومرة اخري : لينا يا لينا
قامت تنظر له بنصف عين ناعسة : خير يا خالد
خالد: ممكن تفتحي الشباك عشان حران
هزت رأسها ايجابا قامت بتعب تكاد تبكي ذهبت الي الشرفة وفتحها عادت للفراش فقط خمس دقائق لتجده يقول : لينا يا لينا اقفلي الشباك عشان سقعت
هزت رأسها ايجابا لتغلق النافذة ، اتجهت ناحية الفراش تلك المرة توسدت صدره ليبتسم رغما عنه مسد علي شعرها برفق وهو يراها نائمة تكرر حاضر يا خالد هقفل الشباك وهحط ملح علي الشوربة بس إنت سامحني
قبل قمة رأسها بحنان؛ أنا عمري ما ازعل منك ابدا
في صباح اليوم التالي
كانت تود وضع يدها علي جبينها تتحسس حرارته لتفتح عينيها سريعا عندما وجدت مكانه فارغ نزلت تهرول لأسفل تبحث عنه بقلق
بحثت في جميع الغرف دون فائدة اتجهت ناحية باب الشالية تفتحه ادارت المقبض عدة مرات دون فائدة لا يفتح
وقفت مكانها للحظات لا تعي ما يحدث أين ذهب ولما اغلق الباب عليها ، هل هو بخير
هل أصابه شيئ ، لم تعد تسمع صوت أفكارها من صوت دقات قلبها الهادرة
التفت ناحية الباب عندما شعرت به يفتح
لتهرول ناحيته ما أن رأته ، القت نفسها بين ذراعيه تختبئ داخل صدره تنتحب باكية : أنت كويس
تصلب جسده أمامها حركتها المابغتة تلك كور قبضته يشد عليهما محاربا رغبته الصارخة في ضمها إليه ، ثار عصب صدغه يصرخ برغبة قلبه
عله يسكت عقله
______________________________
استيقظ صباحا لأول مرة منذ أن تركته ينام بذلك العمق فتح عينيه ليجدها تتوسد صدره باريحيه رأسها يسكن مباشرة علي موضع قلبه
ليتها كانت مستيقظة لتسمع دقات قلبه الهادرة لتصدق أنه بالفعل غارق حد الثمالة في عشقها
وضع رأسها برفق علي الوسادة وضع الغطاء عليها فنسمات الهواء الباردة بدأت تعلن عن قدوم الشتاء قام متجها الي المرحاض لولا اسعافها السريع لكانت ساءت حالته جدا
اغتسل وبدل ملابسه ليجدها لازالت نائمة
خرج من الغرفة ومن الشالية بأكمله اغلق الباب خلفه بالمفتاح احتياطيا من أفعال تلك الفتاة
مشي علي ساحل البحر يركل حبات الحصي بشرود ، التفط هاتفه حينما وجده يرن نظر الي الاسم يزفر بارهاق فتح الخط يرد بهدوء
خالد : ايوة يا تالا
تالا : احم هو حضرتك فين
ابتسم ساخرا: هو محمد عندكوا مش كدة
ردت بذهول : أنت عرفت منين
خالد ساخرا: طب اديله الموبايل
انتظر ثواني ليجد صوت صديقه يهتف بضيق : أنت فين يا خالد أنا قالب الدنيا عليك
تقوس جانب فمه بتهكم يهتف ساخرا: بتعمل ايه عند تالا يا صاحبي
محمد : كنت جاي اقولها علي الحقيقة بس استغربت لما طلعت عارفة
Flash back
خرج نور ليحضر له كوبا من القهوة ، لينظر خالد الي تلك الفتاة التي تقف امامه تفرك يديها بتوتر
خالد مبتسما: بتحبي الروايات
نظرت له باندهاش عاقدة حاجبيها باستفهام لتهز رأسها إيجابا سريعا: بحبها أوي أوي
خالد مبتسما: أنا طالب منك مساعدة ، باختصار أنا بحب مراتي بقالي حوالي 25 سنة ومن احنا عيال صغيرين بس هي عنيدة
تنهد بحزن ليكمل :مش مصدقة إني بحبها وفي الآخر اجبرتني أطلقها ولا هتنتحر
اكملت تالا مبتسمة بحزن : أنا ممكن اساعدك ازاي
خالد بحذر: تمثلي أنك خطيبتي لفترة مؤقتة وأنا مستعدة احققلك اي طلب تؤمري بيه
شردت قليلا تفكر تسترجع كل الروايات التي حلمت بأن تصبح فيها مكان البطلة ، هزت رأسها إيجابا بحذر هتفت : بس خطوبة بس
هز رأسه إيجابا سريعا : آه طبعا ، متشكر متشكر جدا يا انسه تالا واتمني ماحدش يعرف باتفقنا الا محمد
قطبت حاجبيها باستفهام تسأله: محمد مين
ابتسم بهدوء:.هتعرفي بعدين ومتشكر مرة تانية
Back
خالد ضاحكا بثقة: لو إنت الثعلب الهادئ فأنا الفهد يا محمد
محمد : ماشي يا عم بس حاجة مهمة لازم تعرفها
سأله بحذر : حاجة ايه
هتف بغموض : ما ينفعش دلوقتي بس عامة ليه علاقة بعمر أخوك
خالد ببرود: سلام أنت دلوقتي
اغلق الخط عائدا الي منزله فتح الباب ليجدها تتعلق به بتلك الطريقة
فاق من شروده الطويل عندما شبت علي أطراف أصابعها تبسط راحة يده علي جبينه تسأله بقلق : أنت كويس
نظر الي شعلة القلق المستعرة في بحر عينيها الصافيتين وكأن سمائه الصافية باتت ملبدة بالغيوم فاضت عينيه بسهام عشقه الهادرة
شعرت به نظراته المصلطة عليها جعلت قشعريرة باردة تسري في جسدها تعلقت عينيها بعينيه دقائق مرت في ثواني صمتت ألسنتهم لتعلو لغة العشق بينهما نظر لها بعشق وله عتاب تصرخ حدقتيه بعشقه لها
لترد عليه بسعادة ندم حزن تسبل عينيها ببراءة علها تؤثر فيه ليسامحها
ابتسمت بسعادة حينما رأت نظراته العاشقة ظنا منها أنها اخيرا نالت سماحه علي حسب ما تظن ، ضمت شفتيها تكبح ذلك الالم الذي بدأ يسري في قدميها فهي منذ دقائق تشب علي أطراف أصابعها اشتاقت قدميها لاحتضان الأرض ، لم تعتد تحتمل انزلت قدميها
تنظر له برجاء ، للحظات رأت نظراته القلقة مسلطة عليها لتعود نظراته الجليدية تسيطر عليه من جديد
سألته بخفوت : حاسس بإيه قصدي يعني إنت كويس
دس يديه في جيبي بنطاله هاتفا بتهكم : دا علي حسب معني كلمة كويس عندك ، حضري الفطار
هزت رأسها ايجابا تجر قدميها بحزن تجاه المطبخ دخلت الي المطبخ لتفغر فاهها بذهول
صدقا هل ضرب اعصار المطبخ ، بالأمس لم يكن بتلك الحالة السيئة
بينما جلس هو علي الأريكة بارتياح فقط خمس دقائق سمع صراخها يشق المكان
لينا صارخة بفزع : عااااااااااا الحقني يا خالد عااااااااااااااا
أسرع يركض إليها وجدها تقف في أحد أركان المطبخ تصرخ بفزع
سألها صارخا بقلق : في ايه
اشارت بيدها ، نظر الي ما تشير فلم يجد احدا
سألها بضيق : في ايه يا لينا مافيش حد
صرخت بفزع : علي الارض علي الارض
نظر ارضا ليلطم خده صارخا بذهول : صرصار كل الصريخ دا عشان صرصار
لينا صارخة بفزع: اقتله اهرسه موته
تقدم ناحية تلك الحشرة دعسها تحت حذائه ليتركها ويخرج يضرب كف فوق آخر : أنا الي جبته لنفسي صرصار بتصوت عشان صرصار دا احنا بناكل تعبابين في المعسكرات
خرجت بعد ساعة ويزيد تضع الطعام علي الطاولة ليهتف ساخرا : ساعة بتعملي الفطار
ردت بحنق : كنت بنضف الارف اللي في المطبخ
شهقت بفزع عندما وجدته في ثانية يقف أمامها
لحظات القاها فيها داخل عاصفة عشقه الجامحة
فتحت عينيها تنظر أمامها بدهشة لتجده يقف يجلس على طاولة الطعام مبتسما بخبث
وضعت يدها علي شفتيها تنظر له بدهشة
ليضحك ساخرا موجها نظره للطعام يأكل بهدوء برئ نظرت له بذهول لتصرخ بحنق : أنت قليل الأدب علي فكرة
هتف بخبث : هقوملك
هتفت سريعا : لالالا خلاص
في فيلا جاسم الشريف
لم ينم دقيقة واحدة من ليلة أمس يفكر في ابنته تري ما حالها هل اذاها هل هي بخير
قام سريعا يبدل ملابسه متجها الي منزل محمود السويسي فبالتأكيد والده يعرف علي حسب اعتقاده ، خرج من منزله متجها الي سيارته ليجد لبني ذاهبة الي سيارتها هي أيضا
جاسم: رايحة فين يا لبني
ردت بجفاء : رايحة شغلي يا جوز اختي عند حضرتك مانع
تنهدت بحزن ليهتف بندم : لبني أنا آسف
لبني ساخرة : آسف دا أنت حتي ما ادتنيش فرصة ادافع عن نفسي دا أنت الي مربيني يا جاسم ازاي تصدق أن انا أعمل كدة ، أنا بس عايزة اسألك سؤال لو كان جه خالد قبل مل يتجوز وقالك نفس اللي علي قاله كنت هتصدقه كنت هتعمل فيها زي ما عملت فيا
انزل عينيه الي الارض يهتف بجمود مصطنع : كنت هقتلها
هزت رأسها بيأس لتكمل بجفاء : عشان لينا طيبة ربنا رحمها منك وقريب هيرحمني منك هتبقي لوحدك يا جاسم عن اذنك يا جوز اختي
استقلت سيارتها لتتركه يحدق في الفراغ بغموض ، استقل سيارته متجها الي منزل محمود السويسي
_______________________
عند لبني
دخلت الي مكتبها في تلك الجريدة لتجد الساعي يدق الباب ويدخل
لبني مبتسمة؛ خير يا عم اسماعيل
وضع اسماعيل باقة من الازهار الجورية علي مكتبها يهتف بابتسامة واسعة: اوستاذة لبني الورد دا في واحد بعتهولك
عقدت جبينها باستفهام: ورد ،واحد مين يا عم اسماعيل
اسماعيل: ما اعرفش والله يا استاذة
لبني: طب روح أنت يا عم اسماعيل هاتلي فنجان قهوة
اسماعيل : من عينيا يا أستاذة
خرج اسماعيل من الغرفة لتلقتط باقة الورد تنظر لها باستفهام التقطت ذلك الكارت الصغير فتحت لتجد بعض الكلمات
صباح الخير
أنا آسف
علي
ارتسمت ابتسامة هادئة علي شفتيها ، لتقرب باقة الورود من أنفها تستنشق رائحتها باستمتاع
وصل جاسم الي منزل محمود ليدق الباب بعنف
ففتحت له احدي الخادمات سريعا
محمود بدهشة: في ايه يا جاسم
جاسم بحدة : بنتي فين يا محمود ابنك ودي البنت فين
محمود سريعا: والله العظيم ما اعرف من امبارح بنكلمه ما بيردش ، وبعدين أنا وأنت عارفين كويس أوي أن خالد مستحيل يأذي بنتك
دا بيخاف حتي من نفسه
جاسم ساخرا : وطالما هو حنين أوي كدة طلقها ليه وراح خطب واحدة تانية
أنا اعترض ، هتف بها محمد بهدوء وهو يدخل الي منزل محمود
محمد بهدوء: خالد خطب البنت دي عشان يغيظ لينا لا اكتر ولا اقل حتي هو كان متفق معاها علي كدا
ليسمع صوت يهتف من خلفه بسعادة : يعني خالد ما بيحبش تالا ومش هيتجوزها
غمز محمد لعمر بخبث : لاء يا دنجوان الجامعة
محمود: طب خالد فين
محمد بهدوء: خالد في الساحل وهيجي بكرة أنا كنت جاي اقول لحضرتك إني عرفت مكانه ، استأذن أنا بقي عشان لازم تبقي كل حاجة جاهزة قبل ما ابنك يجي احسن يعلقني
محمود باستفهام : حاجة ايه
محمد بخبث : في الآخر هتعرف ، يلا سلام عليكم
خرج محمد لينظر محمود لجاسم بضيق : أنا مش عارف أنت بتكره خالد ليه كدا يا جاسم
جاسم بحدة: عشان ما كانش المفروض لينا تتجوزه بس ابنك غسل عقل بنتي بس أنا مش هسيبه ، سلام يا صاحبي
_______________________
سريعا جاء المساء ، حبست نفسها في غرفتها تراقبه طوال النهار قضي النهار بطوله في ممارسه تدريباته الشاقة
زأرت معدتها تخبرها أنا جائعة لتعقد حاجبيها بغضب تشتم معدتها : علي فكرة انتي بقيتي مفوجعة اوي اليومين دول
نظرت من الشرفة وجدتها جالسا علي الشاطئ يلقي الحصوات داخل الماء بيدو شاردا
لينا مبتسمة بمكر : أنا هنزل بسرعة اكل اي حاجة وأرجع تاني اعمل نفسي زعلانة ومش عايزة اكل يمكن يصالحني عشان اكل
تسللت الي المطبخ اتجهت ناحية الثلاجة ما أن فتحتها حتي صرخت بفزع
هز رأسه نفيا بيأس عندما سمع صوت صراخها بالتأكيد رأت تلك الحشرة مرة أخري ، التفت ليلقي نظرة خاطفة علي المنزل لتتسع عينيه بفزع انقطعت الإضاءة ، صغيرته تعاني رهاب ( فوبيا) من الظلام دخل يركض الي المنزل ينادي عليها بقلق : لينا ، لينا انتي فين يا حبيبتي لينا
كانت جالسة علي الارض ضامة ركبتيها علي صدرها تغمض عينيها بقوة تتحرك للأمام وللخلف تنتحب باكية
خالد بقلق : لينا انتي فين يا حبيبتي ردي عليا
سمع صوت بكائها قادما من تلك الغرفة اخرج هاتفه سريعا يضئ الكشاف الخاص به اتجه الي المطبخ ليجدها مختبئة في ركن صغير تبكي بفزع
هرول ناحيتها يخبئ جسدها المرتجف كالعصفور المبلل داخل صدره يطوقها بذراعيه يمسح علي شعرها بحنان يكرر: أنا هنا ما تخافيش أنا هنا
لتختبئ في صدره كالطفلة تتشبث به بطوق امانها بقوة بقيا علي ذلك الوضع الي أن عادت الكهرباء كانت مازالت متشبثة به ابعدها عن صدره برفق ليجدها قد نامت ، ابتسم بحزن يشتم والدها في سره
حملها يضعها علي الفراش يسرح شعرها بحنان يمسح دموعها العالقة علي اهدابها بحنان
_________________________
في فيلا جاسم
دخلت بسيارتها الي الفيلا ركنت السيارة لتدخل الي الفيلا لتجد الحارس يهتف سريعا : لبني هانم يا لبني هانم
التفت له تهتف بتعب : خير يا عم سليمان
أعطاها باقة من الورد الجوري لتتسع عينيها بدهشة : ايه دا يا عم سليمان
سليمان مبتسما : علي بيه سابلك الورد ووصاني اديهولك في يدك
ابتسمت بتعب : شكرا يا عم سليمان
عاد الحارس الي مكانه لتلتقط الكارت الصغير المعلق مع الباقة لتجد فيه
مساء الورد
أنا آسف
علي
ابتسمت بسعادة تهتف في نفسها : مجنون والله مجنون
في صباح اليوم التالي
استيقظت علي صوته يتحدث في الهاتف يضحك بمرح : آه يا حبيبتي ، لاء مش هتأخر وانتي كمان وحشتيني ، هو محمد قالك علي الساعة ثمانية بالكتير هكون عندك ماشي يا حبيبتي في رعاية الله مع السلامة
التفت ليجدها تقف خلفه تنظر بألم تجاهل نظراتها هاتفا بجد : حضري نفسك هنمشي آخر النهار
ابتسمت بسخرية؛ للدرجة دي مش قادر علي بعدها
ابتسم بثقة : اصلها غالية عندي أوي
تلك المسكينة لا تعرف أنه كان فقط يتحدث مع والدته
اقتربته منه تضربه بقبضتيها علي صدره تصيح باكية : حرام عليك بقي أنا قولتلك آسفة ليه مش راضي تسامحني ما تحبش البت دي أنت بتحبني أنا بس ، أنا بس الي حبيبتك
امسك قبضتيها يهتف بعشق جنوني: انتي مش حبيبتي انتي روحي قلبي عقلي انتي بتجري في دمي ، انتي مرض
عشقي بيكي داء وأنا بمعشوقتي مجنون !!!!!
ازدرقت ريقها بتوتر طريقته في الحديث مخيفة جداااا هتفت ببعض الأمل: يعني مش هتتجوزها
أبتسم بخبث : لاء طبعا هتجوزها يرضيكي اكسر قلبها زي ما انتي كسرتي قلبي ، يلا يا حبيبتي روحي غيري هدومك عشان هنرجع
جلست بجانبه في السيارة تكبح دموعها بصعوبة لما يفعل بها ذلك التفت إليه فوجدته منهمك في القيادة ، توقفت السيارة فجاءة التفت ناحيته لتجده يحاول تشغيل السيارة ومن الواضح أنها لا تستجيب
سألته بقلق: في ايه
خالد بضيق: الزفتة عطلت كدا هتأخر
رمقته بغيظ لتشيح بوجهها الي النافذة لفت نظرها محل لبيع فساتين الزفاف ابتسمت بألم حينما تذكرت يوم زفافهم
اتسعت عينيها بدهشة حينما وجدت فتاة تركض من المحل ذراعها الأيمن مكسور تنظر الي السيارات بحيرة الي أن أتت إليها تهتف سريعا : ايوة ايوة نفس المقاس بالظبط
قطبت جبينها باستفهام من كلامها الغريب لتجد تلك الفتاة تهتف سريعا؛ لو سمحتي يا آنسة ولا يا مدام ممكن تساعديني
لينا: طب اهدي عايزة فلوس يعني ولا عايزة ايه مش فاهمة
الفتاة سريعا؛ لا والله أنا مش شحاتة الحكاية وما فيها إني عروسة وفرحي بعد شهر بسبب للأسف دراعي اليمين اتكسر امبارح ومش عارفة اقيس الفستان وبصراحة أنا مجنونة شوية قولت اطلب من اي واحدة تكون شبه مقاسي تقيس هي الفستان ، ممكن تساعديني
نظرت اليه تسأله رأيه ليرد بلامبلاة : انتي حرة ، أنا هشوف ميكانيكي يصلح العربية
نظرت للفتاة تبتسم بحزن : ماشي
خالد ببرود : ما تتأخريش عشان عندي ميعاد مع الناس
هزت رأسها ايجابا بحزن فتحت باب السيارة تخرج منه الي ذلك المحل
الفتاة بابتسمة واسعة؛ أنا متشكرة جدا جدا جدا بجد مش عارفة اشكرك ازاي
ابتسمت ابتسامة صغيرة مصطنعة : لا أبدأ يا حبيبتي ما فيش شكر ولا حاجة ربنا يتمم بخير
ذهبت الفتاة وجلبت فستان الزفاف الأبيض تهتف بحماس : ايه رأيك
لينا مبتسمة: جميل أوي المهم يكون عاجبك
الفتاة مبتسمة بسعادة: عاجبني اوي اوي يلا بقي اتفضلي قيسيه دا بعد إذنك طبعا
هزت رأسها ايجابا لتأخذ الفستان من يد الفتاة ذهبت الي غرفة القياس ، تنظر الي نفسها في المرآه بعدما انتهت من ارتداءه لتبتسم بحزن كأنه صنع خصيصا لها كنت تبدو كالاميرة فيه
دقت تلك الفتاة الباب لتدخل هاتفة بحماس : ايه الجمال دا بجد تحفة عليكي ، بس ناقص عليه الحجاب زي ما انتي شايفة أنا محجبة
لينا مبتسمة: يا حبيبتي الحجاب مافيهوش مقاسات وطالما انتي شايفة أن الفستان كويس يبقي تمام امشي أنا بقي
الفتاة سريعا؛ والله ابدا لازم تجربي الحجاب يرضيكي تكسري بنفسي وأنا عروسة
ابتسمت باحراج لتدخل عاملتين الي الغرفة احدهما تحمل حجاب أبيض والاخري بعض حقيبة أدوات زينة
نظرت للفتاة بضيق : ولزمته ايه الميكب بقي انا كدة هتأخر علي جوزي احنا اتفقنا أقيس الفستان بس
نظرت لها الفتاة بحزن لتشرع في بكاء مرير : أنا آسفة اني ضايقتك بس أنا حسيتك زي اختي ومش هتبخلي عليا بحاجة زي دي وأنا عروسة ولسه ما دخلتش دنيا
لينا سريعا بشفقة : طب خلاص خلاص ما تعيطيش بس ممكن تقولي لجوزي إني هتأخر شوية عشان ما يقلقش
هزت الفتاة رأسها إيجابا بحماس لتتركها وتخرج من الغرفة وتبدأ العاملتين في جعلها أميرة متوجة بكل ما تحمله الكلمة من معني
نظرت الي نفسها في المرآه مبتسمة بسعادة يشوبها الكثير من الحزن ، لماذا يحدث معها كل هذا صدقا هل السعادة كثيرة عليها ادمعت عينيها حزنا علي حالها
كانت لا تزال تنظر للمرآه اغمضت عينيها عندما داعبت أنفها رائحة عطره المميز التفت لتجده يقف امام باب الغرفة يرتدي حلة سوداء لا تعرف متي ارتداها ولا من أين أتي بها يحمل باقة من الزهور البيضاء في يده
اتسعت عينيها بدهشة تدلي فاهها بذهول بالتأكيد تحلم تقدم صوبها بخطي واسعة وقبل أن تعي ما يحدث القي باقة الورد بعيدا يعانقها هي بقوة لم تستطع سوي أن تبادله عناقهم الاخير علي حسب اعتقادها
( غبية اوي البت دي 😂😂)
لينا باكية: ما تسبنيش عشان خاطري مش هقدر اعيش من غيرك
كوب وجهها بين يديه هاتفا بحنان وهو يسمح دموعها بابهاميه : اسيبك ازاي يا غبية انتي أنا ما اقدرش أعيش من غيرك
لينا باكية: يعني إنت مش هتتجوز
ابتسم بخبث: لاء هتجوز
جذبها من يدها خلفه سريعا
لينا سريعا: استني يا خالد الفستان بتاع البنت
اجلسها في السيارة ليجلس بجانبها ضاحكا بمرح علي برائتها: بنت مين يا ماما دا فيلم أنا عامله وانتي عشان هبلة دخل عليكي
اتسعت عينيها بدهشة : يعني إنت مش هتتجوز
ضحك بخبث وهو يعيد تشغيل السيارة : والله العظيم هتجوز مجنونة بعيون زرقا
انطلق بسيارته الي قاعة الزفاف طوال الطريق كانت تنظر له بعشق وقف بسيارته أمام احدي القاعات يساعدها علي النزول وجدت الجميع ينتظرها
لينا بدهشة: أنت عملت كل دا أمتي
جاء محمد يهتف بمرح : أنا يا اختي الي اتنفخت ، البيه مهيص في الساحل وأنا منفوخ هنا
اتجه ناحية خالد يعانقه ، بس فداك يا كبير أهم حاجة ما تكونش زعلان مني
خالد: دا أنت اخويا ياض
اخذها ودخل الي القاعة تنظر حولها بذهول
ذهب معها الي ساحة الرقص
ادمعت عينيها فرحا ليمد يده ماسحا تلك الدموع بحنان هاتفا بعشق : شيلي ها الدمعة من عينك شيلي واللي يبكيكي تاني مرة قوليلي
تعلقت بعنقه ليحملها يدور بها وسط تصفيق الجميع صارخا : بحبك والله العظيم بحبك
ساعات مرت في دقائق لتجد نفسها تعود الي بيتها معه مرة أخري
نظرت الي منزلها هاتفه بسعادة: أنا مش مصدقة النهاردة أسعد يوم في عمري
ابتسم بخبث : ولسه
نظرت له باستفهام لتشهق بصدمة حينما وجدت نفسها محمولة بين ذراعيه صاعدا بها الي اعلي
لينا سريعا: أنت رايح فين
ابتسم بخبث : الملاهي يا حبيبتي
صعد الي غرفتهم صافعا الباب خلفه
( لتسكت شهرزاد عن الكلام الغير مباح )
______________________________
في نصف الكرة الارضية الآخر
بعد غياب طويل انشغل فيه بالكثير من الأعمال ، دخل الي تلك الغرفة في قصره ، غرفة فارغة تماما لا يوجد فيها سوي كرسي
وستار كبير يغطي حائط خلفه جذب الستار ليكشف عن صورة كبيرة بحجم الحائط
حرك أصابعه علي وجه الصورة هاتفا بجنون: جايلك يا لوي مش هتعرفي تهربي مني تاني
تلك ليست النهاية هي فقط بداية
تري هل سيتمكن علي من نيل سماح لبني
عمر وعلاقته بتالا
فارس ماذا سيفعل مع ياسمين
عصام وسمية
وذلك المجنون كيف سيؤثر علي علاقة العاشقين
خالد ولينا هل سيصمد عشقهما امام تقلبات القدر امام لجنون خالد رأي آخر

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسير عينيها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *