روايات

رواية ضروب العشق الفصل السابع عشر 17 بقلم ندى محمود توفيق

رواية ضروب العشق الفصل السابع عشر 17 بقلم ندى محمود توفيق

رواية ضروب العشق البارت السابع عشر

رواية ضروب العشق الجزء السابع عشر

ضروب العشق
ضروب العشق

رواية ضروب العشق الحلقة السابعة عشر

قررت رحمة أن تشعل فتيل النيران وهي غير مدركة لعواقبه التي ستعود عليها ، فقد اشعلت الفتيل بجانب قنبلة إن انفجرت ستفجرها إلى أشلاء ، وهتفت في ثقة حقيقية هذه المرة ونبرة متشفية ولئيمة :
_ بالظبط زي ما أنا واثقة بظبط إنك عايشة معاه زي الأخوات ، وكمان عارفة إنكم متفقين على الطلاق وعارفة إن الجواز ده اتفاق من البداية .. يعني حسن لا بيحبك ولا نيلة ده مبيطقكيش أصلًا !!
نجحت في اشعال فتيل النيران والآن هي في الثواني الأخيرة قبل الانفجار ، لا يهمها الآن من أين عرفت ولكن كلماتها أثارت جنونها وهيجت عواصفها المميتة ولن تهدأ إلا حين تعطيها نصيب من هذا الجنون لتعيدها إلى رشدها وتذكرها بقيمتها ، وبدون أي مقدمات قبضت على رقبتها نخقنها بعنف ونظرات لا تحمل أي ذرة رحمة أو رفق وهي ترى الاخرى تحاول التملص من قبضة يدها على رقبتها ولكنها لا تبالي وهمست في شراسة وشر يناسبها كثيرًا :
_ بقولك إيه ياحلوة خليكي بعيدة عني وعن حسن احسنلك ، لإن إنتي مش قد الكلام ده ولا قدي .. أنا ممكن امحيكي مش غير ما يرفلي جفن ، متحاوليش تستفزيني وتخليني احطك في دماغي بجد عشان صدقيني هتندمي
بدأت الأخرى تختنق بالفعل وأصفر لون وجهها وهي لا تقوي على أخذ أنفاسها فتركتها على آخر لحظة وجذبتها من ذراعها إلى الخارج ثم القت على الأرض هاتفة بقرف :
_ مش عايزة اشوف وشك تاني ، ومتنسيش كلامي هاا
ثم أغلقت الباب بعنف في وجهها واندفعت نحو غرفتها وهي تترنح من شدة الغيظ فجلست على الفراش واخذت تهز قدمها بشكل متتالي كدليل على فرط سخطها ثم هبت واقفة من جديد وأخذت تتحرك ذهابًا وإيابًا في الغرفة وتهتف محدثة نفسها في نفس ثائرة :
_ طبعًا هيحبني ليه ماهو غبي ومعندوش نظر عشان يحب جاموسة زيك مبتفهمش ، لا غبي إيه ده مخه محتاج يتعمله إعادة تركيب بسبب إن بعد ده كله ولسا بغبائه شايفك الملاك بتاعه ، وأنا الشيطان والشريرة اللي هتطلع في نص القصة وتفرق بين العشاق .. أها بقى ما أصل أنا يسر المستفزة والحيوانة والقذرة والبيئة وهي ياعيني الملاك الطاهر النقي اللي نزل من السما ، لا وهو واثق من نفسه أوي ومغرور .. هي مين أصلًا اللي هتحبك غيري ياعديم الاحساس لتكون فاكر نفسك توم كروز ده إنت تحمد ربك إنك لقيت واحدة تحبك وياريت بيطمر فيك يا…….
توقفت عن الكلام عندما انتبهت له .. فقد عاد للتو ودخل لها على أثر صوت تحدثها المرتفع من نفسها وكان يقف يستند بكتفه على الحائط ويعقد ذراعيه أمام صدره وعندما لاحظ توترها قليلًا حين رأته فأشار لها بيده أن تكمل وهو يبتسم بزيف متمتمًا :
_ كملي كملي متخليش حاجة في نفسك لتجرالك حاجة وابقى أنا السبب !
اخفت ابتسامتها بصعوبة ثم تحركت ووقفت أمامه هاتفة في صرامة واستياء :
_ إنت كنت عند رحمة قبل ما ترجع البيت يوم لما كنت مش في وعيك صح ؟!
استرجع ذكريات ذلك اليوم محاولًا تذكر ذلك الجزء وهل ذهب إليها أم لا ولكنه لم يتذكر أي شيء حول ذهابه لها ، ليمط شفتيه للأمام بعدم حيلة هاتفًا في صدق ونبرة عادية :
_ مش فاكر .. بس معتقدش إني روحت ، ليه ؟!!
أغضبتها إجابته بـ ” مش فاكر ” فإذا لما يذهب ولم يخبرها هو ، إذا من أين عرفت ؟!!!! ، بالتأكيد هو ذهب لها وأخبرها بكل شيء بينما هو ثملًا والآن ستقع المصائب فوق رأسيهما بسبب إهماله .
وجدت نفسها تهدر في اغتياظ جلي :
_ أهاا مش فاكر !! ، بس فاكر اللي حصل بينا بالتفصيل مش كدا !
لم يأخذ حديثها على محمل الجد مطلقًا حيث قال بابتسامة لئيمة ونظرات تضمر خلفها معاني منحطة :
_ أكيد طبعًا .. هي حاجة زي كدا تتنسي برضوا ، تحبي احكيلك ؟!
رمشت بعيناها عدة مرات في ذهول على آخر كلماته وشعرت بالحمرة تصعد لوجنتيها ولكنها أبت إظهارها له وتصنعت الثبات أمامه وهي تقول بازدراء يخالطه ابتسامة مستنكرة :
_ هو مينفعش اتكلم معاك في مرة وتتكلم باحترام من غير وقاحة !
غمغم في خفوت ونظرة أشد لؤمًا من سابقها مما زادت من اضطراب نفسها الخجلة :
_ إنتي تعرفي عني إني محترم !
هزت رأسها بالنفي وهي تحت تأثير نظراته واقترابه منها لتسمع منه الرد بعد أن حصل على الرد منها بالنفي :
_ بس يبقى منتظرة مني اتكلم باحترام ازاي !!
قالت مؤيد كلامه في ابتسامة عريضة :
_ اممممم في دي عندك حق الصراحة
بادلها الابتسامة ثم عاد لطبيعته وهتف في جدية تامة :
_ طيب يلا عشان منتأخرش لإن ماما مستنيانا
التفتت وجذبت حقيبة يدها وهاتفها ولحقت به وارتدت حذائها عند الباب ثم غادرت واستقلت بالسيارة بجواره لينطلق هو محدد وجهته نحو منزل أبيه .
***
في مساء اليوم ……
وقفت أمام الباب مترددة تنظم الكلمات التي ستقولها بل هي لا تعرف ماذا تقول ، ولكنها سئمت من الجلوس بمفردها منذ الصباح وتريد الجلوس معه ، أخذت نفسًا عميقًا ثم طرقت برفق على الباب ليأتيها صوته يسمح لها بالدخول ، ففتحت الباب وادخلت نصف جسدها ونظرت له لتجده يباشر أعماله على الحاسوب النقال وأمامه اوراق خاصة بالعمل على المكتب وبيده قلم ينظر إلى الحاسوب ثم يعود للورق ويسجل أشياء ، ولكن كل هذه تفاصيل لا تهمها فقد ثبتت تركيزها على نظارته الذي يرتديها ولأول مرة تراه يرتديها ، ليس هذه المشكلة بل يكمن عمق المشكلة أنها زادت من وسامته أضعافًا ، فجذبها من هيامها به صوته الغليظ وهو يهتف دون أن يرفع نظره لها :
_ ادخلي ياشفق !
هزت رأسها بحركة منفرة لتخرج أفكارها الحمقاء من ذهنها وفرت الكلمات من عقلها وتوترت وانعقد لسانها فلم تعرف ماذا تقول ، ولكنها استدعت شجاعتها وتحلت بالجراءة المزيفة لتقول في صوتها الطبيعي الذي به بحة انوثية رقيقة وهي تبتسم ويداها تلفها خلف ظهرها :
_ أنا كنت قاعدة برا ومش جايلي نوم من الملل فحبيت اقعد معاك لو مش هعملك إزعاج يعني
رفع نظره لها وطالعها بابتسامة طاحت بها إلى أعمق نقطة وجعلت الأمر يزداد سوءًا بالنسبة لها ، وأشار لها بعيناه أن تدخل وتجلس على الأريكة المتوسطة ، فسيطرت هي على عواطفها وابدت عن سعادتها ثم اغلقت الباب وتوجهت لتجلس على الأريكة المقابلة لمكتبه وتتابعه بعيناها الذي تبتسم قبل شفتيها .. كانت تشاهد الأفلام والمسلسلات وترى الأبطال ولا تصدق بوجود هذا النوع من الرجال في الحقيقة ، والآن هي مع أحد الرجال الذي لا يختلف عن شخصيات الأبطال المذهلة في كل شيء .. وأحيانًا كثيرة تشعر أنها داخل حلم جميل وستستيقظ منه قريبًا وأن كل هذا ماهو إلا حلم رائع ! .
خرج صوتها الناعم وهي تسأله في لطف :
_ تحب اساعدك في حاجة ؟!
_ ياريت .. بس للأسف مش هتعرفي
هدرت في ثقة وابتسامة واسعة :
_ جربني الأول وبعدين احكم
تمتم في ضحك خفيف بإيجاب :
_ طيب تعالي
استقامت وجذبت مقعد لتجلس بجواره فيمسك هو بدفتر كبير نسبيًا وورقة ووضعهم أمامها هاتفًا في خفوت ساحر :
_ بصي انقلي اللي في الورقة دي في الدفتر بنفس الطريقة وافرزيهم بشكل منظم ، هاا هتعرفي ؟
أماءت له بالإيجاب ثم التقطت قلم وبدأت بإنجاز المهمة التي كلفها بها وهو بجانبها يحاول إنهاء شيء آخر ليأتيه سؤالها المتعجب :
_ هو حسن أو زين مش موجودين ولا إيه ، أصل إنت من الصبح في الأوضة وبتشتغل
أجابها بهدوء تام :
_ موجودين بس أنا اللي مسكت المشروع ده لإني أفضل من زين وحسن في الحسابات والهندسة والحجات دي ، يعني احنا بنقسم الشغل بينا وكل واحد فينا متميز في حاجة ولما بيكون في مشروع أو صفقة زي كدا بيمسكها المتمكن فينا في الموضوع ده
اكتفت بهز رأسها بتفهم ثم عادت تكمل ما بيدها وبعد مرور دقائق بسيطة رفعت نظرها عن الدفتر ونظرت له خلسة تتأمله عن قرب ، فهذه هي المرة الأولى التي سنحت لها الفرصة بالنظر له عن قرب ولن تكون الأخيرة ، تأملت تفاصيل وجهه بنظرات عاشقة .. ذقنه الخفيفة وشعره الناعم والجميل الذي يعطي لمسة كستنائية بسيطة ، بشرته التي تنضج بالشباب والساحرية ، وعيناه الرمادية التي بمثابة مغناطيس تجذبها إليها كلما أبت الخنوع لعشقه .. شفتيه حين تنفرج لتكشف عن أجمل ابتسامة رأتها من قبل وبينما هي منشغلة بتأمل تفاصليه الجذابة وذائبة بين بحور عشقه ووسامته ، نسيت نفسها هي واستندت بمرفقها على سطح المكتب واضعة كف يدها أسفل خدها وتحدق به في ابتسامة شبه خفية وقد فقدت حاسة السمع من شدة تركزيها به ولم تسمعه وهو يحدثها إلا أنها انتفضت جالسة فورًا حين انتبهت لصوته وهو ينظر لها بحيرة هاتفًا :
_ شفق أنا بكلمك !!
ابتلعت ريقها باضطراب واعتدلت في جلستها متمتمة في تلعثم وحياء :
_ أسفة سرحت شوية بس .. كنت بتقول إيه ؟
قطب حاجبيه وغمغم في نظرات دقيقة لاضطرابها العجيب :
_ ولا حاجة .. إنتي كويسة يعني ؟!
كانت تحاول تجنب النظر إليه وبداخلها تلعن نفسها الساذجة على فعلتها وتود أن تنشق الأرض وتبتلعها وتهتف في ارتباك ملحوظ :
_ آهاا كويسة مفيش حاجة
ثم ابتعدت بمقعدها قليلًا عنه وركزت كامل انتباهها على الورق وهي تقسم بأنها لن ترفع نظرها له مجددًا ، فهو يجذبها إليه كالسحر ليغرقها في الأعماق ولا تستطيع الخروج ، أما هو فتابعها وهي تبتعد وتضع مسافة شبه كبيرة بينهم وتثبت نظرها على الورق كأنها تتهرب منه فزاد استغرابه من أمرها وارتباكها المفرط ولكنه لم يعلق وفضَّل أن يتركها على راحتها !! …….
***
خرجت من المطبخ وهي تحمل على يديها صينية فوقها كاسات الشاي ثم لفت عليهم وانحنت على زوجة عمها وابنة عمها ليلتقطوا كأسهم فتهتف هدى بحنو :
_ يعني أنا عزماكم عشان تحضري إنتي يايسر
ابتسمت لها وتمتمت في احترام ورقة :
_ وفيها إيه يامرات عمي هو أنا غريبة يعني ده بيتي
ثم انتقلت ناحية حسن الجالس على الأريكة وانحنت نحوه تمد له كأس الشاي فيبتسم لها ويهتف في لطف :
_ شكرًا
بادلته الابتسامة ثم جلست بجواره لتهتف رفيف في خنق عند تذكرها لشيء :
_ الأسبوع الجاي هيبقى أسبوع الحوادث
نظر لها بريبة وهو يرتشف شايه وينقل نظره بين أمه التي عبست مثل شقيقته حتى وجد أمه تقول بصوت مختنق :
_ جدتك جاية هي وميار
ابدي الدهشة البسيطة وقال بضحك ساخرًا وجدية في الكلام :
_ جدتي وميار !!! ، لا ربنا يكون في عون زين !
تنفست يسر الصعداء وقالت في نفس منفرة من هذا الأمر الذي بات يخنق الجميع وليس زين وحده :
_ هي تيتا مش هتطلع موضوع ميار ده من دماغها بقى خلاص زين اتجوز
قالت هدى بعدم حيلة :
_ والله ما عارفة يابنتي ، أنا شايلة الهم من دلوقتي وخايفة البت ميار دي تعمل مشاكل بين زين ومراته ومش بعيد جدتكم تساعدها ، والخوف مش من ده لا القلق الأكبر من زين لأن أنا كنت بهديه بالعافية وهو كان بيعمل حساب لجدته لإنه بيحبها ومبيقدرش يزعلها ، وإنتوا عارفينه دماغه قفل يعني لو حاولت ميار تتقرب منه تاني الله أعلم ممكن يعمل إيه ! ، وبذات لو حاولت تضايق ملاذ هي وجدتكم
لاحظ حسن أن الجو بدأ يشحن بالتوتر والعصبية فقرر أضفاء لمسته الخاصة هاتفًا وهو يوجه حديثه ليسر ضاحكًا :
_ والله كان نفسي اقول سيبوا ميار للي مبترحمش يسر وهي تظبطها بس الصراحة أنا أخاف على البت وتصعب عليا دي متربية برا وحتة بسكوتة يعني بكلمة واحدة من الجبارة دي مش بعيد يغمى عليها
انطلقت منهم ضحكة مرتفعة باستثناء يسر التي طالعته باغتياظ وقد اشتعلت غيرتها فملست على كتفه هاتفة بغل :
_ ميصعبش عليك غالي ياحياتي
لاحظ نظرة الحقد والغيرة في عيناها فانفجر هو ضاحكًا لتهتف رفيف في ثقة وخبث :
_ ليه وهي ملاذ ساهلة استنوا واتفرجوا مش بقولكم هيبقا اسبوع الحوادث
قالت هدى موجهة حديثها لابنها في رفق وحنان أمومي :
_ ليه ياحسن متاخدش مراتك وتروحوا مكان تاخدلكم شهر عسل ياحبيبي ده إنتوا من ساعة ما اتجوزتوا ومخدتوش أجازة حتى من الشغل
هم بأن يجيب عليها بإجابة كانت تعرفها جيدًا يسر فقاطعته وقالت في رقة متصنعة البراءة وهي تضمر خلف قناع وجهها المكر الذي لا يستطيع رؤيته سواه هو :
_ لسا كنا بنتكلم إمبارح وقالي هياخدني وناخد اسبوعين في ايطاليا اول ما نفضى من الشغل شوية ، هو بيزن عليا من أول ما اتجوزنا وأنا اللي كنت بأجلها
أفغر عن شفتيه وفتح عيناه منذهلًا مما قالته ، وحدق بها في دهشة من الكذبة التي اخترعتها للتو أمامه وأمام أمه وشقيقته .. هو لا يصدق هذه الأفعى الجالسة بجواره ، ماذا تظن نفسها فاعلة !! ، يأمل أن لا تكون تود الذهاب في شهر عسل بالفعل وإلا لن يكون مسئولًا عن ردات فعله المعاكسة !! .
اكتفى بنظرته لها وهو يقول باستنكار يحاول إخفائه أمام أمه :
_ بزن عليكي !!!
قررت إن تكمل كذبتها باحترافية وتلعب على اوتار أعصابه حتى تستفزه وتستمتع بإغضابه فقالت في نظرات حازمة وابتسامة صفراء :
_ أيوة ياحبيبي إنت نسيت ولا إيه ؟!!
فهم من خلال نظراتها أن تنبهه لوجود أمه وشقيقته فجز على أسنانه وهتف يجاريها في كذبتها المستفزة بالنسبة له :
_ لا منستش طبعًا
رأي في عيناها نظرة متشفية وعلى شفتيها ابتسامة مستمتعة فبادلها الابتسامة وهو يود اقتلاع حنجرتها من رقبتها من شدة الغيظ .. لتبادل نظرات الحقد منه ببرود أشد استفزازًا !! .
***
دخل خلفها الغرفة بعد أن انتهت جلسة حديثهم الجماعية بالأسفل وأغلق الباب ثم اقترب ووقف خلفها هاتفًا في غطرسة وغضب دفين :
_ إمبارح وايطاليا !! ، لا وكمان بزن عليكي ده إيه الحلاوة دي
التفتت بجسدها له وطالعته بابتسامة خبيثة ومسكت لياقة قميصه تعدلها برقة هاتفة :
_ أصل إنت هتاخدني فعلًا ايطاليا
_ وأنا المفروض اوافق بقى ؟!
أماءت له بالإيجاب وهي تزيد من اتساع ابتسامتها وتقول في دلال انوثي مدروس :
_ للأسف هتوافق لإن مفيش غيرك هياخدني وأنا نفسي اروحها جدًا وهتوديني ياحسن ياروحي
ابعد يدها عنه في نفور وقال بصرامة :
_ لا مش موافق يايسر ومش هوديكي وياريت بلاش تعيشي دور المتجوزين بجد لإنك عارفة إننا هنطلق
عادت بيدها وهي تتعمد لمسه لترى مدى تأثيرها عليها وتزيد جرعة الأنوثة والغنج أكثر وهي تهمس :
_ ومين قالك إني بعيش الدور .. بالعكس خالص أنا حابة اروحها فسحة مش اكتر وطبعًا مينفعش اروح وحدي لازم تروح معايا ، وبعدين إنت مش قولت اننا هنتعامل مع بعض كإننا اصدقاء لغاية ما نطلق اعتبر نفسك بتفسح صحبتك
لم تؤثر به نظراتها ولكن لمساتها اربكته فدفع يدها وهتف في هدوء أعصاب مثير للعصبية :
_ لا ما أنا نسيت أقولك إني مبصحبش
يبدو أن الحسنة لن تجدي معه نفع وستسخدم الطريقة التي تجدي نفع معه حيث قالت في لهجة آمرة :
_ وأنا قولت هتوديني ياحسن وهنشوف كلام مين اللي هيمشي
قهقه باستهزاء ودفعها من أمامه هاتفًا :
_ هنشوف يامدام يسر
ثم اتجه وتمدد على الفراش فالقت هي نظرة متفحصة في الغرفة بحثًا عن مكان تنام فيه ولكنها لم تجد ، يبدو أن اليوم ستضطر إلى النوم بجوار هذا المنحط ، لاحظت هي نظراته المبتسمة بلؤم لها وهو يراها تنقل نظرها في الغرفة فوجدته يشير بيده على جانب الفراش الفارغ بجانبه يحثها على الانضمام له فلوت فمها بغيظ ثم التفت حول الفراش من الجهة الأخرى وتمددت عليه بدورها ورفعت سبابتها محذرة إياه :
_ متلمسنيش !
ضحك بغطرسة واضحة وازدراء على حماقتها ، هل تظنه حقًا يتلهف لها ولكي ينعم بليلة أخرى معها ، فهو لا يزال حتى الآن يندم على خطئه في تلك الليلة التي اصبحت فيها زوجته فعلًا وقولًا !! .
فقال لها بجفاء وعدم مرعاة لمشاعرها :
_ إنتي آخر واحدة أصلًا هببقى حابب إني المسها يايسر !
رمقته شزرًا ثم ولته ظهرها وسحبت الغطاء لأعلى جسدها ثم اغمضت عيناها لتخلد للنوم في ظرف دقائق بسيطة ! .
فتحت عيناها في صباح اليوم التالي وهي تشعر بثقل على جسدها واستغرق الأمر ثواني لتدرك الأمر وتفق من أثر النعاس ، حتى فهمت أنه يحتضنها من الخلف وانفاسه المنتظمة والدافئة تلفح عنقها من الخلف وذراعه ملتف حول خصرها يضمها إليه بحميمية ، فلجمت الدهشة لسانها والتفتت برأسها للخلف لتجده في ثبات عميق وفي البداية ابتسمت بسعادة وحب لشعورها بهذا الموقف الجميل وهو يحتضنها ولكن اشتعلت غيظًا بمجرد تذكر آخر جملة قالها قبل أن يخلدوا للنوم فلفت ذراعها للخلف تضرب على كتفه برفق وتبتسم في غيظ ليفتح هو عيناه وبمجرد ما أدرك وضعهم ارتد للخلف مبتعدًا عنها في فزع لتهب هي جالسة وتقول متغطرسة في ضحك ساخر تقلده بضبط :
_ إنتي آخر واحدة هبقى حابب إني المسها !!
ثم القت عليه نظرة أخيرة في استنكار ووقفت لتتجه نحو المرحاض ، فيمسح هو على وجهه متأففًا بضيق !!! ….
***
وقفت ملاذ أمام مقر الشركة .. ترفع نظرها لأعلى تحدق في هذا البناء الضخم ، وتذكرت المرة الأولى التي جاءت بها إلى هنا كانت في عتمة الليل معه بعدما عُقد قرآنهم مباشرة ، لم تسمح لها الفرصة في ذلك الوقت بتأمل ذلك البناء جيدًا ولكن ذكرياته مازالت عالقة في ذهنها ولن يتمكن الزمن من محوها بتاتًا .
أخذت نفسًا عميقًا ثم قادت خطواتها نحو الداخل وهي ترى الجميع يتحرك هنا وهناك مابين رجال ونساء وبحثت عن رفيف أو يسر بنظرها بينهم ولكنها لم تجد فاتجهت نحو الدرج وصعدت للطابق الثاني فوجدت فتاة تمر من جانبها استوقفتها وسألتها في لطف :
_ هو مكتب زين فين ؟
قالت الفتاة وهي تشير بيدها للطابق الثالث :
_ في الدور التالت في آخر الدور على إيدك الشمال هتلاقي مكتب وحده هو ده ، بس زين بيه معاه اجتماع دلوقتي ومش موجود في مكتبه
فهمت الآن لما الكل على عجالة من أمره ولما لا ترى أي من أخوته أو يسر في أنحاء الشركة ، فأماءت لها وهي تبتسم من خلف نقابها شاكرة إياها بامتنان ثم صعدت للطابق الثالث وتلتفت يمينًا ويسارًا ثم اتجهت يسارًا كما قالت عندما لمحت المكتب ، وعندما وصلت فتحت الباب ببطء وادخلت رأسها لتتأكد من وجود أحد أم لا وكان فارغ فدخلت واغلقت الباب خلفها وهي تتفحص بإمعان ، مكتب كبير من اللون الأسود وأريكة فخمة وعصرية تعطي لونًا رصاصيًا وسجادة طويلة من نفس لون الأريكة وكانت الغرفة مكونة من ثلاث حوائط فقط والحائط الرابع عبارة عن زجاج كامل يطل على الشارع مباشرة .. أعجبت بطراز الغرفة كثيرًا وظهرت علامات الانبهار على وجهها فاقتربت ناحية الزجاج ووقفت أمامه تتابع حركة السيارات والناس في الشارع ثم عادت بخطواتها نحو مكتبه ووجدت هاتفه على سطح المكتب وبجانبه إطار صغير بداخله صورة لرجل يبدو في عقده السابع أو السادس وتوقعت بأنه قد يكون والده ، تنهدت بعمق وتحركت نحو الأريكة لتجلس عليها وترفع النقاب عن وجهها لتتنفس القليل من الهواء الصافي .. ظلت بانتظاره إلى ما يقارب الربع ساعة حتى وجدت الباب يفتح ويدخل وهو بيده ملف غلافه من اللون الأحمر ويقلب بين ورقه في تركيز شديد وحين لمحها فزع واصابته الدهشة وأول شيء خرج من بين شفتيه هو :
_ ملاذ !! ، بتعملي إيه هنا ؟!
هبت واقفة واقتربت منه هامسة في ابتسامة عذبة :
_ أنا مش قولتلك واخدت الأذن منك الصبح قبل ما تطلع إني هطلع مع صحبتي هشتري كام حاجة ، فقولت اعدي عليك وسألت عليك قالولي في اجتماع فدخلت وقعدت استناك
إعاد ذاكرته لصباح اليوم قبل أن يغادر المنزل ، فتذكر أنها بالفعل طلبت منه الأذن وهو سمح لها فاتجه نحو مكتبه ووضع الملف عليه هاتفًا في حزم بسيط :
_ وليه متصلتيش بيا تقوليلي إنك جاية ؟!
احست باستيائه أنها جاءت دون علمه فقالت متوترة بنبرة تحمل الأسف :
_ أنا مكنتش ناوية آجي أصلًا بس عديت بالصدفة ودخلت .. لو كنت أعرف إنك هتضايق مكنتش جيت أو كنت اتصلت بيك الأول
تمتم في حنو وعطف راسمًا علي شفتيه ابتسامة هادئة :
_ أنا مش مضايق أنا بقول كدا عشان أكون عارف لإنك جيتي أهو ولقتيني في اجتماع ولما مبكونش موجود في المكتب ممكن أي حد يدخل ويطلع فهمتي ليه
هزت رأسها بالإيجاب ولم ترد أن يزيد هذا الحوار أكثر من ذلك حتى لا يأخذ منحني سيء ، فتوجهت نحو حقيبة يدها وفتحتها ثم اخرجت منها كيس بداخله علبة طعام كانت رائحته نفاذة وشهية واقتربت منه تخرج له واحدة هاتفة في صفاء وعفوية :
_ كان نفسي فيه واشتريت واحد ليا وجبتلك معايا
جذبه من يدها وهو يبتسم ثم قال في صوت رخيم :
_ شكرًا ، مع إني مش بحب أكل المطاعم والمحلات بس مفيش مشكلة هاكله عشانك
حدجته بأعين مليئة بمشاعر جياشة ثم وجدها تجلس على الأريكة وتبدأ في تناول الطعام الذي احضرته ليقول مستعجبًا :
_ إنتي هتاكلي هنا !!
قالت بعفوية وحماسية أصابت جزئه الأيسر :
_ اممم وإنت هتاكل معايا أنا كنت ناوية إني هاكله في البيت بس بما إني جيت هنا فناكل مع بعض
لم يجيبها ولكن اكتفى بنظرته التي تتحدث بدلًا عنه متأملًا إياها بابتسامة خفية وهو يراها تأكل بشراهة كأنها لم تأكل منذ يومين ، ثم التقت خاصته وبدأ هو الآخر يأكل ولكنه استقام واتجه ليجلس بجوارها عندما اشارت بيدها له أن يأتي بجوارها لتريه شيئًا على الهاتف ، كانت بيد تمسك الشطيرة وبالأخرى الهاتف وتقلب في الصور تريه مجموعة مختلفة من الأحذية التي رأتها اليوم في تسوقها تأخذ رأيه وأيهم أجمل ، ثم تنتقل لقسم آخر في الصور وتريه إحدى مغامراتها مع أخيها وتشرح كل صورة وموقفها فيعم في المكان جو مرح يشوبه الضحك المتبادل بينهما !! …..
***
على الجانب الآخر من العالم تحديدًا في أحد منازل المانيا الفاخرة ، تجلس امرأة سبعينية على مقعد وثير وبيدها أحدى الكتب باللغة الإلمانية تقرأ بها في تركيز شديد وترتدي نظراتها الطبية ، بدت امرأة شامخة وذات قسمات وجه صارمة تنضج بالشدة والقوة ، بها قليل من جمال الشباب نتيجة لاهتمامها المفرط بمظهرها وصحتها ، تملك جسد بصحة جيدة ومتوسط الحجم ولوهلة من يراها لا يعتقدها تخطت عقدها الثامن أبدًا .
احست بقبلة رقيقة على وجنتها من الخلف وسمعت صوت حفيدتها الجميلة تهتف برقة :
_ Guten morgen oma ( صباح الخير ياجدتي )
التفتت برأسها لها وقالت بابتسامة حانية :
_ صباح النور ياحبيبتي يلا عشان تفطري قبل ما تطلعي
قالت ميار في عجالة من أمرها وهي ترفض رفضًا قاطعًا :
_ nein , ich kann nicht ( لا ، لا استطيع )
قالت الجدة في حزم وضيق :
_ مش هينفع ياميار تخرجي من غير فطار ، افطري بسرعة مش هتتأخري على الحفلة
هرولت ناحية الباب وقد كانت ترتدي فستان بحمالات يصل إلى ركبتيها بالضبط وتترك العنان لشعرها الاسود ، فارسلت قبلة في الهواء لجدتها تجيبها بالمصرية أخيرًا وهي تضحك :
_ باي يانينا مش هتأخر متقلقيش
ثم خرجت واستقلت بسيارة صديقها الذي كان ينتظرها بالخارج بعد أن تبادلا العناق أما الجدة فكانت تفكر في ابن أخيها التي اسرعت أمه وزوجته قبل عودتها حتى لا تتعقد الأمور أكثر !! …..
***
فتحت شفق الباب ظنًا منها أن الطارق هو ” كرم ” ولكنها عقدت حاجبيها باستغراب حين رأت رفيف أمامها فافسحت لها الطريق بالعبور وهي ترحب بها بسعادة امتزجت بنظرات الحيرة :
_ ادخلي يارفيف عاملة إيه .. ليه متصلتيش بيا تقوليلي إنك جاية ؟
قبضت على رسغها وسحبتها بعدما اغلقت الباب خلفها وجلسوا على الأريكة لتقول رفيف في وجه مضطرب :
_ أنا جيتلك عشان تشوفيلي حل لإن أنا حرفيًا في مصيبة
اتسعت عيناها بهلع وظهرت علامات الرعب على محياها وفورًا اجابتها في خوف وقلق بالغ :
_ مصيبة إيه قولي متقلقنيش بالله عليكي اكتر من كدا !
_ زين عايزني اشرف على تعديلات المطعم اللي بابا الله يرحمه كان قافله من سنين وعايز يمسكني الإدارة بمجرد ما اخلص آخر ترم في الكلية !
هدأت نفسها المضطربة والوجلة وقالت في هدوء بتعجب :
_ طيب كويس هي دي مصيبة يعني ؟!
أكملت وقد ازدادت ملامحها ارتباكًا :
_ استني ما أنا جيالك في الكلام أهو .. عارفة مين بقى المهندس اللي هيكون هناك عشان التعديلات اللي هنعملها وأنا هشرف معاه !
حدجتها بأعين متسائلة تطالب باستكمال حديثها لتعرف من هو الشخص ، لتظهر رفيف عن ابتسامة عريضة وبلهاء وهي تقول :
_ إسلام اخو ملاذ
شهقت بدهشة ووضعت كفها على فمها تكتم ضحكتها ثم أجابتها بتأكيد :
_ مش ده برضوا اللي حكتيلي قبل كدا عنه وإنك كنتي معجبة بيه !
قالت وهي تجز على أسنانه من الغيظ والتوتر :
_ ومازالت للأسف أنا بحاول اتجنبه أصلًا بقيت كل ما اشوفه مع ملاذ وشوفته كذا مرة في الشركة من فترة وبقيت اعمل نفسي مش واخدة بالي ، آخر واحد توقعت إنه يدخلني في الحوار ده زين لإنه مبيبحبش الاختلاط أصلًا وحتى في الشركة بيخلي تعاملي محدود مع الموظفين وبيضيق عليا جدًا
_ طيب وإنتي مش عندكم تقريبا اخو يسر ومهندس زينا ليه مدهوش هو الموضوع ده
قالت موضحة الأمر ببساطة أكثر :
_ علاء مش فاضي وكذلك حسن وكرم وحتى هو زين مش فاضي ، محدش فاضي كلهم مشغولين الفترة دي جدا ويسر ملهاش في شغل الهندسة أوي فمفيش غيري ، وهو بنفسه قالي إنه لو كان ينفع يخلي حد منهم يمسك الموضوع مكنش ادهولي ابدًا ، لإن زين دمه حامي ومتشدد ده غير إنه بيخاف عليا جدًا زي كرم .. بس أنا فاهمة الموضوع هو واثق في إسلام لإنه الحق يتقال هو محترم جدًا جدًا وكمان واثق فيا وعارف إني هخلي حدودي في الشغل بس ، وده فعلًا اللي هعمله ، بس فكرة إني هضطر اتعامل معاه علطول بحد ذاتها قادرة إنها توترني من قبل ما اشوفه… يعني هو زين ملقيش غيره مافي ألف مهندس !!
ضحكت وقالت في صوت رخيم وعقلية رزينة :
_ ولا توتر ولا حاجة ده شغل وإنتي حطي في دماغك إنه شغل هتلاقي الموضوع سهل ، وكمان عشان متحصلش مشكلة مع زين لو حس إنك بتتخطي حدودك معاه حتى لو من غير قصد
اخذت تقرض اظافرها بوجه مرتبك بشكل زائد عن الحاجة وهي تجيبها بتوتر مبالغ :
_ قلقانة أوي ياشفق .. هو كرم مش قاعد صح ؟
هزت رأسها بالنفي لتقول رفيف ضاحكة بعدما تبدل مزاجها بسرعة هائلة :
_ ماما بقت كل يوم تاخدلها ربع ساعة عياط ، بتعيطي ليه ياماما ؟ ، اخواتك وحشوني البيت فضي من غيرهم ! .. واللي يشوفها وهي بتعيط ميشوفهاش وهي بتزن فوق راس كل واحد فيهم عشان يتجوز !!!
اطلقت ضحكة شبه مرتفعة وقالت باسمة برقة :
_ طبيعي أي أم كدا .. هتتعود بعدين على غيابهم وهيبقى الموضوع عادي
بادلتها الضحك لتهب شفق واقفة وتقول في لطف :
_ هروح اعملك حاجة تشربيها
ثم تركتها واتجهت للمطبخ فبقيت رفيف لدقيقتين بضبط تحدق في السقف وتنقل نظرها بين ارجاء المنزل وأثاثه المألوف عليها فداهمها الملل ولم تتمكن من منع نفسها حيث اندفعت خلفها نحو المطبخ لتكمل حديثها معها بالداخل ويتبادلوا احاديث مختلفة بعضها مضحكة والأخرى جدية !! ……
***
أسبوع كاملًا مرت أيامه بروتينية على الجميع دون أن تطرأ أي تغيرات أو احداث جديدة ، ولكن اليوم هو بداية الحوادث التي ستعم علي زين بالأخص فهو يوم عودة الجدة وابنة العم التي تخطت 23 من عمرها وتنضج بالجمال الصارخ وبشرة بيضاء كالثلج مع شعر أسود ناعم وطويل يلمع بساحرية ، وجسد أنوثي مثير بإمكانيات انوثية مغرية .
استقبلهم من المطار حسن الذي رحب بجدته في شوق بالغ وجعلت هي تعانقه في اشتياق والقى نظرة فاحصة على كتلة الانوثة التي مع جدته فهذه الفتاة يرونها كل شهور مرة واحدة وفي كل مرة تزداد جمالًا أكثر ، فلم يضيع الفرصة ليصافحها ويغازلها تحت شعار المزاح ، ثم استقلوا بسيارته واتخذوا طريقهم نحو المنزل وكان كرم وزوجته بانتظارهم أيضًا في المنزل للترحيب بجدته وجلسوا إلى مايقارب الساعة يتبادلون الاحاديث والضحك حتى صعدت ميار لغرفتها لتبدل ملابسها بأخرى وتأخذ حمامًا دافي لتزيح عن جسدها إرهاق السفر وفي هذه اللحظات رن الجرس معلنًا عن وصول زين أخيرًا هو وزوجته وكانت الجدة في كامل التشويق لمعرفة المرأة التي اخترتها له أمه وفضلها هو عن ابنة عمه .
فتحت هدى الباب ورحبت بابنها ترحبيها حارًا وكذلك بزوجته ثم انتقل هو لجدته وانحنى مقبلًا جبينها وظاهر كفها متمتمًا :
_ حمدلله على السلامة ياست الكل
ضمته تعانقه بشوق وتشتم رائحته في حب :
_ الله يسلمك ياحبيب جدتك .. وحشتني ياولا
_ وإنتي اكتر والله
اقتربت منها ملاذ وبدورها قالت لها في تهذيب وهي تصافحها ” حمدلله على السلامة ” ، لم تتمكن الجدة من رؤية وجهها بسبب النقاب الذي يخفيه ولكنها اكتفت بابتسامة صفراء ومزيفة تضمر خلفها الحقد والضيق ليلاحظها زين ويتضايق ولكنه لم يبدي أي ردة فعل واتجه وجلس بجانب والدته واتخذت ملاذ مقعدًا لها أيضًا بجواره وبعد دقائق قليلة وقعت نظرات يسر على الدرج الذي كانت تنزل عليه ميار ، فافغرت شفتيها بذهول مما ترتديه فقد كانت ترتدي رداء من اللون الأسود يصل إلى اسفل ركبتيها ويغطي فقط اكتافها وبفتحة صدر واسعة بالكاد تخفي مقدمة صدرها ، وكان أول واحد يلاحظ ذهول يسر هو حسن الجالس بجوارها ليلتفت برأسه ويصيبه ما صابها بالضبط ومن ثم الجميع بدأو ينظروا وآخرهم زين !!!! …….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ضروب العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *