روايات

رواية انت ادماني الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني البارت الثامن والعشرون

رواية انت ادماني الجزء الثامن والعشرون

انت ادماني
انت ادماني

رواية انت ادماني الحلقة الثامنة والعشرون

كانت واثبة أمامه .. منذ خروج المأذون و هي لا تتحدث ..منذ أن أصبحت زوجته أمام العالم حتى بدت وكأن روحها خرجت من جسدها ، تحاول الصمود أمامه .. لم يبقى شئٍ لتخسره .. فـ لِمَ الخوف إذاً ؟
بينما هو أرتمست على شفتيه أبتسامة ليس بها ذرة من المرح .. أو الحياة ..
فقط أبتسامة تجسدت بها جميع أنواع الحقد و الكراهية ، أقترب صوبها بخطواتٍ هادئة ليُزيد الرعب الذي لم تكن تريد أظهاره على محياها ، تطلع إليها من رأسها حتى أخمص قدميها بطريقة أزعجتها و أخفاتها في آن واحد ، حاصرها بزاوية بالغرفة بذراعٍ والأخر كان يتلاعب بخصلاتها الناعمة .. رفع بصره إليها ليردف قائلاً بملامح هادئة :
– كنت مأجل الحقيقة دي للحظة دي .. عارفة ليه ؟ عشان اعرف أحسرك على اللي هيضيع منك دلوقتي يا حلا !!!
أنقبض قلبها برعب و كلماته الحاقدة تضرب روحها ، بدى صوتها مهزوزٍ و هي تقول :
– حقيقة أيه ؟!!
– أنا مالمستكيش ..!!
كان جامد الملامح و هو يقولها ، و كأنه لم يقذف بها بقنلة أودت بعقلها ..
و لولا ملامحه الجامدة لكانت جزمت أنه يمزح ، ماذا عن وجودها في فراشه ؟ ماذا عن بقعة الدماء ؟ وماذا عن رائحة عطره الذي كان على جسدها ؟ ماذا عن قلبها الذي يأن تواً ؟
بدأ بـ سرد كل شئ منذ بداية وقوعها بين ذراعيه ..
عند تلك اللحظة .. وسقوطها بين يداه أثر رعبها الذي كان هو السبب فبه حيث لم يتحمله قلبها ليقرر بأخذ قسطٍ من اللاوعي ..
حملها بين ذراعيه بملابسها الخفيفة رغم برودة الجو ، ليذهب بها نحو سيارته التي رُكنت بإحدى الردهات .. ثم ذهب بها نحو شقته ، كان البواب يطالعهم بشبه إمتعاض ولكن بالطبع لم يجرؤ على التحدث .. صعد بها “زين” عبر المصعد و يداه الباردتين ممسكين بها .. فتح المصعد بقدميه لينزلها و هو يساندها بـ يدٍ واحدة حتى لا تسقط .. و باليد الأخرى أخرج مفتاح الشقة ثم دس به في الباب .. عاد ليحملها مجدداً و هو يلج للداخل ، أغلق الباب بقدمه ليذهب بها نحو غرفته .. و برفقٍ وضعها على الفراش حتى لا تستيقظ ، جلس على طرف الفراش و قد علم بديهياً أن نومها ثقيل .. نزع عنها ملابسها بالكامل .. ثم نثر عطره على جسدها بعشوائية ، أمسك بعبوةٍ ليفرغ محتواها على الفراش والذي كان سائل باللون الأحمر يشبه الدماء ، دثرها بالغطاء ليتركها خارجاً من الغرفة ..
” عودة إلى الواقع ”
و كأنه أمسك بسلسلةٍ حديدية ليربط بها لسانها ، أُنتشلت من ذلك العالم البغيض ، إلى جحيمه هو ، نظرت للصورة المعلقة أمامها .. و كأنها تُجبرها على تذكر كل شيٍ .. هي من الأساس لم تنساه ..
أعادت النظر لوجهه .. ملامحه القاسية تشبه إلى حدٍ كبير ملامح ذلك العجوز ، أبتعدت عنه خطواتٍ واهنة ، و نظراتها مُعلقة به ..
و بلحظةٍ كانت تلتقط مزهرية ثقيلة لتقذف بها نحو الصورة التي سرعان ما تحولت إلى شظايا زجاج متباينة الحجم و هي تشهق بقهرٍ ..
سمعت زفيره الغاضب ، رأته و هو يفُك أزرار قميصه ، بينما ملامح تحولت لملامح ذئبٍ مستعداً للفتك بفريسته .. مكشراً عن أنيابه الحادة ..
ألقى بالقميص على الأرضية بعنف و هو يحدجها بقسوة ، بينما “حلا” أرتدت للخلف بذعر ، همت بالركضٍ متجهة نحو الباب و لكن ذراعيه القويتان أمسكت بها ليشدد على صدغها مقرباً وجهه إلى وجهه ، و هو لا يصدق أنها حطمت صورة أبيه ..
ألقى بها على الفراش بعنف ، و لم يُعطيها الفرصة لتنهد ليرمي بثقله على جسدها مثبتاً ذراعيها أعلى رأسها ، و نظراته كفيلة بتعريتها أمام نفسها ، أمسك بذراعيها بكفٍ واحدٍ والأخر مزق ثيابها بوحشية ..
• • • •
كانت جالسة بجانب كلبها على الأريكة و هي تمسح على رأسه ، كان ضخمٍ لدرجة أنه شبه أبتلعها بذراعيه ، بينما “توليب” جامدة الملامح ، منذ أن عرفت بـ زواج “حلا” و هي تكاد تفقد أعصابها ، رُغم أنها لم تجلس معها الكثير إلا أن”حلا” ليست من هذا النوع الذي يتزوج من وراء أهله .. حسمت أمرها على أنها ستحادثها و لكن هاتفها مغلق تماماً ، زيادةٍ إلى “رعد” الذي لم يحادثها البتة منذ رجوعه .. فـ هي علمت كل هذا من “قُصي” الذي بدى مصدوماً بطبيعة الحال ، هي من الأساس تُئنب نفسها على الصفعة التي وجهتها إلى “رعد” ، هي تعلم بشعوره الأن .. طعنة ليس لها مثيل .. حتى أنها كادت أن ترفق بحاله و تؤجل هربها إلا أن عقلها حذرها من فعل ذلك و حثها على الهروب من هنا بأسرع وقت ..
قطع تفكيرها صوت أنغلاق باب المرحاض الذي عقبه خروج “رعد” الذي ألتفت حول جزعه منشفة باللون الأسود أظهرت سمار بشرته مع قطرات الماء التي تسابق في الركوض على جسده ، أشاحت بأنظارها بخجلٍ مُحبب و هي تقطب حاحبيها ، لم يعايرها “رعد” أهتمام ليفتح خزانته مخرجاً سروالٍ لينام به ، أغلق ضلفة الخزانة بعنف ليمضي نحو غرفة الملابس ..
زمت “توليب” شفتيها بحنق من ذلك الجو المذبذب ، أمسكت بذهنها بتشوشٍ و هي تكاد تشعر بإنفجاره ، بعد قليل خرج “رعد” عاري الصدر و هو حتى لم ينظر لها ، أخرج لُفافة تبغ ليرتمي على الفراش ، لم تُطيق “توليب” تجاهله لتنتفض من جلستها ، وقفت قبالة الفراش أمامه و هي تدبدب بقدميها بالأرض بإنزعاج طفولي :
– هو أنت هتفضل زعلان مني كدة كتير ؟
– أنا ماسك نفسي عنك بالعافية !!
قال و هو لا يزال يضع ذراعه على مقلتيه منفثاً عن دخان السيجار ، إزدردت “توليب” ريقها برهبةٍ و هي تستشعر نبرته الباردة ، عضت على شفتيها بتأنيبٍ لتقترب منه ، قرفصت على قدميها و هي تعبث بخصلاته الناعمة كالأطفال ، أنزوى ثغرها بإبتسامةٍ حانية و هي ترى عضلاته ترتخي أثر لمستها التي بعثت الإرتخاء بروحه ، رُغم أختناقها من رائحة السجائر إلا أنها تحملت للتخفيف عنه ..
وقفت لتميل عليه قليلاً و هي تبعد ذراعه عن عيناه ، حدق بها “رعد” بجمودٍ يخفي وراءه الكثير ، نهض من مضجعه ليجلس قبالتها لتفعل هي بالمثل ، باغتته بجذب رأسه إلى صدرها ، شعرت بتصلب جسده بين يداها لتسمح على خصلاته كما لو أنه صغيرها .. طفلها المدلل ، أرتخى جسده ليحاوط خصرها مُبعداً السيجار عنها كي لا تحترق و هو يضمهت بذراعٍ واحد .. شدد بقبضتيه على خصرها بقوةٍ ، تقلصت ملامحها بألمٍ و لكنها لم تأبى لتشدد هي على أحتضانه .. ممسدة على ظهره العاري العريض ..
ظلا هكذا ما يقارب ساعتين .. بلا حديثٍ .. فقط هو مشدد على أحتضانها بأقوة ما لديه و هي تمسح على خصلاته .. ذكرها ذلك الموقف عندما أحتضنته بتلك الطريقة بأول جوازهما عندما تشنج جسده أثر المخدرات التي كان يتعاطاها ..
شعرت بتراخي جسده لتبعده قليلاً محاوطة وجهه النائم .. طبعت قبلة حانية على صدغه لترجع رأسه إلى الوسادة ، دثرته جيداً لبرودة الجو لتأخذ هي غطاءٍ و هي تستلقي على الأريكة بجانب الكلب .. أغمضت عيناها و وقت الفراق يقترب .. بشدة ..!!
• • • •
– أيــه ده !!!!
قال “زين” و هو ينتفض ناهضاً من على الفراش كـ من لدغته أفعى ، طالع ظهر “حلا” الشبه مشوه بالندوب القاسية المتواجدة على ظهرها ، بينما “حلا” تشهق ببكاءٍ يقطع نياط القلوب ، حاول “زين” تهدئة نفسه كي لا يصيبها بالذعر ، لَّفها نحوه و هو يكوب وجهها قائلاً بخفوتٍ :
– متخافيش .. أهدي و قوليلي مين عمل فيكي كدة ..
أرتجف جسد “حلا” بقوة و هي تغطي وجهها باكية بحرقة .. أغمض “زين” مقلتيه محاولاً أن يتحكم بأعصابه المُهددة بالأنفجار ، أمتدت أنامله لتمسك بعنق “حلا” من الخلف و هو يقربها لها محتضنها .. و أنامله الأخرى كانت تتفحص جروحها بـ دمٍ يغلي .. وقعت عيناه على جرحٍ أمتد من بداية ظهرها إلى آخره .. كان عميق لدرجةٍ مُرعبة .. هو عندما نزع ملابسها لم يلاحظ أبداً تلك الندبات ..
أقشعر بدنها من لمساته التي كانت بمثابة مُخدر لجسدها و هو شبه محتضن نصف جسدها العلوي العاري سوى من ملابسها الداخلية ..
أبعدها “زين”عن أحضانه ليمسكها من كتفيها بنبرةٍ حاول قدر الأممان أن تكون هادئة عكس النيران المتأججة بداخله :
– مين اللي عمل فيكي كدة ؟
نظرت له بعينان أغرورقتا بالدموع لتبدأ بسرد كل شئ منذ البداية و محاولات ابيه القذرة بأن يغتصبها و ضربها بالحزام منه عندما تكون والدتها خارج البيت .. الضرب الذي أدى لوجود تلك العلامات التي شوهت ظهرها ..
و مع كل حرفٍ يخرج منها كان هو بارد الملامح تماماً ، لم يتبدد جموده بل بدى أكثر تصلباً عن ذي قبل .. بعد أن أنهت وسط شهقاتها ليلُفها ليصبح ظهرها المواجه له ، أنكمشت “حلا” على نفسها و هي تشعر بتحديقه بظهرها .. و لكن ثلجت أطرافها بالكامل و قد تصلب وجهها عندما شعرت به يطبع قبلة على إحدى جروحها ..!!!
خفق قلبها بعنف مع نشيج بكائها و تشنج جسدها و هي ترى القبلة تتحول لعدة قُبلاتٍ رقيقة على ظهرها ، لم تستطيع التحمل أكثر لتنفجر بالبكاء و هي تضم كفيها إلى صدرها ..
قبض على خصرها ليقربها منه و هو يدفن وجهه بخصلاتها التي جُمعت على إحدى منكبيها ، بينما ذراعيه ملتفين حول خصرها و شهقاتها تخترق مسامعه ..
• • • •
بعد أن نامت بأحضانه جعلها ترتدي كنزتها حتى لا تبرد ، دثرها جيداً ليرتدى هو ما قابله ثم ألتقط مفاتيح سيارته ليخرج من الشقة بأكملها و هو يشعر بثقلٍ على قلبه …
صدرت سيارته صوت إحتكاك الإطارات بالأرضية ، أشتدت قبضتيه على المقود و عيناه جامدتين ، وبين ظلمات الليل و بغضون خمسة دقائق كان يقف أمام مقبرةٍ راقية
وثب أمام مقبرةٍ محفور عليه أسم والده .. الذي أصبح يبغضه .. و باقات الورد ملتفة حول مقبرته ، و المنظر يجعل القلوب ترتجف ، وجوده بالمقبرة بذلك الوقت .. مخيف ..!!
قست محياه .. أشتدت بروز عروقه و كأنه يصارع ليبقى هادئاً .. و لكن ذهب هذا أدراج الرياح عندما أطاح بقدمه بباقة ورد بيضاء جلبها له .. صرخ بعينان سوداوية و نبراته الحاقدة :
– أنا مش مصدق اللي أنت عملته !! .. أزاي تعمل كدة في طفلة ؟ و أنا بغبائي كنت هعمل زيك و كنت هدفعها تمن قذارتك و وساختك !
تحاول تغتصب طفلة في بيتها كل ليلة ؟! دي متجيش سن أحفادك !! بتجلد طفلة !! .. مصعبتش عليك و هي بتصرخ !! محستش أنك *** قدام نفسك ؟، و أنا اللي معلق صورتك عندي .. قدامها ، زرعت فيا كره من كل الستات .. خليتني أفتكر أن كلهم زبالة .. و الحقيقة أن مافيش أوسخ منك هنا ، و أدي وعد مني يا سيف باشا .. وعد أني مش هعيشها يوم وحش .. هعوضها عن كل القرف اللي شافته في حياتها بسببك ، و أنت عارف زين القناوي لما يوعد !!
• • • •
لم تكد تنام ساعةٍ .. نهضت بتثاقل و عيناها تبحث عنه ، عندما لم تجده برقت عيناها بإنكسارٍ و هي تطالع الزجاج المنثور أمامها ، مضت نحو و جسدها يرتجف من شدة البرودة ، ألتقطت بقطعة زجاج كبيرة بعض الشئ من على الأرض .. طالعتها بألمٍ ، شددت عليها لتقربها من معصمها و هي مغمضة عيناه ..
فُتِح الباب بقوة ليلج “زين” .. وقع قلبه أرضاً ، و لأول مرة يخاف بتلك الطريقة .. نظر لذعرها و إرتداها ..
– حلا أهدي ..
قال بخفوتٍ شديد حتى لا يذعرها ، صرخت هي بالمقابل قائلة و هي تضرب الأرض بقدميها ببكاءٍ :
– سيبني في حالي بقا ..
و كأنها لكمته بوسط قلبه ، حاول تهدئتها و هو يقول :
– تمام .. مش هلمسك أقسم بالله مـ هاجي جنبك .. بس سيبي البتاعة دي ..
نفت بقوة و هي تقول بكراهية أصابته في مقتل :
– لاء مش هسيبها .. أنت عايزني أسيبها عشان عايز ..
لم تُكمل جملتها و هي تبكي مخفضة رأسها بألمٍ .. أنتهز هو الفرصة و بلمح البصر كان يضرب كفها الممسك بقطعة الزجاج بالحائط الذي خلفها لتسقط قطعة الزجاج إلى شظايا .. شهقت “حلا” بقوة و هي تراه ملصقاً جسدها بجسده .. أرتعدت فرائصها معتقدة أنه سيغتصبها ، أخذت تضربه على صدره بكفيها الصغيرتان كالأطفال و خصلاتها تسقط على وجهها ، و مع كل ضربةٍ كان هو يشدد على أحتضانها أكثر و وجهه قبالة وجهها ، أمسك برأسها عنوةٍ ليضعها على كتفه و زراعيه يحاوطا خصرها ، حاولت “حلا” أبعاده أكثر من مرة و هو كالجبل لا يتزحزح ، أغمض عيناه بألم لأول مرة يخالج جوارحه ، مسد على خصلاتها الطويلة هامساً بأذنها بخفوتٍ :
– ششش .. تمام كله أنتهى .. أنتِ معايا دلوقتي و محدش هيقدر يقربلك ، و حياتك عندي هعوضك عن كل دة ..
أرتخت “حلا” بين يداه أثر كلماته الدافئة ، أسندت رأسها على كتفه العريض الذي رحب بها ..
• • • •
حل الصباح ببطئٍ شديد عليهما ، و “توليب” لم تستطيع النوم من شدة التوتر ، لاسيما عندما هاتفتها “لينا” لتطمئنها و لتخبرها أن “أياد” سيحل الأمر ، أنها ستغادره .. لن تراه مجدداً ، إزدردت ريقها برهبةٍ لتنهض من الأريكة و هي تطالعه .. أقتربت منه لتجلس على الفراش جواره ..
أمتدت أناملها و هي تتحسس ذقنه ، سندت رأسها على يدها و أناملها لازالت تعبث بذقنه ، أبتسمت بشقاوة و هي تحدد ملامح وجهه و كأنها لأول مرة تراه ، وتيرة أنفاسه المنتظمة جعلتها تطمئن أنه مستغرقاً في النوم ، تجرأت قليلاً و هي تميل صوب صدغه طابعة عليه قبلة رقيقة .. شعرت بإنقباض فكه لتشهق بعنف و هي تراه يطالعها بخبثٍ ، مثبتاً رأسها بكفه القوي و وجهه يقابل وجهها ليردف بمكرٍ و نظراته صوب شفتيها المنفرجتان :
– أنتِ أد الحركة دي ؟
أعتلت وجنتيها حُمرة خجل لتتلوى زافرة بحنق :
– أوعى يا رعد ..
ألتوى ثغره بمكرٍ ليقبض على ظهرها مقربها منه قائلاً :
– هو دخول الحمام زي خروجه يا بطة ؟
تشدقت بخجلٍ :
– أيوة أنت عايز أيه يعني ؟
– بوسة مشبك حالاً ..!!
قال و هو يُفرك أنفه بانفها .. صُدمت من جرأته لتراه يقهقه بقوة حتى رجع رأسه للوراء ، أبتسمت ليس لشئ .. على ضحكته الرجولية ، أعاد ببصره لها ليقول بصرامة مصطنعة :
– طيب خلينا كدة بقا ..
قال و هو يشدد على خصرها ، زمت شفتيها لتطبع قبلة على وجنتيه ..
– بقولك بوسة مشبك يا عسل بتبوسيني في خدي هو أنا ابن أختك ؟
قال ساخراً بفظاظة لتتأفف قائلة بحدة :
– و الله هو دة اللي عندي ..
– تمام و هو دة اللي عندي بردو ..
عقب ببرودٍ و هو يلصقها به .. تجرأت يداه اكثر ليتحسس ظهرها العاري أثر كنزتها القصيرة ، تصلب جسدها لتتوسع عيناه و لمسته بعثت الرجفة في جسدها ، بينما ملامحه الشيطانية تتابع رد فعلها ..
– طيب خلاص ..
قالت و هي تبعد زراعيه ، خفق قلبها بعنف لتطبع قبلة رقيقة على شفتيه بخجلٍ ، تجمد جسده .. بينما هي كادت أن تفصل قبلتها القصيرة لولا كفه الذي قبض على عنقها من الخلف ليثبتها آخذاً هو الدور عنها و هو يقبلها بمزيجٍ من الحنو و الشوق الجارف ..
تقلبت الأدوار ليصبح هو يعتليها و هو لم يقطع قبلته .. و هي مستسلمة لشوق قبلته .. التي ستكون الأخيرة ..
بعد مدة فصل هو قبلته و هو يراقب ملامحها ، اغمضت عيناها أثر قبلته الرقيقة .. نهض عنها ليلج للمرحاض تاركها ذائبة في بحور تأثيره على قلبها و روحها قبل جسدها ..
• • • •
عند حلول الشتاء .. رائحة صباح الشتاء بنسماتها الباردة تضرب وجنتيها ، “حلا” التي كانت نائمة مواجهة للنافذة بينما “زين” عاري الصدر تحت الغطاء السميك ، إحدى ذراعيه محاوطة كتفيها موضوعها أمام صدرها والأخر محاوط خصرها .. و هي متشبثة بذراعه مفتول العضلات و كأنه سلاح نجاتها .. نائمين و كأنهم أسعد زوجين بالعالم ..
فتحت “حلا” عيناها بأهدابها الكثيفة لتشعر بثقلٍ على صدرها وعلى خصرها ، سقطت بأبصارها قليلاً لتنظر لكلتا ذراعيه ، حاولت نزعهما و لكن لم تستطع .. و كل محاولة كان “زين” يلصقها أكثر لصدره ..
– زين …
قالت بنبرة ناعسة لتفيقه و هي عاجزة عن رؤيته ..
لا أجابة
كررت أسمه مرة أخرى و لا يجيب ، أستطاعت بصعوبة أن تلف له و هي ملتصقة بصدره ، وضعت كتفيها تحت رأسها لتطالع ملامحه ، بدأً من خصلاته الحريرية السوداء ، عينان المغلقة خافية وراءها مقلتي خضرواتان بنظراتٍ حادة و قاسية ، أنفه المرفوع بعنجهية ، شفتيه المرسومة بدقة شديدة .. ذقنه و ما أجملها ، صدره الصلب .. و الذي لأول مرة تستشعر دفئه البارحة .. هو يمتلك وسامة .. تذيبها
أقتربت برأسها أكثر لتخبأها عند عنقه .. شعرت به يشدد على خصرها أكثر و هو يقربها منه بينما كفه أخذ يمسح على خصلاتها و هو مازال مُغلق العينان ، علمت أنه فاق .. مسحاته على خصلاتها الناعمة جعلتها شبه مغيبه عن الواقع ، لم تكُن تعلم أنه حنون هكذا .. ظنت أنه حجر لا يلين ..
ظلوا هكذا لوقتٍ ليس قصير ، “زبن” يمسد على خصلاتها و هي فقط دافنة وجهها بتجويف عنقه ..
أرجع رأسها محاوطه بكفٍ واحد لينظر لها .. داخل أعماق عيناها و هي فعلت بالمثل .. أرتفع صدرها علواً و هبوطاً على تحديقه المستمر بها .. لا يبتسم و لا شئ فقط مُحدق بها .. توردت وجنتيها و هي تشيح بأنظارها عنه ..
أرتفعت أنامله لتزيح خصلة كانت ساقطة على عيناها وراء أذنها .. مسح على وجنتها الناعمة المكتنزة تجعله يريد قرصها .. أقترب بثغره ليطبق شفتيه على شفتيها .. قبلة رقيقة دامت لدقائق ، “حلا” كانت مستسلمة بين يداه تماماً .. تدريجياً أزدادت القبلة شراسة .. و كأنه يجتاحها .. ربما هو لا يستيطع أن يعبر عن شوقه سوى بالشراسة ، لم تستاء “حلا” هي باتت تعلم حتى أن داخل شراته حنان يكفي لبلدة بأكملها بل و يفيض ..
تحولت القبلة لعدة قبلاتٍ على جميع أنحاء وجهها ، قبلاتٍ مشتاقة جامحة ..
• • • •
كانت تنظر للثوب الموضوع أمامها على الفراش بدهشة أجتاحت ملامحها .. ، كان ثوب راقي للمحجباتٍ جلبه “رعد” لها خصيصاً ، كان باللون الكاشمير الرقيق ، ضيق من الخصر ليسقط واسع كـ ثياب الأميرات ، عند الصدر مزين بورود ألوانٍ مختلفة ، و عند نهاية الثوب أيضاً كذلك .. ، بدى لها أكثر من رائع .. ألتفتت إلى “رعد” المُحدق بدهشتها و على ثغره أبتسامة عاشق .. أشارت الثوب قائلة بدهشةٍ :
– دة .. دة بجد فستاني ؟! اللي هلبسه النهاردة .. رعد بجد ؟
حاوط خصرها و هو يقول بمزاح :
– لاء بتاع مراتي التانية و انا جايبه عشان أغيظك بيه !
ضربت صدره بحنق لتغمر صوت ضحكاته المكان ، كوب وجهها قائلاً بخفوتٍ :
– بتاعك .. أنتِ وبس ..
أشرأبت بقدميها لتتشبث بعنقه و هي تعانقه بعشقٍ خالص ، و هو بدوره حوط خصرها هامساً بأذنها بمكرٍ :
– في حاجات كتير هتحصل بعد الحفلة واخده بالك ها ؟
أنقبض قلبها بقسوة لتبتعد سريعاً معتقدة أنه علِم أنها ستهرب لتتمتم بتلعثم :
– حاجات ؟ حاجات ايه ..؟
ضحك بقوة كما لم يضحك من قبل و رأسه أنخفضت للوراء ليقول بخبثٍ وهو ينظر لها بجرأة :
– تحبي أوريكي دلوقتي وبالمرة نأجل الحفلة بقا ؟
أنخفض صدرها أرتياحاً لتنظر له بنفاذ صبر و هي تقول بحنق :
– عيب كدة يا رعد ..
– لا والله ؟ عيب ؟
قال ساخراً رافعاً أحدى حاجبيه ليقرب وجهه منها قائلاً :
– مافيش حاجة عيب عليا يا قمر ..
– طيب خلاص أسكت ..
قالت بخجلٍ ليقرب ثغره مقبلاً وجنتيها الساخنة بشراهه و كأنه يأكل فراولة ~
• • • •
تركها بوجهٍ مشتعلٍ من الخجل ليطلق ضحكة رجولية بحتة على منظرها بين يداه ، ألتقط الهاتف الذكي من جوارها ليضغط على شاشته ، وضعه على اذنه ليقول بصرامة تليق به :
– عايز طيارتي الخاصة تبقى جاهزة في أسرع وقت عشان مسافر لباريس ..
كانت لهجته آمرة ، بينما فُزعت “حلا” لتقول بعدما أنهى أتصاله :
– أنت مسافر ؟!!
– هـنـسافر ..
قال بحنو و هو يقبل جبينها ، أبتسمت “حلا” لتقول :
– أيه لازمته بقا ..
عقب ساخراً :
– أنتِ مش عايزة شهر عسل ولا ايه ..
توسعت عيناها بفرحةٍ لتنقض عليه و هي تعانقه بقوة ليقهقه بدوره و هو مسح على ظهرها بحنو ، هو من الأساس يشعر بالذنب على تلك الطفلة التي لم يكن لها حظٍ في طفولتها ..و هو سيعوضها بشتى الطرق ..
عندما حل الليل .. كانت “حلا” مترددة في أخباره و هي تقف خلفه في الشرفة الواسعة المطلة على مشهدٍ رائع بينما هو واقف مستند على سور الشرفة بذراع والأخر ممسك بلُفافة تبغ ينفث دخانها بشرودٍ ..
مضت نحوه و هي تقدم خطوة و تأخر الأخرى ، تشجعت قليلاً و هي تفرد خصلاتها على كلا منكبيها وكأنها تحتمي بهما :
– زين ممكن أقولك على حاجة ..
نظر لها بخضرواتيه ليقول بهدوء :
– قولي ..
– عايزة أشوف رعد و مراته توليب .. عشان خاطري و الله العظيم من هتأخر ..
خرجت نبرتها خائفة بعد محاولاتها لأسترداد بعض الشجاعة .. و السبب نظراته العميقة ، لم توحى نظراته بالرفض أو بالقبول .. مما جعلها تعتقد أنها أغضبته ، ارتدت قليلاً عازمة على الولوج للغرفة ، لولا ذراعه القوي الذي أمسك برسغها ليعيدها مكانها و هو ينظر لمقلتيها التي برقت بالدموع ، رق قلبه ليمسك بكتفيها قائلاً :
– حلا عايزك تنسي أي شخص في حياتك .. أنا بس دلوقتي .
نفت برأسها بقوة و هي تجهش بالبكاء :
– لاء يا زين انا عايزة اشوف رعد عشان هو اه ميعرفش انا كنت عايشة ازاي بس هو الوحيد اللي طلعني من اللي انا كنت فيه ..
لم تستطيع تكملة كلامها و هي تدفن وجهها بكفيها ، جذبها “زين” لصدره ليربت على ظهرها و هو يقول بخشونة :
– طيب خلاص اهدي .. متعيطيش هوديكي عنده ..
شعر أنه يحادث طفلة لم تكمل عامها السادس ، أبتسم على ذلك التشبيه و على ضحكتها الطفولية و هي تحتضنه بسعادةٍ ..
• • • •
كانت تطالع مظهرها بالثوب بالمرآة أمامها ، كانت كالحوريات الخارجة من إحدى البحور .. دارت حول نفسها بسعادة و خصلاتها تطاير معها سعيدة لسعادتها ، كان لها كثوب الأحلام ، و هي كانت أكثر من رائعة به ، ولج “رعد” و لكنه صُدم من التي أمامه .. كانت بكامل جمالها بالثوب .. لم يمنع خطواته التي لا أرادياً خطت نحوها ، و هو يراها غير منتبهة لوجوده و تدور حول نفسها بسعادة كالفراشة ، قبض على خصرها ليوقفها لتشهق هي بخضة .. و بلحظةٍ كان يهجم على شفتيها و هو يثبت رأسها بيده .. جحظت “توليب” من المفاجأة ولكنها حاوطت عنقه دافنة كفيها بخصلاته ، شدد على خصرها بذراعه و هو يفصل القبلة قائلاً بـ لهاث :
– أنا بقول نأجل الحفلة ..
توسعت عيناها لتقول بخجلٍ :
– بس يا رعد الناس تحت ..
– لو قولتلهم يمشوا هيمشوا على فكرة !!
قال ساخراً و هو يطالع الثوب عليها .. أبتسم ليكمل :
– توليب أنا ماسك نفسي بالعافية عشان مقطعش الفستان دة ..
شهقت بخجلٍ و هي تنكمش على نفسها حامية الثوب و هي تقول برجاءٍ :
– لاء إياك ..
تلاشت أبتسامته و هو يطالع خصلاتها شديدة الطول ، أخذ يتلاعب بها ليقول بنبرة جافة :
– خير ناوية تنزلي كدة ؟!!!
وضعت يداها على خصلاتها والأخرى كتمت بها شهقتها بطفولية :
– كنت هنسى !!!
– و حياة أمك ؟!!
جأر بها بحدة لتقطب “توليب” حاجبيها و هي تمد شفتيها للأمام مشيحة بنظراتها عنه ، أمسك بصدغها و هو يطالع شفتيها بنظراتٍ مظلمة :
– مش قولتلك قبل كدة متعمليهاش تاني ؟ شكلك عايزاني أفقد أعصابي و اطرد الناس اللي تحت دي ..
إزدردت ريقها لتخفي فمها قائلة :
– لاء خلاص اهو ..
دفعها من ظهرها بلطفٍ نحو المرآة ليقول :
– يلا ألبسي الحجاب ..
• • • •
كان الكل كما قال “رعد” متجمعين بالأسفل ، رهطة من علية القوم يبدو عليهم أنهم من الطبقة المخملية ، جميع الأنواع من الفتيات بملابسٍ لا تخفي شئ .. كانت التجهيزات بارزة على الحفلة .. فقط ينقص نزول “رعد البناوي” و زوجته التي كان الكل متشوقين لرؤيتها .. رؤية الفتاة التي خطفت قلب أشد الرجال قسوة ..
تأبطت ذراعيه و هو يقف بجانبها مرتدياً قميص باللون الأسود فُتح أول ثلاثة أزرار منه تعلوه سترة بنفس اللون دون وضع ربطة عنق ،وبنطال أسود ، نزلا الدرج ببطئٍ و “توليب” كانت أكثر من متوترة .. بدت شديدة الجمال رغم أنها لم تضع من مستحضرات التجميل سوى كُحلٍ قام بتحديد عيناها فقد كان رائع مع بشرتها السمراء ، بينما الجميع كانوا مذهولين من جمال زوجته ، تنوعت النظرات من بين حاقدة على جمالهما معاً و إعجاباً ..
شددت “توليب” يداها على ذراعه من توترها لينظر لها و هو يهز رأسه لتطمأن ..
رحب “رعد” بالمتواجدين بغرورٍ لم يخفي عليهما ، جلست “توليب” على طاولة بجانب زوجها الذي بدى وسيماً _ كعادته _ ..
– هو أنتِ جايبة الموبايل ليه ؟
قال “رعد” بتساؤل .. تغيرت معالم وجهها للتوتر فهي أحترست على أخذ الهاتف معها كي تتواصل مع “لينا” ، تشجعت و لملمت شتاتها و هي تقول :
– عشان لو زهقت أبقى ألعب فيه شوية ..
أبتسم و هو يقول :
– تلعبي ؟ متجوز طفلة أنا ؟
زمت شفتيها بقنوط ، وقعت أنظارها على رجلٍ يحدق بها .. بدى في الثلاثينات ، كان مرتدي بدلةٍ انيقة عززت عضلات صدره ، كانت نظراته جريئة جعلتها تشد قبضته على ذراع “رعد” محتمية به من نظراته ، نظر لها “رعد” مقطب الحاجبين و هو يقول :
– مالك يا توليب ؟
لو قال له على ذلك الوقع لن يخرج من بين يداه إلا و هو يفارق الحياة .. نظرت له. هي تحاول طمأنته :
– مافيش يا حبيبي أنا بس متوترة شوية ..
– حبيبي ؟!!!
قال بصدمة لتتوسع عيناها مما قالته ..
ألتفت لها معتدلاً و هو يقول :
– قوليها تاني كدة ..
أبتسمت بخبثٍ و هي تمثل عدم المعرفة :
– أقول أيه ؟
– تـولـيـب ..!!
قال بنبرة أرعبتها لتقول بخوفٍ :
– طيب خلاص .. احم احم ..
نظفت حلقها حتى كادت أن تقولها مرة أخرى لولا ذلك الذي كان يطالعها الذي أتى و هو يمد يده للسلام إلى “رعد” الذي سبه بوقاحة بـ سره ، وقف مغتصب أبتسامة متكلفة ليقبض على كفيه :
– أزيك يا آسر ..
أبتسم المدعو “آسر” له ليوجه نظراته للحورية التي تشيح بأنظارها عنه ، مد يده لها قائلاً بنبرة ماكرة :
– أزيك يا مدام ..
رفعت أنظارها له بشراسةٍ أعجبته ، و هي توحي بأنه لن تتكبد عناء النهوض والسلام عليه ، و لكن “رعد” أخذ بدورها قابضاً على كفه بشراسةٍ شديدة و هو يقول :
– مدام رعد البناوي مبتسلمش يا آسر .
حدجه “آسر” بتحدٍ ، و لكن تقلصت ملامحه بألمٍ من تلك القبضة الفولاذية على يده .. أنتزعها بصعوبة ليتركهم ..
– رعد خلاص أهدى ..
قالت “توليب” بعد أن جلس و هي تربت على ذراعه ، بينما قال هو بصرامة :
– بس أنتِ ..
زفرت بقنوط من تعامله الحاد .. دوى صوت أغنية رومانسية ليمسك “رعد” بـ “توليب” من كفها و هو يجذبها برفقٍ نحو منصة الرقص .. قبض على خصرها وسط الحشود ، وبين ثنائيات أخرى شاركتهما الرقص ، حدقت به “توليب” بحنق و هي تضع ذراعيها حول عنقه ، رقصا ببطئ كعادة الـ slow dancing ، أبتسم “رعد” و هو يقول :
– كنا بنقول أيه بقا قبل ابن الرخمة دة ييجي ؟
هزت رأسها بنفاذ صبر لتقول :
– كنت بقول أنك حبيبي ..
حاوط خصرها بذراعٍ والأخر قرب رأسها من صدره مغمض عيناها بعشقٍ ، بينما الجميع مدهوشين من ذلك الرجل الحاني الذي يختلف تماماً عن القاسي الذي يعلموه ..
و “آسر” كان يطالعهم بحقدٍ خالص و هو يعزم على سرق فرحتهم تلك .. جلسوا بعدما أنهوا رقصتهما ، بينما “توليب” نظرت للهاتف بين كفيها و هي ترى وصول رسالةٍ من “لينا” تقول فيها أن كل شئ على ما يرام ، رفعت أنظارها نحو “رعد” الذي بدى منشغلاً بالترحيب بأحدهم ، نظفت حلقها لتقول بعدما ذهب الرجل :
– رعد أنا تطلع الأوضة أظبط طرحتي ..
– مـ أنتِ زي القمر كدة ..
قال و هو يحدجها بحبٍ ، أبتسمت بحزن جاهدت لتخفيه :
– مش هتأخر يا حبيبي ..
– تمام ..
نهضت لتصعد لغرفتها .. أو هذا ما ظنه .. فـ هي خرجت من بابٍ كان مخفياً في المطبخ أخبرتها به “لينا” بعد أن علمت ذلك السر من ” أياد” ، عندما خرجت إلى الحديقة وجدت “أياد” ببذلته السوداء يقف بجانب “لينا” و أمامهما حراس البوابة متكورين على الأرض و من الواضح أنهما أخذوا ضرباً مؤلماً .. ركضت على عشب الحديقة بأقوى ما لديها و هي تحمد الله أن “رعد” لم يجعل الحفلة بالحديقة بعدما أخبرته أن ذلك سيكون سيئاً بسبب الطقس شديد البرودة ، هرولت نحوهما وىهي ترفع بكفيها ثوبها ..
و على الجانب الأخر كان “رعد” منتظر نزولها على أحر من الجمر و هو ينظر للعلبة المخملية باللون البنفسجي القاتم .. فتحها و هو ينظر للخاتم المطعم بالألماظ تتوسطه زمردة زرقاء ..
قال و هو يتنهد بعشقٍ :
– في حاجات هتتغير كتير الليلة دي يا توليب ..

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية انت ادماني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *