رواية أسرت قلبه الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم سولييه نصار
رواية أسرت قلبه الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم سولييه نصار
رواية أسرت قلبه البارت الرابع والأربعون
رواية أسرت قلبه الجزء الرابع والأربعون

رواية أسرت قلبه الحلقة الرابعة والأربعون
(يريدها)
تسلبين أنفاسي …أي سحر تمتلكين يا سمراء ؟
عاصي لرحيق
…..
-أنا قدامك اهو اعمل فيا اللي انت عايزه ..مش هقاوم بس سيب منير !!
قالها يوسف بدون خوف…كانت عينيه العسلية ترمقانه بقوة كما اعتاد …طحن لطيف أسنانه وهو ينظر إليه …ألا يخاف هذا …كيف يمتلك هذا القدر من الشجاعة …لطيف من يعمل في المافيا لا يمتلك تلك الشجاعة ابداً…
-مش خايف على حياتك يا يوسف ؟!
-تؤ …خالص …هدي الشرف لواحد جبان زيك يقتلني …اي خدمة يا عم ….
-أنت عارف انا ممكن اعمل فيك ايه ؟!
-ايوة عارف هتعذبني وتقتلني …بس صدقني يا لطيف عمري ما هديك لحظة السعادة اني اترجاك تقتلني …هتحمل اللي تعمله لحد ما أموت ….
شده لطيف اليه من قميصه وهو يضع السلاح على جبينه …يضغط عليه بينما يطحن أسنانه بصرير مزعج …نظر إليه يوسف وهو يبتسم بإستهانة ويقول :
-أنت ضعيف يا لطيف بجد ….جبان كمان …أنا مش خايف منك …
&فين ماجدة …
قالها لطيف بغضب فابتسم بوجهه وقال:
-ماجدة مش هتقدر تلمس شعرة منها اوعدك لا هي لا ابنها …ها هتطلع منير ونتواجه راجل لراجل …اثبتلي انك مش بتستخبى ورا رجالتك !….
-عايزني أطلع منير… واجهني الأول ولو فوزت هطلعه …
ابتسم يوسف بسخرية وقال:
-بس بس ده احنا عينينا يا فندم …
ألقى لطيف سلاحه وصرخ في رجاله :
-محدش يتدخل !!!
ثم خلع سترته وقال:
-تعالي يا حيلتها ….
ثم دفع بقبضته السليمة ليلكمه حيث أن الأخرى مصابة بواسطة دارك الا أن يوسف أمسك قبضته داخل كفه ببساطة ولكنه بدلا من هذا بقوة على وجهه…تراجع لطيف وهو يترنح ….ثم اقترب يوسف مرة أخرى وهو يضربه بقوة على وجهه…كان يمسكه من قميصه وهو يضربه بعنف شديد ….يفرغ غضبه به …هذا الحقير تجرأ وهدد عائلته …تجرأ وأذى صديقه ….الغضب داخله كان مُدمر…كان يضربه بقسوة دون أي رحمة …لم يستطع لطيف أن يجاريه …اللعنة هو حتى لم يسدد له أي ضربه ….
سقط على الارض بوجه مكدوم وأقترب يوسف مرة آخرى ليضربه أنه صرخ في رِجاله :
-اضربوه بالنار في رجله …بسرعة يا بهايم !!!
وبالفعل قام أحد رجال لطيف بالتصويب على قدم يوسف ليسقط أرضاً وهو يصرخ بفعل الألم ….نهض لطيف بسرعة ثم رفع قدمه وضرب يوسف بعنف ليصرخ مجددا….رفع رأسه وقال:
-شوفت انك تحت رحمتي ….أتاكدت دلوقتي ؟!!
رفع يوسف نظراته له وابتسم ساخراً ثم قال:
-ايوة …اتأكدت انك فعلا جبان يا لطيف …بتتحامي في رجالتك ؟!في مسدسك…مقدرتش تواجهني راجل لراجل ….يا خسارة لقب الذكر اللي في بطاقتك …
ثم.اخذ يضحك عليه ساخرا رغم ما يشعر به من ألم ….احمر وجه لطيف من الغضب ….كان الحقير يسخر منه …ألا يكفي أنه جعله أضحوكة بين رجالة ….اقترب لطيف بشكل أكثر خطورة ثم قال :
-أنا هربيك دلوقتي ….
ثم نظر إلى رجاله وقال :
-أدبوه ….
ثم اتجه وجلس على المقعد بينما ثلاث رجال أقوياء يقتربون من يوسف …على وجههم إمارات الشر …
-ابعدوا عنه …
صرخ منير برعب وهو يتأ.لم …شعر بالهلع وهو يتأكد أن نهاية صديقه المقرب سوف تكون اليوم ….
بدأ الرجال يضربون يوسف بقوة وسط صراخ منير ونظرات لطيف الراضية تماماً وكأنه بتلك الطريقة شعر بكرامته تعود إليه !!….
-ابعدوا عنه يا حيوانات!!!
اخذ منير يصرخ والدموع تطفر من عينيه بقوة بينما يوسف يصرخ بألم …….
بعد قليل ابتعدوا الرجال وهو يلهثون …كان يوسف ساقط على الأرض …وجهه مكدوم.بشدة …
نهض لطيف وهو يبتسم يسير بعرج بسيط بسبب ضرب يوسف له …اقترب بوجهه منه وهو يقول :
-ها أتأدبت يا حيلتها وهتقولي مكان ماجدة فين هي وابنها …عرفت اني راجل واقدر اطلع المعلومة منك كويس …
ضحك يوسف بسخرية وهو ينهض قليلا ويبصق الدماء من فمه ويقول :
-مرة بعد مرة بتأكد أن توصيفك كذكر في البطاقة اتكتب غلط ….
اشتعلت عيني لطيف بالنيران وأمسك شعر يوسف وهو يهدر به :
-أنت ايه …انت ايه ؟؟؟
ثم نهض وهو يتنفس بصعوبة…يحك.شعره بينما يطحن أسنانه بعنف …لا يصدق أنه لم يستسلم بعد …رباه يجب أن يستسلم …دارك لن يرحمه أن لم يأتي بجثثهم ….
مسح وجهه بعنف وهو يصرخ بأحد رجاله ….
-توفيق تعالى….
اقترب توفيق بسرعة من سيده وهو يقع أمامه بينما قال لطيف:
-توفيق تقلب الدنيا على ماجدة وابنها لحد ما تلاقيهم …مترجعش ألا وهما معاك….
ابتسم يوسف ساخراً بينما هز توفيق رأسه وهو يسحب زميل آخر معه ويخرجان من المنزل المنزل ….
نظر لطيف إلى يوسف وقال:
-أضحك اضحك …أنا بس عايزك تضحك لما اقتلهالك قدام عينيك …وديني لأخليها تندم عشان سابتني وراحت لواحد زيك …..
لم تختفى ابتسامة يوسف الساخرة ليهدر لطيف :
-اخفي الابتسامة السمجة دي عن وشك …أنا لولا اني عايز اقتلها هي قدامك الاول كنت قتلتك وخلصتك …
ثم كاد أن يذهب الا أنه توقف وهو ينظر إلى باقي رجاله ويقول:
-كتفوهم الأتنين !!
هز الرجال رأسهم بطاعة وهو يتجاهان إلى يوسف ومنير ….
قاما بوضعهم في غرفة فارغة ثم قاما بربطهم سوياً….
كان يوسف يغمض عينيه من الألم وكذلك منير ….تنهد يوسف وهو يحاول أن يُدير رأسه لكي يرى صديقه وقال:
-سامحني يا صاحبي أنا اللي ورطتك في ده كله …أنا السبب …انت مكانش لازم تتورط …أوعدك يا منير اني هخرجك من هنا ولو كان التمن حياتي ….
ابتسم منير وقال:
-بطل عبط ياض انت مفكر العيل اللي فرحان بالسلاح اللي معاه ده مخوفني …يا صاحبي أنا أموت عشانك….بس انت طلعت وحش والله كسرت مناخيره قدام رجالته الراجل ال****بيتحامى في رجالته منك …عيب على رجولته والله ….المهم انت حطيت ماجدة ومحمد في مكان آمن ….
-ايوة …
زفر براحة وقال :
-الحمدلله..مهما حصل متقولش على مكانهم …حتى لو هددوك بيا ….
-أنا بتقول ايه ؟!
قالها يوسف بحيرة فابتسم منير وقال:
-هيحاولوا يهددوك بيا عشان تقول مكانهم فين…زي ما هددوك.وجابوك هنا …متتكلمش يا يوسف …لو كان نصيبي اموت على أيديهم انا مش هعترض …لكن متقولهومش على مكان مراتك وابنك
هز يوسف رأسه وتمتم قائلاً:
-متخافش يا منير أنا عمري ما اعمل كده …أنا مش بالغباء ده ابداً…اكيد مش هضحي بيك متقلقش يا صاحبي هنخرج من هنا كويسين ….ء
أغمض يوسف عينيه وقال :
-رجلي وجعاني بتمنى المجنون ده يربطها بأي حاجة على. الأقل …الألم لا يُطاق…لو مكانش دخل رجالته كنت مسحت بكرامته الأرض ….
ضحك منير وقال:
-طول عمرك مجنون يا يوسف مبتخافش من حد …فاكر لما خطفت نسرين ….
ضحك منير وقال:
-يا صاحبي الواد ده لسه ميعرفكش أنا واثق انك مخبيله مصيبة ….
ابتسم يوسف بإنتصار وقال:
-مصيبة حلوة أووي يا منير
بعد ساعة تقريباً
شعر يوسف ومنير بحركة خارج الغرفة …ولج لطيف بغضب وهو يوجه سلاحه نحو منير ويقول :
-اتكلم وقولي فين ماجدة والا هقتلك صاحبك.!
هز يوسف كتفه وقال بالامبالاه :
-اقتله عادي !
…….
-صحيح هتروحي لإبرام عشان يعالجك….
قالها جورج وهو يقف أمامها ….كانت الغيرة تعمي عينيه ….رفعت عينيها عن هاتفها وهي تنظر إليه بتعجب …قالت ببهوت :
-ايوة ….
-هو مفيش دكاترة نفسيين غيره يعني يا ماريانا …أنا مش موافق خلينا نشوف دكتور تاني ….
أغمضت عينيها وهي تحاول ألا تفقد أعصابها ثم نهضت وهي تذهب من أمامه …امسك ذراعها يمنعها من الذهاب الا أنها نفضت يده بقوة وهي تنظر إليه ببرود شديد ……
-مش كفاية يا ماريانا انا تعبت …
قالها بيأس فردت :
-كفاية انك.بعيدة عني …كفاية أن الكل عارف عنك كل حاجة الا أنا …انا زي الغريب اعرف من بابا انك هتتعالجي عند إبرام ….
-أنا مش عايزة اتكلم في الموضوع ده لو سمحت يا جورج …
قالتها بتعب ثم كادت أن تذهب الا أنه توقف أمامها وهو يقترب منها ثم شدها ورفعها قليلا وعانقها بقوة …توسعت عينيها وهي تحاول أن تقاومه إلا أنه بدا متمسك بها ….كأنها شئ ثمين يخاف أن تضيع منه …
-جورج …جورج سيبني !!!
قالتها بإختناق وهي تحارب تلك المشاعر التي بدأت تنتابها بشكل مفاجئ…رباه لا هي لا تريد أن تشعر بأي مشاعر نحوه ليس بعدما حدث …
رغم مقاومتها إلا أنه لم يبتعد بل شدها بقوة إليه وهو يغمض عينيه …رباه لقد أشتاق إليها….أنه يموت كل يوم لانه لا يلمسها …كيف تكون قاسية لهذا الحد …كيف تسيطر على مشاعرها …فجل ما يرغب به الآن أن يسمع منها أنها تحبه …أنه يحترق ليسمع تلك الكلمة من بين شفتيها يكاد يتوسل لكي تنطقها ولكن يبدو أن هذا حلم بعيد المنال ….
-جورج كفاية ابعد …
قالتها وهي تضربه على كتفه بقوة …تحاول أبعاده عنها فجأة دفعته ليرتد عنها …اقترب منها فجأة وهو يعانق وجهها ليقلبها ولكن فجأة امتدت يدها وصفعته بقوة !!….
وضع كفه على وجنته وهو مصدوم من تصرفها لا يصدق أن زوجته ماريانا الرقيقة التي كانت تحبه وتحترمه تعامله بتلك الطريقة السيئة …نظر إليها وقال :
-بتضربيني يا ماريانا معقول ؟!أنتِ تعملي فيا كده؟!أهون عليكي ….
ابتسمت وهي لا تصدق ما يقوله …كم هو وقح …
-ومتهونش ليه؟ ما أنا هونت عليك …كنت حامل يإبنك بواجه الموت هنا وانت كنت في حضن الهانم وعادي هونت عادي يعني ايه المشكلة لما تهون يعني ولا انت فاكر هفضل احبك للابد واخاف على مشاعرك واخليك من أولوياتي ؟!
نظر إليها بصدمة لتكمل هي :
-أنا رميتك من حياتي ….أنا مش عايزاك تقرب مني …..أنا هنا عشان والدتك …رجعت عشانها بس …لكن متتوقعش اني ارجع معاك زي الاول …متتوقعش اني اسمحلك تلمسني يا جورج ….اظن بوجود سيلا مش هتكون فيه مشكلة اني مش بديك حقوقك الزوجية
-سيلا مبقتش موجودة في حياتي …أنا طردتها من اول اللي حصل …وانا والله ما في اي حاجة حصلت بيننا أنا كنت عندها وقتها لأنها كانت تعبانة …سخنة …
ابتسمت ساخرة وقالت:
-صدقني ده مبقاش يهمني ….
التمعت الدموع بعينيه واقترب منها وهو يمسك كفها ويقول :
-ماريانا ما تديني فرصة واحدة …واحدة بس انا ضايع من غيرك …أنتِ هنا معايا صحيح بس برضه مش معايا …مش عارف اركز في شغلي ولا في اي حاجة وأنتِ بعيدة بالشكل ده عني …أنا بحبك يا ماريانا وبتعذب وأنتِ باللامبالاة دي ….
-الدنيا دوارة يا دكتور هي دي نفس المبالاة اللي كنت بعاني منها معاك…جرب ألم الحب من طرف واحد واحكيلي عنه …
ثم تركته وذهبت !
………….
أنها عنيدة جداً ..عندما تريد شئ تتمسك به بقوة ولا تتخلى عنه….فكر أمجد وهو يتعامل مع عبوسها الذي أصبح روتين ممل…منذ أن رفض نهائياً عملها ومنعها من الخروج …..
على طاولة الغداء كالعادة تجلس وهي ترتدي خمارها وفستانها وتاكل بهدوء …لم تنظر إليه حتى بينما على ارتسمت على شفتي دلال ابتسامة ماكرة وهي ترى جيلان …يجب أن تعترف أن تلك الفتاة قوية …وهي من ستربي إبنها ….الأمر أن أمجد أصبح متحكم بشكل غريب الايام الفائتة …كلما عاندته جيلان كلما أصبح أكثر عنادا …أنها لا تصدق أنه حتى منعها من الخروج من المنزل نهائياً…ولو حتى لِشراء اي طلب….والآن هي تعاقبه بعدم الحديث معه …تعامله كأنه غير مرئي غير موجود ….
-انا اخدت إجازة كام يوم زي ما أنتوا عارفين عشان كده ايه رأيك يا ماما نروح أنا وأنتِ وجيلان ونتفسح شوية وبعدين نروح لرحيق بقالنا اسبوع مشوفنهاش وبعدها نسافر الغردقة لنوران من اول ما اتجوزت مشوفتهاش وهتكمل شهر ….
-والله أنا شايفة أنها فكرة حلوة
قالتها دلال مبتسمة ثم نظرت إلى جيلان التي تتناول طعامها بصمت وقالت:
-ايه رايك يا جيلان ….
-أنا مليش رأي …
قالتها ببرود لتعبس دلال بينما يقول أمجد بنفاذ صبر :
-ممكن أفهم قصدك ايه ؟!
لم ترد عليه وهي تتناول طعامها …..
نهض أمجد واقترب منها ثم أمسك ذراعها فجأة يمنعها من أن تأكل …
نظرت إليه بصدمة. بينما قالت دلال بتوتر :
-أمجد ابني ؟
-امي لو سمحتي ….
جعلها تقف على قدمها وقال :
-تعالي عايزك ….
ثم حاول شدها إلا أنها ثبتت أقدامها مكانها وهي تقول :
-لا أنا عايزة أكل !
شدها إليه وقال من بين أسنانه :
-متختبريش صبري …تعالي ..
ثم جذبها خلفه لتتنهد دلال بتوتر وتقول :
-ربنا يهديكم يا عيال …عاملين زي القط والفار !
…..
-أمجد ممكن تسيب ايدي !
قالتها بضيق وهي تحاول أن تشد يدها ولكنه قبض عليها بقوة وهو يقول من بين أسنانه :
-احسنلك تسكتي ….
اخذها للشقة المتواجد فيها بينما هي تحاول أن تفلت يدها منه فلا تستطيع …
-ممكن تسيبني. ..
قالتها وهي تطحن أسنانها بغضب شديد ولكنه لم يستمع إليها …ولج للشقة وأغلقه خلفه ….
-أنت فاكر نفسك.مي…..
كانت تصرخ به ولكنه أخرسها بقبلة عنيفة ….ارتج كل شئ داخلها بينما أغمضت عينيها لم تحاول أبعاده بل تمسكت به وهي تضغط على عينيها بق،وة …..
ابتعد عنها بعد لحظات ثم قبل رأسها وقال :
-أسف على تصرفاتي الفترة اللي فاتت ….
كان يشعر بالخجل من تصرفاته الايام السابقة ….لقد اذاها عمدا لأنها عاندته …أمجد.كان يؤمن دوما ان جيلان يجب أن تطيعه في أي أمر …لم يتخيل ابدا أنها عنيدة بهذا الشكل وهذا ما جعله يغضب منها ويقرر بطفولة معاقبتها ….
اشاحت بوجهها عنه وما زالت الدموع حبيسة عينيها وقالت:
-تتأسف على ايه …انت مش شايف نفسك غلطان …شايف ان حقك تحبسني وتمنعني من اني اطلع انت في النهاية جوزي ومفيش لا اب ولا أم ليا عشان يدافعوا عني …معنديش أهل …معنديش أمان …
امسك ذراعيها وهو يقول بلهفة :
-متقوليش كده انا عيلتك أنا أمانك !
انسابت الدموع من عينيها وهي تنظر إليها الخُذلان كان يشع من عينيها وهزت رأسها وهي تقول بصوت متهدج بفعل البكاء :
-أنت عمرك ما كنت اماني يا أمجد …قولتلك قبل كده انا العروسة اللي انت عايز تحركها بمزاجك …بس حابة اقولك اني في اليوم اللي أقرر اتحرر من العلاقة دي مش هرجعلها تاني …ولو حبي خلاني اصبر عليك النهاردة مش هيخليني اصبر عليك بكرة !
………
في المساء ….
تشعر وكأن حافلة ما قد صدمتها …منذ أن اخبرها عمها بالحقيقة وهي تشعر بالضياع ….كانت تجلس بجوار سيف …الطبيب أخبرها أن عمليته قد نجحت …وقد تم إخضاعه للمراقبة لأربعة وعشرين ساعة وقد نجا بفضل الله. .والآن هي تجلس بجواره …حتى يستيقظ ويراها …كانت غارقة بالتفكير فيما أخبره بها عمها….
…….
لم تتخيل يوما أن من لجأت إليه يوماً…من ظنت أنه سوف ينقذها من عمها ….من اعتبرته يوماً الآمان هو من فعل بها هذا …هو من دمر حياتها …ألقاها للجحيم بيديه …والمبرر عشق !اي عشق هذا الذي يجعله يدمر حياة من أحب …اي نوع من العشق هذا …هذا ليس عشق ..هذا هوس …انهمرت دموعها وعينيها ما زالت متسعتا بقوة وهي تنظر لعمها …الخذلان كان يشع من عينيها …عمها كان يعرف …كان يعرف أن معاذ هو من فعل هذا….من يعرف أيضاً هل. هو سيف ….
تحركت شفتيها بسؤال تخاف أن تسمع إجابته …ولكن مياس الجديدة التي وُلدت من جديد على يد سيف لا تهرب بل تواجه
-سيف يعرف كمان يا عمي ….
هز جلال رأسه بقوة وهو يمسح دموعه وقال:
-مقدرتش اقول لسيف لاني عارف أنه كان هيقتله ….سيف مبيتسحملش اي حاجة فيكي يا مياس …لو كان عرف كان قتل معاذ وراح في ستين داهية ….
ابتسمت بحزن …رغم الجنون الذي حولها ابتسمت …سيف أحبها أكثر من أي شخص آخر ….أغمضت عينيها وهي تقول :
-وأنا بحبه كمان …
وضعت كفها على قلبها وهي تربت عليه وتقول :
-سيف هيبقى كويس… هيبقى كويس يا عمي ….
أطرق جلال برأسه وقال بتردد وكأنه يذكرها .:
-مُعاذ هو اللي هاجم سيف ….
فتحت عينيها والكلمة تدخل بعقلها …نعم لقد أخبرها ولكن حقيقة أنه شوهها جعلت عقلها يتوقف ….
نظرت إليه بصدمة والدموع تتجمع بعينيها مُجددا وقالت ببشرة شاحبة كالأموات :
-بسببي صح …
هز جلال رأسه وقال ؛
-مُعاذ مهووس بيكي يا مياس …عمل كده عشانك ….هو كمان السبب في حادثة سيف الاولى…
شعرت بالدوران للحظات والدموع تنساب من عينيها ….الخوف استوطن قلبها …ذلك المجنون ….المختل !!!
-طيب مفيش حاجة تمنعه. …
-أنا لبسته قضية نصب …نصبت ليه فخ مع واحد تبعي خلاه ياخد فلوس من ناس ويكتب عليه شيكات ويشغلها تبع برنامج من برامج القمار الالكتروني لحد ما خسر كل حاجة والناس رفعوا عليه قضية بالشيكات…بس هو قدر يهرب …ولحد دلوقتي مش عارفين هو فين ….
-يعني وجودي بيمثل خطر على سيف صح؟
قالتها بصوت ميت ..هز عمه رأسه وكاد أن ينفي الا أنها قالت بنبرة متألمة :
-قولتلك أنا لعنة على الكل !ولازم أمشي !!!
نظرت إلى عمها وقالت:
-لو سمحت يا عمي لو عايز تحافظ على حياة ابنك يبقى متمنعنيش لما امشي من هنا…
كاد جلال أن يعترض ولكن حالة ابنه جعلته يتراجع ….هو يحب مياس ولكن لا يوجد لديه من أهم من سيف
…..
خرجت مياس من شرودها وهي تنظر إلى سيف …تبتسم بحب له …رباه كم تعشقه !
أمسكت كفه وهي تقبله برفق وتقول:
-سامحني يا روح مياس على اللي هعمله …لكن دي الطريقة الوحيدة ….أنا لعنة يا سيف على كل اللي حواليا …أنا بحد اقتنعت اني فقرية في أي مكان اجيب الفقر …بس عايزاك تعرف أن مياس محبتش قدك يا سيف ….اللي قبلك مكانش حب. ..أنا عرفت الحب الحقيقي على إيديك …وقلبي وروحي مش هيكونوا لحد غيرك !
………..
تتسطح على فراشها والدموع تجرى على وجهها …تضع كفها على فمها وهي تكتم شهقاتها…ما زال كلام مروان يدور فى عقلها !!!
….
-جاسم متجوز يا دكتورة حورية ….
ارتد وجهها بقوة. ثم شحبت كألاموات …شعرت فجأة وكأن الفراشات بمعدتها تحولت لوحوش أخذت تلتهم أحشاءها …وكأن تلك الفقاعة الوردية التي كانت تعيش بها منذ رأته انفجرت لتسقط هى على الأرض دامية ….حاربت الدموع التي بدأت تتجمع بعينيها وقالت بنبرة مرتجفة :
-ايوة مبروك وأنا أعمل ايه يعني ؟!!
نظر إليها مروان بشفقة وقال:
-أنا مجرد بنصحك يا دكتورة عشان قلبك ما يتورطش !!
احمر وجهها غضباً وهتفت به بإنفعال:
-ايه قلبك ميتورطش دي ؟!انت فاكر نفسك مين عشان تكلمني بالطريقة دي …وانت مالك اصلا ؟!أنا مفيش حاجة بيني وبين دكتور جاسم ..هو مجرد زميل عمل وكان زميل دراسة …
أجفل من هجومها ورفع كفيه وهو يتمتم :
-أسف …اسف بجد…أنا بس كنت …
-لو سمحت متتكلمش معايا ….ل
التزم بحدودك والا هشتكيك فاهم!!!
ثم تركته غاضبة وذهبت ليهز رأسه وهو يقول :
-ربنا يستر عليك يا جاسم …..
……
خرجت من أفكارها العاصفة وهي تبكي أكثر …لقد تدمرت كل أحلامها …حلمت وخططت أن تكون معه …تتزوج به ولكن كل شىء تدمر …الحقيقة ظهرت ببشاعة…هو مِلك لإمراة أخرى ….كم رغبت أن ترى تلك المرأة التي سيطرت على رجل مثله …رجل لم يرفع عينيه لأي امرأة أخرى مهما كانت جميلة …جاسم ايام الجامعة لم يكن فتى أحلامها هي فقط بل العديد من الفتيات اللاتي أُعجبن به في السر والبعض الذي بالفعل حاولت لقت إنتباهه ولكنه لم يهتم …ابدا …وكأنه مُحصن ضد الفتنة ….فضولها ازداد لترى تلك الفتاة …ترى مقدار جمالها ليختارها جاسم …الغيرة تملكت من قلبها وهي تضع الوسادة على وجهها ودموعها تنهمر بشكل اقوى …كم هي محظوظة زوجته تلك …محظوظ لأنها حصلت عليه …ليتها كانت هي …ليته أحبها …أو رآها ماذا تفعل الآن …كيف تتخلص من هذا الحب …كيف !!,
………..
ما تشعر به الآن هو عقاب مضاعف على عقابها …أنها تغرق به كل يوم …بتفاصيله …تحاول أن تزيح عينيها عنه فلا تستطيع….تعلقت عينيها به وهي تراه يخرج من الحمام يجفف شعره المبتل بينما منامته مبتلة قليلا …كانت تراقبه من خلف الباب …لا تسمح لنفسها أن تخرج وتقتحم رقعته …هي تعرف انها لا يريد أن يراها ….
أغمضت عينيها بيأس وهي تفكر أن الأيام تجري سريعا وأنه سوف يتركها ويتزوج غيرها تنهدت بتعب وهي توبخ نفسها على ما تفكر به …هذا هو حقه …هل ظنت انها سوف تعيش معه حياة سعيدة بعد كل ما حدث …هذا مستحيل كلياً!
فجأة توقف وهو يصوب نظراته نحوها وقد رأى نصفها من الباب وقد كانت تنظر إليه …هز رأسه وهو يقول ببرود.:
-خير ؟!
هزت رأسها وهي تقول بخفوت ؛
-مفيش حاجة ….
-عايزة حاجة ؟!
هزت رأسها وقد دمعت عينيها …
لم يهتم أكثر من هذا واتجه إلى غرفته تاركاً إياها والدموع تنساب من عينيها …
ولجت هي لغرفتها واتجهت إلى فراشها وتسطحت عليه …بتوتر أخرجت القميص الخاص به من تحت الوسادة …قميص قد أخذته خلسة …أغمضت عينيها وهي تضم القميص إليها بينما قلبها يرتجف…..رباه هل ينقصها عذاب على عذابها الآن …أن تحبه هو العقاب الأكبر بالنسبة لها لأنها سوف تتعذب طوال حياتها بسبب هذا الحب …
…….
يضع ذراعه على عينيه يحاول النوم …رغم أن الوقت لم يتأخر ولكن أصبحت عادته أن ينام مبكراً كي يستيقظ على آذان الفجر ….تقفز هي لعقله بين الحين والآخر ..مازال يتذكر عينيها اللامعة وهي تنظر إليه ..زفر بضيق وهو يحاول إخراجها من عقله …يريد إلهاء ..اي إلهاء …أغمض عينيه بقوة وهو يتذكر تلك الفتاة. .حورية من تقول انها زميلته في الجامعة …هو حقاً لا يتذكرها وهذا طبيعي لشخص مثله لم ينظر لأي امرأة لا تحل له …ولكنها تلاحقه بطريقة غريبة ..لا يمكنه أن يقول إنه لا يفهم ما تريده ولكنه ليس ذلك الشخص الذي يتكلم مع فتاة دون أي رباط شرعي …ليتها نوران كانت تحمل هذا الشغف نحوه …
فكر بآسي وهو يفرك عينيه بقوة ويفكر بغضب أنه عاد ليفكر بنوران مرة آخرى …استعاذ من الشيطان الرجيم …ثم نهض وهو يخرج ليتوضأ ……
بعد قليل كان قد ولج لغرفته وشع سجادة الصلاة الخاصة به ثم بدأ بالصلاة ….صلى ركعتين لله وبعدها قام بقرأءة القرآن ….
بعد أن انتهى رفع يديه للسماء وقال:
&يارب أنا عبدك الضعيف …لا أملك من امري شئ الا الدعاء. يارب خرجها من قلبي …يارب أنا عايز ابطل أحبها. ..يارب ساعدني انساها يارب . يارب
……….
-إيدز؟!!
قالها بصدمة وهو يستوعب الآمر ….شعر وكأن هذا كله كابوس للحظات ….هز عادل رأسه وقال :
-دكتور انت بتقول ايه ؟!إيدز ايه ؟!
أطرق الطبيب بوجهه وقال :
-للاسف يا استاذ عادل ده اللي ظاهر في التحاليل ….حضرتك مصاب بمرض نقص المناعة …..
ضحك عادل للحظات بسخرية وقال:
:-لا لا اكيد التحاليل دي فيها حاجة غلط …أنا عايز أعيدها تاني لو سمحت !
صمت الطبيب وهو ينظر إليه بشفقة ليضرب عادل على المكتب وقال:
-بتبصلي كده ليه يا دكتور …أنا بقول يالا نعيد التحاليل …التحاليل دي غلط !!!
-عادل بيه ممكن تهدى؟!
-اهدي ايه ؟!أهدى ازاي شوف انت بتقول ايه ؟!إيدز ايه اللي أنا مُصاب بيه…ده مستحيل يكون صح ….خلينا نعيد التحاليل…ده مستحيل يكون صح ….
كان يهذي برعب …مستحيل أن تكون نهايته هكذا …ولكن تلك هي نتيجة تلاعبه وعلاقاته غير الشرعية الكثيرة !
نظر إليه الطبيب بأسف وهو لا يدري ماذا يقول أو كيف يواسيه …لذلك التزم الصمت بينما أخذ عادل يتكلم دون توقف وهو يشعر بالعالم يضيق من حوله !!!
……..
استقل سيارته وهو يقودها بسرعة الدموع تجري على وجهه …كان يعرف. .يعرف أنه سيُعاقب على فعلته جيدا ولكنه لم يتخيل ابدا ان يكون العقاب قاسي لهذا الحد ….ايدز؟!!موت بالبطئ …فيروس ليس له علاج ؟!كل أحلامه تدمرت …والآن هو سينتظر موته …لم يكون له الحق بالزواج أو أن ينجب اطفال ….أخذ يضرب على المقود بغضب وهو يبكي بعنف. يقول :
-يارب يارب …ده عقاب صعب أنا مش قده يارب يطلع ده كابوس يارب …يارب أنا غلطت كتير عارف يارب انت بإيديك كل حاجة يارب تطلع التحاليل غلط.!!!
ظل يبكي وهو يتضرع لربه بينما داخله يقر أن هذا بسبب ما فعله بنوران …هذا ذنبها هي …لقد كان حقير معها ونال ما يستحقه ….خدعها بإسم الحب …هددها …اعتدى عليها …دمر حياتها ودنسها والآن هو يدفع الثمن …كان والده مخطئ تماماً فليس نوران وحدها من ستعاني من نتائج ما حدث …هو. الآن ينال عقابه …وعقابه كبير حقا !!
…….
كان جالس بسيارته بعد يوم طويل في العمل …نظر إلى الصندوق المغلف جيداً وهو يبتسم بسعادة…كان الحماس يجري داخل عروقه كالدماء …اليوم سوف تكون أول ليلة لهما سوياً ….
خرج وهو يمسك الصندوق ثم أتجه الى الفيلا الخاصة به ….
…….
-عاصي بيه حمدالله على سلامتك …
قالتها نهلة مبتسمة بينما عينيها تستقر على الصندوق الذي بيده وغيمة من الحزن مرت بعينيها ولكنها وأدتها بقوة وعادت لملامحها البشوشة …نظر إليها بهدوء وهو يفكر أنه منذ زمن يعرف أن نهلة ترسم أحلام مراهقة بشأنه …تظن أن رجل مثله سوف ينظر إليها …أنه في الثلاثينات من عمره وهي في الثامنة عشر …لابد أنها مجنونة كي تفكر في هذا…ثم أنه متزوج ….وتلك النظرات منها لم تعد تعجبه …صحيح انها لم تضايق رحيق حتى. الآن ولكنه متأكد أن امرأة ذكية كرحيق عرفت ما يجري …هي ليست بذلك الغباء ……هز رأسه وهو ينفض تلك الأفكار عنه….هو ليس لديه وقت لهذا حقاً…الليلة سوف تكون لزوجته فقط …..
-فين رحيق يا نهلة ؟!
-مع أملاك يا عاصي بيه …
هز رأسه وهو يبتسم وقال:
-طيب نصاية كده وقولي لها أن عاصي بيه مستنيها فوق ونامي أنتِ النهاردة مع أملاك ….
-ليه ؟!
قالتها بإندفاع ليتوقف وهو ينظر إليها ….يرفع حاجبه الأيمن ويقول بفظاظة بينما زحف الجليد بنظراته :
-نعم!…
تراجعت بخجل وقالت:
-يعني اقصد …اقصد ….
-لا تقصدي ولا متقصديش …نفذي اللي بقولك عليه !
ثم تركها وصعد لغرفته بينما توقفت هي مكانها والدموع تحتشد بعينيها بينما أطرقت برأسها…لقد تمنت أن يحبها دوماً…ولكن دوماً كانت شفافة بالنسبة له…ويبدو أنه حقاً احب زوجته الجديدة بعدما ظنت أنه أغلق قلبه…ولكن على الأقل رحيق امرأة طيبة عكس زوجته الأولى …فما سمعته عنها من والدتها جعلها تُصاب بالذهول وجعلها تشعر بالشفقة على عاصي …تحيه أيضاً وهي تحلم بسخافة أنها تداوي جراحه تلك …تخيلت أن تتحمل كل تصرفاته الفظة وتظل خاضعة له حتى يحبها …لذلك صممت على العمل عنده …ولكنه لم.يسئ معاملتها…لم ينظر إليها حتى …كأنها كانت مرئية!!
تنهدت بتعب وهي تستدير وتذهب ….
…….
بعد نصف ساعة ….
ولجت رحيق إلى الغرفة كما أخبرتها نهلة فقد أخبرتها أن عاصي ينتظرها …عبست وهي تجد إضاءة الغرفة خافت …
-عاصي
قالتها بإرتباك ليظهر أمامها عاصي وهو مبتسم ….يرتدي قميص ازرق على بنطال من الجنيز بنفس اللون …يتبسم لها ابتسامة رائعة …
-عاصي ايه ده …
قالتها بذهول وهي تنظر إلى. الغرفة التي قد تم تزينها جيدا من قبله….
امسك ذراعها ثم قربها اليه وهو يضع قبلة قوية على وجنتها جعلتها تذوب خجلا ثم همس بأذنيها :
-أنا عايز اخلي جوازنا حقيقي النهاردة !
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)