روايات

رواية لست انا الفصل الأول 1 بقلم هاجر محمد

رواية لست انا الفصل الأول 1 بقلم هاجر محمد

رواية لست انا البارت الأول

رواية لست انا الجزء الأول

لست انا
لست انا

رواية لست انا الحلقة الأولى

أنس هو بابا هيتأخر زي كل يوم؟ ماما انهارده تعبانه خالص ومش عارفه اعمل ايه عملتلها كمادات واديتها مسكنات ومفيش فايده خالص، وبتصل على بابا مبيردش هنتصرف ازاي دلوقتي يا أنس وفين حسام؟!” اردفت بهذا الكلام تلك الطفله الصغيره ذات السبع سنوات لأخيها ذو العشرون عاماً، وهي ترى امها طريحة الفراش وتصرخ من شدة الالم اللذي لا يعرفون ما مصدره
انحنى اخوها لمستواها وقال ببتسامه مُنهكه “متقلقيش يا سيان كل حاجه هتبقى بخير انتي روحي نامي ياحبيبتي انتي تعبتي انهارده وانا هتصرف وبابا زمانو على وصول متقلقيش انا بس عاوزك ترتاحي دلوقتي وكل حاجه هتبقى بخير الصبح”
ف قالت سيان بحزن شديد ” بس يا أنس انت كمان منمتش وتلاقيك تعبان انت من الصبح وانت من الصيدليه دي للصيدليه دي”
رد عليها أنس بمرح مُحاولاً منه تخفيف الوضع”سيان انا مش تعبان اخوكي راجل والرجاله مبتتعبش يابت ولا نسيتي روحي انتي نامي واسمعي كلام ومُتلكيش كتير عشان مقلبش ع الوش التاني ” وقام بحملها وهو يمازحها وذهب بها الى غرفتها ووضعها على السرير وقال “نامي بقى ده انتي صداع”
ف ردت عليه بمرح طفولي” طب غور بقى وخد بالك من نفسك وماما واما بابا يجي صحيني عشان خاطري ”
ف قال لها وهو يقفل الباب ” ان شاءلله اتخمدي انتي بس ”
فور ان اقفل الباب حتى ما عادت قدميه تحملانه اكثر من ذلك ف سقط جالساً على الارض ب قلة حيله ف ابيه اللذي من المفترض انه عمود البيت وانه رب الاسره وسندهم لا يهمه سوى العمل وبناء المباني والسفر والمقامره وقد لا يأتي البيت ب الاسابيع واخيه الاكبر مثل الظل لأبيه يتبعه ف كل مكان كل هذا لأنه يطمح ان يرث شركاته من بعده، حتى انه اتصل به هو وابوه وقال لهم عن حالت امه اللتى تزداد سوءاً وانها على فراش الموت فل يتصرفو كلاً منهم اقفل هاتفه وتركوه هو يحاول بكل الطُرق انقاذ امه حتى المال هو لا ينفعه الان اشترى لها جميع انواع الادويه واحضر لها اطباء كُثُر حتى انهم ملو منه ولم يستطع مساعدتها لانها مُصابه ب كانسر ف الدم ف مراحله الاخيره وهي ترفض العلاج رفضاً تاماً ف هي كل ما كانت تريده ان يلتفت لها ابوه ولو لمره واحده لكنه كل ما يفعله الخيانه والعمل ” يارب اعني على الل انا فيه ده وحدك عالم انو اكبر من اني اقدر اتحملو ” وقام من على الارض بتعب شديد وهو يجر قدميه ويذهب مرة اخرى لغرفة امه التى لم يعد يسمع صوت صراخها ف وجدها مغمضت العينين ف ظن انها نامت حتى اقترب منها ف لم يشعر بأنفاسها جس نبضها، لا يوجد نبض لم تعد حيه امه التى احبتهم كثيراً التي كانت تحنو عليهم التي لم ترى يوماً جيداً مع اباه فارقت الحياه
قال وهو يبكي بهدوء” اتمنى ربنا يعوضك في الاخره يماما وتدخلي الجنه اتمنى تكوني ف مكان احسن دلوقتي وانا وعد مني هحمي سيان منهم لحد اخر نفس ليا يماما ” وامسك يديها وهو يقبلها ويبكي
ف الصباح التالي..
استيقظت سيان وذهبت لغرفة امها لتطمئن عليها وهي ف طريقها وجدت اخيها أنس على باب غرفت امها مع ناس غرباء وكلهن نساء ف ركضت اليه مُسرعه وعندما نظرت الى وجهه وجدت علامات الحزن ترسم منحنياتها عليه وبدقه ف سألته بقلق ” أنس مالك فيه ايه ومين دول وفين ماما وبابا وحسام وايه حصل لماما وانت زعلان كده ليه؟ ”
نظر اليها بعيون يملؤها الحزن وحاول رسم ابتسامه خفيفه وقال”بابا راح مشوار مهم بيجيب حاجات لماما عشان هتسافر بعيد وحسام بره عشان عندنا شوية ضيوف بيودعو ماما قبل ما تمشي وبيجهزولها حاجاتها وانا زعلان ياستي عشان ماما مسافره ها عندك اسأله تاني؟ ”
قالت ببرائه ” طب ماما مسافره فين ومش هتاخدنا معاها ليه وهتسيبني لوحدي؟ ”
قال وهو يحاول كتم البكاء بأي طريقه ” ماما تعبانه جدا وهنسفرها تتعالج ف مينفعش حد يروح معاها لأن ده علاجها لوحدها دي رحلتها هي وبعدين انا معاكي اهو انا مش كفايه ولا اي؟ ” انهى جملته وهو يحاول ان لا يشعرها ان الامر سيئ للغايه
قالت سيان بحزن ” طب انا عاوزه اودعها قبل ما تمشي ”
قال أنس ب توتر ” لا، لا يا سيان ماما تعبانه جدا ومش هتعرف تتكلم انتي شوفتيها امبارح كانت تعبانه ازاي ”
قالت بحزن ” يعني مش هعرف اشوفها يا أنس طب هي هتقعد كتير ف السفر؟! ”
قال أنس”لا يحبيبي احنا هنروح نزورها علطول متقلقيش ويلا روحي اجهزي هاخدك مشوار مهم هوديكي عند صحبتك هويدا ”
تهللت اساريرها بطفوله وقالت “بجد؟!! انا بقالي كتير مشوفتهاش هروح اجهز اهو” وذهبت مُسرعه لغرفتها لتجهز
ما ان ذهبت حتى جاء اخيها الاكبر حسام وهو يُحدث انس بسخريه ” هو انت يابو قلب حنين مش هتقولها ان امها ماتت مهيا كده كده هتعرف ايه لزومو الكدب بقى ”
نظر اليه أنس نظرة اشمئزاز ولوم وقال” انت ايه يابني ادم انت هي دي برضو مش مامتك اللى ماتت؟؟ ولا هي امنا احنا بس انت ازاي معندكش قلب للدرجادي ولا رحمه ”
نظر اليه حسام بلا مبالاه وقال بسخريه وعدم اهتمام”بقولك ايه مش كل يوم المحاضره بتاعت الاخلاق بتاعتك دي على الصبح حل عني بلا رحمه بلا كريمه مبيجبوش فلوس الحاجات دي ”
نظر له أنس بخيبة امل ف هو لم يتوقع أبداً ان يصل به حبه للمال لهذه الدرجه، ان تعمى بصيرته تماماً بسبب الجشع والطمع ب السُلطه بدأ يشك حتى ف كونه اخيه وان التى ماتت هي امه اكتفى ب النظر له فقط لأنه ادرك ان لا فائده من الحديث معه
اما الاخر ف كان ينظر لفتاة تبدو ف العشرينات من عمرها وكانت تبدو وانها تبحث عن احد ما ف ذهب اليها وقال بأبتسامه متناسياً امر امه والعزاء” شمس، عامله ايه، بتدوري على حد ولا ايه اقدر اساعدك؟! ”
نظرت له ب استغراب وتكلمت ب سخريه ” اظن ان ده عزا مامتك يعني المفروض يعني بيقولو اني المفروض الاقيك حزين ومش فاضي لأنك تساعد حد على العكس انت اللى هتبقى محتاج مساعده! ”
حمحم حسام بحرج وحاول تغيير الموضوع “طيب ياشمس لو احتاجتي حاجه انا موجود، هروح اقف مع بابا برا عشان اسلم على الناس، سلام”
نظرت اليه بشمئزاز ولم تتكلم وعادت تبحث ب نظرها مره اخرى وها قد وجدت ضالتها ف قالت محدثه نفسها “أخيراً لاقيتك مش عارفه هواسيه ازاي بس هحاول بجد”
كان يقف منتظراً اخته الصغيره حتى يذهب بها لبيت صديقتها التي تمكث بعيداً عن منطقتهم ب حوالى ساعه ونصف حتى لا ترى امها وهم يروحلونها ف ذلك الصندوق الخشبي مع الرداء الابيض اللذي يغطيها ب الكامل حتى اتاه صوت انثوي يعرفه جيداً انها ابنة خالته وصديقة طفولته “شمس” التي يحبها منذ الصِغر وهي تنادي بأسمه ” أنس ”
التفت اليها وجدها ك العاده تنظر اليه بعيون يملؤها الحنان والحزن على حاله وقالت ” البقاء لله يابن خالتي وربنا يصبر قلبك وقلبنا ومتزعلش نفسك هي اكيد ف مكان احسن دلوقتي ”
نظر اليها وهو يحاول التماسك قدر المستطاع وقال ” البقيه ف حياتك ياشمس، انا متأكد من ده هي استحملت كتير وان شاءلله ربنا يعوضها ف الجنه ”
ف قالت ” انت واقف هنا ليه مش واقف مع عمو رياض وحسام برا وفين سيان ”
قال ” مستني سيان بتجهز عشان هوديها عند صاحبتها تقعد معاها علشان متشوفش اللى هيحصل هي لسه صغيره على انها تشهد موقف صعب زي ده ”
ابتسمت على حنان ابن خالتها اللذي تشهده دائما عكس ابيه واخوه وقالت ” خلاص ماشي وانا هاجي معاك عشان مترجعش لوحدك عشان اكيد مش هتعرف تسوق كويس وانت ف الحاله دي ”
اومأ برأسه ب الموافقه ف هي معها حق ف هو حقاً غير قادر حتى على الكلام
وبعد دقائق خرجت سيان من غرفتها وركضت نحو اخيها وما ان رأت شمس ابنة خالتها حتى ركضت نحوها واحتضنتها ف هي تُحبها كثيراً ف أمها ليس لها اخوه غير خالتها نرجس ام شمس وهي لا تراهم كثيراً ولكنهم دائماً ما كانو لطيفين معها ويعملونها ب لطف عكس اعمامها والبعض من عماتها اللذين لم يحضروا العزاء حتى
قالت سيان ب فرحه “شمس!!”
م ان رأتها شمس حتى فردت ذراعيها لها واحتضنتها بحب وقالت” حبيبة قلب شمس عامله ايه وحشتيني ”
قالت سيان “انتي اكتر يا شموسه انتي كمان جيتي تودعي ماما قبل ما تسافر تتعالج”
استغربت شمس من كلام سيان ثم تداركت الوضع بسرعه وقالت “اه ياحبيبتي وكمان هاجي مع أنس اوديكي عن صحبتك عشان اكلم معاكي براحتي لانك وحشتيني جدا”
قالت سيان ب فرحه ” بجد يا أنس؟ بجد يا شمس؟ ”
اومأ لها الاثنان ب الايجاب وببتسامه مُتكلفه
واخذوها الى صديقتها واخبرو ام صديقتها بالذي حدث والتي تكون هي صديقه لأم سيان وحزنت كثيراً وارادت الذهاب معهم لكن انس اقنعها انه من اجل الاطفال لا فل تأتي غدا حتى لا يشهد الاطفال هذا المشهد المُهيب واخبرها انه سيعود ف الليل ليأخذ اخته ف وافقت سحر ام هويدا على الفور
وذهبو مره اخرى للعزاء وجاء الليل وذهب أنس لأخذ سيان ف وجدها نائمه ف حملها وذهب بها الى البيت ووضعها على السرير وقَبَل جبينها وخرج من الغرفه
ومر شهر منذ وفاة ام سيان وكما هو الحال لم يتغير بل ازداد سوءاً ف “رياض” ابو سيان لم يعد الى البيت منذ ذاك الوقت وحسام اخيها اصبح طيلة الوقت يتعارك مع أنس كثيراً ويسبب له المشاكل وأنس اصبح مشغولاً جدا ف الأونه الاخيره
__________________________________♡___
سمع طرقاً على الباب ف سمح للطارق ب الدخول لانه يعرف انها اخته الصغيره سيان دخلت وهي تتذمر بشكل طفولي وتقول ب انزعاج ” هو ايه ده بقى يا أنس؟ انت مبقيتش تلعب معايا ولا تهزر معايا ولا تقعد معايا خالص بقيت زي بابا وحسام “واكملت والدموع ف عينيها” والوليه اللى انت جايبها دي اللى قولتلي انها الداده بتاعتي دمها سم وعلطول بتزعقلي انتو كلكم مش بتحبوني ليه؟ ”
أنس ركض اليها فور ما رأها تبكي واحتضنها وقال لها ” سيان والله مشغول بس مكنتش اعرف انها بتعاملك كده انا هطردها دلوقتي اصلا مش هستنى بكره وانا هفضيلك نفسي مخصوص وهنخرج نتفسح بعد بكره ايه رأيك يستي بس متعيطيش ”
تهللت اسارير سيان ومسحت دموعها بشكل طفولي وقالت بفرحه ” بجد يا أنس هتخرجني وهتقعد معايا زي الاول وهتمشي الوليه دي ”
ضحك أنس عليها وعلى كلمة “الوليه” التي لا يعرف من اين تعلمتها وقال ” اه يكبد انس هعمل اللى انتي عيزاه كلو انا عندي كام سيان يعني؟! ، بس دلوقتي انتي هتروحي تنامي عشان تصحي بدري عشان عندك مدرسه يحلوه يلا ”
قالت بفرحه ” هروح انام بس اصحى الاقي الوليه دي اطردت يا انس ”
قال ” من عيوني، يلا تصبحي على خير يا سيان ”
قالت بطفوله ” لا وديني انت على السرير شيلني وحطني ع السرير زي ما كنت بتعمل يلا ”
قال انس مازحاً ” خدي بالك انك بقيتي بتدلعي وانا ساكتلك اانا بقولك اهو، تعالي ياست سيان يلا هنعمل ايه بقى ”
ف حملها ووضعها على السرير وقبل جبينها وحكى لها قصه حتى غفت
وبعد بضع ساعات
شعرت سيان وكأن احد ما يحملها من على السرير ف استيقظت بفزع وما ان فتحت عينيها وجدت امامها اخيها أنس يحملها ببتسامه يملؤها الخوف ويحدثها وهو يحاول التماسك قدر المستطاع وقال”متخافيش انا هحميكي يا سيان “

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لست انا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *