روايات

رواية يوميات مراهقة الفصل الخامس 5 بقلم نورهان ناصر

رواية يوميات مراهقة الفصل الخامس 5 بقلم نورهان ناصر

رواية يوميات مراهقة البارت الخامس

رواية يوميات مراهقة الجزء الخامس

يوميات مراهقة
يوميات مراهقة

رواية يوميات مراهقة الحلقة الخامسة

تبادلت هاله النظرات مع نرمين التي ابتسمت بتهكم ثم قالت بعد لحظة صمت:
_” صدفه حلوه إنك أول حد أقابله ، الشقه دي بيت منذر صح أنتِ كنتي قولتي قبل كدا أن شققكم قصاد بعض “.
أجبرت هاله شفتيها على رسم بسمة سمجه على محياها ثم قالت بتأكيد :
_” أها تعالي أنا كنت رايحه عندهم هدي الرواية لـ منذر واخد غيرها زي ما متعودين “.
رمشت نرمين بعينيها وهي تبتسم غصبًا:
_” أها ربنا يخليكم لبعض “.
تخطتها هاله لتقف أمام الشقه وهي تردف بعفوية :
_” انت يا جحـ.ش افتح الباب آه معلش نسيت إنك مكسور “.
مرت ثواني وفتحت والدته الباب تقول بضحك :
_” تعالي يا لوله الجحـ.ش بيقولك يفك الجبس و هيوريكِ “.
هتفت هاله بمرح :
_” ولا هيقدر يعمل حاجه “.
ضحكت نوال بخفوت وانتبهت على وجود نرمين خلف هاله لتردف وهي تمسح يدها في المنشفه:
_” تعالي يا قمر شكلك زميلة منذر “.
دفعت نرمين هاله من كتفها وهي تبتسم باتساع قائلة:
_” أها يا طنط منذر عامل إيه دلوقت ؟”.
ملست هاله على كتفها وهي ترمق نرمين بقرف ثم سبقتها للداخل وهي تقلدها دون أن تنتبه لعلاء الذي حدق بها بصدمه أو منذر الذي مسح على وجهه بغيظ:
_” ني ني ني جحـ.ش البرك عامل إيه؟ ، كاتها نيله هي وهو المتخلف ده أبو رأس كلـ.به أنا عارفه شايفه فيه إيه ده؟ يخربيتها طلعت عاميه القلب والبصيرة كمان …”
توقفت عن استرسال شتائمها ، عندما وقعت عينيها على منذر الذي يحدق بها بشر ،ونظراته تخبرها بأنه سوف يقتلها ، لتبتسم هاله ببلاهه وهي تردف بغباء :
_” منذر يا صديقي العزيز لازمك حاجه أعملها مراجعة فيزياء ، كيمياء ، عربي ، انجلش ، أي حاجه أنا في الخدمه زي ما أنت عارف “.
كتم علاء ضحكته بصعوبة وهو يتابع رد منذر عليها :
_” وهي البقرة بتفهم علشان تفهم غيرها “.
بلا وعي هتف علاء بمرح وهو يضحك:
_” في منتصف الجبهة “.
وقبل أن ترد هاله صدح صوت نرمين تهتف بنعومه:
_” منذر عامل إيه دلوقت ؟ مش ناوي تيجي الدروس بقى والمدرسة الكلاس وحش من غيرك والله “.
كانت هاله تقلدها بتعابير وجهها وهي تقف أمامها وهي خلفها وحينها لم يستطع علاء كبح جماح ضحكته أكثر من ذلك ، لتشاركه هاله الضحك بلا وعي ، بينما كز منذر على أسنانه وهو يرميها بنظرة حادة فتوقفت عن الضحك وهي تستمع لنرمين تقول :
_” ازيك يا علاء ما اخدتش بالي منك “.
همست هاله بتهكم:
_” أخدك حنش بري يا بعيده “.
أجابها علاء وهو يكتم ضحكته :
_” الحمد لله يا نرمين أخبارك أنتِ؟ “.
أشار لها منذر لتستريح فأخذت أقرب مقعد له وجلست بقربه ، بينما هو تحدث معها لبضع دقائق قبل أن يعود بأنظاره إلى هاله ، التي ترميهما بنظرات قاتله ولو كانت النظرات تقتل لكانت نرمين أولى الضحايا .
هتف علاء يقطع حالة الصمت وهو يقول موجهًا حديثه إلى هاله :
_ “هاله بما إنك فاضيه دلوقت كنت عايزك تشرحي لي معادلتين في الفيزياء لو مفيهاش …”.
قاطعه منذر الذي أخذ يسعل بغضب بعد أكله لبعض المكسرات ، فنهضت هاله سريعًا تدخل إلى المطبخ حيث السيدة نوال التي كانت تعد لهم بعض العصائر ، لتقول هاله :
_” طنط نوال عايزه كوباية ماية لـ منذر “.
ناولتها كوب الماء فأخذته من يدها واتجهت إلى منذر ، الذي ازداد سعاله أو اختناقه لتسارع بإعطائه كوب الماء فدفعته نرمين بعيدًا وهي تقول :
_” يا غبيه ده شرقان يعني متديلهوش مايه لأنها مش هتعمل حاجه هتزود شرقته أكتر”.
وضعت هاله يدها في منتصف خصرها ، وهي ترمقها بضيق :
_” امال إيه الحل يا نابغة زمانك “.
شرحت لها نرمين ما يجب فعله لتهتف هاله بغباء :
_” بسيطه “.
أنهت كلمتها وهي تتجه خلف منذر وبكل قوتها هبطت على ظهره ، ليصرخ منذر أثناء سُعاله ، لتنهض نرمين وهي تدفعها بعيدًا عنه :
_” غبيه إيه اللي أنتِ عملتيه ده ؟المفروض تقعدي وراه وتضميه كدا وتضغطي على صدره علشان الحاجه اللي شرقته تخرج “.
احمر وجه منذر وهو يلهث ، بينما هاله تقطب عينيها بغيرة واضحه عندما رأت نرمين تتجه لتنفيذ ما قالته لها ، فأسرعت هاله بإبعادها وهي تقول بتهكم:
_” عنك يا حبيبتي أنا هعمل العبط اللي قولتي عليه ده”.
رفع منذر يده يشير لها بألا تقترب ، وهو ينظر إلى علاء الذي يضحك بقوة ، أصرت نرمين باستفزاز وهي تدفع هاله من طريقها :
_” عنك أنتِ أنا واخده كورس في الإسعافات الأولية”.
طالعتها هاله بنظرات مستنكرة وهي تردف بضيق شديد:
_” لا يا حبيبتي أنتِ ضيفه ارتاحي وانا هساعده اترزعي بقى أوبس أقصد اتفضلي “.
أثناء شجارهم كان منذر يلفظ أنفاسه الأخيرة ووجهه محمر للغايه ، وهو يشتم هاله تحت أنفاسه ، ثم حدق بـ علاء الذي يضحك كالأحمق وهو هنا تكاد تزهق أنفاسه ، تمالك علاء نفسه ونهض ليقف خلف منذر قائلا :
_” خلاص يا بنات أنا هعملها الواد هيموت وانتوا بتتعازموا “.
ختم حديثه وهو ينفذ تعليمات نرمين فأخذ منذر ينظر لـ هاله وهو يقول بينما يتنفس بعنف :
_” مكدبتش لما قولت عليك حلـ.وفه كنتي هتقتليني يا بلوى وأنتِ بتتعازمي أنتِ وهي حسبي الله”.
قلبت هاله عينيها بلا اهتمام مردفة بحنق:
_” يا عم أقعد لنا في حته ما أنت زي القط أهو بسبعة أرواح “.
_” بيئة !”.
صدرت هذه الهمسه الخافته من شفتي منذر ، فنهضت هاله قائلة أثناء توجيهها الحديث إلى علاء:
_” قبل ما هباب البرك ده يكح كدا كنت بتقول عايز إيه يا علاء “.
كاد علاء يجيبها عندما ضغط منذر بقدمه السليمة على قدم علاء ليهتف علاء بألم يخفيه :
_” ها لا شكرا غيرت رأيي هابقى اذاكرهم لوحدي”.
_”عادي على فكره احنا زمايل قولي عايز انهو مسألتين وأنا هساعدك “.
_” الله يخليك تسلمي مش ضروري هابقى أخلي منذر يشرحهملي مش عايز اتعبك “.
قال علاء حديثه وهو يحرك عينيه ما بين منذر الذي يحدق به بشر وهاله التي تطالعه باستغراب .
حركت هاله كتفيها قائلة وهي تتجه صوب غرفة منذر:
_” مفيش تعب ولا حاجه على العموم براحتك لو غيرت رأيك أنا موجوده اصلا كتر الإعادة بيسهل عليا كتير وبحس إني فاهمه اكتر علشان كدا أصرت عليك” .
أمسكت مقبض الباب ثم تابعت بحنق:
_” منذر خلصت الرواية وكانت كئيبة أوي مش عايزه أدعي عليك لأنك مفكش حته سليمه ، عايزه حاجه تطلعني من المود عندك حاجه حلوه ؟ بس عارف ما تطلع زي اللي عطتهاني لشلوحك أنا قولتلك أهو”.
شد منذر على شعره أسفل عنقه بغيظ وهو يردف ببسمة مختلة:
_” في رواية حلوه عندك كنت هابعتهالك اسمها أبي الذي أكره هتعجبك أوي “.
وصله صوت هاله من داخل غرفته وهي تقول :
_” أما نشوف “.
…………………………………………
أغلقت هاله الباب خلفها وابتسمت بسعادة ، وهي تطالع كل تفصيله في غرفته لم تدخلها منذ مدة كبيرة ، جلست على فراشه ولاحظت بعض القصاصات الورقيه مكتوب عليها اقتباسات ولفت انتباهها إحداهم
“العمرُ في عينيَّ سردابٌ طويل
أدمنتُ في عينيكِ فرحة َ طفلةٍ
تلهو بضوءِ الصبح في أيامِ عيد
إني أحبكِ رغم أن الفجرَ يبدو
آخر السرداب أبعد من بعيد
إني أحبك رغم أن الحزن
يبدو في اللقاء
كبقعةٍ سوداء في ثوب جديد
إني أحبك رغم أن الشمسَ
يمكن أن تكون الضوء
يمكن أن تكون النار
يمكن أن تموت من الجليد
إني أحبكِ رغم أن الحبَّ أحياناً
يصير الموتَ يسكنُ في الضلوع
وقد يطلُّ كصرخةِ الطفلِ الوليد
إني أحبكِ رغم أنكِ جنـَّتي
ونهايتي
وربيعُ عمري.. والخريفُ المرُّ
والأملُ الشريد
إني أحبك رغم أني عاشقٌ
باع الليالي البِكرَ في سوق العبيد “.
“ما أغرب أن يعشق الإنسان هلاكه ولكنها هلاكي وأنا بها متيمٌ ”
دمعت عينيها وهي تقول بغيظ ونار الغيرة تحرق فؤادها :
_” كل ده لمقصوفة الرقبه اللي برا “.
نهضت عن الفراش تستعيد ذاتها ، عندما طال بقاءها ، طالعت تلك القصاصة في يدها وبلا شعور وضعتها في جيب بنطالها أسفل الاسدال ، الذي ترتديه ثم بحثت عن الكتاب الذي أخبرها بإسمه حتى عثرت عليه وخرجت من الغرفة ، تقول بإيجاز وهي تنظر لعينيه بعتاب :
_” أخدته شكرًا “.
أنهت حديثها وهي تغادر سريعًا ، تاركة منذر يحدق بـ أثرها بشرود وهو يفكر في نظرة عينيها هل ما رآه فيهما عتاب معقول ؟ ولكن على أي شيء ستعاتبه ؟ .
…………………………………………
نزعت إسدال الصلاة وهي تخرج القصاصة من جيبها ثم قلبتها على ظهرها ووجدت نفسها تكتب تلك العبارة :
_” حبك صعب المنال ، أتراني تأخرت ولكن حتى إن تأخرت ، لمَ لم تنتظرني لمَ أفلتت يدك يدي مبكرًا ، كويتني بنيران حبك وبات منفسي الوحيد هو رؤيتك أمام عيني أنظر لهما وفيهما عشق لفتاة أخرى ، كيف فعلت ذلك بي ، ألم تخبرني سابقًا أنني من تمثلت حواء بها عندك وأنني الأنثى الوحيدة في دنياك ؟ متى تعلمت الكذب ، أشعر أني لا أعرفك ولكن قلبي لازال يحبك منذر ” .
مسحت دموعها ثم وضعت القصاصة في الكتاب ثم أغلقت الكتاب مقررة أنها ستقرأ به قبل نومها أما الآن فستجلس وتستذكر دروسها فها هي الإمتحانات على الأبواب .
………………………………………….
|• عصر اليوم التالي •|
كان منذر يستند على أخيه الذي أوصله لمكانه على الأريكة وأمسك بقدمه ووضعها على الطاولة القطنية ، ، بينما هاله كانت تجلس على مقعد قريب منه إلى حد ما وأمامها عدة كتب وملزمات ، وعلى مقربة منها ، كانت السيدة نوال تقشر البطاطس وهي تتابع مشاهدة مسلسلها المفضل ، أمسكت هاله بالملزمة وفتحتها على بعض المعادلات وهي تقول :
_” جاهز نبدأ ؟”.
أومأ منذر برأسه بخفوت ، فبدأت هاله بالشرح له حتى انتهت ثم أتى مروان وأخذ أخيه إلى المرحاض _ عافانا الله وإياكم_ في حين أخرجت هي هاتفها تعبث به ريثما يأتي منذر ، فتحت تطبيق الفيسبوك تطالع الصفحات بملل ولفت انتباهها إشعار من صديقتها جنات لفيديو ، نقرت عليه وما إن شاهدت محتواه حتى انفجرت بالبكاء وهي تكتم شهقاتها بصعوبة .
أتى مروان برفقة أخيه وساعده في الجلوس ، في حين كانت هاله تخفض رأسها وأصوات بكاءها وصلت إلى مسامعه ، ليردف منذر بقلق :
_” هاله أنتِ كويسه ؟”.
انفجرت هاله بالبكاء أكثر ، خر قلب منذر على الأرض وهو يطالع انتحابها بوجع لوجعها ثم سألها مرة أخرى ولكن بنبرة حانيه:
_” هاله شوفتي إيه بكاكِ كدا ؟”.
كان يفهمها جيدًا ويحفظ أفعالها عن ظهر قلب فرفعت عينيها له تهمس بوجع بائن ودموعها تهبط بغزارة :
_” جيري مات “.
للحظه لم يستوعب منذر ماذا تقول لتوضح هي ببكاء شديد :
_” مش قادره أصدق إنه مات وساب توم لوحده بعد السنين اللي قضوها سوا ، توم هيموت عليه دمروا طفولتي “.
كانت والدته مندمجة في متابعة المسلسل ولم تنتبه لهما ، فهتف منذر بحزن لحزنها ، لطالما كان يقدر مشاعرها ولا يستهزئ بها :
_” فين شوفتي فين الكلام ده ؟”.
مدت هاله يدها بالهاتف تقول بحزن شديد:
_” أهو منزلينه على الفيس جنات عملت لي منشن “.
أخذ منذر الهاتف من يدها وهو يشاهد الفيديو لتدمع عينيه تأثرًا وهو يقول بهمس:
_” مؤلم رغم إنه شخصية كرتونية خيالية أصلا”.
وافقته هاله بايماءه بسيطه من رأسها وهي تهمس بوجع :
_” منذر أنت هاتسيبني زيه وتمشي”.
طالع منذر عينيها بحزن عميق ثم أردف مازحًا:
_” بتفولي عليا يا هاله ده أنا حتى مدخلتش دنيا عايزه تبعتيني على الآخرة على طول “.
انتفضت هاله ببكاء وهي تقول بلهفة :
_” بعيد الشر عن قلبك أنت بتقول إيه أنا أموت من غيرك الفراق صعب أوي بس أنت جاوبني وطمني”.
همس منذر ببسمة صغيرة:
_” لأ يا هاله “.
سألته هاله بعيون منفطرة من البكاء :
_” طب أمال عايز تبعد ليه ؟ خليك هنا معايا ماتحولش طول عمرنا سوا حتى متفقين هندخل جامعة إيه ؟فليه عايز تغير اللي اتعودنا عليه؟ “.
مال منذر رأسه لثواني قبل أن يرفعها ويقول بمرح:
_” علشان أريحك مني يا ستي بقالك 17 سنه وشي في وشك ، مزهقتيش مني “.
منعتها غصه تشكلت بحلقها عن الكلام، فناولها منذر كوب الماء وهو يقول ببسمة:
_” اشربي يا بجره لحسن تفلفصي مننا “.
ضحكت هاله بوجع وهي تبكي :
_” بجره في عينك يا جحـ.ش أنت ، المهم لا مزهقتش منك وعايزه نفضل مع بعض لحد ما نموت أنت نصي التاني يا منذر “.
خفق قلبه بقوة وهو يهتف بعيون متسعة لا تعلم ماذا فعلت كلمتها به ولولا علمه بمشاعرها تجاهه لكان أسعد الناس :
_” أنتِ ، أنتِ بتقولي إيه ؟ هاله أنتِ سخنه ياما “.
أعقب حديثه وهو يضع باطن يده على جبهته هو ، يقول بمرح :
_” لا حرارتك طبيعيه ، المهم كفايه دراما بقى وقومي يالا غوري نكدتي عليا يا حلـ.وفه بدل ما تدعي لي أقوم بالسلامه جايه تفول عليا “.
_” الأول هتحول ؟”.
_” مش هحول هفضل معاكِ يا ستي رغم إنك مكنتيش عايزه تشوفي وشي من كام يوم “.
قال منذر الأخيرة بعتاب مبطن ، حينها ابتسمت هاله بحرج تقول :
_” أنت عارف إن مكنش قصدي ساعتها واعتذرت منك خلاص بقى ميبقاش قلبك أسود “.
صمتت ثم تابعت ببسمة سعيدة :
_”شكرا إنك هتفضل جنبي ، أنا هروح مش قادره أكمل هابقى أجيلك بالليل على العشا فاضل شهر على الإمتحانات خلينا ننجز”.
رمش منذر بعينيه إيجابًا فنهضت وهي تلملم أشيائها فمد منذر يده بالهاتف لها فأمسكته وغادرت .
………………………………………
|• بعد مرور شهر •|
كان ينظر لها ببسمة خفيفه بادلته البسمة ثم عادت إلى ورقتها أنهت حل آخر سؤال أمامها ، ثم بدأت بمراجعة إجاباتها بعناية حتى انتهت تزامنًا معه ليتجها سويًا لتسليم الأوراق وعلى ثغرهم ابتسامه لطيفه ، تحدثت هاله بخبث :
_” امال يعني طلعت وسبت نرمين حبيبة القلب لسه جوه “.
وضع منذر يديه في جيب بنطاله:
_” طلعي نرمين من رأسك فاهمه وملكيش دعوه بيها مش هقول تاني “.
لم تعجبها إجابته فـ ذمت شفتيها متمتمة بحنق شديد:
_” يعني هنقرب من الملكه نفرتيتي “.
أقبلت عليهما جنات تهتف بنبرة منزعجة فانسحب منذر وتركهما عندما لاحظ خروج نرمين :
_” الامتحان عامل إيه ؟”.
أجابتها هاله ببسمة خفيفه:
_” في المعقول آخر مسألة كانت معقدة شوي بس حليتها الحمد لله عقبال الباقي بقى وناخد الاجازة “.
زفرت جنات بضيق :
_” عكيت فيها أوي ومضايقه”.
وضعت هاله يدها على كتفها قائلة:
_” الخطوات صح طيب ؟”.
أومأت جنات بهزة بسيطة من رأسها فتابعت هاله تخفف عنها :
_” هتعدي يا حبيبتي وبأعلى الدرجات كمان “.
ابتسمت جنات تردف بنبرة هادئة:
_” إن شاء الله يا جميلتي المهم يالا بينا على مراجعة الكيمياء “.
نظرت هاله خلفها ، لتجد منذر يقف مع نرمين ويبدو أنه يراجع معها الإجابات ، لتتجهم معالم وجهها لاحظت جنات نظراتها تلك لتقول :
_” بت مالك هتحرقيهم بعيونك كدا ؟”.
همست هاله بلا وعي :
_” احرقهم بس ده أنا ناوية أعملهم صنية بطاطس “.
_” إيه ؟”.
ابتسمت هاله وهي تتأبط ذراع جنات ثم قالت :
_” مفيش بهزر امال البت سهام فين ؟ روحت ؟”.
ردت عليها جنات بهدوء أثناء سيرها:
_” أيوه مشت بتقول هتروح البيت الأول وبعدين تبقى تقابلنا هناك “.
كانت عيني هاله حيث يقف منذر ، بينما لم تستمع لحديث جنات ، ولم تفق من شرودها إلا عندما ضربتها جنات على كتفها بغيظ:
_” هاله ليه حساكِ غيرانه من نرمين ؟”.
ادعت هاله الصدمه وهي تردف بغباء :
_” وه وه أغير من نرمين ليه يعني ؟”.
أردفت جنات وهي تنظر لها بتفحص :
_” علشان منذر مثلا ؟ “.
مالت هاله عينيها للأرض مغمغمة بهمس:
_” هي أخدته مني”.
قالت جنات بدهشه ، وهي تعدل من وضع حقيبتها :
_” اخدته منك؟ إزاي يعني وهو منذر ده بتاعك يا هاله إيه اخدته منك دي ؟”.
تسللت دمعه من عيني هاله وهي تقول :
_” منذر طلع بيحبها يا جنات هو اللي قالي كدا “.
قطبت جنات حاجبيها باستغراب مرددة:
_” طب وليه شايفه الحزن ده في عيونك مش أنتِ بتحبي إسلام؟”.
أجابتها هاله وهي تمسح على عينيها :
_” إسلام كان مجرد إعجاب مش أكتر ، أنا قولتلك إنه عرض عليا يتقدم لي “.
توسعت حدقة جنات مردفة بصدمه :
_” لا مقولتيش ، ايمتى حصل الكلام ده ؟”.
همست هاله بخفوت وهي تتجه حيث يقف منذر مع تلك المزعجة :
_” هابقى أقولك بعدين “.
فتحت جنات فمها للاعتراض فقالت هاله بحزم :
_” بعدين يا جنات خلينا بس نشوف جوز الكناريه دول بيهببوا إيه؟”.
……………………………………..
كانت نرمين تضحك بشدة وهي تضع يدها أعلى كتف منذر الذي تراجع للخلف وهو يقول بتذمر:
_” خلاص يا نرمين فضحتينا مكنتش كلمه ، هاتخليني أندم إني حكتلك “.
وضعت نرمين كف يدها على فمها وهي تردف بضحك :
_” خلاص والله …بس مش قادره الموقف يفطس من الضحك المهم فين الشوكولاتة ؟ المرة اللي فاتت ما أخدتهاش بسبب اللي حصل مع هاله “.
ابتسم منذر ثم مد يده إلى جيب بنطاله وما إن أخرجها حتى انتزعتها هاله من يده وهي تقول بأسف مصطنع ونبرة مبطنه بالمكر :
_” أوبس معلش بقى يا نرمين بس ضغطي وطي من الامتحان وحاسه نفسي دايخه “.
ضيق منذر عينيه وهو ينظر لها بحاجب مرفوع ، لأنه يعلم بكذبها هي فقط لا تود أن يأخذ أحدا الشوكولاتة خاصتها وشيء جعله يبتسم على فعلتها تلك ، ثم انتبه على حديث نرمين المتهكم :
_” لا سلامتك من الدوخه بالسـ.م الهاري يا حبيبتي مطرح ما يسري يهري إن شاء الله”.
بادر منذر بالرد سريعًا:
_” بعيد الشر عنها إيه اللي بتقوليه ده يا نرمين ؟”.
نظرت لها هاله وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وعلى محياها ابتسامه واسعه ، بادلتها نرمين النظرات بأخرى ساخطه ثم سارت بكبرياء مبتعدة عنهم ومهما يناديها منذر إلا أنها لم ترد .
عاد منذر إلى هاله التي تأكل الشوكولاته بتمهل وهي تبربش بأهدابها ببراءة قائلة :
_” امممم قفوشه أوي نرمين دي “.
نظر لها منذر وهو يهز رأسه بقلة حيلة مردفًا بضيق :
_” مش هتبطلي تصرفاتك دي اللي يشوفك يقول دايبه في دباديبي واللي بتعمليه من غيرتك ..حاسبي على تصرفاتك يا هاله احنا مش في البيت هنا ” .
مضغت هاله قطعة الشوكولاته ثم ردت باندفاع :
_” تصرفاتي واخده بالي منها ومش أنت اللي هتنظر عليا فاهم قبل ما تنصح غيرك شوف نفسك أنت الأول”.
ختمت حديثها وهي توليه ظهرها ، بينما جنات حدقت به وهي ترفع كتفيها بقلة حيلة قبل أن تستدير وتذهب خلف هاله الغاضبه .
شد منذر على خصلات شعره بغيظ وهو يقول :
_” مجنونه دي ولا إيه ؟”.
همس علاء من خلفه وهو يستند على جذع شجرة :
_” أو غيرانه “.
تهدل كتفي منذر وهو يردف بتعب :
_” عليا أنا؟”.
أكد علاء بقوله في هدوء :
_” مش عارف بس ده اللي أنا شايفه هي غيرانه وجدا كمان “.
ركل منذر الحجارة أسفل قدمه وهو يقول :
_” غيرانه على صديق طفولتها ومش عايزاني اتكلم مع حد غيرها ..”.
منعه عن التكملة سؤال علاء له بمكر :
_” وليه حصرت غيرتها هناإأنها غيرانه على صاحبها ؟ مش يمكن …”.
رفع منذر يديه يقاطعه وهو يقول بإرهاق :
_” بس متكملش هاله عمرها ما فكرت فيا يا علاء هي معجبه بإسلام واعترفت مرتين سواء على الورق أو وش لوش “.
صمت علاء يفكر ثم أردف:
_” طيب ما تواجهها يعني مش أنت المفروض أخوها وكدا اسألها من النقطة دي ولا مبتتكلموش في الحياة الخاصه “.
ضحك منذر بخفوت قائلاً:
_” عايز الحقيقه ولا مرة حد مننا اتخطى الحدود غيرها هي من شهر كدا ، هي مفكره إني بحب نرمين وأنا من قهري منها قولتلها أيوه ” .
_” طب وليه يا غبي ؟ أنا أصلا كنت هسألك من ايمتى وانت متصاحب مع نرمين ؟”.
رد منذر وهو يزفر أنفاسه في ضيق:
_” أنا لا متصاحب ولا زفت كل الموضوع إني لاحظت متأخر إن مفيش حاجه بعملها في حياتي غير هاله وبس ، ونرمين عرضت عليا نكون أصدقاء يعني وجاتلي بحجة إن فيه حاجات استعصت عليها في كذا مادة وأنا بصراحه كنت مضايق من هاله وحاولت أخرج من هالتها اللي محوطاني بيها فعلشان كدا بتلاقيني مع نرمين بس مش علشان أنسى هاله ؛ لأني مستحيل أنساها عشان متفكرش إني بضحك على نرمين ، وعايز أقولك إن نرمين عارفه إني بعشق البجرة الحلوب هاله أدي كل الحكاية “.
نظر علاء لـمنذر بتردد قبل أن ينبس بقلق :
_” طيب ريحتني المهم هتعمل إيه في موضوع إسلام؟ هو مجرد طالب زينا على فكره وبصراحه فيه حاجه كدا حصلت مش عارف تهمك ولا لأ “.
تحفزت أذان منذر ليوليه كامل الاهتمام وهو يردف بعينين ضيقة :
_” إيه هي بسرعه أنا أي حاجه عن الزفت ده هتلاقيني أكيد مهتم “.
أومأ علاء ثم قال :
_” اوعدني الأول متتهورش وتسمع قبل ما تحكم” .
دق قلبه بخوف يشعر بأن القادم مؤلم ومع ذلك أردف بنفاذ صبر:
_” اخلص يا علاء وترتني”.
_” طيب هقولك اسمع يا عم ….”.
……………………………………………..
كانت هاله تجلس في مقعدها المعتاد وهي شاردة الذهن تقلب في صفحات الملزمة بيدها بملل ، بينما تنتظر رفيقاتها ، جنات التي عادت للمنزل مرغمه بعد تمزق طرف فستانها من الأسفل ، وسهام التي خرجت تجري مكالمة ريثما يحضر الجميع ، بينما خلت القاعة من سواها ، أخرجها من شرودها صوت انغلاق باب القاعة ، فانتفضت واقفة بهلع تنظر صوب الباب الذي أغلق فجأة ، اتجهت نحوه وهي تطرق على الباب بقوة ثم صرخت هاله بخوف :
_” أنا جوه …يا مس داليا ….في حد برا “.
ظلت تطرق وهي تقبض بيدها على مقبض الباب من الداخل ولكن عبثًا ، أخرجت هاتفها واتصلت على أول رقم قابلها وهي تدعو الله أن يجيب ما إن وصلها صوته يهتف بملل :
_” إيه يا زفته …” .
ما كادت هاله ترد عليه حتى انتشل أحدهم الهاتف من يدها ثم أغلق الاتصال بوجه منذر ، طالعته هاله بنظرات مستنكرة وهي تقول بغضب :
_” انت اتجننت هات الموبايل إزاي دخلت أصلا والباب مقفول و ……”.
صرخ اسلام بوجهها يقاطعها وهو يقول :
_” اشش اخرسي وشوفي المنشور ده على الجروب “.
أعقب حديثه وهو يريها الهاتف الخاص به أخذت تقرأ ما كتب ثم عادت بنظرها له فهتف إسلام بمكر :
_” النهارده أجازة ولغيت كل الكورسات وحتى سهام قابلتها وقولتلها إني شوفتك مروحه وهي مشت “.
انقبض قلب هاله وهي تبتلع لعابها الذي جف بحلقها:
_” يعني إيه؟ احنا اتحبسنا هنا ؟”.
ضحك إسلام بخبث وهو يردف بتصحيح :
_” تؤتؤ أنتِ اللي اتحبستي أنا معايا مفاتيح المكان كله شايفه الباب الخلفي ده أنا دخلت منه ، ودلوقت اسمعي الكلمتين اللي هقولهم “.
رمقته هاله باحتقار وهي تقول بغضب :
_” أنا لا هسمع ولا هعمل اتفضل كدا افتح الباب خليني أمشي “.
ضاقت عينيه وهو يقول بغضب مماثل :
_” هفتح الباب بشرط واحد بس …….”.
قلبت هاله عينيها بملل وهي تقول :
_” مستر إسلام إيه اللي أنت بتعمله ده؟ لو سمحت افتح الباب إحنا مش بنلعب هنا “.
_” اسمعيني يا هاله وإياك تاني مرة تقاطعيني ، افتحلك الباب في حاله واحده بس لو …”.
أبقى حديثه معلقًا فخفق فؤادها بخوف شديد من القادم ، والذي أصابها بالصاعقة حينما قال إسلام ببساطة شديدة:
_” تبوسيني “.
انفرجت شفتيها بذهول وهي تطالعه بنظرات منصدمه:
_” أنت أكيد جرى لعقلك حاجه ، اتنيل يالا افتح لي الباب ، أنت إنسان مش متربي إيه القرف اللي طلبته مني ده”.
ختمت حديثها وهي تصرخ بانفعال ثم اتجهت صوب الباب الذي أغلقه وهي تطرق عليه بقوة :
_” حد يساعدني أنا محبوسه افتحوا لي الباب “.
تعالت أصوات ضحكاته وهو يردف ببسمة مختلة :
_” محدش في المركز خالص وسكان الدور الثالث مش موجودين العمارة فاضيه يا لوله وفري صوتك “.
عادت هاله له تنظر لعينيه باحتقار شديد:
_” أنت إزاي بالوساخـ** دي ؟ إيه القرف ده ؟ “.
أمسكها إسلام من ذراعها بقسوة وهو يردف بغضب :
_” أنا لحد دلوقت محترم معاكِ. ….”.
بصقت هاله على وجهه وهي تقول باذدراء بينما تبعد يده عن ذراعها بغضب:
_” محترم أنت أبعد ما تكون عنه وأنا مش هاسكت عن المهزلة دي إزاي قدرت تمثل علينا وأنت في الحقيقه انسان وسـ** “.
أفلت ذراعها وهو يمسح اللعاب عن وجهه ثم تنفس بعمق ، وهو يعبث بهاتفه ثم اختار إحدى المقاطع ورفعه أمام وجهها قائلا بخبث:
_” شايفه المقطع اللطيف ده أنا أقدر اعمله ودلوقت ، لو ما سمعتيش الكلام أنتِ غيرهم أنا حبيتك بجد ، دول بنات أغبياء كنت بتسلى بيهم ومعملتش حاجه مكنتش على هواهم كله كان بمزاجهم ، إنما أنتِ غيرهم خالص أنتِ محترمه وجميلة وأنا صرحتك بمشاعري بس أنتِ كبتيها ورى ضهرك أنا كنت بعلق البنات دي فيا الصراحه مش هكدب عليك بس والله أي حاجه عملتها معاهم كان برضاهم أنا مغصبتهمش على حاجه هما اللي مش محترمين ، ولا جايين يتعلموا ، وجيتي أنتِ وعلقتيني بيكِ ، أنا كنت هدخل الباب من بابه حتى جبتلك الخاتم وقولتلك هتقدم بس أنتِ كسرتيني ، فمقداميش غير الطريقة دي “.
انسابت دموعها بغزارة وهي تنظر إلى ذلك المقطع في هاتفه الوغد يبتز الفتيات ويضحك عليهن ، وفوق ذلك يبرر لنفسه أفعاله الدنيئة ويلقي اللوم على الفتيات الصغيرات ، جثت هاله على الأرض تنتحب وهي تردف بنبرة متقطعه:
_” أنت عايز إيه مني ؟”.
انخفض إسلام لمستواها ، قائلاً:
_” عايز اتجوزك هاجيب عيلتي من المنصورة وهطلب إيدك رسمي بس أنتِ وافقي “.
طالعته هاله بنظرات ساخطة أثناء قولها في اشمئزاز:
_” بحقيقتك الوسخـ** دي لا يمكن أقبل “.
اسودت عيني إسلام وهو يقبض على فكها يهمس بنبرة غاضبة :
_” هاله متستفزنيش …أنا هتغير علشانك كل دول صور وفيديوهات قديمه أنا بطلت أعمل كدا في البنات …بصي أنا متخطتش الحدود معاهم مش زي ما أنتِ فاهمه أنا …”.
أبعدت هاله يديه القذرة عن وجهها وهي تصرخ به:
_” الحدود وهو اللي زيك يعرف الحدود وبعدين بتقولي بطلت وهتتغير علشاني وأنت حابسني هنا وعايز تعمل اللي بتقول إنك بطلته أنا أصدقك إزاي قولي ؟كان ممكن تتكلم معايا تاني تحاول تقنعني بيك لكن أنت اخترت الطرق القذرة وانا استحاله أوافق عليك بعد اللي عرفته وغير ده كله أنا مبحبكش “.
همس إسلام وهو يشد على شعره:
_” أيوه بطلت وأنتِ اللي وصلتينا لهنا برفضك ليا “.
_” وهو الحب بالعافيه يا عم أنا مبحبكش سيبني في حالي بقى “.
انكمشت ملامح وجه إسلام بغضب ، جعل الرعب يتسلل لقلب هاله التي أخذت تزحف للخلف بينما هو قال بنبرة جامدة :
_” آه في الزمن ده بالعافيه شوفي يا بنت الناس يا توافقي بالحسنى يا هتوافقي بردو بس بطريقه تانيه سميها لوي دراع ابتزاز المسمى اللي يعجبك ، ويكون في معلومك أغلب دفعتك عارفين إن فيه إعجاب من ناحيتك عني “.
نفت هاله برأسها وهي تقول بكره :
_” أنت كداب دفعتي عارفه إن أنا ومنذر بنحب بعض العب غيرها “.
قهقه إسلام بخفه وهو يعبث بهاتفه ثم صدح فجأة صوت هاله وهي تتحدث بنبرة سعيدة:
” مش قادره أقولك قد إيه هو إنسان جميل ومتفوق وذكي أوي حقيقي يحصل على إعجاب من النظرة الأولى”
صرخت هاله بحرقه وهي تحمل المقاعد تلقيها عليه :
_” أنت شيطان إزاي سجلت صوتي أصلا كلامي عادي أنا مقصدش بيه حاجه أنا بتكلم في العموم كنت معجبه بشخصيتك وبتفوقك وبس “.
ابتسم إسلام ابتسامه شيطانية وهو يقول بكل بساطة :
_” شوفي مين هيصدقك؟ “.
قالت هاله وهي تبكي بعنف:
_” عادي أنا مش خايفه روح اتكلم وقول “.
تحدث إسلام بنبرة هادئة بعض الشيء :
_” من غير عياط لأن قلبي مش بيتحمل ، وافقي يا هاله مقدامكيش حل تاني مهو أصل أنا جيت صريح معاكِ يا توافقي يا الفضيحه”.
حدجته هاله بعيون مشتعله وهي تضغط على كل حرف من كلماتها :
_” الفضيحه”.
أنهت حديثها وهي تتجه للنوافذ تقف على المقاعد علها تلمح أحدهم في الشارع ، نهض إسلام خلفها وقال بغضب :
_” مهو الفضيحه مش هتقتصر على تسجيل بصوتك بتقولي فيه إنك معجبه بيا “.
استدارت هاله له تنظر إلى تعابير وجهه المبهمه تقول بعدم فهم:
_” قصدك إيه؟ “.
قال إسلام وهو ينظر صوب عينيها مباشرة :
_” أنتِ عارفه قصدي كويس “.
بكت هاله بعنف وهي تجلس على المقعد تهمس بوجع:
_” لا مش ممكن بابا يروح فيها وأختي علاقتها بخطيبها هتدمر أنت إيه شيطان ؟ عايز تدمر عيله كامله عايز تكسرني علشان أوافق عليك أنت أي نوع من الرجاله أنت .. أنت بتسمي نفسك راجل أصلا وأنت بتفرض نفسك على واحده مش عايزاك ” .
دعك إسلام على المنطقة ما بين عينيه وهو يقول بضيق :
_” من غير طولة لسان اللي عندي قولته شوفي قرارك إيه؟”.
………………………………………………..
من حينٍ لآخر ينظر لهاتفه وهو يقاوم رغبته في الاتصال بها مرة أخرى بعد أن أغلقت الخط في وجهه بدون أن تتفوه بحرف ، أيعقل أنها لا تزال غاضبه منه ، أجل بالتأكيد لقد أحزنتها اليوم وقمت بإحراجها ، نفخ منذر الهواء من أنفه وهو يعتدل على فراشه ثم قال :
_” طيب بما إن المراجعة اتلغت هشوف كتاب وأروح أصالحها “.
ختم جملته وهو يجول بعينيه في رفوف مكتبته المتواضعة وقعت عينيه على كتاب وأعجبه عنوانه فأخذه وأحضر قلم وقام بفتح أول صفحة منه وخط به تلك العبارة
” ينقبض قلبي بالحزن الشديد عندما أرى في عينيكِ حزن يؤرقني، ألم شديد ينحر في صدري ، نبرتك المعاتبه تؤلمني ،أجد نفسي أبكي عندما أشعر بحزنك ، ولاسيما لو كنت أنا المتسبب بهذا الحزن ، لا تكفِ عن معاتبتي ، قلبي لا يتحمل أن تبقي حزينة مني ، بالله عليكِ يا رفيقة الروح ، لا تحزني فقلبي لا يتحمل ”
مرر منذر عينيه على ما خطته يداه مرات ومرات حتى أعربت شفتيه عن ابتسامة راضيه ثم نهض واتجه إلى شقتهم ، طرق على الباب وهو يقول بمرح :
_” بجرتي الحلوب افتحي الباب “.
لم يصله رد ، فضغط على الجرس وهو يزفر الهواء بضيق حتى فُتح الباب وظهرت وطن من وراء الباب وهي تضحك بقوة أثناء قولها:
_” البجره حقك ليست هنا في الدرس “.
كرمش منذر ملامح وجهه وهو ينظر إلى ساعته قائلا :
_” درس إيه المراجعه اتلغت بقت بكرا هي هاله متعرفش ولا ايه؟”.
نظرت وطن أرضًا ثم قالت :
_” مش عارفه أنا لسه واصله من الجامعه ..هتصل عليها لحظه “.
أومأ منذر فتركته وطن واتجهت إلى غرفتها أحضرت هاتفها واتصلت على أختها ومنذر يضع يده على قلبه عندما ظل الهاتف يرن بدون إجابة .
…………………………………………
نظرت له بعينين مترجيه وهي تقول بحزن :
_” أكيد قلقانين عليا بما إن الدرس اتلغى هات التلفون اطمنها واغزي الشيطان وافتح لي الباب ومش هقول على اللي حصل هنا أرجوك يا إسلام متضيعش نفسك ومستقبلك بكرا ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تحبك لو سمحت سيبني أمشي “.
حرك إسلام رأسه بنفي وهو يقول :
_” الحل في إيدك أنتِ ، كل ما إتأخرتي بيكون موقفك صعب وكلها مسألة وقت وهيطبوا علينا هنا لأنهم زي ما قولتي هيلاحظوا غيابك خصوصا لو حد من أصحابك البنات قالولهم إن المراجعه اتلغت وانا مستعد أقف قدامهم كلهم واقولهم إننا بنحب بعض وكمان هنوثقها بصورتين حلوين “.
تزامن حديثه مع ارتفاع نغمة هاتفها بنغمة خاصه لتهمس هاله بوجع :
_” ده منذر ..هات تلفوني وسيبني بقى “.
انقبض فكه بغضب شديد وهو يفصل الخط بوجهه :
_” حبيب القلب صح …يا غبيه هو أصلا مبيحبكيش أنا بحبك ليه تختاريه هو ؟ “.
………………………………………….
جذب منذر خصلات شعره وهو ينظر لـ وطن بقلق بالغ:
_”فصلت الخط في وشي “.
تحدثت وطن وهي تسأله :
_” انتوا متخانقين ؟”.
أجابها منذر وهو يمسح على وجهه:
_” يعني بس هي اتصلت عليا في ميعاد المراجعه وماتكلمتش قفلت بردو في وشي بعد ما فتحت الخط عليها “.
صمتت وطن لدقيقه ثم قالت :
_” أنا هتصل بجنات هما دايما مع بعض “.
هز منذر رأسه بموافقه فضغطت وطن على اسم جنات وانتظرت الرد بفارغ الصبر مرت ثواني وأتاها صوتها تهتف بصوت ناعس :
_” في حاجه يا وطن ؟”.
تسرب القلق إلى وطن التي توترت وهي ترد على سؤالها :
_” اي ده أنتِ نايمه يا جنات امال فين هاله ؟”.
اعتدلت جنات على فراشها وهي تمسح على عينيها:
_” أنا فستاني اتقطع معرفش ازاي وروحت علشان أغيره لقيت إشعار في الجروب إن المراجعه اتلغت والكل مشي ، فَـ نمت ليه هي مروحتش ؟”.
_” لا مجتش البيت وبنتصل عليها مبتردش “.
قالت جنات بقلق :
_” سهام كانت معاها أنا سبتهم هناك مع بعض اتصلوا عليها وأنا جايه “.
أغلقت وطن معها واتصلت بـ سهام التي قالت :
_” أنا روحت لأن مستر إسلام قالي إنه شاف هاله مروحه فمشيت حتى زعلت منها إنها مشت وسابتني أنتِ بتسألي ليه ؟ هي مروحتش؟”.
تبادل منذر و وطن النظرات ودار بخلد منذر حديث علاء عن ذلك المعتوه إسلام ليترك الكتاب ويهبط الدرج راكضًا .
………………………………………
_” طيب أنا موافقه رقم والدي معاك ابقى اتواصل معاه …ممكن بقى تفتح لي الباب ” .
خرجت تلك الجملة من فم هاله التي كانت تخفض رأسها للأرض وهي تضم ساقيها إليها ، فابتسم إسلام وأردف بسعادة :
_” هو ده الكلام أوعدك مش هتندمي أبدًا “.
ابتسمت هاله بسمة مصطنعه ونهضت حملت اشيائها ونظرت إلى الباب :
_” افتحوا بقى “.
وضع إسلام يديه في جيب بنطاله قائلاً:
_” عايز ضمان على كلامك “.
نفخت هاله بضجر وهي تلتفت له :
_” اعملك إيه يعني وافقت أهو ضمان إيه بقى”.
قال إسلام وهو يضيق عينيه:
_” ممكن تكوني بتجاريني بس لحد ما تخرجي وبعدها أمك في العش ولا طارت يا إسلام مش كدا “.
عضت هاله على شفتيها متمتمة بحنق:
_” والمطلوب إيه بقي “.
_” صورة واحدة بس أضمن إن كلامك حقيقي وإنك مش بتضحكي عليا “.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية يوميات مراهقة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *