رواية الشرف 2 الفصل الثاني عشر 12 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 الفصل الثاني عشر 12 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 البارت الثاني عشر
رواية الشرف 2 الجزء الثاني عشر
رواية الشرف 2 الحلقة الثانية عشر
إعتدل أدهم جالسا خلف مكتبه بعد طى أوراقه ليستقبل ذلك الذى يلح فى لقاءه ليدخل من الباب شابا متوترا مضطربا ما إن رأى أدهم ذراعه المصاب حتى نظر له بتوجس ليقول سويلم بقلق : أنى چاى أجول اللى أعرفه .
أشار له أدهم ليجلس بهدوء شديد: اتفضل ارتاح الأول . أظن اتقابلنا قبل كدة؟
ابتلع سويلم ريقه بقلق يشوبه بعض الخوف وقد فطن أن أدهم قد تعرف عليه بالفعل : مش بالظبط إكدة . اتجابلنا بس مش وش لوش
استند أدهم لكرسيه براحة وقد تأكدت ظنونه : وده لأنك كنت مخبى وشك. أنا وشى مابيتخباش لانى مابغلطش .
اقترب سالم وبراء ليجلسا أمام سويلم ليشعر بالمزيد من التوتر وينظر لهما بريبة ليبتسم براء بود : انت خايف كدة ليه؟ اجيب لك لمون ؟
إلتقط سويلم أنفاسه وهو يهز رأسه نفيا : تشكر يا بيه .
براء : لا بيه ايه بقا .أنا أسمى براء
وضع يده على سالم : وده المقدم سالم . وطبعا انت عارف المقدم أدهم .
هز رأسه ليقترب براء بجزعه العلوى بينما صمت أدهم وسالم تاركين ل براء المساحة الكافية لكسب ثقة سويلم فهو متحدث لبق مبتسم الوجه ، مريح القسمات وهادئ الطباع ، يعد أكثرهم قدرة على استخراج الكلمات بسلاسة وود وبعد ما حدث أثناء استجواب المتهم رضخ أدهم مضطرا للمصلحة العامة وترك المجال ل براء يتحدث وقد شعر سويلم بالألفة له بالفعل وهو يقول : اذا انت خايف مننا تبقى غلطان احنا اخواتك الكبار وتقدر ترتاح وتتكلم براحتك .
هز سويلم رأسه بإقتناع وبراء يتساءل بهدوء : قولى بقا يا بطل انت حافظ قرآن ؟
اومأ برأسه إيجابيا ليقول براء : وطبعا عارف قول الله تعالى ” من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعا ”
سويلم : طبعا عارف حضرتك .
ابتسم براء بود : انت مصر تحط حواجز بنا ليه بس ؟ انت اسمك ايه ؟
سويلم : أسمى سويلم صخر دياب
ليضحك براء فورا : صخر ودياب انت على كدة اتولدت فى الجبل رسمى .
ابتسم سويلم : لاه اتولدت فى النچع ، بس النچع نفسه فى الچبل .
براء : أيوة قول كدة بقا . نجعكم اسمه ايه بقا ؟ اصل انا مش من هنا .
سويلم : نچع الحساينة . واضح إن حضرتك مش من اهنه.
بدأ براء يسترسل فى دعاباته وسويلم يتجاوب معه بينما أدهم يشتعل داخليا ولولا نظرات سالم المحذرة لهجم على كليهما ثم تطرق براء ببراعة شديدة إلى صلب الموضوع ليتساءل بود : وانت على كدة تعرف تطلع الجبل لوحدك ؟
سويلم بفخر : امال إيه حضرتك . أدلى الچبل وأعاود فى ساعات جليلة ، إحنا خابرين طرج توصلنا أسرع كتير
عاد براء للحديث الودى عن دراسة سويلم ليعلم أنه طالب بكلية الحقوق وهناك تعرف على زملاء له كانوا سببا فى انضمامه لتلك الجماعة فبدأ اولا يحضر الدروس الدينية التى يلقيها مظهر فى مسجد متطرف بالقرب من الجبل ، ثم بدأ يقرأ كتبهم التى أهدوها له بود . ثم اقتناعه بفكرهم دون روية أو تفكير فقد كان مهيئا للسيطرة .
براء : بس مش غريبة يعنى تتراجع فى أخر لحظة وبدل ما تقتل المقدم أدهم تقتل زميلك ؟ هو كان اسمه ايه؟
عاد سويلم للقلق والتوتر : أنى جلت له بلاش نضرب نار في المسچد كان هيموت ناس يامة هو ماسمعش كلامى وجال حالهم من حاله.
قطب أدهم جبينه: يعنى حتى الناس اللى بتصلى تكفروها عادى
سويلم : يا بية انى ماكفرتش حد
أشار براء ل أدهم ليبتلع الأخير غضبه وكلماته بينما يبتسم براء بود : بس عاوز افهم إيه خلاك تغير رأيك ؟ للفهم مش اكتر انت مش متهم بحاجة .
سويلم : رفيع أخوى .
حسنا ها هو اسم جديد بدأ سويلم يشرح لهم كيف حاول رفيع فى الليلة السابقة لذلك الهجوم انتزاعه من أفكاره المتطرفة تلك إلا أنه كابر وعاند وتمسك برأيه بلا إسناد أو بينه فقط ليثبت أنه محق ، لكن حين وجد نفسه يقف أمام القتل ، وقتل الأبرياء ايضا شعر بقلبه يرتجف وكلمات رفيع تتسلل لعقله وقلبه ، لذا حزم أمره وقرر إيقاف سفيان ولولا أن باغته لإنتزع قلبه بيديه عاريتين فذلك السفيان يقتل بدم بارد وبلا لحظة تردد.
اطمأن سويلم ل براء بشكل كامل وبدأ يتحدث طواعية عن الطرق الجبلية التي تمكن القوات من الوصول لباطن الجبل بسرعة فائقة وكان هذا ما يريد أدهم سماعه فالفتى المصاب بالمشفى أدلى بمعلومات شديدة الأهمية عن الكهف الذى يتخذونه ملجأ للأختباء ، وعن أنواع الأسلحة المتواجدة للحماية .ليأتى سويلم ويكون أكثر دقة ويعلمهم بمواقع الحراسة التى تكشف من يصعد للجبل ليصل الخبر ل مظهر فى دقائق ويأمر الأخير بالتعامل أو الاختفاء .
انتهى سويلم من أخبارهم بكل ما لديه بأنه قرر أن يتخذ هذه الخطوة رغبة في إصلاح ذاته دون أن يعلم أى من أفراد أسرته شيئا .
نظر اخيرا براء ل أدهم مبتسما كعادته فقد نجح بسلاسة من معرفة كل المعلومات التى يحتاجون لها للبدء فى عملية تطهير الجبل .
براء : طيب يا سويلم لازم تفهم إنك فى خطر وأنهم اكيد هيحاولوا يقتلوك أو يخطفوك .
سويلم : عارف . وأظن هيحاولوا يخطفونى ويجتلونى فى الچبل من ناحية يعذبونى ويشفوا غليلهم ومن ناحية تانية يخوفوا رچالتهم لاچل مايستجروش يعملوا كيه ما عملت . واكيد هيحرجونى حى ومش بعيد يدبحونى .
نظر له ثلاثتهم بتعجب : انت عارف إن ممكن يتعمل فيك كل ده !!!
تساءل براء ليبتسم سويلم : طبعا خابر ، لاچل إكده چيت جبل ما اطيب أنى خايف بس مش على روحى ، خايف على خوى رفيع وعلى خيتى كمان . ممكن ياخدوها سبية بعد ما كفرونى .
كان الصدق ينطق مع كلماته ليطلب منه أدهم العودة للمنزل وملازمته حتى يطيب جرحه ثم عليه العودة إليه مرة أخرى ، فهم سويلم أن أدهم سيدينه لقتله سفيان بينما كان أدهم يمنح نفسه فرصة لإتمام المهمة ، نهض سويلم مغادرا ليصحبه براء للخارج حتى تأكد من إستقلاله العربة المتوجهة للنجع ثم قفل عائدا .
*****************
مرت ساعات منذ اعلن الطبيب بدء إفاقة ساهر كانت كافية لتجتمع العائلة بالمشفى ، ولحضور عائلة ساهر أيضا والداه متوفيين لكن إخوته توجهوا إليه فورا .
اخيرا وقد أقترب النهار من نهايته وصل محمود حاملا دنيا لتهرع له شقيقة ساهر لتتلقفها بحب ، كاد محمود أن يرفض منحها صغيرته لكن نظرة حازمة من والده كانت كافية ليتراجع ويقدمها لها ، لم يطل الأمر فبعد نصف ساعة بدأت الصغيرة فى البكاء ،قدم محمود حقيبتها لعمتها لتحضر لها طعامها الذى رفضت تناوله ولم تتوقف عن البكاء .
حاول شقيق ساهر أيضا أن يسيطر على بكاء دنيا فلم يتمكن لتتقدم رنوة وتمد يديها له ليضع الصغيرة بين يديها وهى تقول : مش هتسكت إلا لما ترجع ل محمود .
عادت رنوة بدنيته لتضعها بين ذراعيه مرة أخرى وتعيد شقيقة ساهر قارورة اللبن ليبدأ محمود فى اطعام دنيا وهو يهمس بأذنها بكلمات لم يسمعها سواها لتستجيب الصغيرة وتتناول طعامها ثم تغفو لتتقدم شقيقة ساهر مرة أخرى : طيب ممكن اشيلها شوية وهى نايمة . واضح إنها مرتبطة بيك جدا لكن ارجو انك تقدر لهفتى عليها .
مد محمود الصغيرة لتتناولها بسعادة وهو يهمس : بس خليكى قريبة منى علشان لو صحيت فجأة.
اومأت بالموافقة وهى تبتسم للصغيرة بحنان وجلست بالفعل بمقعد قريب من محمود .
************
فى المساء انطلق رفاعى وأسرته عائدين للقاهرة مع دعوات صالح وزبيدة لهما بالسلامة وما إن غادر الركب حتى أسرع ضاحى لوالده فى لهفة واضحة : بوى أنى عاوز اتحدت وياك ضرورى .
ربت صالح على كتف ولده المتلهف : هنتحددوا فى الشارع ؟
ضحكت زبيدة فهى تشعر أن ثمة فتاة هى السبب وراء لهفة ابنها .دخلوا جميعا وجلسوا ليسود الصمت دقائق لا يشوبه سوى دقات القلوب المتلهفة ، نظر صالح ل ضاحى متعجبا صمته ليعود الأخير لاندفاعه : بوى أنى عاوز اتچوز ريتاچ بت عمى رفاعى .
ضحكت زبيدة فظنونها فى محلها تماما وهى لم تكن تتمنى أفضل لابنها من تلك الرقيقة الهادئة بينما ابتسم صالح ليتنحنح هيبة فيلفت الإنتباه له ليقول والده مسرعا : اوعاك تكون رايدها انت التانى ؟
شحب وجه ضاحى بينما قال هيبة بهدوءه ورزانته : لاه أنى رايد سما بت عمى خميس
زفر ضاحى براحة بينما زادت سعادة زبيدة فقد احسن كل منهما الإختيار لينظر لولده الثالث متسائلا : وانت يا راچى ما رايدش تتچوز ؟
نظر له راجى بإبتسامة واسعة : لاه يا بوى .جوز خواتى بزيداك هم
صالح : طيب ايه رأيك فى روان بت وهدان . زينة البنتة والله ولسانها بينجط شهد .
زبيدة : والله وياك حج يا صالح ونچوزوهم فى ليلة واحدة
اخفض راجى رأسه قليلا ما كان ليتمنى لنفسه أفضل من روان ، لكنه لا يستطيع، لقد رآها تتلصص لتسترق النظر إلى مهران ، ورأه ايضا ينظر لها بشغف مستتر ، ورجولته تأبى عليه أن يقدم على الزواج من فتاة قلبها متعلق بغيره ، ومروءته تأبى أن يقدم نفسه على ابن عمه وقد فطن لمشاعره تجاهها .
ظل مطرق الرأس حتى تحدثت زبيدة : چرى إيه يا ولدى روان ماعچبكاش ؟
نظر لها مسرعا : ما اجدرش اجول إكده ، روان زينة البنتة كيه ما جال أبوى ، لكن أنى مارايدش اتچوز دلوك .
نظر لشقيقته ليال التى تتابع بصمت : لما نفرحوا ب ليال الأول اذا لينا نصيب ما هينجطعش .
احترم صالح إرادة ولده فهو لن يجبره على الزواج ، تلفت ضاحى بينهم وهو يتساءل : انتو نسيتونى ولا ايه ؟
لتعلو الضحكات و ليطمئن صالح قلب صغيره المشتاق : خلص يا ولدى ندلوا مصر ونطلبهالك ونطلب سما لخوك هيبة واللى فيه الخير يجدمه ربنا .
إنتفض ضاحى ليجلس بالقرب من أبيه : صوح يا بوى ؟ ميته طيب ؟
ليعود الجميع للضحك فهى غادرت منذ اقل من ساعة كانت كافية لقلب موازين قلبه بهذه الطريقة .
****************
اليوم التالي
تحت ستار ليلة أمس وصلت قوات مكافحة الإرهاب إلى اسيوط وتم الاستعداد بشكل كامل حسب المعلومات المتاحة لدى الضباط ومع خيوط النهار الأولى بدأ الهجوم .
مرور الطائرات الهليكوبتر من فوق الجبل شئ اعتيادى لا يسبب القلق لمن اتخذ من الجبل ملاذا له ، لكن أن تحمل هذه الطائرات القوات لمهاجمة الجبل كان هذا أمر غير متوقع من مظهر وأعوانه .
كان مظهر بمخدعه حيث طلب بدر بعد صلاة الفجر مطالبا إياها بتدليك جسده ، لتبدأ تفعل ما أمرها به فورا ، فتنزع عنه ثيابه ليتمدد بالفراش وتبدأ في تدليك جسمه .
لم يفطن الحرس لإمكانية تواجد القوات عن طريق الطائرات لذا وصلت القوات للجبل بسهولة فكانوا خلف الحرس لا أمامهم ليتم القبض عليهم دون أدنى مقاومة وتبدأ باقى القوات فى التقدم .
كان همام يأمر الحرس بإرسال رسالة كل خمسة عشر دقيقة ليتأكد من صحوتهم ويأمن نفسه وحياته ، لكن مر نصف ساعة ، أى موعد رسالتين دون أن تصله ايه رسائل من أيهم ليستشعر وجود خطب ما .
ولم تدم حيرة همام فسرعان ما بدأ الهجوم واقتحمت القوات مدخل الكهف واستولت على بعض الأسلحة .
هرع همام لسيده فورا والذى لم يكن بحال تسمح له برؤيته ، ليلح همام فى الطرق : مولانا الحكومة اهنه .
لينتفض مظهر فورا يعيد ارتداء ثيابه وكذلك تفعل بدر ليهرول ثلاثتهم نحو مخرج للكهف لا يعرفه إلا صفوة الجماعة وقاداتها ،بدأ البعض يطلق الرصاص على أفراد الشرطة رغم تغلبهم بشكل واضح إلا أنها محاولة أخيرة للهرب .
لحق ب مظهر خمسة من اكفأ رجاله بينما ترك الأخرين للدفاع عنهم ، تركت النساء ايضا عدا بدر ، استقروا جميعا بمخبأ جديد لا يعرفه سواهم وصلوا إليه عبر عدة انفاق معدة مسبقا.
كانت العملية ناجحة تماما وقد سيطرت القوات على الجميع اندفع أدهم يتبعه براء بحثا عن مظهر دون جدوى ، وصلا لمخرج يطل على مساحة واسعة ليجدا شابا يسرع بدفن أحدهم ،وجه إليه براء سلاحه : ارجع ورا وارفع ايدك فوق .
قبض على الجاروف بقوة فى محاولة للدفاع عن نفسه ليسرع براء بشد اجزاء سلاحه استعدادا للإطلاق ليتخلى عن الفكرة ويلقى به أرضا رافعا يديه للأعلى فيصرخ أدهم : يا عسكرى .
يقبل بعض الجنود فيأمرهم أدهم بإستخراج تلك الجثة التى لم يكتمل دفنها ويتجه أدهم إلى ذلك الفتى لكمه بقوة ليرتد ساقطا على ظهره فينظر ل أدهم بكره ، ليتحرك براء فورا وينهض الفتى وهو ينظر ل أدهم بغضب ؛ لا فائدة لن يتغير مهما حاول التظاهر بعكس ذلك.
_________________
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشرف 2)