روايات

رواية عشق امير الجان الفصل الثالث 3 بقلم فرح ابراهيم

رواية عشق امير الجان الفصل الثالث 3 بقلم فرح ابراهيم

رواية عشق امير الجان البارت الثالث

رواية عشق امير الجان الجزء الثالث

عشق امير الجان
عشق امير الجان

رواية عشق امير الجان الحلقة الثالثة

يوم اثنان ثلاثه… ثلاثه ايام قد مروا بلياليهم علي هذا الوضع مع كل يوم جديد، اشراقه شمس جديدة، احداث جديدة واسرار غامضه تتعري امامها بعد ان كانت مخفيه بعيداً عنها في عالم شاسع مجهول غير مرئي ولا يسمح لأحد بالدلوف إليه فهو عالم اغلظ من ان يناسب البشريه .. عالم تجمعت به اجسام ملتهبه بقدرتها ان تسلخ انسياً وتتغذي علي دماؤه..!!
ولكن ليس اجمعهم فبعدل الدنيا هناك في كل شئ واي شئ الجيد والسئ .. هناك الشئ وعكسه.. الداء والدواء.. السما والارض.. البحر والبر .. قانون ثابت بأساس دنيتا حتي اصبح جزء لا يتجزأ منها لا يتلف عبر الزمن ولا يختل من الكوارث والتغيرات الدائمه التي تتعرض لها الارض..
روتين يومي معروف ومحدد كانت تلتزم به
.. توقظها والدتها.. تتناول فطورها وسط جو اسري محبب لها.. تتجه لأخذ الحافله في رحله لجامعتها.. تحضر دروسها متجنبه الاحاديث الجانبيه او التجمعات.. دائماً بعيده عن زملاؤها حتي تعود مره اخري تختلي بنفسها بداخل غرفتها ولكن الان اصبح الامر مختلفاً اصبح هناك شيئاً جديداً اضاف لذه خاصه ليومها شئ غريب مريب يرتعش له بدنها حقاً.. اهي علي تواصل من جني؟ لا تصدق الا الان ما اصبحت عليه حياتها ولكن فليكن حتي وان كان كل هذا تهيوئات فهي افضل لها من الوحده التي تنهش بها وتنهش بقلبها الجاف وبحياتها التي تحتاج ان تترعرع ببعض خبرات الحياه..
قبلت بأمرها وسلمت له تحاول التعود علي الوضع وهي الي الان لا تعرف حجمه ومدي خطورته..!! معذروه فهي مجرده من الخبرات نعم انها ساذجه لهذه الدرجه بل واكثر..!!
هي اعتبرته صديق خيالي لها الي الان لا تصدق ماذا يحدث..!!
تعلم انه حولها تشعر به نعم لقد رأته اليوم ايضاً في عيون تلك القطه السوداء التي اصبحت تلازمها عن بعد في جميع اماكن تواجدها
ولكن ما يدهشها وتستغربه حقاً هو شبه انعدام الرجفه بداخلها اصبحت تعداته .. تعدات صوته وانفاسه التي تشعر بها فوق رقبتها وفوق اذنها
.. تنتهي من دروسها سريعاً ثم تتوجه للمنزل وذهنها شارد بفضول عن اي الاقاويل الذي سيتبادلوها اليوم.. فقد اعلمها بأشياء عنها هي حقاً كانت لا تعرفها..!!
الحقيقة ااا. . . ليس بإمكان اي بشري ان يعرفها عن نفسه بهذه الدقه..!!
فقد قص عليها ما كان يحدث خلف الحجاب الحاجز يوم ولادتها..!! اعلمها بمن كانوا ينتظروها مهلليين من ملائكه متشوقين لإستقبالها.. كانت تحاوطها الملائكه حين ولدت وترعاها جيداً رغم الصراع الذي كان بينهم وبين من طمع بها من الجان.. اخبرها كيف كان يحاربهم في اسفل سافلين مسانداً للملائكه التي تحاوطها فوق سطح الدنيا..
دلفت لغرفتها بلهفه تغلق الباب من خلفها وهي تنادي بخفوت وعيناها تجول بداخل غرفتها بفضول : سيمرائيل.. سيمرائيل انت فين؟
: انا هنا…
ها انت ذا لقد اتي صوتك من العدم مجدداً ولكن متي سيمكنني ان اراك..!! كما الذي يتطور جوعاً بعد حياه مميته في صحراء قاحلة انا اتطور ان اراك .. حسناً اعترف اني اهاب هذه اللحظه ولكن قلبي يخفق بشده حين تروادني فكره انك وهم..!! مجرد وهم وستختفي يوماً ما.. مجرد صوت يلطف عليا وحدتي..!!
اهاب اليوم الذي سأدلف لغرفتي وسأهتف بأسمك ولكن لن اجدك.. اهابه واهاب الوحده مجدداً ولكن بشكل اقوي فبعد ان تذوقت طعم الرفقه حتي وان كانت شبه رفقه ولكن لن استطيع ان اعود للصفر مجدداً..!!
“جميله” بفضول ومرح وهي تجلس فوق الفراش ثم تأخذ الوساده بداخل احضانها تستند بمرفقيها فوقها ثم تحتضن وجهها بداخل كفها : ها النهاردة بقا هتحكيلي عن ايه؟
ثم هتفت بسرعه ولهفه : ولا استني استني…اقولك انا تحكيلي عن ايه…
: لو اقدر احكيلك هحكيلك
“جميله” بعبوس : هو انت مش قولتلي انك تعرف كل حاجه
: المعني ورا كلامي ان في حاجات في علم خالق السموات والارض.. رب الانس والجن.. رب العرش العظيم حتي لو اقدر اعرفها مينفعش اعرفهالك يا انسيه..
وفي حاجات مينفعش تعرفيها وده احسنلك بدل ما تتأذي..
“جميله” بإندهاش من كلماته قالت بدون مقدمات ودون وعي : هو انت بتعبد ربنا يا سيمرائيل؟
: اكيد.. مش هو الي خلقني زي ما خلقك..!!
“جميله” بصدمه وذهول اكبر : بس.. بس… ااا.. ازايي؟ هو مش انت من الجن…!! ازاي؟ هو في الشياطين بيعبدوا ربنا..!!
جاء صوته قوياً غليظا غاضباً نبره تليق بأمير الجان وقوته : انا مش شيطان..!! الجن مش شياطين يا جميله..!!
في فرق بين الجن السفلي والعلوي والشاطين والمرده..!!
بعدين حتي ابليس كان بيعبد ربنا بس هو الي اختار ان يكفر ..!! محدش اجبره علي كدا ولا اجبر اي شيطان انه يكفر..!!
زي الي بيألحد عندكم كدا.. محدش بيجبره وهو الي بيختار ده…..
“جميله” بخوف وذعر من صوته : اسفه.. اسفه والله انا مكنتش اعرف ومش فاهمه..!!
قال بنبره صوته العاديه التي تعودت عليها
: عارف انك متعرفيش حاجه وده مش ذنبك بس مينفعش تتسرعي وتتكلمي في حاجه قبل ما تكوني متأكده منها.. متوقعيش نفسك في الغلط
في حاجات انتي مش قدها ومش هتستحملي عقابها…
امائت “جميله ” برأسها بشده وهي تقول بلهفه : حاضر.. حاضر والله بس انا بردو لسه مش فاهمه..!!
: هفهمك
بعيداً عن الشياطين والمرده
الجن انواع في المسلم والمسيحي واليهودي والي ملوش مله وكافر زينا زي البشر
.. وكل واحد بيقوم بعبادات دينه وبيمارس شعائرها عادي وبيلتزم بعادته كمان
يعني المسلم لا يمكن يقتل او يزني او يسرق عشان كدا دايماً المسلمين قريبين من البشر ممكن يبقوا خدام ناس طاهره شريفه بيحموهم و يساعدوهم علي عمل الخير لكن مستحيل حد يسخرهم للأذيه..!!
وكذلك المسيحي واليهودي بيلتزموا بعادات دينهم والي اشبه بالاسلام كتير وهي عدم الاذي عموماً او الزنا او الكفر..
“جميله” مستنكره بلهفه : بس اليهود عندنا بيقتلوا في الناس و كمان بيزنوا وبيكفروا…!
: عشان دول مش يهود دول كفار..!!
ملهمش مله ومش ماشيين علي التوراه بحذافيرها
احنا عندنا الكل متمسك بدينه الاصلي مش المحرف زيكم .. اليهود عندنا دينهم وكتابهم السماوي هو التوراه الصحيح وده الدين اليهودي الاصلي وده يشبه الاسلام كتير
لكن عندكم اصبح التوراه محرف للتلمود وده مش الدين الصحيح ده كتاب بيحلل كل رغبات وشهوات الانسان النجسه تحت مسمي الحريه
ونفوس البشر الغير سويه هي الي سمحت للشياطين انهم يدخلوا عقولهم ويتملكوا منهم ويقنعوهم كمان انهم الصح والعالم من حوليهم هو الي غلط وانهم لو ارتضوا بالامر هيعشوا تحت نظام دكتاتوري بيمنع حريتهم وملاذهم في الدنيا..
“جميله” بصدمه اكبر وقد اتسعت حدقتها وفتحت فمها مذهوله : يعني تقصد ان الشيطانين ليها علاقه باليهود وهما الي كتبوا معاهم التلمود؟
: قولتلك دول مش يهود دول ناس تابعين للتلمود ودول علاقتهم بالشيطاين مش بس كدا لا.. في علاقات اكبر بتجمعهم زي السحر الاسود والماسونيه..
” جميله ” بعدم فهم: طيب السحر الاسود وعارفينه انما ايه الماسونيه؟
: دي عباده الشيطان.. بيعبدوه وبيقدموا ليه الولاء عن طريق الكفر وفعل اكبر المحرمات عشان يرضوه ويبجلوه مقابل ان يساعدهم بقوته في تنفيذ خططتهم للسيطره علي العالم من كنوز ونفوذ وسلطه..
ثم تابع بنبره مشمأزه ساخره : العالم ده عباره عن لعبه نجسه كبيره كل واحد فيها بيخدع التاني عشان مصالحه.. الانسين فاكرين انهم قدروا يروضوا الشيطان بس هما ميعرفوش انه في الاول والاخر شيطان، يعني غدار وفي ثانيه يحرقهم والي فاكرين انهم ماسكين الدنيا بأيديهم اغبيه مش عارفين ان هما في ايد الشيطان وهو الي بيحركهم زي ما يحب عشان ينفذ ملاذه في الدنيا وهي الوسوسه للبشر وتمهيد الطريق ليهم لجهنم …
هنا وشعرت جميله ان قلبها يتقلص بداخل صدرها من شده ربعها وصدمتها من هول المفاجأة ارتباك.. صدمه.. ذعر.. خوف كل هذه ملكها وظهر فوق جسدها المرتعش ونبره صوتها المهتزه وهي آمله في الله ان يخلف ظنها : اا… اا… طب هو ليه محدش حاول يمنعهم منكم طلامه انتم عارفين ايه الي بيعملوه… ؟!!
: لانهم محمين من قبل لوسفير الاعظم
ليكمل بنبره غليظه متهجمه اقشعر لها جسدها فور نطق اسمه : ابليس..
ثم اردف بنفور : ابليس قوته مش هينه وهو ملك الشيطانين كلها وقوته بتضاعف قوه شياطين الانس والجن..!!
واحنا في غني عن الصراع الي ممكن يحصل بينا وتكرار الصراعات الي حصلت في العصر الازلي لأنها لو اتكررت دلوقتي هتقضي علي البشرية وعشان كدا بنتجنبهم والتواصل يكاد يكون معدوم بينا..
“جميله” بفضول وقد بدأت تندمج في الاحاديث : يعني الجن بيكره الشياطين زينا؟
: مش كلنا قولتلك في مننا الي ملوش مله وكافر ودول بيبقوا بيتقربوا للشيطان عشان يتحاموا في قوته ودول الي البشر بيستدعوهم عشان ينفذوا ليهم رغباتهم وشهواتهم القذره في الدنيا او يساعدوهم في السحر والشعوذة والسحر الاسود
لانهم عارفين ان اصحاب الدين مننا عمرهم ما هيعملوا كدا ولا هيرضوا يكفروا بربنا وبدينهم..
والجن ده بقا منبوذ منا وكلنا بنعاملهم بنفور لأنهم غدارين ومش مرحب بيهم في ارضنا عشان كدا منفيين في عالم بعيد عننا و قريب من عالم الشيطاين
“جميله” هتفت بلهفه وفضول وبدون مقدمات وقد كانت تخشي هذه اللحظه كثيراً ولكن تعلم ان لا بد منها : يعني انت بتكره الشيطانين والجن الكافر وبتتجنبهم زينا وكمان مش بتأذيني وبتدعي ربنا ده عشان اااا..
تركت له باقي جملتها ليستشفها هو فهي حقاً لا تعلم رده فعله او كيف سيأثر سؤالها عليه
: عشان انا مسلم ..
صدمه ام فرحه لا تعرف ولكنها شعرت بالأُولفه وهتفت بسعاده وارتياح : بجد؟ بجد يا سيمرائيل انت مسلم؟
: ايوا انا وعشيرتي كلها من الجن المسلم..
وقفت جميله فوق الفراش واخذت تقفز وهي تصفق بيدها فهي حقاً لا تعلم سبب سعادتها المفرطه تلك ولكنها سعيده.. سعيده والراحه تغمر قلبها رغماً عنها
هوت فوق الفراش بعد ان شعرت بتثقال انفاسها ثم هتفت بدون وعي منها : عارف يا سيمرائيل؟ انا كنت بدأت احب وجودك بس كنت خايفه اوي منك خصوصاً لما بتتعصب ساعات كنت بخاف تطلع وحش ومش كويس زي مهو ظاهر بس بعد ما عرفت انك مسلم بقيت حابه وجودك منغير اي خوف…
قالت جملتها الاخيره وهي تتمدت فوق الفراش تتطالع سقف غرفتها بإبتسامة سعيده صادقه
انتظرت صوته يأتيها بالرد ولكن لم يأتي
تمللت في فراشها بإندهاش فأين ذهب..!!
سيمرائيل.. سيمرائيل
اخذت تردد اسمه وهي لازالت علي وضعها ولكن لا رد لتنفض جالسه فوق الفراش
لحظه. . . .
ثم انتفضت فوق الفراش تضع يدها فوق فمها مانعه صرختها التي كادت تزلزل جدران المنزل قلبها يدق بعنف.. صدرها يعلو ويهبط بعنف عينيها متسعه.. تهز، رأسها في استنكار غير مصدقه ما تراه..!!
شاب طويل القامة بشكل ملحوظ عريض المنكبين وذو جسم عريض تزينه العضلات .. ملامح رجوليه خشنه صارخه لحيه سوداء وشفتين غليظتين.. ذراع تبرز عضلاته بوضوح يزينه بعض الوشوم السوداء برسومات غريبه كما زينت باقي جسده .. اللعنه ما هذا؟!.. لقد صدق و تجسد في احسن الصور ..!!
يجلس علي اخر الفراش يستند بمرفقيه خلف ظهره ويتابعها بعيونه.. ااا عيونه
تلك العيون السوداء الفحميه التي حفظتها جيداً العيون الي ظهرت لها من العدم.. عيون القطه..
انه هو.. هو سيمرائيل امامها في جسد بشري ولكن ليس اي بشري.. بشري ذو وسامه شرقيه مهكله .. عيونه الحاده الغير انسيه زادته غموض وحده..!!
كانت تتابعه بعيون لا ترمش وفم مفتوح احقاً ما تراه امامها الان؟
حاولت فتح فمها ولكن شتفيها ترتعش بشده وهي تقول بتقطع : سم سس.. سيم..رائي..لل!!
في غمضه جفن كان امامها ينظر لعينيها بعينيه الغير انسيه التي بالرغم معرفتها بها ولكنها مرعبه ومهلكه ايضاً لا يستطيع بشري تحمل النظر اليها لتخفض رأسها عنه وصدرها يعلو ويهبط بعنف
: وانا مبسوط انك رضيتي بوجودي وحبتيه..
قال جملته الاخيره وهو يحرك انماله فوق وجنتيها برقه صعوداً ونزولاً .. كانت لمسته كالصعقه بالنسبة لها جعلت جسدها ينتفض وكأنه تعرض لصدمه كهربائيه وجعلها تشدد فوق عينيها وتقبض فوق يدها حتي ابيضت مفاصلها تحاول تمالك اعصابها .. ظلت علي تلك الحاله رافضه ان تنظر له او تجيبه ليردف هو بأمر وقد احتدت صوته : جميله بصيلي..
حاولت جميله ان تستعيد رباط جأشها ولكن لم تستطيع لتظل منكسه الرأس ليأتيها صوته هادر هذه المره : جميله قولت ارفعي عينك وبصيلي..
لترفع عينيها له بتوجس وخوف لتتسع حدقتها بصدمه حين وجدت عينيه كامله السواد تتقلص حتي اصبحت حدقته طبيعية كالبشر بل وايضاً لاحظت بريقها باللون الزيتوني الغامض لتشبه عيون الصقر بل وتفوقت عليها ليصبح امامها صارخ الجمال ذو وسامه مهلكه عن حق..
خرجت كلماتها من بين شفتيها المرتعشه المصدومه : سس.. سس. سيمرائيل.. اا. اانتت ازااي اا…
قاطعها بثقه : قولتلك انا اقدر اكون في اي صوره انا عايزها
واديني قدامك اهو مفرقش حاجه عن اي انسي في دنيتك..
“جميله” بإستنكار : بس.. بسس ليه دلوقتي؟
ليه قررت تظهر دلوقتي؟
نظر هذه المره بداخل عينيها بثقه وهدر بنبره قويه : انا كدا كدا عارف انك هترضي بوجودي بس كنت مستني اسمعها منك..
“جميله” بلهفه وهي تتشرب ملامح وجهه : يعني كدا خلاص؟ هفضل شيفاك علي طول؟ مش هتختفي تاني؟
هز لها رأسه مؤكدا لتهتف بسعاده وعن غير عادتها وبطفوله افتقدها هتفت بصخب: هههييهههه يعني انا دلوقتي بقا عندي صاحب ومش هبقا لوحد…
: حبيب..
قطع كلامتها ملقي لها بقنبلته بصوت واثق قوي لتتوقف للحظه محاوله استيعاب كلماته وهي تقول ببلاهه : ها؟
خرج صوته قوياً غير قابل للنقاش وامتزجت العاطفه بقوته ليصبح مهلك للأعصاب
: قولتلك اني عاشقك يا انسيه.. مش شرط انتي تعشقيني دلوقتي لكن انا بردو عارف انك هتعشقيني وسايبك براحتك لحد ما تعترفي بيها بنفسك زي دلوقتي .. لكن حطيها في دماغك يا انسيه ..
ليشدد علي كلماته وهو يقترب منها ويخفض رأسه لها فيصبح وجهه مقابل وجهها لا يفصل عنه الا سنتي ميترات قليله وقد اختلطت انفاسهم .. نظر داخل عينيها بثقه وردد بصوته القوي الغليظ : انا حبيبك.. انتي عشق امير الجان.. انتي عشق سيمرائيل وملكه..
هنا وعادت عينيه للسواد المهلك لينبض قلبها ذعراً ..وارتباكاً ..وصدمه.. وذهول ومشاعر اخري لا تعرفها ولكنها جعلت قلبها يتضخم بداخل صدرها حقاً كل هذا في لحظه شعرت بها انها انفصلت عن عالمها الخارجي واصبحت تعوم في عالم لاتعرف اهي بعلم ام بحلم..!!
ما يحدث لها حقيقه ام خيال..!!
لا تعرف ماذا ينبغي ان تفعل ولكن وجدت نفسها تومئ برأسها في ايجاب لتعود عينيه للطبيعه البشريه ويظهر ابتسامه خافته فوق ثغره زادته وسامه وجاذبيه ثم عاد بظهره للخلف مره اخري يتابع صدمتها وتشتت افكارها بتلذذ..
وهو يهتف بثقه وغرور متابعًا حديثه : وبعدين قولتلك انا علي طول كنتي معاكي.. يعني انتي عمرك ما كنتي لوحدك زي ما انتي فاكره….
لمن تتحدث انت؟ .. اتتحدث لجميله؟
جميله الذي انفصلت عن عالمها لتدلف لعالم اخر بين اليقظه والحلم؟! حقاً ان ما يحدث فوق طاقه استيعابها هي انثي صارخه الجمال بروح مرحه ولكن عقلها..!! عقلها وقلبها لايزالوا برئيين براءه التوب الابيض من الدنس..!!
براءه طفل في الثالثة من عمره.. اقصي طموحه ان يمرح قليلاً بسلام..!! تكاد تنعدم خباراتها في الحياه لم يتذوق قلبها طعم الحب لا تعرفه ولا تدري كيف ستعرفه..!!
وتأتي انت الان وتلقي لها بقنبلتك الصارخه؟
الا يكفي انت وصدمتها من وجودك بحياتها ؟!
.. و الان تقول انك حبيبها؟! احصلت الان علي حبيب؟
حلمت.. حلمت مثلها مثل اي فتاه ان يأتي لها فارسها فوق الحصان الابيض وينتزعها من عالمها يدلفها بعالم اخر بين احضانه .. والان لقد حصلت علي هذا الحبيب ولكن من الجان؟!!
بدلاً من تقابله في مكان عام ويحدث الصدفه المتوقعه كما يحدث في الافلام والروايات يظهر لها من العدم اينما شاء و وقتما شاء ويختفي كمثل الريح..!!
بدلاً من ان يصرخ بمن يحاول التعرض لها ويبرحه ضرباً.. يمكنه احراقه من نظره عين؟!
يالله ما هذا..!! احقاً انا حيا واعيش ما يحدث لي الان ام انني احلم ويمكنني ان استيقظ في اي لحظه..!!
انتظر اللحظة التي ستوقظني بها امي تحثني علي الذهاب لجامعتي وستهب الرياح بما لا تشتهي السفن؟!..
سأستيقظ يوماً ما علي حقيقه مُره اخشاها اكثر من حقيقه ان هناك جني من اقوي الجان السفلي متيم بعشقي.. وهي الوحده. . . .
قطع سير افكارها وانتزعها من الدوامه التي غرقت بها للتو ضربه خفيفه فوق رأسها من الخلف جعلت رأسها ينخفض قليلاً حتي تفزع وتشهق عندما افاقت من شرودها رفعت نظرها له ولايزال فمها متفوح .. مهلاً مهلاً متي ضربها فوق رأسها وهو جالس امامها الان؟
سحقاً ايتها الانسيه الغبيه بالتأكيد هذا امر طبيعي له متي ستدركين حقيقه انه من اللججااااننن..!!
جائها صوته غليظ من بين ابتسماته الواثقه ولكن بعيون تتسلي بصدمتها وتشتتها..
: اقفلي بوقك ده وفوقي.. عشان الانسيه عفاف جايه دلوقتي تشوفك كنتي بتسقفي وتصرخي ليه..
كانت لم تستعيد كامل قدرتها علي الاستيعاب بعد .. اخذت تحرك اهدابها عده مرات بدون وفهم وحين وصل لها معنى كلماته وافاقت من شرودها كات ان تهتف به : تقصد مام….
قطع كلامتها دخول عفاف المفاجئ للغرفه وهي تنظر لها بلهفه وقلق : مالك يا نور عيني؟
انتي كويسه يا ضي عيوني؟ سمعتك بتصرخي وجلبي اتوغوش عليكي انا وابوكي
لحظه ودلف والدها مهرولاً خلف والدتها يهتف بقلق شديد فهذه اللهفه المفرطه اصبحت عاده لديهم وهي تعودت علي الامر تعلم سببها انها هديتهم من الله بعد شوق ولهفه دامت لسنوات
هتف بها بلهفه بنبرته الرجوليه الصعيديه الخشنه : مالك يا جلب ابوكي.. انتي منحيه يا بتي؟
ولكنها ليست هنا ليست معهم او بعالمهم.. تنظر لهم بصدمه فقط وقلبها يخفق بشده من وهل المفاجأه ولكن ليس لمعرفته بقدومهم اصبحت تعلم ان هذا الامر طبيعي لديه ولكن من وجوده اثناء وجودهم..!!
حولت نظراتها له علي مضض وتوجس لتجده مازال يجلس كما هو يتابعها بتسليه لتحدق به بأعين متسعه ثم تحول نظرها بينه وبين والديها الذي يقفون امامها ينظرون لها هي وحدها وكأنها بمفردها في الغرفه..!!
………
كانت تقف قلبها يتائكلها علي بنتها.. هي حقاً فسرت صوتها المرتفع انه صراخ .. هوي قلبها من فكره ان يكون قد اصابها مكروه فهي حقاً دائمه الحوادث منذ صغرها..!! وهذا ما جعلهم شديدي الحرص عليها فوق العاده وبلهفه مفرطه..
لقد عاهدوا الله بعد شكر لا ينتهي الي الان ولن ينتهي حتي اخر انفاسهم ان يراعوها علي اكمل وجه.. ولكن لماذا ؟!! .. لماذا هي دائمه الحوادث؟! .. هي هادئه ساكنه لم تكن مثل من في سنها يوماً ولكن تأتي الحوادث إليها وتطرق بابها ثم تدلف بعنف وبدون استأذان..!!
لا تعلم لماذا ولا تعلم سببها ذهبوا لأكثر من شيخ وقال لهم ان الفتاه بحاله جيده ولا يوجد شخص اخر بجسدها كما اعتقدوا..!!
مساكين لا يعرفوا ان هناك من عاش عمره الذي يتعدي الالف عام يحميها من قبل قدومها للدنيا.
خوفها وإلزامها بالمكوث في المنزل وعدم الاختلاط كان بسبب هذه الحوادث ولكن أيضاً كأي ام مصريه تفكر بكلام الناس وتهتم به اكثر من رغباتها..!! كانت تخشي ان يقول عليها الناس الطفله المنبوذه او المنحوسه او ما شابه..!!
تخشي ان تجرح فلذه كبدها وان ينهش البشر في لحمها بدون خزي بسبب كلماتهم القاسيه ..!!
كانت تقف امامها تتشرب ملامحها بلهفه لقد دلفت للغرفه بدون استأذان وهي تشعر بأنفاسها تكاد تنقطع الا ان وقعت عينيها عليها وهي تجلس فوق الفراش تنظر امامها للفراغ وتحدق به…
“عفاف” : ردي عليا يابتي.. بصيلي اهنيه.. بتبصي هناك علي ايه؟
لتنقل بصرها الي الاتجاه التي تنظر به بنتها لتشهق بصدمه وعينها تتسع بذهول.. هتفت وهي تخبط فوق صدرها بذعر : يامررريي…!!
هو في حد كان بيحاول يتهچم عليكي ولا ايه؟
ماله الشباك مفتوح علي وسعه كدا لييه؟!
ليهتف والدها وهو يهرول تجاه نافذه الغرفه التي كانت تتوسط الجدار امام الفراش او بالمعني الاصح خلف سيمرائيل الذي يجلس بهدوء يتابع ما يحدث وصدمتها بثبات و تلذذ
اخذ والدها ينظر من النافذه ويحرك رأسها يميناً ويساراً في لهفه يحاول التوصل لأي شخص او اي ظل شخص حتي يتأكد من ظنونه ولكن لا شئ..!!
هرولت والدتها تجاهه وهي تقول بذعر حقيقي : ها يا حچ لجيته؟ فين ريس الغفر.. شيعله يا حچ بسرعه ..
اما هناك فوق الفراش.. حركت شفتيها بإرتباك وبخفوت همست وعينيها تسأل بدلاً عنها : سيمرائيل…
: ايوا مش شايفني..
“جميله” بذهول : يعني ايه؟ يعني هما دلوقتي شايفني في الاوضه لوحدي؟!!!!
: محدش شايفني ولا سامعني غيرك يا جميله..
انتي بس الي انا عايز اظهرلها واكون قدام عينيها.. انتي بس ومحدش غيرك يا جميله…
كانت ستهم بالرد عليه ولكن قاطعها عوده والديها إليها مره اخري ومعهم سيل الاسئلة التي لا تنتهي ولكن الان قد شعرت بالراحة قليلاً واخدت تردد بداخل ذهنها.. نعم انهم لا يرونه.. لا يروه ولن يروه حسناً تصرفي علي طبيعتك..
استاعدت رباط جأشها وقالت بصوت حاولت قدر المستطاع ان يظهر ثابت صادق : كفايه بقا يما انتي وابويا مفيش حاجه حصلت.. انا قاعده زي منا ولا حد اتهجم ولا حاجه.. وكل الي فيها اني…اااا..
صمتت هي حقاً لا تعلم كيف ستبرر لهم.. ماذا ستقول وقد هربت الدماء من عروقها بدون وعي منها.. نظرت له بنظره استنجاد ولكن وجدته ثابت علي حالته شعرت بيأس فقد ظنت انه لم يفهم طلبها للمساعده وهي لا تستطيع التحدث معه بوجودهم ولكن ما هذا؟ شعرت بثقل غريب فوق يديها نظرت لها والتي كانت تضعهم فوق فخذيها لتشهق بصدمه حين رأت هاتفها بداخل يدها وهي كانت لا تتذكر اين تركته من الاساس..!!
نظرت لها بسرعه لتراه يبتسم بثقه فعلمت انه الفاعل.. حاولت تدارج الموقف فلا وقت للصدمه الان رفعت كفيها بالهاتف امام اعينهم قائله بلا مبالاة مصطنعة : قصدي يعني اني كنت بتكلم مع زميلتي وضحكنا شوية مع بعض..
استغراب وشك واندهاش من والديها لترفع عفاف حاجبها بإستنكار : ومن ميتي وانتي بتحددي مع زملاتك علي المحمول؟
ثم اردفت وقد احتدت نبره صوتها : ومن ميتي عندك زملات من اساسه..!!
كاد والدها ان يأكد علي كلام والدها الا انها قاطعتهم بحنق وقد وصلت لذروتها حين رأت حدتهم ورفضهم لفكره ان يكون لديها زملاء بادي علي وجوههم هتفت بدون وعي وضيق: وايه الي فيها لما يبقى ليا زملات؟ ولا مش من حقي اصاحب وافرح واضحك؟
مش من حقي اعيش حياه طبيعيه زي اي بت في سني؟! كفايه بقا ارحموني .. انا تعبت وقلبي تعب من الوحده..!!
مش كفايه عمري الي ضاع وانا بين الاربع حيطان دول؟
عمري لا لعبت ولا فرحت ولا خرجت واتفسحت و شوفت الدنيا كيف الخلج ..!!
عمري ما كان ليا اخ او اخت او حتي ود خاله او عمه اي قريب او بعيد يئانسني في وحدتي.!!
دايماً لوحدي.. دايماً الكل بعيد عني..!!
انا خلاص تعبت يما.. تعبت يابويا..!
تعبت من وجع القلب ده.. مابقتش قادره استحمل الوحده..!!
لم تستطيع منع دموعها التي كانت تحبسها بداخل مقلتيها.. وصلت لذروتها وافرغت ما بجوفها بدون سابق انذار ولكن احتاجت لذالك..
شهقاتها تعلو ونحيبها ينفطر له القلب.. والدتها تجلس بجانبها فوق الفراش بعيون دامعه علي ما اوصلوا له بنتهم. يعلموا انهم النسخه البشريه من الدبه التي اكلت اولادها من شده خوفها عليهم ولم يهتموا لأمرها وكيف كانت تشعر!! جثي والدها بهيبته امامها فمهما كانت هيبته وقوته وصرامته التي يمتاز بها ولكن امام فلذه كبده في الاول والاخير هو اب..!!
ينفطر قلبه حينما يري الالم بادي فوق وجه صغيرته..!!
“عفاف” منكسه الرأس وبحزن وضعف قالت : سامحينا يابتي.. خوفنا الشديد عليكي.. خلانا ننسي ان من حجك تعيشي زي الي في سنك.. وتتنطتي وتفرحي وتتبسطي..
نظرت لوالدها الذي احاط بوجنتيها بين يده الكبيره التي تكاد تبتلع وجهها بأكمله ثم نظر لها مؤكدا علي حديث والدتها فهو في الاول والاخر اب مصري لا يستطيع شرح ما بداخله من فرط مشاعره .. رجل افعال لا اقوال..!!
نظر لها بنظره راجيه وهو يقول بحنو اب : سامحينا يا ست البنات.. سامحينا يا نبض الجلب.. بس يمين عظيم بتلاته يعلم ربي ان جسوتي عليكي من فرط حبي ليكي
ثم اردف وهو يمسح دموعها بحنان بأنماله يشدد فوق كلماته : ده انتي فرحتي كلاتها يا جميله.. ده انا ما دوجتش طعم الفرحه والهنا غير بعد ما شافتك عيوني يبنت جلبي…
ابتسمت بحب فهي حقاً حتي وان كانت موجوعه من وهل الذي عاشته ولكنها أيضا لا تستطيع انكار حبهم لها الذي يظهر عليهم بسخاء وتعلمه وتتيقن منه وبشده.. امائت برأسها بحب وهي تقول بخفوت : مسمحاكم.. مسمحا…
قطع كلامتها صوت ارتطام حاد وتكسير عنيف جعلهم ينتفضون من مجالسهم حتي هي قفزت فوق الفراش تتراجع بظهرها للخلف من الخوف و المفاجأه ولكن ليس من اصوات الارتطام التي بالكاد افزعتها ولكن من ذلك الذي يقف امامها عاري الصدر يتضخم صدره وتبرز عروقه بشكل مرعب يشد فوق اسنانه وقبضته يده.. اسود وجهه وجسده بشكل ملحوظ في منظر مهلك للاعصاب جعلها ترتعش خوفاً ولكن ما افزعها اكثر هو عينيه..!!
عينيه التي عادت بكامل السواد تلك العيون الغير انسيه بلمعتها الحارقه.. لحظه ما هذا؟ لقد برزت انيابه قليلاً عن ذي قبل ويده تدمي من فرط ضغطه فوقها .. كانت تصرخ ولكن ليس من فزعها بسبب اصوات الارتطامات التي لم تهدأ .. بل تصرخ خوفاً من منظره الممتزج بين وحش انسي كاسح وجني قوي مهلك ومعذب..!!
لتزيد والدتها من ضمها ومع تلك الحركه تزداد اصوات الارتطام بعنف والغريب ان الاصوات كانت بجميع المنزل معادا غرفتها…..!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عشق امير الجان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *