روايات

رواية عشق امير الجان الفصل الثاني 2 بقلم فرح ابراهيم

رواية عشق امير الجان الفصل الثاني 2 بقلم فرح ابراهيم

رواية عشق امير الجان البارت الثاني

رواية عشق امير الجان الجزء الثاني

عشق امير الجان
عشق امير الجان

رواية عشق امير الجان الحلقة الثانية

رعشه سرت بجسدها بثقل تتنقل بجميع خلاياها حتي خلايا عقلها الذي شل من الصدمه..تصلب جسدها بدون ارادتها وكأنها مكبله ولكن لم يمنع هذا انتفاضها بهستريا ونحيبها الذي اخذ يتعالي مع صدرها الذي يعلو ويهبط بعنف، تشعر بثقل لسانها تحاول الصراخ ولكن لا تستطيع.. تذكرت ما كانت تشعر به الايام الماضيه تتذكر صوته وهو يناديها الظل المرافق لها دائماً نعم انها حقيقه هي ليست بحلم او بالمعني الاصح بكابوس اغمضت عينيها بقوه وزاد انتفاض جسدها عندما شعرت بلمسات رقيقه متفرقه فوق جسدها وسخونه انفاس تقترب اكثر من عنقها الذي برزت عروقه واخذت تنبض بعنف من يراها يقول انها بحاله تشنجات وانها مريضه بمرض ما بالاعصاب فهذه حاله احتضار..!!
وصلت لأذنها كلماته بصوته الغليظ التي يرجف له جسدها يتابع حديثه من وسط لمساته فوق جسدها : انتي دلوقتي ما بقتيش ملك نفسك يا انسيه.. بقيتي ملكي..
وكأنها تحارب عاصفه قويه اثناء تسلقها لجبل شديد الانحدار اخرجت كلماتها بعد عناء بثقل وخوف جالي : ااا.. انت.. انت عايز مني ايه؟ انا معرفكش ولا عايزه اعرفك.. روح مطرح ما جيت وابعد عني .. وانا اوعدك اني مش هجيب سيره لحد ابداً..
جاء صوته حينها قوي حاد وقد تحول لنبره شيطان ليست بمقارنه نبره صوت انسياً : مش هسيبك.. انتي ملكي يا جميله.. ملك الامير سيمرائيل ومن هنا ورايح انا مش هفارقك ابداً..
“جميله” بتوسل ونبره راجيه ضعيفه خائفه : ونبي ابعد عني ونبي ، ونبي ما تأذيني انا معرفكش انا طول عمري في حالي ومعرفش عنكم حاجه اصلاً
“سيمرائيل” بصوت واثق قوي : بس انا اعرف كل حاجه عنك .. اعرفك اكتر ما انتي عارفه نفسك.. اعرف بتفكري في ايه.. عايزه ايه.. حاسه بأيه.. كل حاجه عنك..
“جميله” بنبره مهتزه وصوت متحشرج: طب ليه؟ ليه انا.. انا عمري أذيتك؟
“سيمرائيل” بنبره قويه غامضه انتفض لها بدنها
: انتي مأذتنيش يا جميله انتي عملتي الالعن..
تقلس قلبها بداخل صدرها وقت علمت ان هلاكها لا فرار منه ولكن وجدته يكمل بنفس نبرته القويه : انتي وقعتي الامير سيمرائيل امير العالم السفلي ابن ملك ملوك الجان السفلي في عشقك..!! قدرتي تعملي الي مقدرش تعمله جميلات الجان بجمالهم وقوتهم ..!!
اميرات الجان عاشوا فوق الالف سنه يتمنوا لحظه من الي انتي عايشاه دلوقتي..!! لكن انا قلبي مكنش ملكي.. قلبي ملكك انتي يا انسيه..!!
“جميله” بذهول وفم مفتوح واعين متسعه عقلها لا يستطيع استعاب كل هذه: ط.. ططب.. طب اشمعنا انا؟ وازاي..!!
خرج صوته القوي يتخلله نبره عاشقه ..
: انتي اسم علي مسمي يا جميله.. من يوم ولادتك وانا مفارقتكيش لحظه.. العالم السفلي اهتز من صراع الامراء علي الانسيه الي جت الدنيا ومعاها جمال يتشهد ليه ..جمالك مش جمال من برا بس لا من برا ومن جوا ..!!
مما خلاكي جوهره يتهاتف عليها امراء الجان عشان كل واحد يفوز بيكي وبجسمك يتملك منك ويشاركك جسمك ويعمل معاكي ما تشتيه نفسه.. وده خلي اميرات الجان تغير منك ودايماً كانو بيحاولوا يأذوكي بأي طريقه وده سبب الحوادث الي بتتعرضي ليها طول عمرك بإستمرار ملحوظ.. اي حاجه كانت هتأذيكي كانو هما الي وراها.. حتي مع كل مره بتدخلي الحمام فيها بيبقوا مستنينك عشان يخنقوكي بس انا دايماً كنت موجود معاكي حميتك منهم وحميت جسمك من اي دخيل عليه..
ثم تابع بتملك قوي حاد : عشان انتي ملكي انا وبس يا جميله .. انتي خلاص اتكتب عليكي عشق امير الجان..
كانت جميله تستمع له وهي بحاله لا يرثي لها فهي كانت علي حافه انهيار عصبي يمر شريط حياتها امام عينيها وبالفعل تعددت مرات وقوعها او محاوله حرقها من شمعه او بإندلاق مقلاه الزيت الساخن عليها حتي تذكرت تعرضها الدائم للحوادث عندما تخطي اول خطوه خارج المنزل وقت اعتادت علي هذه.. اقشعر جسدها عند تخيلها ماذا كان سيحدث اذا تملك منها احد الامراء كما يقول..لا تعلم الان اتصدقه ام تتوسل له يتركها او تصرفه وهي حتي لا تعرف كيف ولكن كانت تفكر ان…
قطع سير افكارها صوته الحاد : متجهديش تفكيرك مش هتعرفي تصرفيني ..لاني مش هسيبك مهما حصل.. من هنا ورايح مش هفارقك، جه الوقت الي ابقا انا وانتي واحد.. جه الوقت الي تبقي ملكي انا..
كانت ستصرخ بصدمه من معرفته بما يدور بداخل ذهنها ولكن منعت نفسها وسخرت من سخافتها فبالتأكيد هذا امر بسيط عليه ولكن كلماته هذه ارعبتها هل حقاً اصبح امر مفروض عليها ما هذه القصه المرعبه التي تعيشها قصه ولا في الافلام..!! ايعقل ان يصبح هناك تواصل بينها وبين العالم الاخر وتعامل مباشر هكذا؟
“جميله” بتشتت وصوت مهتز مرتبك : قق.. قصدك ايه؟ يعني ايه كلامك ده؟ ازاي مش هتفارقني ؟
: عشان انا وانتي هنبقا واحد…
تلي كلماته انتفاض جسدها بعنف وهستريا حتي سقطت علي الارض واخذ جسدها ينتفض بعنف وتفتح فمها علي اخره تحاول اخذ نفسها الذي انقطع عنها تماماً وقد أصبحت عينيها بيضاء اللون واختفت عدستها لتغمض عينيها بقوه وهي تمسك برأسها وتصرخ بهستريا وألم من ألمها الجسدي والعصبي..
لتهدأ بعدها ثم تجد نفسها بدون وعي واراده منها تنهض من فوق الارضيه وتتجه للمرآه كالإنسان الآلي تقف امامها تري انعكاس صورتها امامها ولكن تشعر انها ليست هي من تقف امامها..!! لتلتفت حولها بخوف وتوجس فلم تجد شئ ولم يأتي لها صوته لتعيد النظر لنفسها في المرآه وتتأمل نفسها بإرهاق قبل ان تهتف من بين شفتيها المرتعشه بأسمه في محاوله منها ان تتأكد انه رحل وهذا الكابوس انتهي : سيمرائيل..
ولكن صدمتها التاليه لم تكن في انه لم يرحل بل حين وجدت عينيها في المرآه تتحول لنفس العيون السوداء بأكملها ذات اللمعه الشديد التي كانت تظهر لها من بين ظلام الغرفه.. !!
خفق قلبها حين شعرت بفمها يتحرك ولكنها ليست هي من تتكلم تقسم انها تشعر انها تقف تتابع شخص اخر لا تعرفه وليست صورتها المنعكسه امامها فقد خرج صوته ولكن من بين شتفيها هي..!!
: من اللحظه دي وانا وانتي واحد..
قاطعته جميله وهي تمسك برأسها بعنف وهي تخفضها وتصرخ بهستريا : بلااشش.. بلااش يا سيمرائيل عشان خاطري بلاااش.. مش قادره من الوجع ااااهههه..
اخذت تصرخ بألم حقيقي ليتحرك فمها مجدداً بدون ارداتها وصوتها اصبح اغلظ واشد : هتتعودي علي وجودي يا انسيه.. غصب عنك هتتعودي وهترضي بوجودي ومش هتعرفي تأذيني لانك كدا بتأذي نفسك
جميله بصوتها المتوسل وقد استعادته : سيبني وانا مش هأذيك وعد مني مش هأذيك وهرضي بوجودك بس بلاش تعمل كده ونبي انا مش حملك ولا حمل الوجع ده ااهه
ثم هتفت بصراخ ودون وعي من المها : راضيههه بيكككك.. راضيه بوجودك يا سيمرائيل بس سسيبنننيي
وفي هذه اللحظه تشنجت مره اخري مثل قليل وهي تتلوي في الارض ثم اخذت تتنفس الصعداء وهي تخبط بيدها فوق الارضيه بعنف في اشاره منها علي مصارعه الموت ومحاوله اخذ انفاسها التي انقطعت مره اخري.. ولكن هذه المره بعد ان هدأت انفاسها شعرت براحه في جسدها بعيده عن الالم التي كانت تشعر به منذ قليل.. لتقف مره اخري وهي تقول بنبره مرتشعه : ااا.. انتت ..انت كنت جوايا…!!
: واقدر اكون جواكي وقت ما احب ومنغير ما تعرفي كمان..
“جميله” بخوف واخذ جسدها يرتعش وزادت برودته وبتوسل قالت : بلااش تعمل كده تاني عشان خاطري.. بلاش.. هعمل اي حاجه انت عايزها.. هرضي بوجودك ومش هحاول أذيك.. بس بلاش تعمل فيا كده .!!
جائها صوته غامض اغلظ من ذي قبل ونبرته داميه: موافق علي اي حاجه هتخليكي معايا..
و هستغني عن رغابتي عشان رضاكي وده مش سهل يحصل ..!!
وعشان يحصل يبقا لازم يكون في بينا اتفاق ولو ما التزمتيش بيه هتكون روحك هي التمن..
القرار بأيدك يا هشاركك جسمك يا اما تلتزمي بالاتفاق..
اخذت جميله ترتعش ولكن لا مفر هي تعلم ان في تلك الحالتين قد تم كتابه هلاكها هي الان بين نارين لا تعلم ماذا تفعل اتقبل هذا الجنون ام تحاول ان تفر هاربة.. حسمت امرها عليها ان تختار الانسب والاسهل بالتأكيد لن تقبل ان تشعر بذلك الالم الجسدي والعصبي الرهيب التي عاشته منذ قليل والذي كان هلاكاً بالنسبة لها لتتنهد بثقل وهي تقول بشفاه مرتعشه
: وانا هلتزم بأي اتفاق بينا..
_: مقابل اني ما ادخلش جسمك.. انتي هترضي بوجودي معاكي دايماً ومش هتحاولي تبعديني عنك لان ساعتها هعرف من قبل ما تفكري تعمليها حتي.. ووقتها هنفذ عقاب الي يكسر اتفاق امير الجان.. امير الجان اتفاقه سيف علي الرقبه لو وقع الاتفاق وقع السيف علي رقبتك وخد روحك ومش انتي وبس انتي والي هيعرف اي حاجه عني..
امائت له جميله بخفوت ورعب وهي تمسك بقلبها وتضغط عليه بتعب حين شعرت بالألم والرعب قد تملكوا منه
ليهدأ صوته مجدداً وهي تشعر بظل خلفها ولكنها لا تستطيع التحرك فرقبتها مثتبه بدون اراده منها
جائها صوته به نبره عاشقه جعلتها تضطرب اكثر
: مش عايزك تخافي مني.. انا بحبك.. والي بيحب عمره ما يأذي حبيبه..
امائت برأسها مجدداً في هدوء وهي تهتف بشئ من الرعب والتردد فهذه الوضع كالخيال بالنسبة لها: طب.. اااا.. يعني هو انا ليه مش عارفه اشوفك؟
_: عشان مينفعش تشوفني غير لما انا اقرر ده.. لما احب اظهرلك هظهرلك
“جميله” بخوف وهي تمنع نفسها من التخيل..
: ااا..طب وانا هعرفك ازاي انا معرفش شكلك ايه؟ وبعدين هتظهرلي ازاي؟
_: انا ممكن ابقا اي حاجه معاكي.. ممكن ابقا طير وممكن ابقا حيوان.. وممكن ابقا جماد او حتي انسان.. انا اقدر اكون في اي صوره انا عايزها بس لما اقرر اظهرلك انتي هتعرفيني لوحدك..
“جميله” بإرتباك وخوف: طط.. طب امتي؟
_: متسأليش كتير.. كل حاجه وليها وقتها والي هينفع تعرفيه هتعرفيه وبس..
كان صوته قوياً غليظاً ارتعش له بدنها وهي تهز رأسها بعنف في موافقه منها ثم صدر امره لتنهض فزعه تتجه نحو فراشها بعد ان قال آمراً
: دلوقتي قومي نامي
افترشت فراشها وهي لا تعلم ماذا تفعل فشعور ان احد معها بالغرفه هذا مربك وارقها كثيراً تخشي ان يغمض لها جفن وقد شعرت انها لن تتذوق النوم بعد الان ولكن كانت ترجوا ربها في سرها ان يكون هذا كابوساً وتستيقظ منه في الصباح الباكر
وتكون نهايه تلك الليلة المزريه التي لا تعلم كيف استطاعت الصمود الي الان بعد ما عاشته فهذا اشبه لها بالخيال..!! او الخيال اقرب لها منه بالاصح..!!
: غمضي عينك
هدر بها وهي تشعر بأنفاس تشاركها وسادتها لتقول بإرتباك : اااا انت هتفضل هنا؟
: قولتلك من هنا ورايح مش هفارقك لحظه بعدين ايه الجديد؟ ما من وانتي بنت يوم وانا معاكي في كل مكان انتي فيه..!!
اندهشت جميله لهذا..!! احقاً كان معها دائما جني عاشق لا يفارقها منذ صغرها..!! اهانك من شاركها حياتها الذي ظنت انها عاشتها وحيده..! يا الله ما هذا.. ما هذه الحقائق والصدمات التي تتوالي فوقي من حيث لا ادري ولا احتسب..!!
ليأتي صوته الغليظ بكلمه واحده : نامي..
لتشعر بثقل جفنيها بعدها بدون ارادتها وتغلق عينيها واخر ما تفكر به انه بالتأكيد خلف ما حدث الان وكأنه امر خلاياها واستجابت له لسحب جميله لدوامه عميقه غرقت بها اثر التعب والإجهاد العام التي تعرضت له مؤخراً..!!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏
افاقت في صباح اليوم التالي علي لمسات رقيقه تملس علي شعرها وكتفها بحنان..لتفتح عينيها ببطئ وهي تشعر انها نائمة منذ فتره ليست بالهينه وقد استعادت نشاطها..!!
مر علي عقلها ليله امس بكامل احداثها لتنتفض فوق الفراش صدرها يعلو ويهبط بعنف وجبينها يتعرق بشده.. تنظر حولها متفحصه كل انش بالغرفه تستدل علي حضوره ولكن افاقت من حالتها علي صوت والدتها القلق: مالك يا بتي؟ مش علي بعضك ليه؟ انتي تعبانه اچييلك الحكيم؟
نظرت لها ” جميله” بضع ثواني ترمش بعينيها عده مرات تحاول تدراج نفسها : هه؟ لا يما انا كويسه ومفييش حاجه
ثم اخذت تنهض من فراشها بنشاط : حتي هقوم ألبس اهو عشان الحق الطريق بقا
تفحصت الام نشاطها متناسيه اي شئ اخر وهتفت بسعاده : ايوا اجده يابتي خير ما عملتي امبارح لما رچعتي نمتي وارتاحتي شويه من قضمتك فوق الكتب لحد النصاص الليالي.. شوفتي لما ظبطي نومك صاحيه فايجه ازاي..
نظرت لها جميله بعدم فهم فحاله النشاط التي تشعر بها جعلتها تعتقد انها تأخرت في النوم عن معادها وهي تعلم انها قد نامت بوقت متأخر في الليل لتسألها بترقب : هي الساعه كام يما؟
“عفاف” : خمسه الفچر يبتي..
عقدت حاجيها بإستغراب فعلي مدي تذكرها هي نامت بالامس في الثالثه صباحاً اي انها نامت ساعتين فقط ولكنها تشعر انها تمتعت بالنوم يوماً كاملاً..!! اردفت تسأل والدتها بتوجس : الا قوليلي يما هو انتو مسمعتوش اي حاجه غريبه امبارح بليل او حتي صوت كركبه في الشقه؟
“عفاف”، بعدم فهم وصدق اخرجت كلماتها بعفويه : لا والله يبتي.. ليه هو حوصل حاچه؟
“جميله” بسرعه ولهفه: هه؟ لا ولا حاجه اصل الدنيا مطرت بليل وكان في هوي شديد اوي عشان كدا سألتك يعني
“عفاف” بعفويه وهي تربت فوق كتفها تحثها علي بدأ يومها : طب يلا يا ضنايا.. يلا تجهزي لحد ما احضرلك الوكل عشان تاكلي لجمه قبل ما تتوكلي علي الله..
ثم تركتها في حيرتها وذهبت لتقوم بروتينها اليومي من ايقاظ زوجها وتحضير الفطور لهم ليلتفوا جميعاً حول المائده قبل ان يبدأ كل واحد منهم يومه وقد اعتادوا علي هذا فمن عادتهم او بالاصح عاده اغلب قري الصعيد وهو النوم بعد صلاه العشاء مباشره والاستيقاظ مع بذوخ الفجر لتكون بدايه نشيطه ليومهم قبل بدأ كل منهم في السعي علي رزقه..
……………………….
عقلها شارد مشتت.. وجهها شاحب شحوب الموتي وقد اصبح قلقها دائم ،تتلفت حولها في حركه لا اراديه متتظره ظهوره في اي لحظه لقد اكد لها انه ملازمها طوال الوقت، أصبحت تنظر للبشر من حولها بشك، تنظر لأي حيوان او طير يقابلوها في الشارع بشك، تنظر لاي جماد من حولها بشك تتردد كلماته بداخل اذنها مسببه لها هاجس..!!
انقضي اليوم سريعاً بشكل روتيني بدون اي حدث غير طبيعي مما اراح قلبها قليلاً..
كانت تتابع غروب الشمس من خلف زجاج السياره بشرود في طريق عودتها لقريتها كان عدد الركاب لم يكتمل بعد وقد اعتادت هذا واعتدات الانتظار في مثل هذه الموقف ولكن مما جد عليها هو شعورها بشئ غريب من حولها مع نسمه رياح داعبت وجهها ولكنها تشعر برجفه في جسدها جعلتها تنتفض في مجلسها تنظر حولها بسرعه ودون وعي منها متتظره ظهوره في اي لحظه اخذت تلعن سخافتها عندما رأت نظرات الركاب المتفحصه والمندهشه لها بسبب تصرافتها الغريبه لتعود مجدداً لهدوئها وهي تمتم بعبارات مهدأه ومطمأنه لنفسها.. اسندت رأسها فوق النافذه ليأتي امام عينيها قطه سوداء سواد الليل الحالك وقد جلست امامها فوق ارجلها الخلفيين وتنظر لها في ثبات وكأنها تعرفها عينها مثبته فوقها وعينها تنطق..!! رجفه خفيفه سرت بجسدها حين وجدت عيون القطه اصبحت تلك العيون السوداء تماماً التي باتت تحفظها جيداً .. نعم انه هنا..!! اخذ صدرها يعلو ويهبط بعنف واخفضت رأسها تغمض عينيها بشده تحاول ضبط نفسها قبل ان ترفع عينيها مره اخري ولكن لم تجد للقطه اثر وكأنها تبخرت..!!
اخذت تبحث عنه خارج النافذه ولكن قطع بحثها تحرك السائق بالسياره بعد اكتمال عدد الركاب..
…………………………
تمت رحله عودتها للمنزل بسلام عادا ظهور ذلك القط في اول طريقها .. دلفت للمنزل بإرهاق وبعد روتينها اليومي من القاء تحيه علي والديها وتناول الغذاء معهم والجلوس معهم قليلاً توجهت لغرفتها وهي تغلق الباب من خلفها ببطئ وتلتف حولها بتوجس تبحث عنه وكأنها متأكده انها بالجوار..
وبالفعل شعرت بأنفاسه الساخنه من خلفها فوق رقبتها و صوته يهمس بأذنها وكأنه يقرأ افكارها او بالفعل يفعل : ايوا انا هنا..
“جميله” بنبره خافته ولكن اقل رعباً فقد بدأت تعتاد علي الامر : هو انت بتقرأ افكاري؟
: ايوا انا شايفك من جوا قبل من برا..
“جميله “: طيب ممكن اطلب منك طلب؟
جائها صوته حازم غليظ : اطلبي وانا انفذلك.. اطلبي فلوس مجوهرات خدام.. اي حاجه في ثانيه تكون تحت رجلك..
“جميله “بعفوية : بس انا مش عايزه كل ده..
ثم اردفت برعب من رده فعله : طلبي هوواا..
يعني تبطل تتحكم فيا..!! وتقرأ افكاري وتحركني كمان مش عايزه احس اني عروسه لعبه عايزه اعيش حياتي بطبيعتي..!!
جائها صوته صارم حاد مما ارعبها وجعلها تنكمش في نفسها : انا بعمل كدا عشان احميكي.. بعدين سبق وقولتلك انك ملكي.. يعني حقي اتحكم فيكي
“جميله” بتوسل : بس انا مش عايزه كده.!! ومش مرتاحه..!! انا رضيت بوجودك جمبي بس وانا عايشه حياتي العاديه..!! انما مش هقدر اعيش في الوضع ده كتير، مش هقدر اعيش وانا مش انا..!!
صمت ..صمت قابلها ولم تجد رد اخذت تتنحنح وهي تلتفت بأنظارها في الغرفه ولكن لا اثر له هتفت بتوجس وخوف : سس.. سمم.. سيمرائيل انت روحت فين؟
ليأتيها صوته ولكن هذه المره اقرب للهمس: موافق بس بشرط..
ليردف قائلاً بحزم: ان الي هقوله يتنفذ منغير نقاش او اسئله..
اخذت جميله تفرك يديها بتوتر ثم قالت بنبره حازمه فهي لا تحتمل العيش وكأنها دميه لا تتحكم في تصرافتها او في حياتها لتهتف بعد ان تنهدت بثقل : موافقه..
توسطت فراشها وهي لازالت تشعر بوجوده من حولها اصبحت تعلم ان هذا اصبح امر واقع.. يجب عليها ان تحاول تخطي صدمتها هذا وتبدأ تتعود علي الامر لا تعلم اتفعل الصواب ام الخطأ تكاد تكون خبرتها بالحياه معدومة وايضا معرفتها او معلومتها عن العالم الاخر معدومه ولم تحاول معرفه اي شئ اكتفت فقط بالخرافات التي تتحاكي بين سكان قريتها عن البيوت المسكونه وما يحدث بالمقابر ليلاً وتعلم ان يجب عليها تجنب الاحدايث في تلك المواضيع ولكن الان قد وضعت في مأزق وهي تتعامل مباشرًا مع العالم الاخر.. اتصال مباشر اطاح بعقلها..!!
تردد في نفسها انه ليس بهذا السوء التي اعتقدته او هذا ما اقنعت نفسها به لتحاول تخطي خوفها.. هو لم يأذيها وحديثه بأنه يحميها دائماً منذ صغرها يشغل بالها.. اهو من الجن الطيب؟ ولكن تهديده لها مازال يدور بداخل ذهنها مما يرجعها الف خطوه حين تخطو خطوه واحده للامام..!!
لتتخطي خوفها هذا قائله بفضول فبعد ما عاشته يجب ان تكون اجرأ قليلاً كي تستطيع التأقلم مع ايامها القادمه هتفت فجأه وبدون مقدمات
: هو انتم مش بتأذوا البشر زي ما بيقولوا ولا انت بس الي كده؟
جاء صوته ساخراً غليظ ولكن به نبره حاده ترعب
: بشر.!! البشر دول العن من الشياطين ..
البشر دول بيستغلونا عشان ننفذ رغباتهم النجسه تحد تهديد وقيود ..!! بيبيعوا نفسهم لينا بأرخص تمن عشان شهواتهم ورغباتهم .. البشر مش مستنين اننا نأذيهم..!! البشر نفسهم أذي ، اخطر خطر واجه الارض من ساعه ما ربنا خلقها هي البشريه.!!
صعب لما تلاقي انسي نضيف ونقي زيك من جوا قبل من برا وده الي خلاكي ويخلي الي شبهك غنيمه لأي جني عشان يتمتع بجسمكم .. انما غير كدا مش هيرتاح لو شارك واحد نجس في جسمه..!!
تمتمت جميله بخوف وذعر من القادم وهي تشعر بالتقزز من وهل الفكره والصوره التي ارتسمت في مخيلتها لحجم الاسرار التي تخفي في ثنايا الزمن : يعني… اا انت..
: لا انا مش زيهم.. انتي بالنسبالي مش غنيمه..
انا عاشقكك
“جميله ” بحنق وهي تطالع الفراغ امامها وتلوح بيدها : يوووهه بردو بتقرأ افكاري..!!
: معملتش كدا بس قولتلك انا حافظك اكتر من نفسك، وعارف ان ده الي جواكي دلوقتي
تنهدت “جميله” بإستسلام : طيب هصدقك.. بس هو في زيك كدا كتير؟ واشمعنا انت مش زيهم؟
: زينا زيكم.. فينا الوحش وفينا الحلو .. فينا الي بيتغذي علي اذيه البشر ودمهم وفينا المسالم الي ميهموش انه يأذي حد.. عايش حياته وسط عشيرته وبيمارس حياته بهدوء
يمكن انا مش دايماً كويس بس مش دايماً وحش .. بأذي الي بيأذيني لكن غير كدا مليش اي هدف في اني اعذب البشر او اتغذي علي دمهم ..
“جميله ” برعب حقيقي وقد بدأت جسدها بالارتعاش: وهو فيكم بيشرب دم البشر؟
: لا ده حاجه بسيطه جمب حاجات كتير بلاش تعرفيها احسن .. ساعات الجهل بيبقا راحه..
كانت “جميله” موافقه علي هذا الرأي كثيرا فهي بالفعل لا تستطيع تحمل سماع الالعن من هذا وقد تجمدت دماؤها في عروقها بالفعل بسبب رعبها لتكمل مغيره مجري الحديث: هوو.. ااا.. هو انت عندك عشيره؟
انت تعرف عني كل حاجه بس انا معرفش عنك اي حاجه ومعرفش يعني ايه عشيره..!!
: عشيرتي هي اهلي وصحابي ومعارفي، زيي زيك بالظبط عندي قرايب وصحاب ومعارف وعايش وسطهم زي ما انتي عايشه وسط اهلك
بس انا عشريتي من اقوي عشاير الجان .. انا ابن ملك ملوك الجان واميرهم .. قوتي تضاعف ألف جني بس انا صعب انكم تستعدوني لو انا مش عايز ده وصعب انكم تستعدوا حد من عيلتي لان قوتنا اكبر ما تتصوروا مستحيل نخدم غير انسي واحد بس
“جميله” بفضول : مين؟
: سيدنا سليمان.. الانسي الوحيد الي امره نافذ علينا
” جميله” بإستمتاع فقد اعتادت الوضع واصحبت تنلذذ بمعرفتها لكل تلك الاسرار، نعم كانت تحلم منذ زمن ان يصبح لها صديق او اي شخص يأخذها من يدها كالطفله لتستكشف معه الحياه وتتعلم من خبارتها.. و ها قد تحقق حلمها حتي وان كان ليس مثل ما تخيلت تماماً فها هي تستكشف ولكن ليس عالمها ولكن عالم اخر غامض خفي لأول مره تتعرف عليه..!!
: طيب قولي بقا هو انت عندك اخوات وصحاب كدا؟ واسمهم ايه؟ وعندهم كام سنه؟
: عندي اخين واخت، دهشان وده الكبير عنده ألفين وميه سنه وبيحكم قبيله في الجنوب ، وبعده جامح ده عنده ألفين سنه وده بردو بيحكم قبيله الجنوب الشرقي وبعد كدا انا واخر حاجه اختي بنت المقاق ودي عندها ألف الا متين سنه
اتسعت حدقتي جميله بصدمه احقيقه هذه الارقام ام دعابه؟!…
“جميله” بصدمه: ألفين وألفين ميه وألف الا متين ايده ازاي..!!
: احنا مش زيكم، اعمارنا اطول منكم وايامنا اسرع منكم الشباب بيتراوح اعمارها مابين الالف ونص والافين والاطفال مابين الميه لحد سن اختي وبعد كدا الكبار من بعد التلت تلاف سنه..
“جميله” بإندهاش : وعلي كدا انت عندك كام سنه؟
: ألف و سبعوميت سنه ..
“جميله”: يعني انت كدا لسه شاب بالنسبالكم..!! بس مش بتحكم قبيله انت كمان؟
: انا الاقرب للملك ناصور بدير معاه شئون قبيلتنا وشئون الجان اجمع .. انا امير و حاكم في نفس الوقت
“جميله ” بفضول فكل هذا جديد عليها تعيشه لأول مره فقد وجدت من يئانس وحدتها وهذا ما ضغط علي الوتر الحساس عندها لتترك العنان لنفسها قليلاً بأن يكون لها رفقه كمان حلمت دائماً حتي وان كانت الرفقه ليست من عالمها
: تعرف.. انا نفسي اشوفك اوي…!! نفسي اشوف عالمك ده واشوف حياتكم..!!
: مش هتقدري..
احنا لما بنحب نعاقب انسي بنظهرله..!!
خدي بالك الفضول ساعات ممكن يأذيكي..
متحاوليش تعرفي الي ملكيش فيه وإلا هتخسري اكتر ما هتكسبي
“جميله” وقد بدأت تتثائب وفردت ظهرها فوق الفراش وهي تهتف بنعاس : هو انت هتفضل معايا علي طول وهقدر اكلم معاك كده دايماً؟
: مش دايماً هقدر ابقا معاكي لأني زي ما قولتلك امير وحاكم في عالمي و ورايا إلتزامات ولازم اخد حذري ان محدش يحس بحاجه
عشان مش هقدر اتمنع عنك..
“جميله ” وهي تتثائب مجدداً وتدثر نفسها في الفراش وتقول بنعاس وهي نصف مستيقظة
: لا مش عيزاك تتمنع عني..
لتشعر بأنفاس حاره ولمسات رقيقه فوق جسدها وصوته الغليظ بأذنها بات اوضح وادفئ : محدش يقدر يمنعني عنك يا جميله..
وقد كانت كلماته اخر ما دلف لأذنها قبل ان غطت في سبات عميق تاركه المجال لعضلاتها ان تتراخي بإرهاق وشعرها يتبعثر فوق وسادتها بحريه لتدلف لعالم الاحلام التي بات حقيقه بالنسبه لها فها هي في ليله وضحاها انقلبت حياتها رأسا علي عقب واصبحت اشبه بالخيال وتحققت احلامها حتي وان كانت بطريقه غريبه بعض الشئ ولكنها في الاول والاخر قالت بداخل ذهنها انها قد حصلت علي رفيق حتي وان كان ليس مرئي ولكن يكفيها ان تتحدث وتجد من يجيبها فهي سأمت مؤخرا التحدث لممتلاكتها لشعورها الشديد بالوحده

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عشق امير الجان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *