روايات

رواية فقدان في الذاكرة الفصل السابع عشر 17 بقلم وردة رضا

رواية فقدان في الذاكرة الفصل السابع عشر 17 بقلم وردة رضا

رواية فقدان في الذاكرة البارت السابع عشر

رواية فقدان في الذاكرة الجزء السابع عشر

فقدان في الذاكرة
فقدان في الذاكرة

رواية فقدان في الذاكرة الحلقة السابعة عشر

أردف بحزن وألم :
– كنت عايزنى أعمل ايه ؟! اروح اقوله أنى كنت عارف أهلك وحرمتك منهم طول السنين دى ؟!
إجابه بنبره يملأها الخذلان :
– أنا إلى الآن مازالت لا أعرف لما فعلت هذا يا أبى ،لم أتخيل يومآ انك تفعل مثل هذا الشئ ،لقد خيبت أملى
أردف قائلآ بحزن وشعور الندم يأكله من الداخل :
– انت مش عارف حاجه يا أدم ،كل اللى عرفته لغايه دلوقتى حزء صغير من الحقيقه ،اللى كنت مضطر أخبيها عن مالك طول السنين دى عشان احميه منهم ،أفهم كان لأزم يبعد عنهم ،ولو مكونتش عملت كده كانوا هيخلصوا منه ،ازاى كنت هخليه يعيش مع دول
بتر حديثه قائلآ بصدمه :
– ماذا تعنى بذلك؟ حقآ كانوا يريدون التخلص منه ؟!
أردف قائلآ بصدق حقيقى :
-أنا لو مكونتش بعدته عنهم مكانوش هيسيبوه عايش ،أنا حميته منهم ،وحافظت على حياته واعتبرته ابنى
إجابه بأستنكار وملامح الغضب باديه على وجهه :
– كنت تستطيع مساعدته بطرق أخرى بدلآ ان تجعله فردآ من عائلتك بالكذب عليه والتورط معهم
أردف قائلآ
– أنت مفكر انى اتورطت معهم بمزاجى؟! انت تصدق أن أبوك ممكن يعمل حاجه زى كده؟! للأسف لعبوا عليا لعبه وأنا صدقتها ،ولو كنت قولت الكلام دا محدش كان هيصدقنى زى ما انت بالظبط دلوقتى شاكك فى ابوك
أردف بأسف :
– أعتذر يا أبى أنا لم اقصد ذلك حقآ
أردف والده بحنان وهو يربت على ذراعه :
– أنا عارف ان الموقف صعب عليك ،وعرفت حاجات مكانش لأزم تعرفها ،بس للأسف مفيش فى أيدى اى دليل اقدر اثبت بيه كلامى غير انك تصدقنى
أمسك بيد والده يقبلها ثم أردف قائلآ بندم :
– أنا أثق بك يا أبى ،وأعلم جيدآ ان ما تقوله هو الصدق
لقد أخطأت فى حقك سامحنى يا أبى
أردف والده بأبتسامه زينت ثغره بعد سماعه كلمات ابنه قائلآ بهدوء :
– عايزك توعدني بحاجه
سأله فى تعجب :
– بما أعدك ؟
إجابه والده بهدوء :
– أوعدني ان مالك ميعرفش اى حاجه عن ماضيه ،وانه يفضل سر ما بينا ومش لازم اى حد يعرفه ،حتى أمك مش لأزم تعرف دى ممكن يجرالها حاجه لو اخوك بعد عنها ،وأنا كمان مش هقدر اشوف اى نظره عتاب منها ،حتى انت هتقدر تبعد عن أخوك؟!
أردف قائلآ بثقه :
– أعدك يا أبى إن لا يعرف أخى بشى ولن اجعله يبتعد عنا
********************************************
كان الصمت مازال يسيطر على المكان ،وبالطبع لم تخلو من نظراتها المنزعجه ،فلم يستطع ان يصمت اكثر من ذلك وأردف قائلآ بغضب :
– بطلى تبصيلى بالطريقه دى
طالعته بنفس النظره دون كلام ،تجاهل نظراتها الغاضبه وأقترب مقابلآ منها يجز على أسنانه وأردف بنفاذ صبر :
– وبعدين معاكى ؟!
نظرت تجاهه محدقه به بغيظ وأردفت قائله ببرود :
– عايز ايه ؟
أردف قائلآ بضيق :
– هو اى دا اللى عايز ايه ؟
رمقته ببرود وأردفت بحنق :
– انت مش طلبت منى متكلمش ،عايز ايه بقى دلوقتى؟!
لوى شفتيه بأستنكار وأردف بسخريه :
وانتى ما شاء الله بتسمعى الكلام أوى ،ما انتى لو تبطلى أسلوبك دا مش هقولك كده ،بس ازاى ملاك تعدى يوم واحد بسلام !!
إجابته سريعآ بأنزعاج :
– انت جيت عند ملاك واتكيت عليها أوى ..ضيقت ما بين حاحبيها قائله بشك – قصدك ايه يعنى ؟! على فكره بقى أنت اللى من ساعه ما دخلت المستشفى وانت اللى اتغيرت ومبقتش عارفه مالك ولا قادره افهمك
سألها فى إستنكار :
– أنا امتى اتغيرت معاكى ياملك ؟!
أردفت بعدم رضا :
– شوفت اديك متغير ….
بتر حديثها قائلآ بتعجب :
– هو أنا لسه قولت حاجه؟!
ربعت يديها وهى تقول فى تهكم :
– لا قولت بس انت اللى مش واخد بالك
سألها فى تعجب :
– قولت ايه؟!
أنا مش فاهم حاجه؟!
نظرت إليه بعيون واسعه وهى تجيب ببرود :
– معرفش ،شوف انت قولت ايه وأعرف بنفسك
أردف بنبره حاول جعلها هادئه :
– ملللك
تجاهلته ملك ولم ترد عليه وهذا آثار غضبه فأردف بنبره غاضبه خرجت رغمآ عنه :
– بناديكى ،عامله نفسك مش سمعانى ؟
شبكت يديها فى بعض واشاحت بوجهها بعيدآ ..طالعها بتعجب من غضبها المبالغ وأردف قائلآ بسخريه :
– مبتردش عليا ليه؟! أسمك اتغير وأنا معرفش؟!
جاوبته بامتعاض :
– متغيرش ،أنا نازله اجيب حاجه من الكافتيريا اجبلك معايا ؟ قالت تلك الكلمات وهى تفتح باب الغرفه
أردف بحنان – ملاك
التفتت إليه تضيق عينيها بغيظ :
– يعنى انت كنت بتعمل كده عن قصد عشان تضايقنى
أردف بهدوء :
-حبيت اشوف رده فعلك ايه ،هتضايقكى ولا مش هتلاخظى
اردفت بتهكم :
– وبالنسبه للملزقه كنت بتشوف رده فعلى برضو؟!
أردف بهدوء :
– الموضوع دا هنتكلم فيه لما اخرج من هنا
أردفت بتفهم – تمام
********************************************
فى أحد الاحياء الشعبيه داخل شقه بمنزل متواضع كانت تجلس فى غرفتها عندما اقتحم أخيها الغرفه بملامح لا تبشر بالخير قائلآ بغضب :
– عايز فلوس
نظرت إليه بعدم اكتراث وأردفت بضيق :
– مش معايا
أردف بغضب :
– يعنى ايه مش معاكى ،اومال شغل ايه دا اللى قرفانا بيه كل اليوم ،وبعد دا كله فى الاخر بتقوليلى مش معايا أمسكها من ذراعها بقوه يصيح بها فى غضب :
– بتودى فلوسك فين يابت انطقى ؟؟
حاولت التملص من يديه وهى تقول بألم :
– اه سيب أيدى حرام عليك ،مش مكفيك انك مشطب على المرتب بتاعى كل أول شهر وواخد شقايا وتعبى ،كمان عايز تخلى سيرتنا على كل لسان
أمسكها من شعرها بقوه ونبره صوته اصبحت عاليه قائلآ بغضب :
– اخرسى ياقليله الأدب بتكلمى اخوكى الكبير كده ..
بترت حديثه وهى تقول بسخريه لاذعه :
– ولما انت عارف انك أخويا الكبير مش بتنزل تشتغل ليه وترحمنى أنا وامك الغلبانه ،يا أخى حرام عليك بقى أنا تعبت حس على دمك شويه ،أنا بنت عارف يعنى ايه بنت ،وبدل ما تكون سندى وضهرى بتستقوى عليا
لوى شفتيه بقرف وأردف ببرود :
خلصتى؟! هاتى الفلوس مش فاضى اسمع البوقين الخايبين اللى حفظاهملى
أردفت بعصبيه :
– قولتلك مش معايا انت ايه مبتفهمش اجبلك منين المرتب لسه منزلش ،هو مين فينا الراجل أنا ولا انت
هى دى الرجوله بالنسبالك اشتغل واصرف عليك ؟!
صفعها بقوه على وجهها فتراجعت للخلف ووضعت يديها على خدها بخوف قائله بدموع تغرق وجهها :
-انت مفكر انك لما تضربنى كده هتبقى راجل …
لم تكمل حديثها وأمسك بشعرها بقوه حتى كاد ينقطع فى يديه وصفعها هذه المره بقوه أكبر قائلآ بغضب :
– قولتى أنى مش راجل أنا هوريكى بقى هعمل فيكى ايه ..أردف بتلك الكلمات ،وانهال بالضرب عليها بكلتا يديه ،ظل يزيد من ضربها وهى لا تقوى على فعل شئ سوى البكاء ،نزلت دموعها بقهر وهى تصرخ من الوجع
دلفت الأم سريعآ إلى الغرفه عندما استمعت إلى صرخات ابنتها ،تحاول ابعاده عنها وهى تترجاه ان يترك اخته قائله بخوف :
– سيب اختك يابنى حرام عليك هتموت فى ايدك
لم يستمع لها وهدر بها بصوتآ عالى يقول بغضب :
– متدخليش انتى ياما ،أختى وبربيها ما انتى لو كنتى ربيتها مكانتش قلت ادبها على اخوها الكبير بس أنا هعرف ازاى اعلمها الأدب من اول وجديد ..أردف بتلك الكلمات ونهض بعيدآ عنها يبحث عن حقيبتها لكنه لم يستطع أيجادها نفخ بضيق قائلآ بصراخ :
– فين الزفته الشنطه بتاعتك يا أختى ؟؟
صمتت ولم تجيبه واكتفت برمى النظرات الغاضبه
أردف بتحذير :
– اخلصى ولا اجى أكمل عليكى ..قال تلك الكلمات وهو يقترب منها من جديد لكن يد والدته منعته قبل ان تصل إليها وهى تقول بتوسل لابنتها :
– قوليله يا زينب فين الشنطه عشان خاطرى يابنتى
اردفت بصعوبه :
– اهى عندك فى الدولاب
أبتسم لها برضا واتجه ناحيه خزانه ملابسها يبحث عن حقيبتها حتى وجدها ،فتحها واخد كل ما بداخلها ووضعهم فى جيب بنطاله واستدار إليها قائلآ بتهكم :
– اهو كده تعجبينى ،بعد كده ابقى اسمعى الكلام من أول مره احسنلك ،اديكى اضربتى لما عاندتى ومستفدتيش حاجه من طولت لسانك ،وفى الاخر خدت اللى أنا عاوزه برضو ..أردف بتلك الكلمات وترك الغرفه صافعآ الباب ،وبعد خروجه اقتربت والدتها منها تمسد على ظهرها بحنو تبكى على حال ابنتها قائله بحزن :
– حقك عليا يابنتى ،أنا السبب فى كل دا ،لو كنت عرفت اربيه كويس مكانش بقى دا حاله ولا كان يفكر يمد ايده على أخته ،سامحينى ياضنايا مفيش فى أيدى حاجه اعملهالك غير أنى ادعيله ربنا يهديه ويحنن قلبه عليكى
********************************************
كانت فى طريقها للصعود على السلالم عندما تفاجأت بأحد يسحبها من يديها وقبل أن تصرخ وضع يديه على فمها محذرآ إياها بالسكين الموضوع بجانب عنقها
بلعت ريقها برعب وهى تفتح عينيها على وسعهم عندما رأت الشخص الواقف أمامها ،انتفضت من الخوف بين يديه ،وعندما رأى هو نظره الخوف الظاهره على ملامح وجهها أبتسم بتهكم قائلآ بهدوء مميت :
– مالك مستغربه ليه؟ كنتى مفكرانى متت مش كده؟
حركت رأسها يمين ويسار برفض وهى على وشك البكاء
– ايه مش عارفه تتكلمى سورى نسيت ..أردف بها بسخريه وهو يبعد يديه من على فمها ،ولكن اليد الاخرى الممسكه بالسكين مازالت على رقبتها
تنفست براحه وهى تنطق حروفها ببطئ شديد :
– عمرررر
إجابها بغضب :
ايوه عمر ،ايه كنتى مفكره خلصتى منى بالسهوله دى
أردفت بدون وعى :
– يخربيتك هو انت لسه عايش ؟!
وضعت يديها سريعآ على فمها عندما أدركت ما تفوهت به ،والاخر يرمقها بنظرات غاضبه يود قتلها فى الحال لكنه بصعوبه يمنع نفسه زفر بضيق يقول بغضب :
– مش هتعرفى تخلصى منى بسهوله مش قبل ما اخلص منكم
تحدثت بألم من السكين الذى جرحها بشده :
– انت عايز منى ايه دلوقتى ،عايز تموتنى؟؟
نظر إليها ببرود يجيبها بهدوء مريب :
– تؤتؤ لسه مجاش وقتك متخافيش أوى كده ،اومال لو عملت كده ..أردف بتلك الكلمات وجرحها جرح بسيط بجانب عنقها على أثره تألمت ،ولكنها أظهرت عكس ذلك
تطالعه ببرود مما آثار حنقه وأردفت قائله بتهكم :
– اومال انت جايبنى هنا ليه؟! والسكينة دى حاططها على رقبتى ليه لما انت مش عاوز تموتنى ؟!
أردف بسخريه :
– أنا لو عاوز اموتك هجيبك لغايه هنا وارفع السكينه على رقبتك ليه ،ما كان زمانى مخلص عليكى ،مش هقف احكى معاكى واهددك بالكلام ،واظن انتى جربتى
نظرت إليه بفزع وأردفت بخوف :
– بس انت لسه حاطط السكينه على رقبتى
إجابها فى برود :
– أصل حابب نظره الخوف اللى فى عينيكى
أردف بتلك الكلمات وابعد السكين وهو يقول بهدوء :
– أمشى
تراجعت “ملك” عده خطوات إلى الخلف قائله بتلعثم
– أمشى يعنى أمشى
أردف بنفس الهدوء – أمشى ،وما أن استمعت إلى جملته حتى هربت من أمامه سريعآ دون اى كلمه تتلفت خلفها ********************************************
فى مكان أخر كان مستلقي على فراشه عندما أتت مكالمه إليه جعلته يستفيق من نومه بملل ،أمسك بهاتفه وهو يجيب بأنزعاج :
– عايز ايه على الصبح ؟!
إجابه ببعض من الخوف :
– عندى اخبار ليك مش حلوه
سأله فى تعجب :
– اخلص وقول اللى عندك
أردف بتردد :
– مممممالك
هتف بحنق :
– ماله سى زفت المرادى
إجابه بخوف والكلمات تخرج منه بصعوبه :
############################
انتفض من مكانه قائلآ بغضب :
– انت بتقول ايه ياحيوان ! جبت الكلام دا منين ؟!
انت متأكد من كلامك ؟
إجابه سريعآ :
– ياباشا طبعآ متأكد من كلامى ،لو مش متأكد مكونتش قولتلك ،أنا عينى عليه وأول ما اتأكدت اتصلت بيك
سأله فى اهتمام :
– وهو فينه دلوقتى ؟
أردف بهدوء :
– فى مستشفى ########
– اقفل باخبارك اللى زى الزفت دى على الصبح ..أردف بتلك الكلمات الغاضبه وأغلق فى وجهه الهاتف متوعدآ لمالك وهو يقول بحقد :
– ماشى يامالك الصبر حلو اما وريتك
********************************************
كان يجلس يتناول الفطور عندما دلف الخادم يخبره بأن هناك من بالخارج يريد مقابلته ،فأذن له بالدخول قائلآ بهدوء :
– دخله ومتخليش حد يدخل علينا ..امأ له فى صمت وخرج سريعآ ،ليدخل بعد ثوانى شخص قائلآ بأحترام :
– صباح الخير ياباشا ،أسف لو جيتلك من غير ميعاد ،بس عندى اخبار مهمه وكان لأزم تعرفها …..
بتر باقى حديثه قائلآ بأيجاز :
– أخلص وقول اللى عندك ؟
إجابه فى خوف :
– عرفتلك اخيرآ مكان مالك فين
سأله فى إهتمام :
-لقيته فين ؟!
ابتلع ريقه برعب يحاول تنظيم أنفاسه المضطربه قبل ان يفجر كلماته الصادمه ،وحمحم بتوتر قائلآ بتلعثم :
– احم ياباشا هو يعنى
أردف بحده :
– ما تتكلم يابنى أدم انت ،هو أنا هسحب منك الكلام ؟!
نطق كلماته فى خوف :
– مالك فى المستشفى بتاعتك يافهد باشا
وما ان استمع إلى تلك الكلمات حتى نهض من مكانه يضرب الطاوله التى أمامه بغضب شديد قائلآ بأستنكار :
– انت قولت ايه ياحيوان ،ازاى يعنى فى المستشفى بتاعتى ،وانتوا كنتوا فين يابهايم نايمين على ودانكم
أردف فى قلق :
– ياباشا والله ما حد كان يعرف ،أنا لسه عارف الخبر دا النهارده ،ومحدش من الرجاله كان عنده علم بوجوده فى المستشفى …..
بتر حديثه قائلآ بصرامه وهو يسحبه من تلاتيب قميصه :
– ازاى يعنى ياحيوان متعرفوش ،اومال دخل المستشفى ازاى ،كان متخفى ؟!
إجابه فى خوف :
– ما هو مدخلش بأسمه الحقيقى ،دخل بأسم مزيف
استشاط من الغضب وفقد أعصابه قائلآ بحده :
– أنا مشغل معايا شويه بهايم ،نفسى اعرف انتوا لازمتكم ايه ؟ازاى قدر يدخل المستشفى من غير ما تاخدوا خبر بوجوده
أردف بتوتر :
ياباشا والله …….
بتر حديثه قائلآ بغضب :
– انت تخرس خالص حسابك لسه مجاش ..ثم ازاحه إلى الخلف بغضب قائلآ بأمر :
– تروح حالآ تجمعلى كل الرجاله ،عايزهم قدامى خلال ربع ساعه ،يلا غور من قدامى أعمل اللى قولتلك عليه
امأ رأسه فى خوف وانصرف من إمامه مسرعآ لكى ينفذ ما طلبه منه ،وبعد خروجه ضرب الطاوله التى أمامه ورمى كل ما عليها قائلآ بصوتآ عالى يملؤه الغضب :
– مش هرحمك يامالك ،مش فهد اللى تستغفله ،مش فهد
ظل يردد تلك الكلمات فى غضب وهو يتوعد له
********************************************
دلف إلى المستشفى ثم إلى مكتبه يراجع بعض حالات المرضى وأثناء انشغاله دلف الساعى بعدما سمح له بالدخول ،ووضع فنجان القهوه على المكتب وكاد ان ينصرف لكن اوقفه صوت سفيان قائلآ بهدوء :
– ابعتلى زينه
إجابه فى أحترام :
– لسه مجتش يادكتور
تعجب سفيان من غيابها واردف قائلآ بهدوء :
– تمام تقدر تروح تكمل شغلك ،امأ له فى أحترام وانصرف إلى الخارج ،تسأل سفيان عن سبب غيابها فهى لأول مره على غير عادتها تغيب عن العمل ،لم يهتم كثيرآ وعاد يستكمل عمله ،وبعد أقل من ساعه جاءته مكالمه تخبره ان هناك عمليه ويجب عليه التوجه إلى غرفه العمليات ،فنهض من مكانه وتوجه سريعآ إلى الأعلى ،وما ان دخل إلى غرفه التعقيم حتى تفجأ بوجودها ،لم يشغل نفسه وبدأ فى العمليه وبعد عده ساعات انتهى اخيرآ زفر براحه ،وقبل ان يصعد إلى مكتبه لمح بعينيه زينب تذهب إلى غرفه الممرضين فلحق بها وهو يوقفها قائلآ بهدوء :
– زينب
التفتت إليه وما ان رأى وجهها حتى صعق من منظرها وحينما رأت صدمته أدركت انها تناست ان تضع الكمامه على وجهها وقبل أن تنطق بأى شئ بتر سفيان حديثها قائلآ بتعجب :
– ايه اللى عملك فيكى كده ؟!
توترت زينب ولم تعرف ماذا تجيبه فقررت الكذب عليه
– مفيش عملت حادثه بس الحمدلله محصلش حاجه
نظر سفيان إليه فى شك وهو يقول بتعجب :
– حادثه ايه دى اللى تورم وشك بالشكل دا؟!
إجابته فى توتر :
– ما أنا اصلى وقعت على وشى
ضيق ما بين حاجبيه غير مصدق كلامها قائلآ بهدوء :
– قولتيلى بقى انك وقعتى على وشك ،طيب تعالى اخلى الدكتور يشوفك ويكتبلك على اى حاجه تحطيها على أقل تخفف من الورم دا شويه
إجابته سريعآ بنفى :
– لا ،ما أنا قبل ما اجى الشغل ،روحت كشفت وهو كتبلى على مراهم
أردف فى هدوء :
– المهم انك بخير بعد كده ابقى خدى بالك
حمدلله على سلامتك
أردفت فى أحترام :
– الله يسلمك يادكتور سفيان ..القى بعد النظرات عليها وغادر المكان ،اما عنها فبعد خروجه زفرت بحزن على حالها وقد تناست آلمها ولكنها لن تنسى ابدآ نظره الشك التى رأتها داخل عيونه ،لعنت أخيها داخلها مئات المرات فهو دائمآ ما يوقعها فى مثل تلك المواقف بعد تعديه عليها بالضرب ،جلست مكانها تتذكر العذاب التى عانته منه طوال السنوات الماضيه تقول بحزن يارب أنا تعبت
********************************************
دلفت إلى الغرفه سريعآ تقف خلف الباب مما آثار تعجبه من هيئتها ،كانت تقف أمامه تنهج وكأنها أتت من سباق والخوف ظاهر على معالم وجهها فأردف قائلآ فى قلق :
– مالك شكلك عامل كده ليه ؟! وبتجرى من ايه !!
بلعت ريقها بخوف وهى لا تقوى على الحديث ،مما زاد من قلقه عليها وأردف قائلآ فى تعجب :
– انتى ساكته ليه ومتتكلميش !! فى ايه؟!
حاولت التكلم ولكن الخوف مازال مسيطر عليها وقدمها لم تعد تقوى على الوقوف فجلست على أقرب كرسى
بجانبها ،وهى تحاول ترتيب كلماتها وقبل أن تجيبه ،بتر مالك حديثها قائلآ وهو يقترب منها والقلق بادى عليه :
– ايه اللى عورك فى رقبتك كده؟! والطرحه مالها مش مظبوطه كده ليه ؟
وضعت يديها سريعآ على مكان الجرج تقول بتوتر :
– مش عارفه اتعورت ازاى
أمسك بمنديل واعطها إياها قائلآ بهدوء قبل العاصفه :
– أمسكى دا وحطيه على مكان الجرح واضغطى عليه كويس ،ها قوليلى بقى مين اللى عمل فيكى كده ؟
إجابته بتوتر :
ما أنا قولتلك ……
بتر حديثها قائلآ بأستنكار :
– دا جرح سكينه ،عايزه تفهمينى انك اتجرحتى من سكينه ،ومحستيش بيها وهى على رقبتك ؟! مين اللى عمل فيكى كده ياملاك ؟
نظرت إليه فى يأس فهو استطاع كشف كذبتها فلم تجد
أمامها سوى قول الحقيقه فأردفت قائله ببساطه :
– هو انا مقولتلكش ،مش عمر طلع عايش
سألها فى تعجب :
– عمر مين ؟!
إجابته بالامبالاه :
– عمر نفسه اللى ضرب عليك النار
هتف بأستنكار :
– ازاى !! وعمر مات
إجابته بسخريه :
لا ما هو طلع عايش على حظى
سألها فى غضب حاول السيطره عليه :
– وهو اللى عورك كده ؟؟
إجابته فى سخريه :
– يعنى أنا اللى عورت نفسى كده !
نظر إليه وأردف بتهكم :
– ما انتى كنتى عاملالى فيها سبع رجاله فى بعض ،اشمعنا دلوقتى خوفتى
تحدثت بخوف :
– دا كان قبل ما اعرفك واتبهدل البهدلة المنيله دى ،امتى ربنا يتوب عليا بقى ..نظرت إليه وأردفت ببكاء مزيف :
– دا حالف يموتني منك لله يامالك
أمسك بيديها دخل يديه وأردف بحروف مطمئنه وهو ينظر داخل عينيها :
– محدش يقدر يقرب منك ولا يأذيكى طول ما أنا موجود ،مش عايزك تخافى من حاجه
أردفت بدون وعى :
– اه بأماره ما كنا هنموت سوا ،انت حياتك دى كلها أكشن مفيش هدوء مفيش سلام ،أنا من رأيى …..
بتر حديثها وهو يرفع أحدى حاجبيه قائلآ بأنزعاج:
– أنا من رأيى تسكتى خالص ،أنا غلطان أنى مقطعتش لسانك دا لغايه دلوقتى
نظرت إليه بغضب طفولى واردفت قائله بغيظ :
– مبدائيآ كده وطى النبره دى ،ثانيآ متزعقش
أردف وهو يجز على أسنانه بغضب :
– كلمه كمان وأنا اللى هخلص عليكى ،الصبر يارب
قطع حديثهم أنقطاع الكهرباء عن المستشفى بأكملها ،فأنكمشت “ملك” على نفسها تسأله بتعجب :
– هى شغلانه كل شويه الكهربا تتقطع هنا ،دى مستشفى ازاى وفيها مرضى ،ايه النظام اللى زى الزفت دا ..لكنها توقفت فجأه عن الكلام كأنها تذكرت شئ تنظر حولها قائله بخوف : – أنا شوفت المشهد دا فين قبل كده!! بلعت ريقها برعب وهى تندب حظها قائله بسخريه :
– من يومين بس ،لا كده كتير ،هو أنا لسه فوقت من الجرح الاولاني عشان يبقى فيه جرح تانى ،أنا هلاقيها منك ولا من عمر ولا من دول ،أعمل ايه ياربى
أشار لها مالك بالصمت قائلآ بصوت منخفض غاضب :
-هشششششش وطى صوتك ،مش وقت ندب ..قطع حديثه عندما استمع إلى صوت هاتفه يرن فأمسك به يجيب على المتصل الذى ما أن سمع صوته حتى انصدم ،ولم يعطيه فرصه وأردف قائلآ بأمر :
– تنزل تقابلنى حالآ ،والا هخلى رجالتى يخلصوا عليك أنت والحلوه ..قال تلك الكلمات وأغلق الهاتف فى وجهه …………………………………………………………..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية فقدان في الذاكرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *