رواية عشق امير الجان الفصل الثامن 8 بقلم فرح ابراهيم
رواية عشق امير الجان الفصل الثامن 8 بقلم فرح ابراهيم
رواية عشق امير الجان البارت الثامن
رواية عشق امير الجان الجزء الثامن
رواية عشق امير الجان الحلقة الثامنة
مرت عده ايام عادت فيهم علاقه كل من جميله و والديها لطبيعتها واصبحت تتعامل معاهم بحريه من جديد تنهال عليهم بالاحضان والقبلاب بينما تكتم نوبات ضحكها علي اغتياظ سيمرائيل الذي لازمها اربعه وعشرين ساعه فوق الاربعه وعشرين ساعه في اليوم وكأنه من سكان المنزل ولكنه ساكن خفي لا يراه إلاه من اباح له رؤيته فقد كان دائما بجوارها او يقف امامها خلف والديها وعيناه تنتق بالتحذير والغضب عند اقتراب جميله منهم فتكتم هي ضحكها وتقترب منهم بتمهل وعلي ثفرها ابتسامه تحدي فهي تعلم انه يجاهد حتي يصمد ولكنها تتلذذ بغيرته..
كما لاحظ والديها التغيير الجذري بها فهي اصبحت ازهي من ذي قبل وكأن تضاعف جمالها كما تضاعف جمال قلبها وروحها لتصدع ضحكاتها مهلله تزين يومهم بالبهجه والسعاده..
تودت علاقه جميله وسيمرائيل فاصبحت تنتظر الليل بفارغ الصبر حتي يخلد والديها في نوم عميق بينما هي تجلس بغرفتها تثرثر وتضحك وتمرح مع سيمرائيل الذي لم يترك تفصيله تخصها إلا لو اهتم بها.. كما كانت تعشق وقت الثرثره معه فهذه الاقاويل والاسرار بمثابه كنز…!
الان تعلم جيدا سر الجمله الشهيره عن الجان وهو انهم خلف كل شي غامض في هذه الدنيا..
بالفعل لقد تطورت معلوماتها بشكل فائق رغم ضئالتها في عالم الاسرار بالنسبه لسيمرائيل فهو كان يعطيها اقل القليل بحذز وليس اكثر من المستطاع والمباح ان تعرفه وبرغم ذلك كانت تصعق من وهل المفاجأه..
وبعدها تشعر بالتميز فهي تعلم ما لا يعلمه الكثير..
وبحلول المساء كانت جميله تتوسط الاريكه وسط والديها امام التلفاز بغرفه المعيشه في بيتهم وسيمرائيل يجلس امامها فوق المنضده الموضوع عليها التلفاز ويتأملها هو كمن يتأمل فيلم اكشن وتشويق مثير يعطي لها ولإنفعالاتها مع الفيلم كامل التركيز وعلي ثغره ابتسامه حالمه …
ومع انتهاء الفيلم دقت الساعه العاشره وكعاده اغلب قري الصعيد فهذه يعد وقت متأخر من الليل ولا ينبغي اطاله السهره اكثر من هذا.. لذا استعدوا للنوم جميعاً وتملكت جميله من دورها جيداً في تمثيل النعاس وانها ستخلد للنوم هي الاخري حتي دلف والدها لغرفتهم ثم بها ترقض بداخل غرفتها بلهفه وهي تغلق الباب من خلفها وتلتف نحو سيمرائيل المدد فوق خزنه الملابس بكل اريحيه ويضع كفيه اسفل رأسه ومع دخولها الملهوف انتفض واستند بمرفقيه حتي يعتدل من نومته ويراقبها بتسليه حين كانت تتلفت حولها بفضول تبحث عنه في جميع اركان الغرفه..
تركها هو قليلاً تدور حول نفسها وهي تبحث عنه حتي زفرت بضيق و وقفت في منتصف الغرفه بإحباط فهتف بها فجأه بصوت عالي نسبياً حتي يصلها : في حد يدخل علي حد الاوضه كدا؟
والله عيب الواحد مابقاش عارف يرتاح في البيت ده
كانت تقف في منتصف الغرفه تزفر بضيق واحباط ظناً منها انه رحل ولن يعود الا غداً وحماسها لسهره اليوم ضاع هدراً ولكن جائها صوته فجأه وشعرت انه يأتي من فوقها فشهقت بذعر اثر فزعتها و وضعت يدها فوراً فوق فمها تكتم شهاقتها حتي لا تصل صرختها لوالدها ثم تبعت مصدر الصوت وهي ترفع رأسها ببطئ وتحوم بعينها في اركان الغرفه حتي وقعت عينيها عليه فوق خزنه ملابسها لتتسع حدقتها وتشهق بصدمه قائله بذهول وبعفويه وهي تلوح بكفيها امام وجهها : اااييهه دهه؟!!! انت ايه الي طلعك فوق كدا؟ انت فاكر نفسك في جبلايه قرود..
عاد لتمدده ووضع يده خلف رأسه قائلا ببردو وهو يطالع السقف : والله هو ده الي عندي مش عاجبك اطلعيلي ونتحاسب
توسطت يدها خصرها وهي ترفع رأسها وتطالعه بغيظ وتحدي طفولي : لا مش هطلع انزلي انت
كادت ان تظن انها تتوهم انها تراه فوق الخزانه من تلهفها لسهرتهم بسبب اختغاؤه من فوقها في اقل من لحظه بين تحريكها لأهدابها..
اخذت تضيق عينيها فوق الخزانه وهي تحدث نفسها ببلاهه: ونبي انتي شكلك اتبهلتي يا جميله هو راح فين؟
_: لا انتي هبله طول عمرك يا روحي
جائها صوته من خلفها وبداخل اذنها فجأه لتنتفض وتشهق بفزع ثم وضعت يدها فوق قلبها تضغط عليه لعلها تحاول تهدأه انفاسها اللاهثه اثر فزعتها قائلا بعتاب : بسم الله، الرحمن الرحيم، حرام عليك قلبي كان هيقف يا سيمرائيل..!!
احاطت ذراعيه بخصرها من الخلف ثم جذبها ليصطدم ظهرها بصدره وينتقل لها دفئ جسده من بين احضانه بينما ادني وجهه منها حتي لامست شفتيه اذنها وهبطت انفاسه الحاره فوق عنقها قائلاً بهمس عاطفي متمهل….
: سلامه جلبك يا عشج ( عشق) سيمرائيل
قالها بنبره صعيديه خشنه يملؤها العواطب فكادت تهلكها، اتسعت حدقتها وألتفت تحدق به في صدمه لدقائق قبل ان تقول ببلاهه : طب والله موضوع انك جن ده في إنه، يا راجل قول كلام غير ده..
ضحك سيمرائيل برزانه ولكن كانت ضحكته جذابه مهلكه تعطي له وقار و وسامه قائلاً بغرور وهو يغمز بخبث : مش يمكن انتي الي كنتي واخده فكره غلط عن الجن وهما احسن من البشر؟
عند سماعها لحديثه تذكرت انها بعد غياب عن جامعتها لعده ايام تخللهما يومان العطله قررت ان تسترسل ذهابها ابتداءاً من الغد فأنه اول الاسبوع بعد انتهاء عطلتها وانه يعتبر سيكون اول لقاء حقيقي مع العالم الخارجي واول تعارف عليها من قبل زملائها فالأن سيمرائيل ازاح ستائره عن اعينهم بناءاً علي رغبتها وسوف يفتح الطريق لهم ليتعرفوا عليها ، ومعاملتها بل والتقرب منها كأصدقاء ان لم يتدخل سيمرائيل بالطبع..
تنهدت بثقل وظهر فوق قسمات وجهها الاحباط الذي لا يلائم جو المرح التي كان يحاوط بهم فاندهش سيمرائيل من رده فعلها ورفع انماله يتحسس وجنتيها برقه وهي لازالت بداخل احضانه يتفحص تعبيرات وجهها عن كسب وهو متهجم الوجه ويعقد حاجبيه بإندهاش ..!!
بدأ يختفي تدريجياً عندما علم ما وراء تخبطها هذا حين قالت بصوت خافت محبط : والله ان كان عليا فأنا خايفه من البشر كلهم..!! خايفه بعد ما هبدأ اتعامل معاهم ويشوفوني علي حقيقتي ما يحبونيش .. !! خايفه ومش عارفه اتعامل معاهم ازاي واقول ايه واسكت امتي..؟!..اكلم مين وابعد عن مين؟! .. خايفه اكون تقيله عليهم وان الاحسن ليا كان اني افضل لوحدي…
شعر سيمرائيل بخوفها من التعامل مع البشر فهي عاشت طوال حياتها تتجنبهم ويتجنبوها بسببه وبسبب تحصينه لها فخيم عليه الضيق للحظات انه كان سبب زعزعه ثقتها بنفسها هذه وتخبطها الداخلي وخوفها من المواجهه فزفر يضيق وهو يحاول الابتعاد عن الذي مضي فهو يريد الاخذ بيدها حتي تمضي قدماً محققه لنجاحات تسعدها وتعزز ثقتها بنفسها..
ضمها إليه بعاطغه حتي التصقت بصدره ثم مد انماله اسفل ذقنها ويرفع وجهها إليه برقه حتي تقابلت اعينهم فرأي بريق الدموع بهم
ابتسم لها بحنو مطمئناً اياها ثم همس امام عينها بعاطفه وقوه يحملان الاصرار معهم وصلوا لها بسلاسه و وضوح : اوعي تخافي من اي حاجه طول ما انا جمبك.. في كل وقت هتلاقيني في ضهرك ساندك وحميكي حتي من نفسك..
ابتسمت عيناها قبل وجهها وكادت نظره الاحباط ان تختفي فأبتسم هو براحه ثم تابع بتأكيد
: كل الي انتي خايفه منه ده اوهام.. !!
انا شايل هم يساوي جبال عالم الانس والجان في قلبي من الي ممكن يحصل..!! عشان عارف ومتأكد انك تخطفي القلب قبل النظر والكل الي يشوفك بيحبك..
ابتسمت هي تلقائي ابتسامه عريضه واخذت نفسها براحه وكأنه ازاح كتله من الصخر من فوق صدرها فكانت كلماته مطمأنه لها وكافيه ان تستعيد ولو القليل من ثقتها بنفسها..
فأبتسم هو علي بسمتها وتنهد براحه لتجاوزها حاله الحزن التي اصابته بالضيق من اجلها ومع تلك البسمه التي زينت شفتيها طاح عقله فقد ذادت شفتيها جاذبيه ولم يتردد لحظه لترك مشاعره تقوده حين هوي يطبع قبله شغوفه بجانب شفتيها لتتورد وجنتيها فوراً وتخفض رأسها بخجل ليبتسم هو بإستمتاع قبل ان يفك حصاره من حولها ويجذبها خلفه : تعالي
تحركت معه دون ادني كلمه او اعتراض فرأت انه يتوجه بها امام نافذه غرفتها التي لا تعلم متي انفتحت علي مصرعيها جال بخاطرها ذاكره ذلك اليوم المشؤوم وما رأته بخارج هذه النافذه من جسدها وهو يهوي فتراجعت تلقائياً وانتفض جسدها .. شعر هو برجفتها وخوفها ويعلم سببه بالتأكيد فألتف لها ثم احاط كتفها بيده قائلاً امام عينها بتسأول وغموض : جميله انتي خايفه وانتي معايا؟
ارتبكت هي وارتبكت نظارتها : اا.. ها؟ لل… اا.. لا اقصد لاا يعني ااا..
ابتسم هو مطمئناً لها ثم شد فوق كتفها حتي تلتصق بصدره ثم قال بقوه وصدق بثوا لها الامان والطمأنينه : انسي يا جميله واتأكدي ان مفيش اي حد يقدر يقربلك طول منا عايش ..
ابتسمت هي لجملته التي نجحت بالفعل في بث الراحه بداخل قلبها فأمائت له رأسها بهدوء ثم تحركت معه حتي وقفوا امام النافذه.. كان منزلهم يطل على شارع واسع كبير يفصل بين البيوت مسافات لا بأس بها .. كافيه للذي ينظر من خلالها ان يري ما خلف تلك البيوت التي كان معظمها من طابق او طابقين فقط مطليين بألوان هادئه من بين اللون السكري الغامق او الرصاصي الفاتح الذي يقرب للأبيض ويزين المدخل العواميد الشاهقه والبوابات الحديده الكبيره وهناك ما لا يزال علي الطوب البناء الاحمر .. كان بيتها يتوسط صف البيوت وامامه ميدان واسع وفي الجهه الاخري يواجهه مسافه بين بيتين يظهر منها علي بعد جبل شاهق في منطقه خاليه وشبه صحراويه وزين القمر السماء الصافيه من فوقه وكانت العتمه والسكون هم المسيطرين في هذا الوقت علي القريه فقد كانت كل الانارات مغلقه وبالتأكيد المحلات.. والبيوت اجمعها ساكنيها يغطون في سبات عميق فكان صوت الرياح وتخبط اوراق الشجر ببعضها يسمع بوضوح ..
اخذت جميله نفس عميق فقد اغراها السكون والهواء المنعش ثم ألتفت لسيمرائيل بدون فهم وقالت بتساؤل بلهجتها الصعيديه الخفيفه التي تزيدها جاذبيه وخفه وهي تراه شارد امامه
: في ايه؟ هو احنا واجفين كدا ليه؟
كان ذراعه لا يزال يحاوطها فنظر لها ثم رفع يده تجاه الجبل وهو ينظر لها قائلاً بصوت رخيم غامض : شايفه الجبل الي هناك ده؟
نظرت جميله في الاتجاه الذي تشير له يداه فرأت ذلك الجبل بوضوح ولكن استعصي عليها ان تفهم ما علاقته الان بحديثها فعقدت حاجبيها بدون فهم ثم نظرت له حيث كان لايزال يتابع ردود افعالها ويده ثابته نحو الجبل فتسائلت بفضول
: اها .. شيفاه بس ماله؟
_: انتي عليه دلوقتي..
كانت اجابته خرقاء بالنسبه لها ولم تستوعبها في بادئ الامر حيث نظرت له ببلاهه وهتفت به بعدم فهم : ها؟
ابتسم سيمرائيل بثقه ثم ازاح يده من فوق كتفها وابتعد عنها خطوه وهي لا زالت تحدق به ثم اشار حوله بكفه وهو يقول بتأكيد ويشدد فوق كلماته : انتي فوق الجبل يا جميله…
بدأت جميله تلف رأسها بتوجس وبطئ لتري الخلو يحيط بها من جميع الاتجاهات اخذت تدور حول نفسها بصدمه وهي تشهق غير مصدقه وتحاول الوصول لمنزلهم بعينها ولكنها لم تستطيع من تخبطها وصدمتها لتلتف له وكادت تخرج من تجويفها اثر صدمتها : ااا.. اننت… ااا.. ازاي ده حصل؟ و ااا.. ليه؟
كانت تنظر حولها بذهول من بين كلماتها فهي حقاً تقف فوق الجبل تشعر وانها تسبح في السماء وان مدت يداها ستستطيع لمس السحاب..
ابتسم هو بثقه وغرور متعجرف قال :ازاي.. انا معايا مينفعش ازاي..
ثم تابع وهو يتقدم بخطوات متمهله منها ويلتف خلفها ببطئ في حركه اربكتها حقاً من غموضه وفي حين اصبح بجانبها اخفض رأسه بجانب رأسها وهمس بأذنها بصوته الغليظ الغامض يتابع حديثه
: انما ليه.. عشان راحه جميله حببتي ..
عند انتهاء كلماته كان يقف خلفها وتشعر بأنفاسه الدافئه تخترق الهواء البارد وتصطدم ببشرتها خلف اذنها هبوطاً بأول عنقها..
عقدت حاجبيها بعدم فهم فغموضه القاتم وترها بشده : راحتي؟ انا مش فاهمه حاجه..!!
تنهد هو واخذ نفس عميق يملئ رأتيه بالهواء ثم زفره علي مراحل قبل ان يتحدث برزانه وهدوء وكأنه يتحدث لطفلته ولكن لم يخلو صوته من القوه ورجاحه العقل الذي دائماً تبهر جميله
: الحاله الي انتي فيها دي من الخوف وعدم الثقه بالنفس و الاحباط دي بسبب عدم اتزان الطاقه جوا جسمك..
كان حديثه منمق ومنطقي لكن جميله لم يصل لها سبب قدومهم الي هذا الجبل الي الان فألتفت له لتطالعه بنظرات فضوليه تحثه علي استئناف حديثه لتظهر شبح ابتسامه خافته فوق ثغرة قبل ان يتابع بشرح منمق رزين ولكن بنظره حب وعاطفه كأنها صغيرته التي يأخذ بيدها حتي يعلمها اول خطوات المشي …
_: احنا في جسمنا سبع شاكرات للطاقه او عجلات الطاقه ..
السبع عجلات دول كل واحده ليها اسم و وظيفه وعدم الاتزان في واحده منهم بيؤدي لخلل في وظايفها.. وحاله الخوف وعدم الثقه بالنفس والاحباط الي عندك دي متعلقه ب عجله الطاقه
” مانيــبورا” او الضفيره الشمسيه ودي مركز قوه الشخصيه والتطور النفسي..
والاختلال في توازنها بينتج عنه عدم الثقه بالنفس والقلق والخوف من مواجهه الاخرين وده بيؤدي للشعور بالأحباط والاكتئاب .. انما في حاله اتزانها دي بتعزز الثقه بالنفس وبتدعم الذكاء وضبط النفس.. عشان كدا الدكاتره النفسيين عندكم بتنصح “باليوجا” عشان بتشتغل علي تصفيه الذهن وضبط الطاقه في الجسم وده هيوازن عجلات الطاقه وبالتالي البني ادم هياخد احسن النتايج…
كانت تستمع له بإنبهار حقيقي مما تتعلمه الان فهي حقاً لم يكن ليتخيل لها في يوم ان الاضطرابات النفسيه وحاله التخبط التي تصيبها دائماً ولا تعرف سببها او الشعور المفاجئ بالاكتئاب وعدم الثقه بالنفس هذا ممكن ان يكون بسبب عدم اتزان الطاقه فقط ليس إلا ..!!
وانها ببعض الراحه وتصفيه الذهن وتجديد طاقتها تستعيد اتزانها الداخلي وتعود افضل من ذي قبل…
تنبهت حواسها حين اردف قائلاً بحزم
: ودلوقتي لازم نعزز اتزان الطاقه في الضفيرة الشمسية ونجدد طاقه جسمك ومش هينفع تعملي ده غير لما تقدري تصفي ذهنك و توصلي لمرحله هدوء روحي باطني..
ثم تراجع عده خطوات للخلف وهو يشير بيده حوله وللسماء وتابع بثقه وهو يغمز لها بعبث
: وعلي ما اظن مفيش احسن من سيدنا محمد {ص} ناخده قدوه لما كان بيتعبد في غار حراء وبيبقا منه للسما وكان بيفضل يناجي ربنا لحد ما يرتاح …
دلوقتي عايزك متفكريش في اي حاجه وتقعدي هنا تناجي ربنا لحد ما ترتاحي وانا هفضل معاكي وجمبك لحد ما نشوف الشروق مع بعض ..هيعجبك اوي المنظر وهتحبيه…
كانت كلماته كالنسمه الهواء التي تهب بعد موجه حاره لتلطف الاجواء وتبرد قلوبنا.. فقد اراح حديثه جميله الي حد كبير وارخي عضلاتها واخذت تتنفس الصعداء وهي تطالعه بعيون لامعه من دموع الفرحه فقد كان اشبه بالحلم لها ..
اما هو كان يتابع السعاده الباديه في عينيها بإبتسامة رضا اتسعت حين قالت بصوت متحشرج وعيون ممتنه : شكراً… انا بجد فرحانه اوي..
اجابها بسرعه وصدق جالي ظهر في عينيه قبل نبره صوته : وانا مش عايز غير فرحتك يا جميله ..
……………………..
تمللت في الفراش بعد ان وصل إليها صوت والدتها كالمعتاد : چمييلهه يابتيي.. جومي عشان تلحجي دروسك.. چممييلللهههه
تثائبت بنعاس وبدأت ترفرف بأهدابها عده مرات في محاوله منها ان تعتاد علي نور الشمس التي تخلل الغرفه عبر نافذتها ثم اعتدلت في فراشها وهي تنظر حولها بنصف عين واخذت تسترجع الاحداث وتسأل نفسها كيف جائت الي هنا..!!
ولكن قاطع سير افكارها صوت والدتها التي بدأت في سيل الادعيه كالمعتاد في مثل هذا الموقف : جومي يلا يبتي ربنا يوجفلك ولاد الحلال.. ويبعد عنك الشر.. ويحميكي من العين الحسود يا چميله يبت بطني…
اجباتها بصوت ناعس وعي تفرك عينيها : تسلمي يفوفه يا جممرر.. انا خلاص قومت اهو..
ضحكت والدتها علي ذلك الاسم التي اعتادت جميله ان تلقبها به في الاواني الاخيره ولم تمانع هي بل احبته كثيراً واحبت شعاع البهجه والامل التي انبعثوا من جميله : ماشي يا نور عيني.. هروح احضرلك لجمه جبل ما تنزلي..
اكملت كلماتها وهي تترجل من الغرفه وتغلق الباب بهدوء وبطئ مما جعل جميله تلتف مره اخري وتنظر للنافذه المواجهه لفراشها بشرود واخذت تتذكر ماذا حدث قبل مجيئها الي هنا..
** ” FLASH BACK ” **
كانت تجلس فوق صخره ضخمه يداعب الهواء خصلات شعرها الحريريه وتغمض عينها برقه حتي ترتخي اعصابها وتستمع بذلك الهواء النقي الذي اخذ رأتيها طريقاً له فأخذت انفاسها تحرك صدرها صعوداً وهبوطاً في سكينه وراحه..
ما دعم راحتها اكثر هو شعورها بوجوده بجانبها تشعر به وبأنفاسه مما اضاف دفئاً في روحها وجعلها تتمتع ببضع ساعات من الصفاء الذهني والروحي التي استطاعت ان تصل إليه لأول مره منذ بدايه حياتها فأخذت تناجي ربنا بذهن صافي وقلب ينبض راجياً في رحمه الله ولطفه…
كانت لحظات من العمر كما يقولون فهذا الشعور بالسكينه انعش روحها عن حق وجعلها كالمغيبه تسبح في ملكوت الله بدون هموم وكأنها ولدت للتو.. وبعد فتره سمعت صوته الدافئ يخترق ملوكتها بنبرته الحانيه التي باتت متيمه بها
: جميله.. حببتي فتحي عيونك..
فتحت عيناها علي الفور وكانت تهم بالنظر له ولكن عقد لسانها وشل عقلها واتسعت حدقتها حين قابلت عيناها منظر الشروق الاكثر من مبهر التي لم تتوقع قد ان تري عيناها شيئاً بمثل هذا الجمال ثبتت نظرها فوقه بإنبهار وكادت تشعر ان لحظتها مكتمله إلا ان شعرت بيد غليظه تحاوط خصرها وتجذبها حتي استكانت بين احضانه واسندت رأسها فوق تجويف عنقه .. عندما امتزج دفئ جسدهم هنا شعرت بالكمال وان هذا ماكان ينقص لحظتها كان ينقصها “هو” ..!!
هو من اكمل لحظتها بوجوده بجانبها.. هو من سد الفراغ في حياتها وليس لحظتها فقط.. هو من اضاف لوناً لأيامها الباهته حتي اصبحت كلوحه ممتزجه الالوان المبهجة.. برغم ما عانته معه من رعب وخوف وقلق لا يتحمله اي انسي ولكنها شعرت الان بالفخر من تحملها لحذا اللحظات المريرة فها هي تنال جزاء صبرها وقد كانت هذه الراحه وهذا الامان بين أحضانه الان هو جزائها..
رفعت نظرها له قليلاً لتقابل عيناها ملامحه البشريه والرجوليه الصارمه هذه الدقن الخفيفه وعينان الصقر، هذا الانف المدبب والعنق الطويل يتوسطه تفاحه ادم ،انه حقاً وسيم.. وسيم عن حق وللحظه بدون وعي منها شكرت الله انه من الجان…!!!
نعم لقد شعرت ان يكون مخفي عن عيون البشر هذا من رحمه الله عليها فبالتأكيد ان كان علي مرأي العين لم تتركه إمرأه إلاه وألتهمته بعيناها ولكن هو.. هو لها فقط وهي الوحيده التي لها كامل الحق بأن تتأمل به.. ابتسمت بخجل واخفضت عيناها عنه بسرعه تعض فوق شفتيها السفلي بإرتباك علي تلك الافكار وهذا الشعور فقد خشت الاعتراف بينها وبين نفسها انها تغار..!!
تابعت الشروق بأعين حالمه وهي بداخل احضانه في سكون تام فكانت لحظتهم لا تحتاج للكلام فدفئهم بداخل احضان بعضهم البعض قال ما لم يتمكن لسانهم من قوله .. تثائبت بعد فتره بنعاس ودفنت رأسها بين ثنايا عنقه وشعرت بشفتيه فوق رأسها يقبل شعرها بنعومه فأبتسمت برضا قبل ان تترك نفسها تتذوق من طعم النوم المريح الهادئ التي لم تتذوق مثله من قبل وسمحت لنفسها ان تتلذذ به بعيداً عن ضجيج اليقظه..
** “END FLASH BACK” **
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عشق امير الجان)