رواية آلام الروح والفداء الفصل السادس 6 بقلم سلمى السيد
رواية آلام الروح والفداء الفصل السادس 6 بقلم سلمى السيد
رواية آلام الروح والفداء البارت السادس
رواية آلام الروح والفداء الجزء السادس
رواية آلام الروح والفداء الحلقة السادسة
إيلام أبتسمت بدموع و قالت : هي اي ؟؟ .
يونس أبتسم بتعب و قال بهدوء : أنا بحبك .
في اللحظة دي فارس خد نفسه بعمق و هو باصص عليهم و خرجه بهدوء و فضل واقف ساكت .
إيلام بإبتسامة : أنا كمان بحبك يا يونس ، و هترجع مملكتك ، و هتبقي الملك ، و هتبقي بخير أنت و رفيق و جيشك كله .
يونس بإبتسامة تعب : و أنتي هتبقي مرات الملك .
دخل فارس في الوقت دا و دام الصمت بينهم هما التلاتة لعدة ثواني ، فارس قطع الصمت و قال : حمد لله على سلامتك يا ….. يا سمو الأمير ، أنا بشكرك جدآ علي الي أنت عملته معايا ، لولاك يمكن كان زماني ميت دلوقتي ، و الدمار كان أحتل مملكتي .
يونس حاول يقوم و كان بيقوم بألم لكن مكنش بيعبر عنه و إيلام سندته لحد ما قام و قال و هو واقف قدام فارس : يا جلالة الملك ، أنا القدر هو الي جابني هنا ، ربنا ليه حكمة في كل حاجة بتحصل ، ربنا خلاني أجي هنا عشان يحصل كل دا و أكشفلك حمزة علي حقيقته ، و أنا أقدر أرجع مملكتي ، عارف إن قوانيين مملكتك لو أتنفذت ف أنت هتأسرني دلوقتي ، بس أنا متأكد إن دا مش هيحصل .
فارس داري أبتسامته و قال : و اي اللي مخليك متأكد كده !!! ، طالما قوانيين يبقي لازم تتنفذ و يتم أسرك يا سمو الأمير .
يونس أبتسم إبتسامة خفيفة و قال بنية الهزار : و لنفرض إنه تم ، رفيق و جيشي مش هيسكتولك و هيخرجوا أمير مملكتهم ، و أنت و حظك بقا في اللي هيحصل .
فارس ضحك بهدوء و حضن يونس و يونس بادله الحضن وفارس قال : أنا حبيتك بجد يا يونس ، يمكن شهرين مش كافيين إن حد يتعلق بحد كده بس كل اللي أقدر أقوله إني أعتبرتك من أغلي الناس عندي ، و اللي مستحيل أفرط فيهم أبدآ .
يونس خرج من حضنه و هو مُبتسم و قال : و أنا كمان ، أنا لازم أرجع مملكتي يا فارس ، لازم أنهي ظلم الملك داوود ، عرش المملكة مستنيني .
فارس : أقدر أساعدك بحاجة ؟؟ ، علي الأقل أردلك اللي أنت عملته عشاني .
يونس بإبتسامة : أنا فعلاً محتاج مساعدتك ، بس أنا مش بطلبها منك عشان تردلي اللي أنا عملته ، أنا محتاجك أنت يا فارس .
فارس أبتسم و قال : أكيد ، (إبتسامته أختفت و قال بزعل ) يونس أنا هطلب منك طلب ، حمزة أنا هسجنه دلوقتي ، و هكتب فرمان بإعدامه ، بس مش عاوزه يتعدم جوا قصري ، هأمرهم يعدموه بعيد عن القصر ، و عاوزك ترافقهم و تشهد علي موته بعيونك ، أنت الوحيد اللي أقدر أثق فيه دلوقتي .
يونس هز راسه بالإيجاب في صمت .
Salma Elsayed Etman .
و بالفعل فارس أمر بسجن حمزة ، و حمزة كان هيتجنن من الغضب و من إنه فشل في قت*ل فارس و إستلام عرش المملكة ، و بعد ٤ أيام يونس أتعافي و خرج مع الجنود عشان إعدام حمزة ، و وصلوا مكان الإعدام ، حمزة كان قاعد علي ركبه و الجنود لفت الحبل حوالين رقبته و مستنيين أمر يونس ، و قال حمزة بشر : متفتكرش يا يونس إنك كده بدأت إنتصارك ، الملك داوود عرف إنك هنا و مش هيسيبك ، أوعدك إنك نهايتك هتكون قريب و علي إيد أبوك .
يونس بهدوء : دا مجرد كلام أنت بتقوله عشان خلاص فضلك لحظات و تموت ، عشان لازم تعرف يا حمزة إن كل شر و خيانة ليه تمن و وقت ، مهما طال ف ليه نهاية .
يونس بص للجنود و هز راسه هزه واحدة بمعني نفذوا الأمر ، و بالفعل الجندي نفذ الأمر و بدأ في خنق حمزة ، يونس كان واقف بيشوفه و متهزش أبدآ ، لكن تخيل مراد أخوه و هو بيتعدم بنفس الطريقة ، عيونه دمعت لأنه كان شايف مراد قدامه مش حمزة !! ، لف وشه الناحية و دموعه نزلت و هو بيتخيل صوت مراد ، و لما حمزة خرجت أنفاسه الأخيرة يونس فاق من خياله ، مسح دموعه و لف وشه ليهم و كان حمزة ميت علي الأرض ، و قال : أدفنوه في المكان الي أمر بيه جلالة الملك فارس .
الجندي : أمرك يا سمو الأمير .
و بعد وقت رجع يونس علي قصر فارس ، و عدت الأيام و الأمور بدأت تتظبط ، يونس كان جهز جيشه بالكامل و مبقاش ناقصه حاجة ، و قبل ما يمشي خطب إيلام ، و تاني يوم كان واقف تحت و جيشه معاه و لبس لابس الحرب و فارس واقف معاه هو و إيلام .
فارس بإبتسامة : إن شاء الله هتنتصر ، و هيجيلي خبر إنتصارك و تنصيبك علي عرش مملكة البحار .
يونس بإبتسامة : إن شاء الله ، و في نفس الخبر هكتبلك تيجي أنت و أهلك و إيلام عشان الفرح ، قصرك هيبقي يا مستنيكي يا أميرتي .
إيلام دموعها نزلت و أبتسمت و حضنت يونس ، فارس أضايق و وجه عيونه الناحية التانية كأنه باصص علي الجيش .
إيلام بدموع و قلق : خد بالك من نفسك .
يونس أبتسم و قال و هو بيقبلها من وجنتيها : متخافيش ، هتشوفيني تاني .
بعد عنها و بص ل فارس و حضنه و فارس قاله بإبتسامة : إن شاء الله هشوفك المرة الجاية بس و أنا بقولك يا جلالة الملك .
يونس بإبتسامة : إن شاء الله .
بعد عن فارس و بصلهم نظرته الأخيرة و لف و مشي خطوات و ركب علي حصانه الأسود و أتحرك هو و رفيق و جيشه ، و بعد ٣ أيام وصلوا مملكة البحار ، و هجموا علي جيش الملك داوود بكل شراسة و بكل وحشية ، كانت حرب شاملة الدمار ، الملكة إسراء كانت خايفة جدآ علي يونس لكن كانت متأكدة إن قوته هتنتصر علي الشر ، و في خلال ساعة و نص يونس و جيشه كانوا أبادوا جيش داوود بالكامل ، و أنتصروا ، و يونس دخل القصر و دخل جناح الملك داوود لاقاه قاعد علي عرشه و بص ل يونس بكل هدوء ، يونس كان واقف قدامه بكل شموخ و قوة و الدم علي سيفه و بينقط منه .
قال داوود : جاي تق*تل أبوك يا يونس ؟؟ ، قلبك هيطاوعك تقت*لني .
يونس بدون أي مشاعر : إذا كان أنت قلبك طاوعك و قت*لت ابنك ، و لولا ستر ربنا كان زماني أنا كمان ميت ، أنت واحد خسارة فيه كلمة أب ، لأنك متعرفش يعني أبوة .
داوود قام من علي عرشه و قال : يعني هتق*تلني ؟؟ .
يونس بخنقة : كان نفسي ، لكن أنا مش زيك ، قلبي مش ميت زيك ، لكن هنزلك من علي عرشك و هسجنك للأبد .
داوود فضل ساكت لحظات و بعدها لاقي رفيق و معاه جنود دخلوا الجناح ، ف حس إنها النهاية خلاص ، رجع بص ل يونس و رفع إيده علي راسه و شال التاج ، رفيق قرب منه و خد منه التاج و هو بيبصله بإستحقار ، أتكلم يونس و قال : و دلوقتي رجعت أمير تاني ، لأنك مبقتش الملك ، خدوا الأمير داوود علي السجن .
الجنود : آمرك يا جلالة الملك يونس .
و لما عدد من الجنود خدوا داوود الباقي كان واقف مع يونس و رفيق ، رفيق أبتسم و قرب من يونس و قال : جه الوقت يا جلالة الملك .
رفع إيده بالتاج و حطه علي راس يونس ، و أداله تحية الملك هو و الجنود ، يونس أبتسم و سابهم و دخل تراس القصر و وقف بشموخ و عيونه علي المملكة كلها و جنوده تحت بيهتفوا بإسمه ، و دخلت الملكة إسراء في اللحظة دي و هي فرحانة و بصت ل يونس و قالت بإبتسامة : كنت متأكدة إنك هتنتصر .
يونس أبتسم و حضنها و قال : بفضل الله ثم بفضل دعواتك يا عمتو .
إسراء كانت حضناه و وشها ل رفيق ، رفيق أبتسملها و هي بادلته الإبتسامة .
Salma Elsayed Etman .
نفس اليوم بليل .
إسراء : هتسجنه سجن مؤبد !!! .
يونس : أيوه ، هيبقي السجن عبارة عن أوضة بس فيها كل مُستلزماته و بابها هيبقي من حديد و مقفول عليه .
رفيق : يا جلالة الملك دا خطر عليك ، وفقاً للقانون لازم يتم إعدامه .
يونس بضيق : مش هقدر يا رفيق أقت*له ، دا أبويا .
إسراء بلغبطة : أنا مش عارفة أقف معاك في قرارك دا و لا لاء يا يونس ، داوود ظالم و خبيث و ق*تل ابنه و كان عاوز يقت*لك و واجب إعدامه ، بس في نفس الوقت مش قادرة أتخيل إني ممكن أتقبل إعدام أخويا ، مهما كان ظلمه لكن مشاعر الأخوه في قلبي .
يونس بزعل : نفس مشاعري اتجاهه ك ابن ل أبوه ، عشان كده مش هق*تله ، هيفضل في السجن مؤبد لحد ما ربنا ياخد أمانته .
رفيق بضيق و بقلق عليه : يا جلالة الملك تمام ماشي عارف إنه صعب عليك بس ، بس أحنا خوفنا عليك أكتر ، فكر تاني و خد قرار ب……….. .
قاطعه يونس و قال : رفيق ، أنا قولت كلمتي الأخيرة و خلاص .
رفيق أتنهد و سكت ، و بعدها قال : الي تشوفه مناسب .
يونس بإبتسامة : ابعتوا خبر للملك فارس بالإنتصار ، و بلغوه يجي في أقرب وقت هو و أهله و إيلام عشان الفرح .
إسراء بإستغراب : فرح مين ؟؟ .
يونس أبتسم و قال : دي حكاية طويلة هحكيهالك .
و بالفعل أتنفذت كل أوامر يونس ، و بعد أسبوع كان فارس و إيلام و أهلهم جم ، و إسراء طبعآ كانت عرفت كل حاجة و أتعرفوا علي إيلام و أهلها ، و تم كتب كتاب يونس و إيلام و أتجوزوا ، أما رفيق ف أعترف ل يونس ب مشاعره الواضحة ل إسراء ، يونس كان متفاجأ بمشاعر رفيق ل إسراء ، و لما أتكلم مع إسراء لاقي نفس المشاعر عندها ، ف وافق علي جوازهم و لأنه متأكد إن محدش يستاهل الثقة دي أد رفيق ، و بعد شهر من جواز يونس و إيلام تم جواز رفيق و إسراء ، و كانت كلهم حياتهم سعيدة جداً .
في يوم وقت الفجر كان يونس قاعد علي الكنبة الي في تراس جناحه و سرحان ، قطع سرحانه إيد إيلام لما حطتها علي كتفه و قالت : اي اللي مصحيك لحد دلوقتي ؟؟ .
يونس أبتسم و جابها قدامه و قعدها و قال بإبتسامة : بفكر ازاي سحرتيلي عقلي كده .
إيلام رفعت حاجبها بإبتسامة و قالت : كداب أوي ، لأنك كنت مضايق و أنت سرحان ، و أكيد وجودي في حياتك مش هيضايقك كده .
ضحك يونس و قال : اي الثقة دي !! .
إيلام حطت إيديها علي وجنتيه و قالت بإبتسامة : الثقة دي أنت اللي أدتهالي لنفسي من حُبك ليا يا يونس ، بس قولي بقا كنت سرحان في اي بجد ؟؟ .
يونس إبتسامته أختفت و حط إيده علي بطنها و قال : سرحان في اللي جاي يا إيلام ، في حملك ، في بابا ، مش عارف الزمن مخبي اي !! ، عارف إن التفكير في المستقبل مينفعش لأن محدش عارف اي اللي هيحصل بكرة و كله بعلم الله بس قلبي مش مطمن .
إيلام أبتسمت و قالت : بص يا يونس ، أنت ملك عادل ، وشعبك و كل اللي في قصرك بيموتوا فيك ، و الكل بيتكلم عن أسمك حتي في البلاد التانية ، ف أتأكد إن ربنا شايل ليك كرم كبير ، يمكن ميظهرش دلوقتي بس أنا متأكدة إن ربنا هيريح قلبك ، و لو علي باباك ف خلاص أنسي و متشلش هم ، يكفي إنك سبته عايش بعد كل الي عمله معاك أنت و مراد و سيلين و المملكة ، لازم تبقي فخور بنفسك و بكل حاجة أنت عملتها .
يونس بلغبطة مشاعر : كما تدين تدان ، تخيلي لو جبتي ولد و عمل فيا زي ما أنا عملت في بابا .
إيلام ضحكت بذهول و قالت : يونس أنت بجد ازاي بتفكر كده ، بجد مش مصدقاك ، حبيبي أنت نفذت العدل ، أنت سجنت أبوك عشان ق*تل ابنه و كان السبب في قت*ل بنت أخوه و دمر مملكته بالظلم و الشر و كان عاوز يقت*لك كمان و أصلآ أصلآ كان المفروض يتعدم مش يتسجن بس أنت بسبب طيبتك و مشاعرك تجاه أبوك سجنته بس ، دا أنت رحمته في حين إن حاجة زي كده القانون ممنوع فيه الرحمة و ملهاش علاقة بقا دا أبوك و لا ابنك و لا عمك و لا اي صلة القرابة بينكوا ، يعني ابننا مثلآ هيعمل فيك كده ازاي و أنت ملك عادل ، بتحب شعبك و شعبك بيحبك ، ملك إستحالة يفرط في عياله عشان عرش مش دايم ليه ، ملك ضحي بحياته عشان ينقذ أرواح تانية ، و الله العظيم يا حبيبي دي كلها أوهام و شيطان بيوسوس في دماغك مش أكتر ، عاوز يوقعك ، بس أنت مش ضعيف يا يونس ، أنت أقوي راجل في الدنيا دي كلها .
يونس أبتسم بهدوء و قال : عارفة كرم و عوض ربنا ليا في كل الي حصل دا كان اي يا إيلام ؟! .
إيلام : اي ؟؟ .
يونس : إني قابلتك و بقيتي في حياتي ، إنك بقيتي ملكة قلبي .
إيلام حضنته و قالت بإبتسامة و حب : ربنا يباركلي فيك يا يونس .
يونس بإبتسامة و حب : و يحفظك ليا يا عيون يونس .
Salma Elsayed Etman .
و عدت عليهم الأيام و الشهور لغاية ما إيلام ولدت ولد و يونس سماه ” مراد ” علي اسم أخوه ، في خلال الشهور دي أمور المملكة كانت فوق الممتاز ، يونس كان ملك صعب يتكرر .
و عدت السنيين الطويلة ، لحد ما مراد بقا عنده ١١ سنة ، و في خلال السنيين دي يونس و إيلام جابوا ولد تاني اسمه
” يزن ” ، و كان عنده خمس سنيين .
و في خلال السنين دي يونس أثبت فعلاً أنه أقوي ملك جه علي مملكة البحار ، و كان فريد من نوعه ، و أنتصر في حروب و كان ليه بطولات كتيرة .
و في يوم يونس كان في جناحه و خبط علي بابه دكتور القصر و لما سمحله بالدخول الدكتور قال بخبث : جلالة الملك ، فيه موضوع مهم و لازم أحكي مع حضرتك فيه ، كنت من شوية عند الأمير داوود في السجن ، حالته الصحية مكنتش مستقرة ، كانت متدهورة أوي ، و طبعآ الأعمار بإيد الله بس ، بس أعتقد إن دي أواخر أيامه .
يونس أتصدم و قال بحزن : يعني تعبان أوي ؟؟ .
الدكتور بكدب : للأسف يا جلالة الملك .
يونس أتنهد بهدوء و نده و قال بحزن : يا حرااس .
الحارس فتح الباب و دخل و قال : أمرك يا جلالة الملك .
يونس : طلعوا الأمير داوود من السجن و قعدوه في جناح ، و أنت يا دكتور خليك جانبه متسبهوش أبدآ .
الدكتور : آمرك .
و لما خرجوا من عنده و في نفس اليوم بليل كان يونس قاعد مع إيلام و إسراء و رفيق و حكالهم الي حصل .
إيلام بخوف : بردو مكنش لازم تخرجه يا يونس ، متزعلش مني بس أنا مش هخاف عليه أكتر منك أنت و عيالنا .
يونس : يا إيلام الدكتور قال إنه في أيامه الأخيرة ، علي الأقل ميموتش و هو مسجون و لوحده .
إسراء بقلق : متخافيش يا إيلام ، داوود دلوقتي ضعيف جدآ و مش في إيديه أي حاجة يعملها .
رفيق : بالظبط ، معتقدش إنه يقدر يعمل حاجة ، لأنه لوحده و كمان ضعيف .
إيلام قامت وقفت و قالت بدموع و إنفعال و خوف : بس ظالم و الشر مالي قلبه و عمره ما حب عياله يعني يتخاف منه بردو .
يونس كان مُتفهم حالة إيلام ، قام وقف وحضنها و قال : خوفك ملوش أي داعي و الله ، مفيش حاجة هتحصل متخافيش .
إيلام بعياط : يونس أنت لو جرالك حاجة أنا هموت .
يونس : يا حبيبة قلبي أنتي ليه متوقعة الوحش ، بابا ضعف خلاص مش هيقدر يعمل حاجة أهدي ، بس أنا عاوز أخليه يشوف مراد و يزن ، هما في ال ١١ سنة دول محدش فيهم شافه خالص و لا هو شافهم ، و خلاص هو بيموت .
إيلام : لاء يا يونس عيالي مش هيدخلوا ليه .
يونس بتنهد : إيلام متصعبيش الأمور ، أنا هروحله و هاخد مراد و يزن معايا ، أنا معاهم ، و محدش هيلمسهم متخافيش .
Salma Elsayed Etman .
و فعلاً يونس عمل كده ، لكن داوود خبيث ، مكنش تعبان و لا أي حاجة ، دي خطة بينه و بين الدكتور الي خان يونس ، يونس خد عياله و راح جناح داوود ، داوود لما شافهم معرفهومش لكن توقع إنهم عيال يونس ، يونس وقف قدامه و قال : جيت عشان أطمن عليك ، دول عيالي ، مراد و يزن .
داوود بص ل يونس و بصلهم و فتحلهم إيده بوضعية الحضن ، مراد و يزن مراحوش ليه و بصوا ل يونس الأول ، يونس أبتسملهم و هز راسه بالإيجاب بمعني ماشي ، و راحوا لجدهم .
خدهم في حضنه بتمثيل الإشتياق و الحب و قال : مكنتش متخيل إني هعيش لليوم الي هشوف فيه ولاد ابني .
يونس أبتسم بحزن و قال : كان بإيدك تشوفهم هما و ولاد عمهم لو كنت سبت أبوهم عايش .
داوود بتمثيل الحزن : سامحني يا ابني ، أنا ندمت ، و لو فيه حاجة اقدر أكفر بيها عن ذنبي هعملها .
يونس هز راسه بالنفي مع إبتسامة حزينة و قال : الله أعلم ربنا هيقبل توبتك و لا لاء .
داوود بص ل مراد و قال بإبتسامة مزيفة : رغم إنك اسمك علي اسم عمك مراد الله يرحمه بس أنت مش شبهه خالص ، يزن هو الي شبهه أوي .
يزن بإبتسامة بريئة و طفولة : أيوه يا جدو ، بابا دايمآ يقولي أنت شبه عمك مراد أوي .
مراد بإبتسامة : أما أنا شبه بابا ، حتي بص عيوني لونها عسلي زيه ازاي .
يزن طلع لسانه و غاظ مراد بطفولة و قال : أنا عيوني لونها أزرق زي عمو مراد بابا قالي كده .
مراد : مش هرد عليك عشان أنت طفل و عيل صغير ، أما أنا كبير .
يونس ضحك بهدوء و قال : طب يله أنت و هو عشان ميعاد درسكوا قرب ، (نده علي الحارس بتاعه و قال ) خُد مراد و يزن علي جناح المُدرس .
الحارس : آمرك يا جلالة الملك .
و بعد ما خرجوا داوود قال : عيالك كلهم ولاد ؟! ، و لا عندك تاني ؟! .
يونس : مراد و يزن بس .
داوود أبتسم إبتسامة مزيفة و قال : خلفوا تاني يا يونس ، خلي القصر يتملي بعيالك و نسلك ، بس يا تري مين أُمهم ؟! .
يونس بتنهد : الأميرة إيلام أخت الملك فارس .
داوود : أممممم ، و نسيت سيلين بسهولة كده ؟! .
يونس أضايق و قال : سيلين الله يرحمها ماتت و هي سيبالي كل ذكرياتها الحلوة ، و قبل ما تكون حبيبتي كانت بنت عمي ، و أظن كفاية كلام أنت لازم ترتاح .
قال كلامه الأخير و سابه و خرج و راح علي جناحه .
في أوضة داوود لما الدكتور دخله داوود قال بشر : في خلال يومين يونس و عياله يكون جايلي خبر موتهم ، الس*م اللي أنا قولتلك عليه هتلاقيه عند تاجر في السوق اسمه ***** ، تروح و تجيبه ، يونس و مراد و يزن لازم يموتوا في يوم واحد ، أنا لازم أخد إنتقام ١١ سنة سجن و كنت خلاص علي وشك الجنان من الوحده .
الدكتور بإبتسامة شر قال : آمرك يا سمو الأمير .
وبالفعل الدكتور جاب الس*م !! ، و أمر الخونة يحطوه في أكل يونس و مراد و يزن .
في يوم يونس كان نايم و فجأة قام من النوم مفزوع و إيلام قامت جانبه بخضة و هي بتقول : مالك يا يونس ؟؟ .
يونس كان بينهج و قال : كابوس ، بقالي ٣ أيام بحلم بنفس الكابوس بنفس النهاية .
إيلام بحنان : خُد أشرب ميه دا مجرد كابوس يا حبيبي ، ريح يله .
يونس رجع ضهره لورا و نام و إيلام نامت علي دراعه و راحت في النوم علطول .
يونس عيونه دمعت و هو بيفكر في أولاده و إيلام ، بصلها و هي جانبه و باسها من راسها و خدها في حضنه و نام .
تاني يوم إيلام خرجت من جناحه و راحت تقعد مع إسراء ، و مراد و يزن كانوا في جناحهم بيلعبوا مع بعض ، و يونس كان جهز نفسه لأنه وراه ديوان ، و الحارس بتاعه حطله الأكل قبل ما يخرج ، يونس قعد و بدأ ياكل ، في نص الأكل حس بالألم في معدته ، و دا كان بسبب الس*م الي في الأكل !!! ، لكن مهتمش و قال إنه ممكن يكون برد في معدته ، لكن الألم بدأ يزيد جامد جدآ ، و ألم في جسمه صعب وصفه ، دخلت إيلام في الوقت دا و أستغربت من شكله و قالت : مالك يا يونس في اي ؟؟ .
يونس قام و قال بألم شديد : مش عارف معدتي فجأة ألمتني و……….. .
مكملش كلامه و وقع علي الأرض ، إيلام صرخت و جريت عليه و قالت بخوف و دموع : يونس ، مالك يا يونس ؟؟ ، يا حرررااااااس ، هاتوا الدكتور بسرعة ، يونس رد عليا ، يونس .
يونس وشه كان أحمر جدآ و كان بيتألم جامد و مش قادر يستحمل ، مكنش حتي قادر يتكلم ، و بدأ يكُح جامد و ينزف دم من بوقه ، إيلام لما شافت الدم شهقت بخضة و للحظة سكتت و بصت للأكل بنظرات خوف و بصتله و قالت بهمس و ذهول : معقول س*م !!! .
عيطت جامد و قالت : يونس الدكتور هيجي دلوقتي و هينقذك ، أرجوك أستحمل .
يونس عروق رقبته برزت من كتر الألم و وشه محمر جدآ و عرقان و بينزف ، حاول يتكلم لكن كان كلامه متقطع و قال : إي…إيلام .
إيلام بعياط شديد : أنا جانبك يا حبيبي و الله جانبك ، أكيد داوود الي عمل كده أكيد .
يونس بألم شديد و دموع : أسمعيني ، خلاص ، د…دي النهاية ، عصر ابني هيبدأ ، الكابوس الي كنت بحلم بيه ، دي كانت نهايته ، وقوعي .
إيلام برعب و عياط شديد : أسكت متتكلمش لحد ما الدكتور يجي ، أنت هتعيش يا حبيبي هتعيش ، مش هتسبني لوحدي ، أنا من غيرك كل حاجة في الدنيا دي كلها مش هيبقي ليها معني ، من غير وجودك معايا مفيش أهمية لأي حاجة ، متسبنيش لوحدي عشان خاطري يا يونس ، أنا من غيرك هضيع .
يونس بألم و تعب و دموع : إيلام ، أنتي الأمل دلوقتي ، أنا بموت ، مراد ، يزن ، خلي بالك منهم ، خليهم يفضلوا يحبوا بعض دايمآ ، أوعي حد يفتن بينهم ، ربيهم علي العدل ، و الحب ، قوللهم إني بحبهم أوي ، قوللهم كان نفسي أشوفهم بيكبروا قدام عيوني ، مراد لما يستلم مكاني بكرة خليكي واقفة جانبه متسيبهوش ، مراد لسه صغير ، خليكي ملكة عادلة يا إيلام .
إيلام زادت في عياطها و كانت مقهورة و ضعيفة و مش عارفه تعمل اي ، يونس ذاد في تعبه و النزيف ، لكن فجأة الألم قل ، نظرات عيونه كلها ألم و حب ل إيلام ، و قال بهدوء و إبتسامة ضعيفة : أنتي كنتي حلمي الوحيد .
إيلام أبتسمتله و هي بتعيط و قالت : و أنت كنت حلمي دايمآ .
يونس دموعه نزلت من عيونه و حس بإحساس محدش يقدر يحسه غير الي في مكانه ، رفع إيده لمس وجنتيها و في اللحظة دي دخل الدكتور و رفيق و إسراء لكن بعد فوات الأوان !!!! ، و قال يونس بإبتسامة حزن و حب : أنا هفضل أحبك حتي لما أموت ، لينا لقاء في الآخرة .
إيلام كانت بتعيط جامد أوي و كانت أول مرة تحس بالضعف دا ، جوزها و حبيب عمرها كله بيموت بين إيديها و هي مش عارفه تعمله أي حاجة !!! ، يونس كان بيغمض عيونه و بيفتحها ببطء وسط نظرات الذهول من إسراء و رفيق الي كان حاسس روحه بتتسحب مع روح يونس و الدموع مش مفارقة خده ، يونس للحظة شاف مراد و سيلين قدامه لابسيين أبيض و شكلهم جميل أوي و ملامحهم ذادت جمال عن حقيقتهم ، أبتسم و دموعه بتنزل ، و غمض عيونه و خرجت أنفاسه الأخيرة .
إيلام خدته في حضنها بقهرة و حزن و صرخت جامد بعياط ، و كانت اللحظة دي أصعب لحظة مرت علي حياتهم ، و هي لحظة وفاة يونس !! .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية آلام الروح والفداء)