رواية الشرف 2 الفصل الخامس عشر 15 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 الفصل الخامس عشر 15 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 البارت الخامس عشر
رواية الشرف 2 الجزء الخامس عشر
رواية الشرف 2 الحلقة الخامسة عشر
مديرية أمن أسيوط
يدخل عماد إلى مكتب أدهم وقد تماثل للشفاء ويحزنه عدم لحاقه بتلك المهمة التي قامت بها القوات أثناء إصابته ، يجد براء وسالم ايضا ينتظران بينما غاب أدهم ، رحبا به بحفاوة فهذا يومه الأول بعد الإصابة .
براء : هو أدهم فين كل ده ؟
يهز سالم كتفيه علامة لا ادري بينما يقول عماد بثقة : أدهم مش هيرتاح غير لما يوصل ل مظهر
براء : كلنا عاوزين نوصل له لكن مش بطريقة أدهم
عماد : ولا بطريقتك . الناس اللي بتحاربك بالدين لازم ترد عليها بالدين .
سالم : طيب ما احنا بنعمل كده . بنفهم الناس دينها صح .
عماد : مش كفاية لازم يكون في توعية اكتر من كدة مش كل شيخ فى البلد يروج للتيار بتاعه . المفروض كله يتحد علشان نسيطر على الشباب يبقوا فاهمين من الأول الاغراءات والتضليل ما يقدروش عليهم .
صمت لحظة وقال : أظن انتو تفهموا كدة اكتر منى !!
ابتسم سالم بسخرية : احلم يا عماد .
زفر عماد بضيق وهو يجلس أمامه يبتلع غضبه بينما نهض براء متوجها للخارج : انا رايح اشوف أدهم فين .
*****************
يجلس تاج على تلك الأريكة التى تتوسط الغرفة أمام التلفاز ترخى غالية رأسها على كتفه الأيسر وترخى ليليان رأسها على كتفه الأيمن يشاهدون برنامجا حواريا ورغم أن تاج يكره هذه البرامج التى يراها بلا عائد ولا فائد إلا أن حبيبتيه تحبان مشاهدتها وهو يحب أن يشاركهما اهتماماتهما فلا بأس من بعض الشجار بين الحضور ينتهى بانتهاء البرنامج وادعائهم أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .
دق جرس الباب مرتين لينظر تاج فى الساعة من عساه قادما لزيارتهم فى هذا الموعد . ريان يدق الجرس مرة واحدة قبل دخوله
رفعت غالية رأسها بتعجب : ده مش ريان !! مين جاى دلوقتي ؟
رفعت ليليان ايضا رأسها بضجر لينهض تاج مغلقا الباب عليهما ليتوجه لباب الشقة .
فتح الباب لتتسع عينيه دهشة وهو يرى طايع الذى ما إن فتح له تاج الباب حتى قال مسرعا : عمى أنى رايد أتچوز ليليان .جولت إيه ؟
لقد صدق حدسه والفتى مغرم بابنته وكذبت ظنونه هو لم يهرب ولم يجبن حسنا إذا عليه تلقينه درسا ليدرك كم صغيرته غالية!
قطب جبينه بغضب مصطنع : وهى بنات الناس تتخطب بالشكل ده ؟ لما تعرف الأصول ابقا تعالى اتكلم .
وأغلق الباب دونه ليشعر طابع أن أحدهم قد سكب عليه دلوا من الماء البارد .
******************
منذ عاد من الصعيد يغرق نفسه في دوامة العمل عله يهرب من التفكير فى تلك الأبية ذات الرأس الشامخ إلا أنه رغما عنه يجدها تتسلل لتفكيره من حين لأخر كأنها تذكره بما وعد به نفسه .
هاتف رفيع وأخبره عن الظروف العائلية التي يمرون بها وأكد له أن رغبته لم ولن تتغير وسيسعى إليها لكن لتمر الأمور بسلام أولا ، لم يجد ما يمنعه من فتح الموضوع مع والدته على الأقل لتكن معينا له حين يقدم على محادثة والده .
وصل للمنزل باكرا وقد اعتمد في إنهاء اعمال اليوم على ريان الذى يتقدم سريعا ويفهم كل ما يخص العمل بسرعة فائقة ، دخل ليجد الصمت المعتاد فأخيه مؤكدا بغرفته مع تلك الصغيرة التى ترفض مفارقته أكثر مما يرفض هو ، والدته كعادتها تقرأ إحدى تلك الروايات التي تعشقها . أما والده فمؤكد يبيت ليلته فى المشفى .
طرق الباب وانتظر حتى أذنت له ماسة ليدخل لها مبتسما ، هى سعيدة بتغير حاله للأفضل منذ عاد من الصعيد ، رغم أنها لا تعلم سبب هذا التغيير حتى الأن لكن قلبها يحدثها أن ثمة فتاة وراءه .
ماسة : تعالى يا محمد . اقعد حبيبى.
جلس بقربها بمقدمة الفراش : ازيك يا ماما ؟ مقصر معاكى معلش .
ربتت على كفه بحنان : ابدا يا حبيبي انت بتشوف مصالح العيلة
تنهدت بحزن : كفاية اخوك اللى اتقلب حاله .
محمد : يا ماما محمود طول عمره شايل هم العيلة خليه يرتاح شوية .
ماسة : ربنا يريح قلبك يا حبيبي . ها عاوز تقول إيه؟
ابتسم محمد فهى أمه التى تقرأه ككتاب مفتوح : عاوز احكى لك حاجة .
ماسة : حاجة حصلت وانت في الصعيد ؟
اتسعت ابتسامته وبدأ يحدث أمه عن رحمة وكم هى عزيزة أبية !! كم هى شامخة قوية !!! يتحدث عنها بفخر وسعادة واضحة لعينى ماسة التى سعدت لأجله وتزداد سعادتها مع كل كلمة ، فهذه الفتاة حولت حياة ابنها للأفضل وهى لم تدخلها بعد ، فماذا إن أصبحت جزءا من حياته !!؟
أنهى حديثه لتقول ماسة براحة : كفاية إنها من عيلة غالية ، ربنا يجعلها من نصيبك يا حبيبي .بس هى بنت مين بقا ؟
محمد : هو تقريبا والدها ابن عم طنط غالية اسمه صخر دياب .
انتفضت ماسة كمن لدغها عقرب : بتقول مين ؟
محمد : مالك يا ماما ؟
ماسة : الراجل ده صعب اوى يا محمد حتى غالية نفسها ما ترضاش تدخل في أى حاجة تخصه .
محمد : غريبة ده اخوها رفيع محترم جدا وهى كمان . بعدين نفرض إن والدها قاسى أو صعب ، أنا ليا رحمة بس .
تحاول ماسة طرد ظنونها السيئة : ربنا يكتب لك الخير يا محمد . إن شاء الله نطمن على چودى ونكلم بابا علطول
أسرع يقبل رأس أمه بسعادة لتربت على كتفه بحنان ليغادر قرير العين بينما تتوجس هى من هذه العلاقة فما سمعته عن هذا الصخر مقلق لكن هذه الفتاة اصلحت قلب ابنها العابث الذى يتمثل كل عبثه هذا فى عناد مطلق وهذا وحدة تستحق الاحترام لأجله.
************************
فى شقة متواضعة بحى شعبى بأحد المناطق العشوائية شديدة الفقر يجلس مظهر ورجاله بينما تقوم بدر بالنظافة والخدمة دون راحة أو رحمة .
همام : إحنا لازمن نردو على اللى حوصل ، ماهنسيبش تارنا واصل .
مظهر : ماتخافش ، إحنا هنسكتوا شوى ، مش ضعف ولا چبن لاه إحنا هنچهز نفسينا ونچمع رچالة چديدة ، من الفچر هكون فى المسچد وأشوف الناس وأتكلم وياهم ، وأنت والرچالة هتچهزوا مكان جديد للتدريب .
همام : تدريب !!! إهنه وسط الخلج ؟
مظهر : بكرة بكتيره هتوصلنا فلوس ، معاك حليم كان فى الأساس شغال في الديكور ، يشوف يلزمه إيه وأوضة تتجفل عازلة للصوت
حليم : احنا خلاص هنستقر هنا ؟
مظهر : لحد دلوك إهنه افضل مكان ماحدش هيدور علينا فى الزحمة دى
همام : بس الشجة كلها تلت اوض ؟ هنعيشوا كيف يعنى ؟
مظهر : لاه دى شجتى انى انتو هأچر لكم مطارح فى الشارع اهنه مش بعيد .
وهكذا صدرت أوامر مظهر للجميع ، ولا يملك أحدهم حق الاعتراض فهو لن يسمح بذلك ، سمح لهم بقضاء الليلة بأحد الغرف بينما حصل على الغرفة الأكبر ليأمر بدر باللحاق به للداخل معلنا ضرورة توجههم جميعا للنوم .
*****************
استعد صالح وعائلته للسفر للقاهرة فى اليوم التالى لخطبة الفتاتين كما وعد ولديه لذا قامت زبيدة بإعداد هديا للجميع واستأجر صالح سيارة خاصة لحمل تلك الزيارة بينما ستسافر الأسرة بسيارة هيبة .
كان تحديد موعد السفر من أهم أولويات ضاحى الذى يغالبه قلبه وشوقه ، بينما هيبة كعادته محترف في إخفاء مشاعره تاركا تلك المساحة لأخيه الأصغر .
*****************
عاد طايع إلى المنزل لا يفهم موقف تاج ، لقد طرده تقريبا ، لكنه يعشقها ، ماذا عليه أن يفعل ؟
دخل ليجد الجميع قد عادوا من زيارة وهدان ليتعجب رفاعى لأمره لقد رفض صحبتهم مدعيا الإعياء فما باله الأن عائدا من الخارج .
وقف أمامهم يعبث بمفاتيحه وينظر أرضا بينما ينتظر رفاعى أن يبرر له موقفه ليتحدث بعد فترة من الصمت : بوى أنى رايد ليليان بنت عمتى الغالية .
شهقت زينب من فرط حماستها بينما نظر له رفاعى بصمت : وانى بسألك كنت فين دلوك ؟
تهرب من عينى أبيه الثاقبة كأن أبيه يعلم بفعلته ، او ربما مفطن لبلاهته .حاول مهران الدفاع عن أخيه : هيكون فين يا بوى اكيد في المسچد .
نظر رفاعى لمهران بحزم ليصمت فورا وهو يقول : ليه لسان يتحدت بيه .
تحدث طايع أخيرا : كنت فى المسچد ووصلت عمى تاچ البيت وكنت هعاود بس رچعت وجولت له…
هب رفاعى واقفا بينما نظر له مهران بغضب وأبيه يصرخ : جولت له ايه ؟
طايع : جولت له رايد ليليان .
صمت رفاعى حتى قص طايع رد فعل تاج الذى يعتبره غريبا ليقول مهران : انت چنيت يا طايع !!!
رفاعى : مالاكش كبير ؟ ماتعرفش الأصول ؟
يقترب طايع من أبيه مسرعا ليفاجأه رفاعى بصفعة انقطعت لها أنفاس الجميع قائلا بغضب : الكف ده لاچل تفتكر إن ليك كبير واچب تشوره جبل ما تخبط على بيوت الخلج ومين ؟ عمتك وچوزها الراچل الزين اللى العيبة ما تطلعش من خشمة واصل . تروح بعد العمر ديه كلاته تطلب بته من ع الباب بطولك كانك بلا أهل .
اخفض طايع رأسه بخزى فقد فهم الأن لما أغلق تاج بابه أمامه هو يريده أن يطلب ابنته كما ينبغى وكما تستحق فهذه الجوهرة يحشد لطلبها جيش من الرجال ، تاج محق ، أبيه محق ، و مهران محق .هو المخطئ الوحيد ، لكن هل تغفر له لهفة قلبه وخوفه من فقدانها هذه الزلة ؟؟
تركه رفاعى يلتزم الصمت وتوجه لغرفته بينما ينشطر قلب زينب فهذا ابنها يتألم ، وهذا زوجها يتألم يشطرا قلبها للمرة الثانية .
فتح رفاعى باب غرفته ليتحدث طايع أخيرا : بوى .
توقفت خطواته رفاعى دون أن ينظر له ليقول : أنى غلطان بس خوفت تضيع منى . عاوز تحكم علي احكم ، بس ماتحكمش بموتى يابوى .
اغلق رفاعى الباب ليندفع طايع لغرفته أيضا مغلقا بابه لتبكى ريتاچ بصمت بينما تغالب زينب ألمها وتلحق بزوجها ، هى تعرفه جيدا ،رغم صدمته من طيش طايع إلا أنه لن يكسر قلب ولده مهما حدث.
انتقل مهران لجوار شقيقته الباكية : انت بتبكى ليه دلوك ؟
ريتاچ : أول مرة بابا يضرب حد فينا .
ابتسم لها رغم شعوره بالمرار : ماتخافيش طايع عارف أنه غلط ويستحج الكف ، وبوى عارف أنه عمل إكده من حبه ، حتى عمى تاج عارف إكده بس طايع كان لازمن يفهم .
ريتاچ : بالضرب يا مهران .
قربها ليكفف دموعها : معلهش شوية ويروج . تعرفى لو چانى واحد يطلبك إكده . اطخه عيارين .
لتضحك ريتاچ من بين دموعها فهى على ثقة من حنان مهران وحبه لها . ومن حب أبيها لهم جميعا .
**********************
سار براء خطوات قليلة خارج مكتب أدهم ليصطدم بالأخير متوجها لمكتبه بغضب ومن هيئة أدهم يفهم براء بسهولة أنه كان يعذب المساجين ليلحق به فورا إلى مكتبه غاضبا .
دخل أدهم يستشيط غضبا بأنفاس متلاحقة ليلتفت له سالم وعماد فورا بينما يصيح براء بمجرد إغلاقه الباب : وبعدين يا أدهم مش هتبطل اسلوبك الهمجى مع المتهمين ؟
يضرب أدهم سطح مكتبه بغضب : مقدم أدهم يا سيادة النقيب ، وياريت تلزم حدودك انت فى القضية دى تحت ايدى ، يعنى الشغل بطريقتى حتى لو مش عجباك .
سالم : خلاص يا ادهم . بالراحة يا براء من أمته اسلوبك بقا كدة ؟
ينظر أدهم ل سالم بغضب : كل واحد يلزم حده .
نظر لثلاثتهم : وكل واحد من هنا ورايح ينفذ اللى أمره بيه من غير مناقشة .
أدى براء التحية العسكرية بغضب وانصرف فورا فيبدو أن أدهم اعماه غضبه عن الرحمة والإنسانية ، وسرعان ما لحق به عماد ثم سالم ليقرر أدهم أن شخصية گ براء لا تصلح لمثل هذه القضية الكبيرة والهامة فيبدأ بإجراء إتصالاته ليتأكد من إقصاء براء لأبعد ما يستطيع .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشرف 2)