روايات

رواية حضن الفصل الأول 1 بقلم نهال الغندور

رواية حضن الفصل الأول 1 بقلم نهال الغندور

رواية حضن البارت الأول

رواية حضن الجزء الأول

حضن
حضن

رواية حضن الحلقة الأولى

الجنية العاشقة”
ذهب إلى النوم لكى يتهرب من حياته التى تمضى بملل رتيب إلى أن غط بنوم عميق وإذا بصوت غريب يخترق عقله ويهتف بإسمه ” بلال ..بلال ..استيقظ ”
كان صوتا به مزيج بين الانوثة وفحيح الافاعي..فارتجف جسده ثم تسارعت دقات قلبه و نهض مفزوعا من نومه .
تكرر هذا الحلم فى اليوم التالى واخترق الصوت مرة أخرى عقله ليقول
” لديك جسدا رائعا جدا يا بلال ”
إن بلال شابا فى الخامسة والعشرون من عمره إلتحق بكلية التجارة ثم فور تخرجه ركض ليبحث عن عمل ليصطدم بالواقع المرير فضلا عن حياة العمل التى يحلم بها ليجد نفسه أنه أصبح فى النهاية مجرد “كاشير” بإحدى محلات السوبر ماركت الكبيرة ولقد كان مهووسا بالألعاب الرياضية خاصة حمل الاوزان الحديدية الثقيلة للوصول بمظهره إلى مرحلة الكمال ..لقد سعى إلى أن يبنى جسدا قويا ظنا أن القوة هى عنوان كل شئ لذا كان يخرج من عمله كل يوم قاصدا طريقه إلى صالة الالعاب الرياضية ثم يعود فى النهاية إلى المنزل ليتفحص عضلاته أمام المرآة ويتحسسها بإعجاب شديد ثم يرمق نفسه بابتسامة غرور ويعود خالدا إلى النوم.
لقد كان شابا منطويا .. كئيبا .. غير راضيا عن كل ما يحدث حوله قلما تراه يضحك وقلما تراه يتحدث كان يتجنب الناس أقصى سعته وكان يتحاشا الزيارات العائلية ويخلد هاربا إلى غرفته إلى أن حدث مالم يكن فى الحسبان
أطفأ الانوار فعاد الصوت هامسا ليقول..
-اعلم بأنك متعب ولا تستحق كل هذا العناء إنك تستحق من يحبك ويحميك
فسألها عبر الظلام الدامس..
-من انتى؟
– ليس مهما من أنا ما يهم الآن هو من أنت؟
ثم تابعت
من يحبك؟ من يفهمك ؟من يستطيع التضحية بعمره بأكمله من أجلك.
– هل هذه مزحة؟ سألتك من أنتى؟
فردت بهمس..
– انا معجبة
– انا لا أراكى أين أنتى
فقالت بصوت هامس..
– قريبة جدا حتى أقرب من أنفاسك
فشعر بأنفاس حارة تقترب من وجهه مما جعله يشعر بالخوف وقام بإشعال النور مرة أخرى فاختفى الصوت تماما فابتلع ريقه ثم قرر إطفاء النور مرة أخرى ثم قال
– هل أنتى بشر؟
– لا .. لكنى اعرف أنك تحتاج لمن يفهمك.. لا يستطيع أحد من البشر فهمك
– انتى جن؟
– أنا أحبك وهذا جل ما أريدك تعرفه
– هل أستطيع أن أراكى؟
– فقط أغمض عينيك وسوف ترى
فأغمض عينيه ليرى نورا ينبثق من العدم ليتمثل بهيكل إمرأة ثم يتكون هذا الهيكل إلى كيان إمرأة فاتنة الجمال .. تقدم إليه من البعيد إلى أن تقدم صوبه ليظهر له ملامح وجهها المستدير كالقمر وشعرها الذى يغطى طوله إلى الأرض وقوامها الفارع ولون بشرتها البيضاء كانت تبدو وكأنها حورية من الجنة حتى اتت لتجلس امامه بغنج ودلال ليسحر عقله ببهاء جمالها الآخاذ حتى قالت وهى تضع بأصبعها على فمه ..
– ماذا بك؟ ألم أعجبك؟
فابتلع ريقه ثم قال..
– من أنت وماذا تريدين؟
فوضعت كفها فوق موضع قلبه ثم قالت
– أريدك
فارتعد جميع جسده وتسارعت دقات قلبه حتى أمسكت بيده عبر الظلام الدامس ثم اتجهت صوب المرآه وقالت
– إنظر الآن فى المرآة
فظهر شعاع مجهول أضاء له حواف المرآة ثم تابعت وهو ينظر إلى نفسه بالمرآة
-شاب وسيم مثلك مفتول العضلات رشيق القوام يستحق أن تكون بجانبه أجمل امرأة بالعالم انت لا تعرف قيمتك ولا تقدرها لكنى أعرف قدرك جيدا ثم أمسكت بيديه الإثنتين وقالت
سأجعلك أسعد رجل بالعالم فقط إن رضخت لشروطى
فتفوه قائلا..
وما هى شروطك؟
شروطى ان تعبدنى بالليل والنهار
وكيف ذلك؟
ان تثق بى ثقة الإله الذى تدعوه وأن تحبنى وترجونى كما لو خلقتك وأن تمتدحنى بكل ما أوتيت بقوة حتى أرضى عنك وأن أكون مناك وهدف مبتغاك.
فى هذه اللحظة شخص ما ادار مقبض الباب ثم هم بالدخول وقام بإشعال النور إنها أمه يحيق الذهول والإستغراب بعينيها وإبنها يقف أمام المرآة ساهما شاردا فنادته ..
– بلال بنى ما الذى يجرى؟
فالتفت إليها ثم نظر حوله وكأنه كان يحلم ثم قال..
– منذ متى وأنتى هنا؟ ؟
– منذ قليل ..ماذا تفعل ولماذا تقف هكذا أمام المرآة؟
فتحرك عن مكانه قائلا ..
– لا شئ فقط كنت أتفقد لياقتى ووزنى ..أنا خارج الآن
خرج بلال يتمشى أمام البحر وهو يفكر فى هذه المخلوقة بديعة الجمال وأثناء سيره تصادف امامه صخرة كبيرة فجلس فوقها وإذا بنسمات الهواء تصفع وجهه مما جعله يغفى ويذهب فى نوم عميق لتظهر له الجنية مرة أخرى تداعب خديه ثم تقول هل ندخل سويا إلى البحر؟
لم ينبث ببنت حرف فقط ذهب معها باتجاه البحر كالمسحور. أمسكت بيده ثم سحبته إلى الداخل واقتربت منه ثم قالت ..
– هل يعجبك نهدى؟
كان ينظر إليها هائما فى سحر الجمال الذى تتمثل به فحدثته قائلة..
– هل تريد ان تأتى إلى حضنى؟
وحينما همت باحتضانه إبتعد قائلا..
– لا ..لا أريد
هنالك إنطلق بوق أحد المراكب لأحد الصيادين ليعود إلى وعيه وليجد نفسه وحيدا فى عرض البحر فأخذ يلكم المياة بيديه محاولا النجاة والعودة إلى الشاطئ لكن الموج كان يصفع جسده ويرتطم به من كل مكان فرآه صياد المركب عبر قنديله وذهب إليه ليرمى له طوق النجاة ثم يسحبه على سطح المركب .
– ما الذى تفعله هنا فى هذه الساعة المتأخرة؟
قال ذلك الصياد فأجابه بلال وهو يتلقط أنفاسه
– لاأعلم ..لا أعلم كيف وصلت إلى هنا
أوصله الصياد إلى الشاطئ ليعود بلال إلى منزله ثم يخلد إلى غرفته ويبدل ملابسه ويستلقى على الفراش بإنهاك
ثم يمد يده ليطفئ النور ويعود إلى استلقائه وينظر إلى جانبه ثم تتسع حدقتيه إلى آخرها لينطلق صوتا أنثويا هامسا ليقول ..
– أنا هناااااااا

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حضن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *