روايات

رواية سيف ونيرفانا الفصل الخامس 5 بقلم زينب سمير توفيق

رواية سيف ونيرفانا الفصل الخامس 5 بقلم زينب سمير توفيق

رواية سيف ونيرفانا البارت الخامس

رواية سيف ونيرفانا الجزء الخامس

سيف ونيرفانا
سيف ونيرفانا

رواية سيف ونيرفانا الحلقة الخامسة

طول طريق مروحاهم لشقته الجديدة كان في صمت مطبق عليهم، محدش فكر يكسره خصوصًا هي، خاصةً بعد أخر حوار بينهم.. أخر كلامه كان صدمة بالنسبالها ممكن تكون لذيذة
أن هي.. نيرفانا ليها تأثير كبير زي دا على شخص زيـه، سيف الدين!
بصتله بطرف عينيها، جميل ووسيم زي اول مرة شافته فيها، ملامح حادة مرسومة، عيون وامضة بلمعة قوة مبتختفيش من عيونه، شعره ناعم طويل شوية واصل لأخر أطراف رقبته، ودايمًا رافعة عن عيونه لكن في خصلات بتهرب وتنزل على عيونه بتديه طلة مميزة، قليل أوي لما تشوفه بهدوم غير رسمية، أبتسمت وهي بتسرح بخيالها وتفتكر أول مقابلاتهم.. تفتكر بداية حكايتهم
من سنة وحوالي تسع شهور، كانت بدأت تمثيل وسابت بصمة في عالم الفون، مش بشهرة دلوقتي لكن أكيد حفلة كبيرة زي دي كان لازم تكون مدعوة فيها، كانت خايفة وهي دخلاها، لابسة فستان أزرق فاتح مناسب تمامًا للون بشرتها البيضة الشاحبة، بحملات رفيعة، ضهر نصه عريان، وفستان نازل صك، مفتوح من جانب واحد من فوق ركبتها بشوية لتحت، سايبة شعرها مفرود على ضهرها
طلتها.. تسحر؟
أقل وصـف يوصفها وهي بتدخل وبتجذب عيون ناس كتير عليها، منهم وأولهم سيف، اللي كان رافع كأس ماية علشان يشربه ووقفت أيده في النص وعيونه بس اتركزت عليها، أول وأخر بنت كانت تأثر فيه بالطريقة دي
عيونه تابعتها وهي بتتمشى بتوتر بين الطاولات لحد ما وقفت عند تربيزة قريبة منه
لمح واحد صاحبه عيونه اللي مترفعتش من عليها ضحك وهي بيضرب على كتفه و – أخيرًا لقيت اللي توقعك.. عارف مين دي؟
بصله وهز راسه بجهل وهو بيحاول يبين اللامبالاة لكن عيونه اللي بتومض بالأهتمام مساعدتوش
– دي نيرفانا سعد يابني، ممثلة مشهورة جدًا أزاي متعرفهاش؟
رجع يبصلها كانت بترفع خصلة من شعرها عن عيونها وهي بتكلم حد وتضحك معاه
وكالمتوقع، قعد كل الحفلة يراقب فيها، من غير شعور منه
ودايمًا اول مغادرين الحفلات لكنه لأول مرة يحضر حفلة لأخرها.. بسببها!
فكر مجرد أعجاب هيخلص من أول ما تنتهي الحفلة ويبعد عنها وينساها وسـط شغله بس…
تلت أيام من أول مرة شافها فيها، عرف كل أخبارها معلوماتها.. تفاصيلها.. أعمالها.. عنوانها
كان قاعد بيسمع أخر اعمالها التلفزيونية اللي نزلت
نعم، بالفعل طبق الأيام اللي فاتت على كل أعمالها لحد ما خلصهم!
أهتمامه بيها بيزيد مش بينقص
وفي الأخر مقدرش يكذب على نفسه أكتر من كدا.. هو عاوزها!
****
– مين؟ سيف الدين عراب
قالتها بتوتر وهي بتلعب في صوابعها لجولي اللي عرفتها بوجوده
– اه
– مش دا اللي شفته في الحفلة وقولتيلي..
– اه هو رجل اعمال مشهور ووريث عيلة عراب، وعايز يقابلك..
قعدت مكانها و – ودا هيكون عايز أية مني؟!
– معرفش دخليه وشوفي، يمكن شغل!
– شغل.. اه صح أكيد شغل، اية اللي ممكن يجمع طرقنا غير الشغل! خلاص دخليه
أختفت جولي عن انظارها للحظات قبل ما تسمع خبطة واحدة على الباب وأتفتح وظهر قدامها سيف الدين، بطلته وطوله الشامخ، ونظراته اللي جابتها كلها من اولها لأخرها بتفحص غريب وترها
وقفت تستقبله وهي بيقرب منها، مـدت أيدها تسلم عليه وببسمة مرتبكة – أهلًا بحضرتك
مـد أيده وأخد يديها بين أيديه ضغط عليها ببعض القوة بين أيديه قبل ما يسيبها ويقعد في كرسي وهي قدامه
سـاد صمت موتر للحظات بينهم لحد ما قاطعته بسؤالها – قالولي أنك عايزيني في موضوع مهم..
أتعدل في قعدته بطريقة مفاجئة ربكتها قبل ما يرفع عيونه يواجهها و – مش هلف وأدور معاكي انا شوفتك من كام يوم ومن وقتها الحقيقة وأنتي عاجبني ومبتروحيش من بالي.. انا عاوزك
بصتله بصدمة من جراءته قبل ما يكمل هو – وانا متعودتش اعوز حاجة ومخدهاش..
لملمت شتات صدمتها و – وانا مش شئ ممكن يتملك ياأستاذ سيف، أعذرني المقابلة انتهت
قالتها وهي بتقف علشان تمشي، مسكها من معصمها وقعدها تاني وبنبرة حادة – انا لسة مخلصتش كلامي، نصيحة للمستقبل اياكِ تفكري تمشي وتسيبني بالطريقة دي تاني وانا بتكلم
– انا خلصت كلامي ووفر نصايحك لنفسك علشان مفيش صدفة ممكن تجمع طرقنا في يوم
بضحكة غرور وهو بيرفع بضهره على الكرسي ويبصلها – يبقى لسة متعرفنيش، من أنهاردة هتنسي كل الوشوش إلا وشـي لأنك هتشوفيه أكتر مما تتخيلي، انا برأيي توافقي على عرضي من البداية، نتكلم ونتفاوض باللي يريحني ويريحك بدل ما أبقى انا بس ملك اللعبة وتمشي بشروطي ورغباتي بس وصدقيني وقتها الموضوع هيكون صعب عليكِ جدًا
بضحكة ساخرة – الحقيقة انا مستغربة ثقتك اللي بتتكلم بيها كأنك ضامن موافقتي دي، انا مش ممكن أوافق على حاجة زي دي، انا مش سلعة ممكن تتباع ليك علشان ترضى رغباتك
شاورت للباب و – لو سمحت أمشي حالًا قبل ما أعلي صوتي وأفضحك في المكان كله وأعرف الكل حقيقة سيف باشا عراب
ضحك بصوت ساخر و – انا مبتهددش والكلام دا ولا يفرق معايا..
وقف من قعدته وعدل بدلته وهو بيقول – انا همشي دلوقتي علشان عندي ميعاد مهم، بس كلامنا لسة مخلصش وهيتكرر لقاءنا تاني في اقرب وقت
مشى وسابها وسط صدمة وزهول وخوف! هل دا هيكون أول تنازل هتضطر تقدمه؟ هل هيهددها بمستقبلها الفني، هل وهل؟
ومكنش كداب قبل ما يعدي يومين أتكررت الزيارة
ولما سألت لية ممكن توافق على عرض زي دا وهي مش عايزاه
جاوب ببساطة – مش مهم رغبتك، المهم رغبتي..
تهديده ليها مكنش بمستقباها الفني، مش هيوقف أعمالها، مش هيقف في طريقها، مش هيطلع عليها إشاعات
بس.. مش هيرحمها هي ك نيرفانا،
– انتِ ممكن تصحي في أي يوم تكتشفي إنك بقيتي ملكي من غير ما تحسي، هتلاقيني جنبك وأنتي في حضني، ممكن أخليكي أنتي تجري ورايا علشان نكمل سـوا، فمتخلنيش ألجئ للأسلوب دا
– انت عايزني ودي منفعتك من جوازتنا، انا هستفاد أية وانا مش عايزاك؟
– رغم أن عيونك مبتقولش كدا.. بس أوك هعتبر أنك مش عايزاني فعلًا، هخلي العالم دا كله بين أيديكِ، هزود شهرتك، هكبر شغلك، هفتحلك كل بيبان الدنيا في وشـك
نيرفانا مكانتش غبية، الرفض لمجرد الرفض قدام راجل زي دا، صبره قليل زي ما معروف عنه، يعني الموت، يعني النهاية
يعني أول ما يقول كفاية لعب كدا وهتصرف.. هي هتنتهي!
وتحمد ربنا إنه غير أي حد، مختلف عن أي تهديد جالها، مش عايزها ليلة وخلاص، دا عايزها لمدى طويل وبعيد وبجواز شرعي!
طلبت هي يكون من غير إشهار
ضيق عيونه بتعجب و – من غير إشهار! في السـر.. لية؟
– كدا، دي رغبتي الوحيدة، هتوافق عليها ولا نلغي كل حاجة؟
– موافق.
ومن هنا بدأ فصل جديد في حكايتهم..
****
فاقت من شرودها في اللي فـات على صوته – وصلنا
بصلها لقيها بصاله وسرحانة فيـه، أبتسم ليها و – لو تشوفي نظراتك ليـا بتكون ازاي هتفهمي لية انا مبقدرش أسيبك
بعدت وشها عنه بإحراج ومتكلمتش، نزلوا كانوا قدام ناطحة سحاب كبيرة جدًا، جـه يدخل مسكت أيده وبقلق – سيف مش شايف أن دي مخاطرة كبيرة شوية؟ لو حد لمحني هنا وكان عارف انك ساكن هنا هتبقى مشكلة
– مش هاممني كل دا، مش هعرضك للخطر علشان تفاهات زي دي
– سيف..
قاطعها بجدية – نيرفانا الكلام في الموضوع دا خلص خلاص فلو سمحتي أتقبلي الامر من غير أعتراض
أتنهدت ومشيت وراه طلعوا بالأسانسير لحد ما وصلوا لشقته، كانت فخمة وكبيرة، بطريقة ما حست إنها شبة بيتها وبنفس ذوقها..
حست بالراحة إنها بالألوان الهادية اللي بتحبها
أنتبهت لصوت سيف – انا مش حابب أسيبك أنهاردة لوحدك بس للأسف لازم أرجع للبيت
– اه صح، طيب هتقولهم أية وهتفسر خروجك من البيت بالطريقة دي أزاي؟
زم شفتيه و – مش عارف، أقول الحقيقة؟
وسعت عيونها بقلق ضحك وهو بيربت على شعرها و – بهزر، متقلقيش انا هتصرف، هسيبك بس متقفليش فونك وتردي عليا علطول، ولا اقولك هرن عليكي دلوقتي وسيبي الخط مفتوح حتى لو نمتي صوت أنفاسك هتطمني..
كلامه إنهاردة مربك؟ ولا هي حاسة بكدا!
ودعها بحضن سريع ومشى وبقيت هي تبص لطيفه ومن غيرشعور نظرات عيونها بتبصله بنظرات هي متعرفهاش..
هو بس اللي فاهمها، علشان كدا عمره ما صدقها وهي بتقوله مش عايزاه.. ومش حباه
لان عيونها بتقول إنها.. عشقاه؟
****
دخل القصر وكما توقع العيلة كلها مستنياه ومستنية تفسير منه عن اللي حصل قبل ما يمشي
قعد وسطهم فعلطول وصله صوت جده المتساءل بجدية – اية اللي حصل ياسيف، مين دي اللي خلتك تجري زي المجنون، أية علاقتك بيها
بصراحة كبيرة.. وبراحة، ولامبالاة رد – دي السـت اللي مش هكمل حياتي غير معاها ياعراب باشا، وأسمحلي مش هقدر أعرفك دلوقتي عليها لأنها مش عايزة كدا لكن في الوقت المناسب أكيد هعرفك عليها
صوت همسات وهمهمات عليِ في القعدة لحد ما جده سـأل بعصبية – سـت مين دي، وجنى بنت عمك؟
– انا قولتلكم المرة اللي فاتت أن جنى بالنسبالي مجرد بنت عمي وبس، وعمري ما هفكر فيها زيادة عن كدا
جنى كانت بتسمعه والصدمة ملياها، همست بصوت مرتعش – انت وعدتنا إنك هتفكر في موضوع ارتباطنا رغم كدا
– مكنتش عايز أجرحك بس دي الحقيقة انا مش ممكن أفكر فيكي ك مراتي أبدًا ياجنى، هي واحدة بس اللي اول ما لمحتها عرفت إنها هتكون مراتي والسـت الوحيدة اللي في قلبي وحياتي
وقف وعدل جاكت بدلته وبص لجده بتحدي و – الكلام في الموضوع دا منتهي، اي حد هيفكر يقرب منها ويآذيها يعتبر إنه بيعاديني أنا شخصيًا
****
حصل اللي خايفة منه.. بصت لإختبار الحمل اللي في أيديها بصدمة كبيرة، مش هتسمح بحاجة زي دي تحصل أبدًا..
مش هتسمح للحمل دا يكمل ولا هتسمح لسيف إنه يعرف حاجة زي دي..
لأن رد فعله مش هيكون مضمون.. مش هيكون مضمون أبدًا!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سيف ونيرفانا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *