روايات

رواية قصة حنين الفصل الثالث 3 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل الثالث 3 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت الثالث

رواية قصة حنين الجزء الثالث

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة الثالثة

ركعت حنين أمام سلوى من أجل أن تأخذ المنديل وتمسح الحذاء كما طلبت منها، وهي تبكي بشدة دون صوت. فجأة يأتي صوت شخص من الخلف قائلاً:
“حنين!”
ينظر كلا من حنين وسلوى، ونوران التي تقف وتشاهد ما يحدث وهي تنظر إلى حنين باشمئزاز. تردف حنين بدموع قائلة:
“جدو، نعم؟”
محمد بحزن وهو ينظر إلى سلوى بينما يأخذ المنديل من على الأرض ويقول:
“أنا همسح جزمتك يا هانم، لكن حنين بنتي مش بتركع تحت رجل حد.”
تشعر حنين بسكين تمزق قلبها عندما رأت جدها يركع من أجل أن يمسح الحذاء بدلاً منها. تركع على قدميها، وقبل أن يلمس جدها الحذاء، كانت هي قد فعلت ما قالت عليه سلوى، بينما دمعت عين محمد وهو يرى حفيدته تجلس تحت قدم سلوى وتمسح الحذاء ولا يقدر على فعل شيء. تردف نوران باشمئزاز قائلة:
“اسمعي يا شاطرة، خدي طلعي لي الكوتشي بتاعي على الأوضة وهاتي مية معطر واغسلي لي رجلي مكان الكوتشي.”
ينظر كلا من حنين ومحمد إلى نوران بدهشة، بينما قال محمد بعجز:
“أنتي بتقولي إيه يا بنتي؟ حنين مين اللي تطلع الكوتشي وتغسل رجلك؟”
سلوى بسخرية: “وأنت مفكر حنين إيه؟ دي مجرد خادمة، أوعي تنسى أصلك يا محمد، أنت مجرد خادم وحنين زيك، فاهم؟”
ينظر محمد إلى سلوى وهو يقول دون وعي:
“حنين مش خادمة وعمرها ما كانت خادمة، وأنتي أكتر واحدة تعرفي مين هي حنين.”
تنظر سلوى إلى محمد بغضب، بينما ينتبه محمد لما قال فيصمت قبل أن يكمل حديثه. ترد نوران قائلة بسخرية:
“يظهر كدا إن الخادم مفكر نفسه السيد.”
يرد محمد بعجز وكسر: “يا بنتي، أنا لا مفكر إني سيد ولا نسيت إني خادم، بس مش لدرجة إنكم تذلوا حنين بالشكل ده.”
نوران بوقاحة وهي تنظر إلى حنين:
“خلاص، لو مش عايز حنين تطلع لي الكوتشي، طلعه أنت وهات لي مية واغسل لي رجلي.”
تنظر حنين إلى الحذاء، ودون أن تقول شيئاً تذهب وتحمل الحذاء. بينما تحمل حنين الحذاء، تلتقط نوران صورة لها وهي تمسك الحذاء. تذهب حنين إلى غرفة نوران وتضع الحذاء كما قالت. بعد وقت ليس بكثير، ذهبت وأحضرت الماء. كانت نوران تجلس على مقعد وتضع قدمًا فوق قدم، وتنظر إلى حنين بسخرية. جلست حنين أمام نوران ووضعت قدمها في الماء من أجل أن تغسلها لها، بينما تلتقط نوران بعض الصور لها على الهاتف. في هذه اللحظة، يدخل خالد ليجد هذا المشهد أمامه ليصرخ بغضب كما لو رأى شيطانًا داخل المنزل.
“نورااااان؟
تفزع نوران من صوت والدها وتقول بخوف:
“بابا؟”
يذهب خالد تجاه نوران، ومن شدة غضبه يصفعها بقوة وهو يقول:
“أنتِ اتجننتي يا بنت؟ازاي تسمحي لنفسك تهيني حنين بهذا الشكل؟”
نوران بدموع وغضب وصوت عالٍ:
“أنت بتضربني عشان خادمة؟”
يصفعها خالد مرة ثانية وهو يقول:
“وأكسر رقبتك كمان طالما قليلة الأدب، وصوتك ما يعلىش عليا تاني يا هانم. امشي علي أوضك، وعقاب لكِ، ما فيش مصروف لمدة أسبوع. هاتي مفاتيح عربيتك، وما فيش خروج من البيت غير للجامعة، ومن الجامعة على البيت.”
تنظر نوران إلى حنين بغضب وتتواعد لها، تخرج مفاتيح السيارة وتضعها على الطاولة بغضب، ثم تركض إلى غرفتها. يذهب خالد تجاه حنين التي ما زالت تجلس على الأرض ودموعها لم تجف من عينيها، ويقول بإحراج:
“أنا بعتذر لكِ يا حنين، يا حبيبتي. أنا بجد محرج منكِ، والله مش عارف أقولك إيه.”
حنين بابتسامة حزينة، بينما دموعها تتساقط على خديها:
“وانت عملت إيه بس يا أستاذ خالد علشان تعتذر؟ قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأتوب إليه.”
يضع خالد قبلة على جبين حنين ويقول:
“ونعم بالله العلي العظيم وأتوب إليه. بس بقى، خلاص، بطلي عياط، وحقك عليّ يا حبيبتي. ما تزعليش من حاجة، أنتِ ما تعرفيش قد إيه أنتِ غالية علينا.”
ينظر محمد إلى سلوى بكره، بينما نظرت سلوى إليه بتواعد وهي تقول في نفسها:
“الظاهر كده هتعملي لي وجع دماغ يا محمد. لازم أخد مسكن قبل ما الوجع يزيد. السر لازم يفضل سر مهما يحصل.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة نوران:
نوران بغضب وهي تنظر إلى انعكاس صورتها في المرآة:
“بقي أنا انضربت قلمين عشان خادمة؟ ماشي يا حنين، ما كنت نوران خالد لو ما خليتك تتكسفي ترفعي راسك وأنتِ ماشية.”
ثم تنظر إلى الهاتف وهي تقول:
“اصبري وشوفي أنا هاعمل فيكِ إيه يا ست حنين.”
ــــــــــــــــــــــــــــــ
في اليوم التالي في الجامعة:
وصلت حنين ونوران بسيارة بعد أن سمح لهم خالد بأخذ السيارة للذهاب إلى الجامعة. عندما تعود نوران، ترجع مفاتيح السيارة مرة أخرى. تسير حنين وتشعر أن هناك شيء غريب، والجميع ينظر ويتغامز عليها، لكنها تتجاهل كل شيء. تدخل حنين إلى المحاضرة لتجد مقعداً فارغاً، تجلس عليه. تأتي إليها فتاة وتقول باحتقار:
“قومي يا بنت من هنا، الكرسي ده بتاعي.”
تنظر حنين إلى الفتاة وتقول بخجل:
“أنا آسفة يا آنسة.”
وتنهض حنين من على المقعد وتذهب إلى مقعد آخر، وقبل أن تجلس، تردف فتاة أخرى وهي تنظر إلى حنين بتقزز:
“لا يا شاطرة، ده محجوز للناس المحترمين، مش للخدم.”
حنين بحزن تذهب دون أن تقول شيئًا، ولم يوافق أحد أن تجلس، وتظل واقفة مثل الأمس. يدخل عاصي إلى المحاضرة بصحبة قاظم وهو يقول:
“صباح الخير.”
الجميع:
“صباح الخير يا دكتور.”
ينظر عاصي إلى قاظم الذي ينظر إلى نوران بذهول، ثم ينظر عاصي إلى ما ينظر إليه قاظم ويقول بغضب:
“اتفضل اتنيل اقعد يا أستاذ.”
قاظم بإحراج: “آسف.”
ثم يذهب باتجاه نوران وهو يقول:
“هاي.”
نوران بغرور:
“هاي.”
قاظم بمعاكسة:
“ممكن أقعد؟”
نوران بلا مبالاة:
“طبعًا اتفضل.”
يقف عاصي وينظر بعينيه إلى الجميع، يبحث عن حنين التي تجلس في آخر مقعد خلف الجميع. يبدأ المحاضرة ويحاول أن يكون صوته عاليًا في الشرح لكي تسمع حنين ما يقول. بعد أن انتهت المحاضرة، يخرج الجميع إلا حنين التي ما زالت تجلس وتكتب كل ما قاله عاصي أثناء الشرح. يذهب إليها عاصي ويقول:
“أنتِ بتكتبي إيه يا آنسة؟”
تقف حنين وتقول بإحراج:
“بكتب شرح حضرتك علشان ما أنساش حاجة، يا دكتور.”
عاصي بدهشة:
“بتكتبي الشرح إزاي؟”
حنين: “عادي، أنا بكتب شرح حضرتك علشان أفضل فاكرة وما أنساش حاجة.”
عاصي باستغراب:
“وانتِ كتبتي الحصة بتاعت إمبارح؟”
حنين: “أيوة، كتبتها.”
عاصي بشك: “طيب ممكن أشوف اللي حضرتك كتبتيه؟”
حنين: “طبعًا، اتفضل.”
يأخذ عاصي السكتش من حنين ولا يصدق أنها نقلت كل شيء قاله أثناء المحاضرة. يعطيها عاصي السكتش وهو يزيد إعجابه بها، بينما يقول باحترام:
“تعرفي، لو ربع البنات والشباب اللي هنا مهتمين بالشرح والمحاضرات زيك يا آنسة، كانوا زمان بقوا من أفضل الطلاب. ربنا يوفقك في حياتك.”
حنين، وهي تتجاهل النظر إلى عاصي:
“يارب أنا والجميع.”
عاصي بضيق ولا يعلم لماذا يزعجه أنها لا تنظر إليه، يردف قائلاً:
“هو حضرتك شايفاني ما أستهلش تبصي لي وأنتِ بتكلميني؟”
حنين: “أنا آسفة يا دكتور، بس أنا بغض البصر مش أكتر.”
عاصي باستفهام:
“ليه؟ هو انتِ راجل علشان تغضي بصرك؟”
حنين، متجنبة النظر إلى عاصي، تقول بهدوء:
“وهو أنا علشان مش راجل ما أغضش بصري؟ ربنا سبحانه وتعالى أمر بغض البصر لمّا قال في آياته الكريمة: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)”
ثم تضيف بحزم: “وربنا سبحانه وتعالى كان واضح في حديثه القدسي أن غض البصر أمر وفرض على كل مسلم ومسلمة.”
عاصي بانبهار:
“ياااه، ده انتي حاجة عظيمة بقى.”
حنين بإحراج:
“العظمة لله وحده. بعد إذنك يا دكتور.”
عاصي، وهو يرغب في التحدث إليها أكثر لكنها لم تعطِه الفرصة، يرد قائلاً:
“اتفضلي يا آنسة، إذنك معكِ.”
تذهب حنين من أمام عاصي دون أن تقول شيئًا، بينما ينظر إليها عاصي ولا يستطيع أن يخفض نظره عنها، ويدمدم بالكلمات غير المفهومة:
“يا ترى إيه آخر حكايتك يا حنين؟ فعلاً انتي حاجة مميزة ومن النادر أن حد يحصل عليها. يا رب عوضني بواحدة تكون نص حنين. مش هاطلب زي حنين لأنّي متأكد إن واحدة زي حنين تستاهل الأفضل مني.”
### في الفلا
يقف محمد في المطبخ يقوم بعمله يكح بصوت عالٍ:
“كح كح كح.”
فجأة يأتي أحد ويعطيه كأس من الماء. يأخذ محمد الكأس ويشرب كل ما فيه من الماء، ثم ينظر إلى الشخص الذي أعطاه الكأس وهو يقول بدهشة:
“انتي بتعملي إيه هنا؟”
سلوى بغرور:
“لا، ولا حاجة، بس سمعتك بتكح، قولت أديك ميه بدل ما تموت ولا حاجة.”
فجأة، يضع محمد يده على عنقه وهو يشعر بالاختناق، بينما يقول:
“انتي حطيتِ إيه في الميه؟”
سلوى: “ولا حاجة، بس برشامة علشان أخلص من الصداع.”
محمد بحزن:
“اوعي تفكري إن بموتي حنين مش هاتعرف الحقيقة.”
سلوى بغضب:
“حنين خادمة وهاتفضل خادمة، وبموتك السر هايفضل سر.”
### سؤال للنقاش
– **مين حنين؟**
– **إيه هو السر اللي خايفة منه سلوى؟**
– **هيحصل إيه لحنين بعد موت جدها؟**
– **نوران عملت إيه علشان تخلي الكل في الجامعة يقرف من حنين؟**

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *