روايات

رواية قصة حنين الفصل السابع 7 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل السابع 7 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت السابع

رواية قصة حنين الجزء السابع

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة السابعة

في شقة الشباب، تقف حنين بعين دامعة وهي لا تفهم ما يقصده الشباب بحديثهم. تردف بصوت مخنوق بالبكاء: “لو سمحتم حد يقولي أنا فين وأنتم مين وازاي أنا جيت هنا؟”

يرد عليها محمد قائلاً بهدوء: “اهدي يا آنسة، ما تخفيش، ما فيش حد هيعملك حاجة، وانتي هنا ازاي؟ عماد لاقاكي في الشارع مغمى عليكي جابك هنا.”

يقول ذلك وهو يشير إلى عماد. يردف عماد متسائلاً: “معلش يا آنسة، أنا كنت عاوز أسألك عن حاجة، هو انتي مريضة بحاجة علشان كدا بتمشي يغمى عليكي ولا بتتعبي من الشمس؟”

وهنا تنفجر حنين في البكاء عندما تذكرت ما حدث لها وموت جدها وكيف تخلى عنها الجميع. ينظر إليها الشباب بحزن، بينما يضرب علي عماد على كفاه وهو يقول: “ينفع كدا، خليت الآنسة تعيط.”

عماد بدهشة: “هو أنا قلت إيه؟”

ثم يذهب تجاه حنين وهو يقول: “أنا آسف يا آنسة والله مش قصدي أزعلك، بعتذر، اللهي كان انقطع لساني يا شيخة قبل ما أسأل.”

ترد حنين من بين بكائها قائلة: “أنا مش زعلت منك، بس اللي حصل لي هو اللي مزعلني أوي.”

علي باستغراب وهو ينظر إلى عماد بحنق ويقول بصوت واطي: “يا ليل سود، هنروح كلنا في مصيبة.”

يرد محمد بنفس الطريقة: “هو ده اللي أنا كنت خايف منه، والله لو حصل حاجة لقول عماد اللي عملها.”

زياد بغباء: “عمل إيه؟ مش فاهم.”

ثم ينظر إلى عماد وهو يقول: “هو أنت عملت إيه يا عماد؟ محمد وعلي بيتكلموا عن إيه؟”

يضع محمد يده على فم زياد وهو يقول: “اسكت يا غبي، يخرب بيتك.”

ينظر عماد إلى كل من محمد وعلي وهو يقول بينما فهم ما ينون إليه: خليكم فاكرين إن بعض الظن إثم.”

ثم يجلس بجوار حنين التي جلست على الأرض وهي تبكي، قائلاً بحنان: “اهدي يا آنسة واحكي لنا إيه اللي حصل. إحنا هنا كلنا زي إخواتك وممكن نقدر نساعدك في حاجة.”

تنظر حنين إلى الشباب بحزن وتقول: “أنا مظلومة، الكل ظلمني وجاه عليّ. حسبي الله ونعم الوكيل.”

يشعر الشباب بالحزن من أجل حنين. يذهب محمد ويجلس هو أيضًا أمام حنين ويقول بحزن: “ومين فينا مش مظلوم يا آنسة؟ كلنا مظلومين. صدقيني، شايف العيال اللي قدامك دي؟ مافيش واحد فيهم شاف يوم حلو في حياته ومافيش لحظة بتمر علينا واحنا مش مظلومين.”

ثم تدمع عين محمد رغم عنه، ليذهب الشباب إليه ويضمونه بقوة، بينما قال علي ودموعه في عينيه: “ممكن الدنيا جات علينا كتير يا صاحبي، بس هي اللي جمعتنا مع بعض.”

زياد بمزح: “آه والله، أنا اتظلمت لما عرفت ناس نكد زيكم. بقولك إيه، يا أختي انتي وهو، أنا مش ناقص وجع قلب.”

تبتسم حنين بحزن على مزح زياد، بينما قال علي: “أيوه كده يا شيخة، مافيش حاجة تستاهل الزعل. بس ممكن أعرف إيه اللي حصل مخلي قمر زيك زعلان كده؟”

تنظر حنين إلى الشباب، بينما شعرت بالأمان تجاههم، ترد قائلة ببكاء: “أنا ماليش حد غير ربنا، كنت عايشة مع جدي في بيت الراجل اللي كان جدي بيشتغل عنده، بس…”

وتزداد في البكاء وهي تقول: “بس في حد منهم الله عمل لي فيديوهات مش كويسة. ولما جدي شاف الفيديو جات له سكتة قلبية ومات النهارده، وأصحاب البيت رموهني في الشارع بعد ما أغمى عليّ لما رجعت من الكلية وعرفت إن جدي مات.”

تزداد حنين في البكاء وهي تقول: “حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل، قل لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير.”

ينظر الشباب بحزن إلى حنين وهم يقولون في صوت واحد: “ونعم بالله العلي العظيم.”

يجلس زياد بجوار حنين وهو يقول بينما تهرب من عينيه دمعة: “تعرفي، قصتك زي قصتنا إحنا الخمسة، بس الفرق بينك وبينا إنك كبرتي ولقيتي جدك. بس إحنا كبرنا ولا لقينا أب ولا أم ولا حتى جد حنين يطبطب علينا. انتي كبرتي لقيتي نفسك في بيت كبير حتى لو كان جدك خادم، بس على الأقل كنتي في بيت. إحنا فتحنا عينينا لقينا نفسنا في ملجأ. وماقولكش يعني إيه تكوني في ملجأ. ولما كبرنا هربنا منه. إحنا الخمسة كان أكبر واحد فينا عنده 15 سنة. طلعنا من الملجأ لقينا نفسنا في الشارع من غير أكل، من غير شرب، حتى الهدوم اللي كانت علينا مش كانت بتاعتنا. اشتغلنا كلنا لحد ما كبرنا بعض. وشوفي دلوقتي، كلنا عجزنا ومافيش واحد فينا اتجوز.”

يضحك علي وهو ينزع آثار بكائه من علي خده: “اتكلم عن نفسك ياخويا، أنا لسه في عز شبابي وإن شاء الله هتجوز، لو حتى لو اتجوزتك انتِ يا قمر.”

زياد بغضب: “قوم يا عم من هنا بدل ما أفتح راسك.”

تضحك حنين بحزن وهي تقول: “والله أحسن حاجة إنكم لقيتوا بعض. أما أنا مش لاقية حد، وحتى مش عارفة أعمل إيه ولا أروح فين.”

يرد عماد بينما ينظر إلى الشباب: “احنا معاكي ومش هنسيبك يا آنسة، مش كده يا جدعان؟”

وقبل أن يقول أحد شيئًا، يطرق أحد باب المنزل، يردف زياد قائلاً: “ده أكيد رياض جه.”

ثم يذهب ويفتح الباب، يردف الشاب الذي يدعى رياض قائلاً: “عاملين أكل إيه علشان أنا ميت من الجوع.”

زياد: “طيب، ادخل فضحتنا.”

وفجأة يرى رياض حنين، بينما تنظر حنين إلى رياض بدهشة وهي تقول: “معقولة؟”

رياض باستغراب ودهشة: “انتِ؟”

ينظر عماد إلى حنين ورياض وهو يقول: “انتم متأكدين ما تعرفوش بعض؟ هو انت تعرف الأنسة دي يا رياض؟”

رياض بتوتر وهو ينظر إلى حنين: “ها، وأعرفها منين؟”

محمد: “أصلاً سبحان الله اللي يشوفكم يقول إنكم توأم والله.”

رياض: “في إيه يا جدعان؟ حد يفهمني البنت دي بتعمل إيه هنا؟ وعادي يعني، إذا شكل بعض، خلق الله من الشبه أربعين.”


في المساء
في الفيلا خالد

يجلس خالد على طاولة الطعام، ويجلس بجواره كل من سلوى ونوران يتناولون وجبة العشاء. يردف خالد بصوت عالٍ: “هاتي شوية ملح يا حنين.”

ينظر إليه كلا من سلوى ونوران بدهشة، بينما نظر خالد إلى الطعام بحزن عندما تذكر أن حنين لم تعد فردًا من العائلة كما كانت، بل لم تعد موجودة في المنزل بالكامل. يردف خالد قائلاً بحزن: “أنا الحمد لله شبعت، عن إذنكم.”

ينظر كلا من سلوى ونوران إلى بعضهما، بينما قالت نوران: “وأنا كمان شبعت، هاقوم أذاكر شوية، عن إذنك يا عمتو.”

سلوى بشرود: “أوكي يا روحي.”

ثم يعلن صوت رنين هاتف، تنظر سلوى إلى الهاتف لتجد رقمًا مجهولًا نظرة بغضب الي الرقم وهي تقول: “الزفت ده عاوز إيه دلوقتي؟”

ثم تنظر يمينًا ويسارًا وعندما تتأكد أنه ليس هناك أحد، تجيب على الهاتف وهي تقول: “انت عاوز إيه؟ مش قولتلك ما تتصلش عليا مهما يحصل، انت عاوز ننكشف بعد كل ده؟”

يجيب صوت مجهول عبر الهاتف: “إيه يا سوس؟ وحشتيني، ووحشتني بنتي، عاوز أشوفها وأخذها في حضني.”

سلوى بغضب: “بنتك إيه؟ انت اتجننت؟ بنتك ماتت، وقولتك كده ألف مرة، بنتك ماتت يوم ما تولدت. انت إيه مش بتفهم؟ وحسك عينك تتصل عليا تاني، انت فاهم؟”

ثم تغلق الهاتف وهي تقول: “مش هسمح لحد يهد كل اللي أنا ببنيه في كل السنين دي، لازم كل حاجة تفضل زي ما هي، لازم أعمل حاجة وأخلص من الزفت ده.”

____

تاني يوم

في الجامعة تجلس نوران على المدرج كما لو لم يحدث شيء، وفجأة يدخل عاصي ليقف الجميع احتراماً له، إلا نوران التي تنظر إليه وعيناها تبرق مثل نجم ساطع في منتصف الليل. أما عاصي، فكان يبحث عن حنين بعينيه يريد أن يراها، لكن للأسف الشديد لا أثر لها. يردف بهدوء قائلاً بينما يحاول أن يتجاهل ما يحدث داخل قلبه: “صباح الخير.”

الجميع: “صباح الخير يا دكتور.”

عاصي: “اتفضلوا اقعدوا علشان نبدأ المحاضرة.”

وبالفعل جلس الجميع، وأخذ عاصي باله من نظرات نوران إليه، لكنه لم يعطها أي اهتمام. كل ما يشغل باله هي حنين، يريد أن يسأل لماذا لم تحضر، لكنه لا يقدر على ذلك خوفاً من تفكير الآخرين. وبعد أن انتهت المحاضرة وخرج الجميع، يذهب عاصي باتجاه نوران وهو يقول: “لو سمحتي يا آنسة، كنت حابب أسألك عن حاجة.”

تنظر إليه نوران بخجل وهي ترجع خصلة شعرها خلف أذنيها، وهذا التصرف في وجود الخجل لفت انتباه عاصي لينظر إليها بذهول من درجة جمالها وهو يتذكر كيف قبلته نوران أمس. ثم ينتبه على نفسه ليغلق عينيه ويقول بينما يضع يديه على جبينه محاولاً تجاهل أفكاره: “كنت حابب أسألك عن…”

وقبل أن يكمل عاصي حديثه، يوقفه صوت نوران قائلة: “أنا بعتذر منك يا دكتور على اللي حصل امبارح، بجد مش عارفة ده حصل إزاي.”

يرد عاصي قائلاً بينما نسي عما كان يريد أن يتحدث: “ماشي، اعتذار مقبول يا آنسة، وأنا كمان بعتذر منك عن اللي حصل وماكنش ينفع أرفع إيدي عليكي قدام زمايلك، بس كنت…”

ثم تجيب نوران بخجل مقاطعةً عاصي عن إكمال حديثه: “عادي يا دكتور، حصل خير، بس هو ممكن نكون أصدقاء يا دكتور؟”

كانت نبتسم وتتحدث بخجل استطاعت بهذا الاسلوب ان تلفت انتباه عاصي فتبسم إليها وتفوه قائلاً: “طبعاً، ده يشرفني.”
——-

بعد أسبوع

في منزل الشباب، ظلت حنين مع الشباب بعد أن شعرت بالأمان معهم وتتعامل معهم على أنهم إخوتها وهم أيضاً يحترمونها كثيراً. كل واحد يتعامل معها على أساس أخت له، ويفعلون المستحيل من أجل أن يسعدوا حنين ويخرجوها من حالة الاكتئاب التي هي بها. والآن، يجلس الشباب مع بعضهم بينما تظل حنين في الغرفة إلى حين أن يذهب الشباب إلى عملهم.

يردف محمد بحزن قائلاً: “بقولكم إيه، احنا لازم نعمل حاجة علشان حنين تطلع من الحالة اللي هي فيها دي.”

يرد زياد: “ماحنا عملنا كل اللي نقدر عليه.”

عماد: “أنا في رأيي لازم نسبها لحد ما تفوق مع نفسها.”

علي بصراحة: “صعبانة عليّ، واللي حصل لها مش سهل بصراحة برضو.”

محمد بغضب: “أنا نفسي بس أعرف مين ابن الكلب اللي بيعمل كده في بنات الناس.”

عماد: “والله لو أنا مسكت اللي عمل كده في حنين لأخلص عليه.”

رياض بخوف: “خلاص يا جدعان، في إيه اللي حصل حصل وخلاص.”

زياد: “وانت مالك خايف كده؟”

رياض بتوتر: “خايف؟ خايف من إيه؟ لا، أنا مش خايف ولا حاجة، وهاخاف من إيه؟ أنا مش عملت حاجة.”

وفجأة تخرج حنين من الغرفة، لينظر إليها الشباب باستغراب من كونها لأول مرة تخرج في وجودهم. يردف زياد باحترام قائلاً: “حنين، خير محتاجة حاجة أجبها لكِ؟”

حنين بابتسامة حزينة: “أنا بصراحة مش عارفة أشكركم إزاي، لو كان عندي إخوات ماكانوش وقفوا معايا وعملوا اللي أنتم عملتوه ده، بس أنا قررت أرجع جامعتي وأدور على شغل، وياريت لو تعرفوا لي أي مكان على قدي كده أعيش فيه، وإن شاء الله هنزل النهارده الجامعة وبعدين هنزل أشوف شغل. لو حد يعرف لي ناس كويسين أشتغل عندهم بعد الجامعة هكون مشكورة لكم.”

علي بحزن: “ليه عاوزة تمشي من هنا؟ في حد عمل لكِ حاجة زعلتكِ يا حنين؟”

حنين: “لا والله، ده أنتم جمايلكم مش هانساها طول عمري، بس أنتم خمس شباب وأنا بنت، والناس مش هتسبنا في حالنا، وبالأخص بعد اللي حصل لي. وأنا مش عاوزة حد يقول عليكم حاجة مش كويسة بسببي.”

عماد بحزن: لو بجد بتعتبرينا زي خواتك مش تمشي من هنا يا حنين، وانتي أخت لنا احنا الخمسة وسيبك من كلام الناس اللي مش بيخلص.

علي: أفضلي عايشة معانا يا حنين، واحنا والله هنعمل لكِ كل حاجة انتي عاوزة.

محمد بتواعد: انا بوعدك يا حنين كأخ كبير لكِ، اني هاجيب لكِ حقك من الكلاب اللي ظلموكي وهاجيب ابن الكلب اللي عمل لكِ الفيديو لو كان من تحت الأرض، وهاعرفه ازاي يعمل كده في بنات الناس.

علي: وانا معك يا محمد، لازم نعمل كده ونثبت براءة حنين.

زياد: ووقتها نعرف الناس دي إن حنين مظلومة، وبذات الراجل اللي كانت في بيته.

ينظر رياض إلى الجميع بتوتر بينما يبلع ريقه بصعوبة وهو يقول: انا……؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *