روايات

رواية آدم الفصل الخامس 5 بقلم زينب سمير

رواية آدم الفصل الخامس 5 بقلم زينب سمير

رواية آدم البارت الخامس

رواية آدم الجزء الخامس

آدم
آدم

رواية آدم الحلقة الخامسة

في صباح اليوم الموالي استيقظت همس علي صوت تلك الموسيقي المزعجة الناتجة من هاتفها معلنة أن هناك من يتصل بها
تأففت وهي تنظر للطاولة بجوارها وتأخذه من عليها وترد بصوت نائم هاتفه:-
_صباح الخير يامهند … مكنتش قادر تتصل متأخر شـو…
قاطعها هو بحديثه السريع هاتفا:-
_في اخبار حلوة اووي بخصوص القضية ياهمس
اعتدلت في جلستها وهي تتسائل بتلهف:-
_اخبار أية دي ؟
مهند:-
_اول حاجة الرصاصة مأصبتش اي أجهزة حيوية خالص و دا معناه أن في سبب تاني للموت لان لو كان مضروب بالرصاص بس كان هيفضل لسة عايش .. ثانيا الرصاصة مضروبة من علي بعد متر تقريبا واللي ظاهر في التسجيلات زي ما قولتوا أنهم كانوا بيتخانقوا والمسافة صغيرة ما بينهم…
قاطعته هاتفه بزهول:-
_معني كدا في حد تاني ضرب النار علي عامر علوان
مهند:-
_بالظبط … واللي مزود شكي اني سمعت واحد من قرايبه بيقول ” كدا ضربنا عصفورين بحجر واحدة ”
قالت همس بغيظ:-
_العصفور الاول أنهم اتخلصوا من علوان والتاني أنهم لبسوا ادم التهمة
مهند:-
_كدا انا ابصم بصوابعي العشرة أنه برئ
همس:-
_طيب انا هبعتلك يحيي دلوقتي اعطيله نسخة من التقرير تكون اصليه من توقيعك علشان انا مش ضامنة ممكن يعملوا أية
رد مهند بايجاز:-
_اوك .. سلام دلوقتي علشان في شغل كتير لازم أشرف عليه
همس بتعجب:-
_شغل أية تاني
مهند:-
_في عينات بتتفحص علشان شاكك في حاجة .. فـ لازم ابقي معاهم في المعمل علشان الحقيقة مبقتش ضامن حد
همس بتسأل:-
_شاكك في أية
مهند:-
_بعدين هقولك … يلا سلام
وأغلق معها قبل أن تهتف بـ شئ اخر
لتتنهد وهي تترك الهاتف وتتجه للمرحاض ودقائق وتخرج وتذهب باتجاه الخزانة لتأخذ منها بنطال باللون الابيض وكنزة باللون الاحمر وجاكيت ابيض اللون يصل بالكاد للخصر وارتدت حذاءها المزيج من اللونين وسحبت حقيبتها واتجهت للخارج
لتهبط دراجات السلم تجد والدها يجلس في بهو المنزل يقرأ في احد المجلات الشهيرة
لتقول ببسمة وهي تتقدم نحوه:-
_صباح الخير يازيزو
ابتسم وهو يطالعها بعدما ترك المجلة علي الطاولة وقال:-
_صباح الخير ياعيون زيزو
جلست بجواره هاتفه:-
_اخبارك أية انهاردة
عبد العزيز:-
_بخير الحمدلله
جائت لتتسأل مرة أخري الا أنه قاطعها عندما قال:-
_يحيي قالي انك مسكتي قضية جديدة
اؤمات بنعم
ليكمل بحزم:-
_وقضية كبيرة كمان
ابتلعت ريقها وهي تؤمي بنعم مرة أخري
ليتابع هو:-
_متاكدة من برائته
ردت سريعا:-
_بنسبة 100% يابابا
عبد العزيز:-
_بس مش هتكون صعبة عليكي ياحبيبتي
اؤمات بالنفي وهي تهتف بهدوء:-
_القضية بدأت تتحل صدقني … دا غير اني حتي لو ملقيتش الدليل بس هو عايز يطلع .. هيطلع
عبد العزيز:-
_وانا واثق فيكي وفي اختياراتك بالتوفيق ياحبيبتي واعرفي دايما اني واقف في ضهرك
ابتسمت وهي تقترب وتقبله من وجنته ومن ثم تقف لتودعه وتذهب للخارج
صرخات غدير علت في المنزل وهي تهتف ببكاء:-
_ياخلود ياخلود تعالي الحقيني …. ياخلووود
لن يأتيها رد لتكمل بصراخ أشد:-
_ياخلود الحقيني ماما مش بترد عليا
بتلك اللحظة ظهرت خلود التي اقتربت من والدتها وشقيقتها وهي تهتف بتوتر وخوف:-
_مش بترد عليكي ازاي
غدير:-
_معرفش معرفش … كانت بتكلمني وفجأة سكتت .. شكلها اغمي عليها
ظهر الارتياح قليلا علي خلود وسرعان ما قالت وهي تتجه للخارج:-
_هتصل بالاسعاف حالا
وتركتها و اتجهت للخارج
بتلك اللحظة كان هيثم يدلف من باب المنزل ليأخذ قسطا من الراحة اليوم فقد نال منه الإرهاق وبالكاد الان يري أمامه ليجد شقيقته تسرع باتجاه وبيدها الهاتف وهي تقول بدموع:-
_هيثم .. ماما اغمي عليها ياهيثم ومش بترد
لم يرد عليها واتجه للأعلي سريعا بينما هي هاتفت الإسعاف واتجهت نحو الاعلي أيضا
لتجد هيثم يجلس بجوار والدتها ومن الناحية الاخري غدير التي كانت تردد ببكاء:-
_معرفش مالها قولتلك … هي فجأة بتكلمني وأغمي عليها
هيثم:-
_طيب اوعي كدا علشان اشيلها
خلود:-
_استني استني أي حركة غلط ممكن تأثر عليها … الاسعاف هتوصل حالا
ومع اخر كلماتها وصلت بالفعل السيارة ليتجه هيثم للأسف ويدلهم للطريق حيث غرفتها ومن بعدها كانت السيدة حنان في سيارة الإسعاف وجهاز التنفس الصناعي يخفي جزء من ملامح وجهها ومعها غدير
بينما تابعهم بالسيارة خلود وهيثم
بذلك الوقت كان السيد صابر في غرفة السيد رشاد يجلس أمام ادم الذي كان يريح رأسه للخلف ويقول:-
_انا اتفاجأت بأنه طلع المسدس وسط خناقنا … احنا مكناش بنتخانق خناقة توصل لدرجة القتل ابدا .. كان بس حوار هو كبره علي الفاضي لما اعترضت اكمل معاه الشغل .. اتغير فجأة واتعصب بطريقة مجنونة
تنهد وهو يتابع:-
_حاول يضرب النار عليا بس انا مسكت أيده في آخر لحظة وقلبت المسدس ناحيته كانت ايدي علي أيده وفجأة اتغير الوضع وبقيت أيده علي أيدي انا حاولت وسط الخناق وضغطه علي أيدي اني مضربش وفجأة سمعت صوت رصاصة .. ضربته من غير ما احس أو أية اللي حصل انا مش عارف
نظر له صابر بثقب وجدية هاتفا:-
_متاكد انك مش عارف ؟
اؤما له وهو يغمض عيونه بهدوء
ليقول صابر مرة اخري:-
_بس أنا متأكد كمان أن في حاجات حصلت مفيش غيرك يعرفها
ليسود الصمت ثواني علي المكان
قبل أن يقول ادم وهو مازال مغمض العينين:-
_اية اللي خلاك تكلمها
صابر:-
_علشان عارف انك اكيد هتكون محتاجها .. انت عايز تطلع علشان تكمل حياتك وشغلك .. بس كنت خايف انك تستسلم فجاة لـ الواقع .. انا اكتر واحد عارف انك تعبان وزهقان من كل اللي بيحصل حواليك .. عارف انك دايما بتحس بالوحدة فـ خفت تسيطر عليك المشاعر السلبية دي وتستسلم .. فكلمتها .. دا غير اني عارف انك كنت منتظرها رغم معرفتك برضوا بأنها متعرفكش .. كأنك كنت مستني معجزة علشان تيجي
تنهد ادم ولم يرد
ليقول صابر:-
_انت هتطلع وتكمل حياتك .. لازم تفكر في يحيي صاحبك اللي هيتجنن من التفكير وهيثم اخوك اللي هيضعف من غيرك تفكر في اخواتك اللي انت بالنسبالهم الاب .. تفكر في مرات ابوك اللي انت اغلي من عيالها بالنسبالها لازم تفكر في الكل مش في نفسك بس
اعتدل في جلسته فجأة ونظر له وهو يقول بعيون لمعت فجأة:-
_انا مبضعفش .. الوحدة انا اللي عايزها .. الزهق انا اللي بفضله .. انا مبتكسرش من اي حد .. انا ساكت دلوقتي علشان برتاح بس مش علشان مش عايز اطلع .. انا مقتلتش علشان كدا مش خايف .. انا هطلع انهاردة .. بكرة .. بعد سنة .. في الاخير هطلع .. هطلع علشان كل الناس دي وعلشاني برضوا انا في حاجات كتير لسة محققتهاش .. ادم الجيزاوي مستحيل يقع .. ادم الجيزاوي محدش يقدر عليه من بني البشر .. انا اللي قادر علي كسري وموتي وضعفي ربي وبس
ابتسم صابر علي كلماته ثم وقف وربت علي كتفه مرددا:-
_هودا ادم اللي اعرفه .. هو دا ادم اللي قابلته من عشرين سنه علي قبره أبوه مبيبكيش علي اللي راح وبيفكر في مستقبله .. هو دا ادم اللي الكل بيعمله الف حساب
التف ادم برأسه له ونظر له بعيون فيها حب ظاهر له ممزوج بقوته المعتادة ليبتسم الاخر قبل أن يرفع يده من علي كتفه ويتركه ويذهب باتجاه الباب ليغادر دون أن يتحدث معه حتي
” انا خايفة اوي يا هيثم ”
قالت خلود تلك الكلمات وهي تحتضن أخيها ببكاء امام الغرفة التي تجلس فيها والدتها خاضعة للكشف
ليرد الاخر عليها وهو يربط علي كتفيها:-
_متخفيش ياحبيبتي ماما هتبقي بخير والله
قالت غدير متدخلة في الحديث:-
_محدش يقول لـ ادم علي اللي حصل لـ ماما هو مش ناقص
خلود ببكاء أشد:-
_يعني هو اصلا راضي يقابل حد ياغدير علشان يقوله
خرج بذلك الوقت مهند من غرفة والدتهم ليتقدم نحوهم ويقول بملامح بشوشة أدخلت الطمأنينة في نفوسهم دون حديث:-
_الحمدلله قدرنا نسيطر علي الوضع .. هو بس الضغط نزل خالص ولو كنتوا اتأخرت يمكن كانت هتوصل لـ جلطة في المخ لكن الحمدلله دلوقتي هي بخير .. نص ساعة كدا ولا حاجة وهتفوق
هيثم:-
_شكرا يادكتور
ابتسم وهو يرد:-
_عفوا .. دا شغلي
بنفس ذات الوقت قالت همس وهي تتقدم نحوهم:-
_مهند .. يحيي لسة مكلمكش
نظر نحوها مهند وكذلك هيثم الذي يعرفها تمام المعرفة ليقول مهند اولا:-
_لا لسة والله ياهمس .. علي كل حال انا جهزت التقرير .. بس الفحوصات هتتأخر شوية علشان في عطل في جهاز من الأجهزة للأسف
وضعت يدها علي وجهها بضيق وهي تقول:-
_ياربي هو دا وقته .. اتصرف يامنهد لو سمحت
مهند:-
_متخفيش الإدارة كلمت الصيانة .. علي الليل كدا أن شاء الله كل حاجة هتبقى تمام
رددت بهدوء:-
_بأذن الله
لتحين منها التفافه بجواره لتجد هيثم انعقد حاجبيها وهي تتساءل بعدما رمقت كذلك شقيقاته:-
_صباح الخير ياهيثم .. خير أية اللي موقفك كدا انت و..
ونظرت لشقيقاته متابعة:-
_تبعك دول صح
أؤما بنعم وهو يقول:-
_ماما تعبت شوية بس ونقلناها المستشفي
ردت سريعا هاتفه:-
_طيب اخبارها أية دلوقتي
هيثم:-
_الحمدلله كويسة .. دكتور هيثم بيقول كدا
ابتسمت همس قائلة:-
_قولها متقلقيش همس هتطلع ادم بأذن الله
هيثم:-
_يارب ياهمس … الامل كله فيكي
غمزت له بمرح قائلة:-
_متحطش امل كبير والنبي علشان ممكن اتغر والدنيا تبوظ
ضحك الجميع عليها لتشاركهم هي أيضا ضحكاتهم
بنفس ذات الوقت كان يجلس يحيي أمام أحدهم في مكتبه وبيده العديد من الأوراق توحي بأنها خاصة بالسفر خارج مصر كـ تذاكر السفر والباسبورد وتصريحات وهكذا
نظر لها بتمعن ثم لذلك الشخص ومد يده بالاوراق للاخر وهو يقول:-
_كدا كل الورق تمام .. هتمشي بالليل صح
اؤما الاخر بنعم
ليتابع يحيي:-
_مش عايز حد يعرف بسفرك دا نهائي .. السر دا لازم يبقي سر بيني وبينك وبين ادم وبس
هتف الآخر بصوت رخيم:-
_عيب عليك يايحيي انت مش بتكلم اي حد ياكبير
يحيي:-
_طيب اتكل علي الله دلوقتي .. علشان مش فاضيلك
رمقه الاخر بقرف واستهزاء وهو يقول:-
_انا اصلا ماشي .. هروح ازور ادم بيه علشان عايز اتكلم معاه قبل السفر
اؤما له يحيي ليودعه الاخر ويغادر
ويبقي يحيي وحيدا يفكر بعمق .. وسأل يشغل باله متي سيخرج ادم من تلك التهمة ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية آدم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *