روايات

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام أحمد

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام أحمد

رواية زئير القلوب (عروس مصر) البارت الخامس عشر

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الجزء الخامس عشر

زئير القلوب (عروس مصر)
زئير القلوب (عروس مصر)

رواية زئير القلوب (عروس مصر) الحلقة الخامسة عشر

عندما تجبرك الحياة أن تكون برفقة احدهم، هل يعني هذا انها قاسية؟ بالطبع لا ربما انت لا تدرك أن هذا هو خير لك، لا تنظر إلى الامور من وجهة تكمن فيها مصلحتك فقط ولا تكن انانيا، دع الحياة لمرة واحدة تأخذك كما تريد ان كنت دائما تفعل ما تريد.
هكذا فعلت ليلى في علاقتها بخالد، لم تكن تتوقع انه سيكون رفيق دربها يوما ما، بالرغم من ذلك تركت الحياة تأخذها معه إلى ما كتب عليها، عندما علم أهل خالد بعلاقتهم غضب والده كثيراً بالرغم من معرفته بليلى، وحزنت امه كثيراً؛ لانها لم تستطع أن تفرح بابنها الوحيد.
طرد خالد من منزل اهله بأمر من والده وعاش مع ليلى في منزلها، حاولت ليلى وداليا جاهدين أن يشرحوا لاهله ما حدث، وبالفعل تفهموا الوضع ولكن بعد عناء كبير.
ظل خالد يقطن مع ليلى في منزلها؛ لانها تمسكت بهذا المنزل الذي تسكن بين اركانه زكريات عارمة لها ولاهلها، وتقبل خالد رغبتها في ذلك.
بدأت تحدث خلافات ومشاكل بين خالد وليلى؛ بسبب رغبة والدته في انجابه اطفال، لم يكن يريد خالد الضغط على ليلى مطلقاً في علاقتهم لكن الوضع ازداد سوءاً، من جهة يرغب خالد في إرضاء اهله؛ لأنه تزوج سابقا دون رضاهم او علم منهم، ومن جهة اخرى يعشق ليلى ولا يمكنه ان يمكث بوعده لها.
لم يستطيع خالد تحمل الضغط حتى اتى هذا اليوم عندما كان عائداً من عمله بعد مكالمة طويلة من والدته وهو يقود السيارة ظلت الى ان وصل أمام منزله، كانت اخر كلمات والدته له:
-انا لو ماحليتش الموضوع ده يا خالد لا انت ابني ولا اعرفك.
واغلقت الهاتف بغضب واثارت غضب خالد من داخله تلك الكلمات المؤلمة، دخل خالد المنزل فوجد ليلى جالسه مع فارس تدرس معه وتلاعبه، القى السلام عليهم وقبل فارس من خده وقال بهدوء:
-انا داخل ارتاح شوية، تصبحوا على خير.
لاحظت ليلى مابه من ضيق فطلبت من فارس الدخول إلى غرفته والخلود إلى النوم، بعدما خلد فارس إلى النوم طرقت ليلى باب الغرفة ودخلت بينما كان خالد يبدل ملابسه، شعرت بالحرج واردفت تخرج مرة اخرى فناداها خالد:
-تعالى يا ليلى ادخلي.
-انا اسفة مكنتش اعرف انك لسه بتغير.
-هو انتي غريبة يعني يا ليلى؟!
-لأ يعني بس، هو انت مالك في حاجة مديقاك؟ شكلك متغير كده ليه؟
-مفيش ماتشغليش بالك حوار كل يوم مع ماما.
-طب يعني هي ايه اللي يرضيها طيب يعني قولي اعملها ايه علشان ماتبقاش مدايقه منك يا خالد بالشكل ده.
قالها خالد بكلمة واحدة دون تردد:
-تتجوزيني.
استغربت ليلى وظنت إنه يمزح فقالت:
-هههه اتجوزك ازاي وانا متجوزاك؟! يعني لو هو ده اللي هايرضيها تمام نتجوز تاني يا سيدي.
اقترب خالد منها بضع خطوات وقال لها:
-انا مش بهزر يا ليلى انا بتكلم جد، انتي شايفة إن احنا كده متجوزين بجد.
حاولت ليلى التهرب من الحديث وقالت بتوتر:
-خالد لو سمحت احنا اتكلمنا في الموضوع ده، انا هشوف فارس تصبح على خير.
أمسك خالد بزراعها يجذبها إليه بقوة، نظر بعينيها وأمسك بزراعيها بقوة غاضباً:
-انا لسه ماخلصتش كلامي، انت عايزه ايه تاني يا ليلى محتاجة كام سنة كمان يضعوا من عمرنا علشان نقدر نكون مع بعض؟ بقالنا تلات سنين متجوزين وعايشين في مكان واحد وانتي مش شايفاني حتى، حاولت كتير نقرب من بعض وعملت كل اللي اقدر عليه علشان سعادتك لكن انا بجد تعبت مش قادر افهمي بقا مش قادر.
-خالد انت بتوجعني من فضلك سيب ايديا.
لم يلقى بالا لما تقول بل اذداده حديثها غضبا:
-انتي بتتوجعي وانا بموت كل يوم بشوفك فيه قدامي ومش قادر المسك مش قادر اخدك في حضني وقت ماحتاجلك، لكن انتي كل مرة تحتاجين فيها تلاقيني مش كده، انتي ليه بقيتي انانيه كده.
-خالد من فضلك ايدي ااااه.
ضمها إليه خالد وطوقها بزراعيه رغما عنها، طوقها بشدة، تحاول إبعاده لكنها لم تستطيع.
تمكن من ضمها بين احضانه رغما عنها وقال:
-ليه مش من حقي تكوني في حضني كده، ليه؟ قولتيلي قبل كده اني وقت ماهحتاج حقي هاتديهولي صح، تمام انا عايز حقي منك يا ليلى.
صرخت وهي تحاول فك زراعيه:
-خالد انت بتعمل ايه، ابعد عني ااااه.
بدأ خالد يقبلها ويحتضنها بقوة وهي تقاوم حتى أخذها على فراشه وهو يحملها بين يديه، لم يتركها خالد حتى انهارت ليلى من البكاء بعدما وضعها على مخدعه وظل يقبل بعنقها وهو يمسك يديها بشدة، عندما رأى دموعها وعلا صوت بكائها لم يحتمل قلبه رؤيتها هكذا، تلك الدموع اعادته إلى وعيه.
ترك يديها وقام يمسك رأسه ويضربه، يلوم نفسه على مافعل بها، ذهب إليها بعدما جلست على فراشه مرتعبة تبكي بقهر، جلس عند قدميها:
-ليلى انا اسف والله اسف حقك عليا سامحيني، انا مش عارف ازاي عملت كده انا اسف يا ليلى ابوس ايدك سامحيني.
قامت ليلى وهي تضم ثيابها إليها، وذهبت مسرعة إلى باب الغرفة وخرجت منه إلى غرفتها، لم تتوقف عن البكاء لساعات، ذهب إليها يطرق بابها:
-ليلى ليلى انتي نمتي؟
كانت مستيقظة لكنها لم تجبه، تلك هي المرة الاخيرة التي ضم بها خالد ليلى وإن كان رغما عنها، طلبت ليلى الطلاق وانفصلت منه وعاشت منفردة في منزلها مع ابنها، ظل خالد بعد انفصاله منها يلوم اهله على ما حدث بينهم، ومع مرور الوقت اجبرته والدته على الزواج من اخرى، بعد مرور عام من انفصاله من ليلى، تزوج خالد فتاة من بنات جيرانه، وانجب منها فتاة وسميت ب “عبير”.
لكن ليلى لم تسمح بدخول رجل آخر إلى حياتها عاشت مع ابنها فقط، وعاش خالد مع زوجته وابنته بعيدا عن البلدة، طلب بنقل عمله إلى مكان آخر؛ حتى لا يرى ليلى مطلقاً ويتذكر ما حدث.
واستمرت الحياة هكذا لاعوام متتالية حتى كبر فارس واصبح شابا يدرس بالجامعة، في كلية السياسة والاقتصاد، وكانت تدرس ثريا في نفس الجامعة جامعة القاهرة لكنها كانت تدرس الموسيقى، كبر فارس وثريا معا في قصة حب منذ الطفولة.
كانت ثريا هي كل ما يملك فارس بعد والدته ليلى.
ذات يوم كان خارج فارس إلى جامعته في العام الدراسي الاخير:
-حبيبي هاتعدي على ثريا؟
-اه يا ماما طبعا، امال هخليها تمشي لوحدها، افرض حد كلمها حد عاكسها.
-ماشي يا قلبي خلي بالك على نفسك وعليها، والله كبرت يا فارس وبقيت راجل وبتحب كمان.
ضمها إليه بشدة وقال:
-بس مفيش حد هاياخد حبك انتي يا ملكة قلبي، ربنا يخليكي ليا يا ماما.
-ويخليك ليا يا حبيبي.
-عايزه حاجة من برا؟
-ماتحرمش منك يا قلبي مع السلامة.
-سلام.
ذهب فارس إلى منزل ثريا مشيا على الاقدام، وهو يرتدي قميصه وبنطاله شاب مهندم ورشيق القوام جميل الشكل والمظهر، ينتظر طلته جميع فتيات الجامعة، وقف تحت منزلها واخرج هاتفه وقام بالاتصال بها:
-يلا انا تحت البيت انزلي.
-حاضر اديني بس دقيقة واحدة ونازله.
-طيب اوك ماتتأخريش.
-حاضر باي.
-باي.
ظل منتظرا حوالي العشر دقائق ونزلت ثريا بفستان قصير بعض الشيء وشعرها مسدول وتضع بعض من مساحيق التجميل البسيطة في وجهها، نظر إليها فارس وهي تقول:
-يلا انا جيت.
-ايه اللي انتي عاملاه في نفسك ده؟
-ايه عجبتك؟
-انا مش بهزر يا هانم، انتي رايحة فرح، اطلعي غيري هدومك وامسحي وشك ده.
-هو في ايه يا فارس الله ماله اللبس انا مش شايفة إنه في حاجة ملفته يعني.
-لأ يا حبيبتي فيه مدام لفت نظري انا يبقا فيه وهايلفت نظر غيري، وانا اللي هايبصلك يا ثريا بعينه هاقلعها من مكانها، ونروح في داهية بقا ع الصبح.
اقتربت منه تمسك بياقة قميصه بدلال وهي تقول:
-ايه ده انت بتغير عليا اوي كده.
-بس بقا بلاش الدلع ده ع الصبح والله هخطفك.
-ههههه لا بجد بتغير عليا اوي كده؟
-لما انا مش هغير عليكي امال هغير على مين يا عبيطه، اطلعي بقا غيري وماتتأخريش.
-حاضر.
ذهبت ثريا وبدلت ملابسها وكالعادة سمعت من والدتها داليا نفس الكلام الذي تسمعه في كل مرة يفرض فارس عليها رأيه في شيء ما:
هو انتي مراته علشان يتحكم فيكي، ماهو الغلط منك انتي، انتي اللي سايباه يعمل كده.
نزلت ثريا وهي تزفر بضيق وتقف والدتها في تراس المنزل تنظر إليها من اعلى، قالت ثريا:
-عاجبك كده مرشح كل يوم بسببك، فيها ايه لو كنت سبتني اخرج كده.
-بس يا بت اسكتى، وبعدين انتي جميلة من غير حاجة مش عايز اشوف غير جمالك الطبيعي وبس.
ابتسمت ثريا بفرح ورأت والدتها تتطلع إليهم من اعلى فقالت:
-طب امشي بسرعة بتبص علينا.
رفع فارس نظره الى اعلى ورفع يده يلوح لها:
-طنط حبيبتي عاملة ايه؟
اجابته بإشارة منها وهي تردد بصوت منخفض:
-اهلا ياخويا، انا مش عارفة عاجبها فيك ايه، اي نعم انت حليوة ومسمسم والبنات هاتموت عليك يابن ليلى، بس مطلع عنها معاك.
ذهب فارس وثريا إلى الجامعة، عندما وصلو ظل الفتيات يتقربون من فارس بالقاء السلام عليه، اشتعلت ثريا من غيرتها وامسكت بفارس واخذته جانباً:
-ده ايه ده بقا إن شاء الله، انت بتبص ليه عليهم اصلا.
-ببص ايه يا هبلة يعني ناس بتصبح عليا وانا برد السلام.
-لأ يا حبيبي انت ماتردش انا اللي ارد وبس، اتفضل على محاضراتك ومش عايزة عينك تروح يمين ولا شمال والا قسما بالله يا فارس.
-خلاص يا حبيبتي خلاص همشي زي ابو الهول بالظبط.
-ايوا كده اتفضل وريني هاتمشي ازاي.
ذهب فارس بخطوات ثابته ونادت إحداهما عليه فنظر إليها:
-اهلا صباح الخير.
فقالت ثريا من خلفه:
-هااااا.
اشار اليها فارس وقال:
-اسف اسف باي لما تخلصي كلميني.
-ماشي.
كان لدى ثريا صديق في قسمها يدعى “عماد” كان يرغب في التقرب منها هو شاب من اسرة غنية ويعرفه الجميع في القسم وخاصة الفتيات، لكنه كان يرى ثريا دائما مختلفة عنهم، وكان يرغب في التقرب منها دائما، لكن يعلم الجميع أن ثريا تحب فارس وفارس يحبها.
عندما كانت تتحدث معه ثريا كانت تتحدث بلباقة كعادتها وبحدود، عندما رآها اقترب منها وقال:
-صباح الخير يا ثريا عامله ايه؟
-اهلا يا عماد ازيك الحمد لله.
-انا كنت عايز اسالك لو وراكي حاجة انهارده بعد الجامعة.
-ليه خير؟
-هانخرج كده وزمايلنا كلهم لو حابة تخرجي معانا.
-شكرا يا عماد معلش انا مش هقدر؛ مقولتش لماما وممكن تقلق عليا.
-طب مش عايزة تعرفي احنا هنروح فين؟
-مفيش داعي كده كده مش هينفع اخرج.
-طيب احنا رايحين الاوبرا على فكرة، وكنت عارف انك كان نفسك تغني على مسرح الاوبرا علشان كده قولتلك.
-والله بجد معقول رايحين الاوبرا، بجد كان نفسي والله بس مرة تانية إن شاء الله.
-ثريا دي فرصة احنا ممكن ناخدلك اذن من مامتك.
-لالا مفيش داعي انا مش هقدر اخرج انهارده.
-يبقا الموضوع مش مامتك بقا قولي انك لسه مخدتيش اذن فارس والا ايه؟
تحدثت ثريا بضيق وقامت:
-مش فاهمة تقصد ايه؟
-اقصد انك تستاهلي احسن من كده بكتير وبلاش تخلى حبك لفارس يقتل طموحاتك واحلامك يا ثريا.
-عماد من فضلك خد بالك من كلامك، وبعد اذنك عندي حجات عايزه اخلصها.
-انتي شايفة كده؟
-اه اتفضل لو سمحت روح على مكانك وخليك في حالك يكون احسن.
جلست ثريا وهي تزفر بضيق وجلست جوارها صديقتها “نايا” فتاة غنية ايضا لكنها خلوقة وتحب ثريا كثيراً، هي المقربة لديها من بين اصدقاء الدراسة:
-مالك يا بنتي في ايه؟ عماد دايقك والا ايه؟
-انا مش عارفة هو ليه بيدخل نفسه في حياتي ايه الفضول الي هو فيه ده!
-لأ يا هبلة ده مش فضول ده اعجاب.
-والنبي ناقصاكي انتي كمان.
-هههه كبري دماغك منه يا ستي، خليكي في السيد فارس بلا جواد.
-ههههه ده فارس قلبي انا.
-يا سيدي يا سيدي اوعدني يارب.
انهت ثريا محاضراتها وخرجت، تبعها عماد؛ ليعتذر منها عن حديثه الذي ازعجها، من بعيد يرى فارس ثريا ويتقدم نحوها، أوقفها عماد:
-ثريا ثريا.
-خير يا عماد في حاجة.
-انا آسف مش قصدي ادايقك بكلامي الصبح، ماتزعليش مني.
-حصل خير بعد اذنك.
امسك بزراعها برفق وهو يقول:
-استني مش هاتروحي معانا برضوا.
رآها فارس من بعيد وظن أنه يتعرض لها او يزعجها، ركض إليها مسرعا وهو ينادي:
-ثريا ثريا؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زئير القلوب (عروس مصر))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *