روايات

رواية سراج الثريا الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا البارت الحادي والأربعون

رواية سراج الثريا الجزء الحادي والأربعون

سراج الثريا
سراج الثريا

رواية سراج الثريا الحلقة الحادية والأربعون

#سراج_الثريا”خمائل الغرام بين السرج والثرى”
❈-❈-❈
مثلما أذاقت العذاب لقلوب غيرها ها هو القدر يُذيقها من نفس الكأس، زوجها رغم رفضه أن ينزعوا عنها أجهزة التنفس الصناعي، ليس حبًا بها بل نوع من العذاب وهي يتحلل أعضاء من جسدها حتى تأكل الفراش من لحمها، كان لابد مت وضع نهايه وألنهاية كانت عادله، ستذهب لتتلقي عذاب أقسى من جراء أفعالها.
وهنالك آخر ينتظر نفس الرحمه وهو قعيد الفراش بلا حول ولا قوة، الطمع فيما ليس له أفقده ما كان له، عُمر قد يعيشه بلا حركه أو رحمه تُرجي له.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أشهر
صباحً
وقفت ثريا تنتظر تنظر الى ذلك التيرميتر الذي بين يدها بترقب دقائق لا تمُر، حتى مر وقت نظرت بآسف من تلك النتيجة السلبية كعادة الشهور الماضية، شعرت بيأس كآن إمتثالها للعلاج وتعليمات الطبيبه لا تأتي بنفع، ويبدوا أنها لن تجدي نتيجه، فها هي مثل الشهور الماضية ليست حامل… ألقت ذلك التيرميتر بسلة المُهملات غسلت وجهها وتوجهت للخروج من الحمام
بينما قبل لحظات
فتح سراج عينيه نظر لجواره لم يجد ثريا، تمطئ بيديه ونهض متوجهًا نحو حمام الغرفه
توقف مُبتسمًا حين فتحت ثريا الباب، نظرت نحوه لكن حاولت إخفاء عبوسها، قبل سراج إحد وجنتيها قائلًا:
صباح الخير صاحيه بدري أوي،لاء شكل وشك إنك منمتيش.
تحججت بكذب:
لاء نمت بس صحيت من شويه عندى قضيه شاغله راسي.
إبتسم وهو يضمها قائلًا:
قضية مهمة أوي كده، متقلقيش هتكسبيها.
اومأت له ببسمه مُصطنعه قائله:
إن شاء الله
على ما تستحمي هطلعلك غيار.
أومأ لها مُبتسمًا وتوجه لداخل الحمام، أغلق الباب خلفه توجه نحو كابينة الإستحمام أنعش جسده بحمام دافئًا وخرج بعد دقائق توجه الى تلك المرآة بالحمام، وقف ينظر الى ذقنه النامية لكن مازالت مُشذبة، كاد يبتعد لكن دهس بقدمه على تلك العلبة الورقيه،لفتت نظره، إنحنى وجذبها، كما توقع وهمس وهو يضغط على تلك الورقة بقوة ثم القاها بسلة المُهملات قائلًا:
إختبار حمل… والنتيجة سلبية أكيد ده اللي مضايق ثريا.
غص قلبه وتنهد وإتخذ القرار.
بينما ثريا قلبها يئن بشوق وتوق أن تحمل بأحشائها نطفة تتحول جنينًا وتُصبح أمً كما تتمني…حاولت التغلب على ذلك الشعور الحزين ابدلت ثيابها بأخرى كذالك أخرجت ملابس لـ سراج التى سمعت صوت فتح مقبض الباب،نظرت نحوه ورسمت بسمة مُصطنعة،كي تُخفي آلم قلبها،كذالك سراج إبتسم لها بتلقائيه وقلبه مغصوص يعلم أن بداخلها حزينه لكن يكفي،مرت عِدة شهور وهي مواظبة على العلاج ولا يأتي بنتيجة،ربما هنالك حلًا آخر ربما يأتي بنتيجة أسرع…نظر نحو الفراش بعد أن تحدثت له:
طلعت لك غيار عالسرير،هنزل أنا بقي النهاردة اليوم هيبقى طويل ومحدش يساعد الحجه فهيمه غيري.
إقترب منها وضم خصرها بين يديه محاولًا أن يجعلها تبتسم أبتسامة غير مُصطنعه قائلًا:
مش كنتِ بتقولي عندك قضية مهمة.
إرتبكت قائله:
كنت فاكره ان القضية النهاردة بس إفتكرت إنها بعد يومين.
ضمها قائلًا بحنان:
للدرجه دى قضية مهمه وموتركِ كده.
تتهدت مطولًا وإبتلعت ريقها قائله:
مش متوتره، بس هي فعلًا قضية مهمة أوي ودي جلسة النُطق بالحكم فى قضية إثبات جواز… ولسه لها موال تاني بإثبات نسب طفلة.
بداخلها ذمت ذلك الجاحد الذي يتنكر لطفلته وهي تتمني مثل تلك الطفلة، ليت الحياة عادلة… وتعطي النِعم لمن يستحق.
لاحظ سراح أنها سهمت فضمها قائلًا بمرح:
طب طالما مفيش عندك قضايا وفاضيه أنا بقول نستغل هدوء البدرية فى حاجه لذيذة.
رفعت وجهها تنظر له بإستفهام،لكن كان الرد تلك القُبلة التى تلاها قُبلات،وقُبلات ولمسات رقيقة جعلت عقلها حتى لو لوقت يغفو عن آسي قلبها،وهي تستجيب لخمائل الغرام التى تلتف بهما معًا تجعلهما مثل أغصان الشجر المُتسلقة التي تتلف حول بعضها تمتزج بأعناقها… لحظات… دقائق… كآنهما بغفوة بعيدًا عن مدار الأرض هائمان مثل العواصف تخترق وتتوغل بلا حساب بنسائم قلبهما، ليعودا بعد إرهاق لكن ليس وقت وإنتهي بل مشاعر مُتدفقة تشُق ينابيع عذبة وغزيرة تروي الظمأ.
تنحي عنها وتمدد بظهره على الفراش وجذبها على جسده،يجذب خصلات شعرها للخلف مُقبلًا جبينها وحاوطها بيديه ينظر الى عينيها العُشبية وتلك الأهداف السوداء،خصلات شعرها تتمرد مره أخري على وجهها،خصلات سوداء يتخللها بعض الشُعيرات الرمادية كآنها مثل خيوط النور تتخلل الظلام .
قبل وجنتيها وهي بداخلها للحظة كادت تُخبرهُ،أن فترة عدم إنجابها قد تطول أكثر وأكثر ولما لا يخضعان للحل الآخر قد يؤتي بنتيجة أسرع، لكن هنالك شئ قيد لسانها وهي تضع جبهتها فوق صدره تتنفس مطولًا، ضمها سراج وهو الآخر كاد أن يُخبرها بموافقته، لكن أراد مشاغبتها أولًا:
كل ده نفس، إيه اللى معكر مزاجك عالصبح؟.
كان سهلًا أن تخبره بما يؤرقها لكن إستخدمت المراوغة قائلة:
قولتلك القضية مهمة أوي، القاضي لو حكم بصحة جواز موكلتي، وقتها قضية نسب بنتها هتبقى سهله، مش عارفه ده إنسان إزاي اللى يتنصل من جوازهُ، كمان بنته فى ناس غيرهُ مش لاقي ضافرها.
غص قلب سراج لكن سُرعان ما إندهش حين نظرت له وضعت يديها حول وجهه قائله:
ما تدخل يا سراج وتروح للراجل ده وتكلمه ودي يمكن عقله يرجع له ويرضي يعترف بـ بنته.
ضحك سراج قائلًا بغرور:
بسيطه وأخليه يرجع مراته كمان.
تنهدت ثريا قائله:
هى وأهلها ممكن يوافقوا ترجع له وتعيش معاه حتى لو خدامه،بس الحقير أساسًا إتجوز وعرفت إن مراته حامل هي كمان وبيقولوا حامل فى ولد عشان كده مش فارق معاه بنته والبنت اللى إتجوزها التانيه بنت ناس كمان قال إيه كان بيحبها وكان عاوز يتجوزها من الاول بس ضغطوا عليه،بس أرجع وأقول الغلط على أهل البنت إطمعوا إنها هتتجوز صغيرة من ناحية يتباهوا ومن الناحيه التانيه بيفكروا إنهم بيوفروا مصاريف تعليمها، بمبدأ فى دماغهم هتاخد إيه من تعليمها والتعليم بيخلى عيون البنات تفتح، تفتح على إيه معرفش، الرك على تربيتهم، كتير بنات كملت تعليمها وبقت ما شاء الله لها قيمة،بس فى منهم قصاد ده إتأخروا فى الجواز او متجوزوش لانهم محتاجين رجال بمواصفات عقلهم…ده اللى فى دماغ بعض الناس كمان إنها هتبور،او توفير،او تباهي.
ضمها سراج قائلًا:
أيًا كان السبب لازم يعترفوا إن كل شئ نصيب وقدر.
لمعت عين ثريا قائله:
فعلًا…نصيب وقدر وإحنا ماشين عليه.
إبتسم سراج قائلًا:
انا نفسي مكنتش أصدق إنى أجي لهنا تاني وأقابل حورية الشمس اللى سحرتني ومن شِدة الرفض لقمة الرضا والعشق.
إبتسمت ثريا قائله:
بس خلى بالك لسعة الشمس وحشه جوي جوي.
ضحك وبمباغته إستدار ليصبح هو بالاعلى إنخضت ثريا لكن سُرعان ما تبسمت وتفوهت إسمه بدلال حين شعرت بأنفاسه وقُبلة على عُنقها:
سراج…
قطع بقية حديثها حين ضم شفتيها بين شفتيه بقُبلات، تجاوبت معه، لكن قطع الغرام سماعهم لصوت رنين جرس الشقة… رفع سراج نفسه عنها بضجر، بينما تبسمت ثريا وهو ينهض يجذب ذلك المِعطف القطني وإرتداه وخرج من الغرفه، عاد لها نفس الفِكر مره أخري وأمنية أن يكون لها أطفال، بل طفل واحد يكفي.
بينما سراج فتح باب الشقه وتبسم لـ عدلات التى تنحنحت بحرج:
صباح الخير يا سراج بيه، الحجه فهيمه بعتت عشان أخبر سيادتك إنها عاوزاك فى أوضة إيمان.
تحير عقله لكن أجابها:
تمام، عشر دقايق وهروح لها.
غادرت عدلات، عاد سراج للغرفه مازالت ثريا نائمه بالفراش سألته بإستخبار:
مين اللى كان بيرن الجرس:
أجابها:
دى عدلات، بتقول ان مرات أبوي عاوزانى فى أوضة إيمان، هدخل أستحمى وأروح أشوف في إيه بدري كده.
تبسمت ثريا قائله:
خير، البنات بتبقى متوترة فى الموقف ده بس بتعدي.
إبتسم سراج وهو يدلف الى الحمام، بينما ثريا نهضت من الفراش عاودت إرتداء بعض ثيابها ودخل الى قلبها شعور آخر بالامل.
❈-❈-❈
بعد دقائق
بغرفة إيمان
كانت تتحدث فهيمه بهدوء:
إعقلي يا إيمان.
قبل أن ترد عليها سمعن صوت طرق باب الغرفه،سمحن بالدخول.
تنهدت فهيمه براحة كآنها تستغيث بـ سراج بعدما ألقي عليهن الصباح قائله:
تعالى يا سراج شوف أختك عاوزه إيه،أنا خلاص غُلبت مع أختك.
نظر سراج نحو إيمان وتبسم سائلًا:
مش فاهم إنتِ عاوزه إيه يا إيمان.
نظرت إيمان نحو والدتها تقول:
قولى له؟.
نظر نحو فهيمه التى زفرت نفسها بضجر قائله:
جسار قالها إنهم لما هيتجوزوا هيعيشوا فى القاهرة وهي مش موافجه، وجالت له ميجيش هو وأهله النهاردة يطلبوها زي الأتفاق اللى حصل قبل إكده، مش مراعيه إنهم إهنا فى الفندق من عشيه.
استغرب سراج ذلك قائلًا:
وفيها إيه لما تعيشي مع جسار فى القاهرة، القاهرة أرحم من الاماكن التانية، بين الصحاري والجِبال.
ردت إيمان بتوضيح وجهة نظرها وبعينيها دمعة حُزن:
اولًا أنا هنا مستقبلي وكمان أمى هسيبها مينفعش لوحدها بعد موت أبوي.
رغم غصة قلب فهيمه لكن ردت عليها:
انا هنا مش لوحدي، معايا نسوان أخواتك، وكمان ربنا يبارك فى سراج والله مديني قيمة كبيرة أكتر من…
توقفت قبل أن تقول، قيمة عاليه لم يُعطيها لى والدك… لكن إستطردت حديثها:
كمان الحجه رحيمة ربنا يطول فى عمرها من يوم ما جت وعاشت معانا إهنه وهي زي الأخت الكبيرة أو الام والله، بصي لمستقبلك مع جسار ومتتحججيش بيا.
زفرت إيمان نفسها بتأفُف قائله:
واضح إنى ماليش أهميه،طب كمان بالنسبة لمستقبلي العملي،انا صحيح إتخرجت بتقدير مرتفع،وأكيد هتعين مُعيدة فى الجامعه كمان ناويه اقدم دراسات عليا.
تنهدت والدتها بزهق قائله:
كل ده لسه عليه بدري،جدامك سنه على ما الكلية تبعت لك إنك هتتعيني مُعيدة وده مش صعب ممكن تتعيني فى مكان قريب من القاهرة،وعيشتك فى مصر مش هتأثر عالدراسات العليا بتاعتك،كفاياكِ مناهدة عاد،الجدع شاريكِ.
صمتت فهيمه للحظات ثم نظرت الى إيمان بعتاب قائله:
وأنا كلمتي ملهاش قيمه عِندِكِ.
إقتربت منها إيمان وضمتها بآسف قائله:
لاه طبعًا كلمتك ليها قيمة كبيرة بس.
ردت فهيمه بأمر:
مفيش بس،جدام أخوكِ الكبير أها،انا لما جسار إتحدت وياي،جولت له،يجيب والدته وأخوه ومرات أخوه ويشرفونا الليلة لو هتكسفيني جدامهم.
تأففت إيمان وإمتثلت قائله:
طب ليه جسار ميعملش زي سراج ويقدم على نهاية خدمة.
ضحك سراج قائلًا:
كل شخص له ظروفه يا إيمان، ودلوقتى عاوز منك قرار نهائي قبل فوات الوقت.
تأففت إيمان قائله:
خلاص اللى تشوفوه.
تبسمت فهيمه قائله:
شكلك مش مبسوطه.
كذالك تبسم سراج قائلًا بمرح ومغزى:
أنا كمان من رأيك يا مرات أبوي رأي إيمان طبعًا هو المهم،أنا ممكن أتصرف،وإعتذر لـ جسار بأي حِجه وهو هيفهم لوحده.
فى البدايه إنشرح عقل إيمان لكن بالنهاية سألته بإستفسار:
هيفهم إيه.
أجابها بمكر:
أكيد هيفهم إنه مرفوض طبعًا،وأعتقد ممكن…
قاطعته إيمان بإستخبار:
ممكن إيه..
أجابتها والدتها بصدمة:
يطفش…طبعًا،هو راجل وعنده كرامة وأكيد هيفهم أنك رافضاه فمش هيقلل من نفسه ولا يتحايل عليكِ.
نظرت إيمان لـ سراج فأومأ بموافقة لإجابة فهميه، توترت إيمان قائله:
مش معقول.
قاطعتها فهيمه بزهق:
لاه معقول، وجدًا كُمان، وبعدين إنتِ طول الوجت يا فى الچامعه، يا فى النادى بدربي كارتيه، يا فى أوضتك وجافله على نفسك، عاوزه أعرف إيه اللى هيتغير، بلاها حُجج فارغه وإتصل على جسار إعتذر له يا سراج.
نطقت إيمان بتسرع وهى تنظر الى والدتها بعناد قائله:
كده، طب تمام يا سراج أنا خلاص إقتنعت، طالما أمى هتلاقى راحتها.
إبتسمت فهيمه قائله:
أيوه هلاقى راحتي، لما تبقي إنتِ كمان مرتاحة، معليشي يا سراج قلقناك عالصبح.
إبتسم سراج قائلًا:
لاء مفيش مشكله المهم راحة إيمان، ها آخر قرار عندك إيه وبلاش تضغطي على نفسك.
أومأت بشبه خجل وخزي:
خلاص موافقة.
نظر سراج وفهيمه لبعضهما وإبتسما على عِناد تلك المُتمردة، تنهدت فهيمه بداخلها قالت:
ربنا معاك يا جسار.
بينما نظرت فهيمة نحو سراج نظرة إمتنان فهو أعطى لها قيمة كبيرة وسط العائلة.
❈-❈-❈
مساءً
بالمندرة
رحب كل من
سراج، آدم، إسماعيل
بـ عائلة جسار، جلسوا يتحدثون بود ومرح وتم قراءة الفاتحة
بعد قليل نهض الجميع وترك إيمان وجسار معًا
جسار الذي نهض من مكانه وجلس فى مكان قريب من إيمان التى يراها اليوم بهيئه مختلفة
تمامً،كذالك معظم الوقت صامته،إستغرب ذلك،وهو يقول:
إتفقت مع سراج إن نكتب الكتاب آخر الشهر ده،و…
قاطعته قائله:
بس سراج مقليش كده،وبعدين أنا…
قاطعها قائلًا:
إنتِ إيه،بصي يا إيمان أنا عارف تربيتك وشخصيتك كويس،بس فى حاجه تايهه عنك،الحياة مُشاركة،مش فرض رأي وخلاص،أنا راجل عسكري وباللى بيتحكم فيا الإنضباط و…
قاطعته إيمان بحده:
قصدك إيه؟.
اجابها بهدوء:
خليني أكمل كلامي وهتعرفي قصدي.
أشارت له ان يسترسل بقية حديثه:
بصي يا إيمان أنا عايش معظم وقتي بين المجرمين وقطاعين الطرق،وأكيد لما فكرت أتجوز،هدفى الاقي حياة هادية تنسيني معاها قسوة مواجهة المجرمين دول،مش عاوز زوجة تفرد نفسها،أنا زي زيك،لاء إنتِ مش زيي ببساطة مش هقولك إنى راجل مُستبد لان إنتِ اللى هتشيلي مسؤلية البيت ولما ربنا يرزقنا بأطفال إنتِ اللى هتبقي مسؤولة عنهم ودي مش مسؤوليه قليله،لكن لو هنبدأ إننا ناخد الحياة بينا ماتش تحدي هنخسر إحنا الإتنين،سبق وقولتلك خطوة الجواز دي كانت بعيدة عن تفكيري نهائيًا،بس مقدرتش أتحكم فى مشاعري،بس أكتر شئ يفسد المشاعر هو التحدي،وإنتِ قدامك القرار تختاري،أنا سبق وقولت لك ولـ سراج أنا شاري،بس عاوز حياة هادية مش صراع.
شعرت إيمان بحرج من حديث جسار،هو مُحق هي تعودت ان تكون صاحبة قرار وحدها،لكن الزواج لإثنين يتشاركان كل شئ بالحياة ولابد من وجود تفاهم بينهم حتى يستطيعا تكملة المشوار معًا بنجاح،وهي تعودت دائمًا على النجاح ولن تخفق أبدًا
أومأت راسها موافقة لكن مازالت متمردة وتفوهت بتحدي أخير:
تمام،بس ميعاد الزفاف أنا اللى هحدده.
إبتسم جسار وأومأ برأسه موافقًا.
❈-❈-❈
بمجلس خاص للنساء
منذ منتصف النهار وهي تشعر بألم يضرب ظهرها بقوة ثم يختفي،لكن قبل بضع دقائق والآلم يُستقوي عليها حاولت التحمل للنهاية لكن فاض بها،آنت بقوة
كانت رحيمة قريبه منها،نهضت وإقتربت منها سائله:
مالك يا حنان.
أجابتها بدموع وهي تتألم:
حاسه بوجع جامد،شكلي هولد النهاردة.
رغم خفقان قلبها لكن حاولت تهدئتها ربما يخف الوجع،لكن فشلت،وصرخت…،سريعًا ساعدوها وأدخولها الى غرفة نوم، وقفت رحيمه مُبتسمه حين تمددت حنان على الفراش وللغرابه زال الوجع أو هدأ، تنفست قائله:
الوجع شبه راح.
غص قلب رحيمه وتذكرت أختها كانت هكذا فى كل مره تتألم وقبل وقت قليل تقول أن الالم زال، وتتحمل لنهاية المطاف حتى تلد، لكن حنان خالفت ذلك، عادت تبكي من الآلم الذي عاود مره أخري
ساعدتها ،وكان معهن بالغرفه ثريا وفهيمه…
رغم رؤية ثريا لـ الآم حنان، لكن بداخلها تمنت ذلك الشعور، فرحة عيني حنان حين سمعت صوت بُكاء طفلها الوليد.
بعد وقت رحلت تلك الطبيبة بعد أن طمئنتهم على حالة حنان كذالك الطبيب الذي عاين الطفل الصغير بغرفة أخري، خرجت تحمله رحيمه، كانت ثريا قريبه منها فمدت يديها بالطفل لها قائله:
خدي يا ثريا شيلي سراج وديه لاوضة حنان، أنا بقيت ست كبيرة خلاص.
بإنشراح قلب أخذت منها الصغير وتوجهت الى تلك الغرفه وتبسمت لـ آدم الذي كان بالغرفه مع حنان يطمئن،لكن حنان كانت تود رؤية صغيرها،الذي دخلت تحمله ثريا وخلفها رحيمه التى قالت بمحبه:
مبروك ما جالك يا آدم يتربي فى عِزك ودلال حنان،أول حفيد ليا وانا خلاص أختارت له الاسم.
تبسم أدم وذهب نحوها يقبل يدها قائلًا:
وأنا موافق عالاسم اللى أختارتيه يا خالتي.
تبسمت له بحنان قائلة:
سراج آدم العوامري.
❈-❈-❈
ليلًا
كانت ثريا تضجع بظهرها على الفراش تضع إحد يديها تُمسد فوق بطنها شاردة بذلك الاحساس التى شعرت به وهي تحمل طفل حنان،أمنية أصبحت تلح على قلبها بقوة تتمني أن تحمل نُطفة من سراج برحمها.. بذلك الوقت دخل سراج الى الغرفه، لاحظ شرود ثريا، إقترب وجلس على الفراش وضع يده فوق فخذها، إرتجفت ونظرة نحوه، ضحك قائلًا:
للدرجة دي كنتِ سرحانه، إيه اللى شاغل فكرك أوي كده.
لوهله نظرت له بعيون لامعه وبداخلها قرار لما لا تُخبرهُ، أن يلجئا الى الحل الآخر ربما ينجح… لكن هنالك شئ منعها، وأجابته بأجابه يعلم انها خاطئه:
قولت لك القضيه بتاع النسب.
رغم عدم تصديقه لكن إبتسم قائلًا:
هروح أخد دوش عالسريع.
بعد قليل جذب سراج ثريا لحضنه وضعت رأسها على صدره وعقلها يلح عليها أن تُخبره، لكن يأبى لسانها البوح…تنهيدات خرجت من قلبها،شعر بها سراج،فإتخذ إنهاء الصمت قائلًا:
ثريا إيه رأيك نعمل عملية حقن مجهري.
سمعت خطأ بالتأكيد،أو أمنيه ترجمها عقلها الباطن،لكن رفع سراج وجهها عن صدره ونظر لها قائلًا:
أنا سألت شيخ من الازهر يا ثريا وقالى إن العملية دي مش حرام خلينا نجرب.
مازال عقلها غير مستوعب ما قاله،فنظرت له ببلاهه قائلة:
عملية إيه اللى بتتكلم عنها يا سراج:
إبتسم وأجابها:
زي ما سمعتي حقن مجهري،يمكن ربنا يُجبر بخاطرنا…ويبقى عندنا ولاد.
-ولد واحد بس كفاية يا سراج.
هكذا قالت بتسرع فضحك سراج قائلًا:
خلينا نشوف دكتور كويس.
أومأت له مُبتسمه ثم بغفله عانقته وقبلت وجنته تضمه بعشق وقوة،قائله:
أنا بحبك أوي يا سراج.
ضمها هو الآخر مُبتسمًا يقول بمرح:
أخيرًا قولتيها.
ضمته بسؤال:
قولت إيه؟.
عاد برأسه للخلف ونظر لها قائلًا:
إنك بتحبيني.
إبتسمت قائله بمرح:
طب وإنت عندك شك إنى بحبك.
أومأ لها بـ لا ثم قال:
بس دي أول مره تلفظي بها ، دى تتذكر فى التاريخ.
إبتسمت وعانقته مره أخري وقبلت وجنته وهمست جوار أذنه قائله:
بحبك، و هفضل أحبك لآخر لحظة فى حياتى، إنت أول دقة قلب حسيت بها.
تبسم وهو يتذكر قبل ساعات فقط
حين ذهب الى أحد شيوخ الجوامع وفقيه بشئون الدين…
جلس أمامه سائلًا: جايلك فى إستشارة وإستبيان يا شيخنا.
جلس يسرد عليه مُعناة ثريا وإحساسها بالحُزن والاسي وأمنيتها أن تُصبح أمً، والتى يبدوا أن العلاج لن ياتى بنتيجة، لكن هنالك حل آخر تلك العملية، التى سمع من البعض ان بها شُبهة حرام.
إبتسم له الشيخ قائلًا:
بص يا إبني
العلم تطور مش من فراغ ربنا قادر وهو اللى بيعطي الالهام للبشر عشان يساعدهم عالتكيُف مع العصر اللى عيشينه، عارف إن فى تطورات مؤذيه وقصادها تطورات تخدم البشر، زمان كان فى حِرمان ربنا كتبه على بعض البشر من نعمة الولاد… دلوقتى بقي فى تطور، مش تحايُل فى فرق بين الاتنين
سهل أخد من التطور اللى ينفعني بس بدون تحايُل، زي ما بتقول كده، فى دكاترة بقوا يقدروا يتحكموا فى نوع الجنين
ولد أو بنت
ده اللى حرام مؤكد مفيش فيه كلام
لكن الحقن المجهري منقدرش نحرمه بالاخص دلوقتي بقى فى تطور وحِرص وأكيد مش هيبقى فيه خلط للانساب زي ما كنا بنسمع قبل كده من نتايج،ليه تحرم نفسك من نعمة ربنا سخرها ترد لهفة بعض الأزواج اللى كان ممكن يعيشوا بلا ذرية،هقولك نصيحه،أختار مكان موثوق وتوكل على الله.
عاد وهو يشعر بيديها تضمه
إستمتع بعناقها وقبل هو الآخر وجنتها وإنتهت ليلة تشرق بأمل.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سراج الثريا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *