رواية الشرف 2 الفصل العشرون 20 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 الفصل العشرون 20 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 البارت العشرون
رواية الشرف 2 الجزء العشرون
رواية الشرف 2 الحلقة العشرون
كان محمود يصلى حين طرق الباب ليتوجه له محمد فورا مع الشعور بالانزعاج فصوت بكاء الصغيرة يصل إليه
فتح الباب ليقابله وجه ساهر المتجهم لكن محمد أسرع يقول : إيه بس يا مزعجة هانم !!
ساهر بغضب : بنتى مش مزعجة .
تناول محمد الصغيرة من ذراعى والدها الذى يبدو الألم على وجهه مصاحبا للتجهم لتاتى رنوة من خلفة ضاحكة : لا ما هو محمد كدة طول عمره هو وچودى زى الديوك .هو يقولها يا مزعجة وهى تقوله يا رخم .
يضحك محمد : اصلها كانت زنانة أوى وشكل بنتها شكلها .
نظر ل ساهر الذى لم يتخل عن تجهمه قائلا بمرح : الله يكون في عونك
جلس ساهر يلتقط أنفاسه ليخرج محمود من الغرفة مسرعا بلهفة : دنيتى !!!
تناولها مسرعا من يدى محمد الذى قال بتهكم : اتفضل يا عم الحنين .
دفعه محمود بصدره بلا عنف وهو يرفع الصغيرة على صدره ويبتسم ل ساهر بود : حمدالله على سلامتك .
لم يتمكن ساهر أمام لطفه إلا أن يجيب بود : الله يسلمك
جلس قبالته وهم جميعا يراقبونه ، الكل يريد أن يعرف كيف يسيطر على هذه الصغيرة !!!
بينما نظر ل ساهر متسائلا : أكلت ؟؟
ساهر : أكلت وغيرت وكل حاجة ومش عارف بتعيط ليه !! يمكن حاجة بتوجعها ؟
قال جملته الأخيرة بقلق ليبتسم محمود بحنان : لا ابدا هى بس عاوزة تنام .
ورفع الصغيرة ليضع رأسها فوق قلبه ويربت على ظهرها بحنان ثم يتكأ مغمضا عينيه ويبدأ في ترتيل القرآن الكريم .
اتسعت الأعين تنظر له بتعجب خاصة وقد خفت حدة بكاء الصغيرة ، واستمر بكاءها بخفوت ، ومالبثت أن توقفت عن البكاء لا تسمع منها إلا شهقات صغيرة تمزق قلب محمود وساهر بنفس القوة .
استمر محمود فى الترتيل واستمرت الفتاة فى الانصات لتغفو بوداعة بعد قليل ، لكنه استمر يقرأ لنصف ساعة و الكل يستمع بإنصات شديد .
أخيرا أنهى قراءته وهو يعتدل ببطء شديد ويضع كفه الكبير بظهر دنيته الصغيرة ليحملها على ذراعه .
ينظر بألم لأثر الدموع بعينيها الصغيرتين ويقول هامسا : حقك عليا يا دنيتى ، كان لازم اقول لبابا ينيمك ازاى .
أغمض ساهر عينيه وفتحهما بتعجب : بتنيمها بالقرآن .
محمود : هو فى احسن من كده راحة !!!!
ساهر بخجل : طب أنا معرفش اقرأ زيك كده ، كل ما تيجى تنام اجيبها لك ؟؟
محمود : يا سيدى اعلمك ولا يهمك كلنا بنتعلم
لم يجد ساهر بد من الارتياح ل محمود ، ليشعر بالتعجب من نفسه كيف غضب منذ قليل لتعلق زوجته به فى صغرها !!! وتعلق صغيرته به الأن !!! فهذا الرجل لا يمكن إلا أن يحبه الناس .
تتحدث رنوة بمرح : لا يا سى محمود أنا سجلت لك على الموبايل وبعد كدة اشغل لها التسجيل ولا الحوجة لخدماتك .
محمود : ماشى يا ام لسانين ، ابقى وربنا شطارتك .
ساهر : لا بجد أنا عاوزك تعلمنى .
محمود بجدية : هعلمك طبعا
نهض عن المقعد بحكم العادة : هنيم دنيتى على السرير جوة .
رنوة بمشاكسة : لا هناخدها فوق
توقفت خطواته حرجا ، هى لم تعد تشاركه حياته ، قد استعادها والدها ، لم يعد من حقه أن يضعها بفراشه ويتحدث إليها .
حمحم بحرج واضح وهو يقدمها ل رنوة : معلش نسيت ، حكم العادة بس .
ليتدخل محمد فورا وهو يرى الألم بعين شقيقه من كلمات تلك المشاكسة رغم أنها لا تعنى ما تقول : والله ما هى طالعة النهاردة .
وتوجه ناحية ساهر بمرح وود : ولا ابوها كمان.. هيطلع يعمل ايه ، الراجل قايم من حادثة ومش عاوزين يجى له الضغط من جنانك
ليضحك ساهر مرغما بينما تتذمر رنوة وتحتمى بمن كانت تهاجمه للتو : أنا مجنونة يا محمود .
ينظر لها بحنان : انت ست البنات يا قلب محمود بس هو بيحب يعاكسك انت عارفة .
يشعر ساهر بمزيد من الراحة فهذا المحمود لا يحاول استمالة أحد ، بل هو هذا الكيان الغريب المتدفق حنانه على الجميع .
نظرت رنوة اخيرا ل ساهر : هتيجى معايا ولا اطلع ؟
ساهر : اطلعى حبيبتى أنا هبات مع محمود علشان دنيا .
اتجهت للخارج تضرب الأرض بقدميها ليلحق بها محمد : استنى يا مجنونة ، عاوزين اللبن والبامبرز بتاع دنيا .
ضحك محمود وساهر الذى قال : محمود نيم دنيا على السرير وتعالى ساعدنى مش قادر احمل على رجلى .
ليسرع محمود منفذا بود ، ف ساهر بذل مجهودا مضاعفا مع دنيا كما أن هبوطه الدرج حاملا لها كان مخاطرة بالفعل ، لكن قلبه لم يتمكن من تحمل بكاءها ليتحمل هو ألمه واى مخاطرة ممكنة المهم أن تكون صغيرته بخير .
عاد محمود بعد دقائق ليقدم ساعده لساهر فيتكأ عليه وينهض ليقول محمود بود : علفكرة بكرة لازم نعمل شهادة ميلاد ل دنيا ، شوف هتسميها إيه وهاخدك بكرة نروح بيها .
ضحك ساهر بشدة : أسميها إيه !! يابنى ما انت سمتها دنيا خلاص .
محمود بحرج : لا انا بناديها بس مش قصدى ده حقك وحق چودى .
ساهر : وحقك ما انت خالها . وعمها كمان ولا عندك مانع .
ابتسم محمود بود وقد تمكن بفطرته الطيبة وقلبه الحنون أن يحول بركان الغضب الثائر بقلب ساهر إلى نهر يجرى بالود بينهما فيسقى جفاف القلوب لتزهر بالود والمحبة
******************
لازالت ليليان تتذمر وتتدلل وشقيقها يحنو عليها ، رغم أنه الأصغر إلا أنه لم يعاملها قط على كونها اكبر منه ، بل هى كانت وستظل للأبد مدللة العائلة .
ليليان : ماشى يعنى كمان بتضحكوا عليا بكرة اتجوز وتقولوا ولا يوم من ايامك .
ليتبدل المرح الذى يعلو وجه ريان : أنا مش مصدق أنى ممكن اصحى من النوم وانت مش فى البيت .
غالية : الله هتقلبوها غم ليه ، هى هتروح فين يعنى ، هتروح بيت جوزها اللى بيحبها وهيشيلها فى عنيه .
لكن حديث غالية لم ينزع الكآبة عن وجه ريان فأمه محقة ورغم ذلك هو لا يتخيل الحياة بدون شقيقته التى يقول عنها دائما روح المنزل . وهل يمكن لجسد أن يحيا بلا روح !!!!
التزم تاج الصمت فهو نفسه لا يقوى على فراق صغيرته ، لكنها سنة الحياة ، كما أنه اكتشف بنفسه أن قلبها يهوى هذا الشاب ، فلا يملك سوى تمنى السعادة لهما .
أما ريان فوضعه مختلف ، هو يشعر أن جرح قلبه يقترب منه ، يشعر أن صالح يبحث عن سبب يرفض به تزويجه ابنته .
أخيرا أخرج ريان قالب الشيكولاته من جيبه ليقدمه لشقيقته : أحلى شيكولاتة ، لأحلى لى لى .
تناولتها ليليان وهى تعتدل جالسة لينظر لأبيه ويقول بهدوء : بابا ممكن اتكلم مع حضرتك شوية .
نهض تاج فورا ، فلا فائدة من تأجيل المواجهة ، يحب على ريان أن يتخلى عن هذا الحلم الواهى .
أحاط كتفى ابنه بحنان : تعالى يا ريان نتكلم فى اوضتك .
وغادرا لتتساءل ليليان : هو إيه الحكاية ، بابا وريان أسرارهم كترت .
يتألم قلب غالية فصغيرها غر القلب سيتعرض لصدمة خلال لحظات .
********************
قسم الشرطة
يتابع براء أحد الملفات باهتمام بينما يطرق الباب ويدخل أحد المخبرين ، وقف أمامه باحترام شديد ليترك براء ما يطالعه وينظر له : خير يا عم صلاح
المخبر : يا فندم فى معلومة معرفش مهمة ولا لأ بس قلت ابلغ حضرتك .
هز رأسه ليشجعه على الحديث فيقول المخبر : فى واحد سكن جديد بقى له كام يوم هنا فى المنطقة ، عامل نفسه شيخ وقاعد فى زاوية يدى دروس للشباب .
حاز فورا على كامل اهتمام براء الذى تساءل فورا : واحد مين ؟؟ مفيش معلومات عنه ؟
المخبر : مسمى نفسه الشيخ مظهر ..
انتفض براء فورا ليبتلع المخبر كلماته بفزع وبراء يتساءل : بتقول مين ؟
المخبر بقلق : مظهر يا فندم وحواليه ناس شكلهم تبعه كدة بيطبلوا له
براء : لا انت تقعد يا عم صلاح وتحكى لى كل كلمة بالتفصيل .
خجل المخبر أن يجلس لكن أمام إصرار براء جلس مذعنا ليخبره عن كل المعلومات التى وصلت إليه عن هذا المدعو مظهر .
لقد انتقل للسكن قريبا هو وزوجته على الأرجح ، يبدو أنها غير مصرية ، وكانت هذه معلومة غير مؤكدة مصدرها جارة لها قابلتها أمام البناية لتسرع فورا بمد جسور التواصل كأى سيدة مصرية ، إلا أنها رفضت التعامل معها وحدثتها بجفاء لتتضح لها لكنتها الغير مصرية فتسرع بنشر الخبر ؛ أسرع من وكالة الأنباء ، كما أن مظهر هذا لا يبدو أنه يعمل ، فهو إما بمنزله أو بالزاوية التى اتخذها مستقرا لمجلسه وقد إلتف حوله فى بداية الأمر بعض من المنتقلين حديثا أيضا وكان هذا سبب من اسباب إثارة الريبة لدى عيون الشرطة ، ثم بدأ بعض شباب الحى فى التجمع حوله إلا أن دروسه حتى الأن لا تحوى غير التبشير بالجنة وأن على البشر تحمل نوائب الدنيا والتحلى بالصبر والإيمان ليصلوا للجنة .
استمع براء بإنصات ثم قال بحزم : الصبح عاوز صورة ليه ، وصور لكل نقلوا قريب وبيقعدوا معاه . وبلغ الملازم مروان ما يخرجش برا القسم ، يبات فى مكتبه الليلة .
أنا عاوزه فى شغل ضرورى
صلاح : تحت امرك يا فندم .من النجمة هتكون صورهم قدام حضرتك
غادر صلاح ليعود براء متكئا لظهر الكرسى . أيعقل هذا !!!
حارب أدهم لاقصاءه عن هذه القضية . بلغ الأمر ترقيته ونقله ،لكن يبدو أن تلك القضية تتبعه أين ذهب .حسنا سيستعد لذلك المظهر ولن يدعه يفلت تلك المرة .لايجب عليه التسرع أو التهور .عليه أن يكون قريبا وبعيدا بنفس الوقت .
اتسعت ابتسامته وهو يتنهد براحة فقد ظن أدهم أنه يعاقبه وهو فى الواقع يقدم له خدمة العمر
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشرف 2)