روايات

رواية ضراوة ذئب الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة الحلفاوي

رواية ضراوة ذئب الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة الحلفاوي

رواية ضراوة ذئب البارت السابع عشر

رواية ضراوة ذئب الجزء السابع عشر

ضراوة ذئب
ضراوة ذئب

رواية ضراوة ذئب الحلقة السابعة عشر

صحيت من النوم و هي حاسة بكُل جُزء في جسمها واجعها، بصِت جنبها ملقتوش، دعكت عينيها و بصِت للسقف، إلا إنها سمعت صوت غريب، دة صوت قُطة! قامت إتنطرت من على السرير و هي شايفة قُدامها القطة البيضا بس شكلها بقى أنضف، لمعت عينيها و كانت هتصرّخ من الفرحة، للحظة نسيت التعب كلُه و جريت عليها و ميِّلت خدتها في حُضنها و هي بتصرّخ بفرحة!!:
– يا نهار أبيض!!! يا روحي إنتِ!! هو اللي جابك صح؟ زين اللي جابك!!
ورفعت القطة بسعادة رهيبة و هي بتكلمها بصوت مليان فرحة:
– زين جابك يا قُطتي!! جابك عشان خاطري، أنا هموت من الفرحة!!
ضمتها لصدرها و لقتُه طلع من الحمام لافف فوطة سودا على خصرة و في فوطة على كتفُه، جريت عليه و قالتلُه بعينيها اللي بتلمع:
– جبتها إمتى!! و إزاي!
إبتسم تلقائيًا لما شاف كم السعادة اللي على وشها، و قال و هو بيمسح على خدها اليمين بإبهامُه:
– بعد الفجر كدا، كُنت خايف ملاقيهاش مكانها!!
– بس دي نضفت أوي!
قالت و هي بتبُص للقطة و بتحسس على راسها، فـ هتف بهدوء:
– أيوا .. روحت طعّمتها و خليتهم ينضفوها ..
و إسترسل بسُخرية:
– هسيبك يعني حاضناها كدا و هي معفنة!!
ضمتها لصدرها أكتر فـ قال بضيق زائف:
– م تحُطيها جوا البلوزة أحسن! ولا أقولك .. بوسيها في بُقها!!
ضحكت من قلبها و بتلقائية ضمتُه بإيد واحدة بتربت على ضهرُه العاري و بتقول بعشق:
– والله ما عارفة أقولك إيه!! إنت مش متخيل فرحتي!! مش عشانها بس .. عشان أنا مهونتش عليك!!
مسح على ضهرها بإيد واحدة و قال بهدوء:
– فداكِ الدنيا!
إبتسمت ملء ثغرها و همست بحُب:
– إنت دُنيتي!
و بِعدت عنُه و رفعت القطة لوشُه و هي بتقول ببراءة:
– بُص .. بُص جميلة إزاي و مقطقطة!
بص للقطة بإشمئزاز و قال:
– مبحبهُمش، دة أنا مسكتها بالعافية!
إبتسمت يُسر و قعدت على الكنبة بتلعب مع القُطة، و هو دخَل يغيّر هدومُه، لبس قميص إسود و بنطلون من نفس اللون، و لما طلِع لاقاها نايمة و حاطة القطة على معدتها و بتمسح على شعرها، إتافف بضيق و مشي ناحيتها بخطوات غاضبة، شال القُطة من ضهرها بشكل مضحك و رماها على الأرض، فـ قطبت يُسر حاجبيها بغضب و قالت و هي بتكتف دراعها:
– بترميها ليه!! و بعدين شايلها من قفاها كدا ليه؟!!
ميِّل عليها و رفع رجلُه جنب رجلها و حط إيديه الإتنين جنب راسها و قال بحدة و هو مقرّب وشُه من وشها:
– بقولك إيه! متخلينيش أرميها مكان ما جبتها!!
كشّرت بضيق و غمغمت بحُزن:
– ليه يعني!
بصلها للحظات و عينيه بتمشي على وشها، رفع إيدُه و فرد حاجبيها و هو بيقول بإبتسامة:
– فُكي الـمِية وحداشر دي!!
تلقائيًا إبتسمت، فـ نزل بعينيه لمعدتها و رجع بصلها و قال بإهتمام:
– عاملة إيه دلوقتي؟
– الحمدلله!
غمغمت بـ حرج و الحُمرة تتشرب وجنتيها، فـ إبتسم و كان هيقوم إلا إنها مسكت دراعُه و قالت بلهفة:
– زين!
– قولي يا قلب زين!
قال بهدوء و هو بيرجع، فـ إبتسمت للحظات و رجعت قالت بتوتر:
– أنا .. أنا عايزة أنزل أجيب حاجات ليا!!!
قال بهدوء:
– خلاص هأجل إجتماعاتي النهاردة و ننزل أنا و إنتِ!!
نفت براسها فورًا و هي بتقول بإهتزاز:
– لاء و ليه تلغي إجتماعاتك يا حبيبي، أنا هنزل و هاجي على طول!!
قام و قعد على طرف السرير مُلتقط سيجارة من داخل الكومود و أشعلها بقداحته و نفّث دخانها و قال بهدوء زائف!:
– مافيش نزول لوحدك!
قامت وقفت قُدامه و قالت برجاء:
– زين عشان خاطري آآ!!!
قطع عبارتها و قال بحدة:
– مش عايز مُناقشة في الموضوع ده يا يُسر!!
قعدت على الكنبة تاني حاطة وشها في الأرض بحُزن بتفرُك أناملها اللي بتترعش، فـ إتنهد و قال و هو فاتحلها دراعُه اليمين و قال بهدوء:
– تعالي يا يُسر
راحتلُه قعدت جنبُه فـ ضمها لصدرُه و هو بيقول بصوت هادي عكس اللي في قلبُه من نيران مُتقدة من خوفُه عليها:
– أنا بخاف عليكِ يا يُسر! في ناس كتير عايزة تإذيني و أنا مش عايزهم يإذوني فيكِ!
رفعت وشها من على صدرُه ليه و قالت بحُزن:
– بس يا زين أنا مش هتأخر، هروح المول و هرجع على طول صدقني!
– الحَرس هيبقوا معاكي!
قالها بنبرة قاطعة لا تقبل نقاش، و رغم ضيقها من الأمر إلا إنها قالت بإبتسامة:
– إتفقنا!!
و قفزت من أحضانُه و قالت بـ سعادة:
– هنزل المغرب كدا مش دلوقتي ماشي؟
– طيب!
قال و قام مُتجه أمام التسريحة بيشمّر أكمام قميصُه، و نثر عطرُه المُفضل فـ يُسر بصِت للإزازة بإهتمام لإنها قرّبت تخلص، لكن متكلمتش و جابت القُطة قُدامها و قعدت تكلمها بجدية:
– بُصي بقى أنا هسميكي أم صابر!!
صدحت ضحكاتُه و هو بيمشط شعرُه و بيبُصلها في المراية، و قال مُبتسمًا:
– شرّدتيها!
إبتسمت يُسر و أكملت بنفس الجدية:
– و أنا يُسر .. و القمر اللي واقف هناك دة زين! بس بقولك إيه ملكيش دعوة بيه خالص، مش عشان هو زي القمر هتستفردي بيه عشان مقولش لأبو صابر و صابر هيقطّعوكي!!
لفِلها زين بيضرب كف على آخر و هو بيقول بقلة حيلة:
– يارب الصبر من عندك!
– يا خلاثو إنتِ عينك زرقا!!
و إبتدت تدغدغها في معدتها فـ نطت القُطة من على الكنبة هربانة منها، بصت يُسر لـ زين و قالت بُحزن زائف:
– هي مشيت ليه يا زين؟
– بتنفد بجلدها يا عيون زين!
قال بعد ضحكة رجولية منُه، و فتحلها دراعُه و قال بإبتسامة:
– تعالي في حُضني قبل م أمشي!!
راحتلُه جري بتحضنُه ساندة راسها على موضع قلبُه، فـ حضنها بعشق، يُسر حسِت بـ قلبها مقبوض، فـ إزدردت ريقها و تصنعت الإبتسامة و هي بتبعد عنُه، فـ قال بهدوء:
– قبل ما تنزلي كلميني .. مش محتاج أقولك!
– حاضر!
قالت بهدوء عكس الخوف اللي سيطر على قلبها، خرّج الـ creditcard بتاعتُه و إداهالها و قال بهدوء:
– إشتري بيها اللي إنتِ عايزاه!
قالت بلهفة:
– لاء لاء، إنت كُنت مديني فلوس قبل كدا كاش هشتري بيها!
قال بحدة:
– خليها معاكِ إحتياطي يا يُسر! هبعتلك الباسوود بتاعها في مسدچ!!
– حاضر ..
قالت مُبتسمة، فـ إتنهد و مسح على خدها بإبهامُه و إسترسل بـ ضيق:
– فكرة إنك نازلة من غيري مش مطمناني، فـ هتبقي معايا على التليفون من و إنتِ بتشتري لحد م تروّحي، سامعة؟!
– حاضر يا حبيبي!
قالت بلُطف، فإبتسم و مسك دقنها مُقبلًا شفتيها قُبلة سطحية خفيفة، و من ثم مُقدمة رأسها و مشي، قعدت يُسر على الكنبة بتكتب على تليفونها اللس كان جايبهولها الحاجات اللي المفروض تشتريها، و كلها كانت تخُصه هو، برفيوم النوع اللي بيحبُه، قميص جديد شبه اللي قطّعتُه قبل كدا، و حاجات تانية، فضلت قاعدة واخدة القطة في حضنها و بتتفرج على التليفزيون، عدت ساعة و إتنين و تلاتة فـ قررت تقوم تلبس و تطلع، نزلت من على السلم و هي حاطة تليفونها على ودنها و بتقول بـهدوء:
– زين أنا نازلة!
– ماشي، في عربيتين حَرس هيمشوا وراكِ، و إنتِ خليكي مع الحاج محمد!!
قال بعد مـ خرج من الإجتماع عشان يكلمها، فـ قالت مُبتسمة:
– مش عارفة ليه القلق دة كلُه!
– إسمعي الكلام و خلاص!!
قال بضيق، فـ قالت بقلة حيلة:
– م أنا بسمع كلامك أهو .. أعمل إيه بس، إحنا أوامر ماشية ع الأرض!!
و من ثم هتفت بحماس:
– يلا سلام!
– سلام!
قال بإبتسامة، سلِمت يُسر على عم محمد و ركبت معاه و وراها فعلًا عربيتين ضخمتين للحرَس، و صلوا المول فـ نزلت و نزل وراها أربع رجالة حرَس، بصتلهم بضيق و قالت:
– إنتوا هتيجوا ورايا كمان!
بصوا في الأرض أول ما لفِتلهم و قالوا بحَزم:
– دي أوامر الباشا يا هانم!!
نفخت بضيق و مشيت و هي بتمتم بصوت متخفض:
– الباشا يؤمر و إحنا ننفذ طبعًا!!!
دخلوا وراها المول فـ إلتفت الأنظار حولهُم، دخلت يُسر محل لبس نسائي فـ كانوا هيدخلوا وراها لولا إنها نهرتهم بحدة:
– مش للدرجة دي بقى، أنا داخلة محل لبس حريمي أكيد مش هتدخلوا ورايا!!!
بصوا لبعضهم بتردد، فـ قال أحدهم:
– خلاص يا هانم إتفضلي و إحنا هنستنى حضرتك هنا!
– مُتشكرة
قالت بضيق و دخلت، إبتسمت لإن مُخططها نجح، مش هينفع على أي حال يبقوا معاها و هي بتشتري حاجات لـ زين، هي مُتأكدة إنه هيسألهم و هيقولوله و المفاجأة هتبوظ، طلعت من المحل الكبير من النِحية التانية و إتسللت من وراهُم مُتجهة لـ محل ملابس رجالي، إشترت القميص و لحُسن حظها لقِت البيرفيوم بتاعتُه هناك، و لإن الحاجات كانت غالبة فـ إضطرت تسحب مبلغ من الفيزا بتاعتُه، و لما خلّصت خرجت و هي بتقول لنفسها بضيق:
– يعني جايبالُه هدايا على حسابُه! والله م ينفع!
خرجت من المحل و لفِت تدور علبهم لاقتهم واقفين مش واخدين بالهم، و من النِحية التانية نزلت من السلم الكهربا و دخلت محل رجالي بيبيع خواتم و ساعات رجالي، جابت خاتم أنيق جدًا و خرجت، سرّعت خطواتها لـ برّا المول و راحت تدور على العربية اللي عم محمد فيها إلا إنها ملقتهاش أبدًا، إستغربت و قالت بدهشة:
– العربية كانت هنا!! راحت فين!!
دوّرت كتير وسط العربيات و ملقتش العربية، فـ ظنت إنه غيّر ركنتُه أو رجع البيت لأمر طارئ عندُه، طلعت تليفونها و إتصلت بـ زين إلا إنه مردش، فـ ملقتش حل غير إنها تطلع للشارع الرئيسي و تركب أي تاكسي ييجي قُدامها و تروّح على البيت، فكرة إنها ترجع مع الحَرس و تركب معاهم دي حاجه مُستحيلة، إستقلت تاكسي بالفعل و حطت الحاجات جنبها و قالتلُه عنوان الڤيلا، سندت راسها على النافذة و بصِت في تليفونها بتتأمل صورة زين على الواتساب، إبتسمت و هي بتمسح بـ إبهامه على الشاشة، حطتها خلفية تليفونها ورجعت بصِت قُدامها و إتصدمت، ده مش طريق الڤيلا! و لا حتى طريق مُختصر!! ده طريق صحراوي بعيد تمامًا، إزدردت ريقها وبصِت للسواق اللي كان بيسوق بهدوء تام، و رجعت بصِت لـ تليفونها و سُبحان من ألهمها تبعتلُه رسالة كان مُحتواها:
– زين، أنا ركبت تاكسي و حاسة إنه مش رايح طريق بيتنا، أنا خايفة يا زين!
و ألحقت بالرسالة دي رسالة تانية فيها الموقع الحالي بتاعها، و سابت التليفون و رفعت وشها للـسواق و قالت بهدوء ظاهري:
– دة مش الطريق اللي قولتلك عليه!!
هتف السواق بـ ثبات:
– طريق مُختصر يا فندم!
قال بحدة:
– لاء مش مُختصر! لو سمحت نزلني على جنب!!!
و إبتدت تخبّط على باب العربية بعُنف، فـ قفل قِفل العربية كلها و زوِد السرعة لـ سُرعة مهولة، شهقت بخوف و الدم هرب من جسمها، مسكت في الكُرسي و هي بتصرّخ فيه:
– إنت حيوان!!! بقولك وقّف المخروبة دي و نزلني على جنب أحسنلك!!
صرّخ فيها السواق بحدة:
– أحسنلك إنتِ تخرسي خالص!!!!
إرتجف بدنها و أنفاسها عليت و هي بتبُص حواليها برُعب، خبِت تليفونها في جيب فستانها من غير ما ياخُد بالُه، لحد م وقف قدام مكان غريب شبه المخزن، و رجالة قُصادها بيشبهوا في ضخامتهم ضخامة حُراس زين، و أول ما العربية وقفت و القفل إتفتح نزلت بـ رُعب و هي بتبصلهم بعيون جاحظة من الخوف:
– إنتوا .. إنتوا عايزين مني إيه!
ظهر راجل من وسط يبدو في أواخر الأربعينات، بدين و على وجهه إبتسامة لم ترى في خُبثها من قبل! في إيدُه سجارة و في إيدُه التانية .. حبل!!!
بصتلُه من فوق لتحت و قطبت حاجبيها و هي بتقول بحدة:
– إنت مين!!!
إبتسم وقرّب وقف على بُعد خطوات منها و عينيه بتمشي على كُل جزء في جسمها و وشها، إشمئزت من نظراته و حمدت ربها إن لبسها فضفاض، فـ قال و هو بيبتسم بخُبث:
– أنا دياب .. دياب الجندي!! أنا اللي لسه قـ.اتل جوزك من خمس دقايق!!!
جحظت عينيها بصدمة و للحظة حسِت إن الأرض بتميد بيها، لدرجة إنها سندت على التاكسي و عينيها إتملت بالدموع و هي بتقول بخفوت من أثر الصدمة:
– إنت بتقول إيه!
قرّب منها أكتر و قال بـ سُخرية:
– تؤتؤ إهدي كدا و أصلبي طولك! و الدموع دي متستنفزيهاش دلوقتي! لسة بدري أوي عليها!!
رمى الحبل لـ أحد حُراسه و قال ببرود:
– إربطوها بالحـ.بـل دة في السرير اللي في الأوضة اللي جوا!!!
صرّخت يُسر بأعلى قوتها مُنهارة من اللي سمعتُه، عقلها مش قادر يتخيل مُجرد التخيل بس إنه جرالُه حاجه، قعدت على الأرض بتصرّخ و بتضرب على الأسفلت بقوة و إسمه بيصدح في المكان مُصدرًا صدى صوت:
– زيـــن!!! زيـــــن .. آآآآه!!!
بصلها دياب بإبتسامة و هو حاسس بإنتعاش لـ روحُه من صراخها و عياطها، جسمُه كلُه إتفاعل مع عياطها لدرجة إنه حس إنه عابز يمسكها يكـ.سّر عضمها عشان تصرّخ أكتر، تعالت أنفاسُه بإثارة و راح ناحيتها مسك دراعها عشان يقوِّمها فـ نفضت دراعها بعيد عنُه و هي بتصرّخ فيه:
– متلمسنيش يا حيوان يا وسخ!!!
من غضبُه مسك دراعها بعُنف شديد غارزًا ضوافرُه في لحمها و هو بيصرّخ في الحرس بتوعُه:
– إمشوا في ستين داهية مش عايز أشوف وش واحد فيكم هنا النهاردة!!! ســـامــعـــيــن!!!!
و بالفعل فُرغ المكان من الحرس و حتى السواق اللي كان واحد من رجالتُه رمي الأكياس على الأرض و مشيوا بالتاكسي، حاولت تبعدُه بعياط و صريخ إلا إنه مبعدش وجرّها نِحية أوضة مجهولة، رماها بـ طول دراعُه جوا الأوضة فـ إتخبط ضهرها في كُرسي وراها، وقعت على الأرض بصرُخ يأبم رهيب و هي تجزم بإن ضهرها عضمة فيه إتكسر، بصِت للكُرسي اللي إتخبطت فيه وراها لقتُه حديد! كان غريب كإنه إتعمل مخصوص للتعـ.ذيب، بصِت للأوضة حواليها و إتصدمت لما لقِت أدوات تعـ.ذيب أكثر وحشية، كل دة مهمهاش، حاولت تقوم و راحت ناحيتُه و هي بتترجاه بـ وجع و بتقول:
– أرجوك!! قول إنك مقتـ.لتوش!! قول إن جوزي كويس!!
بصلها بإبتسامة دنيئة و قال:
– لا قتـ.لتُه! و لو مش مصدقاني مُستعد أجيبلك جُثـ.تة لحد عندك!!!
إنهارت على الأرض بتعيط بأقوى ما لديها، فـ ميِّل عليها و قاب بـ لذة:
– صوت عياطك .. مخليني طاير!
رفعت و شها و بصتلُه بـ مقت و وقّفت عياط، محسِتش بنفسها غير و هي بتسحب عصاية حديد كانت جنبها و بتضرب رجلُه بقسوة، وقع على الأرض بيصرّخ و لحُسن حظها الأوضة كانت عازلة، وقفت بصعوبة و مسكت العصـ.ـاية و ضربـ.تُه على ضهرُه و رجلُه و كامل أنحاء جسمُه وسط صريخُه و صوتُه المؤذي لـ ودنها، حاول يطول رجلها بإيدُه فـ داست برجليها على إيدُه بعُنف شديد و نزلت بالعصاية على دماغُه، نـ.زف و إستكانت حركتُه تمامًا، بصتلُه بهلع و رجعت خطوات لـ ورا، طلعت برا الأوضة بتتأكد إن مافيش حرَس، لما لقت المكان فاضي مشيت بصعوبة بتجُر رجليها حاطة إيديها على ضهرها بوجع شديد، لمحت الأكياس بتاعتها فـ ميّلت خدتها و هي بتصرّخ من الألم النفسي و الجسد، ضمت الأكياس لصدرها و هي مش قادرة تصدق إنها مش هتشوفُه تاني، فضلت تمشي بصعوبة و العياط مالي وشها، طلعت الشارع الرئيسي و من التعب قعدت على الرصيف مُنهارة في العياط ضامّة الكيس لـ حُضنها حاسة إنها مش قادرة تاخُد نفسها، حطت راسها على رُكبتيها و الألم بيتغلغل لـ جسمها و قلبها!!
حسِت بضوء عربية قوي ضرب في وشها، رفعت وشها للعربية اللي جاية تجري نِحيتها، و من ضوءها مخدتش بالها دي عربية مين، حطت إيديها على عنيها بتحجب الضوء القوي، لحد م وقف العربية قُصادها بالظبط، شالت إيديها عشان تشوف مين،
زين!!! و كإن قلبها وقف عن النبض، زين واقف قُدامها!! الصدمة إرتسمت على وشها و هي بتحاول تقوم مش قادرة من ضهرها، لحد مـ لقتُه جه سندها بإيدُه و هو بيمسح على وشها و اللهفة مرسومة على وشُه و بيتفحص وشها و جسمها بيهدر بقلق رهيب:
– عملِك حاجه!!! حصل فيكي حاجه يا يُسر؟!!!
عيطت و إنهارت و هي ماسكة دراعُه و بتقول بـ بُكاء:
– إنت .. إنت كويس صح؟!
إترمت في حُضنه و هي مش مستنية إجابة! زين واقف قُدامها و مماتش، فضلت تعيط في حُضنه و هو بيربت على ضهرها بيمسح على حجابها و ضهرها، لحد مـ حَس بـ جسمها تِقل بين إيديه، أدرك إنها فقدت وعيها، شالها بين إيديه و حطها في العربية ورا، مسك الكيس المرمي في الأرض و حطُه جنبها و هو فاكرها حاجتها، طلع تليفونُه و عمل مكالمة و حطُه على ودنُه، و أول ما السكة إتفتحت صرّخ بعُنف و هو بيهدر:
– عـابـد!! هاتلي الرجالة و تعالى على اللوكيشن اللي هبعتهولك دلوقتي! بسُرعة يا عابد!!
و قفل التليفون، بعتلُه رسالة باللوكيشن و بأقصى سُرعة كان بيسوق عربيتُه نِحية الڤيلا، لما وصل شالها بين إيديه و طلع بيها الجناح، دفع الباب بـ رجلُه بعُنف و حطها على السرير بحذر، قفل النور عليها و سابها ومشي، خرج من الجناح و نزل على السلم بيطوي الأرض تحت رجليه من عصبيتُه، خرج من الڤيلا كلها و ساق العربية بسُرعة كانت هتخلّص عليه لولا مهارتُه في القيادة، وصل للمكان اللي لاقاها فيه و فضل ماشي بعربيتُه لحد م لمح مخزن غريب، مستناش الرجالة ييجوا و دخل هناك، وقّف العربية بشكل مُفاجئ فـ عملت صرير عالي، و بعُنف كان بيلتقط مُسدسُه المُرخّص من صندوق العربية (التابلوه)، خرج من العربية رازع الباب وراه، و بخطوات غاضبة دخل المخزن، رفع سلاحُه و ضرب رصاصتين على الباب المقفول قُصادُه، فتح الباب لاقاه قاعد على سرير حديد و ماسك قماشة بيكتم بيها نـ.زيف راسُه، الذُعر بان على وشُه أول ما شاف زين، فـ قام مصدوم و قال بصوت مهزوز:
– إنت عايش!!!
إبتسم زين و نزِل المسدس، فرد ذراعيه المفتولين جنبُه و قال مُبتسمًا بسُخرية:
– مُفاجأة مش كدا؟
و كمل و هو بيقرّب منُه:
– مش قولتلك اللي جاي هيعجبك يا إبن الجندي؟!
و إسترسل و هو بيخرّج سيجارة من علبة سجايرُه السودا و بيقول بإبتسامة:
– إنت فاكر يا وسخ لما تبعتلي حد من رجالتي القُدام يقتلوني هيعرفوا!! دة أنا مِربي ماجد على إيدي!! هو آه طلع تربية وسخة و عض الإيد اللي إتمدتلُه .. بس أنا مبشغلش حد عندي غير و أنا عارف كُل نُقط ضعفُه، و بدوس عليها برجلي عشان لو فكّر بس يخون، يبقى عارف إنُه هيمـ.وت و حبايبُه وراه!
نفّث دُخان سيجارتُه في وشُه و قال:
– و دة اللي حصل فعلًا، قتلتُه بنفس المُسـدس اللي بعتُه يقتلـ.ني بيه! بس عشان أنا مش ظالم، سيبت مراتُه و عيالُه في حالهم!
إسترسل و السيجارة بين إصبعيه:
– و أديني عايش أهو قُدامك!! بس عارف مين اللي هيـموت دلوقتي؟
هرب الدم من وش دياب و هو بيبصلُه بخوف حقيقي، فـ بصلُه زين من فوق لتحت بيقول بإبتسامة:
– متقولش إن مراتي اللي عملت فيك كدا!!
رفَع مُسـدسه و قال و هو بيدخّن بإيدُه التانية و قال بخُبث:
– حرَم زين الحريري مش أي حد بردو!!!
إترجاه دياب و وقع على ركبُه:
– زين .. تعالى نتفاهم!!
ضحك زين من غير ذرة مرَح و نزِل مسـ.دسُه، حطُه في جيبُه اللي ورا و إلتقط سوط و قال بمكر:
– لاء .. تعالى نلعب!!
و رفع السوط عشان ينزل بيه على جسمُه بقسوة فـ صرّخ دياب، تعالت ثغرُه إبتسامة و هو بيقول:
– و ده الكُرباج اللي قولتلك قبل كدا إني هنسلُه على جتتك!!
و رفعُه مرة تانية و نزل بيه على جسمُه بعُنف أكبر فـ صـ.رّخ دياب بألم رهيب من جسمُه اللي مبقاش متحمل ضرب أكتر، فضل زين يضرب فيها لمُدة متقِلش عن ساعة، لحد م أنفاسُه عليت فـ رمى السوط و هو شايف دياب خلاص بيطلّع في الروح دة إن مكانش مات فعلًا، ميِّل عليه لقى لسة في نفس، فـ نفى براسُه و خرج مُسـ.دسُه من جيب بنطلونُه و ضرب طلقة في نُص راسُه فـ مات الأخير فورًا، حَط المسـ.دس في جيبُه تاني و خرَج لقى عابد و الرجالة داخلين عليه، نزل عابد و نفسُه عالي و هو بيقول بصوت مُهتز:
– زين بيه أسفين على التأخير آآآ!
بتر عبارتُه و هو بيقول بسُخرية:
– ما لسة بدري!
و شاور على جوا و هو بيقول بحدة:
– إدخلوا إرموا جـ.ثة النجس اللي جوا دة للكلاب اللي في الشارع، سامعني يا عابد؟ ترميه للكلاب اللي في الشارع مش كلابنا .. عشان دمُه نجس!!
• • • • • • •
صحيت من النوم مفزوعة، كإنه كان كابوس و خِلص، لما بصِت حواليها و لقِت نفسها في جناحه و على سريرُه خدت أنفاسها الي كانت محبوسة في رئتيها، و لما أدركت إن هو اللي جابها قلبها إرتعش بـ فرحة إنه لسه عايش، قامت بصعوبة من ضهرها اللي واجعها بشكل مش طبيعي، دخلت المرحاض تنضّف نفسها، خدت شاور و لبست بنطلون و بلوزة كت، سابت شعرها و خرجت وقفت قُدلم المراية، لفِت و رفعت البلوزة و إتفاجئت بـ كدمة في ضهرها شِبه بنفسجي! أدمعت عيناها و هي بتفتكر لحظات عدوا عليها سنين، دوّرت على تليفونها بعينيها عشان تتصل تطمن عليه و هي شِبه متأكدة من اللي بيعملُه دلوقتي، لكن ملقتهوش، قعدت على السرير محاوطة ذراعيها بكفيها بتبُص لنُقطة في الأرض و عينيها بتلمع بالدموع و هي بتسترجع اللي حصل! لقِت باب الأوضة بيتفتح، رفعت عينيها و تلقائيًا الفرحة ظهرت في عينيها و هي بتقول بصوت على وشك البكاء:
– ز .. زين!!!
قامت من على السرير و كانت هتجري عليه إلا إنُه رزع باب الأوضة بعُنف و هدر فيها بقسوة:
– مــكــانــك!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ضراوة ذئب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *