روايات

رواية الصندوق الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق البارت الثاني والخمسون

رواية الصندوق الجزء الثاني والخمسون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الثانية والخمسون

هنا ترك يوسف الكتاب من يده و أبدل ثيابه ثم خلد لنومٍ عميق ..
في اليوم التالي جري كل شئ كما خُطط له فيوسف أنهي عمله و بعض مهماته المتعلقة بالسفر ثم ذهب ليصطحب ريم و البقية لمكان الموعد المحدد، وصلوا هناك و جلسوا علي طاولة كبيرة كانت معدة بحجز داخل مطعم، بعد قليل انضم إليهم علاء مع خطيبته و أخيها ..
تصافح الجميع و تبادلوا التحيات و بعدها قالت مدام نيرة لعلاء و مني : ألف مبرووك .. ربنا يتمم لكم علي خير و يسعدكم ..
ثم التفتت لعصام أخ مني و قالت : و انت مرتبط و لا لسه ؟!
عصام : لسه يا طنط .. بس بدوَّر، عندك عروسة؟ !!
مدام نيرة : بصراحة مفيش حد معين في دماغي بس ان شاء الله تلاقي العروسة المناسبة
يوسف : طيب ايه رأيكم نطلب الأكل بقي
علاء بضحك: ياريت !! الواحد جاع اووي من كتر اللف
ريم : طيب لقيتوا اللي كنتم بتدوروا عليه !!
مني : آه .. تعبنا في اللف و التدوير بس بصراحة لقيت فستان جميل للخطوبة
ريم : هي معادها امتي ؟!
مني : يوم الخميس ان شاء الله .. لو طلبت منكم تيجو و تشرفونا .. هينفع؟!
عصام : ياريت بجد تشرفونا و هنشيلكم ف عنينا
مدام نيرة : انتوا من فين بقي ؟
علاء : طنطا
ياسمين : المسافة مش بعيدة اوووي بس مش عاوزين نعملكم دربكة و دوشة
مني : لا دوشة ايه !! انتوا هتنورونا بجد .. ياريت تيجو .. ها ؟!
علاء : لو قولتوا ايوة .. هأجر مواصلة لينا كلنا و نروح يوم الخميس الصبح علي هناك.. مين قال جاي ؟!
نظرت مدام نيرة لريم و رأت رغبتها في الذهاب ربما لقضاء اكبر وقت ممكن مع يوسف قبل أن يسافر فقالت : تمام .. هنيجي بس أنا و ريم و ياسمين و سليم هنيجي ف عربيتي بس محتاجين حد منكم يبقي معانا عشان الطريق ..
يوسف : تمام .. أنا هاجي معاكم
علاء : تمام جدا و انا هسبق الصبح بدري و هكون في استقبالكم هناك عندي ..
مني : لا عندك ايه ؟! عندنا احنا طبعاً
علاء : ازاي بقي ؟! أنا أعرفهم الاول يبقي انا اللي هستضيفهم عندي
عصام : لا بقي .. احنا اللي هنستضيفهم عشان احنا اللي اقترحنا و عزمناهم الاول !!
ضحك الجميع علي تلك المناقشة فقالت مدام نيرة كي تحسم الجدل : طيب هي الخطوبة هتبقي فين ؟! اقصد يعني أقرب لمين ؟!
عصام : الخطوبة هتبقي ف بيتنا احنا طبعا .. حاجه ع الضيق كده للأهل و المعارف
مدام نيرة : يبقي نروح ف الاول نسَّلم علي اهل علاء و بعدين نكمل الليلة عند بيت عصام و مني و بعد ما الخطوبة تخلص نمشي ع طول عشان انا مقدرش اسيب بيتي و جوزي اكتر من كده
ريم : خطة جامدة دي
علاء : اتفقنا .. هناكل بقي و لا هنقضيها كلام !!
أشار يوسف للنادل و قال : هناكل طبعاً
_________بقلم elham abdoo
دعوة الطعام تلك كانت في احد المطاعم داخل احد المولات، اختار كل واحد منهم نوعاً من الأطباق التي يفضَّلها و تبادلوا اطراف الحديث أثناء الطعام كعادة الشعوب المطلة علي البحر الأبيض المتوسط، بوجوه معبِرة و احاديث مستمرة تتخللها الضحكات و القهقهات !!
بعد انتهاء الطعام تفرقوا، علاء و مني ذهبا للتمشي معاً ، ياسمين و سليم بحثا عن مكان ألعاب الأطفال ليقضيا وقتا ممتعاً هناك، بقي في المكان عصام و يوسف و ريم و والدتها
قال عصام : تحبوا نطلب حاجه نشربها ؟!
مدام نيرة : ياريت .. أنا عن نفسي عاوزة نسكافيه
نظر عصام لريم و قال: و ريم ؟!
أسرع يوسف و رد بدلا منها قائلاً : طبعا شاي !!
ريم بضحكة : بالظبط
عصام : طيب هروح أطلبهم حالا
مدام نيرة : و انا هروح ال w.c بسرعة و ارجع
تركت مدام نيرة ابنتها مع يوسف بمفردهما قليلا عن قصد، ربما لشعورها بشئ بقي ناقصاً بينهما، ثمة حلقة مفقودة او سوء فهم، هي لم تسأل لكنها فقط تشعر بهذا من تلقاء نفسها!!
عندما بقيا بمفردهما أخرجت ريم من حقيبتها صندوق صغير مغلف كهدية و قالت : اتفضل يا سيدي !!
يوسف بتفاجؤ : ايه ده ؟!
ريم : هدية مني ليك قبل م تسافر .. تقدر تعتبرها تذكار
يوسف : شكرا يا ريم .. المفروض انا اللي كنت أقدملك هدية .. كفاية وقفتك جنبي و اللي عملتيه معايا انتي و طنط ..
ريم : متكبرش الموضوع بقي .. مش هتفتحها؟!
فتح يوسف العقدة التي تربط المغلف ثم فتحه فوجد هديتين
الاولي : لوحة صغيرة من تلك التي توضع ع المكتب، بها وجه يوسف الذي رسمته ريم للمرة الثالثة، وضعتها داخل إطار لتستند عليه، ريشتها كانت رائعة كالعادة فأعجبته كثيراً فقال : رائعة زي العادة .. تسلم ايدك ي فنانة !!
ريم بابتسامة رقيقة : أي خدمة ..
الهدية الثانية كانت مجموعة book marks مرسوم عليها شخصيات من تلك الموجودة في كتاب الصندوق !! نفَّذتها ريم بشكل مصغر للغاية به اتقان و براعة !!
ابتسم يوسف باعجاب و قال : أقول ايه ؟! هدية راقية و روعة.. مش عارف اعبر !!
ريم : و لا يهمك .. المهم انها عجبتك
يوسف : جدااا .. تسلم ايديكي مرة تانية
ريم : الله يسلمك .. طبعا هتاخد الكتاب معاك دبي !!
يوسف : طبعا .. مقدرش استغني عنه
ريم : و انا هستني المعرض اللي هنعمله سوا
يوسف : إن شاء الله
عاد علاء حاملا المشروبات علي حامل يجمعهم معا و بعد قليل عادت مدام نيرة و بدأ تبادل الحديث بينهم من جديد ..
_______بقلم elham abdoo
سأل عصام ريم عن عملها فقالت : أنا رسامة !!
رد عصام قائلا : فنانة يعني !! طب بترسمي مناظر و لا بني آدمين و لا ايه ؟!
يوسف: بترسم كل حاجه و اي حاجه .. دي شاطرة جدا علي فكرة
عصام : طيب أنا ممكن اكون عميل و اطلب صورة ليا لو ينفع ؟!
ريم : حاضر يا فندم .. اي خدمة
عصام : طيب ايد الفنانة العظيمة بترسم اللوحة بكام ؟!
ريم : و لا يهمك ..اعتبرها هدية مني ..
عصام : لا أبدااا .. أنا اللي طلبت و عشان كده بيزنس إذ بيزنس
ريم : روح المحاسب اللي جواك طلعت اهي !!
ضحك عصام و قال : ايوة فعلا .. كام بقي ؟
ريم : ارسمها الأول بس و بعدين نتفاهم
عصام : و انا مستني …
لاحظت مدام نيرة الصندوق الورقي الصغير الموضوع جانبا لكنها توقعت و لم تعلق علي الأمر !!
انتهت دعوة اليوم بشكل ممتاز فقد كان الجو العام رائع و الجمع تحدث في أُلفة و محبة و بعد أن تفرقوا بعد الطعام في ارجاء المول، عادوا للتجمع مرة أخري ثم ودَّعوا بعضهم البعض و ذهبت كل مجموعة الي طريق مختلف، مني و عصام عادا إلي طنطا و يوسف و علاء عادا لشقتهما أما ياسمين و ابنها فذهبا لشقتها و ريم فقد ذهبت مع والدتها لتقضي معها الليلة بعدما علمت أن زوج أمها سافر في مأمورية تابعة لعمله ..
_______بقلم elham abdoo
انتابت مدام نيرة مشاعر سعيدة لأن ريم ستبقي معها الليلة علي غير العادة، ابدلتا ملابسهما ثم جلستا علي أريكة واحدة أمام التلفاز، بعد قليل انحنت ريم علي والدتها و نامت علي ساقها فأخذت مدام نيرة تداعب شعرها البني الناعم و قالت : انتي جبتي هدية ليوسف ؟!
ريم : اه .. انتي خدتي بالك ؟!!
مدام نيرة : طبعاً .. جبتي له ايه؟!
ريم : صورة ليه من رسمي و مجموعة book marks
مدام نيرة : امممم .. قوليلي بقي ايه الاخبار بينك و بينه ؟!
ريم و قد استعدلت في جلستها مقابل والدتها و قالت : اخبار ايه ؟!
مدام نيرة : يا ريم !! انتي فاكراني مش عارفة و لا ايه ؟؟! و بعدين هو أنا أم من الامهات الصعبين دول عشان تخبي عليا دا انا سيباكي تعملي كل اللي انتي عاوزاه .. حتي لما روحتي و أجرتي شقة تقعدي فيها لوحدك متكلمتش .. رغم ان ده غلط و مش عاجبني بس قولت اسيبك طالما انا بثق فيكي
ريم بانفعال : كنتي عاوزاني اقعد ف وش جوزك يتخانق معايا و يعلق علي كل تصرفاتي ف الرايحة و الجاية !!
مدام نيرة بضيق : خلاص .. انتهينا، المهم ريحيني .. ايه اللي حاصل بالظبط بينكم ؟! فهميني؟!!
ريم بحرج : مفيش.. تقريبا كل واحد مننا عارف ان التاني بيحبه بس لا حصل اتفاق و لا حصل تقدم ..
مدام نيرة : ليه محصلش حاجه ؟!
ريم : للأسف الارتباط مش في اولويات يوسف!!
مدام نيرة : بمعني ايه ؟! عاوز يكوَّن نفسه الأول ؟!
ريم : بالظبط !!
مدام نيرة : عشان كده دوَّر علي السفر؟! و انتي اتوسطيله؟!
ريم ؛ اه .. نفسي يحقق أحلامه
مدام نيرة : طب وعدك بحاجه، صارحك يعني ؟! حتي لو مش عاوز يرتبط دلوقتي . هل قالك خطته للمستقبل ؟!
ريم : لأ
مدام نيرة بصدمة: لأ؟!! يعني هيسافر و يسيبك هنا من غير و لا كلمة ؟!
ريم بحزن و خزي : آه ..
مدام نيرة بانفعال و غضب : آه!! .. ازاي يا بنتي ؟! هتستني ف الفراغ كده .. طب هو مش مهتم انه يضمن انك تستنيه؟؟ هيسيبك كده و حسب الحظ و الظروف بقي !! ازاي قبلتي تتحطي ف وضع زي كده !! ايه اللي يجبرك ؟!
ريم : للأسف.. بحبه !!
مدام نيرة : حبيبتي .. الحب شعور جميل.. أجمل شعور في الدنيا بس فيه حاجه انتي مش واخدة بالك منها .. في الكيمياء لما درسنا التفاعلات، فيه دايما طرف بيدي و طرف دايما بياخد، الطرف اللي اتعود يدي بيتآكل و ينتهي مع الوقت و هنا الطرف اللي بياخد بيدوَّر علي مُعطي جديد لان طبيعته كده !! متخليش نفسك في طرف المعادلة الخسران .. انتي تستحقي حد يحبك و يهتم بيكي و يمسك فيكي زي الجوهرة الغالية كده .. فهماني؟ !!
ريم بأسي : فاهمة.. أنا حاولت قبل كده أني انسي و فشلت فقررت أفضل معاه و أديله حب علي قد اللي ف قلبي ناحيته يمكن يوم يحس و يصارحني و ابقي الأول ف حياته !!
مدام نيرة : طيب و افرض ده محصلش .. تبقي ضيعتي عمرك و استنزفتي مشاعرك كده .. ببلاش؟!!
ريم : كفاية اني ساعتها مش هندم عليه !!
مدام نيرة : بس هتندمي ع عمرك و مشاعرك و انتظارك !!
ريم : و يمكن الحلم اللي ف خيالي يتحقق و نبقي مع بعض !!
مدام نيرة : مش عارفة اقولك غير أن اللي بيحصل ده مش عادل و لا منطقي !!
ريم : عارفة .. بس همشي ناحية راحتي و هسيب الباقي ع الله
مدام نيرة: ربنا يريح قلبك و يرشدك يا بنتي..
ارتمت ريم في حضن والدتها كي تهدئ قلبها القلق و روحها المتوترة !!
_______بقلم elham abdoo
أما يوسف فقد عاد للمنزل حاملا هدية ريم، سأله علاء بالطبع عنها و بعدما رآها قال : هدية جميلة و راقية !! البنت دي خسارة فيك بالبرودة اللي جواك دي
ابتسم يوسف و لم يعلق فقد كان يومه مرهقاً و طويلاً فأراد أن يستريح علي سريره علي الفور فقال : أنا مش فايق لك عشان كده مش هرد عليك .. تصبح ع خير
علاء : و انت من اهل الخير
دخل لغرفته و رأي الكتاب موضوعاً علي جانب السرير منذ ليلة أمس ففتح صندوق ريم و اخرج واحدة من الbook marks حيث اختار التي عليها كاريمان و سالم ثم فتح الكتاب علي نقطة التوقف فقرأ عنوان الفصل الجديد الذي كان مكتوباً هكذا
٩- دموع الثعلب
و بدلا من النوم جذبه ذلك العنوان كثيراً فبدأ القراءة متناسياً النوم !!
طلبت بسمة من أحد زميلاتها بحل محلها في النوبتجية حتي تعود من حل أمر طارئ ..
ركبت حنطوراً بصحبة عزيز قطع بهما طريقاً طويلاً عابراً كل طرقات و منازل البلدة التي تعرفها ثم دخل لممر ضيق مظلم فوقع داخلها خوف فنظرت له بعينيها الواسعتين المرتبكتين و قالت : إلي أين نحن ذاهبان؟! ابتعدنا كثيراً عن العمران !!
رد عزيز بهدوء : لا تقلقي يا بسمة فأنا وعدتك بأنه لن يصيبك سوء .. ثقي بي !!
ردت بسمة بقلق : أحاول و لكن اعذرني فما عهدته منك يقلقني !!
عزيز : لمَ؟! طوال سنوات خدمتك في قصرنا، ماذا فعلت لكِ؟!
بسمة : معك حق، لم تفعل شيئا و لكن وقتها كنت لا تراني من الأساس و لكن الآن الأمر مختلف !!
عزيز بتهكم : هل أصبحت الان أضعك في نظري .. برأيك ؟!
بسمة : لم أقصد ذلك و لكن منذ اليوم الذي جئت فيه إليَّ و اقترحت زواجي من سائس الخيول لدي سالم أصبحت أرتاب منك !!
عزيز : كان هذا مجرد اقتراح و قد رفضته و انتهي .. لا تضخمي الأمر فلا نية لي تجاهك لا ب خير و لا ب شر .. اطمئني ..
بسمة : حسناً ..
أرشد عزيز سائق الحنطور حتي وصل للمنزل الذي به الرجل المصاب ثم طلب منه الانتظار في الخارج و اعطاه كيسا صغيرا من القطع الذهبية كي يبقي تحت امرته .. نزلا و ترجلا حتي وصلا الباب و هنا فتح عزيز و أدخلها..
رأت بسمة الرجل ملقي و في ساقه جرح كبير و من حوله سالت الدماء !! تألم الرجل و تأوه بشكل متواصل و قد جعله الألم بين الوعي و اللا وعي !!
قالت بسمة و هي تقترب من الجرح لتفحصه : ماذا أصاب ساقه هكذا ؟!
عزيز بتردد : طلق ناري !!
ارتجفت بسمة لسماع ذلك و قالت : ماذا؟! .. ماذا يحدث هنا بالضبط ؟! ما الذي تحيكه من جديد يا سيد عزيز ؟!!
عزيز : لا شئ يُحاك .. هو صديقي و قد هاجمنا قطاع طرق خلال عودتنا من رحلة صيد في طريق خاوية و هذا ما حدث !!
بسمة : اذن لمَ لمْ تذهب به للمبرة ؟! هناك شيئا غير قانوني .. أليس كذلك ؟!
فكَّر عزيز بسرعه و قال : لا .. بل إن صديقي مطلوب في قضية مديونية أموال و يخشي إن ذهب للمبرة تجده الشرطة و يتم سجنه .. هل ستساعدينه أم ستتركينه يتألم حتي تتأكدين من كل التفاصيل !! حتي المحكومين و المسجونين من حقهم تلقي العناية الطبية ايضاً !!
بسمة : نعم و لكن يتلقونها أمام اعين السلطات و لبس في الخفاء ، اخاف ان اكون متسترة علي جريمة فعلتماها بدون علم .. ما الذي يضمن لي أن ما تقوله صحيح ؟!
عزيز بانفعال : هل هذا وقت الضمانات برأيك ؟! أوقفي النزيف ثم قولي لي كيف اعتني به حتي يشفي و من ثم اذهبي و انسي الموضوع برمته و كأنه لم يحدث !!
بسمة بتوتر : حسنا.. الأمر يحتاج لطبيب كي يخرج الرصاصة و لكنني سأحاول فعل ما بوسعي بالامكانات المتاحة !!
عزيز : أشكرك و لكن تعجلي قليلا
اقتربت بسمة و باستخدام مقص من حقيبة طبية حملتها معها قامت بقطع بنطاله كي يتسني لها العمل ..
عقمت السكين بالتسخين الشديد ثم أطفأتها بالنار و بعدها أخرجت الرصاصة بعد عناء شديد لأنها ليست معتادة علي فعل ذلك بل كانت فقط تشاهده في غرف العمليات !!
الألم كان شديدا و صعبا جدا و لذا أعطوه قطعة قماش يضعها في فمه كي يصرخ دون صوت !!
أُغشي عليه من كثرة الألم، بعد إخراج الرصاصة زاد النزيف بشكل كبير و شعرت بسمة بعدم القدرة علي السيطرة عليه، بحثت بالحقيبة عن القطن و أدوات تغطية الجرح و لكن هذا لن يصلح لأن الجرح غائر و ينزف بغزارة و لا خيوط للتقطيب في الحقيبة !! كيف سينغلق اذا ذلك الجرح العميق!!
بسمة : لا خيوط لتقطيب الجرح !! ماذا سنفعل ؟!
عزيز : هل آخذك و نعود للمبرة لتحضريه ؟!
بسمة : صعب للغاية فتلك الأدوات مخصصة لغرفة العمليات و صرفها يكون بإذن رئيسة التمريض و لن أستطيع الحصول عليها !!
عزيز : ما الحل اذا ؟!
بسمة : لا حل سوي كي الجرح لكنه سيتألم كثيراً
عزيز : طالما أنه ليس هناك حل آخر فلا مفر !! ..
قامت بسمة بتسخين السكين و لكنها لم تستطع كي الرجل لأن يديها ارتعشت و تساقطت الدموع من عينيها فنظر لها عزيز و قال : دعكِ من هذا يا ذات القلب الضعيف .. سأقوم أنا بتلك المهمة !!
بسمة: هل ستنجح ؟!
عزيز : لا بديل عن المحاولة !!
نجح عزيز بكي الجرح بعد عدة مرات من تسخين السكين ووضعها ع الجرح بقوة و الضغط عليها، اكتوي الرجل بشكل سئ و أطلق صرخات عدة مكتومة حتي أنه أغشي عليه و استفاق اكثر من مرة تحت تأثير الألم !!
لم تحتمل بسمة ذلك المنظر للنهاية بل ذهبت لغرفة أخري و ظلت تبكي مع كل صرخة مكتومة تسمعها ..
جاء إليها عزيز و قال : قد انتهيت و النزيف توقف .. هل تأتين و تكملين باقي المهمة ؟!
ردت بسمة و هي تمسح دموعها قائلة : حسناً
قامت بسمة بوضع المطهر و القطن ثم لفت الجرح جيدا كي لا يتلوث من الهواء أو الجراثيم و خلال ذلك كان أنين الرجل يؤلم قلبها و يضايقها ..
ذهبت لغسل يديها و لم تستطع ان تمنع دموعها التي انهمرت من جديد ثم خرجت فوجدت عزيز جالساً علي كرسي في ردهة البيت الصغيرة فقال لها : بكيتِ كثيراً يا بسمة !! يكفي هذا القدر .. ألستِ ممرضة و معتادة علي تلك الأشياء!! هل تبكين مع كل حالة ترينها في المبرة ؟!
بسمة : منذ يوم دخلت التمريض لم أري ألم بكل هذا القدر فقد عدنا للزمن البدائي بفضلك !! لا مخدر !! لا تقطيب !! كل شئ تم كما لو أننا بالعصور القديمة !!
عزيز : معكِ حق و لكن هوني عليكِ فقريبا سيصبح بخير
بسمة بانفعال : كم انت مرتاح !! ما هذا !!
عزيز : و إن لم ارتح فماذا سيحدث ؟! القلق يا بسمة لا يغير شئ بل إنه يصعب الأمر و يجعل الوقت يمر بطيئا و ثقيلا
بسمة بتهكم : و انت اعتدت علي تلك الأجواء فأصبحت لا تكترث !!
عزيز : ماذا تقصدين ؟!
بسمة : أتظن أنني لا أعلم!! أنت دائما تحيك أمورا في الظلام و أتمني الا يكون حادث اليوم جزءا منها !! اضطررت لمساعدتك و انا لا اعلم شيئا .. ليتك لا تجعلني أندم فيما بعد!!
عزيز : اطمئني يا بسمة .. كما قلت لكِ لن يحدث لكِ شئ سئ .. بالمناسبة، أود سؤالك عن كاريمان ؟! سمعت انها عادت اليوم و ستقوم بافتتاح المبرة ..
بسمة : نعم .. تُري ماذا فعلت من جديد حتي بقيت بعيدا عنها هكذا و تقيم بالفندق؟!
عزيز : هل علمت أنني هنا ؟!
بسمة : لا أعرف و لكنني لا أظن أنها تعلم لأنها مشغولة جدا في أمر المبرة .. لما تسأل ؟! هل لا تودها أن تعلم بوجودك؟!
عزيز : ستعلم عاجلا ام آجلا .. سأذهب إليها فيما بعد و اشرح لها
بسمة : اذن لتعيدني الآن للمبرة لأكمل نوبتجيتي و سأترك لك بعض الأدوات لتبدَّل له الضمادة مرتين يوميا صباحا و مساءا .. يجب ايضا أن يتغذى جيدا حتي يشفي سريعا
عزيز : هل لو طلبت منكِ المجئ مجددا في الصباح ستقبلين ؟!
بسمة : و لمَ ؟!
عزيز : كي تفحصين الجرح و تتأكدين أنه بخير فأنا لا خبرة لي بهذا
بسمة : سأحاول ..
عزيز : إذن هيا بنا فالحنطور ينتظرنا بالخارج ..
____________بقلم elham abdoo
في ذات الوقت ذهب سالم و كاريمان لمنزله لتلبية دعوة العشاء التي أقامتها السيدة بثينة من اجل كاريمان لمد يدها بغصن زيتون من جديد!!
الفترة السابقة حملت توتر كبير بينهما جعل العلاقة غير مريحة و لذا فكرت السيدة بثينة بهذا من اجل سعادة ابنها و راحته رغم أنها لا تزال غير قانعة بقوة علاقتهما أو أنها يمكن أن تستمر لأمد طويل !!
دخلا فوجداها في استقبالهما ثم دعتهما للمائدة التي كانت معدة بأصنافٍ مختلفة من أطعمة و مشروبات و حلوي ..
جلس سالم علي رأس المائدة و عن يمينه والدته و عن يساره كاريمان ..
نظرت كاريمان لكل تلك المأكولات و قالت : هذا كثير جدا يا سيدة بثينة !! كرم كبير منكِ
السيدة بثينة : لا شئ كثير بالنسبة للترحيب بكما فكما علمت من سالم فقد اتفقتما علي الزواج و قريبا سيكون هذا منزلك .. أليس كذلك؟!
كاريمان : نعم ..
السيدة بثينة : هل وافقت عائلتك ؟!
كاريمان بحرج : الظروف الحالية لم تمكنني من مناقشة الأمر معهم و لكن سيتم الأمر ان شاء الله قريبا
السيدة بثينة : يا أميرة !! لعل الأمر سيكون معقدا قليلا !!
سالم : يا أمي .. اتركيها الآن فوالدها كان متعباً و اختها تمر بظرفٍ خاص و هي هنا مشغولة باعادة افتتاح المبرة بعد ما حدث بها !!
السيدة بثينة : أقول هذا خوفا علي حزنك يا بني !!
كاريمان : لن يكون هناك حزن بإذن الله، يتطلب الأمر انتظار الوقت المناسب ليس أكثر!!
السيدة بثينة : سنري.. تناولوا طعامكما بالهناء و الشفاء
__________بقلم elham abdoo
في طريق العودة بالحنطور للمبرة قال عزيز : هل ستكونين بالمبرة في الصباح ؟!
بسمة : لا .. لمَ؟!
عزيز : من اجل اصطحابك لفحص الجرح ؟!
بسمة : أنا سأنتظرك غدا في الواحدة بعد الظهر أمام الفندق .. لا تتأخر
عزيز : و هو كذلك .. شكرا لكِ
بسمة : هل والدك بخير ؟! سمعت انه كان مريضا؟!
عزيز بتوتر : ممن سمعتِ؟! كاريمان !!
بسمة : ليس هناك بيني وبينها أحاديث !! أنت تعلم !!
عزيز : ممن سمعتِ اذن ؟!
بسمة : إيفان..
عزيز بغضب: هذا الطبيب يضع أنفه بكل شئ .. تباً له !!
بسمة بدفاع : أنا لا أفهم لماذا لا تحتمل حتي ذكر اسمه .. لم يفعل الرجل لك اي شئ سئ !!
عزيز : أنا بالفعل لا احتمله و لم أكن احتمل فكرة ارتباطه بأختي في السابق !!
بسمة : انتهي ذلك الأمر منذ زمن .. أتركه و شأنه اذن
عزيز باستنكار : و هل ترينني أمسك بياقته !! هو بحاله بالفعل!! و لكن رجائي منكِ ألا تقولي له شيئا مما حدث الليلة .. لا أود بلبلة أو تساؤلات أو أن ينتشر الخبر فأنتِ تعلمين انتقال الكلام !!
بسمة : ليكن .. كما تريد !!
وصل الحنطور للمبرة و عندما همت بسمة بالنزول قال لها : ها أنتِ عدتِ سالمة مثلما ذهبتِ !! كما وعدتكِ
بسمة : نعم.. شكرا لك
عزيز : أنا الذي وجب عليَّ شكرك .. نلتقي غداً .. مع السلامة
بسمة : مع السلامة
عاد عزيز بذات الحنطور لنفس المكان كي يعتني بالجريح طيلة الليلة حتي يتجاوز الخطر ..
_________بقلم elham abdoo
بعد انتهاء الطعام اصطحب سالم كاريمان لجلسة في الحديقة في مكان صغير أعده حديثاً، مكان له سقف خشبي محاط بالورود و تكاعيب العنب، به أريكة خشبية و مجموعة كراسي و حطب للتدفئة و أيضاً مكان مخصص لصنع الشاي علي الحطب أيضا ..
اعجبها المكان كثيرا فلم يكن موجوداً حتي غادرت هذا المنزل منذ فترة طويلة فقالت : مكان رائع !! متي اعددته؟!
سالم : قبل مسألة التفجير بقليل
تنفست كاريمان بعمق : المكان يعطي احساس بالراحة و السلام
وضع سالم الحطب للشاي و أيضا أشعل بعضاً آخر للتدفئة ثم قال : أود أن أبلغكِ خبراً
كاريمان : خيراً ؟!
سالم : سأسافر غدا نحو القاهرة؟!
كاريمان بتفاجؤ: لمَ؟!
سالم : وصلني تلغراف بضرورة العودة لأن اللورد كرومر تولي منصب المندوب السامي خلفا لدوفرين و هو يريد إعادة تدقيق عقد قطعة أرض حلوان التي وهبتها من اجل مصنع الغزل و النسيج ..
كاريمان : هل ستطول غيبتك ؟!
سالم : لا .. يومين او ثلاثة علي الأكثر
كاريمان : الن تحضر حفل الافتتاح ؟!
سالم : متي متوقع ان يقام ؟!
كاريمان : في خلال يومين او ثلاثة أيضا!!
سالم : سأحاول الحضور سريعا و اللحاق بالافتتاح بإذن الله
كاريمان : ليوفقك الله في رحلتك
سالم : آمين .. يأ أميرة!!
ابتسمت كاريمان و قالت : نعم أيها الشهم !!
سالم : سأفتقدك بشكل لا يصدق !!
كاريمان : و انا ايضا .. عد سريعا اذن
سالم : سأحاول قدر ما استطعت !! دعيني أخبرك أمراً آخر سيفاجئك !!
كاريمان : ما هو ؟!
سالم : سمعت أن عزيز أخيكِ هنا بأسوان !!
كاريمان بتعجب : هرب إلي هنا إذن !!
سالم : نعم .. يبقي في ذات الفندق الذي يقيم به صدقي باشا
كاريمان : سيظل هناك حتي تنفذ أمواله !! ثم يعود ليجلب لنا المتاعب !!
سالم : أقول أن تتحدثي معه و لا تتركينه هكذا و تبقي بعيدة .. لعل قربك منه يجعلك تعلمين ماذا يخطط !!
كاريمان : لا أطيق رؤيته بعد ما حدث !!
سالم : لكنه سيبقي اخيكِ رغم كل شئ و إن حدث شئ هنا او هناك ستتدخلين لا محالة!!
كاريمان : كلامك منطقي .. سأحاول اللقاء به و معرفة ما يدور بعقله
سالم : جيد جدا
وقف سالم و ذهب نحو ابريق الشاي و سكب كوبين و جلس بجوارها ليرتشفا شايهما في هدوء ..
__________بقلم elham abdoo
سقط خبر هروب الرجل المحتجز علي ايلاريون كسقوط صاعقة!! ماذاا سيقدم للسيدة حفيظة عندما تأتي ؟! قد أبلغها عن احتجازه له فكيف سيبرر لهذا هذا الاخفاق!!
ذهب مع الحارس الثاني الذي جاءه بالخبر إلي مكان الحادث، سأل الحارس الأول الذي أصيب عما حدث فروي له و أما عن الشخص الذي ضربه فلم ير وجهه لان الضربة جاءته من الخلف !!
راح ايلاريون جيئةً و ذهاباً في المنزل لا يعرف كيف سيتصرف و في النهاية قرر ان يسمح للمصاب بالراحة ثم اصطحب الثاني في رحلة للبحث عن الهارب ربما يجدانه قبل وصول حفيظة هانم !!
________بقلم elham abdoo
عاد إيفان لمنزله بعد يوم متعب طويل ووجد ان سيمون لم تترك البيت بعد أن قضت معظم اليوم في النعاس و برغم انها تواجدت طيلة اليوم في المنزل لكنها لم تعد غداءا او عشاءا او اي طعام بل جعلت أحد العاملات تجلب لها طبقا من الجبن المصنوع بيد ربات البيوت، تناولت منه كلما شعرت بالجوع !!
تعجب إيفان منها و قال : ظللتِ طيلة اليوم بالبيت و لم تحضري أي شئ يؤكل !! ويحك
سيمون : تعلم أنني لا أجيد الطبخ و هاك الجبن و الخبز .. تناول منهما اذا اردت
إيفان بتهكم : هذا لطف كبير منك
سيمون : لماذا تأخرت هكذا ؟!
إيفان: أتت كاريمان و ذهبنا للمبرة الجديدة و هي الآن بصدد اتخاذ قرار بشأن الشراكة التي عرضتها علي صدقي باشا
سيمون : يا لها من أخبار جيدة
صنع إيفان خبزتين بحشو الجبن و جاء و جلس بجانبها ثم قال : عملنا معاً في إصلاح ما حدث بالمبرة حتي أتي سالم و اصطحبها معه .. ذهبا معاً كزوج اليمام !!
نظرت له سيمون بتعجب : ماذا ؟! هل تغار من سالم لانه أخذها له ؟! ألم تكن معك و انت أضعتها بترددك و أفكارك الغريبة !!
إيفان: لا .. لم أغار بالطبع بل فقط أستصعب علاقتهما فوق كل ما حدث، اتعلمين شيئاً ؟!
سيمون: ماذا ؟!
إيفان: مازالت بسمة تتألم مما حدث و ها هما طويا صفحة الماضي و عبرا فوقها منذ زمن !!
سيمون : اوووه .. بسمة تلك !! تأخذ تعاطف و حماية الجميع بضعفها !!
إيفان: من تقصدين بالجميع؟!
سيمون : صدقي باشا أيضا يتعاطف معها بشدة !!
إيفان: نعم هو يعتبرها كإبنته .. بالمناسبة، رأيت شيئا لا تعجبني رائحته في رقصك معه !!
سيمون : كانت محاولة لتغيير الوضع الراهن .. ما السئ في ذلك ؟!
إيفان: كيف ؟! تغيرين ماذا ؟! و مع من ؟!
سيمون : رجل غني و وحيد .. بإمكان أمواله ان تغير حياتي كليا و غير ذلك .. لا تقلق، رفضني الرجل منذ شعر بالمحاولة !!
إيفان: هذا نفس موقفك من كاريمان فانتِ اصبحتِ معها بشكل غريب لمجرد أنها كريمة معكِ في الراتب !!
سيمون : لا اري عيباً في أن اتبع من يحَّسن من حالي فأنا لدي العديد من الرغبات و الأحلام و أسعي لتحقيقها
إيفان: أخاف عليكيِ من طموحك هذا الذي قد يدفعك لاخطاء جسيمة!!
سيمون : لا تخف .. و دعني اقول لك أنني سانجح ذات يوم و سيتغير حالي حتي أنني سأنسي تلك الأيام!!
انتهي إيفان من طعامه و قال : سأخلد للنوم فأنا متعب بشدة و مازال الكثير من العمل ينتظرني في الغد
سيمون : سأكون معكم بالغد .. اذهب يا أخي و استرح .. تصبح علي خير
إيفان: و انتِ بخير ..
_________بقلم elham abdoo
ظل عزيز يراقب الرجل الغريب المصاب طيلة الليلة بعدما تناول عشاءه و صنع قهوته في ذلك البيت الصغير النائي..
و في ذات الوقت أيضا جلس منصور بك ليراقب حال ابنته ثريا التي رفضت الطعام و عادت للنوم مرة أخري في يأس و ألم ..
________بقلم elham abdoo
في الصباح الباكر غادرت حفيظة هانم المزرعة في طريقها لأسوان، ودَّعت فاتن و أوصتها بالتعاون مع كرم أفندي في إدارة شئون المزرعة ..
بدأت فاتن علي الفور جمع الفتيات و جميع العاملين لإعطائهم الأوامر و التعليمات الجديدة
اوقفتهم جميعا أمامها و خطبت فيهم قائلة : صباح سعيد للجميع .. أنتم بالطبع تعلمون أن خالتي حفيظة هانم تركت المزرعة بين يديَّ و انا سأفعل كل ما بوسعي لضمان أن تبقي المزرعة أحد أهم المزارع الموجودة في الدلتا كلها و لكن بسياسة جديدة مختلفة عن ما مضي !!
جاء كرم ووقف من بعيد يراقب كلماتها عندما أكملت قائلة : كرامات و لطفي أفندي كانا قاسيان معكم و لكن أنا أريد أن ينضبط العمل هنا دون تعنيف لكم لذا فليقم كل واحد بدوره و كل من يتقن عمله سيكون له مكافأة في نهاية كل أسبوع .. جميع الشكاوي و المشادات ترفع إليً و لا أريد أن يتم إخفاء اي شئ عني .. افهمتم ؟!
أشار الجميع ب نعم .. فيما قال سعدون الغفير : اليوم سيأتي تاجر كبير من منيا القمح لشراء محصول الفراولة .. من سيقابله ؟!
فاتن : عندما يأتي .. أدخله لي على الفور .. كما قلت لك أود أن أدير كل شئ بنفسي !!
سعدون : و لكن …
فاتن : ماذا ؟!
سعدون : سمعت أن كرم أفندي سيشترك مع حضرتكم في الإدارة و خاصةً بيع المحاصيل!!
فاتن : لا يخصك كيف يقسم العمل !!.. أبلغني بكل ما يدور حتي أضع يدي علي كل كبيرة و صغيرة هنا و اطع كافة اوامري!!
سعدون: بأمرك يا سيدتي
اقترب كرم بثقة و ثبات و ظهر أمامها ثم قال : صباح سعيد يا مديرة المزرعة !!
صرفت فاتن الجميع قائلة : ليعود الجميع لأعماله ثم وجَّهت له الكلام قائلة : صباح سعيد كرم أفندي
كرم : لم يعجبني كلامك منذ قليل !! هل وافقتِ علي أن نتشارك الإدارة أمس كي عندما تذهب خالتك تسخرين من مكانتي هكذا أمام جميع العاملين !!
فاتن : اسمع يا كرم أفندي .. أنا أعلم أن خالتي وضعتك معي في الإدارة و ذلك لخشيتها عليَّ من المسئولية لأول مرة و لكن لا تجعل هذا ينسيك أنني أعتبر صاحبة ملك أما أنت فأجير !!
كرم افندي: كلامك صحيح و لكنني أجير مقابل الإدارة لا تنسي هذا فأنا نصف مدير!! و حفيظة هانم أمنتني علي المزرعة و ذكرت انكِ قليلة الخبرة تحتاجين للعون و المساعدة و الا لما كانت استدعتني أمس كما حدث!!
فاتن بغيظ : نعم و لكن .. لنعقد اتفاقاً اذا اردت !!
كرم أفندي : بخصوص ماذا ؟!
فاتن: سأعطيك مالا وفيراً أضعاف ما ستتقاضاه من عمل الإدارة
كرم : مقابل ماذا ؟؟
فاتن : سيكون دورك صورياً هنا و لن تتدخل في اي شئ و سيظل راتبك كما هو بالإضافة لما سأعطيه لك !!
كرم : و لم كل هذا؟!
فاتن : أود العمل بمفردي هنا و النجاح بمفردي و حينها سأعلن لخالتي عن تفوقي هذا
كرم : و لكن هناك جوانب كثيرة لا دراية لكِ بها فماذا ستفعلين حيالها ؟!
فاتن : ان كان قصدك الاهتمام بالمحاصيل و الماشية فسأترك ذلك لك و لكن لا شأن لك بالادارة و بالبيع و الشراء !
كرم بدهاء: و هو كذلك .. لا اود مالا منكِ .. ان نجحتِ بالادارة فسأبتعد من تلقاء نفسي .. و لكن هل ستنجحين بذلك ؟!
فاتن : بالطبع .. اترك لي المسألة كلها و لا تقلق ..
كرم : كما تريدين!!
________بقلم elham abdoo
ودَّعت كاريمان سالم ثم ذهبت لتباشر عملها في المبرة الجديدة ثم لحق بها إيفان و سيمون ..
_________بقلم elham abdoo
بعدما تناولا طعام الإفطار بالفندق قال صدقي باشا لبسمة: هل لديك عمل اليوم ؟!
بسمة : نعم .. سأذهب للمبرة بعد الظهر
صدقي باشا : سأذهب أنا كي اتنزه بين الشوارع و الطرقات فأنا احتاج لاشتم هواءا نظيفاً ..
بسمة : هل آتي معك ؟!
صدقي باشا : لا .. أود الذهاب بمفردي اليوم
بسمة : كما تحب ..
_________بقلم elham abdoo
استيقظ الرجل المصاب و قد تحسن حاله قليلا عن أمس فوجد عزيز نائما علي كرسي بجانب سريره فقال له : سيد عزيز … سيد عزيز
استيقظ عزيز و قال له : هل استيقظت ؟! اتشعر بتحسن الان؟!
الرجل المصاب بضعف : نعم .. أنا أفضل الآن لكنني اشعر بالعطش و الجوع !!
عزيز : سأجلب لك ماء و طعام في الحال .. لا تقلق ..
________بقلم elham abdoo
جاء تاجر منيا القمح الذي ينوي شراء محصول الفراولة بأكمله، استقبلته فاتن بحفاوة و قدمت له نفسها علي أنها مديرة المزرعة الجديدة بلا منازع!! نظرها كرم عن بعد بعدما قرر التنحي جانبا لافساح المجال للمديرة الجديدة!!
جلست معه و قالت : محصولنا من الفراولة من اجود الانواع و أنت تعلم ذلك يا سيد كامل ؟!
كامل التاجر : نعم أعلم . محاصيلكم من الدرجة الاولي كالعادة.. أليس كذلك ؟!
فاتن : بالطبع !!
كامل التاجر : اذن سأشتري كامل الكمية اليوم و سنبدأ التحميل علي الفور
فاتن : لنتفق علي السعر أولا
كامل التاجر : كالمعتاد في السوق .. كل صندوق يباع مقابل ٦ عملات ذهبية للدرجة الاولي و ٤ عملات فقط للدرجة الثانية
نظرت فاتن لسعدون ليشير بنعم أو لا لأن خبرتها في تلك الأمور معدومة فهي لم تبع أو تشتري فاكهة من قبل !! أشار لها بالايجاب فإطمئنت و قالت : إذن سنبيع ب ٦ عملات مقابل كل صندوق !!
كامل التاجر : و هو كذلك .. اذن لنكتب عقداً
هنا تدَّخل كرم أفندي و انضم للجلسة و قال : لن نبيع بهذا السعر يا سيد كامل !! عذرا منك
كامل بانفعال : لمَ؟! قد تممنا الاتفاق و انتهي الأمر
كرم : كلا .. لم ينتهي و هذا حسب أمر مالكة المزرعة حفيظة هانم!!
كامل : كيف ؟!
كرم : أنا متخرج من مدرسة الزراعة و لي معرفة كبيرة بالمحاصيل و تلك السنة طرح محصول الفراولة قليل و جودة ما لدينا هنا عالية جدا و لذا اتفقت بالأمس مع مالكة المزرعة علي بيع الصندوق مقابل عشر عملات فما رأيك ؟!
كامل : كلامك صحيح بخصوص قلة الفراولة هذا الموسم و لكن هذا كثير!! و قد وافقت مديرة المزرعة قبل قليل علي ٦ عملات!!
كرم : أنا المسئول هنا في غياب حفيظة هانم عن عمليات البيع و الشراء و لكن حماس فاتن هانم جعلها تتطوع بالأمر من تلقاء نفسها !! الآن عليك الرد علي عرضنا بالقبول أو الرفض ؟!
نظر كامل الي فاتن و قال : ما قولك أيتها المديرة ؟!
فاتن بحنق: ليكن كما أمرت خالتي .. مالكة المزرعة !!
كامل : اذن سأشتري كما قلت ..
كرم أفندي : صدقني هذا قليل علي جودتها فقد أشرفت عليها بنفسي يوما بيوم و ستبيعها مقابل خمسة عشر أو أكثر!!
كامل : ليكن خيراً بيننا و هذا سوق للتجارة و الربح فلا عيب في هذا !! هذا مجهودكم و من حقكم رفع السعر
كرم أفندي: مبارك علينا .. لنكتب العقد في الحال ..
وقفت فاتن تراقب تحميل العمال للصناديق ثم جاء كامل التاجر و معه المال موضوعا في زكيبتين، وضعهما امامهما و ذهب ليراقب تحميل باقي الصناديق فأشارت فاتن لسعدون كي يُدخل المال للداخل فأوقفه كرم و قال : اتفقت مع حفيظة هانم انه إن نجحت في البيع ب ١٠ عملات ف لي عملة واحدة عن كل صندوق !!
اذن لآخذ نصيبي !!
فتح زكيبة منهما و احصي نقوده أمامها ثم أشار لسعدون بالانصراف، همت فاتن بالذهاب من أمامه لشدة ضيقها من خسارتها أمامه لكنه قال لها : فاتن هانم ..
توقفت و نظرت له بكبرياء قائلة : ماذا هناك أيضا؟!
كرم: ليكن هذا درسك الأول: ألا تدخلين مناطق لا دراية لكِ بها !! علي الأقل حاولي أن تتعلمي أولا ثم بعدها يأتي دور التمرد !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *