روايات

رواية في قبضة الأقدار الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نورهان آل عشري

رواية في قبضة الأقدار الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نورهان آل عشري

رواية في قبضة الأقدار البارت السادس والعشرون

رواية في قبضة الأقدار الجزء السادس والعشرون

في قبضة الأقدار
في قبضة الأقدار

رواية في قبضة الأقدار الحلقة السادسة والعشرون

قيل قديمًا بأن الوعود ماهي الا خيبات مؤجلة؛ و لكن ماذا عن قلب يشتهي عهد الوِصال حتي لو كان مرهونا بشقائه؟
لَوَن العشق فؤاده بلون الدماء و مارس طقوس الألم على ملامحه فبات الوجع يمتزج مع أنفاسه يُعانق نبضات قلبه الذي بالرغم من كل شئ لا يشتهى سواكِ..

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

ياسين .. جنة قررت تسمي البيبي ياسين .”

لأول مرة بحياته تثير امرأة طبيعته البدائيه حتى أنه تمنى في تلك اللحظة لو يضربها بعنف ليخرج كل تلك النيران التي تحرق أحشاءه من الداخل بسببها. وللحظه خاطفه إرتسمت أمنيته الوحشيه علي ملامحه و في نظراته التي ارعبتها مما جعل يدها التي تحمل الطفل تهتز قليلًا و لكنها تفاجئت حين تبدلت ملامحه لأخرى هادئة و هو يلتفت الي المرأة التي تجلس أمام المكتب تنتظر حتي شرع في ملئ بيانات الطفل و قال بصوت فظ
” الورق الي مفروض أملاه فين ؟”

أعطته الموظفه الورقة فقام بالإجابة علي كافة اسئلتهم و قام بإعادة الورقة للمرأة و هو يقول بجفاء
” الأنسة هتقولك علي اسم الطفل. “

أنهى جملته و التفت مغادرًا تاركًا فرح خلفه تشعر بالغضب منه و من نفسها و من كل شئ ..

******************

بُليت بـ لين القلب.. نعم أصبح لين القلب نقمة علي صاحبه و خطأ فادحا كلفها كرامتها و الباقي من حياتها.
كانت تتسطح بإهمال علي الفراش تنظر إلي الفراغ الذي يملئ داخلها فقد التزمت الصمت طوال الأيام المنصرمه و أخذت هدنة مع نفسها التي بدأت باستعادتها أخيرًا من بين براثن العذاب الذي أوشك أن يقضي عليها ولكنها اختارت الا تبقي انانيه تلك المرة و ستقف وتواجه من أجل شقيقتها التي أغرقتها في بئر من الوحل بافعالها الحمقاء و ذلك الطفل الذي حتي و أن كانت تكره أباه و تكره الظروف التي أجبرتها علي إنجابه إلا أنه لا ذنب له انها كانت غبية و لم تستطيع الحفاظ علي نفسها. و لكنها تعلمت درسها جيدا و نقشت مأساتها بحروف من الدماء حول جدران قلبها لألا تكرر أخطائها السابقة و من اليوم فصاعداً ستكون أخرى لا تشبه تلك الفتاة الغبية التي قُتلت بيد من أرادت له الحياة..

” جنة.. صاحيه ؟”

التفتت لتجد مروان الذي كان يناظرها بحنان لمسته ولكنها تجاهلته أيضا و غمغمت بجفاء
” صاحية..”

اقترب جاذبا مقعده قائلا بلوم
” كملى. قولي صاحيه ومش عايزة اشوف وش حد منكوا.”
نجح في جعلها تشعر بالذنب ولكنها واصلت جفاءها قائله باختصار
” مش فارق كتير ..”

جلس بمقعده و هو يقول بهدوء
” اول مرة هتكلم معاكِ في الموضوع دا بس حقيقي و بغض النظر عن كل حاجه انا فخور أن لسه في ناس زيك في الدنيا دي “

انكمشت ملامحها بألم تحول الي سخرية مريرة تجلت في نبرتها حين قالت
” فخور بيا ؟؟ و ياتري فخور اني طلعت هبلة و غبية زي ما ياسين بيقول و لا اني طلعت واحده رخيصة و فرطتت في نفسها زي ما ابن عمك بيقول ..”

كانت كلماتها تقطر الما يغلفه سخرية مريرة لامست قلبه و قلب ذلك الذي كان يتابع حديثهم من خلف ذلك الباب الذي تركه مروان مواربا عن عمد لتستقر كلماتها في منتصف قلبه الذي تحرقه نيران الذنب و الشوق معا ومع ذلك لايملك شئ من أمره سوي مراقبتها من بعيد
تنهد مروان قبل أن يقول بصدق تجلي في عينيه
” لا فخور بيكِ عشان لسه في ناس قلبها ابيض زيك.. لو أنتِ وحشه مكنتش هتخيل عليكِ تمثيلية حازم. أنتِ جوهرة وقعت في ايد واحد جاهل فكرها ازاز.”

كلماته كانت تتردد بصدرها الخافق بعنف و الذي كان يرثي برائتها و طيبتها التي اهلكتها و أطاحت بالباقي من حياتها. تاركه خلفها بقايا إمرأة حتي حطامها صار رمادا

” المفروض افرح بالبوقين دول يعني ؟”
هكذا تحدثت ساخرة فتجاهل سخريتها مؤكدا علي كل حرف يتفوه به
” عارفه يا جنة انا طول عمرى لوحدي. بالرغم من اني ليا أصحاب كتير و بالرغم من اني كنت صاحب قريب لناس كتير اوي بس ولا حد كان قريب ليا. ولا حد حسيت اني ممكن احكيله و اعرى قلبي و مشاعري قدامه. حاجات كتير كانت بتوجعني و تعذبني و كنت اضحك و اهزر عادي لدرجة أن كل الي حواليا يقولولي يا بختك مفيش حاجه مضيقاك . حياتك زي الفل. و أنا اصلا معنديش حياة. “

سحب نفسا قويا بداخله قبل أن يقول بابتسامه مرة
” عارفه انا متشعبط في ريتال العيلة الصغيرة دي ليه ؟ عشان الوحيدة الي لسه بريئه وقلبها نضيف في كل الي حواليا. وعارفه كمان انا قربت منك بسرعه كدا ليه؟ عشان أنتِ الوحيدة الي حسيتك زيها .. ارجوكي اوعي تغيري طبيعتك النقية دي عشان حد أو عشان حاجه. ربنا هيديكِ علي قد طيبة قلبك و علي قد كل الي اتحملتيه.”

تجمعت سحبها فأمطرت وجعا تدحرج بقوة علي وجنتيها جراء كلماته فتابع بتأثر

” انا عارف ان الي مريتِ بيه مكنش سهل بس صدقيني ربنا له حكمه في كل حاجه بتحصلنا. و الابتلاء معناه أن ربنا بيحبك.. “

همست من بين عبراتها
” ونعم بالله “

ابتسم قبل أن يقول بهمس
” ربنا الوحيد الي شايف قلوبنا من جواها و هيديها الي تستحقه ودي من اكتر مظاهر العدل في الدنيا..”

أومأت برأسها دون أن يكن لها القدرة علي الحديث ولكنها لم تستطيع أن تقاوم ابتسامته المطمئنه والتي يتخللها حنان الأشقاء الذي لم تتذوقه مطلقا فلطالما كانت تتمني أن يكون لها شقيق تلجأ إليه هي و شقيقتها من بطش تلك الحياة القاسية ولكن بعض الأمنيات بالرغم من بساطتها تكن مستحيله . ولكنها الآن تشعر معه بهذا الشعور الذي كان له مذاق رائع بالرغم من كل شئ فاهدته ابتسامه جميلة كانت كشمس تسللت أشعتها الدافئة بين الغيوم و زخات المطر أجهزت علي قلب ذلك الذي كان يتابع حوارهم من بعيد بسهم الغيرة المشتعل الذي لم يتحمل المه ففتح باب الغرفة بقوةو أطل منه بجمرتاه اللتان لا تهدأ أبدا ولم يمهلهما الفرصة لاستيعاب صدمه اقتحامه الغرفة فباغتهم حديثه الغاضب حين قال لمروان
” انت قاعد تتساير هنا و أنا قالب عليك الدنيا؟”

رفع مروان أحدي حاجبيه بسخرية تجلت في نبرته حين قال
” يقطعني. انت كنت بتدور عليا. تصدق محدش قالي؟”

اغتاظ سليم من سخريته وقال بجفاء و بعينين ارسلت إشارات التهديد
” بلاش سخافه و قوم شوف الشغل الي متعطل دا ..”

كانت نظرات مروان تحمل السخريه و المكر معا حين قال
” في دي عندك حق طبعا كله إلا الشغل. كفايه بقالنا عشر ايام مرابطين هنا ولا كأننا احنا الي والدين.”

لم تفلح في تجاهل مشاعرها القوية نحوه و لكنها نجحت بأن تتجاهله بنظراتها و كأنه وجوده كعدمه ولكن جاءت كلمات مروان الساخرة لتشعل الحيرة برأسها فقالت مستفهمه
” ايه دا هو انتوا بقالكوا عشر ايام هنا مروحتوش؟”

أجابها مروان باندفاع
” لا طبعا سليم بس الي بقاله عشر ايام قايم نايم هنا. انما احنا روحنا و جينا وكلنا و شربنا واستحمينا كمان الا هو..”

قال جملته الأخير مشيرا بعينيه الي ذلك الذي أصبح ككرة النار التي قد تنفجر في أي وقت بوجه ذلك الوغد الذي كان يناظره بتخابث وهو يعلم كل العلم بأنه لم يستطيع فعل شئ امامها لذا ابتلع جمرات غضبه منتظرا أن يغادر حتي يلقنه درسا لن ينساه فإا لمروان يقترب من جنة قائلا بجانب أذنيها
” عارفه كل الكلام الي قولتهولك من شويه. ”
” ماله.”
” تعمليه مع كل الناس إلا الحلوف دا. عايزك تعامليه اسوأ معاملة لحد ما يقول حقي برقبتي..”

هكذا همس لها مروان قبل أن يرسل اليها غمزة عابثة جعلت الابتسامة تغزو شفتيها وهو يتوجه الي الباب فاردا طوله معرضا صدره في محاولة منه لاستفزاز سليم الذي جز علي أسنانه بغضب و هو يتوعد داخليا لتلقينه درسا قاسيا..

ما أن أغلق مروان الباب خلفه حتي قامت بالأستلقاء وهي تضرب الجرس لتستدعي أحد الممرضات و هي تقول بجفاء
” ياريت تشوف شغلك المتعطل بدل وجودك هنا الي معدلوش داعي . انا خلاص بقيت كويسه..”

فاجأه حديثها الذي جعله يتصنم للحظات قبل أن تأتي الممرضة لرؤيتها فقالت جنة بتعب
” الجرح شادد عليا عايزة انام شويه . من فضلك متدخليش حد عندي غير فرح لما تيجي ..”

كان إعلانا صريح منها بعدم رغبتها في رؤيته وقد كان هذا مؤلم له اكثر من كونه مهين ولكنه تجرع مرارة الاهانه و الألم و عاود أدراجه للخارج حتي يطلق نيرانه التي سترديه قتيلا ذات يوم…

************

استقلت السيارة بجانبه وهي تمسك بأوراق تسجيل الطفل حامله بقلبها اعتذار تأبي شفتيها الإفصاح عنه تعلم أنها كانت وقحه معه تحاول استفزازه بشتي الطرق على الرغم من أنها تعى عظم قدرتها لخوض اي نزال معه الآن بل على العكس كانت بحاجة ماسة الى وجوده ولكنها لا تستطيع الإفصاح عن ذلك فحاولت التخفيف من وطأة الموقف حين قالت بنبرة رقيقة
” مكنتش اقدر اسميه حازم زي ما الحاجه عايزة. بعد الي حصل جنة مش هتقدر تتحمل و خصوصا في وضعها دا. دي حتي مش قادرة تشوفه..”
لم يجيبها بل ظل يتطلع أمامه بجمود فتابعت بنبرة خافته
” كتبته محمود على اسم بابا.. انا واثقه أن قلبها هيلين شويه لما تعرف. انا…”

قاطعها بفظاظة
” أنتِ عملتي الصح . مفيش داعي تبررى.”

اغتاظت من فظاظته للحظة ولكنها حاولت إغواءه حتى يستجيب لمحاولاتها في الحديث فقالت بخفوت
” تفتكر جنة هتقدر تتجاوز الي حصل؟”

كان خلف سؤالها سؤال آخر و هو ” هل لك أن تطمئن قلبي ؟ أو احتاج للشعور بالأمان ” و لأنه لم يكن مُحبًا بل كان عاشقًا أجابها بنبرة أن بدت قاسية ولكنه طمانتها قليلا
” الى مرت بيه مكنش سهل. الغدر دا اسوأ شعور في الدنيا. وعشان تتخطى الي حصل محتاجه تحس أن وجودها مهم في حياة كل الي حواليها.و دا هيديها دافع أنها تقف علي رجليها من جديد..”

كانت تعلم أن بكلماته معاني مبطنه ولكنها تجاهلتها قائلة بتمني
” أن شاء الله هترجع تقف علي رجليها من جديد..”

جف حلقها من نظراته المُعاتبه فتوجهت انظارها الى قنينة المياة الموضوعه أمامها فامتدت تلتقطها بنفس اللحظة التي شعر هو بها بالعطش لعينيها و حديثها و لحظات مثيرة كان يعيشها معها فأراد إطفاء ظمأه ولم يحسب حساب لترتيب القدر الذي جمع كفوفهم في لحظه خاطفه فتلاقت الأعين حين احتوت بكفها القنينه كما احتوي قلبه عينيها في عناق ملئ بالعتب و الشوق الذي فاض به القلب فزمجر بخفوت
” فرح. “

ارتج قلبها لهمسه الخشن بحروف اسمها الذي لم تشعر بحلاوة مذاقه سوي من بين شفتيه المزمومة بقسوة و كأنه يمنع اندفاع الكلمات منه و لانها كانت لحظة فريدة محمومة بهوس مشاعر لم تفلح في دفنها إجابته بسؤال تتمحور حوله حياتها بأكملها
” انت ليه عايز تتجوزني؟”

كانت عينيها في تلك اللحظة ك لوحة بديعه تحمل من المشاعر أكثر ما كان يحتاج ارتجف لها قلبه و غيبت عقله فاقترب منها مشددا علي قبضته الممسكه بيدها و احتوت يده الأخرى كفها الحر فيما اقترب منها قائلا بصوت احش
” عشان بح….”

قاطع جملته رنين هاتفها الذي اهتز بحقيبتها فانتفضت يدها فاوقعت قنينة المياة المثلجة فوق ملابسها فشهقت بقوة تراجع علي أثرها و قد ايقظته من لجة المشاعر التي جرفته للحظات و لكنها كانت قادرة علي جعل دقات قلبه تقرع كالطبول و ازدادت أنفاسه حتي أوشك صدره علي الانفجار بينما هي كانت تحاول السيطرة علي الطفل الذي استفاق من غفوته حين انتفضت بقوة افزعته فأخذت تهدهده بأنفاس مقطوعه و دقات هادرة غير قادرة علي الالتفات إليه حتي عندما ناولها أحدي المحارم الورقيه التقطتها منه بيد مهتزة و قامت بتجفيف ملابسها بيد و بالأخرى أخذت تهز الطفل حتي هدأ علي عكس نبضاتها التي لم تهدأ ولكن كان عليها ادعاء الهدوء حين رن الهاتف مرة أخري و كان المتصل ياسين فاضطرت لأجابته قائلة بنبرة مهزوزة و عينان زائغة
” ايوا يا ياسين ؟”
استطاعت أن تسمع صوت تنفسه من مكانها و قد زاد ذلك من ارتجافها حين أجابت
“اه كتبناه. و رايحين لجنة عالمستشفي..”
أنهت جملتها تزامنا مع انطلاق السيارة بسرعة كبيرة جعلتها لا تستطيع التركيز في حديث ياسين الذي اضطر لإعادة حديثه مرة أخرى فاجابته محرجه
” تمام يا ياسين . احنا مش هنتأخر. نص ساعه بالكتير و نكون عندك..”

أغلقت الهاتف و اختلست نظرة الي ذلك الذي كان كالبركان الثائر النافرة عروقه بشكل مروع جعلها تلتزم الصمت طوال الطريق و داخلها ستضرع الي الله كي تُحل تلك العقدة التي تزداد تعقيدا كل يوم أكثر من سابقه..

*********”*”*”*

أنهى ياسين مكالمته مع فرح وقد كان التجهم باد علي ملامحه فتحدثت والدته مستفهمه
” في حاچة يا ياسين ؟”

لملم اشياءه قبل أن يقول و هو يترجل من السيارة و يقوم بفتح الباب لها لتتبعه
” مفيش يا حبيبتي. كنت بطمن علي فرح بس.. يالا عشان منتأخرش علي جنة “

زفرت تهاني بتعب قبل أن تقول وهي تمسك يد ياسين و تتوجه الي الداخل
” أخ يا بتي.. كان مستخبيلك فين الشجى (الشقى) ده كله..”

ياسين بتحذير
” امى رجاءً متتكلميش في حاجه مع جنة . انا مش عايزها تعرف انك عارفه حاجه. هي اتجوزت و جوزها مات و هي عروسه . متخليهاش تتكسف أو تخاف منك. “

إجابته تهاني بلهفه
” لاه يا ولدي..متخافش. انى مش هنجولها حاجه واصل. انى ودي آخدها في حضني و اهون عليها و بس.”

ياسين بخشونه
” عايزك تطمنيها و تحسسيها أنك في مقام والدتها و خلى بالك هي متعرفش حاجه عن حالتها..”

توقفت أمام غرفة جنة وهي تقول بتأكيد
” جولتلك متخافش. انت مش واثج في امك ولا اي؟؟”

قبل ياسين كفها الممسك بيده وقال بحنو
” و أنا لو مش واثق بردو يا حاجه هستأمنك علي سرها..”
ربتت علي كتفه بحنو وهي تقول
” ربنا يجويك يا ولدي و يجازيك خير . و يشفيها چنة بنت ماچدة و يكون في عونها..”

أمن على دعائها وقام بطرق الباب عدة طرقات قبل أن يسمع صوت جنة يأذن له بالدخول فدلف الي الداخل و بجانبه والدته التي ما أن رأت جنة حتي تجمعت العبرات بمقلتيها فتلك الشابة الجميلة هي نفس الطفلة التي غادرتهم قبل خمسة عشر عاما . لازالت جميلة و بريئه كما عهدتها حتي و إن لون الحزن ملامحها و انطبع بنظراتها التي كانت تطالعها باستفهام ازاله ياسين الذي قال بهدوء
” تعالي يا حاجه تهاني عشان تطمني علي جنة .عاملة ايه النهارده يا جنة ؟ “

على الفور تذكرت تلك السيدة الحنونة زوجه عمها التي كانت متعلقة بها كثيرًا وهي طفله حين كانت تعيش لبلدهم التي لا تذكر عنها سوي القليل من الذكريات المشوشه.

” الح.. الحمد لله..”

هكذا أجابته بتلعثم و عينيها مصوبة علي السيدة الجميلة بشوشه الوجه التي اقتربت منها بهدوء قائله بحنو
” حمد لله علي سلامتك يا بتي.. يا ترى فكراني و لا كنك كتى صغيرة لما هملتو البلد و مشيتوا.”

لطفها و بشاشة ابتسامتها و نظراتها الحانيه جعلوا الابتسامه تعلوا ثغرها قبل أن تجيب بخفوت
” لا طبعا فاكرة حضرتك..”

اتسعت ابتسامة هنادي وقالت بشوق و تأثر
” ييجى تاچى في حضنى خلونا نشبعوا منك يا غالية . اتوحشتك چوي.”

احتضنتها تهاني بشوق بادلتها إياه جنة التي كان الحنان مكمن ضعفها و خاصة حين شددت تهاني من عناقها أكثر مما جعل العبرات تتجمع بمقلتيها التي اغلقتهم براحه حين أخذت تهاني تربت فوق خصلات شعرها وهي تقول بحنو
” كبرت عروستنا الحلوة زينة البنات و بجيت أم.. حمدلله علي سلامتك يا جلبى و سلامة ولدك..”

اجابتها جنة بخفوت
” الله يسلمك.. تسلميلي “

تهاني بود
” يسلم عمرك يا حبيبتي.. وينه ولدك عايزة اشوف حفيدي امال..”
تدخل ياسين ليجيب بدلا عن جنة التي كانت تشعر بغرابه الكلمه علي مسامعها
” راحوا يكتبوه يا امي و زمانهم جايين..”

تهاني بحب
” يارب عجبال ما تجدميله في كلية الطب و يبجى دكتور كد الدنيا..”
رغما عنها رددت بلهفه
” يارب يسمع منك…”

ما أن أنهت جملتها حتي انتبهت للطرق علي الباب فتقدم ياسين ليرى من الطارق فإذا به يجدها أمامه بنظراتها الضائعه و عينيها التي انتفخ جفنيها دليل علي ذرفها الكثير من العبرات و بجانبها امينه التي تحدثت بوهن
” اذيك يا دكتور ياسين..”

تنحي ليفسح لهم الطريق و هو يجيب بأدب
” الحمد لله يا حاجه . طمنيني عنك.”
” بخير يا ابني الحمد لله..”
حاد بنظراته عن امينه و التفت لوالدته التي ناظرتهم ياستفهام فشرع ياسين يعرفها بهم
” دي الحاجه أمينة يا امى تبقي حماة جنة . و دي بنتها الآنسة حلا.. دي امي يا حاجه امينه.”

طافت أنظارها علي الموجودين ولكنها لم تخطئ و تتعثر بها من بينهم فتألم قلبها المثقل بذنوب لم تكن تتخيل أن تقترفها يومًا
” اهلا يا حاچة.”
هكذا تحدثت تهاني فابتسمت امينه بود قبل أن تقول بوهن
” اهلا يا حاجه ام ياسين.. دا ايه النور دا ؟”

تهاني بلطف
” منورة بوجودك.”
ثم وجهت انظارها لحلا قائلة بترحاب
” اهلا يا حبيبتي..”
اقتربت منها حلا تصافحها مثلما فعلت والدتها وهي تقول بأدب
” اهلا بحضرتك يا طنط..”

كانت نبضاتها تتعثر بداخلها وهي تتعرف الي والدته تشعر بموجة من الخجل غمرتها و جعلت الكلمات تتعثر علي شفتيها حين تحدثت موجهه كلماتها الي جنة
” حمد لله علي سلامتك..”

كان بعينيها اعتذارا تجاهلته جنة وقالت باقتضاب
” شكرا..”
كان رد جنة محرجا ولكنه كان متوقعا فلم تزد واقتربت تقف في الجانب الآخر من الغرفه و بداخلها تشعر برغبة كبيرة في النظر إليه ولكنها تغلبت عليها حين سمعت حديث أمينة التي اقتربت تجلس بجانب جنة تمسك بكفها بحنان تجلي في نبرتها حين قالت
” عاملة ايه دلوقتي يا جنة؟”

اجابتها جنة بخفوت
” الحمد لله احسن..”

أمينة بحنو
” يارب دايما تكونِ احسن يا حبيبتي..”
كانت تود لو تعتذر منها عن كل شئ عذابها و ألمها و مرضها بل تتمني لو بإمكانها أن تخر علي ركبتها طالبه الصفح و السماح عن تلك الأفعال المشينه التي ارتكبها ولدها في حقها ولكنها لم تكن تعلم كيف تبدأ و لا حتي من اين خاصة أن كل العيون مسلطة عليهم هكذا فالتفتت تنظر إلي ياسين برجاء تفهمه حين قال لوالدته
” بقولك يا امي ايه رأيك نروح نشوف البيبي زمان فرح وصلت.. مش نفسك تشوفي حفيدك ولا ايه ؟”

هبت تهاني من مكانها وهي تستشعر تلك النظرات الدائرة حولها فقالت بلهفه
” وده سؤال بردو يا ولدي .. طبعا متشوجه اشوفه .. دا الغالي ابن الغالية ”
قالت جملتها الأخيرة مشددة علي حروفها كثيرا حتي يصل معناها الي جميع من بالغرفة فابتسم ياسين بهدوء قبل أن يوجه أنظاره شذرا لحلا التي كانت تشعر و كأن كلمات تهاني موجهه لها ولكنها تفاجئت به حين قال
” انسه حلا كمان عايزة تشوف ابن اخوها ولا ايه ؟”

تنبهت جميع حواسها حين سمعت اسمها من بين شفتيه والتي نطقته عرضا و كأنها شئ لا يبالي به و قد تأذت داخليا بقوة ولكنها حافظت علي هدوئها و اومأت برأسها تتبعه و والدته الي خارج الغرفة..

*************

هبت تهاني من مكانها وهي تستشعر تلك النظرات الدائرة حولها فقالت بلهفه
” وده سؤال بردو يا ولدي .. طبعا متشوجه اشوفه .. دا الغالي ابن الغالية ”
قالت جملتها الأخيرة مشددة علي حروفها كثيرا حتي يصل معناها الي جميع من بالغرفة فابتسم ياسين بهدوء قبل أن يوجه أنظاره شذرا لحلا التي كانت تشعر و كأن كلمات تعاني موجهه لها ولكنها تفاجئت به حين قال
” انسه حلا كمان عايزة نشوف ابن اخوها ولا ايه ؟”

تنبهت جميع حواسها حين سمعت اسمها من بين شفتيه والتي نطقته عرضا و كأنها شئ لا يبالي به و قد تأذت داخليا بقوة ولكنها حافظت علي هدوئها و اومأت برأسها تتبعه و والدته الي خارج الغرفة..

باغتتها امينه حين قالت بلهجه تتضور وجعا
” هتصدقيني لو قولتلك اني قلبي متحملش وجعك و تعب هو كمان..”

كانت تعلم جيدا بأنها صادقه ولكنها كانت عاجزة أمام ألمها الذي تجاوز حدود قدرتها علي الاحتمال فأومات برأسها قبل أن تقول بلهجه متحشرجة
” مصدقاكي.. “

كانت عينيها مغلفه بطبقة سميكه من العبرات التي تحاول قمعها قدر الإمكان فجعلت نبرتها تهتز قليلا حين قالت
” انا عارفه انك كرهاني و كرهانا كلنا و دا حقك الي شوفتيه مننا مش قليل. بس والله انا حبيتك انك بنتِ و لو ابني كان لسه عايش كنت جبتلك حقك منه و من اي حد فكر يظلمك.. “

تجاوزت عبراتها عينيها فسقطت علي كفوف جنة التي كانت تعانق كفوفها و لوهلة شعرت بالشفقه علي أمينة التي تابعت بقهر
” انا حاسه بوجعك و عارفه انك عايزة تقوليلي أنتِ السبب. أنتِ الي معرفتيش تربي يا حاجه. بس والله يا بنتِ انا ما قصرت في تربيته زيه زي اخواته.انا متخيلتش أن ابني ممكن يعمل كدا في يوم من الأيام.. دانا كنت بوديه دروس القرآن بأيدي. كنت بقعد احفظه زيه زي اخواته. يمكن دلعته شويه عشان هو الصغير بس عمري ما اتهاونت معاه في الغلط أبدا… “

حاولت استرداد أنفاسها و كفكفت عبراتها قبل أن تتابع بحسرة
” يمكن كنت بداري علي اخواته غلطاته بس دي كانت حاجات تافهه. يعني اتأخر بره. شال مادة . صوته علي في البيت. كلها حاجات تافهه. مكنتش اعرف انه ممكن يعمل كدا. ياريتني موت قبل ما اشوف اليوم دا…”

قالت جملتها الأخيرة قبل أن تنخرط في نوبة بكاء عنيفه رق لها قلب جنة التي اقتربت في صمت تحتضن رأسها المنكس تلك العجوز التي كانت حانيه معها برغم قسوتها و قسوة ما يحيط بها . لم تكن تدري هل تخفف عنها وجعها أو تشكو لها آلامها. ولكنها اكتفت بمواساتها بصمت قطعه حديث أمينة التي رفعت رأسها تقول من بين عبراتها
” انا عمري ما اترجيت حد في حياتي يا جنة. و دلوقتي بترجاكي انك تسامحيني و تديني فرصه اعوضك أنتِ و ابنك عن كل الي شفتوه .. ارجوكي يا جنة اغفريلي تقصيري في تربية ابني. “

شددت جنة علي يدها و اقتربت منها تمسح عبراتها وهي تقول بلوعه
” بلاش كلامك دا ارجوكِ أنتِ ملكيش ذنب في حاجه.. ”
تابعت أمينة توسلاتها التي أدمت قلب جنة
” لا يا جنة ذنبى . اكيد انا غلطت. بس ربنا شاهد علي قلبي أنتِ عندِ زي حلا و يمكن اكتر.. أنتِ الإنسانة الوحيدة الي مديونالها في حياتي .. و عارفه أن عمري الي جاي مش هيكفيني اسدد ديونك يا جنة..”

جنة بخفوت
” مفيش ديون و لا حاجه إلي حصل دا بيني و بينه ليوم الدين. وقتها هو هيسدد دينه قدام ربنا. انا مش زعلانه منك أبدا بالعكس أنا ممتنه لكل مرة طبطبتي عليا فيها. و عاملتيني كإنِ بنتك..”

امينه بلهفه
” أنتِ فعلا بنتى .. و عمرى ما هقدر تبعدي عني .. عارفه انك هتفكريني بقولك كدا عشان حفيدي ميبعدش عني بس والله والله أبدا. انا فعلا بعتبرك جزء مني و من عيلتي.. ارجوكِ متحرمنيش من لمتكوا حواليا في آخر ايامي “

****************

في الخارج كان الصمت سيد الموقف بينما حرب النظرات مازالت دائرة بين الجميع و خاصة حين أخبرهم الطبيب بأن جنة يجب أن تخضع لإجراء الفحوصات الطبية في اقرب وقت وهم للآن لا يعلمون كيف سيخبرونها بذلك الأمر فكان أول من تحدث هو مروان الذي قال بنفاذ صبر
” يا جماعه انا بقول نقولها أن دي فحوصات عادية لازم تتعمل بعد الولادة “

تحدثت فرح بخيبة أمل
” انت ناسي أنها كانت راحت للدكتور مع حازم و عملت معاه كل الفحوصات دي يعني اكيد هتعرف أننا بنكذب عليها ”
تدخل ياسين بخشونه
” انا من رأيي نقولها الحقيقة . جنة قويه ولازم تعرف تعبها عشان تقدر تقاومه..”

زفر سليم الهواء المكبوت في صدره دفعة واحده وقال بنبرة يحشوها الوجع
” او تنهار و متتحملش حقيقة مرضها و تنتكس وقتها ايه الحل؟”

” و ايه هي حقيقة مرضي الي خايفين اني اعرفها ؟؟”
تجمد الجميع لدي سماعهم صوت جنة التي اصطحبت أمينة الي الخارج فقد ضاقت ذرعا بالبقاء بين جدران تلك الغرفة لتتفاجئ بالجميع في الخارج و كلمات سليم التي توحي بأن هناك أمرا جلل لا تعلمه يخصها ..

شعر بتجمد الدماء في أوردته لدي سماعه صوتها و بصورة شبه آليه التفت لتستقر عينيه المشبعه بنيران الشوق الداميه علي ملامحها البريئه التي انتفض لها قلبه الما و حسرة فمن يرى صفحه وجهها الصافيه تتفتت ضلوعه ألما علي حالها و ما تجرعته من آلام تفوق سنوات عمرها ..
تقدمت فرح منها وهي تقول بلهفه
” جنة .. أنتِ ايه الي قومك من سريرك؟”

اجابتها جنة ببساطة
” انا مش مشلوله يا فرح ! انا والده ليا عشر ايام مفروض اكون روحت. دا الطبيعي يعني . بس من الواضح أن وضعي مش طبيعي و ياريت اعرف في ايه و مرض ايه الي بتتكلموا عنه؟”
كاد ياسين أن يتحدث ولكن نظرات فرح المتوسطه منعته من أن يتفوه بحرف فعاد الجميع لصمته من جديد كلا يبحث بداخله عن طريقه لاخبارها ولكن ضاعت بهم السبل و توقفت العقول عن العمل فتدخل سالم الذي قال بخشونة
” أنتِ حاسة انك تعبانه يا جنة ؟”

اتسعت نظراتها لسؤاله لها الذي بدا لها غريبا فقالت ساخرة
” مش عارفه بصراحه. انت شايف ايه ؟”

سالم بهدوء
” شايف انك لو تعبانه هتبقي حاسه بنفسك. و عموما احنا ممكن نعملك كل الفحوصات اللازمه عشان نتأكد إذا كنتِ تعبانه أو لا ”
أومأت برأسها قبل أن تقول ببساطه
” تمام . من الواضح كدا أن محدش فيكوا ناوي يقولي حاجه.. انا بقي هعرف بنفسي ..”

التفتت تنوي التوجه إلي الطبيب و ما أن خطت خطوتين حتي اوقفها نداءه الذي لامس قلبها فتوقفت علي إثره
” استني يا جنة..”
التفتت إليه قائلة بنبرة ساخرة مغايرة عن ما يعتريها من قلق
” سليم بيه قرر أنه يتكلم أخيراً “

اقترب منها و هو يتعمد ارتداء قناع اللامبالاة حين قال بنبرة بدت عادية
” متديش للأمور اكبر من حجمها كل الموضوع أنه الدكتور وهو بيولدك لقي بعض الأكياس الدهنيه في الرحم و شالها و بناء علي كدا كان حابب يعملك فحوصات عشان يطمن عليكِ مش اكتر..”
اهتزاز حدقتاه وهو ينظر إليها و يده التي كانت تتحرك بطريقه بدت عشوائيه جعلوها تدرك بأنه اخبرها أقل بكثير مما يجب أن تعلم ولكنها تجاهلت قلقها وقالت ساخرة
” ايه دا الموضوع بسيط اوي اومال ليه حسيت من كلامكوا اني هموت الصبح؟”

نطق قلبه متلهفا
” بعد الشر متقوليش كدا تاني..”

ارتج قلبها من لهفته و نظراته التي كانت تحاصرها بطريقه لم تألفها من قبل فحاولت التخلص من اثرهما بصعوبه وهي تنظر إلي الآخرين قائله بثبات

” تمام وانا كمان عايزة اطمن علي نفسي .. شوفوا الدكتور ناوي يعمل الفحوصات دي امتا و أنا جاهزة..”

تدخلت أمينة في الحديث قائلة بإشفاق علي ثباتها الذي تدعيه
” جنة انتِ محتاجه تخرجي من جو المستشفي دا شويه و بعدها نعمل كل الفحوصات الي الدكتور عايزها.. و لا ايه ؟”

بالفعل كانت تود الهرب من هذا المكان الذي يذكرها بكل ما هو سئ بحياتها فقد ضاقت ذرعا بجدران الغرفه التي تطبق عليها وكأنها سوف تخنقها و لابعد عن ذهنها ذلك الشعور المقيت بالمرض الذي بدأ بالتسلل الي داخلها لذا قالت باذعان
” عندك حق.. انا فعلا محتاجه اشم هوا بعيد عن هنا..”

تدخل ياسين الذي قال بصرامة
” هوا المزرعة عندنا نضيف و هيساعدك كتير انك تفوقي من الي أنتِ فيه..”

تحفز الجميع و خرجت الوحوش من مكامنها تحسبا لمعركة داميه كان أول من بدأها سليم الذي قال بغلظة
” جنة مش هتروح في أي مكان يا دكتور . بيتها موجود.”

تحدي ياسين بقوة
” كويس انك عارف ان بيتها و اهلها موجودين ”
اقترب سليم منه ينوي الإطاحة به فتدخل سالم الذي قال بصرامة افزعتهم
” سليم.. سيب كل واحد يقرر المكان الي عايز يكون فيه..”

برقت أعين الجميع و خاصة هي فقد توقعت أن يظل متمسكًا بها للنهاية ولكنها تفاجئت به يضعها بمأذق لا تعلم كيف تخرج منه فقلبها يريد شئ و عقلها ينهره بشدة ولكن جاءت كلمات جنة المنقذة حين قالت بقسوة
” سالم بيه عنده حق.. ”
اقتربت خطوتين من ياسين وهي تقول بنبرة اهدا قليلا
” بعد اذنك يا ياسين انا وعدت الحاجه أمينه اني هروح من هنا معاها. وانا مش هقدر اخلف وعدي معاها. لكن بوعدك بردو اني لما اعمل الفحوصات هطلع من المستشفي علي بيت عمى.”

تحدثت امينه من خلفها بلوعة
” جنة..”
التفتت جنة تناظرها بتوسل تجلى في نبرتها حين قالت
” انا وعدتك اني هطلع من هنا معاكِ . و مش هقدر ازعلك أبدا. بس انا كمان محتاجه اكون وسط اهلي.. و صدقيني عمري ما هحرمك مني و لا من حفيدك.. انا فعلا محتاجه اتعافى من كل الي مريت بيه. ارجوكِ ساعديني لو كنتِ فعلا بتحبيني..”
مدت كفوفها تتلمس وجنتها الناعمة وقالت أمينة بحنو
” انا معاكِ في أي حاجه تطلبيها.. اهم حاجه تكوني بخير ..”

بعد مرور يومين التزم الجميع الصمت و قد اضطر ياسين أن يمتثل لطلب جنة في العودة إلي مزرعة الوزان و خاصة أنه رأى كيف كانت امينه تحتضن الطفل الذي للآن لم يتذوق قرب والدته حتي أنها في طريق العودة للمزرعه لم تستقل السيارة التي كان بها مع أمينه و فضلت الركوب مع ياسين و لم يستطيع أحد أن يحادثها في هذا الأمر فقد كانوا يخشون أي ردة فعل فجائيه منها و قد حذرهم الطبيب النفسي من مغبة فرض الطفل عليها.
وصلت السيارات أمام باب المزرعة الداخلي و ترجل الجميع منها و ما أن وطأت أقدامهم الباب حتي سمعوا صرخه استغاثه نسائية قادمه من الخلف سمرتهم جميعا في أماكنهم
” سالم…..”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية في قبضة الأقدار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *