رواية سراج الثريا الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية سراج الثريا الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية سراج الثريا البارت الثاني والأربعون
رواية سراج الثريا الجزء الثاني والأربعون
رواية سراج الثريا الحلقة الثانية والأربعون
﷽
#سراج_لثريا
“خمائل الغرام بين السرج والثري”
النهاية
❈-❈-❈
بعد عِدة شهور
كان عقد قران رغد وممدوح
ليلة ربيعيه، إمتازت بالتآلف والمحبه،
كان الشاهد على عقد القران سراج وخالهم، الذي مثلما فى يوم طمع بحقوق أختيه ولم يشفق على إحتياجهن الآن بدأ ببيع ذلك قطعة خلف أخري، ولإحقاق الحق وتعويض القدر من إشتري تلك الأراضي هو سراج وسجلها بإسم ثريا.
حفلة صغيرة لكن محبة تسود، ودائرة تدور تُعطي كل ذي حق حقه.
…ـــــــــ
بينما بـ دار العوامري
صُراخ قسمت يعلو ويعلو وإسماعيل يرتسم بالبرود قائلًا:
بطلي صريخ وجعتي دماغي،خالتي والدكتورة قالوا ده طلق كاذب إتخمدي وسبيني أتخمد.
صرخت عليه من شدة الآلم قائله:
لاء مش طلق كاذب، أنا هتصل على بابا يجي ياخدني للمستشفى، انا هولد الليلة.
إستدار لها قائلًا:
أحسن برضوا، أقولك قولى له ياخدك عنده لحد ما تولدي.
1
انهي حديثه ووضع الوسادة فوق راسه، بينما قسمت كآن الآلم إختفي من الغيظ، وجذبت تلك الوسادة من على راسه وقامت بضربه بها عِدة ضربات ثم قامت بقضمها بقوه وألقتها على طول ذراعها قائله بغضب ثم دخلت فى نوبة بكاء:
طبعًا إنت فرحان إن بابا طردني من عنده بسبب مش طايق إنى بتألم، إنتم الرجاله قلوبكم قاسيه،حتى بابا، طردني… وإنت شمتان فيا، أنا خلاص هاخد بنتِ وأشوفلي مكان أعيش فيه.
لا يعلم أيضحك أم يغضب، فازت الضحكه ونهض يجذبها لصدره قائلًا:
بلاش دراما أوڤر يا حبيبتي، كل الحكايه إنك موهومة الدكتورة قالت ده طلق كاذب وشافت البنت بالسونار وقالت إنها بخير مفيش سبب لولادة مبكرة، والآلم ده… ده وهم إنسيه ونامي.
هدأت قسمت قائله:
طب انا جعانه وحاسه إن بطني منفوخه.
نظر لبطنها مذهولًا :
ما هي فعلا منفوخه.
جففت دموعها بيديها قائله:
مش قصدي النفخه دي، لاء أنا جعانه وحاسه إن عندي إنتفاخ.
شت عقل إسماعيل قائلًا:
طب ونعالج الإنتفاج الجعان ده إزاي بقى.
أجابته:
خالتي رحيمه كنت شوفتها وحنان حامل قالت لها بطني منفوخه عملت لها بيض بالنعناع.
-نعم!
قالها آدم بذهول وهو يسمع لبقية حديث قسمت:
أنا نفسي مشتهيه بيض بالنعناع.
نظر لها قائلًا:
إحنا نص الليل والشغالين أكيد نايمين.
تذمرت قسمت بدلع:
وإنت فين، يعني صعب عليك تعمل بيض بالنعناع.
أجابها:
أنا عمري ما دخلت المطبخ.
اجابته:
البيض سهل جدًا، قوم يلا تعالى معايا المطبخ وانا هقولك تعمله إزاي.
نظر لها قائلًا:
طالما فيكِ حيل قومي إعملى لنفسك وسبينى انام عندي جثث فى المشرحه وعاوز أبقى فايق.
مطت شفتيها بغنج قائله:
لاء أنا عاوزه أحس بشوية دلع.
تنهد بضجر قائلًا:
دلع!
ثم همش لنفسه بصبر:
وماله أهو أعملها البيض بالنعناع يمكن تتخمد بعدها وأرتاح.
إبتسم برياء قائلًا:
يلا يا حبيبتي عشان تعرفي إني بحبك هعملك البيض بالنعناع وهكتر النعناع.
هبط من فوق الفراش وسار لخطوتين سرعان ما توقف قائلًا:
لسه قاعده ليه.
أجابته:
حاسه برجليا بتوجعني ومش هقدر أمشى
شيلني.
-نعم!
نظرت لإندهاشه قائله:
دلع ياحبيبي.
نظر لها بسخريه قائلًا:
ولما أشيلك ويجيلي ديسك فى ضهري بعدها، هيبقي إيه فايدة الدلع.
مطت شفتيها بدلال قائلًا:
لاء يا حبيبي متخافش أنا متقلتش كتير، حتى بيقولولى إنى مش باين عليا الحمل، يادوب تخنت شويه صغننين.
نظر لها قائلًا بنزق:
صغننين، ده كله وشوية صغننين، عالعموم هحاول أشيلك، بدل ما تشليني بنوبة عياط.
بالفعل حملها قائلًا:
وزنك زاد قوي.
تعنجت بدلال وهي تلف يديها حول عنقه قائله:
عشان حامل فى بنت، طنط رحيمه قالتلى كده، الست لما بتبقى حامل فى بنت بطنها بتبقي أكبر.
تمتم إسماعيل بنزق، حتى وصل الى المطبخ وضعها على مقعد، وقف يتنهد بقوة… تبسمت قائله:
البيض فى التلاجة والنعناع هتلاقيه فى رف البُهارات.
بعد توجيهات من قسمت صنع لها إسماعيل ما كانت تبغي ووضعه أمامها، بدأت تتناول منه بإستطعام وتلذُذ الى أن فجأة شعرت بألم قوي كذالك سيلان بين قدميها… صرخت، فازعجت إسماعيل الذي كانت رأسه تميل بنُعاس وهو جالس، إتسعت عيناه وهو يراها حقًا تتألم تنظر الى أسفل، نظر الى مكان عينينها رأي ذلك السيلان فنهض مخضوضًا يقول:
هنزل انادي لك على خالتي.
بالفعل دقائق وكان هنالك بُكاء طفلة آتت للحياة
بغرفة النوم فاقت قسمت من آلام المخاض وهي تنظر لـ رحيمه التى تحمل الطفله بين يديها توجهها نحوها قائله:
رحمه.
إبتسمت قسمت بوهن وهي تأخذها قائله:
حلوة أوي،وكمان الإسم لايق عليها
رحمه…هي متعبتنيش كتير وانا حامل فيها.
نظرت رحيمه وإسماعيل لبعضهما وسُرعان ما إنفجرا ضاحكين…وتفوه إسماعيل قائلًا بتهكم:
بأمارة البيض والنعناع بعد نص الليل.
إشمئزت قسمت قائله:
انا مش بحب البيض أساسًا.
ضحكت رحيمه قائله:
البيض بالنعناع بيعالجوا النفخه فى أواخر شهور الحمل،أختى الله يرحمها كانت تاكل بيض بالنعناع تولد مباشرةً وبدون آلم.
ضحك إسماعيل قائلًا:
يبقى السر فى النعناع بقي.
إغتاظت قسمت، لكن زامت تلك الصغيرة ثم تبسمت، فلقد أنستها كل الآلام
رحمة القلوب.
❈-❈-❈
بعد مرور وقت
فشل خلف فشل، تجربه خلف أخري والنتيجة مازالت سلبية، والنُطفة لا تستقر برحم ثريا
تجربتان فاشلتان
بدأ اليأس يعود لقلب ثريا، لكن أخرجها منه سراج وصمم على تجربة ثالثة
بأحد المشافي المُتخصصة
بغرفة خاصة
لاحظت ثريا توتر سراج حاولت إخفاء بسمتها لكن فشلت وظهرت على ملامحها
لاحظ سراج بسمتها فجذبها عليه بضيق قائلًا:
ثريا انا عارف إنك بتضحكي عليا.. عاجبك الموقف المُحرج اللي أنا فيه ده
بالفعل فلتت منها صوت ضحكة، إغتاظ منها سراج قائلًا:
بطلى ضحك يا ثريا، لاحسن أقفل علينا باب الأوضه ومش هيهمني إننا فى مستشفى..بس الأول هقتل الدكتور الغبي…
ضحكت ثريًا غصبًا قائله:
لاء إعقل يا حبيبي إحنا فى مستشفى محترمة، والدكتور كان عملك إيه.
نظر لها بنزق قائلًا:
مستشفى محترمة، ضحكتيني والله، دى مستشفى معموله مخصوص لقلة الادب، والدكتور ده غبي وكلامه بيعصبني، قال إيه إتحكم فى مشاعرك وأحاسيسك وحاول…
ضحكت ثريا حتى إحمرت وجنتيها وهي تفهم قصد سراج، فجذبها عليه وبلا إنتظار فعل ما إشتهي وقبلها.
بعد وقت وقفت ثريا تبكي وهي ترا حالة سراج المُمدد فوق الفراش مُنهك للغايه، إقتربت منه وقبلت رأسه، فتح عينيه، وتبسم وتحدث بخفوت:
عرفتي ليه عاوز أقتل الدكتور.
ضمت نفسها له قائله:
خلاص يا سراج مش عاوزه عيال انا عاوزاك إنت يا حبيبي.
رفع يده وضمها بضعف قائلًا بمرح:
ما كان من الاول، جايه تقولى لى كده بعد ما صحتي راحت.
تبسمت ثريا قائله:
إنت بتهزر وإنت بالحاله دي، إنت كنت هتروح مني… أنا عاوزاك إنت يا حبيبي…خلاص يا حبيبي أنا راضية بقدر ربنا ودي آخر مره هنعمل العملية دي.
ضم وجهها بتشجيع قائلًا:
كله يهون عشانك يا حبيبتي وقلبي حاسس إن المره دي هتحملي،المره دي كنت شديد أوي.
دمعت عينيها وضحكت قائله:
ما أهي الشده قدامي أهي خلتك رقدت فى السرير.
نظر لها قائلًا:
ده آثر جانبي يومين شهرين كده وأرمح من تاني زي الحصان.
كلمات مرحه هونت على قلبيهما وهما مازالا بداخلهما أمل.
❈-❈-❈
مر حوال شهرين
صباحً
وقفت ثريا
جاحظة العينين وهي تنظر الى ذلك الترمومتر بيديها، تقرأ ما هو مدون بإرشادات الإستعمال وتعاود النظر الى الترمومتر، غير مستوعبه… إستغيب سراج مكوثها بالحمام، يعلم أنه ستقوم بإختبار الحمل المنزلي، ربما كالعادة النتيجة سلبية وثريا تشعر بالأحباط… دخل الى الحمام، نظر لها وهي تمسك ذلك الإختبار بيدها كآنها حجر أصم إقترب منها، وشعر بالاسي لكن حاول بث الامل قائلًا:
حبيبتي أكيد المره الجايه هـ…
أجابته بتسرع:
الإختبار بيدي نتيجة إنى حامل يا سراج.
فى البداية لم يستوعب، ثم سألها قائلًا:
قولتي إيه يا ثريا.
مدت يدها له بالإختبار وورقة الارشادات قائله:
أهو شوف، النتيجة أنا حامل.
دهشه… فرحه… أكبر فرحة
ضمها بقوة قائلًا:
ألف مبروك ياحبيبتي.
مازالت كآنها صنم لكن تكلمت:
لازمن أروح للدكتورة تأكدلى النتيجة.
أومأ لها موافقًا يقول بأمل:
إن شاء الله هتأكد نتيحة الإختبار.
حقًا كان الجبر، حامل وها هي الشهور تمُر خلف بعضها الى أن وصلت الى الشهر التاسع
آلام تشعر بها قويه لكن تتحملها وشعور داخلي لديها تعلقت بذلك الجنين الذي ينمو برحمها وهاجس داخلي يُسيطر عليها لا تود أن يترك جسدها، ويخرج للحياة،
آلم مخاض تبكي منه وهي تمسك يد سراج تقول له برجاء:
أرجوك يا سراج مش عاوزه أولد، أنا عاوزه إبني يفضل جوايا.
ربت على يدها قائلًا:
حبيبتي إنتِ بتتألمي و…
قاطعته تقاوم ذلك الآلم:
لاء مش بتألم انا كويسه.
تنهد سراج وهو ينظر نحو تلك المياة المُعرقة بالدم التى تسيل على ساقيها قائلًا:
حبيبتي بلاش مقاوحة كفاية كده.
ترك يدها وخرج من الغرفه حين دخلن
رحيمه ومعها نجية وسعديه التى قالت:
هتفصلي تقاوحي لحد إمتي يا بنت نجيه، يلا يا حجة رحيمه ولديها.
موقف قديم يمر امامها وتلك الليلة الشنعاء حين إغتصبوا برائتها… لكن لم تستطيع المقاومة حقًا فالالم قد فاض بها.
بعد وقت قليل كان بكاء ذاك الصغير الغالي…
وقت آخر دخل سراج بالطفل الى الغرفه نظر الى ثريا الواهنه، وجلس على طرف الفراش يمد يده لها به قائلًا:
“عُمران سراج عُمران العوامري”.
أخذته منه بلهفه حملته شعور آخر تشعر به وهو برحمها شعور والآن شعور آخر
كآنها وجدت كنزًا، قبلته قائله:
شبهك يا سراج.
أومأ سراج قائلًا بمرح ومزح:
بصراحه كنت خايف الدكتور الغبي يبدل العينات بس الحمد لله الولد أثبت إنه إبني، كمان أثبت حاجه تانيه.
إبتسمت سائله:
وإيه هي الحاجه التانيه؟.
أجابها بمكر:
إنك بتحبيني، الولد شبهي.
إبتسمت قائله:
أنا فعلًا بحبك يا سراج عصف بجراح قلبي وضمده.
❈-❈-❈
مر العُمر بذكريات حُفرت ليست فقط بحبر فوق أوراق، بل بمواقف ومشاعر إستقوت على الصعاب وذللتها
[عامان ونصف مروا]
بـ دار العوامري ظهرًا
إندفعت تلك الصغيرة نحو والدها مُبتسمه حملها. وقبل وجنتها، تبسمت له بدلال قائله:
بابي جدو بيقولي يا بنت السحلبه، يعني إيه سحلبه.
لم يفهم معني تحير لكن سُرعان ما نظر الى التي دلفت قائلًا:
أهي السحلبه جت بنفسها خلينا نسألها.
وقفت قسمت تلهث قليلًا قائله:
واقفين كده ليه؟.
إبتسم إسماعيل قائلًا:
مستنين السحلبه.
نظرت له بعدم فهم، ضحك قائلًا:
قولى لـ مامي جدو كان بيقولك إيه؟.
نظرت قسمت نحو طفلتها التى قالت لها:
بيقولى يا بنت السحلبه.، يعني إيه يامامي.
توقفت تُفكر بعدم فهم،بينما إنحني إسماعيل يضحك قائلًا بشبه همس:
أهى السحلبه مش قادرة تاخد نفسها شوفتي قولتلك بلاش تسيبي البنت عند مامتك أهو باباك هيطلع عُقده على بنتي، إعملى حسابك بعد ما تولدي تاخدي أجازة بدون مرتب، مش هستني لما باباكِ يقول لعيالى يا سُلالة البرجوازي.
عارضته طفلته التى سمعت همسه فقالت:
لاء ما جدو قالي يا بنت السحلبه، وكمان يا سليلة البرجوازي.
ضحكت قسمت بينما تذمر إسماعيل قائلًا:
جدك ده…
كاد يتفوه بسب، لكن نظرة قسمت التحذيريه لجمت لسانه… فضحك من تذمرها بسبب إمتلاء جسدها بسبب الحمل والحر.
لمعت عيناهم وهما يسمعان قول تلك الصغيرة:
مامي بابي انا أختارت إسم النونو
هنسميه”آدم ” على إسم عمو آدم عشان انا بحبه كمان إسم صاحبي فى الحضانه.
ضحك إسماعيل قائلًا:
صاحبك ونعمة التربيه بتاع جدك، إسمها زميلي… وحلو إسم آدم أحلى من إسم جدك.
اومأت رحمة بينما نظرت له قسمت وكادت تعترض لكن ألجمها قول الطفله:
لاء إسم جدو مش حلو،آدم أحلى.
فعلًا يا روح بابي،آدم أحلى وماما خلاص إقتنعت مش كده يا أم آدم.
نظرت له وكادت تتفوه لكن نظر نحو طفلته فصمتت،هى أساسًا كان بعيد عنها إختيار إسم والدها لطفلها القادم.
تبسمت وهي تشعر بضمة إسماعيل لها هي وطفلته،حياة يملأها الشد والجذب والمرح
وأولها الرحمة.
❈-❈-❈
مساءً
زفرت حنان نفسها بضجر عِدة مرات تنظر لطفلها الذي ألقى القلم وكاد ينهض، لكن جذبته ليجلس غصبًا قائله بضجر:
مشوفتش عيل غيرك بيخاف يمسك القلم، أومال لو باباك مش كاتب شوف إبن عمك أصغر منك شاطر وبيكتب.
بنفس الوقت ضحك آدم الذي جلس على الناحيه الآخري ينظر لطفله قائلًا:
ليه مش عاوز تمسك القلم.
تذمر الصغير قائلًا:
أنا مش بخاف أمسك القلم أنا مش بعرف أمسكه باليمين، بمسكه بالشمال بس ماما بتزعقلي.
نظر آدم لـ حنان قائلًا:
سبيه يمسك القلم بالشمال فيها إيه؟.
نظرت حنان لـ آدم قائله:
هيبقى اشول.. ده لو محذرتوش بياكل بإيده الشمال وكل حاجه بيعملها بالأيد الشمال.
ضحك آدم وهو يتذكر طفولته مع سراج الذي كان يُشبه أفعال طفله كان يستعمل يده اليسار تذكر تحذيرات رحيمه له
“إعمل كل حاجه بايدك الشمال، لكن الاكل لاء تاكل باليمين”
جملة قديمه ها هو يُعيدها لطلفه:
بص يا…
إسمع كلام ماما إيدك اليمين للاكل.
أومأ الصغير:
تمام يا بابا انا هروح لعمو سراج عشان هياخدنى معاه للإستطبل.
أومأ آدم مُبتسمًا، غادر الصغير بينما نظر آدم لـ حنان، تبسم قائلًا:
مقموصه ليه؟.
نظرت له قائله:
إنت كان لازم تساندنى قدام إبنك مش تقوله براحتك كده.
ضحك آدم وهو يضمها قائلًا:
حبيبتى إنت ليه عاوزه تضغطي على…
سبيه هو حُر، مش اللى يهمك إنه يتعلم الكتابه
باليمين بالشمال مش هتفرق، سراج أخويا أشول وكان نبيه جدًا.
تذمرت حنان قائله:
واضح إنه من كُتر ما بيقعد فى الإستطبل معاك إنت وعمه إتعلم منه يستعمل إيده الشمال.
إبتسم آدم وضمها قائلًا:
واضح كده فعلًا.. إبنك هيعيد أمجاد
“النسر الأشول”.
1
اومأت موافقة، تبتسم، فضمها آدم، قبلت وجنته سائله:
حبيبي نسيت إنت إمتي حفلة توقيع كتابك الجديد، وكمان مقولتليش على عنوان الكتاب.
تبسم وهو يضمها الحفله بعد يومين وعنوان الكتاب مفاجأة.
تدللت عليه قائله:
مفاجأة عليا أنا.
ضحك قائلًا:
مفاجأة للجميع يا حنون، متحاوليش مش هضعف ولا هقولك، مفاجأة متأكد الكتاب هيعجبك أوي.
ضمت وجهه بين يديها ونظرت له بحب قائله:
إنت أحلى وأغلى شئ فى حياتي يا آدم وكل همسه منك بتمتلك قلبي.
❈-❈-❈
بعد يومين صباحً
بمنزل سعديه
وضعت إحد زوحات أبنيها صنيه وجلست تلهث
نظرت لها سعديه قائله:
عشان جبتي صنيه عليها كوبايتين شاي بتنهجي، نسوان مدلعه آخر زمن… أنا كنت ببقى حِبله وأجيب البلد كلها كعب داير، النسوان بقت خِرعة.
ضحكت ثريا ونجيه التى قالت:
ده كان زمان دلوقتي ربنا يعينهم.
تهكمت سعديه وضحكت ثريا، فضحكت سعديه قائله:
حِلمت لك حِلم يا بت يا ثريا قلبي حاسس إنه هيتحقق قريب.
سألتها نجيه:
وإيه هو الحِلم ده؟.
أجابتها وهي تبسم:
حلمت إن البت ثريا” حِبله”.
تبسمت ثريا قائله:
إبقي إتغطي كويس يا خالتي… الحمدلله ربنا يبارك فى إبني، انا لو قولت لـ سراج نخلف مره تانيه مش بعيد يرميني لديابة الجبل.
1
ضحكت سعديه قائله:
انا حِلمي مش هينزل الأرض وبكره تقولى خالتي هى اول واحدة بشرتني، أنا صحيت على ادان الفجر الاولاني.
تبسمت ثريا قائله بمرح:
أه ده الوقت اللى ببسيطر فيه الشيطان على العقول..إبقي إتغطي كويس.
لمعت عين سعديه قائله بتصميم بكره تشوفي هتحبلي المره دي من غير دكتور…
ضحكت ثريا بينما نهضت سعديه تُرحب بـ رغد التى دلفت تحمل طفلة صغيرة أخذتها منها مُبتسمه تقول:
حفيدتى الحلوه،البت دي شبهي،ياريتكم كنتوا سمتوها على إسمي.
تهكمت ثريا قائله:
إسمك قديم يا خالتي.
تهكمت سعديه وهي تجلس تداعب خدود الصغيرة قائله بنزق:
وإسم ثريا هو اللى يعني عالموضه.
ضحكت ثريا قائله:
بس انا عمتها وكمان بطلي كدب يا خالتي، البنت محدش شافها الا وقال شبهي.
تنهدت سعديه قائله:
للاسف فعلًا، مش كنت بقولك يا رغد إتوحمي عليا وإنتِ حبلى… تروحي تتوحمي على ثريا وكمان تسمي البت على إسمها كده.
ضحكت رغد قائله:
النصيب بقى يا خالتي.
تبسمت سعديه بفرحه قائله:
أحلى نصيب ربنا يبارك فيها وتبقي ذرية صالحه…أمال فين ممدوح…مجاش معاكي ليه.
أجابتها رغد:
ممدوح إنتِ عارفه بقى نائب مدير المدرسه وكمان سنتر الدروس اللى فتحه بقوا شاغلين وقته.
إبتسمت سعديه ونظرت الى نجيه وتحدثت العيون بينهم كآن سعديه تُخبرها هذا هو العوض..اومات راسها وهي تتمم على تلك النظرة، فحقًا كان العوض أكثر من ما إشتهت.
❈-❈-❈
صدفه دون ميعاد أثناء عودة ممدوح الى المنزل بالطريق
توقف سيارة الأجره الذي كان بها، أمام تلك الجامعه التى حلم يومًا أن يكون مُدرسًا بها، لكن شاء القدر ان يحتفظ له بشئ ربما الافضل
يعمل مدرسًا كما أراد بمدرسة دوليه، وصل بسرعه ليصبح نائب مديرها منصب لو كان عمل بالتدريس بالجامعه ما كان وصل إليه بهذه السرعه دون مجهود كبير، راتب ما كان سيتحصل على نصفه، قد تأخذ الحياة بعض الاحلام وتُبدلها بحقيقة أفضل بكثير.
❈-❈-❈
عصرًا
بـ دار العوامري
تبسمت ثريا وهي ترا سراج يدلف الى تلك الغرفة يحمل على كتفيه طفلهم، ذهبت نحوهم تشعر بسعادة وهي ترا معاملة سراج لذلك المُتشبث فوق كتفيه، سعادة لو قالوا لها أنها ستتحقق يومًا ما كانت صدقت، لكن… هاهي تعيش السعادة مع سراج وذلك المُدلل الصغير الذي حين رأها هلل بإسمها:
ماما… كلمة ظنتها يومًا بعيدة وأنها ستظل تحلم وتشعر بالظمأ لسماعها، لكن حين كانت تفقد الآلم كان هنالك سراجً يبعث الأمل فى جوفها، جوفها الذي حمل ذلك الصغير المرح…
لو كان بيعينها لمعة دمعة لأقسمت أنها دمعة إمتنان لذلك الـ سراج الذي عصف الآلم واليأس من قلبها.
إبتسم سراج وهو ينزل عمران من فوق كتفيه قائلًا:
يلا روح مع ماما عشان تحميك وتلبسك بدله حلوة عشان نلحق نروح الحفله بتاع عمو آدم.
أخذته ثريا قائله:
وإنت كمان مش هتجهز الوقت خلاص قرب.
ضمها قائلًا:
أنا هجهز فى وقت قليل.
❈-❈-❈
مساءً
بقصر الثقافة
حفلًا رغم أنه يُقام بقصر ثقافة أحد محافظات الصعيد، لكن حشد كبير من المُثقفين يحضر ليرا رفع الستار عن آخر مؤلفات ذلك الكاتب الشاب الذي ذاع سيطه مؤخرًا
لكن ليسوا هؤلاء هم المهمين فالأهم هما أفراد تلك القصة
تبسم جسار الذي يحمل طفله الصغير بينما إيمان تتذمر من حملها الثانى الذي حدث سريعًا، لكن تذمر مُصطنع فقط أمام جسار وبالحقيقة هي سعيده، حتى إن تأجلت بعض الطموحات، بالنهاية هنالك تعويض من جانب جسار الذي يحاول دائمًا نزع عِناد وتمرد إيمان لكن هيهات عليه فقط التأقلم معها فهنالك ثلاثة فرسان بظهرها وها هم إقتربوا منها… وحاوطوها بأخوة فرحين بوجودها بينهم ولم ينسوا انها وصية أبيهم وامانته، وهم سندها المانع… جوار جسار.
تبسمت رحيمه لـ سراج الذي أجلسها على أحد المقاعد وقالت له:
ربنا يريح قلبك دايمًا يا ولدي.
إبتسم لها قائلًا:
أحلى دعوة
تبسمت له وشعرت بالسعادة وهي ترا ابناء أختها نالوا السعادة ولم ينسوها بل أحبروها على العيش وسطهم، وهي رحبت بذلك فالباقي من العمر معهم سيكون أسعد.
إقتربت حنان بفضول منها وسألت آدم:
مش هتقولى بقى إسم الكتاب.
فضحك واجابها المفاجأة خلاص ثواني وهتعرفي، بالفعل لحظات
وإنسدل الستار عن تلك المفاجأة.. عبر شاشة التلفاز، تعلن إسم الكتاب
“سراج الثريا”
وإسم غريب يتسائل عنه الحضور، وجاوب كاتب القصه
“حكاية حقيقية وخيال
ومواقف وأفعال
شخصيات صالحه وطالحة
رسمت قصة من غير هدف حياة مر بها أبطال القصة، ولسه مستمرة حكاياتهم…
أفراد القصة دى موجودين هنا وفى كل مكان وزمان، حكايات لناس كان من المستحيل تجتمع فى قصة، التضاد والتوافق رسمها القدر مش عارف إيه لسه مستنيهم، بس اللى متأكد منه إن كلمة النهاية لسه منزلتش فى الحكاية”
بينما وقف اصحاب الحكاية كل منهم لديه فضول قراءة سطور قصته،
كانت نهاية الحفله
تصفيق وتشجيع وإعلان نجاح جديد
لـ كاتب،كان يُطلق عليه “الفتى الاعرج” أصبح ذو شآن ليس كـ كاتب، بل كـ فارس يحمل القلم والصولجان معًا .
❈-❈-❈
بـ دار العوامري
خففت ثريا ثياب ذلك الصغير الذي غلبه النُعاس قبل نهاية الحفل، وظل سراج يحمله الى أن عادوا وضعه بفراشه الصغير وثريا وقفت جوار الفراش تنظر له بمحبه خاصه،سابحة بأمنية لا يفرق معها تحققت أو لا فهي لم تعيش الحِرمان،بل تحققت امنياتها ، لم تشعر بعودة سراج مره أخري الا حين ضمها من الخلف يديه تتملك خصرها وقبل وجنتها قائلًا:
سرحانه فى إيه.
إبتسمت وهي تضع يديها فوق يدي سراج تستقوي به قائله:
فيك… سرحانه فيك
قبل وجنتها الأخري قائلًا:
حوريتي.
إستدارت تنظر له قائله:
سراجي.
وشفاها تتعانق مع شِفاها بعناق خلاب يُزهر بالقلب.
❈-❈-❈
أيام أخري مرت
وصهيل حصان يدوي بالمكان وهى تنحني بين سنابل القمح التى أصبحت ذهبيه، تضع فوق رأسها تاجً من أغصان الصفصاف يحمي رأسها من قسوة الشمس، لكن حين سمعت صوت الصهيل، إستقامت ونظرت لتشق قلبها النسمات الربيعيه وهي ترا طفلها يرفع يداه يشاور لها ينعتها بلقبها المُفضل “ماما”.
تركت ما كانت تفعله وتوجهت نحو ذلك الحصان الذي ترجل من عليه سراج وقف يسند صغيرهم، وهي تبتسم وقُبلة على وجنة صغيرها الذي قال بطفوله:
جايين نساعدك يا ماما.
تبسمت لهما قائله:
بس أنا خلاص خلصت الحصاد
والأرض خلاص هتخلي للزرعه الجايه ، هزرعها رُز، لمعت عينيها بذكري قديمة لموقف مُشابهه تذكره سراج أيضًا
حين نزل عليها الارض بالحصان ذات يوم ، اليوم وقف على رأس الأرض ينتظر أن تذهب هي له
وكل شئ تبدل
أرضً كانت قاسية سرجً كان غاضبً، نزاع
خمائل إلتفت بين السرج والثري، ضمهم ضياءً
يمتزج بنسائم نور الغرام،
وحين تشعر بالضمأ
قادر على رويها بسيول الغرام
وحين يبدأ بالثوران
قادرة على إحتواؤهُ بخمائل
تضمهم مثل الألتفاف الأغصان حول الجذوع
خذوع نضجت وطوعت حكاية كانت غير مألوفه،بين السرج والثري،لكن مكان الثُريا
بالسماء… سماء جمعت بينهما بخمائل غرام
” سراج الثريا”
{ تمت بحمد الله}
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سراج الثريا)