روايات

رواية جعفر البلطجي 3 الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي 3 الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي 3 البارت الحادي والثلاثون

رواية جعفر البلطجي 3 الجزء الحادي والثلاثون

رواية جعفر البلطجي 3 الحلقة الحادية والثلاثون

<“لا تتمر.د في سا.حة الأسو.د إن لَم تكُن متد.ربًا”>
التمر.د دومًا يظهر على المرء في بعض الأحيان، يصير حينما يشعر بفر.ض السيطـ ـرة مِن الطر.ف الآخر عليه، لذلك يرى حينها التمر.د الحل الأمثل لهُ، ولَكِنّ التمر.د في سا.حة الأسو.د قد يُكـ ـلف المرء الكثير والكثير خصيصًا حينما تكون لسـ ـت المدرب الخاص بهِ، يراك تولج لسا.حته وممـ ـلكته الخاصة تفر.ض سيطـ ـرتك وهيـ ـمنتك عليه ماذا ستنتظر مِنهُ في المقا.بل؟ الهجو.م والغـ ـضب كونك ولجت بدون إذ.نٍ مِنهُ في ممـ ـلكته الخاصة بهِ، فقط حينها يجب أن تعلم جيدًا قاعدتين ليس لهما ثالث، الأولى أن تعلم جيدًا أنك ضيفٌ نبيل في ممـ ـلكة الأسو.د، القاعدة الثانية أن لا تنسى القاعدة الأولى.
_المطـ ـوة دي آخر مرة فتـ ـحتها كانت مِن ٣ شهور ووعدت نفسي إني مش هفتـ ـحها مهما حصل بس شكلك بتقول يا شـ ـر إشطًّـ ـر وأنا شـ ـري شاطر أوي ولو قالي دلوقتي غُـ ـز اللي جا.بوه هعملها ولو عيلتك فيها د.كر واحد يقف ويمـ ـنعني.
غا.ضبٌ وتمر.د على مَن تمر.د عليه، لقد حضر شـ ـره الذي كان ضيفٌ مز.عج دومًا على الجميع فحينما يغضـ ـب ويثو.ر لا يُد.رك ماذا يفعل وما نتائج أفعا.له إلا حينما يستـ ـفيق مِمَّ حال بهِ، حينما يكون قد فا.ت الأوان، كان “يـوسف” في هذه اللحظة ليس باللطيـ ـف الصغير المد.لل الذي يظهر في حضر.تها، بل ذاك الر.جُل الغا.ضب الفو.ضوي الذي نـ ـشأ بد.اخله وعا.ش معه عمره بأكمله.
تد.خل “نادر” سر.يعًا ير.دع فعل الآخر حينما وقف بجوار “أمـير” يُحاول تهـ ـدئة “يـوسف” قائلًا:
_بعد إذنك عشان خاطري أنا، نز.ل مطو.تك وأنا عندي إستعداد أعتذرلك بالنيا.بة عنه وحـ ـقك على ر.اسي أنا وهو غـ ـلطان، بس نز.ل مطو.تك إحنا مهما كان ضيوف عندك وفـ منطـ ـقتك يعني أعرف إنك ليك مكانك هنا وشخص كويس وسُـ ـمعته زي الجنيه الدهب، بعد إذنك حـ ـقك على را.سي أنا وهو غـ ـلط وأنا معتر.ف بكدا.
نظر إليه “يـوسف” بطر.ف عينه للحظاتٍ ثم نظر إلى “أمـير” الذي كان ينظر إليه نظراتٍ نا.قمة ليشعر بالغضـ ـب يز.داد بدا.خله أكثر حينما رأى التمـ ـرد في عينين الآخر وبدلًا مِن أن يتركه ضغـ ـط أكثر بمِد.يته على عـ ـنق “أمـير” وهو يشعر بالغـ ـضب الشـ ـديد مِنهُ وتو.اقحه مع زوجته مازال عا.لقًا في رأسه، شعر “نادر” بالخو.ف على أخيه ولذلك نظر إلى “بيلا” ير.جوها بنظراته أن تتد.خل في الحال وتقول شيئًا تر.دع بهِ فعل الآخر.
ولذلك كانت صاحبة السُـ ـلطة والقـ ـرارات السر.يعة ولذلك أمسـ ـكت بذراعه وحاولت ر.دعه عن ما كان ينتوي عليه وهي تقول بنبرةٍ هادئة:
_خلاص يا “يـوسف” سيبه، بلاش تتعـ ـصب بسـ ـبب بني آدم و.قح زيه بيعمل كدا بس بغر.ض إنه يحط الغـ ـلط عليك، خلاص إسمع الكلام وبلاش فضا.يح وخلينا نفهم إيه اللي بيحصل، عشان خاطري.
حديثها وكأنه توغـ ـل إلى سَمعِه ليُخر.جه مِن قو.قعته السو.د.اء المكد.ثة بسجـ ـل جرا.ئمه البشـ ـعة لينتشـ ـله مِن ظُـ ـلمته إلى نو.رها هي حيثُ الصفا.ء والهدوء والتحـ ـلي بالبر.ود في التعا.مل مع أمثاله، تر.كه فقط لأجلها هي فلولاها لمَ كان تر.كه وفعل ما يُر‘ضي صوته الدا.خلي دون أن يكترث لأحدٍ مِنهم، عا.د خطواتٍ معدودة إلى الخـ ـلف وهو ير.مقه بإحتقا.رٍ.
فيما سـ ـعل “أمـير” وهو يلتـ ـقط أنفا.سه التي كادت أن تنقـ ـطع بسـ ـبب الآخر وهو ينظر إليه بضـ ـيقٍ شـ ـديدٍ بعد أن سا.نده أخيه وعاونه، أشـ ـهر مِد.يته مِن جديد في وجهه وهو يقول بنبرةٍ تحذ.يرية:
_لأ.خر مرة هقولهالك، لو فكرت تتمـ ـرد عليا تاني وتشوف نفـ ـسك يا هـ ـفأ هز.علك وأنتَ لسه متعرفنيش ومش عايزك تعرفني عشان لو عرفتني هتخـ ـجل أوي مِن نفسك وهتند.م على تسر.عك، المرة دي سيـ ـبتك عشانها المرة الجاية غو.جتي هتكون ممـ ـسية عليك واللي عندك بعدها إعمله، اللهم بلغت.
شعر “أمـير” بالغـ ـضب الشـ ـديد مِنهُ لينظر إليه بنقـ ـمٍ فيما أبتـ ـلع “نادر” غصـ ـته وهو يشعر بالأمر يزد.اد صعو.بة عليه عن زي قبل فقد كان يظن أن الأمر غا.ية في السهولة وسيستطيع فعله بكل سهولة ولَكِنّ يبدو أنه كان مخـ ـطئًا.
وبعد أن صـ ـعدوا إلى الأ.على وجلسوا يتبادلون التحية وتقديم كرم الضيافة كان “نادر” يستعد لإيضا.ح الأمر إلى مَن تُد.عى شقيقته يتحد.ث بجدية ولبا.قة شـ ـديدة، فيما كانت هي تستمع إليه رفقة زوجها الذي كان يستمع إليه وير.مقه بنظراتٍ متر.قبة يد.رُس أفعا.له البا.دية أمام عينيه بد.قةٍ شـ ـديدة:
_أنا “نادر فارس عوض” ودا أخويا الصغير “أمـير فارس عوض” أنا ٢٤ سنة و “أمـير” ٢١ سنة، ماما تعتبر الزوجة التالتة وأنا بصراحة كُنْت عارف كل حاجة بس مكانش عندي طا.قة إني أد.ور على أي حاجة، بس بصراحة اللي سمعته متأ.خر خلّاني أتحر.ك وبصراحة ليا زميل ظا‘بط خلّيته يدور على أي حاجة تخـ ـصكم وفتـ ـحنا قيـ ـد العيلة وعرفت كل حاجة عنك.
_أنا معرفش مين فينا الصغـ ـير بس أ.كيد هيكون أنا لأني بصراحة عرفت إن في الأكبر والأصغر فمش عارف لسه الو.ضع بينا هيكون إيه، بُصي يا “بيلا” أنا معرفش بابا كان إيه معاكم يعني كان كويس أو لا مش عارف بصراحة أنا يُعتبر مشوفتهوش بقالي سنة أنا جالي وقتها بعـ ـثة سفر لـ كند.ا كانت تبع دراستي وشُغلي فيما بعد فعشان كدا سافرت وقعدت لحد ما تو.فى تقريبًا معرفش عنه حاجة ولا حتى شوفته.
_بس أنا عايز أعرف مِنك وأسمعك عايز أعرف هو كان إيه معاكي كويس ولا لا ولا هو كان كويس مع حبة مِننا والتانيين لا فاهمة قصدي؟ فـ قوليلي أنا حابب أسمعك أوي.
لا تعلم أهو يتعمـ ـد تذكيرها وإعادة الما.ضي بأوجا.عه إليها مرةٍ أخرى بعد أن حاولت نسيا.نه أم أن فضو.له د.فعه لسؤالها بتلقائيةٍ مِنهُ، ولَكِنّ ها هو المشهـ ـد يتكرر أمامها مِن جديد، القابعين أمامها يرتديان أفضل الملابس ويمتلكان سيارة با.هظة الثمـ ـن ويبدو عليهما الثراء لتُيـ ـقن أنها وشقيقيها كانوا المنبو.ذين بالنسبة إليه، ولَكِنّ سر.عان ما حاولت تما.لك نفسها وقصـ ـت عليه ما حد.ث فيما كان هو يستمع إليها بإنصا.تٍ شـ ـديدٍ دون أن يقا.طعها.
وحينما أنهـ ـت حديثها وسقـ ـطت عبراتها على صفحة وجهها دون إراد.ة كان “يـوسف” قد با.در وضمها إلى د.فئ أحضانه وهو يمسّد على رأسها أ.على حجابها بحنوٍ وهو يعلم جيدًا مدى تأ.ثيره عليها بالسـ ـلب ولذلك كان يحتويها فو.رًا وكأنها طفلةٌ صغيرة مشر.دة أطا.حت بها الأيام دون شفـ ـقة وإستمرت بتعذ.يبها، فيما شعر “نادر” بالحز.ن الشـ ـديد عليها وعلى إخوته الثلاثة الآخرين وما عا.شوه بسـ ـبب والدهم وتجـ ـبره عليهم.
كان يريد التقر.ب مِنها وطمئنتها بمعرفته، كان يريد أن يضمها ويُخبرها أنه جاء لأجلها هي، جاء لر.دّ الحـ ـق لأصحابه ومحاولة إيصا.ل الودِ بينهم بعد أن كان منقطـ ـعًا تمامًا بينهم، حاول التقر.ب ولَكِنّ شعر بالخو.ف مِن ر.دّة فعلها نحوه أو رفـ ـضها لقر.به بعد ما حد.ث، تر.اجع عمَّ كان يريد أن يفعله وألتز.م الصمـ ـت حتى تهـ ـدأ هي مِن مـ ـرارة الذكريات والما.ضي.
فيما شـ ـرد هو في معاملة “يـوسف” معها وإحتواءه إليها رغـ ـم إحتيا.جه لذاك الإحتواء، رأى حنانه عليها ومعاملته لها في مثل هذه الأوقات كأنها طفلةٌ صغيرة تحتاج إلى الموا.ساة والهـ ـدهدة وكان هو خير رفيقٍ إليها في مثل هذه الأوقات.
__________________________
<“عاد الضـ ـجيج بعد أن فا.رق ديارنا”>
ولجت “فاطمة” إلى المنزل وهي تحمـ ـل حقائب بلا.ستيكية كثيرة بيديها تزفـ ـر بضـ ـيقٍ لتغـ ـلق الباب خلـ ـفها بقد.مها وحينما إلتفتت رأت المنزل في حا.لة فو.ضوية غير عادية وكأن هناك حـ ـربًا نُشِـ ـبَت في منزلها فقد كان كل شيءٍ مبعثـ ـرًا بشكلٍ غير عادي مِمَّ جعل الأدرينا.لين يعلـ ـو دا.خلها لتصيـ ـح بغـ ـضبٍ بثلاثتهم وهي تضع الحقائب على سـ ـطح الطاولة قائلة:
_”لؤي!”، إيه المنظر الـ*** اللي أنا شايفاه دا، إيه دا في إيه؟
تحركت إلى الدا.خل حيث غرفة صغيريها التوأم المشا.غب لتقتـ ـحم الغرفة وهي تصيـ ـح بهم قائلة:
_إيه المنظر دا هو أنا مش قولـ…
بتـ ـرت حديثها وهي تجد الغرفة أشبه ما يقال عنها أنها كو.مة قما.مة وكأنها امرأةٌ تعشـ ـق الفو.ضى، جحـ ـظت عينيها بصد.مةٍ حـ ـقيقية وهي تشعر أن لسا.نها قد شُـ ـل عن الحركة وقد.ميها تجـ ـمدت مكانها حتى لا تستطيع السـ ـير مرةٍ أخرى، حا.لةٌ عجيبة تلبـ ـستها لتتو.عد بالد.مار لثلاثتهم، تمتمت بعِدة عباراتٍ غير مسمو.عة ثم تحركت كالقذ.يفة تبحث عنهم في أركان المكان.
فقد تغيَّـ ـبت عن المنزل ساعة ورُبع فقط لتعود وترى شقتها منقـ ـلبة رأ.سًا على عقـ ـب، ولجت إلى الطُر.قة المؤ.دية إلى المطبخ لترى المياه تغـ ـرقها، جحـ ـظت عينيها بصد.مةٍ حـ ـقيقية لتنظر إلى مصدرها لتجدها نا.بعة مِن الحمّام الذي كان يأتي مِن خـ ـلف بابه صوت “لؤي” والصغيرين، تقدمت مِنهُ بخطى هادئة حذ.رة ثم و.ضعت أذ.نها على الباب لتسمع “لؤي” يدندن هو وصغيريه بكلماتٍ موسيقى شعبية.
وضعت كـ ـفها على خدها وهي تشعر الصد.مة تلـ ـجمها لا محا.ل لتقـ ـتحم الحمّام عليهم وهي تصر.خ بهم قائلة:
_بتعملوا إيه!.
أصا.بتها الصد.مة الكبـ ـيرة وتجـ ـمد جـ ـسدها مكانه وهي ترى زوجها وصغيريها قد قاما بتحو.يل الحمّام إلى مسـ ـبح مياه، الصا.بون على الأر.ضية والمياه في كل مكانٍ وكأنها غابـ ـت عن المنزل لسنواتٍ وليست لسويعات؟ أقترب مِنها “لؤي” بخطى هادئة حذ.رة أسفـ ـل نظرات صغيريه اللذان عادا للعب مرةٍ أخرى ليقف هو أمامها وهو ينظر إليها مبتسم الوجه وكأنه لَم يفعل شيئًا، فيما نظرت هي إليه بعد أن شعرت بيديه تنز.عان حجاب رأسها لتظهر خصلاتها السو.د.اء النا.عمة التي كانت تعقـ ـدها جميعها على هيئة كعكة.
وبدون أن يتحدث جذ.بها مِن ذراعها نحوها حتى إنز.لقت قد.ميها ولَكِنّهُ كان خير عو.نٍ لها حينما حا.وطها بذراعيه يد.عم ثقـ ـل جسدها وقبل أن يتحدث أيٌ مِنهما كانت المياه تُرشـ ـق عليهما سويًا مِمَّ جعلهما يبتـ ـعدان بوجههما إلى الجهة الأخرى وقد شهـ ـقت “فاطمة” بتفا.جؤٍ ومِن ثم نظرت إلى “لؤي” الذي نظر إلى صغيره الذي كان هو الفا.عل ليقول بوقا.حةٍ:
_تصدق إنك *** *** صحيح، ولمَ أمـ ـسكك أغطـ ـسك فـ البا.نيو دلوقتي وما تلا.قي اللي ينجـ ـدك.
أبتسم “كامل” وقام بمـ ـلئ الد.لو مرةٍ أخرى وألقا.ها عليهما وهو يضحك وكأنه يُعا.ند والده، فيما نظرت “فاطمة” إلى عباءتها التي إبتـ ـلت بالكامل بذهولٍ ثم نظرت إليهم لترى “لؤي” قد تفا.قم غيـ ـظه تجاه ذاك الصغير المشا.غب وقد تنا.سى الأر.ضية المليـ ـئة بالمياه والصا.بون ليقترب مِنهُ سر.يعًا لتنز.لق قد.ميه وهو يتمـ ـسك بـ “فاطمة” التي إختـ ـل توا.زنها كذلك معه وسقـ ـطا كلاهما أر.ضًا لتتأ.وه “فاطمة” أ.لمًا يجاورها “لؤي” الذي أمتز.ج صوته بين الآ.لم والضحك.
إبتسم “كامل” مِن جديد وقام بمـ ـلئ الد.لو وسـ ـكب المياه عليهما وأبتعـ ـد ضاحكًا وهو يرى والده يشـ ـهق ويليها إلقا.ء سُبّا.به المعتاد وهو ينهض رفقة “فاطمة” التي حتى الآن لا تجد الفرصة كي تتحدث فقد كان كل شيءٍ يحدث بسر.عةٍ فا.ئقة.
جذ.به “لؤي” إلى أحضانه وهو يقول بنبرةٍ حا.نقة:
_تعالى يا اللي مجـ ـنن أبويا معاك، جر.ى إيه يالا محدش قا.در عليك ولا إيه؟
_مش لمَ تقدر تمسـ ـك نفسك الأول وأنتَ بتقـ ـع يا “لؤي”؟.
جحـ ـظت عينان “لؤي” بذهولٍ تا.م وهو ينظر إلى و.لده الصغير الذي قام بالردّ عليه هذه المرة بكل تبجـ ـح دون أن يخـ ـشاه، ليجذ.به مِن جديد إليه وهو ينظر لهُ قائلًا بنبرةٍ حذ.رة:
_مِن أمتى يا.ض وأنتَ لسا.نك طو.يل وبتردّ عليا كدا.
أجابه الصغير وهو يُحرك يده الصغيرة في الهو.اء قائلًا:
_وهتفر.ق فـ إيه، عمو “يـوسف” قالي اللي يضا.يقك ردّ عليه.
ر.مقه “لؤي” نظرةٍ ذات معنى قليلًا قبل أن يقول:
_”يـوسف”؟ ليلة أ.هلك سو.دة معايا يا “يـوسف” الـ***، وأنتَ عارف لو مشـ ـيت ورا عمك “يـوسف” تاني؟ أنا هر.ميك بره وخلّيه ينفـ ـعك يا رو.ح أ.مك حلو.
أبتسم الصغير ووقف بشمو.خٍ وهو يعـ ـقد ذراعيه الصغيرين أمام صدره قائلًا:
_هينـ ـفعني، أنا وهو صحاب جا.مد أوي وهو هيدخلني بيته وهكون ضيف مُعَزز مُكَرَم كمان عادي ولا هخا.ف.
إغتا.ظ “لؤي” كثيرًا مِنهُ ولذلك نظر إلى “فاطمة” التي ضحكت ر.غمًا عنها وهي تنظر إلى أفعا.ل صغيرها الذي بدأ يكبـ ـر أمامها رويدًا رويدًا وتظهر شخصـ ـيته الصا.رمة قلما تقدم في العمر.
_بتضحكي يا “فاطمة”؟ أ.بنك بقى النسـ ـخة الجديدة مِن “يـوسف”.
ر.نت ضحكتها مرةٍ أخرى وهي تنظر إلى صغيرها الذي نظر لها مبتسمًا ثم ومض جـ ـفنه الأيمن بخفـ ـةٍ وهو يقول بمشا.غبة:
_أيوه يا “فاطمة” يا عسل إد.يني كمان وكمان.
ضحكت أكثر وهي تنظر إلى زوجها الذي تفا.جئ مِن ردّ صغيره ليقوم بجذ.به مِن ذرا.عيه أكثر وهو يقول بنبرةٍ صار.مة زا.ئفة:
_ولا، دي مراتي يا.ض إحتر.م نفـ ـسك أحسن ما أز.علك يا شبـ ـر ورُبع.
_وهي ماما يعني عادي لمَ أد.لعها.
شعر “لؤي” بالغـ ـيظ الشـ ـديد نحوه ولذلك بدأ يد.غدغه دون توقـ ـف لتصدح ضحكات الصغير عا.ليًا وهو يسمع و.عيد أبيه إليه بعد.م تر.كه إلا أن ينا.ل مِنهُ، فيما إستفاقت “فاطمة” أخيرًا وأد.ركت ما يحدث حولها لتصر.خ بهم وهي تنقـ ـض على زوجها وو.لدها قائلة:
_تعالى أنتَ وا.بنك يا “لؤي” إن ما فـ ـرجت “حارة درويش” عليك النهاردة مبقاش “فاطمة”.
_________________________
<“قمرٌ سا.طعٌ في السماء، وقمرٌ هادئ بين ذراعي”>
حينما كُنْتُ صـ ـبيًا كان حُلمي أن أكون ر.جلٌ حكيـ ـمٌ وقد.وةٌ للصغار الذين يتخذون الأشخاص المشهورين قد.وةٌ لهم، أصبحتُ في إحدى الأيام الشا.ب الملتز.م الخلو.ق الذي إتخذته الصغار المثل الأ.على لهم اليوم وو.لدٌ با.رٌ بوالدته وزوجٌ حنونٌ كما يجب أن يكون وأخيرًا أبٌ صالحٌ لصغيرته، أصبحت حياتي أفضل مِمَّ كُنْتُ أظن.
أنهـ ـى أد.اء فريضة العصر في المسجد ثم عاد إلى منزله ليتوجه أولاً إلى شقة والدته يطرق على بابها حتى يطمئن عليها كعادته، فتـ ـحت الباب إليه ونظرت لهُ مبتسمة الوجه لتراه يقترب مِنها ويضمها إلى أحضانه يُلثم رأسها بـ قْبّلة حنونة قائلًا:
_روحت صليت العصر في المسجد وقولت أجي أطمئن عليكِ قبل ما أطلـ ـع فو.ق، طمنيني عليكِ يا حبيبتي أنتِ كويسة؟.
أبتسمت هي إليه وربتت على ظهره بحنوٍ وقالت بنبرةٍ هادئة:
_أنا كويسة يا حبيبي متخا.فش عليا، طمني عليك وعلى “تسنيم” و “قمر” هما كويسين؟.
أبتسم هو لها وتحدث بنبرةٍ هادئة يردّ عليها قائلًا:
_بخير الحمد لله يا حبيبتي نحمد ربنا، قوليلي محتاجة حاجة أجيبهالك قبل ما أطـ ـلع؟
_لا يا حبيبي تسلم خيرك مغر.قني على طول بس أبقى إنز.ل أقعد معايا شوية بدل ما أنا على طول لوحدي كدا.
أبتسم هو إليها ولثم جبينها بحنوٍ وأجابها قائلًا:
_مِن عـ ـيني يا حبيبتي لو كدا هنز.لك بليل وهسهر معاكِ كمان بس أشوف لو ورايا حاجة هخـ ـلصها.
ربتت على كتفه بحنوٍ وقالت بنبرةٍ هادئة:
_هستناك يا حبيبي، يلا إطلـ ـع لمراتك زمانها مستنياك دلوقتي.
ود.عها هو وصـ ـعد إلى شقته التي كانت تعلـ ـو شقة والدته وولج بخطى هادئة وأغـ ـلق الباب خلفه وهو ينظر حوله يبحث عنها بعينيه، فيما كانت هي تقف في الشـ ـرفة تحمـ ـل صغيرتها وتتحدث في هاتفها مع والدتها وهي تهـ ـدهد صغيرتها بين الفينة والأخرى.
فيما ظل هو يبحث عنها حتى لمـ ـح طيـ ـفها مِن الشرفة ولذلك إتجه نحوها بخطى هادئة حتى ولج إليها ورأها تتحدث في هاتفها، تقدم هو مِنها حتى توقف خـ ـلفها ومـ ـدّ كفه يمسّد على رأس صغيرته التي نظرت إليه للحظاتٍ ثم إبتسمت بإتسا.عٍ إليه وإلتمـ ـعت عينيها السو.د.اء لمـ ـعتها الخا.صة التي تظهر إليه دومًا.
فيما أبتسم هو لها ومـ ـدّ كفيه نحوها ليقوم بأخذها مِن “تسنيم” التي إنتـ ـبهت إليه مؤ.خرًا لتتر.كه يأخذ صغيرتها يهـ ـدهدها هو بنفسه مثلما يفعل دومًا، لثم وجنتها الصغيرة بحنوٍ ومسّد على ظهرها ثم نظر إلى زوجته التي قالت مبتسمة:
_ماما “رمزي” عايز يسلم عليكِ.
أنهـ ـت حديثها ثم مـ ـدّت كفها إليه بالهاتف فيما أخذه هو ووضعه على أذنه وهو يقول مبتسمًا:
_السلام عليكم ورحمة الله، إزيك يا أُمّي أخبارك إيه يا حبيبتي، يارب على طول ربنا يديكِ الصحة والعافية يارب، بخير الحمد لله يا ست الكل فـ نعمة واللهِ…
وإند.مج كعادته في الحديث معها فيما إنسـ ـحبت هي وتر.كته حتى تُعِد إليه كوب الشاي كالمعتاد مبتسمة الوجه، شـ ـردت في حياتها السابقة قبل أن تلتقي بـ “رمزي” وفي حياتها اليوم وهي معه برفقتهِ زوجةٌ إليه وأُمًّا لصغيرته وصغيره الآخر الذي تبقى فقط أشهرٍ قليلة ويُنـ ـير حياتهما رفقة شقيقته.
[عودة إلى أربعة أشهرٍ مضت]
كانت تجلس رفقة والدته “نجلاء” في شقتها تتحدث معها ويتبادلن سويًا أطر.اف الحديث حتى شعرت ببعض الغـ ـثيان والد.وار يقتحـ ـم رأسها، فيما لاحظت ذلك “نجلاء” التي قالت بنبرةٍ قـ ـلقة:
_مالك يا “تسنيم” أنتِ كويسة يا حبيبتي؟.
نهضت الأخرى وركضت إلى المرحاض لتنهض “نجلاء” وتلحق بها وهي تشعر بالقـ ـلق عليها، وقفت بجوارها تسا.ندها وهي تشعر بالشـ ـك يتسـ ـلل إلى قـ ـلبها ولذلك حينما أخذتها وعادت بها مِن جديد وأجلستها وقفت أمامها وقالت:
_بقولك إيه يا “تسنيم” أنتِ لازم تعملي إخـ ـتبار حمـ ـل.
نظرت إليها الأخرى بذهولٍ ليساورها الخو.ف قائلة:
_ليه يا ماما، متقوليش إني حامـ ـل.
إبتـ ـلعت “نجلاء” غصتها بتروٍ وقالت بنبرةٍ مهـ ـزوزة:
_أنا شا.كة بصراحة، مش هتخسـ ـري حاجة لو عملتيه، أعمليه ونشوف.
وبالفعل لَبـ ـت إليها مطلبها وفعلت ذلك لتخر.ج بعدها إليها وهي في صد.مةٍ مِن أ.مرها، نهضت “نجلاء” مِن مجلسها وهي تنظر إليها نظرةٍ ملـ ـيئة بالقـ ـلق والخو.ف لتسمعها تقول وهي تبكي:
_حامـ ـل.
تهلـ ـلت أساريرها بسعادةٍ طا.غية ولَكِنّ شعرت في ذات الوقت بالحز.ن عليها فهي و.ضعت صغيرتها منذ ما يقارب ثمانِ أشهر واليوم تكتشف أنها حِبـ ـلة للمرةِ الثانية والفا.رق فقط عِدة أشهرٍ.
قامت “نجلاء” بمهاتفة و.لدها الذي جاء في الحال دون أن يعلم ما الذي حد.ث ولِمَ هاتفته والدته وأخبرته أن يأتي في الحال دون أن تخبره عن السـ ـبب؟ ولج لهما سر.يعًا وإمارات القـ ـلق بادية على معالم وجهه ليقول بنبرةٍ خا.ئفة:
_في إيه إيه اللي حصل؟ إيه اللي حصل يا أُمّي جايبني على ملـ ـى و.شي إيه اللي حصل؟.
نظرت إليها “نجلاء” لتراها تجهـ ـش في البكاء، فيما نظر هو إليها وتفا.جئ كثيرًا ليقترب مِنها ويجلس بجوارها يضمها إلى أحضانه وهو يمسّد على خصلاتها قائلًا:
_مالك يا “تسنيم” إيه اللي حصل بس بتعيطي ليه يا حبيبتي؟.
ر.فع رأسه ونظر إلى والدته وقال بنبرةٍ هادئة متسائلة:
_مالها يا أُمّي إيه اللي حصل؟ هي تـ ـعبانة طيب؟.
إبتـ ـلعت “نجلاء” غصتها بتروٍ وقالت مبتسمة الوجه:
_”تسنيم” حامـ ـل يا “رمزي”.
تفا.جئ “رمزي”، بل صُدِ.مَ لينظر إليها ليراها تبكي أكثر في أحضانه، لا يعلم ماذا عليه أن يفعل ولَكِنّهُ شعر بالسعادة تغمـ ـر قـ ـلبه ولذلك كان يحمد ربه في هذه اللحظة ويشكره على نعمه التي لا تُعَد ولا تُحصى، نظر إليها ليراها تبكي دا.خل أحضانه لا يعلم أهي سعيدة أم حز.ينة ولَكِنّهُ ربت على رأسها بحنوٍ وقال متسائلًا:
_مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه دلوقتي، إيه اللي حصل مش مبسوطة ولا إيه؟.
حركت رأسها تؤ.كد على حديثه إتبعها قولها الباكِ:
_أنا مش عايزة الحمـ ـل دا، أنا لسه مرتـ ـحتش ولسه عندي هـ ـم كـ ـبير مش هلا.حق عليه.
حينها إحتواها هو مثلما يفعل دومًا ومسّد على ذراعها بحنوٍ وقال بنبرةٍ هادئة يردّ على حديثها بقوله الأكثر تعـ ـقلًا:
_مفيش حاجة إسمها مش عايزة الحمـ ـل دا، دي نعمة مِن ربنا رزقنا بيها لازم نشكره عليها، قولي الحمد لله وإرضي باللي إداهولك ربنا دي نعمة مِن عنده وأنتِ لازم تشكريه عليها أنا عارف إنك لسه تـ ـعبانة ولسه مرتـ ـحتيش بس قولي الحمد لله، ربنا هيهو.ن عليكِ تـ ـعبك وبإذن الله مش هتحـ ـسي بأي تـ ـعب وهيكون خـ ـفيف عليكِ، وأنا معاكِ أهو واخد بإيدك على طول وفـ ضـ ـهرك، مش عايزك تخا.في مِن حاجة ومتقوليش كدا تاني، أي حاجة ربنا يديهالنا لازم نحمده ونشكره عليها، يلا أحمدي ربنا وإستعـ ـيذي بالله وكل حاجة هتعدي وتبقى زي الفُل.
[عودة إلى الحاضر]
تبسمت وهي تتذكر منذ هذا اليوم وهو يهتم بها ولا يتركها وحدها، يرعاها ويظل بجوارها ويُهو.ن عليها ما تبقى مِن شهورها، فيكون بجوارها طوال الوقت وهو مَن يهـ ـتم بصغيرته ويرعاها حتى لا يضـ ـغط عليها ويُلـ ـقي الأحما.ل على عا.تقيها، شعرت بهِ يقـ ـف خلـ ـفها ويقوم بمحاوطتها بذراعه الحُـ ـر وهو يُلثم وجنتها.
_مش مِلا.حق على القمر الكبـ ـير لمَ هلا.حق على الصغيرة، مش نهـ ـدى شوية كدا ونرا.عي قـ ـلب العبد لله اللي حا.له يصـ ـعب على العيل الصغير.
أبتسمت “تسنيم” أبتسامة هادئة وقالت:
_الله أعلم باللي فـ الطر.يق يبقى التالت وتمشي زي التا.يه بينا لا عارف تلا.حق على واحد فينا.
وقف بجوارها بطريقةٍ معا.كسة لينظر إليها مبتسمًا وقال:
_دا يا ألف نهار أبيـ ـض لو كان في قمر تالت، هوزع على اللي أعرفه ومعرفهوش شربات صدقيني وهتصدق ٣ أيام وهساعد اللي محتاج وهعمل كل حاجة، بس نتأ.كد إنه قمر تالت بس، ولو مطـ ـلعش قمر عادي برضوا مش هز.عل بالعكـ ـس يبقى و.لي العهـ ـد وهفرح نفس فرحتي بـ “قمر”، قولي بقى يا “قمرنا” الأول الشاي تمام ولا هستنى شوية؟.
أنهـ ـى حديثه مبتسم الوجه فيما إتسـ ـعت أبتسامتها عن زي قبل وشعرت بالسعادة تغمـ ـر قلـ ـبها وهي تراه سعيدًا وكأنه يحظى بمولوده الأول وليس الثانِ، لَم يفشـ ـل قط في تخـ ـييب آمالها وظنونها به بل يفا.جئها كل يوم مِمَّ يجعلها تشعر أن إختيارها إليه هذه المرة كان صحيحًا مئة بالمئة.
_لسه شوية كمان، إديني ٣ دقايق كمان.
لثم وجنتها مِن جديد وهو يجاوبها بنبرةٍ هادئة:
_٧ دقايق كمان عشان خاطر عيونك يا “قمرنا”، هستناكِ بره أنا و “قمر”.
تحرك مِن المكان وخر.ج أسفـ ـل نظراتها إليه لتزفـ ـر بعمـ ـقٍ وتعتدل في وقفتها وهي تشكر ربها أنه مَنَّ عليها بزوجٍ حنونٍ كـ “رمزي” الذي عوضها عمَّ عا.شته ورأته مع شخصٍ كان قلـ ـبه مِن حجـ ـرٍ لا يعلم عن الإنسانية شيءٍ قسو.ة العا.لم أجمعه داخل قـ ـلبه، أما عن هذا الشا.ب الملتزم الحنون فقد كان العوَّض الجميل لها.
فقد جاء هذا الملـ ـتحي لتعو.يضها عمَّ عا.شته ورأته، فقد رأت حنانه ونقا.ء قلـ ـبه الذي لا يأتي شيئًا بجانب هذا الحقـ ـير الذي عاملها وكأنها خاد.مة إليه وليست بإنسانة مثله كونها امرأة تُحبّ الدلال والمعاملة الحسنة.
_صبرتي ونولتي يا “تسنيم”، جالك المُـ ـلتحي الذي مِن النساء يستحي.
أنهـ ـت حديثها مبتسمة الوجه وهي تلتفت خـ ـلفها تنظر إليه حيثُ يجلس في الخارج يقوم بمدا.عبة صغيرته التي كانت تضحك عا.ليًا وتتجا.وب معه بين الفينة والأخرى، عادت مِن جديد وبدأت تسـ ـكب المياه السا.خنة في الكوب وهي تشعر أنها أسعد امرأة في هذه اللحظة.
__________________________
<“في بعض الأحيان يأتي القـ ـرار في لحظةٍ لَم تكُن في الحُسبا.ن”>
الحـ ـقيقة في مثل تلك المو.اقف تكون قا.سية على المرء، ولَكِنّ في بعض تلك المو.اقف الغير متو.قع حد.وثها يجب على المرء تقبُلها حتى يستطيع المضي قُدُمًا والتعا.يش معها، أما في حالتها تلك فـ يجب عليها أن تُفكر في الأمر جيدًا قبل أن تتخذ القـ ـرار المناسب.
كانت تجلس أمامه تستمع إليه بعد أن أخبرها بجميع التفا.صيل التي كان يجب عليها أن تعلمها وحـ ـقيقة والدها الذي كان يقوم بإقناعهم دومًا أن حالته المادية في المعقول، كانت مند.هشة أمامه وما أ.كد لها ذلك ثقته الكبـ ـيرة التي يتحدث بها أمامها طو.ال الوقت، نقـ ـلت بصـ ـرها إلى زوجها الذي كان يجاورها لتراه ينظر لها نظرةٍ ذات معنى تؤ.كد لها أن حديث “نادر” صحيح فدومًا لديه نظرته الخاصة للأُناس.
نظرت إليه وهي تستمع إليه طو.ال الوقت بعينان ملـ ـتمعتين حتى أنهـ ـى حديثه وتـ ـرك لها حـ ـرية التعبير عمَّ تريد بعدما إستمعت إليه ليد.وم الصمـ ـت بينهم قليلًا كانت هي تشعر بأن قلبها يؤ.لمها فحتى بعد أن ر.حل وتـ ـركهم مازال يريد تعذ.يبها وإلا.مها، سقـ ـطت عبراتها على صفحة وجهها وهي تنظر في نقطةٍ فا.رغة وتضـ ـغط على شـ ـفتيها حتى لا تنخـ ـرط في البكاء المتو.اصل دون توقـ ـف.
إستند “يـوسف” بساعديه على قدميه وهو يضـ ـغط على قبـ ـضة يديه فهو الآن لا يمـ ـلُك شيئًا ليفعله لها فالأمر الآن بينهم ثلاثتهم وهي تمـ ـلُك أحـ ـقية الردّ والتحدث بما تريده، نظرت إلى “نادر” بعينان باكيتين ليشعر هو بما تَمُر بهِ فهذا حـ ـقها، أراد ضمها ومو.اساتها، أراد أن يضم شقيقته للمرة الأولى لهُ ولَكِنّ كان زوجها العا.ئق بينهما في هذه اللحظة.
_يعني في الآخر طلعنا إحنا المظـ ـلومين، إحنا الوحيدين اللي مأخدناش حاجة مِن ورثه، وزع ورثه كله عليكم أنتوا الشبا.ب وسا.بني أنا وأختي وأخويا الكبـ ـير بدون حتى جنيه واحد، ولما هو معاه الورث دا كله حـ ـرمنا مِنُه ليه؟ طب هو ليه مقالناش إن هو إتجوز؟ دا يوم ما ماما عرفت بخبر جوازته التانية مِن أم “بـشير” سا.بتله الدنيا كلها وبعـ ـدت، طب لو عد.يت كل اللي فا.ت هي هتعد.يه أزاي، هتستو.عب أزاي إنه كان عليها ٣ كمان آ.خرهم كانت بـ ـت قد بـ ـنته، ليه مبتفكروش فـ أفعا.لكم قبل ما تعملوها؟ ليه مكتو.ب عليا أتصد.م وأتو.جع ومطلوب مِني بعديها أعـ ـدي وكأن محصلش أي حاجة.
أقترب مِنها “نادر” بعد أن تحرك مِن مجلسهِ ليجلس على ركبتيه أمامها وهو ينظر لها قائلًا بنبرةٍ هادئة:
_لا خالص يا “بيلا”، أنا شايف إنك قاعدة فـ شقة بسم الله ما شاء الله حلوة أوي، مش كل حاجة فلوس إطلا.قًا الحقو.ق والأرزاق بتكون غير كدا، يعني لا أنتِ قاعدة فـ شقة على طو.ب أحمـ ـر ولا شقة يعني مِن بتاعت زمان، شقتك حلوة أوي وتليق بيكِ كمان أنا أول ما دخلتها إنبهرت بيها بصراحة كل حاجة فيها حديثة أنا مِن جمالها قولت بسم الله ما شاء الله، وبعدين معاكِ را.جل تتحسـ ـدي عليه أنا آه معرفهوش معرفة شخـ ـصية بس شوية معلومات قد كدا عرفوني إنه واحد تقـ ـيل وذكي.
_أنا عن نفسي بصراحة وأنا جاي عمال أفكر هدخل منطقتكم أزاي كأنه حـ ـصن منيـ ـع عايز تخـ ـطيط قبل ما الواحد يدخله عشان ميتقفـ ـش، ولمَ شافنا تـ ـحت واقفين معاكِ كان ردّه برضوا عنـ ـيف شوية يعني برضوا رزق أهو، ربنا مديكِ حاجات كتيرة أوي أنتِ يمكن مش واخدة بالك مِنها، بس لازم تاخدي بالك مِنها دلوقتي عشان تعرفي تد.ابير ربنا لينا وإن كل حاجة حوالينا بتحصلنا ساعات مبنكُنْش واخدين بالنا مِنها بس لمَ ييجي علينا وقت بنقعد فيه مع نفسنا ونفكر شوية بنلاقي حكمة ربنا لينا فـ إنه عمل كذا عشان دا بقى وضعنا دلوقتي.
_وأنا أهو يا ستي قدامك جاي بقولك حـ ـقك وحـ ـق أخواتي اللي لسه معرفهومش لحد دلوقتي عندي جاي لحد بيتك عشان أديهولك، الو.رث دا لازم يتو.زع بينا بعدل الله وأنا مش هقبل جنيه واحد مش مِن حـ ـقي، ها جيت لصاحب الحـ ـق عشان أديله حـ ـقه، مش هيديني هو كمان حـ ـقي ويقولي حمدلله على سلامتك يا خويا.
أنهـ ـى حديثه ممازحًا إياها مبتسم الوجه، كانت تظنه سـ ـيء الطبا.ع، قا.سي القلب، متبـ ـجح ومتسـ ـلط، ولَكِنّ ضـ ـربت بأفكارها جميعًا عـ ـرض الحا.ئط وهي ترى نقا.ء قلبه وليـ ـنه أمام عينيها، رأته نسخةٌ مِن أخيها الحبيب “بـشير”، سقـ ـطت عبراتها أكثر على صفحة وجهها وهي تنظر إليه ليَمُدّ هو كـ ـفه ويز.يل عبراتها بإبهامه عن صفحة وجهها بحنوٍ.
نظرت هي إلى زوجها الذي كان ها.دئًا للغاية فهذا لَم يَمُر عليه مرور الكرام بل كان يعلم كل شيءٍ قبل أن يأتي هو ويخبرها بكل شيءٍ، ولذلك أشار إليها بجفـ ـنيه نحو “نادر” الذي كان ينتظر فقط معا.نقة شقيقته الكبرى وتقو.ية علا.قته بها بعد أن كانت شبه معد.ومة بينهما.
نظرت إليه مرةٍ أخرى بعد أن نهضت ونهض هو كذلك متمنيًا عد.م تخـ ـييب آماله بها، بينما كانت هي تتأمله وقلبها يؤ.لمها فباتت ترى نفسها الشقيقة الكبرى بعد أن كانت في الأمس الصغيرة المد.للة، ولَكِنّ لا بأس أن يحظى غيرها بتلك المكانة وتتو.لى هي دور الشقيقة الصغرى.
فـ ـرقَت ذراعيها لهُ وهي تنظر إليه بعينان ملتـ ـمعتين لتتهـ ـلل أسا.ريره وهو يرى إستقبال شقيقته لهُ لير.تمي دا.خل أحضانها يضمها إلى أحضانه بسعادةٍ كبيرة فيما طبـ ـقت هي بذراعيها عليه تضمه وهي تمسّد على ظهره برفقٍ تحاول السيطـ ـرة على نفسها حتى لا تبكي أكثر مِن ذلك، فبدل أن كانت هي وشقيقها الكبير وحدهما باتت تمـ ـلُك أربعة شُبا.ن كالزهرة المتفـ ـتحة في يوم ربيعها وشقيقةٌ حنونة.
فيما ربت “نادر” على ظهرها بحنوٍ وكذلك فعل على رأسها وقال بنبرةٍ مضطـ ـربة بسـ ـبب ما يشعر بهِ مِن مشاعر جيا.شة:
_أنا مبسوط أوي دلوقتي، مبسوط ومرتاح أول ما شوفت القبو.ل مِنك وإنك صدقتيني.
أبتسمت هي بعينان ملتـ ـمعتين وربتت على ظهره بحنوٍ قائلة:
_إحنا أخوات وهنفضل أخوات طول العمر حتى لو مكُنْتش حابب دا غـ ـصب عنك.
أبتسم هو ثم أبتعـ ـد عنها وهو ينظر إليها ليراها مبتسمة الوجه، نقـ ـلت بصرها إلى “أمـير” الذي كان يعقد ذراعيه أمام صدره وهو ينظر إليها نظراتٍ حا.دة لتر.فع هي حاجبها الأيمن عا.ليًا وهو تُشير بيدها نحوه قائلة بنبرةٍ جا.دة:
_خير يا أستاذ أنتَ، ليه بتبُصلي كدا وكأني قتـ ـلالك قتيـ ـل مش كفاية سمحتلك تدخل بيتي بعد قـ ـلة أد.بك دي، ويكون لعلمك أنا دخلتك بس عشان خا.طر “نادر” غير كدا كُنْت خلّيتك بـ ـره زي الأهـ ـبل اللي مطـ ـرود مِن بيت أبوه، بُص عِد.ل أحسنلك.
أبتسم “نادر” وألتفت ينظر إلى أخيه الصغير الذي زفـ ـر بضـ ـيقٍ وأشا.ح برأسه إلى الجهة الأخرى دون أن يُعيـ ـر لحديثها أيا أهمية ليز.داد غضـ ـبها نحوه أكثر ولذلك أبعـ ـدت “نادر” عن طريقها وأقتربت مِن الآخر بخطى هادئة حتى تو.قفت أمامه وبدأت تطا.لعه بنظراتٍ جا.دة.
_يعني مش هتعتذر وتُبص فـ و.شي؟.
نطـ ـقت بها بنبرةٍ جا.مدة وهي تنظر إليه لترى أبتسامة جانبية تعلـ ـو ثغره ويبدو بالنسبة إليها أنه يسخـ ـر مِن حديثها ولذلك أشعـ ـل فـ ـتيلة غضـ ـبها لتقوم هي بجذ.ب أذ.نه وهي تهتف قائلة:
_يعني مش قـ ـليل الأ.دب بس لا وكمان قلـ ـيل الذو.ق عشان لمَ تكون أختك الكبيرة بتكلمك تبُصلها وتقولها حاضر ونعم بس شكلك قـ ـليل الأ.دب وهتتعـ ـبني معاك كتير.
تأ.وه هو بسبب جذ.بها لأ.ذنه بطريقةٍ مؤ.لمة ليُحاول إبعا.د يدها عنه وهو يقول:
_إيه يا “بليلة” أنتِ و.دني في إيه أوعي.
_وكمان بتنطق أسمي غـ ـلط، أسمي “بيلا” يا مفجو.ع، أنا نفسي أعرف مين الجا.هل اللي سماك “أمـير”، الإسم ملهوش علا.قة بالشكل نها.ئي ولا الشخصية.
أنهـ ـت حديثها وهي مازالت تقوم بجذ.ب أ.ذنه لتسمع “يـوسف” يقول:
_المفروض يكون أسمه “بُرعي”، أسم “أمـير” مش لايق عليك بصراحة.
نظر إليه “أمـير” وإستشا.ط غـ ـضبًا ليقول بنبرةٍ حا.دة:
_د.مك تقـ ـيل على فكرة.
نظر إليه “يـوسف” وأبتسم إبتسامة خبـ ـيثة للغاية، فـ ـتح الباب وألقا.ه خار.ج منزله ليستدير “أمـير” وهو ينظر إليه بذ.هولٍ حينما سمعه يقول:
_كدا هيبقى د.مي أتـ ـقل، عشان تـ ـقل أد.بك تاني يا… “أمـير”.
أنهـ ـى حديثه وأغـ ـلق الباب في وجهه ليظل مكانه دقائق معد.ودة يحاول إستيعا.ب ما حد.ث ليصـ ـيح بغـ ـضبٍ بهِ قائلًا:
_على فكرة أنتوا عيلة قـ ـليلة الأد.ب مشوفتوش تر.بية ساعة واحدة على بعض.
لحظاتٍ معد.ودة وفـ ـتح “يـوسف” الباب مرةٍ أخرى وهو ينظر إليه مبتسم الوجه قائلًا:
_إحنا عيلة زبا.لة بنـ ـت *** إيه رأيك كدا؟ يارب تكون إر.تحت.
أنهـ ـى حديثه وأغـ ـلق الباب في وجهه مِن جديد أسفـ ـل نظرات “أمـير” المصد.ومة الذي ضـ ـرب بكلا كفيه وهو يقول:
_إيه ياربي البجا.حة اللي فيهم دي!.
____________________________
<“الأخ الكبيـ ـر دومًا الإحتواء بذاته”>
كان “أكرم” يجاور زوجته “سلمى” وهو يضم صغيرته إلى أحضانه ينظر إلى هاتفه الذي كان يمسكه بيده الأخرى، بينما كانت هي تهـ ـدهد صغيرها الذي بدأ يخلد إلى النوم مؤ.خرًا داخل أحضانها، صدح رنين هاتفه عا.ليًا برقم أخيه الذي تغيّـ ـب عنهم لسويعات.
_أهلًا بالبيه اللي قفـ ـل تليفونه خالص ومنعرفش عنه حاجة بقالنا ١٧ ساعة، إيه يا “بـشير” أنتَ هتسو.ق العو.ج ولا إيه.
كان جا.دًا معه في الحديث ونبرته صا.رمة، فهو كان مر.تعبًا عليه كثيرًا حينما حاول مهاتفته العديد مِن المرات حتى يأ.س مِن المحاولات الفا.شلة، فيما شعر “بـشير” بالضـ ـيق مِن حوله ليقول بنبرةٍ مخـ ـتنقة:
_”أكرم” أنا مخنـ ـوق أوي وتـ ـعبان ومحتا.جلك، فا.ضي أطلـ ـعلك ولا لا أنا تـ ـحت البيت عندك.
عقد “أكرم” ما بين حاجبيه وهو متعجبًا مِن نبرة صوت أخيه التي لَم تطمئنه البتة، نظر إلى زوجته وقال بنبرةٍ هادئة:
_موجود وفا.ضي، أطـ ـلع أنا مستنيك.
أنهـ ـى المكالمة معه ثم نظر إلى زوجته التي نظرت إليه لتسمعه يقول بنبرةٍ هادئة:
_”بـشير” أخويا طا.لع وشكله كدا فيه حاجة، أدخلي الأوضة دلوقتي لحد ما أشوف فيه إيه.
حركت رأسها برفقٍ لتنهض وهي تحمـ ـل صغيرها متجـ ـهة إلى غرفتهما فيما لَحِقَ بها حتى يضـ ـع صغيرته بجوار أخيها حتى يستطيع الجلوس مع أخيه بشكلٍ أكثر أر.يحية، خرج مِن جديد وأغـ ـلق الباب خـ ـلفه ليسمع صوت رنين جرس المنزل خاصته يرن عا.ليًا.
توجه إليه وفـ ـتحه ليرى أخيه الصغير في حا.لةٍ ير.ثى إليها، تفا.جئ كثيرًا حينما رآه بتلك الحالة ليجذ.به نحوه ويُغـ ـلق الباب خلفه قائلًا:
_إيه ياض دا إيه اللي بهـ ـدلك كدا؟ في إيه يا “بـشير” أنطـ ـق.
أنهـ ـى حديثه وهو ينظر إليه بذ.هولٍ شـ ـديدٍ وهو لا يصدق ما حد.ث إلى أخيه الصغير الذي نظر إليه بعينان ملتـ ـمعتين وقال بنبرةٍ مر.هقة:
_أنا تـ ـعبان، تـ ـعبان أوي يا “أكرم” ومليش غيرك دلوقتي أجري عليه.
أخذه “أكرم” وتوجه إلى غرفة المعيشة ليجلسان سويًا ويبدأ “بـشير” يقـ ـص عليه ما حد.ث بالتفصـ ـيل، فيما كان “أكرم” يستمع إليه بإنصا.تٍ شـ ـديدٍ دون أن يتحدث متفا.جئًا بما تسمعه أذ.نيه، وحينما أنهـ ـى حديثه أجـ ـهش في البكاء ليكون الآخر المتحـ ـكم في قراراته ويقوم بجذ.به إلى أحضانه يو.اسيه ويمسّد على ظهره بحنوٍ.
شعر بالحز.ن لأجله وشعر بهِ لأنه كان في يومٍ مِن الأيام محـ ـله ولذلك هو يعلم تمامًا هذا الشعور المقيـ ـت الذي يشعر بهِ أخيه الآن، شـ ـدد مِن عناقه إليه وقال بنبرةٍ هادئة حز.ينة:
_ولا تز.عل نفسك يا.ض، أنتَ الكسبان وهي اللي خسـ ـرانة أنا عارف إنك مو.جوع وحسيت إنك مـ ـلكش لاز.مة بعد كل اللي حصل دا، وعارف إنك كُنْت مستني الشـ ـفقة أو الحز.ن فـ عيونها والند.م، بس هي لو كانت فعلًا كدا يا حبيبي مكانتش سا.بتك ومـ ـشيت، بس صدقني هي مش با.قية عليك، بس فـ الأول والأخير هي أُمّ وهتفضل أمّك دي حاجة متقدرش تغـ ـيرها ولا تنـ ـكرها، وللأ.سف مهما عملوا مش هتعرف تبعـ ـد عنها نها.ئي هييجي عليك وقت وهتحـ ـن.
_أنسـ ـى دلوقتي وحاول تخر.ج مِن كل دا أهم حاجة دلوقتي إنك كويس، أنا كُنْت خا.يف عليك أوي بجد، أول ما شوفتك قلـ ـبي هـ ـدي ونا.ري بر.دت.
أتاه جواب أخيه حينما قال بنبرةٍ باكية وهر مازال يقـ ـبع دا.خل أحضانه:
_أنا مش قا.در واللهِ يا “أكرم”، وجـ ـعتني أوي، أنا كُنْت مبسوط أوي لمَ لقيتها بتجـ ـري عليا فـ المطار وتحضني، قولت خلاص الدنيا ضحكتلي وأُمّي رجـ ـعتلي تاني، قولت هو اللي كدا.ب وضحك علـ ـيا وأستغـ ـل إني صغير بس طـ ـلعت هي اللي كدا.بة وبتضـ ـحك عليا وهو عمل كدا عشان خا.طر يحا.فظ عليا مِنها، لأول مرة هي تخذ.لني وهو ينصفـ ـني، قـ ـلبي وجـ ـعني أوي وأنا شايف قسو.تها فـ عيونها وأفعا.لها يا “أكرم”، حسيت إني مش أبنها ولا هي أُمّي.
ألتـ ـمعت العبرات في مُقلتي “أكرم” الذي تأ.ثر كثيرًا بحديث أخيه الصغير الذي كان يبدو عليه أنه متأ.ثرًا كثيرًا بأفعا.ل والدته التي خا.لفت كل توقعا.ته وصد.مته بأحاديثها، فيما شـ ـدد “أكرم” مِن عناقه إليه وحاول السيـ ـطرة على عبراته قد.ر المستطاع ليصمـ ـت بعد حديث أخيه وهو لا يَمـ ـلُك القد.رة على الحديث فتأ.لم كثيرًا بحديث أخيه وكل ما فعله هو أن يُهو.ن عليه ويو.اسيه ويحتويه بعناقه الذي كان خيرُ عو.نٍ لهُ.
__________________________
<“إتضـ ـحت الأمور نُصـ ـب عينيه الآن”>
توجه “يـوسف” إلى قسـ ـم الشـ ـرطة عاز.مًا على فهم ما يحد.ث حوله فقد بات يشعر بالتشـ ـتت بسـ ـبب ما يحد.ث حوله خصيصًا حينما أ.كدت إليه والدته أنها لا تَمـ ـلُك سواه هو وشقيقته، ولج إلى الد.اخل وبدأ الحديث بينه وبين الضا.بط.
_عايز أسأل على “هاشم عدنان المحمدي” هو كان جاي فـ قضـ ـية شـ ـروع فـ قتـ ـل.
نطـ ـق بها “يـوسف” وهو ينظر إلى الضا.بط الذي قال:
_”هاشم عدنان المحمدي”؟ ثوانِ.
حرك “يـوسف” رأسه برفقٍ ليبدأ الضا.بط في فحص سجـ ـل الأسماء أسفـ ـل نظرات “يـوسف” الذي كان يتابعه بترقـ ـبٍ وهو يشعر بالقـ ـلق يتسـ ـلل إلى قلبه، لا يعلم لِمَ ولَكِنّ هذا ما شعر بهِ، مرَّت لحظاتٍ ونظر إليه الضا.بط وقال بنبرةٍ هادئة:
_لا معندناش حد بالإسم دا هنا.
تعجب “يـوسف” كثيرًا ليبدأ الشـ ـك يسا.ور قلبه قائلًا:
_أزاي، دا جه هنا مِن ٣ شهور تقريبًا أزاي.
_زي ما بقولك كدا، محدش عندنا هنا بالإسم دا خالص.
شعر “يـوسف” بالحـ ـيرة مِن أمـ ـره ليخر.ج خار.ج القسـ ـم وهو في حالةٍ غير عادية فبدأ يتأكد أن كل ما حد.ث معه كان مجرد لُعبة! أيعـ ـقل أنهم قد نصـ ـبوا فـ ـخًا وأو.هموه بما يريدون حتى يستطيعون فعل ما خـ ـططوا إليه؟
تبد.لت معالم وجهه حينما تأ.كد أنه قد تم خدا.عه مِن قِبَلهم ليقول بنبرةٍ حا.قدة:
_يا ولاد الـ***، ضحكت عليا بنـ ـت الـ*** وبعتت أتنين مِن أتبا.عها عشان يضحكوا عليا ويساو.موني بعد كدا، وربنا المعبود ما هتطـ ـلعي مِن تحـ ـت إيدي عا.يشة وهند.مك على اللي عمـ ـلتيه فيا وفـ بنـ ـتي، أنا تحاولي تقتـ ـليني؟ مو.تك قريب يا “شيراز”.
عبـ ـث في هاتفه قليلًا ليقوم بطلب رقم صديقه الرو.حي الذي لحظاتٍ وكان معه على الخط ليسمعه يقول:
_”سـراج” عايز أقابلك ضـ ـروري، لا مش هستنى لحد بليل عايز أقابلك دلوقتي أتصـ ـرف، فـ مكانا المعتاد نص ساعة وتكون عندي.
في مخز.نهم القا.بع في الحارة.
كان “سـراج” يقـ ـف أمام صديقه الذي كان يتحدث طيـ ـلة الوقت يتابعه بعينيه ويستمع إليه بإنصا.تٍ شـ ـديدٍ.
_صدقني يا “سـراج” بنـ ـت الـ*** دي عاملة عليا مؤا.مرة، مش بعيـ ـد عليها تعمل أي حاجة طالما فيها أذ.يتي، بعتت أكيد حد مِن أعوا.نها أيًا كانوا تبع أنهي قـ ـبيلة وجسـ ـدتهم على هيـ ـئة بني آدمين طبعيين زينا عشان تأ.ذيني، كانت مخـ ـططة لمو.تي يا “سـراج” أنتَ و.اعي للي بقوله؟.
زفـ ـر “سـراج” بعمـ ـقٍ ونظر إليه نظرةٍ ذات معنى وقال بنبرةٍ هادئة:
_ماشي خلّينا نمـ ـشي على كلامك، أشمعنى محر.ضتش بـ ـنتك مِن الأول عليك للعلم هي كانت قا.درة تعملها وتقلـ ـبها ضـ ـدنا، بس هجاوبك أنا وأقولك هتقدر تعمل الأكتر مِن كدا عارف ليه؟ عشان “كـين” باشا قتـ ـل “صمويل” وأتبا.عه والخـ ـبر أنتشـ ـر وهي و “ماري” عرفوا دلوقتي وبيحضروا نفسـ ـهم عشان فـ أي وقت هيدونا خـ ـبطة جا.مدة وبرضوا عنـ ـيهم على البـ ـت لحد دلوقتي ومش هيسكـ ـتوا غير وهي معاهم عشان يستخد.موها فـ الشـ ـر
_يمين بعظيم لـ أكون دا.خل السجـ ـن فيهم كلهم لو حد فكر بس بينه وبين نفسه إنه يقر.ب مِن بنـ ـتي ولا يأ.ذيها، بنـ ـتي خـ ـط أحمـ ـر عـ ـريض عندي، بقولك إيه لازم نخلـ ـص مِن كل الحوا.رات دي دلوقتي أنا مش عايز أأ.ذي بنـ ـتي بسكو.تي دا، إتصر.ف ولو كدا يا عم أنا مستعـ ـد أسافر بيها ونخلـ ـص، بس بنـ ـتي عندي أهـ ـم مِن كل حاجة.
هكذا كان ردّ “يـوسف” المنفعـ ـل على حديث صديقه الذي كان ينظر إليه مستمعًا لهُ وحينما أنهـ ـى حديثه أجابه بنبرةٍ هادئة وقال دون تعقـ ـلٍ مِنهُ:
_خلاص فـ خلال يومين هنبقى مسافرين هناك ومش هنر.جع غير لمَ كل حاجة تخلـ ـص خالص وكل واحد فينا ير.جع لحياته الطبيعية.
_وأنا موافق.
في بعض الأحيان وفي لحظة إنفعا.لٍ تأتي قر.اراتنا السر.يعة دون أن نر.تب لها أو نعلم مدى خطو.رتها ونتا.ئجها فيما بعد، ولَكِنّ قد يأتي قر.ارٌ واحدٌ صحيح يغير مسا.ر حياتنا إما للأفضل أو للأسـ ـوأ، وفي حالة “يـوسف” تلك لربما يحد.ث الإثنين معًا، ترى هل سيحا.لفه الحـ ـظ هذه المرة وينتصـ ـر هو في هذه المعـ ـركة الطا.حنة التي لا يعلم إلى أين تقوده حتى الآن، أم أن للقدر رأيٌ آخر؟.
________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جعفر البلطجي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *