روايات

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الفصل الرابع عشر 14 بقلم نسمة مالك

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الفصل الرابع عشر 14 بقلم نسمة مالك

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به البارت الرابع عشر

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الجزء الرابع عشر

تزوجته فقيرا فأغناني الله به
تزوجته فقيرا فأغناني الله به

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الحلقة الرابعة عشر

بفرحه غامره فشل فى أخفائها تحدث أيوب..
“أنتى حامل يا حبيبة”..
وزعت حبيبة نظرها بينه وبين شقيقتها ببلاهة،ترقرقت الدموع بعيونها، ووضعت يديها على وجهها، وكأنها تحلم وتحاول أن تفيق، كانت فى بئر حزن على فقيدها الغالى،ولكن الله مد يده الكريمة من السماء وأجزل لها العطاء،
ضحكت قائلة بصوت متهدج..
“أيوب انت قلت ايه انا سمعت صح ؟؟”..
هبة كانت تراقب ردة فعل شقيقتها، فرحتها كماء بارد أثلج صدرها المشتعل قهراً، ما أجمله من عوض لنا جميعا يا الله، احتضنت هبة حبيبة قائلة..
“ربنا عوضنا يا حبيبة ربنا كرمه كبير أوى “..
ضمتها حبيبة بقوة، تغمرها السعادة، وكأنها تشعر بحياة طفلها بداخلها ونبضه، على استحياء سحبت هبة نفسها من حضن شقيقتها،وهمست بأذنها بخجل..
“هاطلع بره شويه أكيد فيه كلام عايزه تقوليه لجوزك”..
وقفت وهي تغمز لها وتربت على كتفها بحنان..
“مبروك يا حبيبتى”..
سارت نحو الباب وهمت بفتحه لكن صوت حبيبة الباكى أوقفها..
“هبه”..نظرت لها هبه بلهفه،فتابعت بقلق..
“ماما وبابا كويسين؟ “..
تلجمت هبه،ونظرت لأيوب تستنجد به حتى يتحدث هو..
جذب أيوب مقعد وجلس بجوار سرير حبيبة،ممسك بيدها بين كفيه، وبتعقل تحدث..
“تعالى ياهبه من فضلك،واسمعى الكلمتين اللى هقولهم دول”..
اقتربت هبه منهم مره اخرى، تنظر له بهتمام،تحثه على أستكمال حديثه..
صمت ايوب لوهله،وبأسف تابع..
“اللى حصل عمل لمامتكم صدمه و؟ ”
قطعت حبيبة حديثه قائله ببكاء..
“قصدك جلطه؟”..
تنهد أيوب بالم لألم زوجته،وحرك رأسه بالأيجاب،
لتنفجر حبيبة ببكاء مرير،فأسرع هو بالجلوس جوارها على الفراش وجذبها داخل حضنه ،وبتأكيد تابع..
“حبيبة اهدى،مامتك الحمد لله كويسه،وأول ما نظبط السكر والضغط هنعملها عمليه بسيطه وإن شاء الله ترجع احسن من الأول”..
ربتت هبه على يد حبيبة وبابتسامه تحدثت..
“كفايه عياط يا بيبة،ماما بأذن الله هتبقى كويسه،وابسطى يا ستى جوزك الدكتور أيوب هو اللى هيعمل العمليه لماما بنفسه”..
ضيقت حبيبة عيونها ونظرت لأيوب وتحدثت بدهشه..
“أزاى هتعمل لماما العمليه وانت لسه متخصصتش يا أيوب؟؟”..
أبتسم لها أيوب،وبأحراج مصطنع تحدث..
“احححم،يعنى انا عمال اقول لأختك وباباكى انا هعمل العمليه بنفسى لحماتى وانتى فى لحظه تكشفى المستور كده”
،عبث بملامحه وتابع بعتاب..”طيب استرى على جوزك يا بيبه”..
نظرت حبيبة لشقيقتها بابتسامه من بين دموعها وبحب تحدثت..
“هبه حبيبتى مبطلعش سر لحد ابدا،اطمن”..
أيوب:بجديه..هو مش سر ولا حاجه،وانا فعلا هدخل مع مامتك العمليات ومش هسبها،بس هكون دكتور مساعد للدكتور المتخصص اللى هيعمل العمليه”..
أثناء حديثه رن هاتفه فاسرع بالرد عليه،فاشارت هبه لشقيقتها انها ستخرج لتطمئن على والدها،واتجهت نحو الباب،ليوقفها أيوب مره أخرى وتحدث بدهشه..
“هبه انتى طالبه أكل من بره؟”..
هبه:بستغراب..”أكل أيه؟؟”..
أيوب:”فى واحد واقف تحت فى الاستعلامات بيقول جيبلك ساندوتشات المربى بالقشطه؟؟”..
ظهر التفاجئ على وجه هبه،وبذهول تمتمت بصمت..
“معقول يكون احمد بتاع السندوتشات؟!”..
أيوب:”خليكى وانا هكلم حد من الأمن يحسبه ويجبلك الأكل”..
هبه:بفضول”لا يا أيوب انا هنزله من فضلك متخليش حد يمشيه”..
نهت جملتها وسارت لخارج الغرفه،أسرع أيوب خلفها،وجد عبد الرحمن يقف مستندا على الحائط فأشار له وتحدث برجاء..
“أنزل مع هبه يا عبد الرحمن من فضلك”..
عبد الرحمن:بابتسامه متسعه..”انت تؤمر يا أيوب باشا..
سارت هبه معه صامته بستحياء،قطع هو هذا الصمت وتحدث بهدوء..”على فكره طليقك اتقبض عليه وهيتسجن على اهماله وقذارته واللى ع”..
قطعته هبه ببعض الحده..
“يتسجن او لا ميخصنيش”..
تنهد عبد الرحمن براحه وشبه ابتسامه ظهرت على شفاتيه،ولكنها تلاشت سريعا حين لمح شخص ما هب واقفا وأقترب منهم بلهفه،متجه نحو هبه..نظر هو لهبه فوجد ملامحها مذهوله،أقتربو منه وتحدثت هبه بستغراب..
“احمد!!!عرفت منين انى هنا؟؟؟”..
نظر لها بدر نظره متألمه لملامحها الحزينه،الباهته،متمتاً بصمت..
“يا الله على حزنك،عيونك وقلبك بيصرخو من الوجع يا هبه”..
تنقل عبد الرحمن بنظره بينهم،وتحدث بحاجب مرفوع موجه حديثه لبدر..
“خير يا حضرة؟؟”..نظر لهبه ببعض الحده جعل هبه تبادله النظره بأخرى مذهوله من حدته معها وتابع بتسائل..”انتى تعرفى الاستاذ دا يا هبه؟”..
هبه:”ايوه اعرفه”نظرت لعبد الرحمن..”تقدر تتفضل حضرتك و؟؟”..قطعها عبد الرحمن بابتسامه زائفه..
“لا اتفضل ايه”..نظر لبدر نظره حارقه،”انا معاكى وهنرجع سوا”..
لم يبالى بدر لحديثه ولا لنظراته الناريه،وبرازانه وهدوء تحدث لهبه..
“انا عرفت اللى حصلك،البقاء لله يابشمهندسه”..
هبه:بتنهيده..”ونعمه بالله،بس برضو مقولتش عرفت ازاى؟؟”..
بدر:بابتسامه..”اللى مهتم بحد بيسأل عن أخباره،واللى يسأل ميتوهش”..توردت وجنتين هبه بحمرة الخجل،وبجمود تحدثت..”شكرا على اهتمامك وسؤالك،صمتت لوهله وبصرامه تابعت..ومافيش داعى تتعب نفسك بعد كده تانى”..
تعمدت تحدثه بهذه الطريقه لتقطع خيوط الامل التى تراها بعيناه،فقد اغلقت قلبها،لا تريد خوض اى تجربه أخرى،
يكفى ما حدث لها من زوجها السابق وما تركه بقلبها من ألالم مبرحه لن تطيب بسهوله..
ظهرت الراحه على وجه عبد الرحمن،فطريقتها الحاده مع بدر طمئنت قلبه،وظن ان الطريق سيكون خالى امامه ليستطيع الحصول على قلبها..
نهت حديثها وابتسمت بصتناع لبدر،وسارت من أمامه مسرعه خلفها عبد الرحمن،ليوقفها صوت بدر الصارم..
“هبه أستنى”..
صوته الصارم جعل قلبها ينقبض بخوف لا تعلم سببه..
حبست انفاسها ورسمت الجديه والبرود على وجهها والتفت مره اخرى تنظر له ببرود..
اقترب بدر منها،ومد يده لها بعلبه صغيره،فضيقت هبه عيونها ونظرت له بتسائل،ابتسم لها أبتسامته المطمئنه،الحنونه قائلاً..
“دى سندوتشات المربى بالقشطه بتاعت انهارده والأيام اللى غبتى فيها”..
أخذتها هبه منه بلهفه وبمتنان تحدثت..
“بجد متشكره جدا،أغمضت عيونها بقوه تحاول التحكم بدموعها وبأسف تابعت..تخيل انا مش فاكره اخر مره كلت فيها أمتى”..
نظر بدر لعيونها بعمق وبتأكيد تحدث..
“طيب اعملى حسابك من انهارده اليوم اللى مش هتيجى فيه تاخدى سندوتشاتك..
تمعن النظر بعيونها اكثر فأسرعت هبه بخفض عيونها بخجل..هجبهالك انا لحد عندك”..
نظر له عبد الرحمن بشفاه مرفوعه وهم بالحديث،ولكن بدر سار نحو الخارج قائلاً..سلام يا بشمهندسه..
نظر عبد الرحمن لهبه وبغيظ تحدث..
“طيب اتفضلى انتى اطلعى وانا هحصلك حالا”..
حركت هبه رأسها بالأيجاب وسارت نحو الداخل..
هرول عبد الرحمن خلف بدر حتى وصل اليه ووقف امامه واضعا يده بخصره،وببعض السخريه تحدث..
انت جاى تهز طولك مخصوص علشان تجبلها السندوتشات؟؟!..تحولت ملامحه لأخرى صارمه وبأمر تابع..
“هات بطاقتك يله”..
نظر له بدر بتفهم،وبابتسامه مستفزه تحدث..
“بطاقتك!!، ويله!!”..اقترب منه خطوه..”ودا ليه ان شاء الله”..
عبدالرحمن:بحاجب مرفوع..علشان انا ظابط..
ضحك بدر بصوته كله، وربت على كتفه ببعض الحده وبفخر تحدث..”طيب يا عم الظابط انا عبد فقير الى الله وواقف فى الشارع على عربيه تيك اوى مع أبويا “..
عبد الرحمن:بغيظ..”امممم،وكل الزباين اللى بتشترى منك لما تغيب تجبلهم الاكل لغايه عندهم؟؟”..
بدر:”لا طبعا مش كلهم”..اقترب من أذنه وتابع بابتسامه متسعه..”نسيت اقولك انا كمان دكتور فى كليه الهندسه،وهبه تبقى طالبه عندى”..
اتسعت أعين عبد الرحمن بذهول،والتزم الصمت لدقائق،ينظر للفراغ امامه بتفاجئ..
وحين انتبه لحاله كان قد رحل بدر،تاركه يتخبط بذهوله وصدمته،فهبه قد راقت اعجابه بشده،وقد رأى نظارات الاعجاب باعين هذا البدر،جز على اسنانه بغيظ حين أيقن ان خاصيمه لا يستهان به..
ولكن القرار الأخير بيد هبه،التى لا ترى أى منهم من الاساس،فهى غارقه بحزنها على صغيرها،وقلقها على اسرتها..
……………………………………..
..بغرفه حبيبه..
يضم أيوب حبيبه بكل قوته،وينثر قبلات متفرقه على كافة وجهها،وكلتا يدها،وبسعاده غامره يتحدث بين كل قبله وأخرى..
“الف مبروك يا حبيبة أيوب”..
ضمته حبيبة داخل حضنها بلهفه،ويدها تربت على ظهره بحنان بالغ،وببكاء همست..
“مبروك علينا يا حبيب حبببة”..أمسكت وجهه بين كفيها وبخجل تابعت..”رغم كل الاحتياطات اللى كنت عاملها الا ان ربنا اراد انى أحمل منك يا أيوب”..
أيوب:بابتسامه راضيه..”ارادة ربنا فوق كل شيئ يا حبيبه”..
قبل جبهاتها وضم رأسها داخل صدره واكمل بصوت اختنق بالبكاء..”الحمد لله ان ربنا رأف بقلبى وحفظك ليا يا حبيبتى”..
دفن وجهه بعنقها وتابع بغصه مريره..”لو كان جرالك حاجه كنت هموت فيها يا حبيبه”..
قبلت حبيبه كتفه بعنق،وذادت من ضمه داخل حضنها وبلهفه تحدثت..
“فداك عمرى وروحى يا حياة حبيبه”..
رفع ايوب رأسه ونظر لها بعيون تصرخ بعشقها ،وتحدث بتعقل..
“انا بعترف أنى غلطان فى حقك..قبل وجناتيها بحب..حقك عليا يا حبيبتى،كان لازم ابنى باقى الشقه فى اسرع وقت،
صمت لوهله وهبطت دمعه حارقه من عينه التقطتها حبيبه بشفاتيها كعادتها،وبفزع تابع..الحمد لله انك مكنتيش فى الصاله وقت وقوع السقف..نظر لقدمها المصابه وتابع بأسف..
التعويره اللى فى رجلك دى انا السبب فيها ومش هسامح نفسى عليها ابدا يا حبيبه..
حبيبه:بابتسامه حانيه..أيوب يا حبيبى اطمن انا الحمد لله بخير،سارت بأناملها على لحيته برقه..انت فاكر انى مش عارفه انت أخرت بنا الشقه لحد دلوقتى ليه؟..
نظر لها ايوب بدهشه،فحركت هى رأسها بالأيجاب وتابعت بتأكيد..عارفه يا أيوب أنك مستنى أخواتك علشان تبنو شقه أبوكم بأديكم سوا..
أيوب:بابتسامه متألمه يخفى بها دموعه..تفتكرى هيرجعو فى يوم يا حبيبه..بكى بقهر..دول أستقرو بشغلهم هناك وأحتمال مينزلوش مصر تانى..
ضمت حبيبه رأسه داخل صدرها،كانه طفلها الصغير وليس زوجها،تربت على كتفه وظهره بحنان بالغ وبثقه همست بأذنه..
“هيرجعو يا أيوب..قبلت جبهته..ماما زينب هتجبهم والله وهيرجعو لحضنك لانهم ميقدروش يستغنو عنك”..
ظل أيوب مستكين بحضن زوجته قليلاً..يستمد منها القوة على التحمل،لينتبه لرنين هاتفه،فنتفض معتدلا وبلهفه،وفرحه تحدث حين لمح اسم شقيقه..
“دا ايمن اخويا بيتصل”..ضغط زر الفتح وبغضب مصطنع تحدث..”هو دا اللى قولتلك متغبش عن؟!”..
قطع حديثه حين استمع لصوت بكاء شقيقه،ارتعد قلبه وبهلع تحدث..”فى أيه يا ايمن؟!”..
أيمن:بنحيب”أيوب الحقنى يا أخويا”..
هب أيوب من جوار حبيبه وبدأ يسير ذهااً وأياباً كالأسد الحبيس وبفزع تحدث.”مالك يله،فييييك ايه انطق”..
ايمن:بصعوبه من شدة شهقاته..”أبنى،ابن اخوك أيوب الصغير بيموت،ومحتاج عمليه فى القلب ضرورى وهنا رافضين يعملو العمليه لأن نسبه نجاحها ضئيله جداااا”..ذادت حدة بكائه وبندم تابع..”ربنا بيجبلك حقك منى على اللى عملته فيك يا أيوب”..
أيوب:بغضب حارق..”انت فاكر أيوب الصغير أبنك لوحدك ولا ايه يله؟!”..هبطت دموع أيوب بكثرة وتابع بتأكيد”دا أبنى يمكن اكتر منك كمان يا ابن ابويا،صمت لوهله يحاول السيطره على بكائه وبأمر تابع..”حالا تبعتلى كل التقارير اللى تخص حاله أيوب على الواتس”..
ايمن:بطاعه..هحضرهم حالا وابعتهوملك،بس خد كلم ماما عايزه تطمن عليك، على ما انا اجهز التقارير كلها علشان ابعتهالك”..
أعطى الهاتف لوالدته التى اخذته بلهفه وتحدثت بشتياق وبكاء حاد..
“أيوب يا قلب أمك واحشتنى ياضنايا”..
تأوه أيوب بصوت عالِ،وبتنهيده متألمه تحدث..
“انتى اللى واحشتينى أكتر يا أم أيوب،طمنينى عليكى يا حبيبتى،صحتك عامله ايه دلوقتى”..
أنتبه أيوب لزوجته التى تبكى من شدة تأثرها بصمت،فاسرع نحوها ووقف جوار فراشها محتضن رأسها داخل حضنه،ملتفه هى بكلتا يدها حول خصره،مستنده برأسها على صدره تستمع لنبض قلبه بستمتاع وأبتسامه عاشقه تزين ثغرها رغم بكائها ودموعها المتساقطه بغزاره”..
زينب:برضا..”الحمد لله يا حبيبى انا كويسه اطمن”..بكت..”بس اخواتك محتاجنلك يا أيوب”..
اذدات حدة بكائها وبرجاء تابعت..”تعالى يا حبيبى أقف فى ضهر أخواتك وقويهم بيك زى ما دايما بتقف فى ضهرهم”..
أيوب:بتأكيد..”أجلكم زاحف يا أم أيوب”..
زينب:بثقه..”عارفه يا ضنايا،وعلشان كده جهز شنطتك و أخوك هيحجزلك على أول طياره”..جملة زينب اخترقت سمع حبيبه بوضوح،رفعت رأسها ونظرت لأيوب بصدمه وبيقين تمتمت بصمت..
“أيوب مستحيل يسبنى ويسافر”..
…………………………………..
..مرت عدة أيام..
بالمشفى..
لم تفارق هبه والداتها وشقيقتها..
تغفى للحظات قليله أثناء جلوسها على المقعد،ولكنها تنتفض بفزع حين تستمع لصوت بكاء صغيرها الذى لا يفارقها حتى أثناء يقظتها..
دمعه حارقه هبطت على وجنتيها،وتأوهت بصمت وتمتمت بألم حاد..
“رحمتك بقلبى ياااارب “..
فكم الصدمات التى تتعرض لها تفوق قدرة أستيعابها،
بينما هى صامده،صابره،محتسبه،وعلى يقين أن الأتِ سيكون أفضل،وسيعوضها الله خيراً..
شبه ابتسامه ظهرت على شفاتيها حين تذكرت هذا الأحمد الذى يجلب لها طعامها المفضل يومياً،
حتى انها أصبحت تعيش على شطائر المربى بالقشطه الذى يجلبها لها،رغم معاملتها الجافه والحاده معه،الا انه لم يتوقف عن احضار الشطائر لها..
حركت رأسها بيأس حين تذكرت تصرفات عبد الرحمن الغير مشرفه على الأطلاق،وشجاره مع بدر المستمر فور رؤيته دون ادنى مبرر،نفخت بضيق وتمتمت بسرها بوعيد..
“شكلى هخلى بابا يطردكم بلا راجعه انتو الاتنين علشان ارتاح من وجع الدماغ دا”..
انتبهت لصوت والدتها تبكى بضعف وصوت مكتوم..
هرولت اليها،وامسكت يدها تقبلها بحب وبلهفه تحدثت..
“ماما”قبلت جبهتها بعمق..”يا حبيبتى انا أهو”..
تنظر لها نجوى بعيون نادمه يغرقها الدمع،وبرجاء وتوسل همست..
“هبه حقك عليا انا السبب فى اللى جرالك يابنتى”..
هبه:بحنان..”هششش..اهدى يا حبيبتى”..أبتسمت لها أبتسامتها المطمئنه وتابعت بتأكيد..
“ماما دا قدر ربنا،وانا الحمد لله راضيه بقضاءه”..
قبلت يدها مرات متتاليه..
“أهم حاجه انتى تقوملنا بألف سلامه ياحبيبتى”..
زالت دموعها وتابعت بفرحه غامرة..
“علشان حبيبه هتجبلك حفيد قريب جدا بأمر الله”..
اتسعت أعين نجوى بذهول،وظهرت الفرحه على ملامحها،وأذدادت حدة بكائها،وتحدثت بعدم تصديق..
“بجد يا هبه؟!..اختك حامل؟؟”..
ببكاء حركت هبه رأسها بالايجاب..
دارت نجوى بنظرها داخل الغرفه تبحث عن حبيبه، لتجد زوجها نائم بعمق على أريكه صغيره بجوارها،وجهه يبدو عليه التعب والارهاق الشديد..
تنهدت بألم،والندم يتأكل قلبها على ما فعلت من أخطاء بحق زوجها وبناتها..
لم تستمع لحديث زوجها الخلوق الذى دائما كان يرشدها للصواب،وبتهور ودون تعقل أندفعت بقرارتها،
لتحصد نتائج افعالها،فاجعة موت حفيدها وحرقة قلب ابنتها على وحيدها..
أغمصت عيونها بعنف لتنهمر دموعها بغزاره اكثر وبضعف همست..
“فين أختك وجوزها يا هبه”..نظرت لها..”عايزه اشوفهم”..
ربتت هبه على وجنتيها بحنان،وزالت دموعها وبرجاء تحدثت..
“حاضر يا حبيبتى هخرج اندهلهم بس كفايه عياط بالله عليكى يا ماما”..
نظرت نجوى لها بدهشه لهدوئها المريب،وبقلق تحدثت..
“مالك يابنتى؟!”..
تفهمت هبه سؤالها،فبتسمت لها وتحدثت بتنهيده..
“قصدك مالى هاديه كده ليه؟”..حركت نجوى رأسها بالأيجاب فتابعت هبه بابتسامه..
“انشغالى بتعبك انتى وحبيبه مش سيبلى وقت أحزن فيه يا ام هبه”..
نجوى:بهلع..”اختك مالها؟؟ فيها ايه حبيبه يا هبه؟”..
هبه:”اهدى يا حبيبتى، حبيبه بخير الحمد لله،بس حملها صعب شويه مخليها على طول دايخه وبترجع”..
نجوى:ببكاء..”وطبعا أيوب مش سيبها”..
أمسكت هبه يدها وضغضت عليها برفق،وتحدثت برجاء..
“قومى يا أمى انتى كمان ومتسبنيش كده،خدينى فى حضنك وطبطبى عليا وقوينى بيكى”..
جملتها هذه كانت كفيله ان تجعل نجوى تستجمع قوتها وتسترد صحتها خصيصاً لأجل أبنتها،وأسرعت بفتح زراعيها لها وبلهفه تحدثت..
“تعالى فى حضنى يا ضنايا،تعالى يا حبيبتى”..
أرتمت هبه داخل حضن والدتها تضمها بقوة،ولكنها لا تبكى حتى،قلبها يصرخ بألم حاد وهى متماسكه حتى لا تنهار أسرتها بنهيارها..
صوت طرقات على باب الغرفه جعلها تبتعد عن حضن والدتها على مضض..
هبت واقفه واتجهت نحو الباب فتحته،لتجد حبيبه مستنده على زوجها،وأيوب ملتف بيده حول خصرها بحمايه،حملها داخل حضنه بيد واحده حتى أن قدمها لم تعد تلمس الأرض..
أبتسمت لها هبه أبتسامه حانيه،وبحب تحدثت..
“تعالى يا حبيبتى،ماما صحيت وكانت بتسأل عليكم حالا”..
نظرت حبيبه لزوجها بوجه يكسوه حمرة الخجل وبرجاء همست..
“أيوب نزلنى انا الحمد لله بقدر أمشى لوحدى”..
رفعها أيوب داخل حضنه بأحكام اكثر وهمس بأذنها بعتاب..
“انزلك ايه بس وانتى مدروخه كده وكل شويه تقعى منى”..
أقترب من والدتها وأجلسها جوارها بحذر،وبدأ يفحص نجوى بعنايه وتحدث بابتسامه..
“طمنينى عليكى يا ست الكل،عامله ايه انهارده؟”..
تنظر له نجوى بأحراج،وببكاء تحدثت..
“الحمد لله يا ابنى،الفضل يرجعلك يا دكتور أيوب”..
ربت ايوب على كف يدها بحنان وتحدث بتعقل..
“دا فضل ربنا علينا”..
احتضنتها حبيبه وبرجاء تحدثت..
“كفايه عياط بقى يا ماما يا حبيبتى”..
نجوى:بندم..”حقك عليا يا حبيبه يا بنتى،انا غلطت فى حقك..نظرت لأيوب..وفى حق جوزك اللى طلع غنى..
بكت بحرقه..غنى بأخلاقه وأدبه وأصله،حقك عليا يا حضرة الدكتور الظابط يا جوز بنتى..
أقترب منها ايوب وقبل رأسها وبهدوء تحدث..
“انا مش زعلان منك يا خاله،انا عارف ان كل اللى كنتى بتعمليه كان خوف على حبيبه،ودا حقك،وانا كنت مقدر خوفك دا كويس علشان كده عمرى ما زعلت منك”..
اعتدل محمد جالسا بعدما أستمع لحديث زوجته الذى تمنى سماعه كثيراً،وبرتياح تحدث..
“أخيرا فهمتى وعرفتى قصدى يا نجوى”..
نظرت له نجوى وبأسف تحدث..
“فهمت يا محمد بس متأخر”..
أقتربت هبه منها واحتضنتها هى ايضا وبابتسامه مطمئنه تحدثت..
“لا يا حبيبتى مش متأخر ولا حاجه،قبلت يدها بحب..
كل شيئ بأونه يا امى،واعرفى أن كل اللى بيحصلنا من تدابير ربنا،فديما خلى عندك حسن ظن بالله ان رب الخير لا يأتِ الا بالخير..
………………………………………………
..بأمريكا..
يسير أحمد بخطوات شبه راكضه لداخل منزلهم..
وجهه يبدو عليه الذهول والدهشه..
دار بعينه بأرجاء المنزل يبحث عن والدته..ليأتيه صوتها الضاحك من داخل غرفتها برفقه أحفادها وخطيبته وزوجة شقيقه ايضا..
أسرع نحو مكتب شقيقه،طرق الباب وخطى للداخل مندفعا..
وجد شقيقه يجلس على مكتبه،ويجمع كافه الأوراق والمستندات داخل حقائبه الجلديه..
لينظر له ايمن بغيظ ويتحدث بغضب..
“اييييه يا بنى ادم انت الدخله المنيله دى؟!”..
التقط احمد انفاسه المسلوبه منه بصعوبه وبتقطع تحدث..
“مش هتصدق مين بيحاول يتواصل معانا من تليفون الشركه فى مصر”..
ضيق أيمن عينه وبفضول تحدث..
“مين يا أحمد”..
أحمد:بابتسامه متسعه..”برنامج المذيعه منى الشاذلى، عايزه توصل لأيوب أخوك عن طريقنا علشان تعمل معاه حوار”..
بكى وضحك بأن واحد وتابع بفخر”أخوك الفيديو اللى عمله بقى تيرند عالمى يا أيمن”..
نظر له أيمن قليلاً،وبأمر تحدث..
“متجبش سيره لأى حد انهم حاولو يكلمونا،
رفع أحدى أصابعه بتحذير..حتى لأيوب نفسه، فاهم يا أحمد”..
تحولت ملامح أحمد لأخرى غاضبه،وهم بالشجار مع شقيقه،لكن صوت زينب الملتهف قطع حديثهم..
“أحمد انت جيت امتى يا ضنايا”..أقتربت منه وربتت على ظهره بحنان وتابعت ببكاء”طمنى يا ابنى خلصت كل حاجه”..
أحمد:بابتسامه حانيه..أيوه يا أمى..أمسك يدها ورفعها على فمه وقبلها بحب وتابع بتأكيد..”بأذن الله بكره أصبح هتشوفى أبنك أيوب وتاخديه فى حضنك يا أم أيوب”..
جذبته زينب داخل حضنها وتحدثت بغضب مصطنع..
“انا ام أيمن واحمد كمان يا واد انت”..
نهت جملتها وأشارت لأيمن أن يأتِ هو الأخر لداخل حضنها..
أقترب منها أيمن سريعا وأحتضنها هو الاخر بحب..
لتمتم زينب بصمت..
“يرضيكم ويرضى عنكم،ويحنن قلوبكم على بعض، ويلم شملكم يا ولاد زينب قادر يا كريم”
نظر أحمد لأيمن نظره متفحصه،يحاول ان يفهم ما يدور بعقله وما يود فعله..
………………………………………………
..أيوب..
بشتى الطرق يحاول جذب زوجته لداخل حضنه،
حتى يسيطر على حركاتها الهستيريه..
ببعض العنف تبعده حبيبه عنها،وتتحدث ببكاء حاد..
“مش هسيبك تسافر وتبعد عن حضنى ولو يوم واحد يا أيوب”..
تلكمه على صدره بقبضة يدها الصغيره،تركها هو تفرغ غضبها به..وبعتاب تابعت..
هتقدر؟..اقتربت منه،ووقفت على اطراف أصابعها،وامسكت ياقة قميصه تجذبه عليها قليلا،لتتمكن من النظر داخل عينه بتمعن..نظرتها الباكيه،العاشقه لكل ذره به جعلته يغمض عينه بعنف،وبلهفه لف يده حول خصرها وحملها داخل حضنه،واضعا جبهته على جبهتها،وبهمس وأسف تحدث..
“على عينى بعدى عنك يا حبيبة القلب”..
ترقرقت العبرات بعينه وتابع بصوت اختنق بالبكاء..
“أمى وأخواتى محتجنلى،مينفعش أتأخر عليهم”..
أسرعت حبيبه وضمته داخل حضنها بحب شديد،وبصعوبه من بين شهقاتها همست..
“ط طيب خدنى معاك”..ابتعدت عن حضنه واحتضنت وجهه بين كفيها وتابعت بعشق..
“مش هعرف أنام وانت بعيد عن حضنى”..
تأملت ملامحه بهيام،وأقتربت بوجهها منه أكثر وطبعت قبله عميقه بجوار شفتيه جعلته دون أرادته يضغط على خصرها بعنف محبب لقلبها،ويغمض عينه بستمتاع،
فقد أعصفت قبلتها الرقيقه بقلبه،وعقله،وبعثرت مشاعره..
مال برأسه مستنداً على كتفها،متمتماً بصمت..
“فلتكونى رحيمه بقلبى قليلاً معشوقتى الجميله”..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *