روايات

رواية قتلني قلبي الفصل الثالث 3 بقلم خلود بكري

رواية قتلني قلبي الفصل الثالث 3 بقلم خلود بكري

رواية قتلني قلبي البارت الثالث

رواية قتلني قلبي الجزء الثالث

قتلني قلبي
قتلني قلبي

رواية قتلني قلبي الحلقة الثالثة

” قتلني قلبي ”
سكون مُريب عما على الجميع، صدمة ألجمت ألسنتهم، دهشةً احتلت معالم وجوههم بصدمةٍ من تلك الحمقاء التى حتمًا جُنت بقرارٍ مثل هذا…..
نظرت لها ” آلاء ” بضجر ووقفت مقابلة لها قائلة بغضب من حماقتها:
انتى بتقولى ايه يا رغد بلاش تهور انتى فى وعيك وعارفه نتيجة قرارك ده ايه ؟
نظرت لها بتعجب :
وايه الغلط فى كلامى يا آلاء انا عجبنى العريس ووافقت عليه و متهيألى دى حياتى الشخصية وانا حرة فيها ….
تدخلت “سلمى” في الحديث قائلة:
بس لازم تفكري يا رغد وكمان تصلى استخارة المواضيع دى مفيهاش استعجال..
نظرت لها غير مبالية بأي من تلك النصائح التى تطرح عليها قائلة:
فكرت وقررت وده اخر كلام عندى ….
ثم نظرت ل “يامن” نظرة بها شيء من التحدي الصريح قائلة لأبيها :
عرف فارس بموافقتي يا بابا وإني موافقة الخطوبة تبقى أخر الأسبوع ده ….
رد قائلًا و بداخله خوفًا من القادم :
أنا من رائي تفكرى يا رغد زى ما أخواتك قالولك يومين كده وردى عليه…
ابتسمت رغمًا عنها فى محاولة أن تبدو طبيعية عكس ما تشعر به ثم ردت بهدوء :
أنا رأي مش هيتغير يا بابا ….
أحمد بحب مصطنع فمصلحته بموافقتها ستنعم عليه بالكثير والكثير كما يظن :
مبروك يا حبيبتي ربنا يسعدك ويوفقك فى اللى جاي …….وتركهم وصعد إلى غرفته…
*************
نظرات غير مفهومة بالمرة يحملها شيء من الغضب،الحزن الانتقام ،والتحدي ،والوعيد ….
تطلع بها بصمتٍ قاتل حتى قام من مكانه بهدوء وصعد إلى غرفته دون أن ينطق بشيء….

تطلعت إلى ظله بوجع أسكن مقلتيها شردت للحظة فى أمره لماذا لم يتحدث ؟لماذا لم يغضب ؟أردتك أن تُغضب تدافع عن حبك بكل ذرة من كيانك لماذا لم تقول انتى لى وحدى يا إمرأة قلبى لماذا يامن لماذا ؟؟
فاقت من شرودها على صوت والدتها “رغد”
تطلعت لها قائلة :
نعم يا ماما
فيروز :
انتى موافقة يا حبيبتي ولا بابا غصبك ؟
رغد:
يا ماما بابا مش غصبنى على حاجه متقلقيش
فيروز بحنان وحزن من رفضها ل يامن :
وماله يا من يا حبيبتي ليه رافضه…
رغد بهدوء :
مفيش مقارنة يا أمى
تكلمت صفية معلقة بزعل من تصرف رغد :
يامن بيحبك وخايف عليكى يا رغد الشخص اللى انتى عايزة تتجوزيه دى مش سهل وسمعته مشكوك فيها فكرى كتير يا بنتي قبل ما يفوت الأوان وترجعي تندمي وتركتهم وذهبت…
****
ذهب الجميع إلى غرفهم تاركين لها زمام أمورها
جلست بشرود تفكر مرارًا ماذا تفعل هل هى تفعل الصواب؟ حقًا مثلما تظن أم تجنى على روحها أوجاع لا مفر ولا هروب منها ؟
لمحها مالك تجلس هكذا فقرر الذهاب لتحدث معها
رغد ممكن اتكلم معاكى شوية ؟
“مالك” اتفضل خير بتعاتبنى انت كمان زيهم وتقف ضدى وكمان لسه مروان متكلمش أنتم ليه مش فاهمني يا مالك ؟
تكلم بهدوء قائلًا :
عشان انتي غلط يا رغد ممكن تعملى اى حاجه غير اللى فى دماغك ده عاقبيه على قد ما تقدرى تبعدى فترة بس متروحيش ترمى نفسك فى النار وترجعى تندمى انتى متعرفيش فارس ده ولا تعرفى عنه حاجة فكرى كتير يا رغد عشانك وعشان يامن …
نظرت له بحزن قائلة :
غلط عشان بسترجع كرامتى يا مالك وكان فين يامن من سنين وليه مشى من غير أسباب؟ وليه رجع فجأة يقول عاوزك هو انا لعبة فى إيديه؟
مالك :
بس انت متعرفيش يامن عاش ال 3 سنين دول ازاى ومر بآية يامن مشى عشان مجبور يمشي عشانك عشان يحافظ عليكي وفي نفس اليوم اللي مشى فيه كان ناوى يطلبك قدام الكل ويعرف الدنيا كلها بحبه ليكى.
رغد بتعجب واستغراب من حديثه :
ازاى انا مش فاهمة؟
استرسل حديثه قائلًا وأخذ يقص عليها ما يعلمه:
كنت لسة راجع من الجيش ويامن كان مستني الكل يكون موجود عشان يعلن للكل خطبتكم..
كنت فرحان جدًا برجوعي وانى خلاص خلصت مهلة الجيش وعشان انا كمان كنت مستني اليوم ده عشان أطلب ملك راح اتكلم مع بابكي اللى هو المفروض عمه مش عارف قاله ايه لقيته فجأة قال انه مسافر وسافرت وراه حاولت كتير اعرف السبب ليه سافر مره وحده كان دايمًا يرفض انه يتكلم .
ولما عرفت بكتب كتاب مروان وخطوبتك وكل الأحداث دى روحت عرفته عشان ننزل مصر وبعد مرار منه حكالى وصدمنى لما قال ان عمي اللي اللي قاله لأه ورفضه وقاله انك مخطوبه لشخص ومستني الوقت المناسب عشان يعلن فيه خطوبتك ..
نظرت له بصدمة ودهشة :
أنت بتقول ايه يا مالك معقول كل ده حصل ؟
مالك :
أيوه يا رغد انتى زى سلمى وألاء وانا مش عايزك تندمي ياريت تفكري كويس وترجعى حساباتك….
ثم تابع بمرح :-
ياريت نخلص من الحوار ده وتجوزيني أختك عشان مصورش قتيل هنا وأنتم أحرار وابتسم لها وذهب ..
ابتسمت رغمًا عنها وصعدت لغرفتها لحاجتها للتنفس قليلًا فحديثه أشعل حربًا بداخلها …..
“””””””””””””””
دع دموعي في ذلك الأشتِياقِ تتناجى بفعل يومِ
الفراقِ فعسى الدمع أن يسكن بالسكـبِ غليلاً من
هائمٍ مشتاقِ إن ريا لم تسقِ من الوصـلِ ولم تدرِ ما جوي العشاقِ …..”

استند فى شرفة غرفته وبداخله وجعًا على رفضها له بهذه الطريقة أمام الجميع انتظرت تلك السنين وعندما عاد أقامت الحرب عليه دون رحمة رفضت اعتذاره ورفضت كل شيء وعاندت كبريائها وأبت
يامن ”
ليه يا رغد ليه وأحكم قبضة يديه بشدة على الحائط حتى نزفت بغزارة لم يشعر بذلك الوجع ولا تلك الدماء المنسدلة من كفه فشعوره بنزيف قلبه كان أقوى …..
ماشى يا رغد عندي أوى، بس اوعدك انك مش هتكوني غير ليا ووقتها بس اعجبك بطريقتى….

***********
“قلوبٌ تتأرجح نبضاتُها فى سباقٍ هام تارةً تنبضُ
بالعشقِ وتارةً تنبضُ بالانتقام حائرةً بين شوقٍ يسكنُ فى أعماقها وبين نارِ الانتقام …. ”
“خلود بكرى ”
فاضت أعيُنها ببكاءٍ مرير عجزت عن تخطى الأمر مشاعر مختلطة بين كونها تعشقه ولا تريد سواه وبين كبريائها الذى يمنعها دائمًا من قبول اعتذاره والسماح ….
فوضت أمرها لله وظنت به الخير انه حتمًا يلهمنا الصواب فتركت كل شيء لله وسجدت بين يديه تناجيه أن يريح قلبها من تلك الآلام. …..
……………….
فى غرفة سلمى كانت تتحدث مع “مروان” فى أمر رغد ….
سلمى بحزن شديد:-
لازم يا مروان تقنع رغد قبل ما تجنى على نفسها.
مروان بهدوء :
متقلقيش يا سلمى ان شاء الله أقنعها متزعليش انتى بس ….
وغيرى المود ده بقى مش ناوية تحنى عليه بكلمتين حلوين.
خجلت بشدة وصمتت قليلًا:
خلاص يا مروان بقى كلها ايام أصبر شوية….
مروان بحب وشوق :
امتى بقى مستنى اليوم ده من زمان اوى يا حبيبتى….
سلمى بخجل :
تصبح على خير وقفلت الهاتف بوجهه وعلى وجهها ابتسامة حالمة وشوق ليوم تكتب فيه على أسمه وتخبره بحبها المكنون له من أعوام..
فاقت من أحلامها على صوت رسالة على هاتفها
فتحتها بلهفة ظنن بأنه مروان لكنها صدمت مما رأت؟
صور تجمع خطيبها ببنت أخرى لم تكن الصور تحمل شيء من التعدى لكنها توضح وبشدة أنه يوجد شيء بين مروان وتلك الفتاه ….
سقط الهاتف منها وارتعش جسدها بشدة من هول الصدمة.
التقطت الهاتف تدقق في الصور بصدمة ودهشة حتى أتاها رسالة أخرى مكنونها….
“خطيبك هيكون ليا انا فى خلال أيام وانتى قصتك كده انتهت”
خنجرٌ مسموم ،طعناتٌ حادة، سمٌ قاتل، بكاءٍ ونحيب، صدمةٌ ونفور،غدرٌ وخذلان، إنها الخيانة…..
بكت بصدمة ووجع مرير حتى كادت نبضاتها بالتوقف للأبد سكنت الدهشة معالم وجهها بحرافية تطلعت “سلمى” للهاتف عدة مرات خصوصًا بعد آخر رسالة بعثت لها محتواها :
لو مكنتش مصدقة كلامي تعالي بكرة الشركة وانتى تتأكدي بنفسك!
كانت فى هذه الحالة مقررة الذهاب إليه ومواجهته
بتلك الصور لكنها فكرت قليلًا وتراجعت عن قرارها
حتى تتأكد بنفسها لكن تلك الصور حقيقية لا شك فيها ؟
جلست فى أرضية غرفتها جسدها لم يعد يتحمل خارت قواها من هول الصدمة حتى أتي في مخيلتها علاقتهم سويًا فهى تتعامل معه بصرامة وحدود وضعتها حفاظًا على مشاعرها وعلى نفسها لأجله فقط تنتظر اليوم الذى تكتب فيه وتكون حلاله لتعبر عن مكنون عشقها له منذ صغرها …
تذكرت عندما كان يتخطى حدودها فى الكلام وكانت تمنعه بغضب لكونها تعرف دين ربها بحق …
جاء فى ذاكرتها تلك الموقف من عدة أشهر عندما كان يجلس معها فى حديقة القصر ولكن لطيبة قلبها لم تشك فيه للحظة…..
#فلاش باك .
تكلم مروان بغضب وصوت عالي بعض الشيء:
لحد امتى هتفضلى بعيده كده يا سلمى وكمان تتجاهلي كلامي كتير وقلة اهتمام منك هو انتى مش عايزه تكملى الخطوبة او حد غاصبك يعنى دى مش طريقة تعامل وحدة مع خطيبها ….
ردت “سلمى “بنفى :
مروان الموضوع مش كده بس انت دلوقتى لسه خطيبى يعنى وفى حدود مينفعش أتخطاها ولا انت كمان تتخطها ده مش من حقك ولا ديني قال كده ولا رسولي قال كده ولا افرض مثلا محصلش نصيب ياريت متطلبش من أتخطى الحدود دى ….
غضب من طريقة كلامها وظن أنها توجه التهم له بالسوء:
انا عارف حدودى كويس يا “سلمى” مش معنى انى بطلب منك تصارحيني بمشاعرك يبقى كده اخطئت بس قلة اهتمامك وتجاهلك المستمر ده هيبقى نهايته وحشه صدقينى…
رفعت نظرها له علهُ يجد حبها الكامن فى عيونها ويكف عن تلك التهم الطاعنة فى قلبها بخنجرٍ بارد لظنه أنها لا تحبه مثلما يحبها وأكثر ثم تكلمت بعتاب
بكرة الأيام تثبتلك اللى انت مش قادر تفهمه وتعرف انك ظلمنى بكلامك ده
#باااااك
تكلمت سلمى ببكاء شديد :
ليه يا مروان ؟ليه اخترت تأذيني بالشكل ده ؟كل ده عشان عايزة ارضى ربنا فى بداية علاقتنا عشان متحرمش منك ولا عشان انا صادقه فى حبى ليك ؟
نهضة بصعوبة، ثم تحاملت على جسدها وذهبت
حمام غرفتها تاركه العنان للمياه أن تهدئ من حالتها بكت كثيرًا حتى لا تدرى أكانت المياه أقوى أم دموعها المنسدلة بغزارة …….
خرجت يبطئ ثقيل ارتدت اسدالها وسجدت تبكي بين يدي الله وتشكو ضعفها وقلة حيلتها لا تعلم أن الله أختار لها شيء ستظل تشكره عليه مدى عمرها…
**************
فى غرفة “رغد “قد جافها النوم كلمات مالك تردد فى أذنيها تشتت تفكيرها الآن ماذا تفعل ؟ هل تعاقبه بأن تكن لغيره ؟أم تجد عقابا آخر له ؟أم يجب عليها الآن أن تعفو عنه وتسامحه؟ وعليها أن تواجه أبيها أيضًا…..
ظلت هكذا شاردة فى كل شيء حتى غلبها النوم بعد الوصول لحل فهل سيريح قلبها أم يبقى الألم لا مفر منه ؟…..
“””””””،،،،،،”””””””””
سطعت شمس ذهبية معلنة عن بداية يوم جديد،
استيقظ يامن فى الصباح الباكر وقد قرر الذهاب إلى الشركة متألقًا فى حلةً من اللون البنى التى جعلته فى أبهى صورةٍ
خطى خارج غرفته خطوات واثقة متزنة يتطلع لساعة يده باهتمام واضح حتى قابله مالك ومروان
تطلع له مالك بتعجب من مظهره قائلًا :
اللى يشوفك كده يقول عريس يوم فرحه ايه يا عم الشياكة دى تكونش رايح تقابل
نظر له بابتسامة ثقة قائلًا :
ده أقل شيء عندي ويلا بقى هنقف نهزر عندنا ميتنج مهم جدًا …
مالك بمشاكسة :
يبقى الميتنج في بنات وضحك بغمزةٍ
نظره له يامن بصرامة جعله ينظر في طبقه دون أن ينطق بشيء آخر
تناولوا فطورهم على عجل وذهبوا حيث مقر الشركة
—————————–
استيقظت روان على صوت طرقات الباب فتحت عيونها ونظرت للساعة وجدتها التاسعة صباحًا تكلمت بخفوت نتيجة لعدم تركيزها :
مين ؟
تكلمت “سلمى ” قائلة :
أنا يا روان ممكن تفتحى
قامت مسرعة نحو الباب لترى لماذا صوتها متغير هكذا سلمى تعالى ادخلى مال صوتك وعيونك مالها
حاولت أن تبدو طبيعية بعض الشيء حتى تكلمت بصعوبة بالغة :
مفيش انا بس منمتش كويس امبارح كنت جايلك فى طلب ؟
ردت روان بلطف قائلة :
اتفضلى يا حبيبتي خير
سلمى :
ممكن تيجى معايا الشركة كنت عاوزه مروان فى حاجة ومش هينفع اروح لوحدى…
روان بحب:
من عيونى بس كده شكله وحشك يا اوختى يلا بينا هغير بس واجيلك…
لم تعقب على كلامها بشىء وانتظرتها حتى أتمت ارتداء ملابسها ثم ذهبوا إلى الشركة.
♡♡♡♡♡♡♡
مكان ضخم يضم أكثر من مبنى ويافطة كبيرة مكتوب عليها “شركة آل سيوفي”
كان يجلس فى غرفة مكتبه الأثري يراجع بعض الملفات التى طلبه أبيه منه حتى دخلت تلك الحية تتمايل في مشيتها بدلع ملحوظ …
تكلمت بهدوء وغرور :
مروان ممكن توقع على الملف ده ضرورى.
نظر لها بتعجب ! من نطق اسمه هكذا دون القاب حتى أخذ منها الملف دون تعليق ووقعه…
ثم تكلم قائلًا :
ابعتيلي قهوتي يا رندا
نظرت له بابتسامة مُلئت فمها واجابت :
من عيوني وكمان انا اللى هعملها بأيدي وغمزت له بجرأة وذهبت …
بعد خروجها فكر فى حالتها الغريبة وطريقة تعاملها الغير محببة له بالمرة لكنه رفض التفكير بالأمر وأكمل عمله بهدوء وعقله وقلبه في مكان آخر…
**************
وصلت الفتايات إلى الشركة حتى تكلمت “روان ”
روحي انتى بقى ل مروان وأنا هروح أشوف يامن عشان قلقانة عليه ….
سلمى بخوف وقلق :
طب تعالى معايا وبعد كده روحى عند يامن ..
روان بمشاكسة:
لاه يا حبيبتى ده انا حتي بخليلك الجو يمكن يكون واحشك مثلا يلا يلا بلا دلع بنات ….
ابتسمت رغمًا عنها قائلة:
ماشى يا لمضة يلا مع الف سلامه …..

ذهبت “روان فى الطريق المؤدي لمكتب يامن تلهو فى هاتفها حتى اتصدمت بحائط بشري ضخم أدي إلى تساقط هاتفها حتى صاحت قائلة:
بغضب مش تفتح يا بنى آدم انت ايه ماشى طور الله فى برسيمه!
نظر لها والشرر يتطاير من عينيه حتى اصبحت لونها باللون الأحمر القاتم :
والله قولى لحضرتك الكلام ده ما انتى لو ماشيه باصه قدامك مكنش حصل كل ده وبعدين ايه الألفاظ البيئة دي؟
تطلعت له بنفور وقالت :
والله انا حره فى الفاظى حضرتك مين علشان تحاسبنى انت اللى غلطت والمفروض تعتذر…
ضحك ملء فمه حتى تاهت هى بضحكاته الخاطفة للأنفاس وتاهت النظرات بينهم بعض الوقت حتى افاق من شروده قائلًا:
ده انا اللى اعتذر طب يلا يا شاطرة شوفى رايحة فين ….
نظرت له بغيظ ثم قالت :
والله انا ماشيه بس عشان منزلش نفسي لمستواك و تركته ورحلت ….
تطلع إلى ضلها بغضب شديد وأقسم على رد الصاع صاعين لتلك العنيدة سليطة اللسان لا يعلم أنها ستكون داءٍ ودواء لعلته….
**********
راقبت الممر المؤدي لغرفة مكتبه بقلق وخوف حتى باتت خطواتها ثقيلة جدًا، شيء ما يقول لها توقفى وشيء آخر يرغمها على كشف الحقيقة اقتربت من الباب ببطء حتى وجدته شبه مفتوح و أصوات الضحكات تأتي من الداخل للحظة ارتعش جسدها ازدادت ضربات قلبها بقوة حتى دفشت الباب بهدوء لترى مروان يجلس مع تلك السكرتارية
ويضحك ممسكًا بيديها ويجلس جوارها لا يفصل بينهم شيء صدمت من المنظر وألجمت الدهشة لسانها حتى تكلمت بصعوبة قائلة :
مروان ؟
نظر اتجاه الصوت فوجدها تقف بصعوبة الدمع يملىء خديها حتى هب واقفًا وذهب إليها قائلًا بتوتر سلمي ياريت ما تفهمنيش غلط الموضوع كله ….
ولم يكمل حديثه حتى رقدت من أمامه بسرعة الدموع تهطل من عينها كالشلال قلبها ينزف بشدة
أسرع خلفها يناديها لكنها رفضت الوقوف وأثناء عبورها للطريق أتت سيارة مسرعة حتى دهستها بقوة تطلعت إليه بنظرات مليئة بالعذاب والألم ومن بعدها اغلقت عيناها لتلقى مصيرها المحتوم ….
وقع جوارها يتفقد نبضها بجنون ويصرخ بأعلى صوته مناديًا عليها لتنظر إليه لكن لا فائدة اجتمع المارة حولهم حتى صاح به الناس بأن يحملها مسرعاً إلى المشفى حتى فاق من صدمة وأخذها في سيارة أحد الواقفين صاح بسائق السيارة أن يسرع امتلك قلبه الخوف عليها الخوف من فقدانها والخوف من كل شيء وصلت السيارة بزمن قياسي إلى المشفى وحملها ورقد بجنون ويصرخ في الأعمال أن يساعدوه بنقلها إلى قسم الطوارئ بسرعة حتى أدخلوه غرفة العمليات …..
جلس بوهن على ارضية المشفى أما غرفة العمليات يبكى أجل يبكى ولماذا لا يبكي لا تكن يوما خطيبته وحسب بل هى ابنته الصغرى ورفيقة المخلصة وحبيبته الغاليه ….
علم يامن ومالك ومروان بالأمر عندما أسرع أمن الشركة بأخبارهم فأسرعوا إلى المشفى بقلق وخوف وأجرى مالك اتصالا لأخبار والديه ليأتوا فى الحال …..
بعد مدة وصل يامن ووجود مروان يجلس بحالة لا يثري لها حتى ربط على كتفه بحب قائلًا :
هتكون بخير اطمن بس لازم تكون أقوى من كدا طمنى الدكاتره قالو ايه؟
تكلم بصعوبة والدمعُ مازال فى عينيه قائلًا:-
لسه محدش طمنى كل اللى عرفته إن حالتها صعبة جدًا ونزفت دم كتير ولسه العملية قدامها خمس ساعات عايزين دم
اهتز جسد مالك رعبًا على أخته واردف قائلا:
ايه اللى وصلها للحادثة دى آمن الشركة قال أنها كانت طالعه تعيط وتجرى وانت وراها ممكن اعرف ايه اللى حصل …
تدخل يامن فى الحديث حتى يهدء مالك قائلاً:
مش وقته يا مالك خلينا دلوقتى نعمل اللى مطلوب ونروح نتبرع بالدم انت مش شايف حالته
مالك بغضب أكيد هو السبب والله لو سلمى جرى ليها حاجه مش هسكت …
سحبه يامن بقوة وذهب بعيدًا كي يهدء قليلًا حتى رن هاتف يامن وكان عمه محمود يسأله عن مكانهم فقد أخذ طائرة خاصة من اسكندرية للقاهرة بعدما أخبره مالك بما حدث ل سلمى
أرسل له يامن عنوان المشفى وذهب مع مالك للتبرع بالدم حتى ينقذوها….
بعد مرور أكثر من ساعة كان يامن ومالك و مروان وروان يجلسون أمام غرفة العمليات فى إنتظار خروج طبيب ليطمئنوا على حالتها حتى أتت “نرمين ” باكية فى ايه يا مالك أختك حصلها ايه ؟
نظر لها مالك بهدوء ما قبل العاصفة قائلاً :
حالتها متأخرة ادعيلها فنظر إلى أبيه نظرة مطولة وأشاح بوجهه إلى الجانب الأخر …
محمود بخوف وقلق ظاهر طمن يا يامن الدكتور قال ايه بالضبط ؟
يامن بحزن شديد :
الحالة صعبة يا عمي كمان عاوزين نقل دم وتبرعت انا ومالك ولسه فى انتظار حد يخرج يطمنا…
أومئ برأسه بحزن وذهب إلى مالك يربط على كتفيه حتى صاح مالك بغضب وصوت مزق قلوب من يقف:
أنتم بتعيطو وخايفين بجد على بنتكم بجد أدهشتوني
وكنتم فين من زمان وانتم سايبنا لوحدنا وكل واحد منكم فى طريق …
ماما “نرمين “هانم اللى النادى والخروج والكوفير وأصحابها والفلوس طبعاً أهم من اولادها وحضرتك يا بابا السفر والصفقات والفلوس الكتير اللى فى البنك اللى عمت عيونكم انكم تكونو معانا تحسسونا بحنانكم ….
صرخ محمود بغضب :
مالك الزم حدودك واعرف بتقول ايه ولكنه بداخله يعلم أنها الحقيقة..
جلست نرمين تبكى بقوة فهى كانت تهملهم دائمًا
حتى استكمل مالك حديثه بوجع قاتل قائلًا :
عمرى ما شوفت خوف علينا فى عيونكم حتى أمور دينا وتربيتنا ماما صفية اللى كانت بتقوم بيها علمتنا ازى نصلى و نراعى ربنا فيكم رغم كل شيء وعلمتنا اللى أنتم مقدرتوش تعملوه حتى انا من صغرى شايل مسؤولية اخواتى سلمى وآلاء بعتبرهم بناتى ظلمتونا كتير و جايين دلوقتى تعيطو بعد ايه مش هتحسو بقيمتنا إلا لما تفقدونا واحد واحد …..
جذبه مالك بصعوبة صارخًا به :
مش وقته يا مالك الكلام ده أختك بين الحي والموت
نظر له بوجع مزق قلبه فهو يعلم معاناة الدائمة
حتى خرج الطبيب فأسرع الجميع حوله يسألونه بأهتمام وخوف :
محمود : طمنى يا دكتور
الطبيب بأسف شديد :
احنا عملنا اللى قدرنا عليه بس الحالة صعبة جدًا وفقدت دم كتير ومفيش اى استجابه ادعولها….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قتلني قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *