رواية الشرف 2 الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 البارت الثالث والأربعون
رواية الشرف 2 الجزء الثالث والأربعون
رواية الشرف 2 الحلقة الثالثة والأربعون
استيقظ محمود لينهض بتكاسل عن فراشه متتبعا صوت هاتفه إلى جيب سترته الملقاه فوق الأريكة . نظر للهاتف ليرى اسمها يضئ الشاشة ليجيب مسرعا كأنه كان بإنتظار اتصالها .
وجد معها متنفسا ليخرج عبره احداث الليلة الماضية أو بالأحرى تأثير هذه الأحداث عليه .
عاد بالهاتف ليسترخى فوق الفراش ويتحدث معها لوقت لم يحصيه إلا بعد نهاية المكالمة حين أعلن الهاتف عن محادثة لخمسين دقيقة .
أغمض عينيه وهو يعترف أنه كان بحاجة شديدة لهذه المكالمة .
******************
حاول الجميع الحصول على قسط من الراحة إلا أن أغلبهم فشل في ذلك . حتى من تمكن من النوم كان نومه مؤرقا ليستيقظ بمزيد من الألم .
ببهو المنزل يجلس معظمهم وعلى وجهه أثر الإجهاد ليكون الصمت جليس الجميع
****************
القاهرة
يسير ماهر فى الطرقات ليتأكد أن أحدهم لا يتتبعه ثم يخرج من طيات ملابسه هاتفا حديثا يفتحه ويطلب رقما ليطلب مقابلة صاحبه فى خلال نصف ساعة لأمر عاجل .
بعد نصف ساعة يقف ماهر أمام براء لتتحول ملامحه للغضب : ماينفعش حضرتك تاخد راحة من غير ما تقولى اتصل بمين !!!!
براء : حصل إيه يا مروان ؟
مروان : خلاص الولد اتقتل
براء بقلق : ولد مين اللي اتقتل ؟
بدأ مروان يقص له التخطيط الذى تم رسمه لقتل سويلم وخطف فتيات العائلة بعد أن حكم عليه مظهر بالردة والكفر ، ثم تخطيطه لتهريب الفتيات خارج البلاد بعد خطفهن بساعات ليصبحن سبايا لقادة التنظيم فى بلاد أخرى .
أخبره عن نجاحهم في قتل سويلم وفشلهم فى خطف الفتيات لتصدى رجال العائلة لهم . أخبره اخيرا عن اختفاء همام لأسباب غير معروفة ومحاولته أستغلال اختفاءه هذا والتشكيك فى ولاءه لتنشق صفوفهم لكنه فشل في ذلك فيبدو أن مظهر يثق ب همام ثقة عمياء لكنه ينتوى إعادة المحاولة لزعزعة هذه الثقة .
هز براء رأسه بأسف بعد أن أنهى مروان حديثه : الله يرحمك يا سويلم .
مروان : حضرتك كنت تعرفه ؟ أنا حاولت اوصل لك علشان تلحقه مقدرتش
براء : أنا اخدت الراحة اجبارى.. الفترة الجاية هتبقى صعب لازم افضل جمبك لحد ما الأسلحة اللى هينفذوا بيها العملية توصل وتقدر نقبض عليهم . أنا اخطئت خطأ كبير
شعر مروان أن براء يحمل نفسه ذنب موت سويلم وأن هذا قد يؤثر على المهمة إن استسلم للشعور بالذنب ليقول بهدوء : الأعمار بيد الله يا فندم . المهم دلوقتي نفضل على إتصال يومى . ممكن أى حاجة تجد .
رفع براء رأسه وتساءل : مروان انت عامل إيه مع البنت اللي اخدتها من مظهر .
بدأ مروان يقص عليه تفاصيل علاقته ب حبيبة التى لم تتعد أنها تخدمه ، وقص عليه محاولاتها للتقرب منه وتمكنه من التهرب منها ليخبره اخيرا بحديثه عن الزواج ليضمن ولاءها له ليحذره براء من العبث بكلمة الزواج فقد تنقلب هذه الفتاة ضده فى أى لحظة ليضحك مروان : ههههه حضرتك مش عارف دول زى الألة تمام متبرمجين على الطاعة للى يملكهم .
براء : المهم تاخد بالك .
أخرج هاتفا من جيبه : خد ده شبه الموبايل اللى هم ادهولك . دوخت على مالقيته كدة ممكن يبقى قدامهم وعمرهم ما يشكوا فيه والأهم إن فيه خط مقفول برقمى بس وتقدر تكلمنى فى اى وقت .
صافحه ليغادر ليقول : اه خلى بالك من شاهين ده تعبان ونابه ازرق .
يعود مروان للضحك : ههههه شاهين هو بداية نهايتهم .
توقف براء يتعجب حديثه : قصدك ايه مش فاهم؟
مروان : شاهين طمعان فى مكان همام لأنه قيادى اعلى منه وكل ما يعلى كل ما مميزاته تزيد . أنا هلعب على طمعه ده واقلبه هو ومظهر على بعض .
براء : لا يا مروان بلاش مجازفة . خليك زى ما اتفقنا .
يعود مروان لمحاولة إقناع براء بوجة نظره لكنه لا يقتنع ويصر أن يسير مروان حسب الخطة المسبقة . ابدى مروان موافقته على حديث براء ليقنعه بإقتناعه ويحتفظ لنفسه بما سيحدث بالفعل فهو الوحيد الذى عاش بينهم وهو الأجدر على معرفة كل منهم .
**********************
فتح رفيع باب الحجرة ليتقدم للداخل ليشعر بالغضب من نفسه ؛ فقد رأى محمد وقد قضى ليلته نائما على الأريكة بينما أخته تنام بفراشها ويبدو على ملامحها أثر البكاء لفترة طويلة . محمد لم يقدم على أكثر مما أقدمت عليه رنوة ؛ بل قد تكون صغيرته أكثر جرأة من ابن عمها . فقد ضمته إلى صدرها وافاضت عليه من نبع حنانها ورقتها لتسكن ألمه الذى يمزق قلبه ليتمكن من النوم سويعات قليلة .
كان محمد قد اعتدل جالسا حين طرق الباب ليقترب رفيع ليجلس بجواره . ينظر له محمد متسائلا : عامل إيه دلوقتي ؟
يهز رفيع رأسه دون أن يتحدث ليقول محمد هامسا : رفيع انت لازم تتماسك علشان رحمة وعلشان والدك كمان حالته صعب اوى .
رفع رفيع رأسه بتعجب : هو بوى رچع ؟
محمد : ايوة رجع بعدنا بشوية بس مابيتكلمش خالص .
تنهد رفيع ثم قال : أنى هطل عليه واغير خلجاتى لاچل اروح المديرية اشوف هنعملوا إيه. لأچل اچهز للدفن .خوى لازمن يرچع الدار وأغسله بيدى .
فرت دمعة من عينه ليسرع مقتنصها من اهدابه ويتظاهر محمد بعدم رؤيتها لينهض رفيع فيوقفه محمد : خبط عليا وانت خارج هأجى معاك .
رفيع : لاه خليك رحمة لو صحيت هتحتاچك چارها
محمد : يعنى انت مش زعلان علشان أنا نمت هنا ؟؟
رفيع : إن چيت للحج كنت زعلان لكن دلوك لاه هو ده الصح خليك چار مرتك .
واغلق رفيع الباب بحرص ليتجه محمد لفراش رحمة يتأكد من نومها ثم يعود ليستلقى فوق الأريكة ويغمض عينيه فورا .
***************
توجه رفيع لغرفة والدته ليطرق الباب فتخرج له أمه مسرعة ، ارتدت ملابسها السوداء ويظهر الإجهاد عليها بشكل واضح وهى تقول : معلهش يا ولدى ما صجت عينه غفلت
رفيع : لاه خلاص أنى كنت هطل عليه جبل ما اطلع .
شريفة : مرتك كيفها دلوك ؟
رفيع : لساتها نايمة . ماتصحيهاش يا اما شوية وهتلاجى أمها چت
شريفة : حاضر يا ولدى اتسبح انت واتوكل على الله .
كان رفيع ظهره للمنزل ووجهه لغرفة والدته بينما هى مقابلة . لتتسع عينيها وتشهق وهى ترى رنوة مقبلة تستند إلى الجدران لينظر هو بتلقائية إلى موضع رؤيتها ليراها تترنح فيسرع لها بفزع : واه جومتى ليه ؟
شريفة : ليه يا بتى إكدة ؟
رنوة بضعف : رفيع ما كلش حاجة من امبارح يا ماما .
انحنى يحملها : وكل إيه بس دلوك ؟؟
أسندت رأسها إلى صدره : اااه .دماغى
رفيع : معلهش دلوك تاخدى الدوا وتبجى زينة
وصل بها لغرفته مرة أخرى ليضعها بالفراش بهدوء لتتشبث بصدر جلبابه : استنى
يجلس بجوارها لتقول : لو مافطرتش معايا مش هاكل .
يربت رفيع على كفها المتعلق بجلبابه : ماجادرش
فهمت شريفة فورا محاولة رنوة لدفع رفيع لتناول الطعام لتسرع إلى المطبخ تعد أسرع ما يمكنها إعداده لتعود بعد دقائق حاملة صينية الطعام تنظر لها رنوة بشفقة فهى منهكة بالفعل . وضعت الطعام فوق طاولة صغيرة أمام الفراش وهمت بالمغادرة لتوقفها رنوة : لو ماكلتيش معانا مش هناكل يا ماما .
توقفت خطوات شريفة لتقول : يا بتى كلى انت ورفيع بألف هنا أنى هبجى افطر مع حسنات .
التفت لها رفيع : يا اما زمانك ما دوجتيش الزاد من عشية . خلاص لاچل خاطر رنوة .أول لجمة هتاكلها فى دارنا .
انصاعت شريفة لرغبتهما كما قبل رفيع لأجل كلتيهما ف رنوة بحاجة للدواء وإن غادر بلا طعام لن تتناوله هى وأمه ستنشغل حتما مع أبيه والنساء القادمات لواجب العزاء وستنسى تماما تناولها للطعام . لذا هذه هى الوجبة الوحيدة التى يمكنهم تناولها .
جميعهم يبتلع الطعام بصعوبة إلا أنه يبتلعه فى النهاية لأجل الآخر .
*****************
فى منزل صالح تم تقديم الفطور مبكرا فعلى الجميع التوجه إما لمنزل صخر أو إلى مديرية الأمن ، كما أصر صالح على تقديم الطعام لشباب البلدة الذين سهروا لحماية فتياتهم الغاليات .
دخل ضاحى إلى غرفة ريتاچ بعد أن طرق الباب رغم أنها لم تأذن له بالدخول ، أقترب بهدوء ليجدها لازالت نائمة . لا بأس فقد اخبرهم الطبيب أنها ستنام تأثرا بالدواء .أقترب يتفقد وجهها تبدو عينيها اقل انتفاخا لكنه لم يزول بشكل كامل . امسك كفها بحنان لتفتح عينيها فورا فينزعج بشدة : صحيتك ؟؟
ريتاچ : لا أنا صاحية بس عينى وجعانى .
حرك كفه الدافئ محيطا به وجهها : ألف سلامة
شبه ابتسامة أظهرت غمازات وجهها رغم تورمه ليبتسم رغما عنه ، لقد كاد يفقد عقله بالأمس حين اكتشف اختفائها ، لم يفكر بشئ سوى إعادتها سالمة ليجد نفسه ممتطيا فرسا جامح لاهثا فى أثرها .
*******************
نهض شاهين عن الفراش يبتسم بخبث وهو ينظر للفتاتين ويلعن حظه العاثر فعليه اعادتهما إلى مظهر كما أمره ، حقا لم يكتف منهما لكنه تذوق عذوبتهما رغم كل شيء وحصل على ما اختص به همام نفسه كما حصل على فتاتيه وهذا وحده ينشى قلبه .وهذا أول أهدافه الحصول على كل ما يخص همام بأى طريقة ليرضى غروره ويشفى غليل قلبه لتفوقه عليه دائما .
وقف يتأملهما قليلا قبل أن يقول : يلا علشان هترجعوا عند الشيخ مظهر .
تبتدلتا نظرات خائفة قبل أن تنهضا عن الفراش تنفذان دون مناقشة .
******************
وصل أفراد العائلة إلى منزل صخر لتنقسم الاعداد . الرجال جميعا بالمنزل لمقابلة من يقدم لتقديم واجب العزاء ، النساء يعملن على التنظيف لا داعي لإعداد الطعام ؛ يأتى الأقارب والجيران بالطعام فى حالات الوفاة ؛ أما شباب العائلة فقد توجه بعضهم لمتابعة إجراءات استلام الجثمان وعاد البقية منهم إلى منزل صالح لحماية الفتيات .
أعدت شريفة الطعام لابنتها وزوجها وحملته للغرفة ، أخبرت محمد بوصول الجميع ، هو يعلم أنها لن تتناول الطعام تحت ضغط والدتها لذا تناول الصينية من شريفة وهو يقول : هفطر مع رحمة ونازل علطول . هم سألوا عليا ؟
شريفة : لاه يا ولدى هم جعدو لاچل يجابلوا رچالة النچع .
وغادرت فورا ليضع الطعام فوق الفراش لتعترض : لاه ماليش نفس .
محمد : يعنى يصح اول مرة اكل فى بيتكم اكل لوحدى
******************
مديرية الأمن
مارس أدهم ضد همام كل الأساليب الوحشية التى يستخدمها ضد المتهمين بلا فائدة ، همام مصر على إنكار ما يوجهه إليه أدهم من اتهامات .
يدخل أدهم إلى الزنزانة المفترض احتجاز همام فيها لكنه فى الواقع معلق بجنزير حديدى منذ ساعات رأسه يتدلى لاسفل حتى بدأ يشعر أن رأسه سينفجر .
تقدم أدهم بخطوات ثابتة : مش عاوز تساعد نفسك
يضحك همام مدعيا عدم المبالاة : ممعاكش حاچة ضدى .
ضحك أدهم وهو يقول بتهكم : خساااارة .الطب الشرعي اثبت إن الرصاصة اللى فى جسم القتيل من نفس السلاح اللى اتمسك معاك
أقترب منه أكثر : وكمان طابقوا الطلقة على السلاح اللى عليه بصماتك . يعنى معاك كدة قتل مع سبق الإصرار .
حك رأسه : حلال عليك الطبلية .
لم يرد همام أو يتفوه خشية انفجاره . اين مظهر ؟؟ أين اعوانهم ؟؟ لم ترك هنا حتى احكم عليه هذا الادهم الخناق ليصل به إلى جناية عقوبتها الاعدام .
حقا قام بهذا ، لكن ضد مرتد كافر انشق عن الجماعة وتم إهدار دمه ، أليست جهوده تلك تستحق أن يحصل على الحماية !!!
غادر أدهم الزنزانة وهو يأمر الجندى بإنزال همام المعلق فهو لم يعد بحاجة لاعترافه . حقا لم يثبت عليه تهمة الإرهاب لكن يكفيه أن يوصله للاعدام ، فأمثاله لا يستحقون إلا الموت .
هكذا يرى همام ايضا ؛ أن أدهم وأمثاله لا يستحقون إلا الموت ؛ كل فريق يريد القضاء على الاخر دون النظر إلى الخلاف الاصلى بينهما ؛ هو ليس خلافا عقائديا كما يعتقد معظم الناس . فالعقيدة واحدة وواضحة ولا تقبل المغالطة أو التحريف .
بل الخلاف هو عقلى كليا . كل فريق يرى الأخر من وجهة نظره فقط لا يجب وضع الدين بينهما ؛ فإن رجع كل منهما للدين كما ينبغى لوجد الحل الذى يحيهم بسلام .
لكنها أطماع بشرية بحتة ؛ إما مال .. وإما نساء .. وإما سلطة .. وإما نفوذ ..
لا علاقة للدين بكل هذا … كل هذا ضعف نفوس والضحايا دائما من الأبرياء أو البسطاء سواء البسطاء عقلا أو عقيدة أو مالا أو تعليما ..
البسطاء هم الشريحة الكبرى المستهدفة إما للسيطرة عليها أو للقضاء عليها .
ما الذى يشرف فى قتل الابرياء !!!
ما الذى يشرف فى قتل النساء !!!
ما الذى يشرف فى قتل الأطفال والشيوخ !!!!
ما الذى يشرف فى تفجير المنشئات !!!
وما الذى يشرف فى قتل المصليين !!! ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فإشهدوا له بالإيمان “” !!!
كيف اذا حكم على من يصلى بالكفر وتم إهدار دمه وسفك كأنه بلا دين !!!!
********************
أمرت النيابة بتسليم الجثمان لذويه وصرحت بالدفن بعد أن أرسل الطب الشرعي تقريره النهائي في نهاية اليوم .
توجه رفيع برفقة أبناء عمومته لتسلم الجثمان ، هاتف مهران والده ليخبره بعودتهم ليبدأ الاعداد للغسل .
كانت عودة جثمان سويلم للمنزل اكثر الأوجاع عصفا فما إن شعرت حسنات بما يتم استعدادا للغسل حتى بدأت فى الصراخ والعويل ليأتى ولدها زناتى ليصيح فى النسوة اللاتى تشاركنها صراخها : مااسمعش حس حرمة منيكم . اللى عاوزة تعدد تعاود على دارها ماعوزينش عويل إهنه .
رفعت حسنات رأسها لتقول لابنها : انت كمان جاسى كيه اخوك . الحنين راح خلاص .
يجثو أرضا أمامها : لاه يا أماى مجصديش اجسى عليكى بس إكدة حرام
اجهشت بالبكاء : جلبى جايد نار . محدش دارى بيا .
قبل رأسها : اوعدك لو بطلتى عديد ادخلك تسلمى على سويلم .
أمسكت ذراعيه بلهفة : صوح يا زناتى ؟؟ هتخلينى اشوفه واملى عينى منيه !!
عاد يقبل رأسها : صوح يا أماى بس بلاش عويل الله يرضى عنيكى
مسحت وجهها بسرعة : حاضر .. اهه .. ماهبكيش كمان
رق قلبه لحالتها ليضمها بسرعة : ابكى يا اماى .. ابكى على صدرى بس بلاها عويل .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشرف 2)