رواية الصندوق الفصل السادس والخمسون 56 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الفصل السادس والخمسون 56 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق البارت السادس والخمسون
رواية الصندوق الجزء السادس والخمسون
رواية الصندوق الحلقة السادسة والخمسون
تفاجأ منصور بك من موقف ابنته الرافض للهرب و قال : ابنتي.. أعرف انكِ وقعتِ داخل فخ قذر و لطالما وثقت بكِ و أنتِ تعلمين و لكن بقاؤنا هنا الان سيجلب الكثير من المتاعب .. استمعي لي !!
كاريمان بإصرار : كن علي يقين يا أبي أن ابنتك التي تعرفها جيداً لا تترك حقها يضيع أو تقبل أن شرفها يتلطخ.. مطلقاً !!
إيفان: كلامك جيد فأنا أيضاً أريد تبرئة نفسي و لكن كيف ؟! ما هو الطريق الذي سنسير به .. هل ستقاضين حفيظة ؟!
كاريمان : نعم .. سنذهب معاً للمخفر و سنشرح الأمر لهم و هم سيقومون بالبحث و التحري و طلب شهادة الشهود و ايجاد وهيبة تلك و أيضا ذلك الرجل الذي جاء و اصطحبك !!
إيفان: و هل لم تحتاط حفيظة و من معها ؟! من المؤكد هروبهم منذ زمن !!
كاريمان : و هل اختفاءهم سيجعلنا نستسلم !! بالتأكيد لا !! لابد و أن هناك خطأ ما ارتكبوه سيقودنا إلي الأدلة و علينا ايجاده .. إن لم تستطع قوة البوليس فنحن سيكون لنا يد تبحث في الأمر و تحله !!
إيفان: و هى سنصل لشئ برأيك ؟!
كاريمان : يقولون أنه ليس هناك جريمة كاملة و أنا أثق أننا سنجد طريق برائتنا بإذن الله ..
منصور بك : مقاضاتك لها سنتشر الخبر علي نطاق أوسع و سيراقب الجميع القضية و تبعاتها!! فكري جيدا يا ابنتي
كاريمان : لا يا أبي، لن أفكر كي أتراجع فأنا علي ثقة و قناعة بخطواتي و ما افعله و لن اكتفي بتنظيف تلك اللطخة بل ساضع مثلها علي جبين حفيظة الماكرة !!..
اقتربت ثريا من كاريمان و ربتت علي كتفها و قالت : و أنا أري أنها علي حق يا ابي .. ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه ؟!! يجب أن تعيد صورتها الأولي و تزيل عن شخصها ذلك الاتهام الباطل .. الانسان لا يعيش الا بكرامته و باحترام الجميع له !!
إيفان: متي سنذهب إذن ؟!
كاريمان : الان .. علي الفور !!
منصور بك : سآتي معك
ثريا : و أنا أيضا
تذكَّرت كاريمان هدي و قالت : هل وجدتما هدي؟!
ثريا بمرارة: لا .. بل فقدتها للأبد .. أرسل لي فاضل رسالة قال فيها انه أخذها و هرب للخارج عبر البحر !!
كاريمان : ماذا؟! ذاك المجنون !!
ثريا : الان ليس أمامي سوي الدعاء .. ربما يتحنن الله عليَّ و يجمعني بها مرة أخري !!
كاريمان بتأثر : يا ليت !!
خرج جميعهم قاصدين المخفر حيث اليوزباشي ماهر ..
___________بقلم elham abdoo
أما في مزرعة حفيظة بالمنصورة فقد أقبل ذلك الصباح حاملا رياحاً معاكسة لفاتن !!
طرقت باب غرفتها أحد الفتيات لتخبرها أن والدها ووالدتها و بصحبتهما أخيها ينتظرونها في الأسفل !!
كانت جالسة تمشط شعرها عندما سمعت ذلك الخبر الصادم فتركت فرشاة الشعر من يدها و امتقع وجهها بخوف و قلق ثم قالت: ادخليهم للداخل و اجلسيهم في قاعة الضيوف ..
ذهبت الفتاة و فعلت كما أخبرتها بالضبط و بينما كانت فاتن في غرفتها متوجسة و حائرة و تمنت لو أن خالتها هنا لتساندها أمامهم ؟! .. كانوا هم في قاعة الضيوف يشربون الشاي و يأكلون رقائق البسكويت بنهم كجوعي آتين من بلد قاحلة!! حسدوها علي ما تعيش به و وضعوا أعينهم علي كل تمثال أنيق أو لوحة قيمة في المكان !! جلست شفيقة علي أحد الكراسي و تمنت لو أن ذلك الأثاث الرفيع ملكاً لها !!
قال زوجها سلامة : سيكون لنا من الحظ جانب من بعد الآن!!
شفيقة : نعم .. هي ابنتنا في نهاية الأمر !!
فؤاد الصغير : هل ستقبل بكما بعد ما حدث لها في بيتنا !!
شفيقة بانفعال : أنت السبب !! جعلتها تهرب أيها الأحمق.. لو ما كنت فعلت هذا لكنا اعدناها نحن لحفيظة و حينها كنا سنطلب منها بعين قوية كل ما نريد !!
سلامة : حاولي عندما تأتي أن تتحدثي إليها بلطف كي تقبل بما سنطلب منها
شفيقة بعيون حادة : سأحاول ..
بقيت فاتن في غرفتها لوقتٍ طويل سألت خلاله نفسها: هل يخاف المرء من مقابلة والديه هكذا ؟! هل ما يحدث هذا معقول ؟! يا للأسف !!
ثم استجمعت نفسها أخيرا و غادرت الغرفة في طريقها إليهم..
__________بقلم elham abdoo
أما عزيز فقد عاد لذلك الكوخ بعد غياب طويل منذ صباح أمس ..
وجد الرجل المصاب قد أنهي علي الفاكهة و استقبله بانفعال قائلا : هل هذا ما اتفقنا عليه .. ألا تتأخر ؟!
عزيز : حدثت أحداث سيئة جدا بالأمس و لذا لم أستطع العودة قبل الآن..
الرجل المصاب : هل ما حدث يخصنا ؟!
عزيز بتجهم : نعم !!
الرجل المصاب بقلق : ماذا حدث ؟!
عزيز : هو لا يخصنا بشكل مباشر لذلك اطمئن .. زال الخطر عنك الآن و لن يبحثون عنك من جديد !!
الرجل المصاب بسعادة : مرحي .. لما انت حزين إذاً ؟!
عزيز : ما حدث كان سيئا للغاية !!
الرجل المصاب: ألن تشرح لي ؟!
عزيز بضيق: لا باع لي الآن للشرح .. ما يهمك قد قلته، اتركني الآن!!
الرجل المصاب : أما أحضرت معك طعاماً فأنا أتغذي ع الفاكهة كقرد في غابة منذ يوم أمس !!
مدَّ له عزيز يده بطعام احضره معه و قال : تغذي الآن!!
التقطه الرجل المصاب و قال : ألن تأكل معي أم أنك تناولت طعاما فاخرا بالفندق قبل أن تأتي؟!!
عزيز : تناول طعامك في هدوء و لا تزعجني فأنا منزعج للغاية من الأساس !!
تناول الرجل قطعة خبز و غمسها في الجبن و قال : قد يجعلك الحديث خفيفاً و يزيل الثقل من قلبك !!
أطلق عزيز زفيرا طويلا ثم ذهب ليقف خارج الكوخ و بدأ في البكاء !!
لأول مرة يبكي من أجل أحد فأخته هي من دفع الثمن تلك المرة .. مشهد نومها بجانب ذلك الطبيب لا يذهب من باله و الفضيحة أمام العامة تغرز في قلبه سهاماً مسمومةً تميته ببطء !! حاول خفض صوت بكاءه و هو يجهش و ينتحب و لكن ندمه دون فائدة فقد خرج السهم من القوس ليلة أمس و ضرب كاريمان ضربة نافذة !!
___________بقلم elham abdoo
ظل سالم يفكر و يعيد علي نفسه ما حدث مرارا و تكراراً و لكن موقف كاريمان منه جعله يتزعزع من الداخل فقد رفضت قلادته و قالت أنها لم تعد تريدها !!
لم يستوعب بعد أن كاريمان تحاول اقتلاع تلك النبته الصغيرة التي جمعتهما رداً علي موقفه حيال ما حدث !
ذهب ليأخذ حماماً ليترك جسده للماء كي يرتخي، تناول الاناء الخشبي و ملأه ثم سكبه علي رأسه مرة تلو أخري ..
ذلك المشهد لا يذهب من عقله بالرغم من أنه مفبرك و غير حقيقي لكنه صعب .. صعب جدا !!
خرج من الحمام و جلس علي سريره ليفكر من جديد فلم يفده الماء بشكل كبير فرأسه مازال يغلي !
طرقت والدته الباب كي تناديه لطعام الإفطار و عندما دخلت و نظرت وجهه فهمت أن الغيوم حالت بينه و بين الأميرة و لذا هو منفعل و مستنفر، جلست بجانبه و قالت : ماذا حدث بينكما ؟!
سالم : فسدت علاقتنا مجددا .. في كل مرة اقتربنا نعود لنبتعد بشكل أكبر!!
السيدة بثينة: لم تقل لها شيئا يضايقها في ذلك الظرف .. أليس كذلك ؟!
نظر سالم بعينين حائرتين و قال : لا .. طلبت منها الإبتعاد عن هنا لفترة حتي تهدأ الأجواء !!
السيدة بثينة : بالطبع لم تقبل!!
سالم : علي الأغلب !! فقد تركتني دون جواب !!
السيدة بثينة : اتحبها كل ذلك الحب الذي جعلك تصبر و تنتظرها وقتا طويلا و رغم كل هذا لم تفهمها جيدا بعد ؟!
سالم: ماذا تقصدين ؟!
السيدة بثينة : كاريمان فتاة قوية و عنيدة، حرة و ذات ارادة و ثقة بنفسها .. بالطبع لن تقبل بهذا الوضع و تهرب و أنت خذلتها الآن فذهبت دون رد !!
سالم : أنا لم أقل أن عليها تقبل ما حدث و لكن الإبتعاد عن فورة الأحداث الآن افضل ..
السيدة بثينة : هل تعلم يا بني كيف علينا أن نري الأحداث إن أردنا أن نكون منصفين ؟!
سالم : كيف ؟!
السيدة بثينة : ضع نفسك مكانها، كفتاة في مكانتها انفضحت بهذا الشكل و في هذه الليلة بعد عناءها الكبير من اجل تلك المبرة ؟! انظر لنفسك من خلال عينيها فستجد حبيباً ضعف أمام الأحداث و ضغط المجتمع و طلب منها الهرب !! وقتها ستفهم ما تمر به جيداً
سالم : ماذا كان علي أن أقول أو أفعل؟!
السيدة بثينة : كرجل يحب امرأة ؟!
سالم : نعم !!
سالم : أترك ما يقال يقال فقد رأي جمع كبير ما حدث و سينقل الأمر للباقي خلال وقت قصير .. لو كنت لم تواجهها بعد كنت ساقول لك : اذهب إليها و قف بجانبها و حاسب حفيظة تلك علي العبث معها !!فهي حبيبتك حتي و إن لم تُعلنا بعد .. كرامتها من كرامتك.. أما الآن فلا يصلح قول هذا !!
سالم: لمَ؟!
السيدة بثينة : علي الأغلب لن تتقبل كاريمان كلماتك الآن فأنا أري أن تتركها قليلا لتهدأ ثم تتفاهم معها فيما بعد ..
سالم : أشعر بالارتباك يا أمي .. ما حدث ليس سهلا .. أنا أيضا أحتاج لاستيعاب ما حدث، لن أستطيع الوقوف بجانبها و مساندتها و انا متزعزع و غير متزن هكذا .. منظرهما معاً آلمني و بعثرني .. عليها أن تتفهم موقفي مثلما أفعل انا أيضاً !!
السيدة بثينة : هي في موقف أصعب بكثييير و لذا عليك بمساندتها لا بالقاء اللوم عليها !!
سالم : عجبا منكِ يا أمي !! كنتِ تعارضين علاقتنا لكنك الآن واقفة في صفها و تدعمينها في كل جملة !!
السيدة بثينة : يا بني .. الحق أحق أن يتبع !! أنا لا أشجع علاقتكما لكنني لن أشجعك علي ظلمها أو خذلانها و هناك فارق كبير بينهما !!
سالم : في كل مرة أنتِ تجعلينني فخور أنكِ أمي .. أنتِ كما علمتني دائما .. عادلة و منصفة
السيدة بثينة : كفاك إطراءا لي .. قم كي نتناول الإفطار
سالم : حسنا ..
________بقلم elham abdoo
وصلت العربة أمام المخفر و دخلت كاريمان برفقة والدها و من خلفهما ثريا ثم في النهاية إيفان ..
ألقوا التحية علي أحد الأنفار ثم دخلوا لمكتب اليوزباشي الذي رحب بهم ثم أذن لهم بالجلوس ..
بدأ منصور بك الحديث فقال : هل لسيادتكم علم بما حدث لابنتي ليلة أمس!!
رد اليوزباشي مستفهماً : لا .. لا خبر لدي !!
كاريمان بتهكم ممتزج بأسي : ربما بقيت انت فقط في كل البلدة !!
اليوزباشي : هل يشرح أحدكم لي ؟!!
كاريمان : أنا سأشرح كل شئ …
في الوقت الذي كانت كاريمان تشرح به ما حدث ظل ايفان جالساً صامتاً كمتفرج !! لم يشترك معها و لو بجملة واحدة و كأنما أتي معها كي لا يخذلها للمرة الثانية ليس أكثر !! شخصيته المسالمة الهادئة لا تحب الدخول في صراعات أو مشكلات و لا يحب التقصي و التحقيق في التفاصيل، ودَّ لو يهرب لمكان بعيد و ينفض عنه كل ذلك العبث و يستريح!!
استفاق من أفكاره تلك علي صوت اليوزباشي ماهر و هو يسأله : حضرة الطبيب .. هل يمكن أن تشرح لي بالتفصيل عن ما حدث ليلة أمس ؟!
إيفان: كنت أمس منذ الصباح منشغلا مع باقي الفريق في إعداد اللمسات الأخيرة لحفل الافتتاح و بعد الانتهاء من كل شئ عدت لمنزلي كي آخذ حماما و أتجهز للحفل، بعد مرور قرابة ربع ساعة من دخولي للمنزل جاء شخص لا أعرفه و قال لي : حضرة الطبيب !! سيدي الذي أعمل لديه مريض و لا نستطيع نقله للمشفي لانه لا يتحرك و قد توَّعك بشدة و طلب مني أن آتي إليك و أحضرك معي اليه إن أمكن ..
اليوزباشي ماهر : و بالطبع ذهبت !!
إيفان: قد اعتدت علي ألا ارد احداً يريد مساعدتي
اليوزباشي ماهر : و ماذا حدث بعد أن ذهبت ؟!
إيفان: أدخلني منزل قريب لمنزل كاريمان، يبعد عنه شارع واحد تقريبا ثم ادخلني للداخل و اجلسني في قاعة كبيرة ثم قال : ستدخل لسيدي في غضون دقائق ثم قدّم لي واجب الضيافة، كوب عصير برتقال طازج
اليوزباشي ماهر : شربته .. أليس كذلك ؟!
إيفان: بالكامل !! مع الأسف.. فقد كنت مجهدا و جائعاً و هو أتاني قبل أن آكل أو اشرب شيئا فشربت كأس العصير بنهم و بعدها لم أعي كيف و متي تم نقلي لمنزل كاريمان بل حتي أنني كنت علي مهدها !! لا أعرف كيف؟!
اليوزباشي : هل تتذكر مكان ذلك المنزل تحديداً ؟!
إيفان مفكراً : أظن ذلك
اليوزباشي ماهر : اذن لنذهب لذلك المنزل و نفحصه و نعرف من صاحبه فربما ذلك يدلنا علي الفاعل ؟!
إيفان: لنذهب..
أغلق الكاتب المحضر بعدما سجل أقوال كل الموجودين و طلب استدعاء السيدة حفيظة المدعي عليها و البحث في أقوال الشهود و رافعي الدعوة و التحقيق بها ..
خرج أربعتهم برفقة اليوزباشي و قوة صغيرة من المخفر متوجهين لذلك المنزل الذي ذكره إيفان منذ قليل!!
__________بقلم elham abdoo
وقفت فاتن أمام قاعة الضيوف بمنزل المزرعة و بعد تردد طرقت الباب ثم دخلت، ألقت عليهم التحية بفتور و تعالي ثم جلست أمامهم لتستمع إلي ما يحملونه بجعبتهم !!
سلامة ” الوالد ” : فاتن .. هل صح ما فعلتيه يا ابنتي ؟! لماذا هربتِ؟!!
نظرت له فاتن بتعجب لتغير لهجته و سؤاله الذي في غير محله فهو يعلم جيداً لماذا هربت !!
نظرت لها شفيقة بابتسامة مصطنعة و قالت : أنا أعلم أننا ضغطنا عليكِ و ربما تعاملنا بشكل قاسي معكِ و لكن اعذري جهلنا و ضيقنا يا ابنتي .. الظروف صعبة و ضيق المعيشة يجعلنا نتصرف بعصبية !! سامحينا!!
نظرت لها فاتن بتعجب شديد، شتان بين شفيقة التي تتحدث الآن و شفيقة التي كادت أن تخنقها بيديها في ذلك اليوم!!
فاتن بتعالي: عقلي يحدثني الآن بأن هناك طلبا أو غاية لكما لم تقال بعد !! أفضيا بمطلبكم دون مط أو تطويل فأنا لدي عمل في الخارج !!
سلامة : لن نطيل عليكِ أو نعطلكِ عن أشغالك و أعمالك .. عندما اكتشفنا غيابك بحثنا وراءك وعلمنا انكِ عدتِ لخالتك و سُررنا بالطبع لعودة الأمور لمجراها الطبيعي ..
فؤاد : نسي أن يقول لكِ بأنهما شكا بي و فتشوا غرفتي و حصلوا علي خاتمك الذي اعطيته لي !! و أخذوه مني ايضاً!!
نظرت فاتن لهما باشمئزاز فاخرجته شفيقة من جيب ثوبها بسرعة و قالت : ها هو !! لا تخافي !!
التقطته فاتن و تحققت منه ثم وضعته في اصبعها من جديد ثم قالت لفؤاد : لا تقلق يا فؤاد سأعوضك عنه بمال يماثله !!
نظر لها سلامة و قال : لا .. قد جئنا لأننا نطمع في كرم أكبر من ابنتنا !!
فاتن بتعجب و قلق : كيف ؟!
شفيقة : مثلما وضّحنا لكِ فالمعيشة أصبحت صعبة و ضاقت بنا .. فايق رفض أن يأتي معنا و لكننا جميعا نريد أن ننعم بما تنعمين به أنتِ، لا تكوني أنانية يا فاتن و دعينا نعيش معكِ هنا …
ارتفع حاجبي فاتن لتلك الجرأة و قبل أن ترفض قال سلامة : سنعمل لديكِ بأي عمل تكلفيننا به يكفي أن نعيش هنا معكِ و تحت ظل حفيظة هانم !! في أمان و اطمئنان و عيش رغد!!
فاتن باعتراض : ألم ترسل خالتي لكم المبلغ ذلك الشهر ؟!
شفيقة : بلي .. أرسلته و لكن ذلك لم يعد يكفي أو حتي ضعفه !! لن يكفينا.. لنبقي هنا بتلك المزرعة نأكل و نعمل و نعيش و هذا المكان كما نري واسع و به غرف كثيرة و به أشجار و فاكهة و كل ما لذ و طاب !!
فاتن : هل تظنان أن تلك المزرعة هي لي و انا حرة للتصرف بها كما يحلو لي !! هذا لا يمكن !!
سلامة : حفيظة هانم لا ترفض طلباً لكِ، إن وافقتِ ستوافق هي ايضاً و تصنعين حينها معروفا كبيراً في والديكِ و اخيكِ الصغير !!
شفيقة : إن وافقتِ سنبقي أوفياء و ممتنين لكِ دائماً و لن نخالف لكِ أمراً و ترتاحي من المتاعب التي قد نسببها لكِ
فهمت فاتن مضمون الكلام الذي حمل تهديدا بجانب الاستعطاف!! فكرت في أنها إن وافقت علي بقائهم فستضعهم تحت عينها و سيطرتها و سُتملي عليهم شروطها و تبقيهم تحت امرتها و في الوقت نفسه لن تبقي وحيدة أمام كرم و سيكون لديها فريقها !!
قالت : إذا وافقت علي بقائكم، لي بعض الشروط !!
شفيقة : لنسمعها
فاتن : الشرط الأول هو أنني سأعيّن سلامة أفندي رئيساً للعمال في الحقول بالمشاركة مع سعدون و لكن لا نملة ستدب دون أن اعلم بها .. مفهوم ؟!
سلامة : مفهوم
فاتن : الشرط الثاني هو السيدة شفيقة ستتولي المطبخ و كل ما به و العاملين فيه و سيكون كل شئ يحدث بعلمي !!
شفيقة : ليكن..
فاتن : الثالث و الاخير هو فؤاد .. سأرسله ليدرس في مصر المحروسة و لن يعود قبل أن يصبح شابا متعلما و متميزا و سيبتعد عن ذلك الجو بالكامل !!
فؤاد بخوف: هل سأسافر و ابقي هناك بمفردي ؟!
فاتن : نعم .. ستكون البداية صعبة لكنها مستحِقة .. ستبقي رجل ذو علم و تعليم و سيكون لك شأن و وظيفة مرموقة مستقبلاً!!
فؤاد : أنا موافق ..
شفيقة : و كذلك نحن .. موافقون !!
فاتن : ان خرج احدكم عن طوعي يعتبر اتفاقنا لاغياً و ستعودون من حيث أتيتم !!
سلامة : و هو كذلك ..
شفيقة : متي سنبدأ ؟!
فاتن : الان .. سأعرفكم علي شريكي في الإدارة.. السيد كرم !! بعدها ستتسلمون غرفكم ثم عملكم !!
سلامة : أنتِ ابنة بارة بوالديكِ حقاً !!
نظرت له فاتن بتهكم و كأنما تقول في داخلها : يتحدث عن بر الوالدين و كأنه أبي حقاً !!!
___________بقلم elham abdoo
وصل اليوزباشي ماهر و البقية للمنزل الذي ارشدهم اليه إيفان، دخل هو أولا و من خلفه القوة و كاريمان و عائلتها و في النهاية أيضا إيفان !!
المنزل فارغ ليس به أحد قط، تم تفتيشه جيداً و لكن لاشئ .. لا أحد !!
قال أحد الانفار التابعين لقوة المخفر : سيدي اليوزباشي .. هل أقول شيئاً ؟!
اليوزباشي : قل ..
النفر : هذا المنزل فارغ منذ خمس سنوات، كان لرجل غني لقي مصرعه به قتلاً و من بعدها حاول الورثة بيعه لكن شاع خبر أن به روح شريرة تسكنه و تطرد أي حد يقترب اليه و لذا عّدل الجميع عن شراؤه و بقي هكذا مفتوحاً حتي دون أقفال !!
اليوزباشي لايفان : هل دخلت ووجدت كل شئ طبيعيا ؟!
إيفان: نعم .. لم أكن أعلم شئ عن هذا المنزل و دخلت بشكل طبيعي لكن البيت كان هادئا جدا و ليس به حركة و بعد أن تناولت العصير لم أشعر بشئ !!
اليوزباشي : يبدو أن من أرسلك لهنا من أهل البلدة و يعرف قصة ذلك المنزل جيداًو استغله في الخطة !!
إيفان: نعم …
اليوزباشي : هل تعطينا وصفا عن الرجل الذي جاء و اصطحبك ؟!
ايفان : أنا أرسم و لذا سأرسمه لكم كي يسهل لكم البحث عنه
اليوزباشي : عظيم ..
سأعود الآن للمخفر و سأرسل المخبرين و الغفر كي يجمعوا المعلومات و يبحثوا جيدا وراء كل معلومة و سيرُفع ذلك للمحكمة للبت به ..
إيفان: هل سيُقدم للمحكمة المختلطة أم للقنصلية لأنني فرنسي الجنسية؟!
اليوزباشي: كان سيحوَّل للقنصلية إذا كان مدعي عليك يا حضرة الطبيب و لكن في تلك القضية فأنت صاحب الدعوي و لذا سيتم تحويل القضية للمحكمة المختلطة في المنصورة لانه ليس هناك محكمة خاصة للمصريين و الاجانب سوي بالقاهرة و الإسكندرية و المنصورة و كاريمان هانم من مواليد المنصورة و كذلك المدعي عليها!!
إيفان: و هل من رؤية سيادتكم، هل هناك دليل يدين المدعي عليها ” حفيظة ” ؟
اليوزباشي : حتي الآن لم نمسك أحدا ممن تتهمون بتخديركم و ما إلي ذلك و لكننا سنستدعي السيدة حفيظة و نستجوبها و سيرفع كل ذلك للنيابة ثم المحكمة لتبت بها !!
كاريمان : جمع الأدلة لابد و أن يكون من هنا .. هناك محكمة فقط ستنظر للنتائج !!
اليوزباشي : نعم .. هذا صحيح
__________بقلم elham abdoo
عادت حفيظة هانم من نزهتها للفندق و بدأت في تقصي الاخبار عن فضيحة الأمس و لكنها فوجئت باليوزباشي ماهر و معه نفر من المخفر يسألون عنها و من ثم تم استدعائها للمخفر في محضر تم تحريره ضدها من قبل الاميرة كاريمان الراعي و الطبيب إيفان مانويل !!
رفعت حفيظة هانم حاجبها و لم يعجبها ما حدث لكنها علي ثقة أنهم لن يستطيعوا إثبات أي شئ فقد أخفت كل شئ و شتت كل الفريق !!
قالت في تعالي و ثقة : علي الرغم من برائتي من تلك التهمة الملفقة لكنني سأمتثل للقانون و سآتي معكم !!
اليوزباشي : أشكرك يا سيدة حفيظة فهذا المتوقع من سيدة راقية مثلك !!
ذهبت حفيظة هانم نحو المخفر بينما بقيت كاريمان هناك مع والدها و اختها تنتظر مجيئها لسماع ما ستقول و ايضاً لمواجهتها !! أما إيفان فعاد لمنزله لان ما يحدث يثير أعصابه و يوتره !! اخذ اذنا من اليوزباشي لكنه سيعود مجددا لان المحضر لم يُغلق بعد !!
وصل الي منزله فوجد بسمة و سيمون قد اخذتهما غفوة في انتظاره و عندما دخل للبيت رآهما علي تلك الحال فشق عليه ايقاظهما، صداع رأسه كان يزداد فدخل للمطبخ ليعد قهوته كي يستفيق فيبدو ان اليوم سيكون طويلا، ربما سمح له اليوزباشي بالانصراف كي يستريح قليلا لكنه يجب أن يعود بعد أخذ أقوال حفيظة ليجيب مجددا علي بعض الأسئلة!!
صنع القهوة و خرج للشرفة الأرضية التي بمنزله و جلس يفكر في كل ذلك التعقيد !! فضيحة اعقبها قضية و تحقيق و بحث عن أدلة و شهود!!
ارتشف رشفته الاولي و هنا استيقظت بسمة و خرجت للشرفة لتنظر فوجدته جالساً فقالت : متي أتيت ؟!
إيفان: منذ قليل
بسمة : ماذا فعلت مع حفيظة ؟!
إيفان: لا شئ .. فعلت فعلتها و لا تشعر حتي ببعض الندم و لكن أتعرفين ؟! بعدما فهمت أبعاد الأمر أعطيتها عذر !!
بسمة بتعجب : كيف ذلك ؟!
إيفان: لكِ أنت تتخيلي أن من اختطفوا فاتن سابقا خطفوها لابتزاز عزيز و من فرط نذالته أخفي الأمر ليتخلص منها !!
بسمة بصدمة : ويحه !!
إيفان بتهكم : لا .. انتظري فأنا لم أقل الصعب بعد !! خاف أن ينفضح أمره لان حفيظة كانت تنبش بالأمر لتعلم من يقف وراءه فحاول إلقاء التهمة عليَّ كي يتخلص مني و من فعلته في ضربة واحدة !!
وضعت بسمة كفيها علي فمها فأكمل إيفان قائلا : حاولت كاريمان فهم ماذا يحيك لانها رأت عليه تحركات مريبة و ذهبت للوكر الذي خبأ به رجلا جاء به لينفذ خطته باتهامي بالخطف!! و لذا ظنت حفيظة أننا مشتركين بخطة الخطف معاً و لهذا افتعلت تلك الفضيحة لنا أي كي تعاقبنا !!
حملقت بسمة بعينيها و هي تعي الآن في ماذا أدخلها عزيز و من المصاب الذي نزف جرحه مرتين !! لهذا قال لها أنه أصيب من مجهولين !! لهذا رفض أن يذهب للمبرة و تعلل بأنه مديون !! ذلك الثعلب الماكر استدرجها لتعالج رجلا مأجوراً أدخل إيفان في مصيبة !!
لاحظ إيفان شرودها الكبير و قال : الصدمة كبيرة .. أليس كذلك ؟!
بسمة : يا للهول !! أضاع اخته في دوائره الحالكة تلك !!
إيفان: نعم !! لو ترين كيف طردته أخته شر طردة و قالت له أنها لن تسامحه طوال الحياة !! طأطأ رأسه للأسفل و ذهب دون كلمة واحدة !! هذا الوغد مصيبة علي رأس كل من يعرفه أو يقترب منه !!
بسمة : عليه اللعنة !! ماذا ستفعل كاريمان اذن ؟!
إيفان: كاريمان كعادتها ترفض الاستسلام !! ذهبنا للمخفر و حررنا محضراً و بدأت التحقيقات و تم استدعاء حفيظة
بسمة بإعجاب : أحسنت.. هذا هو الرد المناسب فحفيظة تلك يجب أن تدفع ثمن أفعالها و موقفك كأجنبي سيجعل المحكمة تهتم بالقضية و تعطي حكما عاجلا و قويا
إيفان بفتور : كنت في البداية لا أعرف لماذا فعلت حفيظة ذلك الفعل الشنيع و لكن الآن بعدما توضّح كل شئ فالامر بالنسبة لي مختلف
بسمة : كيف ؟!
إيفان: ذهبت مع كاريمان لرفع الدعوي و لكنني لا أحب تلك الأجواء و القضايا و المشكلات لذا افكر بعد انتهاء اخذ اقوالي ان أذهب للمنصورة و اعمل بالمبرة هناك خاصة و أن تلك الدعوة ستُرفع في محكمة المنصورة.. يمكنني البقاء بالمبرة هناك و العمل بشكل طبيعي بعيدا عن هنا حيث البحث و التحري و تساؤلات أهل البلدة و غيره من ذلك . أريد أن اريح عقلي فتلك الجلبة لا تناسبني !!
بسمة بتفاجؤ : و لكن هذا حقك !! شرفك و سمعتك أمام الناس !! ألا يهمانك؟!
إيفان: كاريمان لن تترك الأمر لذا فأنا مطمئن و سأسافر للمنصورة ربما غداً..
جاءت سيمون في تلك اللحظة و تساءلت : ستسافر للمنصورة ؟! هل الوضع ساء هنا لهذه الدرجة ؟!
بسمة : قد فاتك بعض التفاصيل الهامة ، سأذهب و أعد لنا افطارا جيداً و خلال ذلك يُطلعك إيفان علي كل التفاصيل..
________بقلم elham abdoo
فوجئ كرم بفاتن و هي تخرج من منزل المزرعة و من خلفها أفراد عائلتها حيث قالت بتفاخر : سيد كرم .. لأعرفك علي عائلتي التي ستقطن معي هنا من الآن فصاعدا
هذا أبي السيد سلامة و هذه امى السيدة شفيقة و هذا اخي الصغير فؤاد !!
تعجب كرم لكنه رحب بهما : أهلا و سهلا بكم جميعا
استعد ليغادر إلي عمله لكنها اوقفته قائلة : نسيت أن أخبرك: والدي سيتولي الإشراف علي عمال الحقول و توزيع يومياتهم مع سعدون و أمي ستتولي المطبخ مع الفتيات حيث ستقوم كل يوم بطهي الوجبات مع فريق من اختيارها و سيتم عمل مواعيد و أماكن مخصصة لتقديم الوجبات و ستنتهي فوضي طبخ الفتيات في الغرف فيما بعد!!
كرم : أعجبتني سياسة التغيير هذه و لكن تعيين اقربائك و لا سيما عائلتك .. ألا يعد شيئا ليس محبباً ؟!
فاتن بحدة : عندما تأتي خالتي يمكنك أن تشكو لها و تعترض كما يحلو لك !!
كرم : و هو كذلك !!
انصرف كرم بضيق بينما شعرت هي بتحقيق نقطة انتصار عليه غير واعية أنها تحفر بئراً عميقاً ربما تكون هي اول من سيسقط به !!
ذهبت معهم و خضصت لهم غرفاً ثم أعطت تعليمات للجميع بوظائفهم كي يكون معلوماً و معلنا حتي ينصاع الجميع لهم !!
__________________بقلم elham abdoo
حضرت السيدة حفيظة للمخفر مع القوة و تواجهت في الداخل مع كاريمان و عائلتها الذين قابلوها بنظرات ممتلئة غضب و حنق أشعل عيونهم بنار مستعرة لكنها لم تهتم و جلست في تعاظم لتجيب علي الأسئلة التي ستوجه إليها
عندما سؤلت عما حدث ليلتها قالت : نعم .. أنا بالفعل رأيتهم في منزلها ليلة الحفل و أنا لم أفعل ذلك بقصد التشهير و لكن ما حدث هو ضد عادات و تقاليد المجتمع و لذا أشهدت عليهم الشهود !!
نظرت لها كاريمان بغضب و اشمئزاز و قالت : يا لكِ من مخادعة!! رتبتِ الأمر و تتظاهرين بالتمسك بالعادات و التقاليد !!
حفيظة هانم : ما الذي رتبته ؟! هل لديكِ شهود علي كلامك هذا ؟! هل من شاهد إثبات واحد !! أم انكِ تطلقين الاتهامات هباءاً !!
كاريمان : أنتِ من هربتِهم جميعاً بعدما اعطيتهم أمواله طائلة .. هل اختفاء وهيبة التي تعمل لدي و ذلك الرجل الغريب الذي أرسلته لايفان ؟! هل كل ذلك صدفة ؟!!
حفيظة هانم بارتياح : لا أعلم شيئا عن خادمتك تلك !! و لا عن ذلك الرجل المزعوم !! انتِ ليس لديكِ من يثبت ادعائك أما أنا فلو وصل الأمر لمجالس المحاكم فسأحضر شهوداً كثيرين يثبتون وقعة تواجدكما معاً في وضع مخل و ستحاكمين انتِ في ذلك الوضع و ليس انا !!
منصور بك : ما هذا الذي تقولينه.. كانا واقعين تحت تأثير مخدر !!
حفيظة : عليك بإثبات ذلك يا بك !!
كان الكاتب يسجل ما يقال و اليوزباشي ينظر بأسف ثم قال : كاريمان هانم .. يؤسفني أن ابلغك ان ما قالته السيدة حفيظة صحيحا في القانون فنحن أرسلنا قوة لمنزل وهيبة فلم نجد احداً و أيضا ليس هناك أي دليل علي أقوالك أو أقوال الطبيب !! إن تم رفع الدعوي للمحكمة فستدانون أنتم و ليس هي !! لا دليل ضدها و بالنسبة للتشهير فثيثبت صحة ادعائها لكثرة الشهود حول الواقعة !! هل نستمر بالدعوي ام ستسحبين شكوتك؟!
كاريمان في عند : لا .. لن أنسحب !!
منصور بك : ابنتي .. فكري قليلا قبل أن تأخذي قرارك فالقانون ليس في صالحنا !!
كاريمان : لا يا أبي .. سنستمر بالدعوي .. لن أترك حقي و لن اتنازل عن استرداد كرامتي !!
اليوزباشي : بقي ان نعرف قرار الطبيب !!
كاريمان : بالطبع سيكون قراره مثلي !!
في تلك الاثناء دخل إيفان و استمع مرة أخري لتحذير اليوزباشي عن وضعهم في تلك القضية فقال : اذن ليس هناك ضرورة للاستمرار !!
نظرت له كاريمان بصدمة بينما ابتسم ثغر حفيظة بشماتة فطلبت كاريمان أن تتحدث معه علي انفراد لدقيقة فسمح لها ..
__________بقلم elham abdoo
ذهبت بسمة بحنطورٍ لذلك المكان البعيد حيث عزيز و ذلك المصاب !! نزلت بغضب باتجاه ذلك الكوخ الصغير فرأت عزيز جالس في حزن و كمد فظهرت بوجهه فجأةً و هو غارق بالتفكير و قالت : خدعتني أيها الحقير!! ماذا فعلت بأختك أولا ثم بإيفان !! ماذا فعلا لك حتي دمرتهما معاً هكذا !!
عزيز : بسمة !! أنا لست بحال يمكنني من سماعك !! اذهبي الآن !!
بسمة : حقا؟! هل بعدما فعلت فعلتك تجلس هنا مختبئا بينما بقيت النار مشتعلة في كل الأماكن التي تركت أثرك عليها !!
عزيز : هل حدث شئ جديد ؟!
بسمة : نعم .. اختك و إيفان يرفعان دعواهم للقضاء أمام حفيظة و ستكون حربا شعواء بينهم !! هل ترتضي ذلك و تجلس هكذا مثل حمل برئ !!
غضب عزيز من هجومها عليه فوقف و انتفض و قال بصوت مدوي : اذهبي من هنا الان كي لا أصب كامل غضبي عليكِ .. أحذركِ للمرة الأخيرة و قد أعذر من أنذر !!
بسمة : و ماذا اتوقع من متبجح مثلك !!
عزيز : لا تنسي من انت و من أنا أيتها الخادمة !! اغربي عن وجهي !!
ذهبت بسمة و هي ممتلئة غضباً منه و لا تعرف أين يمكنها تفريغ ذلك الغضب ؟!!
___________بقلم elham abdoo
في جانب من المخفر وقفت كاريمان مع ايفان و قالت له: إيفان.. اذا سمحت .. من فضلك لا تنسحب !! موقفك هذا يضعف القضية، ارجوك لا تفعل !!
إيفان: قضية ماذا ؟! ألم تسمعي اليوزباشي !! ليس هناك قضية من الأساس لانه ليس هناك دليل إدانة أو شاهد إثبات أو حتي أحد نستطيع تقديمه للمحكمة كمتهم!! وهيبة خادمتك استأذنت أمس بشكل طبيعي و سافرت مع أخيها!! و الرجل الذي اصطحبني لا أعرفه و لا سيمون أيضا .. هل سترفعين الدعوي لمجرد العناد فقط !!
كاريمان : بالطبع لا .. أنا لا أعاند .. أنا أريد استرداد حقي و كرامتي .. امهلني وقت فقط كي ابحث و أعثر علي الأدلة و الشهود و سأكشف الخطة أمام المحكمة لكن لا تتنازل ارجوك
إيفان: هذا حلم بعيييد !!
كاريمان : لا أتحدث عن احلام بل واقع سيحدث و انت تعرفني جيداً .. من فضلك لا تتخلي عني تلك المرة !!
أضعفته تلك الجملة الأخيرة فربما خذلها كحبيب و الان لا يريد خذلانها كصديق و كشريك في العمل و في المصيبة !! فقال : اذن .. ليكن كما تريدين و ليجعل الله ما قلته يصبح واقع و يتحقق !!
ابتسمت كاريمان و قالت: إن شاء الله .. شكرا لك ..
عاد إيفان و أعلن موقفه و لذا تم رفع الدعوي ليتم تحديد موعد لها بالمحكمة المختلطة في المنصورة ..
___________بقلم elham abdoo
وصل خبر رفع قضية من كاريمان و إيفان ضد حفيظة لمسامع سالم، فاجئته الفكرة و لكن لم يفاجئه صمود و قوة كاريمان !! ذهب للمخفر و تحدث مع اليوزباشي عن القضية و أبعادها و علم أن ما فعلته كاريمان مخاطرة كبيرة فإن لم تنجح بإثبات الجريمة التي حدثت فسوف تدان مع ايفان في ذلك الحدث، ربما يساعدهما وضع إيفان كأجنبي كأن يستنجد بقنصليته آنذاك و يحوّل نظر القضية لها و يفلت من العقاب و لكن ماذا ستكون الفائدة حينها؟! سيعودان لنقطة الصفر !!
قال اليوزباشي : علاقتك بها قوية و جيدة، حاول اقناعها بالتنحي عن القضية و تهدئة الأمر مع حفيظة و ربما مع الوقت يتناسي اهل البلدة كل شئ و تعود لعملها و حياتها بشكل طبيعي !!
سالم : سأحاول لعلها تستجيب !!
________بقلم elham abdoo
ذهبت كاريمان من المخفر إلي بيت وهيبة الذي تعيش فيه مع اخيها و سألت كل من حولهما أو يعرفهما لكن لا أحد يعرف أين ذهبا فقد غادرا فجأة و دون ترتيب !!
لكنها لم تيأس فذهبت لمنزل إيفان و شجعته لرسم صورة الرجل الذي اصطحبه للفخ فجلس و رسمها بدقة و كأنما هي لوجه طبيعي حقيقي !!
أعطاها لها و بعد أن ابتسمت قليلا لظهور امل جديد فاجئها بقوله : كاريمان .. أنا لن احتمل ذلك الجو المتوتر هنا فقررت السفر للمنصورة مع اختي غداً .. هل ستأتي معنا ام ستبقي لاستكمال البحث هنا ؟!
كاريمان بضيق و استنكار لتخاذله: بالطبع سأبقي !!
إيفان: كما تريدين …
_________بقلم elham abdoo
ذهبت كاريمان من عنده و بدأت في سؤال الجميع عن صاحب تلك الصورة ، بعد سؤال أحدهم دقّق بالصورة و قال : أنا أعرفه.. ذلك الحارس شديد الذي كان يعمل مع العمدة كغفير و بعد طرده بفضيحة سرقة أصبح مؤخرا يعمل مع المحقق ايلاريون الذي جاء للبلد منذ قرابة شهرين!!
كاريمان : من ايلاريون ؟!
الرجل : لا أعرف لكنه رجل يوناني جاء للتحقيق في قضية ما، لم يفصح عنها !!
كاريمان : هل تعرف عنوانه ؟!
الرجل : لا .. كان يقطن في فندق النبلاء ذاك !! لم يكن لديه منزل !!
كاريمان بتبسم: شكرا جزيلا لك ..
يبدو أن بداية الخيط الاول لشبكة العنكبوت قد أتت و كاريمان ستسحبه حتي النهاية فقد توجهت علي الفور للفندق للسؤال عن ايلاريون !! لم تكن تعلم أنه قد غادر منذ أمس !!
________بقلم elham abdoo
أما حفيظة فقد قررت العودة أخيرا للمنصورة بعدما حققت أهدافها بنجاح ، عادت للفندق و ذهبت لتناول الغداء فيما بدأ العاملين بخدمة الغرف جمع أغراضها و وضعهم بعربتها الخاصة استعدادا للرحيل لكنها فوجئت بضيف رافقها بالحديث أثناء الطعام .. انها بسمة !!
_________ بقلم elham abdoo
سألت كاريمان خدمة الاستقبال عن المحقق ايلاريون لكن الموظف أخبرها عن سفره أمس فقالت له : اريده لأمر غاية ف الأهمية.. من فضلك قل لي عنوانه الأصلي الذي تركه في بياناته إن أمكن!!
الموظف : تلك بيانات شخصية يا سيدتي.. لا يمكن تسريبها!!
كاريمان : من فضلك . هذا أمر غاية ف الأهمية و لا يحتمل التأخير !!
نظر لها الموظف مطولا ثم قال : سأعطيه لك فربما ما حدث أمس معكِ و مع الطبيب يحتاج محققا كي يظهر حقيقته !! تعرفين يا سيدتي انا لم أصدق ما سمعته عنكِ فأنتِ أميرة و لكنك مهذبة و علي خلق !!
نظرت له كاريمان و هي لا تعرف ماذا تقول ؟! فما حدث أمس جعلها قيد التقييم من كل إنسان!! لكنها من اجل اعطائها العنوان ابتسمت له و قالت : أشكرك
اخذت العنوان و لم تفاجئ عندما قرأت أنه في المنصورة !! شبكة العنكبوت التي نصبتها حفيظة تتكشف الآن رويدا رويدا !!
___________بقلم elham abdoo
عادت كاريمان لمنزلها كي تخبر عائلتها بالرحيل للمنصورة من اجل تتبع المزيد من التفاصيل لكنها وجدته في انتظارها بالخارج في حديقة المنزل الخارجية !! سالم و بيده تلك القلادة !!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)