روايات

رواية قصة حنين الفصل السادس عشر 16 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل السادس عشر 16 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت السادس عشر

رواية قصة حنين الجزء السادس عشر

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة السادسة عشر

يقف عاصي وهو ينظر إلى حنين بعد أن أخرج كاظم من المنزل، بينما قالت نوال: “خير، مالك يا عاصي، يا ابني، ساكت ليه كده؟ قول حاجة للأستاذ خالد وللشباب عاوزين ياخدوا حنين من البيت.”
وهنا يكتشف عاصي أنه كان يحلم لا أكثر، ينظر إلى حنين بخجل وهو يقول: “أنا عارف يا آنسة حنين أن اللي عمله كاظم ما كانش سهل، وأكيد ما فيش حد هيغصبك على حاجة، والقرار في الأول والآخر هيكون ليكِ. إذا حابة تفضلي في شغلك، هتكوني فرد من العيلة. حابة ترجعي مع عمي خالد برحتك، بس اللي أنا مش موافق عليه إنك تروحي وتعيشي مع خمس شباب تحت سقف واحد.”
يرد محمد بحنق قائلاً: “حنين عاشت معنا أسبوعين في البيت، ويشهد ربنا أنه ما فيش واحد فينا بص لحنين أكتر من أخت وهي تقول بكذب لو أنا كذاب.”
يردف خالد قائلاً وهو ينظر إلى محمد: “يا ابني، إحنا مش بنقول العيب فيكم ولا أنتم مش كويسين. بالعكس، أنتم عملتم اللي كان المفروض أنا أعمله، بس يا ابني، إحنا مش عايشين لوحدنا في مجتمع مش بيرحم ومش بيسيب حد في حاله.”
كل هذا يحدث وحنين تنظر إلى رياض والدموع تتسابق على خديها، ولا تصدق أنها اكتشفت أن لديها أخاً يكون هو السبب في تدمير حياتها. تذهب سلوي اتجاه حنين وهي تقول بمكر الثعالب: “أنا بعتذر منك، مدام نوال، أنتي وعاصي والشباب، بس حنين بنتنا وإحنا اللي مربينها. بس للأسف اللي حصل ده كان سوء فهم، عمل كسر صغير في العلاقة الجميلة اللي بتجمعنا بحنين، وإن شاء الله هيتصلح وحنين هترجع تعيش في بيتها من أول وجديد.”
تنظر حنين ونوران إلى سلوي باندهاش، وهم أكثر اثنين يعلموا أن سلوي لا تحب حنين، ولا يقدر أحد أن يستوعب ما تنوي هذه الشيطانة فعله. بينما ذهب خالد اتجاه حنين وهو يقول بتوسل: “بترجّكي يا بنتي، وافقي ترجعي على البيت معايا، خليني أعوضك على كل اللي حصل لك. عارف أن كلنا غلطنا في حقك، بس واثق أن قلبك أبيض وبتسامحي. رجاءً وافقي يا حنين.”
يقول كذلك وهو يمسك يدي حنين بين يديه، بينما شعرت حنين بشيء دافئ يسقط على كف يديها. تنظر إلى خالد الذي هربت من عينيه دمعة، وهي تقول بحزن من رؤية دموع هذا الرجل الذي طوال عمرها لم تَرَ منه غير كل خير: “معقولة في أب في الدنيا يطلب السماح من ابنته؟ وبعدين ما فيش بنت تزعل من أبوها لو عقابها أو زعق لها. أكيد بيكون علشان مصلحتها أو علشان خايف عليها، وأنا مش زعلت أبداً منك.”
ثم تنظر إلى رياض بكسر وهي تقول ببكاء: “ربنا يسامح بقى اللي كان السبب.”
ينظر رياض إلى حنين بخجل ودموع الندم تسارع على وجهه: “أنا آسف يا حنين، مش هاطلب منك السماح علشان عارف أني ما أستهلش، بس ها طلب منك طلب صغير. رجاءً عاقبني أو اضربني، اعملي أي حاجة، المهم أني أتعاقب وأرتاح من تأنيب الضمير ده.”
تنظر حنين إلى رياض وهي تقول بدموع: “عقابك هو أني مسامحك يا رياض.”
ثم تنظر إلى نوال وتقول: “وانتي يا ست يا طيبة، أنا عمري ما شفت حد بطيبة قلبك، وأنا مهما بعدت، هكون حنين بنتك وهفضل أجي على الشغل زي ما أنا.”
تردف سلوي قائلة، دون وعي: “لا يا حنين، أنتي مش هاترجعي على البيت ده تاني.”
ينظر الجميع إلى سلوي بدهشة، بينما تقول سلوي وهي تحاول أن تصلح ما قالت: “أصدي أن حنين مش هاتشتغل خادمة تاني، وهي مش خادمة ولا أي يا خالد.”
يرد خالد قائلاً: “معكِ حق يا سلوي، حنين مش خادمة ولا عمرها كانت خادمة. يلا يا حنين، يا حبيبتي، علشان نرجع البيت.”
ترد حنين قائلة بابتسامة: “حاضر، بس خمس دقائق.”
ثم تذهب حنين باتجاه باب المنزل وتفتحه، وتذهب أمام الجميع باتجاه كاظم الذي كان يقف خلف الباب، ثم تقف أمامه وتقول: “أنا مسامحك يا كاظم.”
ثم تنظر إلى عاصي وتقول: “بعد إذنك يا دكتور عاصي، دخل أخوك البيت ومش ينفع أنك تطرده من بيته علشان بنت.”
عاصي بدهشة: “أنتِ بتقولي إيه؟ هو غلط؟”
تقاطع حنين عاصي قائلة: “هو غلط في حقي، وأنا سامحتُه.”
نوال بدموع وهي تنظر إلى كاظم: “بس يا بنتي، اللي هو عمله معاكي مش يستاهل السماح.”
ترد حنين: “ربنا سبحانه وتعالى غفور رحيم وبيسامح العابد علي أكبر الذنوب، يبقى إحنا مين علشان نقول يستاهل السماح أو لا؟ أنا سامحت الأستاذ كاظم علشان ضميري يكون مرتاح، ومش بحب أفضل شايلة في قلبي. اتفضل يا أستاذ كاظم، ادخل بيتك، الله يصلح حالك ويغفر لك.”
تسحب كاظم أمام الجميع وتدخله الي المنزل. ثم تنظر الي الشاب وهي تقول بحب أخويا وتبتسم والدموع في عينيها: انتم اجمل خوات في الدنيا ولو كان عندي خوات مش هيكون افضل منكم ولا كانوا عملوا اللي انتم عملتوا معايا وربنا يعلم معزة كل واحد فيكم في قلبي بس انا لازم ارجع مع الاستاذ خالد وزاي ما قال المجتمع مش بيرحم حد وانا بنت وانتم خمس شاب علشان كده ما ينفعش ارجع معاكم وهنفضل خوات طول العمر.
يرد محمد بحزن قائلاً: خلاص براحتك يا حنين المكان اللي يريحك خليكي فيها بس عاوزك دايما تفضلي فكره انك عندك خمس خوات بيحبوكي ومستعدين يعملوا اي حاجه علشانك.
ينهي حديثه ويذهب دون قول شيء أخرى يقف علي أمام حنين وقال. بينما كانت تنظر حيث ذهب محمد الذي تعجبت من نظرته اليها والحزن الظاهر عليه: خدي بالك من نفسك كويس يا حنين ولو احتاجتي اي حاجه كلامنا.
يقول عماد بحزن وهو ينظر الي حنين نظرة غير مفهومه: خدي بالك من نفسك يا حنين.
ثم يذهب خلف محمد ويذهب خلفها كل من علي ورياض الذي نظر اليها بحزن وخجل.
وضع خالد يديها علي كتف حنين وهو يقول: يلا يا حنين ياحبيبتي نرجع بيتنا.
أبتسمت حنين بحزن وذهبت وعانقة نوال بحب ودع خالد عاصي واخذ حنين ونوران وسلوي وغادر.. نظر عاصي بغضب الي كاظم ودلف الي المنزل دون قول شيء. ونظرة نوال بخيبة أمل الي كاظم وتركته وذهبت خلف عاصي. مسح كاظم العرق عن وجهه وظلت واقف وهو يشعر بالخوف والقلق من صمت عاصي.
—-
في منزل خالد، في غرفة سلوي، تدخل نوران دون استئذان وتقول بغضب: “ممكن أفهم إيه اللي حضرتك عملتيه ده؟ إحنا لم صدقنا أن نخلص منها، وحضرتك رحت عملتِ نفسك الملائكة اللي ماشية على الأرض ورجعتها على البيت تاني.”
تجلس سلوي على الكرسي أمام المرآة ببرود، كما لو لم يوجد أحد في الغرفة، يشتعل من الغضب، وتقول بهدوء: “العصبية مضرّة للصحة.”
نوران بدهشة: “نعم، يا أختي.”
ترد سلوي بخبث: “لو كنتِ ذكية، كنتِ فهمتي من نفسك أنا ليه عملت الحركة دي.”
نوران باستفهام: “مش فاهمة، أنتِ عاوزة توصلي لي إيه؟”
سلوي دون مقدمة: “عاصي معجب بحنين، ولو ما كنتش عملت كده، كانت حنين فضلت في بيت عاصي وكان الإعجاب انقلب لحب وغرام.”
نوران بدهشة أكثر: “أنتِ بتقولي إيه؟ عاصي معجب بحنين؟ ازاي؟ مش فاهمة.”
الكاتبة صباح عبدالله فتحي
سلوي: “لو كنتِ ركزتي على نظرات عاصي لحنين ورد فعله على اللي حصل، كنتِ فهمتي من نفسك أن عاصي معجب بحنين. ولازم نعمل حاجة قبل ما ينقلب الإعجاب لحب. وأنا شايفة إن أم عاصي متعاطفة مع حنين زيادة عن اللزوم، ومن غير شك، لو عاصي اعترف بإعجابه لحنين، هتكون هي زوجة عاصي مش أنتِ.”
نوران بغضب: “لو اللي أنتي بتقولي ده حقيقة، أنا هقتلها وأشرب من دمائها. عاصي ليا أنا وبس، ده أنا أموت فيها لو بقي لواحدة غيري. أنتِ ما تعرفيش أنا بحبه قد إيه.”
ترد سلوي قائلة: “يبقى لازم تحاربي علشان تكسبي حبك، ومش تسمحي لحتة خادمة تأخذوه منك. وأول حاجة لازم تعمليها هي تقتلي الإعجاب اللي في عيون عاصي تجاه حنين.”
نوران بذهول: “ازاي؟ مش فاهمة.”
سلوي بخبث وهي تنظر إلى انعكاس صورتها في المرآة: “هقولك إزاي دلوقتي. بعد اللي حصل ده، الكل شايف إن حنين ملاك ماشي على الأرض، وبالأخص عاصي. وممكن اللي حصل ده يكون كافي إن عاصي يحب حنين، وبالأخص بعد ما سامحت كاظم أخوها ورجعته على البيت. كل اللي عليكي دلوقتي هو تتصرفي بذكاء وتخلي عاصي وأمه يفكروا إن حنين بنت كذابة وبتخدع الكل بوشها البريء، وإن هي مش زي ما الكل شايفها.”
نوران: “طيب، بس إزاي أعمل كده؟”
سلوي بخبث: “هقولك.”
نوران بدهشة: “يالهوي، لو حد عرف حاجة عن اللي أنتي بتقولي ده، هانروح في مصيبة، وعاصي هايحب حنين وهيتأكد إنها بنت صادقة بجد، وهطلع أنا الشريرة والبنت الشمال في عينيه.”
سلوي: “لو أنتي ذكية، هتعرفي تلعبينها صح.”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *