روايات

رواية سيطرة ناعمة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة البارت الخامس والعشرون

رواية سيطرة ناعمة الجزء الخامس والعشرون

سيطرة ناعمة
سيطرة ناعمة

رواية سيطرة ناعمة الحلقة الخامسة والعشرون

شل الخوف حركتها وشعرت وكأنها هوت بحفرة عميقه، لا تدرك ماحدث بعد ولا على من سقطت لكنها على علم تام بأنها الأن في مأزق.
وأن هناك يد قويه غليظة تحتضنها الأن تتمنى لو كانت يد ماهر الذي تكرهه.
لكنها فتحت عيناها لتصتدم بأعين غائرة حادة غير عينا ماهر وصوت بدأ يخرج يسب وينهر بغطرسة لكن تلجم وانخرس وهو يبصر كل ذلك الجمال أمام عيناه مستشعراً ملمس جسدها الغض بين ذراعيه.
أحياناً الجمال يُفيد…ليس نقمة دوماً فللجمال سطوة تفتح أبواب لمن يتقن إستخدامه فقط.
وقد بدأت تفهم ذلك ببطء وهي ترى تحول حدته ونبرة صوته لأخرى متوولة لتفطن أن سحر جمالها قد فُعل معه.
لكنها مازالت خائفة، مرعوبة خصوصاً من تجمهر رجال عظام الجثه صانعين دائرة بشريه حولهما وقد استمعت لصوت شد أجزاء جماعي لأسلحتهم التي صوبت ناحيتها في الحال وصوت قائدهم يردد:
-أمن الوزير أمن الوزير.
وزير؟!! أطبقت عيناها بتعب هذا ما كان ينقصها فعلاً….
حاولت الوقوف رغم شلل مفاصلها وتسيبها من الرجفه والخوف لكن الحرس تقدموا ليوقفوا الوزير متممين على صحته وانه بحاله جيده ومازالت مسدساتهم موجهه ناحية تلك الواقعه أرضاً غير مهتمين كل همهم السيطرة على الموقف.
يتحدث القائد بصوت صارم:
-معاليك بخير يافندم؟ في اي حاجه؟
أسكته بحركة من يده وهو يقول:
-تمام يا قدري تمام مافيش حاجه.
ومن مد يده كان الوزير بذات نفسه تجاه تلك الحلوة التي رفعت يديها علامة الاستسلام تقول بصوت باكي:
-أنا ماعملتش حاجه والله.
كانت مرعوبه ولم يطمئنها سوى تلك النظرة التي كانت تمقتها وتكرهها سابقاً، نطرة رجل أعجبته أنثى جمالها صارخ…باتت تشم رائحة تلك النظرات من كثرة ما تعرضت لها؛ هنا فقط عادت لرونقها ولم تعد خائفة وأبتسمت داخلياً علمت بأن جمالها قد فُعل سحره وسيحميها، بدأت تلتمس كم انه نافع في فقط من كانت بلهاء وقليلة ذكاء وخبره لم تعرف كيف تستخدمه.
شمت نفسها..وكأنها هنا وبتلك اللحظة اتخذت قرار غير معلن..هي لن تصبح خاسرة من جديد، لن تصبح لعبة، ولن تظل مفعول به، يجدر بها أن تكن الفاعل عليها فقط التريس والتعلم.
زادت ثقتها وهي ترى تكون ابتسامة تحولت لضحكة لكن لم يخف عليها نظرة الذئب الجائع الذي شمل بها جسدها المثير وحاولت التغاضي عنها…كلهم نفس الرجل.
مدت يدها ليده الممدودة فساعدها كي تقف ثم قال :
-أنتي مين بقا يا حلوة؟
نطرت حولها لحرسه وهم مازالوا شاهرين أسلحتهم مصوبه عليها ثم قالت بخوف:
-وانا هعرف اتكلم وانا تحت تهديد السلاح كده؟
قهقه عالياً لتكتمل صورته الأرستقراطية خصوصاً وبأصبعه سيجاره الكوبي مازال يدخنه…
أشار بيده لهم فأنزلوا أسلحتهم فوراً لينظر لها من جديد يقول:
-همم ..خلاص نزلوا السلاح ممكن أعرف بقا مين البنت القموره قوي دي الي وقعت عليا من السما؟؟
لم تكد تخرج صوتها وقد حضر في الحال فاخر الذي شاهد من بعيد تجمهر حوس الوزير حوله مما يعني وقوع كارثه في حفلته و وقوع كارثه مع الوزير شخصياً يعني خسارات لا أول لها ولا أخر وفاخر كلب لمصالحة لذا ذهب على الفور بقلب مرعوب ينتوي السيطرة على الموقف وترضية الوزير وكلما اقترب اتضحت له الرؤية أكثر فزاد رعبه.
المشكلة مع وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية، مشاريعه كلها بخطر.
وما ان لمح “لونا” تلك العاهرة الرخيصة حتى فطن فمن سيخرج كل غضبه، سيلقنها درس قاسي ربما برد فعله العنيف هذا قد يهدأ غضب الوزير.
اقتحم الموقف يعتذر بتدني وخوف:
-في ايه معاليك..انا بعتذر والله بعتذر..يارب تقبل إعتذاري ..وانتي يا…
هم ليوجه حديثه لها يصرخ فيها، يسبها ويهينها وهي تنظر له مصدومة تراه يتذلل معتذراً للوزير وقتها دوى صوت برأسها يخبرها (الكبير في الأكبر منه وكل واحد مهما كان منصبه في حد اكبر منه عايز ينول رضاه)
ولونا كانت متخدة القرار لن تترك فرصه ولو صغيرة لأي شخص يجرحها فيها أو يهين كرامتها لذا هتفت تصرخ فيه تخرس لسانه الذي حاول التطاول لكن الوزير تداخل يحول بين سبه لها وردها عليه يقطع كل ذلك وهو يردد:
-بس بس يا فاخر اهدى…ماحصلش حاجة.
-ازاي بس يا باشا.. بعتذر منك والله بس يعني المهم حضرتك بخير؟ وحصل خير؟
-أنا هبقى بخير اكتر لو عرفت مين البنوتة القمورة دي بسألها من بدري مش عايزة ترد.
التقط فاخر طرف الطعم،(البنوتة القمورة) ضاقت عيناه، هو يشتم رائحة المصلحة شماً وعلى مايبدو أن بالقصه مصلحة لا بل مصالح.
سبحان المعز المذل..حينما تصبح عبداً للمال وللمصلحه فيزيدك الله ذل وهوان وتضيع الهالة والهيبة، فقد تغيرت نبرة صوته على الفور وتحول حرفياً لشخص آخر هي لا تعلمه.
لانت نبرة صوته، لانت لأبعد حد واقترب منها بعدما رسم إبتسامة عريضه متلهفه لحجم المنافع التي قد تصب بجعبته ان أحسن إستغلال الوضع ليقول:
-دي لونا بنت أختي.
اتسعت عيناها وشهقت بتفاجئ وكذلك غضب وسخط..(لونا بنت اختي؟!!!) ألأن فقط باتت والدتهل شقيقته، والدتها الملقبه بالعاهرة الفاجرة الهاربة مع عشيقها؟!
من جلبت لهم العار؟!! من تنصلوا منها ومن سيرتها؟!!! هل الأن فقط باتت لونا ابنة شقيقته؟! ألم يدعوها مسبقاً بالفاجرة ابنة الفاجرة؟!
لم تكن تحتاج للكثير كي تفهم علمت ما بداخله وما ينتويه، وكل ذلك لم يمنع صدمتها وإستغرابها من تحول البشر وتغيير المبادئ عند المصلحة، لكن بالأساس فاخر لا مبدأ له، ليس فاخر فحسب بل تلك العائلة كاملة هكذا.
انتبهت على صوت الوزير يردد بلمعة عين وصوت معجب:
-لونا؟! إسمك لونا؟! أنا أول مرة اسمع بالأسم ده، بس جميل ومميز زيك.
-شكراً..ده من ذوق حضرتك.
قالتها مبتسمة، فقد التمست بداية طرف الخيط وعرفت من أين تؤكل الكتف.
لكنه قال:
-بس أنا زعلان من قوي يا فاخر بيه.
أسرع فاخر يسأل بلهاث:
-ليه بس يا باشا كفى الله الشر.
-بقى يبقى عندك بنت أخت زي القمر كده ومخبيها عننا..ينفع؟!
-وانا اقدر بردو يا باشا…هي بس مش بتخرج كتير ومالهاش في التجمعات والحفلات.
نطقها بسرعه…باتت الرؤية واضحه ومعها مصالح بالكوم، ليكمل الوزير بعدما التف ينظر للونا مبتسماً:
-ده انا على كده بقا حظي حلو الليلة دي عشان تقع لي من السما بنت بالجمال والرقة دي..زي الملايكة بالظبط.
رغم ان حديثه يوترها لكنها كانت تحاول الإبتسام فمد يده مبادراً بالتعرف:
-أنا فاروق دويدار واتشرفت جداً بيكي يا لونا.
مدت ترد السلام:
-أهلاً بحضرتك…الشرف ليا.
=طب ايه هنفضل واقفين كده مش نقعد أحسن؟
قالها فاخر يستغل الفرص وهو يرى عينا فاروق تأكل لونا أكلاً يتحين منها اي نظرة أو ردة فعل أو حتى مبادرة منها على حديثه فمهما كان هو وزير لا يلاقى إهتمامه بلا شئ كما تفعل تلك المغفلة.
ولونا لم تكن مغفلة..بل فطنت على الفور بعد طلب فاخر انه يجهزها لتصبح صيد ثمين وهذا ما ترفضه تماماً.
ليس لكونها نزيهه ولكن لديها مبدأ هو غير نزيه لكنه موجود وهو قرارها بأنها لن تجعل اي شخص يستفيد منها ويستغلها خصوصاً لو كان هذا الشخص من عائلة الوراقي يكفيها إستخدام ماهر لجسمها في متعته.
حتى لو كان تعارفها بهذا الوزير قد يعود عليها بالنفع لكنها لا تريد ذلك النفع لو كان هنالك شخص من الوراقيين سيستفيد منه، بل قد تهدم المعبد على رؤوس من فئه أهون عليها من أن يستفيد فاخر منها.
لذا رفعت رأسها بكبر وتحدثت بغطرسة:
-لا أسفه مش هقدر.
ثم نظرت للوزير تكمل:
-عنئذنك.
تكورت قبضة فاخر بغضب خصوصاً وهو يبصر اتساع أعين الوزير وصدمته الشديدة وكأنه يسأل(هل رفضته للتو؟!!) وبداخله عقله يصرخ ويشير عليها(أنا عايز البنت دي)
التف فاخر يردد باعتداز وتذلل:
-أنا أسف…أنا أسف جداً يا باشا
-إيه اللي حصل من شويه ده؟!
-أص..أصلها..بتتكسف و..هي خجوله جداً…أنا أسف حقيقي أسف.
ليرد الوزير بنبرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني:
-لا أنا زعلان..زعلان جدا يا فاخر.
-لا طبعاً كله الا زعل معاليك انا هجيبها حالا تعتذر لسيادتك…دقايق وراجع لك يا باشا.
تحرك ورائها على الفور ينوي مساواة وجهها بالارض كي تعتبر وتتعلم كيف ترفض له أمراً.
وصل لعندها يقبض على ساعدها بغل:
-انتي شكلك اتجننتي.. مفكرة نفسك مين عشان ترفضي امر أمرك بيه.
نجحت في نفض يده تأمره هي بدلاً ما كان هو الفاعل:
-شيل ايدك أحسن لك.
-والله؟!
-والله، ولا ايه رأيك اجري علىلفاروق باشا دويدار أعيط له واقوله انك بتمد ايدك عليا وبتضربني واطلب حمايته وشوف ساعتها ممكن يحصلك ايه؟
تهللت داخلياً وأبتسمت وهي تبصره قد تراجع خطوة للخلف يعني نجحت.
تسمعه يردد:
-ده احنا طلع لنا صوت.
-لا صوت ايه.. لسه ماعلتش صوتي وروحت قولت لابن اخوك ان شغال معرفااااتي…وبتظبط مراته لواحد يا راجل راجل.
غمزت له باحدى عينيها تسأله بوقاحه وقلبها يدق رعباً من رد فعله على ما ستقوله:
-شغال الشغله دي من زمان ولا ايه؟
بالفعل رفع كفه كي يصفعه بعنف :
-أه يابنت ال..
-اهو ماهر جه احنا نحكمه مابينا.
لف خلفه ليبصر تقدم ماهر الدي نجدها هي ودقات قلبها العاليه برعب فهي مازالت تختبر قوتها وجرئتها.
تقدم منهم ماهر يردد:
-انتي كنتي فين قلبت عليكي الدنيا؟
نظرت نظرة تحدي لفاخر أن يتجرأ وينطق لكنه لم يستطع لحسابات كثيرة، فاضطر لأن يغادر بسخط وهزيمة يتركها شامته فيه، فائزة، ليسأل ماهر مستغرباً:
-هو في ايه؟
-ولا حاجة
-هو ايه الي ولا حاجه انتي بقالك شويه مختفيه كنتي فين؟
-كنت بشوف البوفيه…هو هيفتح امتى انا جعانه قوي.
حرك رأسه وهو يضحك بيأس عليها ثم مسح على معدتها مردداً:
-دي..دي هتوديكي في داهيه دي…ماشيه تدوري على البوفيه؟ ليه مجوعك أنا؟
كانت عيناها متسعه من تصرفه الحميمي وردت بخوف:
-ماهر
-يا عيون ماهر
-الناس يا ماهر.
-مايولعوا .
رفعت احدى حاجبيها تسأل:
-طب وجميلة؟
تنهد بضيق يسأل:
-مالها؟
-مش خايف على مشاعرها؟ هو انت صحيح يا ماهر مفضلني عنها؟؟
-انتي ليه مش مصدقة؟
طالت نظرتها على جميلة المندمجة في حديث راق مهذب مع احدى سيدات المجتمع الراقي تراها بارزة، نجمة الحفل، إبنة عيلة، والكبير والصغير يبجلها، جمالها متفرد ومتعوب عليه و واضح فيه رائحة المال، هي على عكسها تماماً…لونا تشعر بالغيرة الأن…
فتقدم ماهر منها يسحبها لعنده أكثر مردداً:
-والله العظيم ما قادر أشوف غيرك؟
رفع احدى حاجبيه متوجساً يسألها :
-لونا هو انتي عامله لي عمل؟
رمقته بنظرة جانبية كانها تخبره انها بالأساس تتمنى التخلص منه.
لكنها صمتت ماترغب بقوله لن يخدم نواياها…فكرت لثواني ثم همست بدفء:
-على فكرة يا ماهر.
-هممم
-طارق جه وحاول يتكلم معايا.
انتفض بغضب :
-إيه؟
كان يهم ليتحرك ويذهب يبحث عنه لكنه أوقفته تردد متصنعة القوة والحزم:
-بس أنا ما سكتلوش.
توقف ينظر لها بترقب لتكمل بأعين جرو:
-قولت له مايصحش يتكلم معايا تاني انا دلوقتي ست متجوزه وعلى ذمة راجل.
لمعت عيناه مما سمعه:
-بجد
هزت رأسها وهي تبتسم له فضمها بقوه يردد:
-طب أكلك دلوقتي ولا اعمل فيكي ايه؟! ها؟! اعمل فيكي ايه؟!
-تعملي خدمه مش هنساها لك ابداً.
المقابل منه كان الصمت…خاب أمله، ابتلع غصه مؤلمة بحلقه ثم قال:
-خدمة ايه دي بقا
-مش ليا
-كمان..عظيم..لمين بقا؟
-سما صاحبتي…هي شغالة في برنامج راديو ومتهددة تمشي منه وانت ممكن تنقذها
-ازاي؟
-تعلن عندها في برنامجها لو دخلت بإعلان شركة معمار كبيرة زيكم كده المدير مش هيقدر ينطق معاها بحرف
-وأنا ايه الي يخليني اعمل حاجة زي كده واروح اعلن لمشاريعنا في برنامج راديو ومش مسموع كمان ومالوش جمهور حد قالك عليا حد قالك عليا برمي فلوس في الأرض
-ليه والله دي سما شاطرة قوي وبعدين دي خدمه إنسانية…هي و ولادها معتمدين على الشغله دي عشان مصاريفهم بعد ما جوزها اتخلى عنهم.
تنهد يرفع عينيه للسماء ثم قال:
-هعمل كده حاضر
طارت من الفرحه تردد :
-بجد يا ماهر
-بجد يا عيون ماهر …بس…
ناظرها بمكر فسألت متوجسه:
-بس ايه؟
-انتي طبعاً على علم اني مش جنتل مان قوي كده
-عارفه.
ردت بيقين فضيق عيناه بغضب لكنه كمّل:
-ومش بعمل أي حاجة بدون مقابل.
حاولت التحايل تستخدم دور الأنثى المتلاعبه الجديد عليها فاقتربت تتمسح فيه بنعومة تردد:
-بس انا مراتك؟!
ضحك واعطاها نظرة من أسفل عيناه كأنه يسألها(حقاً؟! الأن فقط أصبحتي زوجتي؟!)، مما جعلها تحمحم بحرج بعدما فطنت فشل إغوائها وسألته:
-ايه المقابل؟
توهجت ملامحه وعلى تنفسه وهو يخبرها:
-نفسي في مره بمزاجك، تجيلي بمزاجك، انتي الي تطلبيني، تعملي كل ده بحب مش عشان انا عايز وانه أمر واقع انتي متعايشة معاه.
رفوفت بأهدابها…معنى كلامه خطير ويحمل بين طياته الكثير، يعني ذلك انه يعلم بما يدور بخلدها وانه لا يملك سوى ان يتقبله، لما؟! هل بالفعل لأنه لا يقدر على الإبتعاد عنها كما صرّح مراراً مسبقاً؟
بالنسبة لها كان طلبه غير مستساغ، هل لا تتقبله لكن لا بأس من بعض التمثيل إن كانت هناك حياة أطفال من مأكل ومسكن معلقه بليلة منها مع من يدعو زوجها وقد تسلى لليالي طويله عليها فلا ضرر إذاً من ليلة زيادة.
لذا هزت رأسها على الفور تردد:
-موافقة.
اتسعت عيناه، لم يظن انها قد توافق بتلك السرعه، يبدو الأمر هام وخطير جداً بالنسبة لها لذا سارع بالقول طامعاً:
-امتى؟
-دلوقتي لو حابب.
أوه….ستفعلها…لا يكاد يصدق..لكنه طماع لذا همس بحراره:
-لا مش دلوقتي وتنامي.
-أمال عايز ايه؟
-٢٤ساعه
-إيه؟
-زي ما سمعتي يا لونا…دي فرصه ممكن ماتتكررش تاني.
-موافقة يا ماهر.
رقص قلبه فرحاً وكاد ان يقفز من السعاده لكنه تمالك نفسه بصعوبة وهتف:
-من بكره الصبح…٢٤ساعه
صمتت تهز رأسها موافقة، ماصار كان بالنسبة لها كارثة بكل المقاييس ولا تعلم لما دوماً أمامه تصبح خاسرة، معنى طلبته وإضطرارها الموافقة عليه انها كلما ارادت شئ كان عليها دفع المقابل.
وسمعته يقول:
-أنا هروح أشوف باقي الي ورايا عشان أروحك.
تحرك بالفعل كي يعود لها سريعاً وهي من خلفه تردد بحسرة:
-وانا الي كنت فاكرة نفسي بقيت لعابية وهعرف الاعبه أتاريه ماهر فعلاً وانا دلوقتي على رأي عادل إمام هشخلل عشان أعدي.
_______سوما العربي_______
وقفت جميلة تتحدث مع احدى سيدات المجتمع تضحك وتتهامس الى ان تقدم رشيد يقف معهم مردداً:
-مساء الخير
ردت عليه كل منهما ثم انسحبت السيدة بلباقة كي تذهب لزوجها وبقى رشيد مع جميلة يطالع فستانها الأنيق عليها وتسريحة شعرها الروعة بتلك القصه على غرتها ولم يستطع من حاله من التعبير عن إعجابه الشديد:
-شكلك يجنن النهاردة
ردت عليه وهي تنظر للمنظمين في الحفل تتابعهم من بعيد كأنها تخبره ان لديها ماهو اهم من رأيه:
-مش النهاردة بس، كل يوم شكلي يجنن.
ابتسم معجباً بزيادة:
-في دي بصراحة…أشهدلك.
رفعت وجهها ذو الملامح الجميلة تطالعه بصمت مترقب لثانية ثم سألت:
-أمال فين المدام وابنك؟ جاي من غيرهم ليه؟
رفع إحدى حاجبيه يسألها:
-وانتي ليه عايزاني أجيبهم؟
ردت عليه برفعة حاجب هي الأخرى فأكمل:
-ولااااا…عايزة دايماً تشوفي الحاجز موجود عشان ماتتوتريش؟!
-أتوتر؟!!
-آه
-وأتوتر من ايه بقا إن شاءالله؟ انت مصمم تلاعبني بس الحقيقة انت بتلعب في ملعب فاضي ولوحدك وبتجيب كمان إجوان في نفسك يارشيد.
احتقن وجهه بغضب لتهديه إبتسامة مقيته:
-كان نفسي أقف أسلي لك وقتك الفاضي اكتر من كده بس زي ما انت شايف وقتي انا مليان.
كادت ان تتحرك ليقصف بغضب:
-مليان بمين؟ بماهر مثلاً؟
التفت نصف التفاته ليكمل:
-ماهر بتاعك طول الحفله واقف مع مزه صاروخ أرض جو زانقها ومش عاتقها، انا راجل زيه وبقولك.
غمزها يكمل:
-شكلها تخصه قوي.
رفعت رأسها بكبر ثم تحركت تاركه له المكان وذهبت تحبث عن ماهر ليخبروها بأنه قد غادر الحفل مع أسرته.
_________سوما العربي______
وقف عزام بغضب وفزع يردد:
-فاروق دويدار؟! انت اتجننت يا فاخر؟! بتوقعنا معاه ليه؟
-هو انا؟! دي الزفته الي اتلبينا بيها هي الي وقعت عليه ومت ساعتها وهو مش على بعضه.
مسح على وجهه بغضب يردد:
-مش بتقع غير واقفه مره طارق ابو العينين ومره فاروق دويدار، دي لو قاصده تأذينا مش هتعمل كده.
-طارق ايه؟! فاروق دويدار مش مجرد وزير، فاروق ممكن يمحينا انا وانت وطارق وأهله من على وش الأرض ويخلينا نعلن إفلاسنا الصبح.
-والعمل.
-تتجوزوا.
-ازاي؟
-هو ايه الي ازاي؟! دي حته مصلحه لينا عشان نخلص منها وبدل ما طارق باصص لها اجوزوا انا جنا بنتي..والبت دي نستفيد منها بدل ما هي واقفه لنا لقمة في الذور كده.
-حلو…حل يرضي جميع الأطراف بس ابنك بوظوا.
-ابني؟؟ ابني مين؟! ماهر؟!
-انت عندك ابن غيره؟!
-امممم…واضح ان كل حاجة لازم تتكشف..طيب…ابنك متجوزها يا عزام.
هب عزام من مكانه يسأل:
-إيه؟!!
-ورسمي..يعني متوثق.
تحرك بغضب ليخرج ويذهب لها ولماهر:
-ده انا هطربق الدنيا فوق دماغهم
لحق به فاخر ونجح في ايقافه حبث قال:
-تفتكر ده هيحل؟! بالعكس احنا هنعمل من بنها وانت مش عارف حاجه، الموضوع المره دى محتاج تفكير بالراحه احنا مش بنلعب مع اي حد.
-هنعملها ازاي دي؟
-مش عارف…تعرف حد في السجل المدني؟
اتسعت عيّنّا عزام يسأل شقيقة هل ما فهمه صحيح؟!
________سوما العربي________
كانت تقف في المطبخ تغلي كوب من اللبن ربما ساعدها على بعض الإرتخاء فنامت لان التفكير أتعبها.
بعد خدمته لها في صديقتها لديها طلب جديد..بالتأكيد سيفعل ما فعل.
سحبت نفس عميق تفكر كيف لها أن تظهر تقبلها له ليوم كامل بل وتصبح مبادرة.
الجاحد يريدها أن تطلبه..لم ترى قبل ذلك مسبقاً ولن ترى.
كادت ان تنهي صعود السلم لكنها توقفت على رسالة من رقم غير مصري..فتحتها لتصدم.
صاحب العمل غاضب من تأخرها وامتداد أجازتها يخبرها انها لديها ثلاثة أيام فقط لتعود من مصر والا ستصبح مرفودة.
مسحت على وجهها وهي تشعر بالمصائب تتكتل فوق كتفها فهي لا تأتي فراداً، تسأل كيف ستفعلها؟ كيف؟؟ ماهر ليس بساذج مطلقاً.
دلفت غرفتها لتشهق برعب وهي تراه يجلس على سريرها مغطى بغطائها وجزعه العلوي عاري تماماً بيده مشروب دافئ يحتسيه بتلذذ وارتخاء .
لاحظ دخولها و وقفوفها فسألها:
-واقفه كده ليه؟!
-ايه الي واقفه كده ليه؟! انت بتعمل ايه هنا؟
هز كتفيه برتابه تامه يردد :
-إيه هنام
-هنا؟!
-مراتي نايمه هنا فأكيد مكاني جنبها…خلصي يالا وطفي النور وتعالي عشان اليوم كان طويل قوي وانا مرهق جداً ومحتاج انام.
-انت ازاي كده..بتتكلم عادي كده…وبعدين هو مش انت قولت من بكره..٢٤ ساعة .
-أممم..حصل..بس ده مايمنعش اني اشوف الي يريحني وأعمله وانا برتاح جنبك يالا زي الشاطرة كده هاتي اللبن بتاعك ده وطفي النور وتعالي جنبي.
لم تتحرك بعد فكرر:
-يالاا يا لونا انا مجهد جداً النهارده..مش حمل مناهدة.
انصاعت لأمره…ليس لشيء سوى لأن قائمة طلباتها قد زادت.
تقدمت تجلس على السرير لجواره بعدما أطفأت الضوء فسألها:
-مش هتشربي اللبن.
-خلاص مش عايزه.
-كويس بردو.
جذبها ليطبق عليها أحضانه بقوه مردداً:
-تعالي في حضني بقا عشان أعرف أنام.
إعتصرت عينيها بضيق تسأل متى ستصبح حره ثم قالت:
-بس أنا مش هعرف انام كده.
-بكره تتعودي.
وابتسم حينما تذكر (بكره) الواعد فهمس:
-بكره مش هنقضيه هنا.
-أمال فين؟
-ده هيبقى تاني اجمل يوم في حياتي عشان كده هاخدك ونروح شاليه الساحل عشان نبقى لوحدنا.
استرعاها حديثه فسألته:
-تاني اجمل يوم؟ وايه اول يوم.
مرر يده على منحنياتها بتملك ثم قال:
-يوم ما اتجوزتك يا لونا..يوم ما حسيت انك خلاص بقيتي ملكي.
عصبها حديثه ففلت لسانها :
-مش معنى انك اتجوزتني وبقيت مدام ونايمه في حضنك تبقى ملكتني…الامتلاك مش كده خالص.
خوفه حديثها لذا قال:
-في حاجة صحيح اتقفنا عليها انا وجدي ونسيننا نقولك.
-ايه هي؟
رد ببرووود شديد خانق :
-لا مش حكاية يعني بس انا وهو قررنا نعلن جوازنا.
الى هنا وتوقف بها العالم…الخناق يضيق عليها…اتفق عليها الجميع…اتسعت عيناها فقط ولم تجد ما قد تنتطق به…الوراقي الكبير يصلح خطأه في حق نفسه مع هنيه وليس خطأه في حق هنيه، الوراقي الكبير لا يهمه سوى حماية الوراقي الصغير غير عابئ بأي طرف أخر وهي من المفترض انها حفيدته أيضاً…الرجال للرجال ولا يفكرون سوى ببعض وألمهم هو أعظم ألم من منظورهم ولا شيء غيره.
لا تعرف كيف نامت ليلتها للتجد ماهر يوقظها مع أول خيوط النهار لتبدإ معه رحلة الأربعة وعشرون ساعه الأروع في حياته….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سيطرة ناعمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *