روايات

رواية قصة حنين الفصل الثامن عشر 18 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل الثامن عشر 18 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت الثامن عشر

رواية قصة حنين الجزء الثامن عشر

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة الثامنة عشر

تقف حنين في منتصف الطريق وتواجه الشخص المجهول، تنظر إليه بذهول عندما قال الشخص: “أيوا فعلاً يا حنين، أنتِ قد نوران، بنتي.”
حنين بصدمة: “نوران مين اللي بنتك؟”
الشخص: “تعالي معايا يا حنين، وأنا هافهمك على كل حاجة، وصدقيني مش هكذب عليكِ في حرف واحد.”
تنظر حنين إلى الشخص بذهول وتقول بصوت عالٍ: “لا، مش هاروح لأي مكان قبل ما أعرف نوران مين اللي بنتك.”
يرد الشخص بحزن: “نوران خالد بتكون بنتي أنا وسلوي، مش بنت خالد وعبير.”
ترجع حنين للخلف من شدة الصدمة وتقول: “أنت بتخرف! بتقول إيه؟ نوران بنتك أنت وسلوي؟ مين؟”
الشخص: “عارف إنك مش هتصدقي، بس أنا هاحكي لكِ كل حاجة علشان أموت وبالي وضميري مرتاحين. أنا عندي الخبيث وفي المرحلة الأخيرة، وعندي أمنية واحدة نفسي تتحقق. أمنيتي هي إني آخد نوران في حضني ولو مرة واحدة، وترجعي أنتِ وأخوكي لبوكم. أنتِ ورياض عيال خالد وعبير. عبير جابت توأم وفي نفس الوقت كانت سلوي ولدت بنت غير شرعية مني. اترجيتها كتير إننا نتجوز ونربي بنتنا مع بعض، لكن للأسف هي كانت ترفض كل مرة. أنا فاكر كل حاجة زي ما تكون لسة كانت إمبارح.”
**فلاش باك**
الشخص المجهول (عثمان) يترجى: “بترجاكي يا سلوي وافقي نتجوز ونربي بنتنا مع بعض. رجاءً، أنا عاوز بنتي تتربى في حضني وأسمع منها كلمة ‘بابا’.”
سلوي بغضب: “أنت بتخرف! بتقول إيه يا عثمان؟ أنت عارف لو حد اكتشف إن كان بيني وبينك علاقة غير شرعية إيه اللي ممكن يحصل؟ ولا خالد ممكن يعمل إيه؟”
يرد عثمان قائلاً: “ما كده كده الكل هيعرف يا سلوي إنك كنتِ حامل. أنتِ سافرتِ طول شهور الحمل علشان مافيش حد يعرف حاجة، بس دلوقتي ولدتِ وفي بين إيديكِ روح.”
سلوي: “ماتخافش يا عثمان، بنتي مافيش حد هيعرف إنها بنتي غير أنا وأنت.”
عثمان بقلق: “إزاي؟ أنتِ ناوية تعملي إيه؟”
سلوي بشرود: “عبير، مرات خالد، هتولد يا النهاردة يا بكره بالكثير.”
عثمان بتساؤل: “مش فاهم قصدك إيه؟ وعبير مرات أخوكي مالها ومال اللي هيحصل؟”
سلوي بخبث: “هبدل الجنين، هحط بنتي بدل اللي هتجيبه عبير.”
عثمان بدهشة وصوت عالٍ: “أنتِ اتجننتي!”
سلوي بغضب: “اهدى يا عثمان واعرف أنت بتكلم مين، واللي أنا بقول عليه هو اللي هيتنفذ، فاهم؟”
وبالفعل، في اليوم الثاني، أنجبت عبير، زوجة خالد، اثنين: ذكر وأنثى. وقبل أن ترى أولادها أو أن يعلم أحد بما أنجبت، كانت سلوي قد اتفقت مع الطبيب الذي باع ضميره من أجل بعض المال واستبدلت الأطفال، وضعت ابنتها بدل ابنة أخيها.
يستيقظ عثمان من ذكرياته وهو يقول، ودموع الندم والحزن لا تفارق وجهه: “بكيت على ذنب لا يُغفر، وكله بسبب الطمع والندم اللي ما بيفارقني.”
عثمان: “كان أبن محمد الخدام مش بيخلف، فسلوي خلتهم يتكفلوا بيكِ ويربّوكِ، وهي اللي كانت بتصرف عليكِ لحد ما كبرتي. وكبرتي قدام عيون أبوكِ، بس رياض محدش كان يعرف عنه حاجه. ولا سلوي عملت فيه إيه؟ أنا فكرتها قتلته، بس لما شفتك وشفت رياض والشبه اللي بينك وبينه، عرفت إنه هو أخوكِ التوأم. وحتى علشان أتأكد أكتر، عملت لكم اختبار دم وطلعت النتيجة إنكم فعلاً إخوات. خدي، شوفي بنفسك التحليل.”
يخرج عثمان من جيبه أوراق فحص الدم التي تثبت أن حنين ورياض إخوة بالفعل. تمد حنين يدها المرتجفة لتأخذ الأوراق وتقرأها، وهي لا تصدق ما تقرأه، ثم تقول والكلمات تهرب منها: “طيب ليه؟ ليه سلوي عملت كل ده؟ وعلشان إيه تحرم أب من أولاده وأطفال من حنان أبوهم؟ إزاي قدرت تعمل كل ده في أخوها الوحيد وعياله؟”
عثمان بحزن: “يكفيكِ شر الحقد والطمع يا بنتي. سلوي مش عملت كل ده علشان كانت خايفة من اللي بيني وبينها ينكشف، لا، هي عاوزة كل حاجة باسم خالد تكون لنوران علشان هي الوارثة الوحيدة اللي هاتورث خالد. ولو كانت خايفة فعلاً من اللي بيني وبينها ينكشف، ما كانتش اتخلصت من رياض كمان.”
حنين وهي تشعر بالدوار مما تسمع، وقد انكشفت الحقيقة أمامها، تردف قائلة: “معقولة في إنسانة بالحقد والجشع ده كله؟”
عثمان: “في يا بنتي أكتر من كده. ربنا يكفيكِ شر المستخبي. أنا هامشي دلوقتي علشان عندي موعد مهم مع الدكتور بتاعي، وانتِ فكري كويس وشوفي هاتعملي إيه.”
حنين بدموع: “ممكن أسألك سؤال قبل ما تمشي؟”
عثمان: “طبعاً، اسألي زي ما انتي عاوزة.”
حنين دون مقدمة: “ليه حضرتك قولت الحقيقة دي لي أنا، ومش قولتها لخالد بيه؟”
يرد عثمان بهدوء، على عكس علامات الدهشة التي ظهرت على وجهه مما سألته حنين ولم يتوقع هذا السؤال منها: “أول حاجة، في بيني وبين خالد بيه عداوة من سنين. ثاني حاجة، أكيد مش هيصدقني، ويكذب أخته. ثالث حاجة، أنا مش معايا دليل يثبت كل اللي أنا قولته ليكِ دلوقتي، غير تقرير تحليل الدم اللي في إيدك. ولو انتي عاوزة تقولي حاجة لخالد بيه، لازم يكون معاكي دليل قاطع يثبت كل حرف هاتقوليه. سلوي مش سهلة علشان تقع بسهولة. علشان كده، قبل ما تقولي أي حرف لخالد، لازم تخلي سلوي تعترف بنفسها قدامه. لو قدرتي تعملي كده، وقتها أقدر أقولك إنك هتتخلصي من كل مشاكل الحياة.”
ثم ينظر إلى الساعة التي في يده: “أنا اتأخرت أوي على معاد الدكتور. لازم أمشي. أنا خلصت ضميري من ربنا وعرفتك كل حاجة. وانتِ حرة، عاوزة تصدقي صدقي، مش مصدقة دي حاجة ترجع ليكِ. سلام عليكم.”
ثم يذهب عثمان بينما تقف حنين تنظر إلى أثر رحيله بذهول، وهي تسترجع كل شيء قاله لها منذ قليل.
—-
**في الجامعة**
يدخل عاصي وهو مع نوران، بينما تحتضن نوران ذراع عاصي بإحكام أمام الجميع. ينظر عاصي إلى تلاميذه الذين ينظرون إليهم ويتغامزون مع بعضهم، ويردف قائلاً بهدوء على عكس ما بداخله: “نوران، سيبي دراعي، الناس بتتكلم علينا. عيب كده.”
نوران ببرود: “ما اللي يتكلم يتكلم. أنت خطيبي.”
عاصي بدهشة: “خطيبيك إيه؟ ده إحنا لسة حتى ما قريناش الفاتحة.”
نوران بوقاحة: “وأنا بحبك وبعتبرك جوزي، مش خطيبي من دلوقتي.”
عاصي بعصبية: “انتي بتخرفي؟ تقولي إيه؟”
تتجاهل نوران الرد على عاصي، وتقول بصوت عالٍ: “يا جماعة، أنا والأستاذ عاصي اتخطبنا وإن شاء الله الخطوبة الجمعة الجاية، وكلكم معزومين!”
ينظر عاصي بدهشة إلى نوران وهي تقول: “أنا بحبك أوييي!”
تجد نوران أنها لا تستطيع مقاومة عواطفها فتقوم باحتضان عاصي أمام الجميع دون خجل. وفي هذه اللحظة، تصل حنين إلى المكان وتشاهد كل ما يحدث. تقف حنين أمام عاصي، وأعينهم تتقابل، ليغرق كلا منهما في بحر لا نهاية له. في هذه اللحظة، تتذكر حنين المحادثة السرية التي حدثت بينها وبين عاصي بالأمس.
**فلاش باك:**
بعد أن عادت حنين مع خالد إلى المنزل، رأت المكان بعينين غارقتين في الذكريات، تتذكر كل شيء حدث عندما كان جدها مازال على قيد الحياة. شعرت حنين بالحزن وتردف قائلة، ودموعها تكاد تنهمر: “بعد إذنكم يا جماعة، عاوزة أرتاح شوية.”
ينظر خالد إليها بقلق ويقول: “انتي كويسة يا حنين يا حبيبتي؟”
ترد حنين بتمثيل القوة: “أيوة الحمد لله، أنا في أحسن حال بس مرهقة شوية وعاوزة أنام.”
ترد سلوي بخبث: “خلاص يا خالد، سبها ترتاح شوية. روحي يا حنين يا حبيبتي، نامي نوم العوافي يا قلبي.”
تردف حنين قائلة بهدوء: “طيب، بعد إذنكم.”
يرد كلا من خالد وسلوي بصوت واحد: “إذنك معاكِ يا حبيبتي.”
تذهب حنين إلى غرفتها وتفتح باب الغرفة. تنظر حولها، وتلمح ملابس جدها التي ما زالت على الفراش. تتجه حنين نحو الفراش وتضم ثياب جدها بقوة، وتنهمر دموعها دون توقف.
استيقظت حنين من بكائها على صوت رنين الهاتف. تنظر إلى الهاتف لتجد رقمًا غريبًا، تتجاهل الرد في البداية، لكن الهاتف يستمر في الرنين. تقرر أخيرًا أن تجيب، ترد بصوت مخنوق من شدة البكاء: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مين معايا؟”
يرد المتصل قائلاً بهدوء: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أنا آسف لو بزعجك في الوقت ده، بس في حاجة مهمة أنا عاوز أعترف لكِ بيها.”
حنين بدهشة: “مين معايا الأول؟”
يرد المتصل قائلاً: “أنا عاصي يا حنين.”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *