روايات

رواية الشرف 2 الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف 2 الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف 2 البارت الثامن والأربعون

رواية الشرف 2 الجزء الثامن والأربعون

الشرف 2
الشرف 2

رواية الشرف 2 الحلقة الثامنة والأربعون

مر اليومين بسعادة على الجميع .
انتقل رفيع ورنوة لشقتهما ويحسن كل منهما حمل الألم عن الأخر .
انتقت ليليان فستان زفافها واعدت لليلتها المميزة .
طلب مهران من والده أن يتزوج هو أيضا ولا داعى لزفاف كبير . وقد وافق وهدان على ذلك وتم تحديد موعد زفافه بعد أخيه بإسبوع ف زينب رفضت رفضا قاطعا أن يزف ولديها بنفس الليلة .
استقرت علاقة ريان وليال وبدأ يسيطر على غضبه ويستمتع بقربها ليلا مكتفيا بذلك .
استقر تاج نفسيا إلى حد ما لكن انشغال غالية عنه لأى سبب يعيد له نوبات الغضب .
استعد محمود لعقد القران وتردده على منزل هيام يشعل غضب مظهر الذى يشتعل من الأساس لكنه لن يعبر عن هذا الغضب .هو لا يريد جذب الإنتباه له حتى ينهى عمليته القذرة.
يكثف صالح وأبناءه جهودهم ويبحثون عن الجناة الذين اقتحموا الحفل وتسببوا فيما حدث .

يوم عقد القران .
توجه الجميع لمنزل هيام التى استقبلت الجميع بسعادة . حمل محمد رحمة ؛ لا يزال يصر على حملها ولا يلتفت لاعتراضها على ذلك ؛ هو يحب ذلك .
وصل حازم وزوجته ترافقهما چودى وساهر الذى رفض العودة إلى منزله في الوقت الحالي حتى تستقر حالة آلاء ويطمئن قلبها على رنوة .
وصل تاج وأسرته كاملة لتبدأ مراسم عقد القران .
سرعان ما انتهى المأذون لتنهال عليهما التبريكات والتهاني ويتمنى لهما الجميع السعادة .
بعد ساعة بدأ الجميع يغادر ليستأذن محمود هيام أن يصحب حياة بنزهة قصيرة فلم تبد اعتراضا ليغادرا ايضا .
صحبها محمود لتناول العشاء بمكان هادئ يناسب مناسبتهما المميزة .
جلسا إلى طاولة بعيدة إلى حد ما ، كان يرغب برفع الحرج عنها لتكون على طبيعتها اكثر .
ابتسم وهو يخرج من جيبه مكعبا مخمليا يخرج منه خاتم ذهبى يقدمه لها ، نظرت له بحرج : ليه كدة ؟ شكله غالى .
رفع كفها يقبله بحب : دى هدية كتب كتابنا .مبارك عليا وجودك في حياتى .
قبضت على كفه : ربنا يبارك لى فى عمرك .
حمحم بحرج : حياة فى موضوع عاوز اتكلم معاكى فيه .
ابتسمت بود ليقول : انت دلوقتي مراتى وملزومة منى .
تجهم وجهها قليلا ليقول : أنا مش قصدى اضايفك
اخفضت وجهها بخجل : مش مضايقة .
مد يده ليرفع وجهها : ملامحك مابتعرفش تدارى .. حبيبتي أنا بس قصدى أنى هديكى مصروف ايدك . لأن ده حقك عليا .. حتى لما نتجوز هيبقى مصروف ايدك غير مصروف البيت .
حياة : بس أنا عاوزة اشتغل .
قرب كفها منه : ماعنديش مانع بس اعمل لك شغل خاص .
قطبت جبينها : ازاى مش فاهمة ؟
محمود : يعنى بتحبى الاطفال مثلا افتح لك حضانة .. عاوزة تفتحى محل تجاري أى كان نشاطه معاكى .. عاوزة تشتغلى تخصصك وتفتحى مكتب محاسبة معاكى بردو المهم ماتشتغليش عند حد ممكن يضايقك
حياة : لا طبعا .. وانت ليه تتحمل كل ده ؟؟
اتسعت ابتسامته : اتحمل إيه !!! أى مشروع هيبقى لى فيه نسبة يعنى هتشغلى لى فلوسى .. وتشتغلى زى ما بتحبى .. وانا ابقا مطمن عليكى .
ليس أمامها مجالا لتعترض . إنه يحيطها باهتمام بالغ ، كيف ترفض هذا الفيض من الحنان !!!
هى ايضا تحتاج هذا الحنان الذى يغمرها به ، فمنذ رحيل والدها عانت كثيرا ، وتحملت اكثر ، كثيرا ما شعرت بطاقتها تنفذ وجود والدتها كان دافعها الوحيد للإستمرار .لكن بوجود هذا الرجل يمكنها أن تحظى ببعض الطمأنينة ؛ هو هنا لأجلها فى كل الأوقات.
**************************
مر يومين آخرين ليأتى يوم ليليان المميز ؛ ذلك اليوم الذى ستنتقل فيه لبيت زوجها ، بل بيت حبيبها ؛ حبيب عمرها الذى أخفت عشقه بين اضلعها عن الجميع حتى جاء هو معلنا عشقه لها ليرفع الحواجز ويهدم السدود وها هي الخطوة الأخيرة التى سيصبحان بعدها روحا واحدة إلى الأبد .
تألقت في فستانها الذى انتقته بعناية ، تجملت وإن لم تكن بحاجة لذلك ، وانتظرت قدوم فارسها .
تجمع الجميع فى منزل تاج منذ عصر اليوم ، كانت الأجواء هادئة ومريحة ، كانت مفاجأة الليلة حضور ريتاچ وقد تماثلت للشفاء إلى حد ما.
اجتمعت الفتيات بغرفة ليليان وقد قدمت ليال لهن العصير وهن يضحكن ويتمازحن فكل منهن لها عاشق متيم يزرع السعادة في درب الحياة لتخطو هى فقط .
روان : أنا مش عارفة بس مرات عمى قفلت دماغها ليه !! كان زمانى أنا كمان هتجوز النهاردة .
ضحكن للهفتها بينما قالت ريتاچ : كلها اسبوع ماتزعليش .
سما : امال أنا والغلبانة دى نعمل ايه !! اتأجلنا لأجل غير مسمى…
ريتاچ بسعادة : ضاحى هيتجنن وكل يوم يكلمنى كام مرة
سما بغيظ : يا بختك ياختى .. أنا بقا واخدة اتقل راجل فى الدنيا
رحمة : انت هتاخدى هيبة واد عمى ..مش اى راچل عاد .
ليليان : طبعا مين يشهد للعريس ههههه
ليال : خوى سيد الرچالة
ليليان بخبث : طيب وخوى أنا !!!
تلون وجهها خجلا ليضحكن جميعا وتجذب روان ليال لجوارها وتهمس : بما انك اول واحدة اتجوزت .. إيه رأيك في الجواز ؟؟
انتفضت ليال مبتعدة : واه استحى ..
ضحكن مرة أخرى لتقول سما : هى رحمة اللى هتقول ..صح يا رورو .
نظرت لها رحمة بغيظ : بجولكم إيه بلا خربطة وحديت مالوش عازة
قاطعهن طرقات رقيقة على الباب لتنضم لهن حياة وفى دقائق شعرت بالالفة بينهن .مر بعض الوقت قبل أن يعلن وصول طايع ، دق قلب ليليان بجنون وهى تهرول للمرآة لتفقد زينتها .
اخيرا طرق الباب ليدخل تاج بوجهه المبتسم ، لا يصدق أن صغيرته ستغادر الأن لمنزل رجل آخر ، ما أسرع الأيام !!!
ينظر للسعادة بعينيها ليبتلع ألم فراقها ويظهر سعادة تحتاج هى لرؤيتها بعينيه ، قبل جبينها قبل أن يصحبها للخارج حيث ينتظر طايع بقلب يرتجف سعادة .
أسرع يقتل المسافة بينهما بخطوتين ليسلمها له والدها مع تحذير : طايع انت بتاخد روحى معاها .. اياك فى يوم تيجى لى زعلانة.
طايع : طول ما أنى فيا روح ما يعرف الحزن طريج جلبها واصل .
استحى أن يقترب منها بوجود والدها فإكتفى بضم كفها بين أصابعه لعل دفء ملمسه يخبرها عن احتراق قلبه .
جلسا قليلا لتلقى التهاني قبل أن يغادرا ليتبعهم الجميع حيث يتوجها لتخليد ذكرى يومهما المميز ببعض الصور ، وقد استأجر طايع عوامة على النيل لها حديقة أمامية رائعة واطلالة خلفية على النيل مباشرة لالتقاط الصور .
خرجت رحمة تتكأ على عكازا معدنيا ليقترب منها مسرعا : رايحة فين !! اوعى تفكرى هسيبك تمشى
تنظر له بغضب : اوعاك تفكر تجرب جدام الناس !!!
ليضحك ويحملها دون مقدمات لتتمتم بكلمات لم يسمعها لكنه تظاهر بالغضب : سمعتك ..
لتنظر هى فى الإتجاه الاخر .
تشابكت أصابع محمود وحياة ولم يمثل وجود هيام أى حرج له ، بل أثناء المغادرة رفع ذراعا يحيط كتف حياة واخر يحيط كتف هيام التى تأكد قلبها أنها حصلت على ابن لم تنجبه .
استغل مهران انشغال الجميع ليجذبها إليه : تعالى اهنة .
نظرت له بخجل ليقول : ماتمشيش وسط الرچالة .
ابتسمت بسعادة : بتغير عليا يا مهران .
ضيق عينيه وهو ينظر لها : بلاش تعرفى دلوك .
ظهرت خيبة الأمل على وجهها ليتنهد بضيق : ايوة بغير .. ارتحتى !!! اجفلى خاشمك كلمة زيادة ماهتعاوديش داركم تانى .أنى على أخرى .
اخفضت وجهها لكن لم تتمكن من إخفاء سعادتها لتمد كفها وتتمسك بكفه لتتفاجئ به يجذب كفها ليضعه داخل جيب جلبابه دون أن يحرر أصابعها ويقول بتهكم : إكدة ماتجدريش تهملينى وترمحى للبنتة تانى .
اقترب ريان ليهمس بشوق: عقبال ليلتنا .
اخفضت وجهها هى لا تعلم ما سبب تأخيره إتمام زواجهما ، تستحى أن تسأله ، وتستحى أن تتقرب منه ، تغفو كل ليلة بقربه و تجذم أنه يذوب شوقا إليها لكنه لم يتقرب إليها مطلقا .
ساعدتها والدتها لتستقل السيارة ليسرع طايع خلف المقود فقد رفض أن يشاركه أحد فى لحظاته المميزة تلك . ستكون ذكرياتهما لهما فقط .
كانت جلسة تصوير مميزة حاول الجميع التنحى لمنحهما الخصوصية ، حقا لم يقدم لها زفافا اسطوريا لكن قدم لها كل ما يسعدها .
بعد التصوير بدأ الجمع يتفرق ، البعض سيتبعهما للمنزل والبعض سيعود لمنزله .
صحبهما محمود لمنزلهما ، هو يعترف أنه اعتادها ، فهى ودودة ومرحة ، لكنه حتى هذه اللحظة لم يعترف بحبه لها . . رغم شعورها بحبه .. لم يكن يعلم بعد أن الحب شعور يصل للطرف الاخر دون حديث .. لا حاجة للاعترف به إذا كان الحب صادقا يصل للحبيب بمجرد النظر اليه .
ودعها على اللقاء بالغد لكنه لا يعلم ما يحمل الغد .. إن علم لما ودعها .. إن علم لواجه قلبه وارغمه على الاعتراف بحقيقة شعوره .. لكنه لم يعلم ..فلم يفعل ..فخسر فرصته .
****************
دق هاتف براء النائم ليلتقطه ويجيب بصوت ناعس : انت يابنى حد مسلطك عليا تقل نومى
تجاهل مروان دعابته واجاب بجملة واحدة : السلاح في شقة مظهر .
واغلق الخط دون أن يستمع لكلمة واحدة من براء الذى هب عن فراشه فقد انتظر هذه اللحظة طويلا ولن يخسر أمام مظهر هذه المرة .
*************
اخيرا اغلق الباب دون الجميع لتصبح له وحده . وقف أمامها دون أن يتحدث فقط ينظر لها بشوق يحاربه .
قلبه يغالبه ليقترب ويضمها وعقله يحجمه ليتبتعد كى لا يخيفها .
دقائق اشعرتها بالخجل حتى قررت أن تتحرك للداخل ، نظراته تذيب قلبها ولا تفهم سبب صمته . خطوة واحدة منها كانت كافية ليغلب قلبه عقله ويسبق شوقه حذره .
جذبها بقوة غير مقصودة لتجد نفسها محاطة بذراعيه أولا وانفاسها بجوفه بعد أن اندمجت براءة شفتيه ببراءة شفتيها لتصيبه هو بالجنون وتصيبها هى بالهلع .
فقد السيطرة على كل شيء قلبه الذى الذى يهذى وعقله الذى يختفى وجسمه الذى يشتعل . افاق على ضرباتها لصدره وما إن شعرت بإنتباهته حتى دفعته للخلف وركضت للغرفة.
لحظة الصدمة منحتها الفرصة لتغلق الباب قبل أن يلحق بها .مسح وجهه بغضب وهو يطرق الباب : لى لى افتحى .حجك علي غصب عني …
شعرت بالاختناق اكثر .. حقا افزعها لدرجة الموت . اختنقت بين ذراعيه .. لكن الاختناق لم يزل حين فرت منه بل يكاد يزهق روحها .
وضعت كفها فوق صدرها ..قلبها يؤلمها بشدة .. إنه يقف بالباب ينتظر صفحها عن تهوره ، هى ايضا تتلهف لقربه لكنه صدمها بتسرعه لتشعر بالخوف منه لكن لمن تبث مخاوفها !!!! لمن تشكو !!! .
لقد اعتادت أن تتشبث بصدر أبيها أو أخيها حين تشعر بالخوف وقد كانت تجد الأمان دائما .زاغت نظراتها تجوب الغرفة وصدرها يختنق .الدموع تتجمع بعينيها لتقرر أن تلقى بمخاوفها للمرة الأولى عليه وقلبها يرجف خوفا أن يخذلها .
وقف طايع وهو يفتح ذراعيه يسندهما للباب ، يوبخ نفسه على لحظة تهور اصابتها بالفزع لدرجة الهرب منه .
انزل ذراعيه وقد غلبه اليأس فهى لن تسامحه . لينفتح الباب ويجدها بين ذراعيه باكية تشكو له منه : أنا خايفة منك .
زاد بكائها ليضمها بحنان : حجك على .. هشششش .
فكر أن يعود بها للداخل لكنه تراجع فورا ليحملها ويعود بها للردهة . يجلس فوق أحد المقاعد وهى بين ذراعيه يربت عليها ولم يتوقف لسانه عن ترديد اسفه .
******************
وضعها محمد أرضا لتدفعه بغضب : جلت لك بلاش إكدة جدام الناس. أنى بستحى .
تجهم وجهه : أنا بعمل كده لمصلحتك . المشى غلط عليكى .
رحمة : ماعوزاش المصلحة دى .
حسنا لقد اكتفى !!! يحاول أن يراضيها دائما وهى غاضبة دائما ..كلما اقترب منها خطوة اعادته خطوات .
امسك ذراعها بغضب : اتكلمى معايا كويس . ولا نسيتى أنى جوزك . مش معنى أنى سايبك براحتك تفتكرى أنى ضعيف . لا فوقى لنفسك أنا استحملتك كتير .
دفعها للخلف وغادر الحجرة لكن لم يتوجه لغرفته القديمة ظل جالسا فى غرفة إستقبال غرفة الضيوف ، فمهما حدث لن يجرحها أمام والديه لكنه لن يعود للغرفة تلك الليلة مهما حدث .
*****************
رغم ما يمر به من أزمة نفسية إلا أن الشعور بألمها هو الشعور الوحيد الذى لا يتغير مهما كانت حالته . لقد جاهدت فى الأيام الماضية لتزيل نوبات غضبه حتى كادت تختفى . لكنها الليلة يرتجف قلبها خوفا ، هو يعلم ذلك .
إعاد زواج ليليان احياء ذكريات أليمة ظن أنه تخلص منها لكنه كان مخطئا .
من اجمل ما يميز علاقتها به تشبثها به فى لحظات خوفها وهذا ما حدث ، بمجرد أن أغلق باب غرفتهما انطلقت الى صدره تختبئ وتهذى بكل مخاوفها . دفعها لتتحرك نحو الفراش حيث احاطها بذراعيه ليمتص الخوف الذى يرتعد له قلبها بحنان اعتادت عليه حتى غفت . سطحها بالفراش لينزع نقابها بهدوء ويستلقى بجوارها .
********************
استيقظ طايع فجرا حين شعر بألم في ظهره ليجد نفسه نائما قوق المقعد وهى بين ذراعيه . أغمض عينيه ليستجمع قوته ثم يحملها وينهض متجها للداخل .
شعرت به لتفتح عينيها وتنظر له بأعين محتقنة من كثرة البكاء . قبل جبينها قبل أن يضعها بالفراش ، سحب ذراعيه ليبتعد لتتساءل بصوت مبحوح : رايح فين؟؟
ابتسم بهدوء : هغير خلجاتى . وانت غيرى لاچل تنامى مرتاحة .
اومأت برأسها ولكن لم تتحرك ، راقبته حتى غادر الغرفة ثم نهضت بتكاسل ، نظرت لهيئتها المزرية بالمرآة ليزداد تذمرها وتتجه نحو المرحاض الملحق بالغرفة .
انتهت من إزالة زينتها وتبديل ملابسها لكنه لم يعد للغرفة اقتربت من الباب باحثة عنه : طايع
اتاها صوته : أنى اهنة .
وجدته جالسا على نفس المقعد لتقترب وتجلس فوق قدميه بلا حرج وتتساءل ببراءة : مش هتنام ؟
مد كفه ليتخلل خصلات شعرها وهو ينظر لها بشوق : مارايدش .. متعود اجوم بدرى .
ليليان : وانا كمان . بس دماغى بتوجعنى أوى .
قرب رأسها ليقبله قائلا بأسف: بكيتى كتير . حجك علي .جلبى غلبنى .
دق قلبها لتلتصق به لكنه لا يدق خوفا بل يدق لقربه ، رفع وجهها لينظر لعينيها مباشرة ويقول بهدوء : لساكى غضبانة منى ؟
هزت رأسها نفيا وهى تبتسم ، ظل ينظر لها لحظات قبل أن يقترب مقبلا وجنتها ووجهها هامسا : بحبك .. بعشجك ..
لتهمس بصوت يكاد يسمع : طايع .
ارتحف قلبه وتوقفت شفتيه وقد كادت تصل لشفتيها لتقول : أنا كمان بحبك .
امسك كفها ووضعه فوق قلبه : جلبى اهه .. عذبيه وهنيه .. اغضبى وعاتبيه .. بس اوعى تجفلى باب بينى وبينك تانى .. اموت يا جلب طايع .
تشبثت بملابسه ليترك العنان لشوقه لكن بحذر وبلا تهور . هدوء وحب .. جنون وشوق.. ألم ممتع .. قرب مهلك .. عاشا معا كل شئ لأول مرة .. تعلما معا أن الحب لا يمكن الاكتفاء منه .
*******************
استيقظ محمود على صوت هاتفه ، فتح عينيه بتكاسل ونظر للشاشة التى تضئ بإسمها ليضغط فورا زر الإجابة : حياة انت كويسة ؟
حياة بخجل : اسفة مش قصدى اخضك . أنا كويسة .
امسك ساعته ليرى عقاربها لم تتجاوز السابعة صباحا : صاحية بدرى كدة ليه ؟
هى حقا تشعر بالخوف لكن لن تخبره بذلك فمنذ ليلة الأمس وهناك تحركات غريبة في تلك الشقة التى يسكنها ناس اغرب لكنها تجاهلت كل هذا وقالت : ماما راحت السوق وانا قاعدة لوحدى قلت أصبح عليك .واعاكسك شوية
لم يفكر بل قال بتلقائية : احلى صباح اللى اسمع صوتك فيه .بتعملى إيه ؟
أجابت فورا : قهوة
تجهم وجهه وانقبض قلبه بلا سبب ، نبرة صوتها تحمل شيئا لم يفمه ليتساءل فورا: مالك يا حياة
كيف تخبره أنها تخشى أن تنام .. تشعر بقلبها ينتفض خوفا .تنهدت ليزداد قلقه وقبل أن تجيب دوى صوت إطلاق الرصاص بكثافة لتهتز يدها وتسقط القهوة لينطفئ الموقد بينما صرخت بهلع لينتفض هو جالسا : إيه الصوت ده ؟؟
حياة بفزع : ضرب نار فى الشقة اللى قصادنا .
التقط مفاتيحه وهو ينطلق للخارج : اقعدى بعيد عن أى بابا أو شباك . أى ركن تحت الشباك وبعيد عن الباب .. ما تتحركيش . أنا جاى حالا .
أسرعت تنفذ ما قاله وهى تبكى .. كان عليها إخباره عن شكوكها ومخاوفها لكن لا داعى للندم الأن عليها أن تستغل كل لحظة معه فقالت فورا : محمود انا بحبك اوى .. من اول مرة دخلت فيها المحل وانا بحبك ..
انطلق بالسيارة وهو يصرخ : اسكتى يا حياة
حياة بإصرار : لا مش هسكت لازم تعرف قد ايه حبيتك ..
انتفض جسمه : أنا جاى .. وهخرجك وقولى اللى انت عاوزاه وانت فى حضنى .
بدأت تشعر بالدوار فهى لم تنم من ناحية . وغاز الموقد يخنقها من ناحية أخرى لتقول بكلمات مترنحة : محمود خلى بالك من ماما .
كاد يفقد عقله بمعنى كل حرف ، اصابته حالة من الهياج وهو يصرخ طالبا منها أن تتحدث إليه ، ألا تصمت ، ألا تتركه .
لم ينقطع الاتصال، صوتها فقط انقطع ليصرخ بلا وعى : حياة انا بحبك ماتسيبنيش
لكن لا رد .. لا حياة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشرف 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *